نعي أليم - فيصل سعد في ذمة الله !!! عكــود

آخر 5 مواضيع
إضغط علي شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

العودة   سودانيات .. تواصل ومحبة > منتـديات سودانيات > مكتبات > عبدالله الشقليني

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-05-2007, 01:04 PM   #[1]
عبدالله الشقليني
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي تمثال المَعشُوقْ ( إهداء لخالد الحاج وسيد قنات والأحباء )


[align=center]تمثال المَعشُوقْ[/align]

(1)

على سِجادٍ رَخوٍ استلقَى تِمثالها . ظهرها يُلامِس سطح السَجاد وعَيناها تنظُر العُلا . بَصيرتُها شقَّت كثافة الأسقُف من فوقِنا وانطلقت . البؤبؤان من عينيها طائران في عُرسٍ سماوي تحت السحاب والبحر من تَحتها يُغني وأمواجه ترقُص. عَسل العينين زُجاجي غَسله ندى كالدَّمع . أنفاسها موجٌ في صدر فارسٍ على فرسٍ أدركه النعاس ، هابطاً ببط وصاعداً بلا صوت .

(2)

الدُنيا تَهرُب إلى عبادة قديمة قِدَم التاريخ . فتحت أذرُعتها من جديد في صفحة عِشق في مكانٍ ضجيجُه في صَمتِه . انفتحت بوابة معبدٍ قديم . أرجاؤه أفسحُ ما يكون ، فالعابد يصغُر ليكون المُقدس أعظم . الأضواء من حولنا كانت زرقاء ثم كستها الظُلمة . دلفتُ داخلاً وتخلل البخُور المُلون جسدي ، و أضاء من منافذ يدخُل منها شُعاع الشمسِ فيظهر الهباء وأغوص في هيبَّة المكان . تمضي القداسة باهرة تعكِس صورها المرايا وأنا شاخصٌ أتفرَّسْ . تأملتُ الحوائط وحجرها النافر من فِعل عِمارة الزمن الغابر . سمعتُ صراخ أضلُع من كانوا يعملون بصمتٍ حين تختلطُ المحبَّة بالأوامر والخوف.

(3)

أورق الذهنُ بصُوره منذ قديم الزمان ، كأنني أزاول طقساً أمام المَعبُود أول مرَّة . اخشوشنت بَشرتي و تَعَملَّقتُ في البُنيان وأَسَرني سِحرٌ قديم وخوف من كائنات لا أعلم كثير شيء عنها . معشوقتي الآن مومياءٌ تنبضُ عافيةً وحُباً سَاكِناً سَكن المُجونِ أو الجنونِ أو رهبة عِشق الجسد الكامل مُسجَّى أمامي يقول :
أنا من زمن الآلهة الأولى .

كُنا نجهلُ أنفسنا والكون من حولنا ونتعجبُ في ذهولْ . أركُضُ الآن من وهجِ فتنةٍ انزلقت من شَعرِ الرأس إلى قُرص وجهِهَا المرسوم بالجلال ، ثم الصدر والخِصر والفخذين والساقين... ، آلاف الأعوام صَعدت ذهني كُلها في حزمة واحدة.كُنَّا إخوة الشَّجر وأصدقاء العُشب . نعجب من الطير وتغريدها ، كانت لُغتها أقربُ إلى التي بها نتحدثُ وأتعجب ! .

في تاريخنا القديم كُنا لم نزل نركعُ للشمس حين تنهض صُبحاً من بعد نومنا الطويل ، أو عندما يَهرَمُ يومها فتحتقِن وتبدو قُرصاً بُرتقالي اللون أكبر حجماً تنام تحت الأفق البعيد ، عند نهاية الكون في ذاكرتي وأتعجب ! .
سألت نفسي :

ـ من أكون ؟ وكيف يعشُق المرء تمثالاً على صورة أنثى ؟
أ هذا زمان العشق الذي أتأمل اليوم دِينََه و دُنياه ؟

أنا اليوم أدخُل ذاكرتي وأسأل عن سرّ مَحلول العِشق في كوبِ القَداسة . معشوقتي دُميةٌ أصغر حجماً من آلهة الماضي السحيق . هيَّ جسدٌ ساكن يُخفي داخله كل معارك الكون . خلايا لا حصر لها ، داخل الجسد الذي تعمل وَسائطه بنشاط والذهن مُرتبكٌ :كيف يفعل العاشق ما يفعل ؟

(4)

أبدأ من الخَلف : بضع سنين من بعد ميلاديّ الأخير . عندما كنتُ طفلاً كانت تُؤثرني دُمية . تمثالٌ لَين من قماش محشوَّ بما لا أعلم . ينام معي في الفِراش ويشترِك معي عواطِفي وينصُرني في معركة الظُلمة التي تُخيف قبل النوم وبعد الأحلام ، بين غَمض الجفنَين و تَجوال الهواجِس .
لم أكنُ أعلمُ أن للعِشق أبواباً لا تروق العقائد . تفضحُ المُفارقة بين إلهٍ يُلقي أمانيهِ فتتكون الأفلاك بعظائمها مِن كُوني فتكُون ، وبينَ كائن نعشقه من لحمٍ ودم . صورته أنثى ومرآتها تقول لك : كيف يُصبح الإنسان وطناً لجَمر المَشاعر و جاذبية الرغبات .

(5)

أعلمُ أني و الجسد الذي أعشق كُنا ثمرةً واحدةً في زمان خُرافي قديم ، ثم انفلقْ جسدنا نصفين . يشتاق نصفهُ إلى النصف الآخر ويركُض طلباً للكمال . اضطربت النفسُ من مُجون الهوى ونزق العاطفة العاصِفة . مددتُ يديَّ وأصابِعي تنـزلق على ملمس الجسد العاري . هَمَستْ الأصابعُ تصعد التلال حيث صَنبُورَي حليبٍ في القِمم تمتلئ وتقف رهبةً . بالقُرب بُحيرة نرشُف منها أول أبواب الارتواء حينما تمضغُ عِلكة الهوى فصولجان الحياة يضطرب من وعُورة الانفعال و سَماحة السير فيه .

(6)

أغرق الآن في دُنيا حالمة ، فالثمرة تستعيد اكتمالها حين أدخُل الجنة التي تهرب كلما تراني واقفاً ببابها .

عبد الله الشقليني
03/05/2007 م




التعديل الأخير تم بواسطة عبدالله الشقليني ; 17-05-2007 الساعة 03:36 PM.
التوقيع: من هُنا يبدأ العالم الجميل
عبدالله الشقليني غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 04-05-2007, 02:17 PM   #[2]
أحمد يوسف حمد النيل
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية أحمد يوسف حمد النيل
 
افتراضي

الأستاذ /عبد الله الشقليني

تحية و حب و ود

هي تحية اسماء و معاني
وان تعشق فتاة او انثى او تمثال
وقلمك المعذب ينثر لنا صوفية الظل الدفيء
و ابعاد النظر الكامل من بؤر ذرات الرمل
التي يسافر فيها المسافرون في عالم إسمي
هو أسمى من عالم الظواهر
وان تشع بنانك اشياء منثورة جوهرها الفيض
ليس غريب على اجساد روحية
و قلوب حسية.
لقد فتكت بالناس تضاريس القبح
واضرجتهم بنيران الاحباط
حتى اصبح عالمهم اشبه بليالي الخريف
التعيسة في حواري البراري القصبية
و التي تهتك الريح بكارة امنهم
يلوزون باغنامهم و اصوافها
فتتعري اجسادهم من شدة البرد
فلايعيرونه اهتمام
فينفد الحس المادي
ثم يسبحون في عالم مجنون
اشبه بعالم التماثيل
لذا يراهم الناس اكثر بداوة
و هم في قمة الحضارة الروحية

لك العشق وحدك استاذنا عبد الله
و ما لنا لا نتحرك قيد انملة عن عفن الاجساد الى
حيث الدواليل الحضارية بلغاتها الجسدية نفسها
ودمت
اخوك/احمد يوسف حمد النيل



أحمد يوسف حمد النيل غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 05-05-2007, 04:59 PM   #[3]
د.سيد عبدالقادر قنات
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

أستاذنا عبد ألله الشقليني،

لك التجلة والتقدير والأحترام ،

أنها رسالة صادقة

علينا أن نقف عندها بعميق تفكير،

وهي تحمل في ثناياها الكثير ،



والكبير دايما كبير ،،

أستاذنا أحمد دعني أستعير هذا التعبير
[frame="7 80"]
لقد فتكت بالناس تضاريس القبح
واضرجتهم بنيران الاحباط
حتى اصبح عالمهم اشبه بليالي الخريف
التعيسة في حواري البراري القصبية
و التي تهتك الريح بكارة امنهم
يلوزون باغنامهم و اصوافها
فتتعري اجسادهم من شدة البرد
فلايعيرونه اهتمام
فينفد الحس المادي
ثم يسبحون في عالم مجنون
اشبه بعالم التماثيل
لذا يراهم الناس اكثر بداوة
و هم في قمة الحضارة الروحية[/frame]


يديكم الصحة والعافية



د.سيد عبدالقادر قنات غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 05-05-2007, 07:02 PM   #[4]
أحمد يوسف حمد النيل
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية أحمد يوسف حمد النيل
 
افتراضي

تحياتي د.قنات
لك انت تستعير الكلمات و أغلى من ذلك فهي لك
بمجرد خروجها من مشيمتها فانها لا تعبر الى ذلك العالم المظلم مرة أخرى
فلنجعلها تستقر في رحم القلوب و الحواس
فهي لم تخرج لتحتكر , و لكنها لكم و انتم أهل لها , و ما نحن الا عابري سبيل

تحياتي : أحمد يوسف



أحمد يوسف حمد النيل غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 05-05-2007, 08:22 PM   #[5]
عبدالله الشقليني
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي


[align=center]الأحباء :
الكاتب : سيد
الكاتب : أحمد
[/align]
إن الرقة والاستئذان من شمائل الذين تحضروا ولو بقيت ديارهم مضارب بدو .
بكُما تُضيء الشمس من فوق الغمام ، بيضاء مُقمِرة . وهجها لون بلا حرارة .
تتفتح الأزهار وتؤكسِد الخُضرة الكون .

يقول الذكر الحكيم :
{وَكَانُواْ يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً آمِنِينَ }الحجر82 .

وها نحن نتأمل الأجساد ونحتها العجيب حين تتراقص الأعطاف ويرتَجُ الكون .



التوقيع: من هُنا يبدأ العالم الجميل
عبدالله الشقليني غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 08-05-2007, 09:17 AM   #[6]
بسمله
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

يا سلام ...

و الله يا استاذ عبد الله انت فعلا مبدع جدا ..

الف شكر على كميه الراحه و الجمال الذى وهبتنى اياه و انا اجول فى هذا النص
مودتى



بسمله غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 08-05-2007, 09:34 AM   #[7]
بابكر مخير
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية بابكر مخير
 
افتراضي

يا رائع يا عبد الله يديك العافية ويدينا رجاحة العقل وصفاء القلوب



التوقيع:
بابكر مخير غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 08-05-2007, 10:11 PM   #[8]
عبدالله الشقليني
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بسمله مشاهدة المشاركة
يا سلام ...

و الله يا استاذ عبد الله انت فعلا مبدع جدا ..

الف شكر على كميه الراحه و الجمال الذى وهبتنى اياه و انا اجول فى هذا النص
مودتى
إلى العزيزة بسملة
لن يكون النص إلا بقُرائه المُبدعين
شكراً لكِ أن منحتينا أكثر مما نستحق



التوقيع: من هُنا يبدأ العالم الجميل
عبدالله الشقليني غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 17-05-2007, 03:39 PM   #[9]
عبدالله الشقليني
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Babiker Mukhayer مشاهدة المشاركة
يا رائع يا عبد الله يديك العافية ويدينا رجاحة العقل وصفاء القلوب
[align=center]حبيبنا الأستاذ بابكر

بيننا وبين رجاحة العقل مودتكم بيننا ،
[/align]



التوقيع: من هُنا يبدأ العالم الجميل
عبدالله الشقليني غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

تعليقات الفيسبوك


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

التصميم

Mohammed Abuagla

الساعة الآن 09:32 AM.


زوار سودانيات من تاريخ 2011/7/11
free counters

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 2
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.