نعي أليم - فيصل سعد في ذمة الله !!! عكــود

آخر 5 مواضيع
إضغط علي شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

العودة   سودانيات .. تواصل ومحبة > منتـديات سودانيات > مكتبات > مكتبة شوقي بدري

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-08-2010, 10:17 PM   #[1]
شوقي بدري
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية شوقي بدري
 
افتراضي ترسيم حدود الجنوب .. 1 .

ترسيم حدود الجنوب .. 1 .

كما اورد فيصل عبدالرحمن علي طه في كتابه التوثيقي , إن الاداري ابراهيم بدري قال عندما كان في لجنة الدستور سنة 1951 , ان الجنوب لا يعني فقط المديريات الجنوبية. ولكن جنوب دارفور وجنوب النيل الازرق ومنطقة ابيي. وعندما اثرت مشكلة ابيي الاخيرة, كتبت عنها وقلت. و اقول. ان ابيي هي بلاد دينكا نقوك وان الكلمة ابيي تعني شجرة الجميز بلغه الدينكا , وثار وغضب الكثيرين.

احد المسيرية في امدرمان اتى لأخذ ابنته من مدارس الاحفاد. فسألته شقيقتي الهام بدري عن حاله فقال لها كويسين بس لو شوقي اخوك خلانا في حالنا. و بالسؤال انت بتعرف شوقي؟. كان الرد..لا, لكن هو مش مسكوهو الملف بتاع ابيي.

ولقد كتب آخرون عن ماذا يعرف شوقي بدري عن الموضوع , وما صلة ابراهيم بدري بالدينكا ونزاعات الجنوب؟. الآن وعندما صار موضوع استقلال جنوب السودان قاب قوسين او ادنى اصيب بعض الشماليين بصدمة. وبدأت الحكومة في محاولة بسط سلطاتها على منطقة شمال اعالي النيل. ولقد تعرض بعض ابناء الدينكا للإعتقال و الضرب و التهميش, وهم يحاولون ان يثبتوا حقوقهم في بلادهم و ارضهم و ارض اجدادهم . ولقد اتصل بى نفر كرام من ابناء الدينكا من من اعتبرهم ابناء اخوتى ..

والدي رحمة الله علي كان اداريا في تلك المنطقة في الثلاثينات, وفي الاربعينات. وفي مدينة ارنق التي حولها الشماليون الى الرنك. وولد اثنين من اشقائي, الشنقيطي وابتسام ابراهيم بدري, وهذا مسجل في شهادات ميلادهم. وارنق هي عاصمة شمال اعالي النيل. ولا يمكن ان يشكك اي انسان عاقل في اسم ارنق. لأن ارنق اسم دينكاوي صميم مثل دينق, نقور,قرنق وهي اسماء الملائكة الذين يتصل عن طريقهم الانسان بالخالق نجاليك . وابراهيم بدرى عاش ثلاثه عقود فى جنوب السودان . وهو من وضع اسس لغه الدينكا . ووضع لها الاحرف . وكان يمتحن الاداريين فى لغه الدينكا فى كليه غردون ..

الحدود الشمالية لمديرية اعالي النيل تبدا في دبة الفخار جنوب مشروع جودة. واذكر في الستينات وفي احد المقاهي التي كانت في بلدة جودة ان لفت نظري رجل بويس وهو يرتدي شعار اعالي النيل في قبعته. شعار مديرية الخرطوم كان هو رأس و خرطوم الفيل وشعار النيل الازرق كان الطائر ابومركوب. وشعار اعالي النيل كان الدرقة والكوكاب والطبيقة وهذه رماح الدينكا و الشلك. وسبب وجود رجل البوليس في جودة هو ان مشروع جودة الذي كان يخص آل ابو العلا كان جزء كبيرا منه يقع في مديرية اعالي النيل .
جوده تميزت باشجار النخيل . لان العمال الصعايده اللذين حفروا البياره والقناه , كانوا ياكلون التمر . وآل ابو العلا احضروا الصعايده للعمل فى المشروع . ولم يستعينوا حتى بالعمال السودانيين . ولم يدفعوا ثمن القطن للمزارعين لعدة سنوات . وكانوا يدفعون الغرامه وهى مئه جنيه كل سنه ويعطون المزارعين سلفيات . وكان هذا قانون سحب مياه النيل الذى كان مجحفاً فى حق المزارع . ولهذا كانت المذبحه . والخطوره الآن انهم لن يقبلوا بانضمام المنطقه الى الجنوب .
الاستاذ الكباشى الصافى والذى يكتب فى سودانيز اون لاين تحت اسم كانتونا . كتب موضوعاً فى جريده الخرطوم فى التسعينات . قال فيه ان منطقه كاكا التجاريه تعنى كل شئ لاهله . وانه حتى اذا استقل جنوب السودان فلن يتنازلوا عن المنطقه . وقال يا غرق يا جيت حازما . وسنحزمها فى مصلحتنا . ولقد رددت عليه وقتها بموضوع تحت عنوان ايبى نجل . والنون تخلط مع الجيم . وتعنى اذيك يا زول . وهذا ما يقوله الشلك عندما ياتى الانسان كلام فارغ . هذه المنطقه هى كدوك وتعرف بكاكا او فشوده . ولكن الاسم الصحيح هو كدوك . وكدوك وادوك اسماء شلكاويه مثل اسم الاخ وزير التعليم العالى بيتر ادوك .

كثير من اهل شمال اعالي النيل من دينكا و شلك وآخرون صاروا من المتحدثين باللغة العربية كلغة اولى. ولقد تأثروا بالثقافة الشمالية. وصارت المنطقة جزأ من الاقتصاد الشمالي ولقد اسمتعوا بأسعار للمواد الاستهلاكية ,اقل من بقية الجنوب. نسبة لقربهم من اسواق الشمال. و الانقاذ الآن تحاول ان تثير مخاوف البعض وتمارس سياسة فرق تسد. واهل الانقاذ بارعون في المؤامرات. ولن يترددوا في التضحية بأي عدد من البشر لكي تستمر سيطرتهم. وسيثيرون مخاوف القبائل من اصل شمالي . ولكن يجب ان ينتبه الجميع ويفكروا في ان الانقاذ ستذهب طال الزمن او قصر. ولكن هم وابناءهم سيستمرون في تلك الارض.

السيد محمد عثمان يس المشهور ب سيرانو الصغير وكان صديقا للشاعر توفيق صالح جبريل وابراهيم بدرى كان بمناسبه استاذه . وبسببه كتبت القصيدة كسلا التي يغنيها الكابلي كان اول مدير سوداني لمديرية اعلي النيل بعد الاستقلال وله مذكرات تؤكد هذا. وهو من خلف الاسكوتلندي نيكلسون مدير اعالي النيل المشهور و صديق ابراهيم بدر وكان ابراهيم بدري في ضيافته فى بريطانيا في عام 1961 قبل موته بشهور .

اعالي النيل شملت 7 مراكز ارنك او (الرنك) هي المركز في شمال المديرية و المابان هو المركز المتاخم لحدود جنوب النيل الازرق . وهذه المطقة تعرف بالبرون وعلى مدخل نهر السوباط الى الحدود السودانية من اثيوبيا هنالك مركز الناصر بأغلبية من الانجواك وإن كان للنوير وجود ملموس في هذا المركز. وللنوير وجود حصري في مركز اكوبو. على نهر اكوبو الذي يفصل السودان من اثيوبيا. وجنوب اكوبو هنالك مركز البيبور على نهر البيبور وهذه مناطق المورلي وهذه منطقة استراتيجية لأنها تسمح بالسيطرة على جسر فشلا ومنطقة جبل بوما . وكذلك فى مركز بانتيو للنوير وجود حصرى . اما مركز بور الذى هو آخر مركز جنوباً فى اعالى النيل فاغلبيه السكان من الدينكا . واكرمنى الله بمشاهده كل هذه المراكز . المركز السابع هو مركز فنقاك ويكتبها الشماليون فنجاك. وهذا مركز منطقة الزراف غرب النوير.
كل هذه الحدود مرسومة ومحددة ولا يمكن التلاعب بها. وآخر مفتش لمركز الرنك هو القاضي محمد صالح عبداللطيف وقيع الله من اهل رفاعة ويسكن في مدرمان متعه الله بالصحه . وكان نفوذه يمتد الى دبة الفخار في الشمال وجنوبا الى نهر عدار ومدينة فلج وملوث التي ننطقها نحن ملوط ..


في سنة 1958 وعندما استلم العسكر السلطة كان العم الاميرالاي محمد مصطفى الكمالي الحاكم العسكري لأعالي النيل وكان نائبه ابودقن من آل الباوقا وفي منزلهم في حي المديرية ملكال وبحضور ابنه و زميلي وضابط البوليس فيما بعد بهاء الدين, كان العم محمد مصطفى الكمالي يطلب من احد الضباط ان يأخذ الطوف ويمر بكل شمال اعالي النيل الى جودة .

قانون المناطق المقفولة لم يكن كله شرا و استمر لمدة 15 سنة من 1930 الى 1945 . لم يطبق في واقع الحال ولكن كان هذا ليحد من اندفاع الشماليين الى الجنوب. الا ان الحقيقة كانت ان الشماليين كانوا في كل قرية وكل مدينة في الجنوب واهلي خاصة اهل امي وبعضهم كان قد اتى مع تجارة الرقيق الاولى مثل جدي المباشر اسماعيل واخوه ادريس ابتر تجار الرقيق المشهورون وابتر كان حاكم الرجاف فى التركيه . عاشوا في الجنوب طيلة الوقت. ولقد سيطر الشماليون سيطرة كاملة على الاقتصاد الجنوبي ..

عندما ارتفعت اسعار القطن بطريقة جنونية في الاربعينات والخمسينات بعد الحرب تكونت المشاريع الزراعية خاصة في النيل الابيض اكبرها كان مشروع جودة الذي ارتبط بمأساة و موت مئات المزارعين, وكان اصحابه آل ابو العلا. وهذا ما يسمى بمشروع 48 بوصة ويعني 18 الف حواشة والحواشة 5 افدنة او انقايتين. وكان هنالك مشروع بركة العجب وهو في نفس الحجم وكان ملكا لتجار امدرمان وعلى رأسهم العم عبد الله ميرغني . وكان مديره الشيخ مصطفى شقيق الوزير العم بدوي مصطفى ثم صار مديره كمال ابراهيم بدري. وفي هذا الحجم هنالك مشاريع اخرى مثل مشروع ابو خدرة والقيقر بجانب عشرات المشاريع الاصغر مثل طيبة الذي كان شمال مشروع بركة العجب مباشرة.

البنوك كانت تسكب الفلوس لكبار الموظفين و التجار و الشركات تذودهم بالمضخات بالاقساط والجرارارات والحاصدات والمولدات الكهربائية والشاحنات. والارض كانت تعطى لهؤلاء التجار بسعر اسمي ولمدة 25 سنة .وحرم الدينكا و الشلك والنوير من المراعي لأبقارهم. واتى مئات الآلاف من خارج المنطقة وسكنوا هذه المنطقة واغلبهم من قبائل شرق كردفان و النيل الابيض مثل السليم والصبحة و نزي و البزعة والحسنات. وكانت هنالك قبائل اخرى موسمية تأتي للقيط القطن وهذه القبائل كانت تأتي بجمالها وقطعانها لكي يأكلوا اوراق القطن بعد اللقيط.

وتدفق آلاف المهنيين وسائقي الشاحنات و المياكانيكية والبنائيين. وكان اهل الدار كالعادة يتفرجون. وكنت اناقش اخي كما ابراهيم بدري و آخرين عن سبب انعدام الدينكا حتى في لقيط القطن. ورد احد المزارعين كان (الدينكا يدهم تقيلة في اللقيط .وبعدين الدينكا طوال والقطن قصير) لماذا لا يستعان بالنساء و الاطفال؟. لأن اغلبية اللقاط كانوا اطفالا ونساء.. واكتفى المزارع بأن هز رأسه قائلا (ياخ الدينكا ديل مشاكل. ما عايزين ننشبك معاهم). وهنالك شعور يتملك الشماليين وهي ان الجنوبيين كسالى وهذا ما يردده العرب اليوم عن السودانيين عامة. واذا كان الجنوبيون كسالى فمن الذي بنى الشمال؟.. كل هذه العمارات والسدود والجسور كان هنالك جنوبيا يحمل قدح المونة ويتسلق السقالة ويعمل في عز النهار وتحت الشمس.

المشاريع التي اشرت لها كانت مشاريع على مستوى عالي من التقنية وشق ما عرف بالضنبية وهذا مجرى طويل يأتي من النيل الى البيارة. والبيارة تبنى من المسلح و الحجارة وتقوم المضخات العملاقة بضخ الماء الى حوض الرمي وهو كذلك من المسلح. وياتي ما عرف بالكنار وهو (المين كانال) وهذا قناة يأخذ الماء لعشرات الكيلو مترات ويوزع لأبوعشرينات وابو سته. وهذه قنوات تشق الاراضي. والمشاريع متجاورة مع بعضها وتمتد من بداية اعالي النيل حتى مشاريع الخروع الحكومية في ملوث (ملوط). وهذا جعل مسألة الرعى مستحيلة بالنسبة للدينكا و الشلك. وتراجع هؤلاء جنوبا. وما تبقى من اراضي استوعبته الزراعة الآلية وكانت اكبر منطقة لإنتاج الحبوب هي ام دلوس وكان العيش من ام دلوس اجود واقل سعرا في الشمال من العيش الذي يأتي من القضارف. وبعد امدلوس كانت هنالك مناطق اخرى مثل العدالة و الطيارة و اكون. ولم تسلم حتى الاراضي الشبه رملية من السيطرة الشمالية حتى في منطقة قوز فومي فلقد استخدمت لزراعة الفول وبعض السمسم. لم ارى اي جنوبي يعمل في تلك المشاريع كموظف او عامل سوى ابراهيم الميكانيكي الذي كان يدير المولد الكهربائي ويصينه في مشروع بركة العجب ويسكن في البيارة ويأكل لوحده و لا يختلط كثيرا ببقية العمال في الكنبو, وكان من النوير. وكنت اقضي معه ساعات طويلة. وعرفت انه قد نشأ و ترعرع في الجزيرة ابا ولهذا كان يكره ويشمئذ من من يستعمل التمباك.

في مايو 1963 حاول نظام عبود ان يتراجع قليلا واقاموا ما عرف بالمجلس المركزي وهو برلمان وكنت وقتها في القيقر ومشروع بركة العجب وكان موسى الصراف في بركة العجب قد رشح نفسه في القيقر معتمدا على وجود كميات كبيرة من الانصار في المنطقة وجذوره من غرب السودان ولكنه من سكان الجزيرة ابا. وكان متغطرسا ويترفع حتى على اللقاط وكان منافسه من احد ابناء الدينكا.

كنا من العادة ان نتناول الطعام امام منزل الباشمهندس اسماعيل في البيارة وكان الجميع يحضرون طعامهم ونجلس في الحصائر للونسة ولعب الكتشينة بعد الغداء .وكان معنا الجنتلمان ابراهيم الياس الباشكاتب ومعتصم الذي كان سائق كمال ابراهيم بدري وقريبه حديبو ووالد معتصم مساعد الحكيم المتقاعد و الذي كان يعمل كمخزنجي ويعرف بودابوقبورة لأنه صاحب نكته. وهم من اهل رفاعة ويعتبرون بأنهم اهل المدير (كمال بدري) الذي نشا و ترعرع ودرس في رفاعة .وكان هنالك فضل الله ميكانيكي المضخات واظنه من الجزيرة والزيات كبس الجبة وشاهين ابوشعر سائق المجروس. والنجار دمعة الشوق و ابنه , ومن الضيوف كان هنالك سائق اللوري الذي امتاز بالوسامة وضخامة الجسم وعرف با ابوجاكومة. صرت التقي به في امدرمان فيما بعد. وكان هنالك سائق لوري شاب صغير ويسوق لوري بدفورد موديل 60 مكتوب عليه سوكومارسون 2 . وصاحب اللوري كهل لطيف قليل الحجم صاحب ذكاء ودراية بالدنيا. وابنه كان يسوق سوكومارسون 1 وكان هذا في نهاية ابريل وفترة نقل القطن الى المحلج في كوستي.

اللواري كان يكتب عليها الوسيم, قراب بعيد , عابر القارات.......الخ. بالسؤال عن غرابة اسم اللوري نورنا العم بأن سوكومارسون هو اسم الهندي الذي كان على رأس لجنة الانتخابات الاولى. وتطرق للديمقراطية وان الذي كان يحدث وقتها ليست بإنتخابات حقيقية و ان البرلمانات لا تنتخب بتلك الطريقة وان البرلمان لا يحوي ابدا معينين . ولكن المعينون قديما كانوا في مجلس الشيوخ فقط. وتحدث الرجل عن مشكلة الجنوب وان الجنوبيين لازم ياخدوا حقهم وانو الجنوبيين محرومين من كل حاجة. ونظرت حولي ولم يكن في الوجوه التي حولي ما يمثل الجنوب والطعام الذي اكلناه لا دخل له بالجنوب واللغة التي تكلمناها ليست لغة الجنوبيين.

وبعد فترة قصيرة ظهر اثنين من ابناء الدينكا احدهم شاب يرتدي بنطلون ومعه شاب آخر في العشرينات يرتدي شورت . و تريث الشاب الذي في العشرينات وكانه يريد ان يتجه نحونا. الا ان الآخر اشار اليه بمواصلة السير . وهم آتين من مشروع طيبة وفي طريقهم الى القيقر على بعد خمسة او سته كيلومترات منا. وعندما عبروا الجسر تقدمت انا الى حوض الرمي وشاهدت الشاب الذي كان يرشح نفسه لتمثيل بلاده يشرب من ماء الترعة. وكذلك الشاب الآخر وسألت نفسي لماذا لم نعزم عليهم؟. ولماذا لم يتوقفوا مثل الآخرين لكي يشاركونا طعامنا وشرابنا ولماذا لم نناديهم كما كنا نعمل مع الجميع ؟..

في تلك الايام كنت اكتب روايتي الاولى الحنق التي بدأتها وانا في المدرسة الثانوية ونشرت قبل 40 سنة . لقد تحدثت فيها عن التفرقة الاثنية وتحدثت كذلك عن السادة الجدد الذين يمتطون ظهور الجميع من جنوبيين وشماليين. وهم الطبقة المستنيرة او اصحاب المال. وكانت في مخيلتي مذبحة جودة عندما ذبحت السلطة المزارعين من صبحة ونزي وحسنات وسليم و فلاتة وآخرين . .

واذكر اصطدام المزارعين بالعم عبدالكريم ميرغني واتهامهم له بأنه يعيش بترف في امدرمان على جهدهم وعرقهم. وكان كمال بدري يقول بأنه يحس انه احضر لإدارة المشروع لأن جده بابكر بدري الذي كان ملازما للسيد عبدالرحمن على عكس اصحاب المشروع الذين كانوا اتحاديين. و الغرض كان تخدير المزارعين. ووقف كمال مع المزارعين . واستقال من المشروع مضحيا بمكافأته. وقام آل ابو العلا بإستعابه كمدير لمشروع جودة لأن بعض المشاكل قد بدأت في بداية 64 . وكانت اداره المشروع فى الخرطوم تضمن بعض المصروفات للحساب المشترك التى ليس للمزارع دخل بها . واستقال كمال كذلك من جوده . .

كمال قد عين في البرلمان ممثلا لأعالي النيل. ولقد تقبله الجميع لأنه ابن ابراهيم بدري ولإرتباط اسرتنا بجنوب السودان. واراد كمال ان يستقيل من المجلس المركزي لأنه لم يعد من سكان اعلي النيل بل يسكن في مشروع جوده. والرد الحاسم كان ان جزء كبير من مشروع جوده تابع لمديرية اعالي النيل. وانا هنا لكي اورد حقيقة تاريخية وهي ان كمال ابراهيم بدري في 1963 -1964 كان يمثل مديرية اعالي النيل ويسكن في جودة وهنالك تبدأ حدود اعالي النيل.
ومع احترامنا للمزارعين الذين رووا هذه المنطقة بعرقهم ودمائهم . وكان اول الضحايا هو ابو شاتين الذي كان مساعدا للشيخ المكادي على ما اذكر كما قتل احد ابناء المنطقة وهو ضابط الشرطة السماني وبعض العساكر. الا ان هذه الارض هي ارض الدينكا ابليانق. فإذا انفصل الجنوب وهذا امقت شيء بالنسبة لي. بجانب ابتسام والشنقيطي , شقيقي ايمان بدري مولود في رمبيك وعمر ابراهيم بدري حفيد سلطان رمبيك مولود كذلك في رمبيك. ولكن في هذا التاريخ وانا في نهاية العمر اقول بأن هذه ارض الدينكا وهم اصحاب الحق. ولكن للآخرين الحق و التواجد فيها والعيش كمواطنين من الدرجة الاولى ومنهم الاخ السفير على حمد ابراهيم. ووالده كشيخ لقبيلته قد تعرض للسجن و الاعتقال في ايام الانجليز. ولهم نفس الحقوق التي للجنوبيين الذين ولدوا وعاشوا في الشمال. ولكن كثير من هذه المشاريع قد تحصل اصحابها على رخص عن طريق الرشوه . فالرخص كانت تحتاج لموافقه الناظر . ووقتها كان الناظر العام لول دينكاك . وكان سكيراً مرتشياً . ولهذا رفض ابراهيم بدرى تكوين مشروع فى المنطقه . وكون مع شركاءه مشروع امهانى خارج كوستى .
الشماليون فى شمال اعالى النيل يريدون ان يعملوا بالمثل السودانى ( كجريب فى ترس ) ففى الزراعه يقتطع الناس جزءً من الترس الكبير ويسمونه الكجريب .

فلنناقش هذه المشكة بأمانة وصدق حتى نتجنب القتل و المذابح كما حدثت بين الهنود و الباكستانيين بعد الانفصال. وارجو ان لا يأتي انسان بعد المذابح ويقول لقد فوجئنا ولم نحطات في الأمر. فنحن شعب يفاجا كل الوقت بالسيول والامطار.

التحية...

شوقي بدري .ع.س



التوقيع: [frame="6 80"]

العيد الما حضرو بله اريتو ما كان طله
النسيم بجى الحله عشان خاطر ناس بله
انبشقن كوباكت الصبر
وتانى ما تلمو حتى مسله
قالوا الحزن خضوع ومذله
ليك يا غالى رضينا كان ننذله



[/frame]


http://sudanyat.org/maktabat/shwgi.htm

رابط مكتبة شوقي بدري في سودانيات
شوقي بدري غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 13-08-2010, 10:56 PM   #[2]
خالد الحاج
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية خالد الحاج
 
افتراضي

إزيك يا صاحب..
تعرف يا شوقي المؤلم في مقالتك ليس محاولاتك إثبات أحقية الجنوب بأجزاء من السودان "الموحد" ، المؤلم أنها في مجملها تعتبر الانفصال أمر منتهي .
تعرف رأي في مسألة "وحدة انفصال" وأكرر هنا فقط للتذكير... السودان دولة كبيرة الحجم .. أكبر من غرب أوروبا .. وأعتقد جازما أن الدول لا تقاس بالحجم بقدر ما تقاس برفاهية شعوبها وما ينالونه من حريات وكرامة العيش . وأن ينفصل الجنوب خيرا ألف مرة من الحرب وويلاتها ..
قرأت أمس مقالة أظنها في سودانيات هنا تشير إلي مطالبة حركة العدل والمساواة بتقرير المصير إسوة بالجنوب. ؟
الجنوب يا شوقي أول "الغيث" ...
يا تري من سفارة أي دولة سنطلب تأشيرة دخول للسودان ؟ وأي سودان فيهم ؟
مؤلم أن يحكم مصير أمة "صقورها" . الطيب مصطفي وباقان ومن عاس عواستهم .
وإن رديت علي مداخلتي دي بالله ما تحاول تقنعني بأن باقان من تلاميذ قرنق الوحدويين ؟؟ لأني متابع "جيد" لما يقوله باقان لفترة طويلة . هو والله الوجه الآخر للعملة التي يمثل الطيب مصطفي أحد وجهيها .
مبروك عليك الانفصال يا صاحب وبالله أديهم كوستي هوادة مني .
وتذكر قولي "المكرور" لك أن أمثال شوقي بدري الشمالي الذي تربي في الجنوب وعشق الجنوب والجنوبيين هم الأولي بالمناداة بالوحدة من غيرهم .

(التحية
خالد الحاج
س س )
عشان ما تتعب (س س) بتعني سوداني سابق علي القياس بعتالي سابق



التوقيع: [align=center]هلاّ ابتكَرْتَ لنا كدأبِك عند بأْسِ اليأْسِ، معجزةً تطهّرُنا بها،
وبها تُخَلِّصُ أرضَنا من رجْسِها،
حتى تصالحَنا السماءُ، وتزدَهِي الأرضُ المواتْ ؟
علّمتنا يا أيها الوطنُ الصباحْ
فنّ النّهوضِ من الجراحْ.

(عالم عباس)
[/align]
خالد الحاج غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 13-08-2010, 11:21 PM   #[3]
شوقي بدري
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية شوقي بدري
 
افتراضي


الزميل السابق خالد الحاج
لك التحية
تعرف يا خالد أكتر حاجة في الدنيا كانت بتسخن راس الجنوبيين كلمة صاحبي . وكان زعماء الجنوبيين والمتعلمين ينادون بهذه الكلمة بواسطة حتى العنقالة في الشمال . تحمل كثير من الاستخفاف . طبعا انت لا تقصد الاستخفاف يا صاحب .
يا خالد يا اخوي انا سيد البكا . ومن أجمل الحاجات في الاسلام انه الناس بتناقش الطلاق ومؤخر الصداق قبل عقد الزواج ، أكتر شيء حا يألمني أنه عشان أمش رمبيك البلد الفتحت فيها وعرفت الدنيا حا أكون محتاج لي فيزا .
شقيقي يوسف ابراهيم بدري "الأول" مدفون في الجنوب ، ولكن قالوا كترة العيا للموت . ونحن الشماليين للانفصال ما خلينا فرضا ناقص . وقالوا : الجفلن خلهن اقرع الواقفات.
زمان لما الزول يتعلم صفارة بتعلم بي أغنية الوسيم لأحمد المصطفي ، لكن قبل ظهور أغنية الوسيم كان في لحن حزين بيتعلموا بيه الزمارة اسمه "يا طه الضان فارق " وده حالنا يا خالد الليلة . ولا يجدي البكاء خلف اللبن المسكوب كما يقول الخواجات .

لو بكرة دي قالوا لي يا شوقي بدري تموت والانفصال ما يحصل أنا مستعد .

شوقي



التوقيع: [frame="6 80"]

العيد الما حضرو بله اريتو ما كان طله
النسيم بجى الحله عشان خاطر ناس بله
انبشقن كوباكت الصبر
وتانى ما تلمو حتى مسله
قالوا الحزن خضوع ومذله
ليك يا غالى رضينا كان ننذله



[/frame]


http://sudanyat.org/maktabat/shwgi.htm

رابط مكتبة شوقي بدري في سودانيات
شوقي بدري غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 14-08-2010, 06:00 PM   #[4]
Hassan Farah
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية Hassan Farah
 
افتراضي

رأي لفاروق كدوده حول اتفاقيات السلام ... بقلم: د. حسن بشير محمد نور
الجمعة, 13 آب/أغسطس 2010 14:13
د. حسن بشير محمد نور – أستاذ الاقتصاد العام المشارك- جامعة النيلين- الخرطوم

عند قيامي بمراجعات روتينية لمحتويات مكتبتي الخاصة وقع بين يدي الملف الدوري رقم 36 الذي يصدره مركز دراسات الشرق الأوسط وإفريقيا بالسودان وهو عدد لشهري سبتمبر وأكتوبر 2003م. من خلال مطالعتي للملف وجدت به موضوع حول " مستقبل السودان في إطار مشاكوس" وقد تمت الإشارة الي ان ذلك الموضوع كان من إعداد د.فاروق كدوده. لكن بعد مطالعتي للموضوع استنتجت بان الذي حدث هو منتدي من المنتديات الدورية التي واظب المركز علي القيام بها بشكل شهري تقريبا ولفترة زمنية طويلة ولا زال مواصلا في نفس منهجه مع تطوير أساليب عمله وتنويعها بشكل أكثر تخصصية ومن خلال الموضوع المنشور يُستنتج بان المنتدي تم في أكتوبر 2003م. من خلال قراءة الموضوع يتضح انه قد تم في شكل مناقشة شفهية لم تتبع بورقة مكتوبة نسبة لكثرة الأخطاء وطبيعة التناول للإحداث التي أخذت صيغة السرد الشفهي ولم تتبع شكل الورقة المنهجية المكتوبة والمعدة بتأن. هذا التوضيح مهم لأنني سأقوم باستعراض ما تحصلت عليه، قدر الإمكان كما هو لإظهار جوهره دون التدخل إلا في حالات تصحيح بعض الأخطاء التي جاءت في الطباعة او إعادة الصياغة بشكل لا يخل بالموضوع.
هذه الرؤية للراحل المقيم الدكتور فاروق كدوده مهمة لأنها تعبر عن رؤيته الشخصية الي حد بعيد حسب النقاش الذي كان يدور بيننا، وهي حسب رأي رؤية عميقة جمعت بين الجوانب السياسية و الاقتصادية ببعد استراتيجي أثبتت الأيام صحته، كما ان هناك دافع إضافي للتعليق علي الموضوع هو الجدل الكثيف الدائر هذه الأيام حول الوحدة والانفصال والذي ما كان الراحل ليغيب عنه لولا تدخل يد القدر في ذلك ونفاذ إرادة الله. من جانب اخر فان المحاولات التي تتم لتجميع الإرث الفكري و السياسي المتناثر لدكتور فاروق لا تتم بشكل كامل حسب رأي و إنما بشكل انتقائي تتداخل فيه عوامل غير موضوعية. نرجو أن يتم هذا العمل بعيدا عن الاستلطاف الذاتي والشللية والقبلية السياسية ومظاهرها الاخري الخاصة بسودان الألفية الثالثة، التي أصبحت من سمات السلوك الصفوي السوداني . لا بد في هذا المقام ان احي د. أسماء إسماعيل السني رفيقة درب الراحل و السادنة الحقيقية المخلصة لأرثه الإنساني المجيد ، علي ما تقوم به من مجهودات جبارة في جمع اعمال د. فاروق وتوثيقها.
يبدأ استعراض فاروق بالحرب الأهلية الدائرة منذ العام 1955م مرورا " بهدنة" اتفاقية أديس أبابا للفترة 1972- 1982م، التي تم توقيعها بين حكومة جعفر نميري وحركة انانيا (سم الثعبان)، كما كان يحلو لفاروق التشديد عليه.يقول فاروق ان الحرب الاهلية هي مشكلة السودان الاولي كونها حصدت(حتي ذلك الوقت) ارواح ما يربو علي مليوني شخص وتسببت في نزوح عدة ملايين وعطلت عمليات (بناء الامة السودانية) وشوهت وجه السودان والسودانيين في العالم بشكل ( شجع القوي الاجنبية واغرق السودان في مديونية لا سبيل لاقتصاده لتحملها) ، نتيجة لذلك عم الفقر واصبح التسول ظاهرة متفشية لا تسترعي الانتباه ، كما استنتج بان مدن السودان أصبحت تعج بالنازحين والفارين من الحرب و التغيرات المناخية حتي تصدر السودان قائمة النزوح عالميا بحيث ان واحدا من كل ثمانية نازحين في العالم سوداني ، ذلك حسب التقديرات الأمنية كما ورد علي لسان فاروق.
يستعرض د. فاروق بعد ذلك ما تم بين حكومة الانقاذ والحركة الشعبية ويشير الي (مع استمرار القتال المدمر ظلت الاطراف تتحاور منذ 1989 في أديس لبابا "اغسطس 1989م" وفي نيروبي "ديسمبر 1989م" أعقبتها ابوجا الاولي و الثانية في مارس 1991م واستؤنفت في نيروبي تحت مظلة الإيقاد ، كانت اخر جولاتها في ابريل 2000م). يقول فاروق ان قضايا الحوار ظلت ترحل من جولة لاخري وقد تلخص أهمها في : تقرير المصير؛ ترتيبات الفترة الانتقالية؛ علاقة الدين بالدولة؛ تقسيم السلطة والثروة؛ نظام الحكم وتعريف الجنوب بحدوده الجغرافية بولاياته الثلاث (وردت كلمة ولاية رغم عدم استخدامها في التقسيم القديم للإقليم الجنوبي) ولم تشمل آبيي ، جبال النوبة وجنوب النيل الازرق.يعلق فاروق علي عمليات الحوار بان الراي العام المحلي والعالمي كان متابعا لها لفرط تعلقه بالسلام ... فالقتال الذي دار قرابة الأربعة عقود عمق الإيمان بأنه ( ليس في مقدور احد الطرفين إحراز نصر عسكري حاسم وحتي ان حدث فهو امر غير مرغوب فيه وسوف يسبب مشاكل جديدة، فاذا انتصرت القوات الحكومية يكون هذا هو الاستعمار بلحمه ودمه وان حدث العكس فهي الحرب الصليبية عينها). بعد ذلك يطرح سؤال حول : هل يا تري هناك جهة تريد خلق انطباع بان لا مخرج من هذا الوضع الا بتقسيم السودان ، ام يا تري هناك فئة مصلحتها السياسية والمادية في استمرار الحرب؟
يستمر تناول فاروق كما جاء بالملف بطرح سؤال اخر حول طبيعة الحرب: هل هي بين شمال السودان الذي تقطنه أغلبية مسلمة منحدرة من أصول عربية وبين جنوبه الذي معظم مواطنيه يدينون بالمسيحية ومعتقدات محلية وينحدرون من أصول افريقية زنجية ؟ ام هي حرب تشنها " حكومة السودان" بواسطة قواتها المسلحة ومجاهديها لدحر المعارضة في الجنوب يدفعها غبن تاريخي ... ونفس هذه الحكومة ، كما يقول فاروق، تشن حربا في الشمال بوسائل اخري علي إخوانها في الدين والعرف، حرب سلاحها القهر ومصادرة الحقوق الرئيسية ، حرب وقائية حتي لا يتطور الضجر في الشمال الي عصيان ومواجهة مسلحة. يقول فاروق مواصلا تساؤلاته، هل هي حرب تديرها نخبة حاكمة تاريخيا في الشمال ونخبة جنوبية تستخدم السلاح والحوار في آن واحد ، طريقا للثراء والمنافع وإحداث الفرقة والانقسام بين بعضها والظهور أمام الرأي العام كأنهم دعاة سلام يلجئون الي السلاح مضطرين مجبرين. يري فاروق ان اكبر دليل علي عجز لغة الحوار هو التنكر لما تم الاتفاق عليه سابقا ويضرب مثل لذلك بتتبع الأحداث منذ مؤتمر المائدة المستديرة مرورا باتفاقيات أديس أبابا ، السلام من الداخل ويقول في نهاية تعليقه علي هذه النقطة ان الطرفين ( يؤكدان ليل نهار أنهما مع السلام وضد الحرب ... من الذي يحرضهما علي القتال أذن؟ .. لكنني ادعو فقط الي إعارة هذا البعد " المنتفعين بالحرب" قدرا اكبر من الاهتمام).
ينتقل بعد ذلك في معرض مداخلته كما ورد بالملف الي إلقاء بعض الضوء علي فرص السلام في إطار مشاكوس.يقول في هذا الشأن ان نظام الاتقاد إذا نجح في شيء فهو نجاحه في تدويل القضية السودانية ووضع أوراقها في يد قوي خارجية عربية ، افريقية و الان أوربية أمريكية ، فلم يعبأ الحزب الحاكم بأكثر من عشرين مبادرة قامت بها القوي الوطنية ولو بالتعليق وأخرها، والكلام بالطبع لدكتور فاروق، كان في نهاية سبتمبر الماضي(المقصود سبتمبر 2003م) ، عندما عزمت أحزاب سياسية ومنظمات مجتمع مدني تقديم مذكرة لرئيس الجمهورية... الا ان أمر السودان خرج تماما عن أيدي السودانيين وأصبح في أيدي أجانب يستخدمون الجزرة و العصا لفرض رؤيتهم حول مصير السودان. يواصل فاروق فيقول ان القضايا موضوع المفاوضات شائكة ومعقدة وذات طبيعة قومية ( يستحيل علي حزبين ، المؤتمر الوطني و الجناح العسكري للحركة الشعبية ، كلما يميزهما عن الآخرين أنهما يحملان السلاح، ان يصلا الي اتفاق مستدام..). يواصل القول بان الصفوة الجنوبية تري ان هذه هي الفرصة التاريخية للاستئثار بالسلطة في ذلك الجزء من الوطن خاصة بعد اكتشاف البترول. يستدل فاروق في ذلك ببعض الدول الإفريقية التي تشتد فيها النزعات القومية الانفصالية عند اكتشاف الموارد ويضرب أمثلة ببيافرا في نيجيريا و كاتنغا في الكنغو الديمقراطية. اما بخصوص الصفوة الشمالية فيقول انها تتنازعها تيارات متناقضة بعض منها يسعي الي فصل الجنوب باعتباره عقبة أمام تمرير أجندتها الإسلامية و اخري لا تريد للحركة الإسلامية ان تتحمل تلك المسئولية التاريخية وتفضل ان تتحملها جهات اخري وفئة ثالثة ارتبطت مصالحها بثروات الجنوب وكلهم مجتمعين يسعون الي اتفاق لا يؤدي الي تفكيك النظام وانما احتكار ألسلطة. يستنتج فاروق في هذا الإطار ان اتفاق مشاكوس اختزل القضية السودانية في العلاقة بين الشمال والجنوب وبالتالي فهو غير معني بالديمقراطية وحقوق الإنسان ، ولكنه ، أي بروتوكول مشاكوس، يعتبر الفرصة الاولي منذ انقلاب يونيو 1989م لوضع حد للحرب الدائرة منذ اربعة عقود- حسب ما نسب لفاروق في الملف- وبالتالي وجد الترحيب جراء الإرهاق من تلك الحرب وحتي المعارضة المنضوية تحت راية التجمع الوطني الديمقراطي قد رحبت به.
يشير فاروق الي عدم اشراك القوي السياسية الاخري وبعض دول الجوار خاصة دولتي المبادرة المشتركة( مصر وليبيا وهو ما اوجد تعقيدات لم يتم التغلب عليها حسب رأينا حتي اليوم عندما حانت ساعة الاستفتاء)، واكتفوا بترديد المثل الانجليزي " ان الشيطان في التفاصيل" ويعلق علي ذلك بالقول ( لكن التفاصيل ليس ان نتجنبها وانما يجب مواجهتها بعقل وذهن منفتحين وإرادة قوية وكثير من الاتفاقيات السابقة لم تصمد أمام الاختبار نسبة لاختصارها علي العموميات).
يخلص فاروق الي ان نقطة الضعف الرئيسية لبرتوكول مشاكوس في إصرار الحكومة ودول الإيقاد علي حصر التفاوض بين فريقين نيابة عن الشعب السوداني ومنظماته السياسية والمدنية ويتساءل عن السبب وراء إقصاء الآخرين؟ يقول في الإجابة عن ذلك السؤال ان ( الفريقان يتوهمان ان تحقيق السلام علي يديهما سوف يوهن القوي السياسية الاخري في الشمال والجنوب.. وتخلو لهما الساحة تماما لفترة طويلة قادمة). ويعلق علي ذلك بان ( الوضع الجديد الذي سوف ينشأ سيولد أشكالا لمعارضة جديدة ). بعد ان يستعرض فاروق مرة اخري القضايا التي تعرض لها بروتوكول مشاكوس ويحصرها في ثلاث نقاط مهمة هي: تقرير المصير ؛ الدين و الدولة و الفترة الانتقالية يقول ،حتي اذا تم الاتفاق حول القضايا المشار اليها سوف يصبح ( تحديد الحدود الجغرافية للمنطقة التي سوف يجري فيها الاستفتاء عقبة مستعصية ، فالحركة الشعبية لها وجود في مناطق مجاورة للولايات الجنوبية في جبال النوبة وجنوب النيل الأزرق والجنوب بالنسبة لها يشمل تلك المناطق التي كانت تدار وفق قانون المناطق المقفولة لسنة 1912م و انه ومنذ مطلع 1956م كانت بعض مناطق النيل الأزرق بما فيها الكرمك تتبع لأعالي النيل و تدار من ملكال وكانت في الانتخابات البرلمانية للعام 1953م كل من سنار والروصيرص ضمن الدائرة 51 وهي من دوائر جنوب السودان وانه في انتخابات الجمعية التأسيسية للعام 1957م كانت جبال النوبة عدا الدلنج تتبع لجنوب السودان).
أخيرا في قضية الدين والدولة يشير فاروق الي انه لم يتشكل إجماع حولها في شمال السودان و ان تطبيق الشريعة بشكل شائه في العهد المايوي قد ادي الي انهياره وانه لم يتم الاحتكام الي الشعب وفقا لمعايير ديمقراطية لاستطلاع رأيه حول هذا الموضوع ويتوقع ان يشكل هذا الملف موضوعا للحوار في مشاكوس الثانية التي ستتعرض بالضرورة لقضايا قسمة السلطة والثروة؛ تحديد ماهية الجنوب ، الأمن وترتيبات وقف إطلاق النار و الضمانات الدولية لما سيتم الاتفاق عليه.
نري ان النقاط التي تعرض اليها فاروق كدودة في مجملها لازالت حية ، كما ان رؤيته حول الكثير منها كانت صائبة الي حد كبير بالرغم من أن كل ذلك تم قبل الوصول الي اتفاقيات السلام الشامل بعد جولات الحوار الماراثونية في نيفاشا. رأينا ان نحي هذا الرأي للراحل فاروق كدودة حتي يشكل حضورا في الجدل الدائر اليوم حول الاستفتاء الذي سيقرر ليس مصير جنوب السودان فقط وإنما سيمتد أثره ليقرر مصير السودان بأكمله ويلقي بظلال كثيفة علي المآلات المستقبلية لدولة اسمها السودان. سأحاول من جانبي ان أقدم كل ما أتحصل إليه من مساهمات قيمة للراحل المقيم لمعرفتي انه لم يكن يهتم كثيرا بتوثيق ما يقوم به من أنشطة متعددة، ذلك عرفانا لما جمع بيننا من صداقة وعلاقة إنسانية متميزة منذ العام 1985م وحتي رحيله عن هذه الفانية. ندعو له مع بركات هذا الشهر الكريم بالمغفرة وان يشمله الله برحمته الواسعة التي تملأ السموات والأرض وتفيض .

Dr.Hassan.
hassan bashier [hassanbashier141@hotmail.com]


sudanile




























 



Hassan Farah غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 14-08-2010, 10:18 PM   #[5]
شوقي بدري
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية شوقي بدري
 
افتراضي

الحبيب حسن
يا اخي هذه مداخلة رائعة ومشبعة . ابدعت فيها انت وفاروق كدودة رحمة الله عليه . هذه المداخلة مكانها بوست ويجب أن تنشر بطريقة واسعة . ودكتور حسن بشير اضاف اضافة كبيرة جدا ولا أظن ان كلامه وجد ما يستحق من الاهتمام لاني لم أقرأ تعليق علي كلامه .
التحية
شوقي



التوقيع: [frame="6 80"]

العيد الما حضرو بله اريتو ما كان طله
النسيم بجى الحله عشان خاطر ناس بله
انبشقن كوباكت الصبر
وتانى ما تلمو حتى مسله
قالوا الحزن خضوع ومذله
ليك يا غالى رضينا كان ننذله



[/frame]


http://sudanyat.org/maktabat/shwgi.htm

رابط مكتبة شوقي بدري في سودانيات
شوقي بدري غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 15-08-2010, 12:15 AM   #[6]
ام التيمان
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية ام التيمان
 
افتراضي

اريد للجنوب ان ينفصل
ليتذوق الجنوبى طعم الانسانية
ليتذوق الجنوبى طعم الحرية
ليكون انسان سيد نفسة و عنده ثقى فى نفسه
انفصلوا و نوموا فى امان و سلام

لك المودة شوقى



ام التيمان غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

تعليقات الفيسبوك

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

التصميم

Mohammed Abuagla

الساعة الآن 08:59 AM.


زوار سودانيات من تاريخ 2011/7/11
free counters

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 2
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.