أستاذنا الجميل الشقلينى
حاولت الشعر مبكرا وكتبت قصائد
مضحكة . . لكن من ضحك عليها
كانوا أصدقائى ولم يطلع عليها
غيرهم لحسن الحظ .
حاولت الرسم وأهتم بى وتابعنى
ومدنى بأدواته إبن خالتى نبيل
الكنانى وبعد عودته من يوغسلافيا
كان أول ما سألنى عنه هو الرسم
وحزن عندما قلت له بأننى توقفت
منذ سنين عدة .
تحولت لمدمن للشعر . . أقرأ وأحفظ
ما يعجبنى وتأكدت تماماً أن الشعر
لم يخسر شاعرا ولكنه كسب قارئا . .
فى الزقاق الذى يقع فيه بيتنا فى
العباسية كان هنالك بيت الشاعر
العظيم أبو صلاح . . وكان بيت
شعر وفن . . كان بدوى يرسم
كذلك مصطفى وعبد المنعم . .
فى نفس الزقاق كان يسكن
صديقنا نور الجليل صالح
وكان يعزف ويغني ويرسم . .
أحس برهبة مثل التى تحدث
وأنت تدخل الأماكن المقدسة
عندما أدخل على رسام يلبس
أبرول الرسم الملطخ بالألوان
وأتذكر أن أصدقائى دخلوا على
تشكبلية صديقة وكانت ملطخة
بالألوان . . أقسموا أنها حلت مكان
اللوحة التى ترسمها وكانت أجمل
منها . . وكتبوا فيها شعرا . .
نفس الإحساس يغمرنى وأنا أدخل
على أصدقائى بالمعمار وهم منهمكون
بالرسم والخطوط وصوت وردى أو
أبو اللمين أو تينا شارلش . . البى جيز
خوليو . . الخ الخ وتسلم وتجلس . .
وقد ينساك صاحبك ولكنك لا تهتم
فأنت مرتاح ومتمتع ومستمتع . .
بدأت أفهم الآن . . لماذا يجمع
المعماريين العمارة مع الرسم
والتشكيل . .
خيال المعمارى هو نفسه خيال
التشكيلى . .
|