الـــــسر الغميــــــــس !!! النور يوسف محمد

حكــاوى الغيـــاب الطويـــــل !!! طارق صديق كانديــك

من الســودان وما بين سودانيــات سودانييــن !!! elmhasi

آخر 5 مواضيع
إضغط علي شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

العودة   سودانيات .. تواصل ومحبة > منتـديات سودانيات > نــــــوافــــــــــــــذ > أوراق

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 20-05-2008, 03:31 PM   #[1]
تاج السر الملك
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية تاج السر الملك
 
افتراضي فصول الهجرة

فصول الهجرة


( دنيا الحب....اسلاكا شايكة)
اغنية

سقطت العربة من على الجسر ، استلقت على جنبها الأبمن مستندة على قاع الترعة الضحل و الطحالب و الأعشاب الملتصقة بالطين ، نجون الا ( سيدة) و رضوض و فزع و شغف حاد بالحياة ، كان كبير الجن يغط فى نومة القيلولة الا انه لم ينج من لوم ، بيد ان السائق المخمور نجا ، سب الحديد وسب اليوم و الساعة و النساء ، استيقظ الجن مغيظا من الصياح و لم يجد احدا يصدقه ، نفذت السركاريا فى جلد النساء اللواتى انتشلهن الرجال من حيرة العشب و الزيت و البضائع الوضيغة المتناثرة ، وقف الرخم و حدبة الظهر ، يرقب و يتحلب فوق كومة من عظام الأبقار النافقة ، شدت ( ام بلينة) فى مساء النجاة البليلة ، و بكت ، تسرب بكاؤها عبر ( الشرقانية) ، فى حذر الى حيث ترقد ( ام عزين) تنوء بفرح تحت وطأة الفعل ، تسرب مع صوت نشيحها ، صوت بقبقة غليان الصابون فى الوعاء و صراخ الطفل الذى حرك خيوط الذوب الساخن اللزج بأصابعه ، و رائحة ( البخرة) تشق مسالك الحلق الوعره عنوة و اقتدارا.
1
سالت الشريف و انا ارتعش من الحياء و الحمى ( اشيل من السمسمية دى؟؟)، ثم تذكرت بعد ان صعد صوتى الى السقف و تلاشي بين خصاص النال حكمة ابى عن رذيلة الدناءة ، فتسلقته بنظرة عاطفة ، ابتسم الشريف و ناولنى قطعة ، تجرأ ابى فسأله الفاتحة و الدعاء، تدافع غرور الشريف كزبد البحر المالح ، فأنتصر برفع يديه فى سماء الغرفة الرطبة و تمتم ، ثم همهم، ثم تمتم ، ثم صاح و تثاءب فى آن معا ، ثم اطرق، ثم كور كفيه كمن يتلقى ماءا لا نراه ، و تهامس ونمنم و سلم بصوت عال لغة ما فهمناها، ثم انتبه كمن صحا من غيبوبة ، ثم جهر بآمين، ارعد ابى بكل خلجة فى روحه خلفه دون تردد..آمين و امسك بالماء الذى لا نراه فى قبضة يده، فالتصقت قطعة السمسمية فى راحة يدى و هى تندى بالعرق، انصرفنا نبحث عن احذيتنا المتناثرة فى ضوضاء الشمس ، الشمس التى احتجبت وراء افق بعيد ، قال سائق العربة ( الحمد لله كبرى بيكة مافى سكتنا) ، اجابه ابى ( عديلة) ، و لكن الطريق تعرج و تلوى و تأبى على الأنبساط رغما عن ذلك.
2
يتحرك ذوب الواح الصابون فى داخل ( الصفيحة) الصدئة المنصوبة على (منقد) الفحم ، نافثا رائحة الغلوى ، يتحور الذوب الى خديعة بصرية ، لا تلبث يد الطفل تمتد الي ملامسة اغراء دهشة خيوطها الذهبية الشفافة ، التصق الذوب الساخن بأصابعه ، انتصبت القطة على اربع ، نفضت الماء الذى لانراه عن جلدها ، تمطت و كورت ظهرها نصف دائرة و ماءت حين شق جدار قيظ الظهيرة السميك صراخ الطفل ، ارتعدت ( ام عزين) فى رفقتها داخل سجن ( الشراقى) فأنكرت منه الشكوى، و رائحة تراب الحوش المشربة بماء ( البلاعة) ، عطر خافت يذوى فى حرارة النهار ، اطار السيارة القديم يستند على الجدار او جذع شجرة وحيدة لم يطرأ على خضرتها نضار منذ امد بعيد ، و فى ركن قصى من صحراء صحن الدار ، قفص الدواجن ، يكأكىء فى قلق و دون انقطاع ، فى مساحة بين غرف بلا طعم و لا هوية و حائط الجيرة ، تقف الأغنام مطرقة فى حضرة الماء الذى لا نراه ، و شرقانية النال تلتف حول نفسها مطواعة ، وفى داخلها لم تتوقف وتيرة الفعل و طعم الحلوى الذى التصق بالحلق ، و الباب موصد ، و مؤمن بقضيب من الحديد يتحدر فى اتجاه ضلع الهرم ، عبر الخصاص يتسرب الدخان يحمل رائحة (الكسرة) الطازجة و حموضتها ، دخان رمادى كثيف ، مظللة عقابيله الملتوية بلون بنفسجى باهت ، راسمة وجه الجنى الذى يسكن الجسر ،. و فى الطريق الى كبرى ( بيكة ) ، تجاذبن اطراف الحديث و اطراف الآمال العريضة ، ضحكن و غازلن السائق ، فتمدد غروره و تمطى مثل زبد البحر المالح ، و تكورت ثقته مثل ظهر القطة ،و قالت ام بلينة ان ( الكبرى ساكنو الجن) ، تعوذن و ندهن ( الشريف الدسيس هوى ) .
3
قلب صفحات المصحف دون ترتيب ، اشار الى فوضعت اصبعى فوق الأيات ،نقلها على ورقة صفراء، كورها و خاط الجلد حولها ، و علقها على عنقى ، عند الأنصراف كاد ابى ان يدس شيئا تحت مجلس الشيخ ، قبض الشيخ على رسغه فى لطف عنيف ، و تحدث اليه و هو يميل نحوه فى مودة و ثقة ( بجيبا براهو لمن يطيب).
4
شققنا فى ارض الحوش المسقاة بماء غسيل الأجساد جدولا، و نصبنا عليه جسرا من علب الكبريت ، رابضنا خلف ( الشرقانية) نترقب وصول الجنى ، و حين تملكت قبضة الياس اعناق الحقائق ، ادركنا صوت ( العلوب) و هو يغنى ( دنيا الحب ، اسلاكا شايكة) ، ركضنا حوله نزفه ( بنوتى ناقة...بنوتى ناقه) ، كان يمشى و جلبابه مرتفع عن الأرص فى جهة واحدة ، طاويا بعضه تحت ابطه اليمن ، كاشفا عن بعض ساقه ، جلس قبالة قفص الدواجن ، ادخل يده ، يمسك الدحاج واحدة تلو الأخرى ، يحشر اصيغه فى مؤخرتها ، فأزداد صياحهن فكأنما كن يتحسبن مجيئه ، يبحث عن البيض يتشكل فى دواخلهن ، يحادث النساء فى حرية و دون مبالاة ، لا تثير غيرة الرجال حديثه معهن ، فكل حديثه انصب حول ( الدجاج البطرى ) و البلدى ، و بعض شئون طبخ ، و تدبير منزلى ، قالت ام بلينه انهن يقلن ( قيق بالضحك) ، من فرط فكاهته ثم انهن يستغفرن الله عن غفلتهن ، قبل ان يسد الباب وراءه ذاهبا الى حيث اتى صح بام عزين فى احتباسها غير عابىء( النسوان ديل اتأخرن مالن...يا الدسيس من كبرى بيكة).



تاج السر الملك غير متصل   رد مع اقتباس
 

تعليقات الفيسبوك


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

التصميم

Mohammed Abuagla

الساعة الآن 01:23 AM.


زوار سودانيات من تاريخ 2011/7/11
free counters

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 2
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.