الـــــسر الغميــــــــس !!! النور يوسف محمد

حكــاوى الغيـــاب الطويـــــل !!! طارق صديق كانديــك

من الســودان وما بين سودانيــات سودانييــن !!! elmhasi

آخر 5 مواضيع
إضغط علي شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

العودة   سودانيات .. تواصل ومحبة > منتـديات سودانيات > منتــــدي التوثيق

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-02-2006, 08:56 AM   #[391]
admin
Administrator
الصورة الرمزية admin
 
افتراضي

كتب ميرفي :

ملفات / الخميس





الرائد عبد العظيم سرور يواصل الكتابة للايام




19 يوليو.. التخطيط.. التنفيذ.. الهزيمة




الحقلة الثالثة عشرة




في الفترة التي امتدت من نوفمبر 1970 وحتي يونيو 1971 عقد الحزب عدة لقاءات مع القادة الشيوعيين في التنظيم, وفي أحد تلك اللقاءات قال العسكريون (...أنهم يواجهون ضغوطا من الضباط الديمقراطيين لتنظيم عملية عسكرية متكاملة للاطاحة بالسلطة .) أن ما ذكره الشهيد بابكر النور في ذلك اللقاء كان صحيحا ولكن الصحيح ايضا أن ما قاله بابكر عن ضغط الديمقراطيين قد جاء في مرحلة متأخرة جدا, اذ ان التنظيم كان يخطط لانقلابه قبل ذلك بكثير جدا, وقد كانت النية مبيتة منذ أن قام نظام مايو بحل تنظيم (الضباط الاحرار) وفرض تنظيم (احرار مايو). وفي الفترة التي أعقبت انقلاب 16 نوفمبر 1970 كان التنظيم يخطط للانقلاب بجدية تامة ويعد العدة لتنفيذه.
كان التخطيط يجري في مواقعه المختلفه, ففي يناير 1971 كان كل من الهاموش وأبشيبه قد قطعا شوطا كبيرا في استعداداتهما لقيام الانقلاب, وكان قد تم تحديد الموعد في يوليو 1971 بعد عودة الضباط المشاركين في دورة قادة فصائل التي بدأت في أول يناير وانتهت في 30 يونيو 1971, وقد أعلن أبشيبه ذلك للضباط الاعضاء في التنظيم المشاركين في الدورة, وكلفهم بتجنيد أكبر عدد من الضباط للتنظيم وجس النبض في وسط ذلك التجمع الكبير في مدرسة المشاة بجبيت. ولعل أكبر دليل علي استعداد التنظيم لتنفيذ الانقلاب كان اهتمامه الشديد بتهريب الشهيد عبدالخالق من معتقله, اذ أن قادة التنظيم كانوا حريصين جدا علي ضمان حياته وهم ينفذون انقلابهم. وأعتقد أن اجابة الضباط علي السؤال المحدد الذي وجهه اليهم الحزب ما اذا كانت القوي الديمقراطية تحضر لانقلاب, فنفوا ذلك ولم يطرحوا تصريحا او تلميحا ما يشير الي أنهم يحضرون لانقلاب أو يطلبون رأي الحزب في التحضير لانقلاب...الخ ص 21 من الوثيقة. بالتأكيد أن تلك الاجابة لم تكن صحيحة, والتحضير للانقلاب يجري علي قدم وساق. وقد كانت أجاباتهم تؤكد عمق فجوة عدم الثفة بين التنظيم وقيادة الحزب. واعتقد أن مسألة الانقسام والخوف من كشف أسرار التنظيم لم تكن السبب الوحيد لتلك الاجابة.
جاء في ص23 من الوثيقة (لم تكن الاحزاب التقليدية والقوي الموالية لها في الجيش هي الخطر المباشر علي الحركة الثورية في تلك الفترة....وكان خطر الثورة المضادة هو الخطر المباشر علي الثورة السودانية... وأن الخطر هو النميري ومجلس الثورة والفئات الرأسمالية الطفيلية الجديدة) أجد نفسي لا أتفق مع الوثيقة في عدم اعتبار الاحزاب التقليدية والقوي الموالية لها في الجيش خطرا مباشرا علي الثورة السودانية...وأتفق أن خطر الثورة المضادة هو الخطر ولكنه لم يكن مباشرا وانما الخطر المباشر حقيقة كان القوي اليمينية والجهوية الموالية للاحزاب التقليدية داخل الجيش. فالنميري ومجلس ثورته والفئات الرأسمالية والطفيلية الجديدة كان لها تأثيرها بلا شك ولكن اليد القوية التي كان يمكن أن توجه الضربة القاضية للحركة الثورية هي التنظيمات المسلحة الموالية لليمين وقد فعلت ذلك في 22 يوليو 1971.
أوافق الوثيقة في أن بيان عيد الاستقلال الذي صدر بتاريخ 22|12|1970 كان جيدا وأن الشعارات الثورية التي تصدرته كانت سليمة, ولكن الغريب فعلا أن البيان حتي ذلك الوقت كان يشير الي احتمال تراجع انقلاب 16 نوفمبر عن طبيعته, أو أن ينشأ تحالف أو تعاون ما مع السلطة أو مجموعة منها (ص36) أي مجموعة منها؟ وما الذي كان يميز تلك المجموعة بعد ابعاد بابكر وفاروق وهاشم؟
ولكن ما جاء في بيان عيد الاستقلال لم يكن اكثر غرابة من دعوة بيان 16 نوفمبر 1970 الجماهير لتعمل علي:
1) الغاء القرارات التي أعلنت واعادة أعضاء مجلس الثورة المبعدين الي مناصبهم وطرح القضايا المختلف عليها للمناقشة مع الضباط الاحرار.
2) اعادة الضباط الاحرار الذين فصلوا من الخدمة.
3)اطلاق سراح عبدالخالق محجوب.
أن الدعوة لاطلاق سراح عبدالخالق لا غبار عليها وهي دعوة سليمة بلا شك, ولكن أعادة القادة المبعدين من المجلس وطرح القضايا المختلف عليها للمناقشة مع الضباط الاحرار, كان طرحا طوباويا مثيرا للدهشة اذ كيف يقوم النظام مهما واجه من ضغوط سياسية أو جماهيرية أو غيرها بأعادة ضباط في قامة بابكر وفاروق وهاشم الي المجلس الذي ابعدهم عنه أو اعادة الضباط الذين فصلوا الي الخدمة؟ وهو الذي يعتبرهم خطرا كبيرا عليه ويهدد وجودهم - حتي وهم خارج الخدمة - وبسبب ذلك قام بحل التنظيم ولم تكمل مايو شهرها الخامس, وأي تنظيم ضباط أحرار ذلك الذي يمكن ان يأتي ويجلس مع السلطة لمناقشة قضايا مختلف عليها..؟ ذلك يعني أن يأتي من التنظيم (فلان وفلان وفلان) ليقولوا أنهم يتحدثون بأسم التنظيم في وقت لزم فيه التنظيم السرية التامة. في اعتقادي أن مثل تلك الاطروحات العجيبة وغيرها هي من بين الاسباب التي باعدت بين التنظيم وقيادة الحزب, اذ كانت قيادة الحزب في واد والتنظيم في واد آخر.
بالرغم من ان العسكريين كانوا يعدون لانقلابهم بمعزل عن الحزب الا انهم وقبل ذلك اقترحوا علي عبدالخالق فكرة القيام بانقلاب, ولا أعتقد ان ذلك كان "أمرا جديدا" كما جاء في الوثيقة, فقد أشاروا أكثر من مرة الي أن الوضع معبأ في القوات المسلحة وأنهم اذا لم يقوموا بانقلابهم فإن التنظيمات اليمينية ستقوم بانقلاب. وأتفق مع الوثيقة ان ذلك كان خارج مساق توجه الحزب السياسي وبرنامج نشاطه. ولكن لا عبدالخالق ولا الحزب قال للعسكريين "لا" لا تقوموا بأي انقلاب, بل قال حسب ما ورد في الوثيقة ص38: "ان تلك قضية جديدة تستوجب الدراسة والتقدير في الامانة العامة والمكتب السياسي واللجنة المركزية." وعلي كل حال فقد كان الضباط الشيوعييون والديمقراطييون في ذلك الوقت قد اتخذوا قرارهم الذي لا رجعة فيه!
مسألة هروب الشهيد عبدالخالق كانت احد اكثر الامور الحاحا وضرورة لدي العسكريين وكانت لهم اسبابهم المنطقية وهم يعدون لانقلابهم الوشيك. ولم تكن حبال الصبر الطويلة التي مدها الزملاء في قيادة الحزب - آنذاك - مقنعة. فالحزب قد اقترح قيام لجنة بقيادة الشهيد "شكاك" لتنظيم عملية الهروب, وكان علي اللجنة أن تجتمع لوضع خطة ومناقشة تفاصيله والبحث في وسيلة لمغادرة العريف عثمان عبدالقادر البلاد , أو ايجاد مكان لاخفائه وتأمينه, بل والاهم من ذلك ايجاد مكان لتأمين عبدالخالق بعد هروبه, وكان ذلك في ظل ظروف صعبة, فقد كان علي الحزب بعد الانقسام أن يبدأ من الصفر في البحث عن أماكن مؤمنة خصوصا وأن الاماكن التي كانت معدة لمقابلة مثل تلك الاحتياجات قد أصبحت مكشوفة لدي الانقساميين. في ظل تلك الظروف الملحة والمعقدة كان لا بد أن يجد العسكريون وسائلهم الخاصة لتهريب عبدالخالق. ولقد استطاع العسكريون اقناع عبدالخالق الذي بعث بثلاث رسائل لتعديل خطة هروبه واستعجال التنفيذ. وأخيرا وبعد موافقة عبدالخالق كان لا بد لشكاك من أن يتعاون مع العسكريين. وقد تم تهريب عبدالخالق وفق خطة دقيقة ومحكمة في 29\6\1971 وتم اخفاؤه بمنزل الشهيد المقدم عثمان الحاج حسين الملحق بالقصر الجمهوري. وهكذا انزاحت العقبة الكؤود التي كانت سببا في تعطيل تنفيذ الانقلاب.
تحت عنوان (موقف وتقديرات العسكريين) ص 53 من الوثيقة "...أن العسكريين أشاروا الي مناقشة عبدالخالق معهم قبل التعديل الوزاري الاول في اكتوبر 1969 الذي قال لهم أن الاستقالة هروب من الصراع, وأن التحرك لتنفيذ انقلاب سيبدو أمام الرأي العام بمثابة سرقة للسلطة..الخ. لاحظ ان تلك المناقشة قد جرت في اكتوبر 1969 أي بعد أقل من خمسة اشهر علي قيام مايو. ذلك يؤكد بلا شك أن التفكير في قيام الانقلاب لم يكن وليد اللحظة وأنه قد تم منذ زمن بعيد. وصحيح كان ما قاله العسكريون: "بأن الوضع داخل الجيش سيتفجر سواء تحركوا أو لم يتحركوا كما أن الضباط الديمقراطيين لن يستمعوا لرأي الحزب بالتأجيل هذه المره, وأن تنظيمات القوي اليمينية في الجيش تسير بسرعة نحو الانقلاب. أعتقد أن العسكريين كانوا أمناء جدا مع أنفسهم ومع الحزب حينما ناقشوا بصراحة, الظروف التي تدفعهم للانقلاب, وأكدوا أنهم كضباط شيوعيين يتحلون بالانضباط الحزبي والتقيد بموقف الحزب, ولكن الظروف المحيطة بهم تحتم عليهم أن يتحركوا مع رصفائهم الديمقراطيين لتنفيذ الانقلاب. وأعتقد ايضا أن التقييم كان أمينا ومنصفا جدا للعسكريين عندما اشار في ص 55: "...أن انتماءهم للمؤسسة العسكرية - الجيش - يفرض طابعه علي تقديراتهم رغم انتمائهم الحزبي... فهم في نهاية الامر ليسوا أول مجموعة عسكرية حزبية تغلب تقديراتها العسكرية علي التقديرات السياسية لحزبها, بل وحتي الجناح العسكري لحركة سياسية جماهيرية كثيرا ما افلت وفرض تقديراته علي قيادته الساسية...الخ"
كان أهم الاسئلة واكثرها الحاحا فيما يتعلق بحركة 19 يوليو تلك التي تستوضح دور الحزب في قيام الحركة ويمكن تحديد تلك الاسئلة علي النحو التالي:
* هل خطط الحزب للقيام بانقلاب 19 يوليو 1971؟
* هل تم تنفيذ الانقلاب بعلم الحزب؟
* هل تم الانقلاب بموافقة الحزب؟
* هل تم الانقلاب برغم رفض الحزب؟
أن وثيقة حركة 19 يوليو اجابت -في اعتقادي-علي بعض الاسئلة ولكن بعض اجاباتها لم تكن محددة أو قاطعة . ولعل أكثر الاجوبة وضوحا واقناعا كانت تلك التي تنفي تخطيط الحزب للانقلاب ورفضه الفكرة منذ البداية, ولكن اجابات الحزب علي بعض الاسئلة -بعد أن وضح أن العسكريين قد استعدوا لانقلابهم- لم تكن قاطعة أو محددة, وكانت تتأرجح بين الرفض والقبول بتنفيذ الانقلاب. ويمكن استخلاص اجابات الحزب علي تلك الاسئلة من وثائق سابقة علي الانقلاب أهمها بيان 16 نوفمبر 1970 وبيان دورة اللجنة المركزية في فيراير 1971. ومن لقاءات ومشاورات جرت بين قيادة التنظيم والشهيد عبدالخالق وبعض قيادة الحزب فلقد ورد في الوثيقة انه بعد التعديل الوزاري في اكتوبر 1969 رفض عبدالخالق فكرة انقلاب كان يلمح له كبار الضباط وقال: "...ان الاستقالة هروب, وأن التحرك لتنفيذ انقلاب سيبدو أمام الرأي العام بمثابة سرقة للسلطة...الخ: (ص 53).
* وحسب الوثيقة (ص 35) انه جاء في بيان اللجنة المركزية الصادر في 16 نوفمبر 1970 :"...ان شعار اسقاط السلطة الحالية...شعار يساري ضار ومغامر"(ص 4 من البيان). وتحت عنوان شعارات اسقاط السلطة (ص 37) انه في اجتماعات التعبئة لقواعد الحزب حول تقييم دورة اللجنة المركزية لانقلاب 16 نوفمبر وردت في النشرة الداخلية لمنطقة عطبره فقرة تقول:" هذه السلطة لم نرفع بعد شعار اسقاطها"
* لهذا كان اقتراح العسكريين بالانقلاب أمرا جديدا خارج مساق توجه الحزب وبرنامج نشاطه وآفاق ذلك البرنامج" (ص 3
* تلك باختصار المسائل التي عالجتها دورة اللجنة المركزية في
فبراير 1971 فيما يتعلق بتكتيكات الحزب ومؤكدة في ص 10 و16 "قفل الطريق أمام المغامرين والافكار الانقلابية ورفض النهج الانقلابي والانفراد بالسلطة"
هذا بعض ما جاء في وثائق الحزب وما أشار أليه التقييم وأعتقد أن في ذلك أجابة كافية علي السؤال الاول: هل خطط الحزب لانقلاب 19 يوليو 1971؟
* اما هل تم الانقلاب بعلم الحزب؟ الاجابة نعم. فالانقلاب قد تم بعلم الحزب ولا يمكن أن ننفي علم الحزب بالانقلاب لانه لم يكن يعلم بساعة الصفر, والوثيقة تؤيد ذلك في موقف وتقديرات العسكريين (ص 53 - 5. وقد كانت تلك التقديرات بعد هروب عبدالخالق في 26|6|1971. فلقد كانت فكرة الانقلاب - كما أشرت من قبل - تدور في رؤوس العسكريين منذ أكتوبر 1969 وربما قبل ذلك.
قال عبدالخالق للعسكريين:
* ان التحرك لتنفيذ انقلاب سيبدو أمام الرأي العام بمثابة سرقة للسلطة (ص53
* قال العسكريون أن الوضع في الجيش سوف ينفجر سواء تحركوا أو لم يتحركوا الخ (ص 54)
* أكدوا أنهم كضباط يتحلون بالانضباط الحزبي ..ولكن الظروف..تفرض عليهم الا يتأخروا عن أي تحرك يبادر به الضباط الديمقراطيون..(ص54).
* تركزت مناقشة عبدالخالق معهم في الآتي: "...ان اقتراح الانقلاب يجب أن يطرح علي اللجنة المركزية وأخذ رأيها... فرغم تقديره لوجهة نظرهم لن يوافق علي أي تحرك قبل مناقشته في اللجنة المركزية..." (55)
* أما هل تم الانقلاب بموافقة الحزب أو تم برغم رفضه؟ هذان سؤالان متداخلان, أري أن تتم الاجابة عليهما معا. والاجابة في اعتقادي أن الحزب لم يوافق صراحة ولكن مع مجريات الاحداث - كما أشرت من قبل - نجد أن رأي الحزب أخذ يتأرجح بين القبول والرفض وأعتقد أن الرأي الغالب في الحزب كان أقرب الي القبول, ولكن لكي يكون ذلك رسميا كان يجب الاستماع الي قرار اللجنة المركزية. وأستند في ذلك الي ان المكتب السياسي- وهو هيئة قيادية لها وزنها في الحزب وتوصياتها تؤخذ في اجتماعات اللجنة المركزية وتحظي بتقدير واحترام كبيرين - لم يقل "لا" منذ البداية لفكرة الانقلاب. (أنظر مناقشة عبدالخالق مع العسكريين ص55) (انظر رأي المكتب السياسي في اجتماعه الذي أنعقد يوم 13|7|1971) .
* المسؤولية التي يتحملها المكتب السياسي انه لم يتخذ قرارا قاطعا بقبول الفكرة أو رفضها بل أخضعها للمناقشة والتقدير ...الخ (ص 62)
* ومن ملخصات وملاحظات المكتب السياسي(من حيث المبدأ يمكن قبول فكرة التصحيح, لكن يجب أن يخضع تحرك الضباط الشيوعيين لتقديرات اللجنة وقرارها) (ص62). واني لاتساءل كيف يمكن من حيث المبدأ قبول فكرة التصحيح؟ وهل يأتي ذلك التصحيح بدون القيام بانقلاب؟
* وبعد وقوع الانقلاب ووصول هاشم الي مقر تجمع قيادة الحزب كان السؤال الموجه اليه: لماذا تعجلتم؟ فكان رده: هل ننتظر حتي يعتقلوا زملاءنا واحدا واحدا؟ فطلب عبدالخالق من هاشم ومحجوب ابراهيم أن يقدموا لاجتماع اللجنة المركزية التقديرات والاسباب التي دفعتهم للاستعجال". يلاحظ هنا أن السؤال كان "لماذا تعجلتم؟" ولم يكن "لماذا أقدمتم علي تنفيذ الانقلاب؟" وكان المطلوب من هاشم ومحجوب أن يقدما تقريرا حول الاسباب التي دفعتهم لتنفيذ الانقلاب دون موافقة الحزب.
وأخيرا أقول انني لم أجد رفضا صريحا للانقلاب الا في بيان اللجنة المركزية الصادر في مساء يوم 16 نوفمبر 1970 وبيانها الصادر في فبراير 1971
في نهاية الاجوبة علي هذه الاسئلة الملحة لا أري أن الحزب يحتاج الي دفاع في أنه لم يخطط أو يشارك في تنفيذ الانقلاب, وهذا بالتأكيد واضح من الوثائق التي صدرت قبل وقوع الانقلاب, ويظهر ذلك من مجريات الاحداث ووقائع الاحوال, فاذا كان الحزب قد خطط فعلا لذلك الانقلاب - وهو حزب له وزنه وتقاليده- لاعد بياناته ومراسيمه الدستورية وقائمة أسماء وزرائه قبل وقوع الانقلاب بدلا من ترك هاشم يلهث بحثا عمن يصوغ له البيان ويعد المراسيم الدستورية والاوامر الجمهورية, ولهذا يتضح أن اتهام الحزب وقيادته بالتخطيط وتنفيذ الانقلاب اتهام باطل لا يقوم علي أساس وهو اتهام جبان قصد به تصفية حسابات سياسية بأسلوب خسيس ينم عن دواخل اصحابه ولا يقوم اعتراف الشهيد عبدالخالق وتحمله المسؤولية أساسا لبينة أن الحزب قد خطط للانقلاب ونفذه.
* أوردت الوثيقة تحت عنوان (بعد وقوع الانقلاب) ص 67: :"أن من الاخطاء الجسيمة في الخطة العسكرية, أن تنظيم الضباط لم يشرك معه تنظيم الجنود الشيوعيين والديمقراطيين في التحضير والتنفيذ.. وان ذلك التنظيم له وزنه وتقاليده ...الخ" هذا القول عن ذلك التنظيم لم أعرفه الا بعد قراءتي لهذه الوثيقة وان كنت قد سمعت من قبل أكثر من عام من قيام حركة 19 يوليو بنية تكوين تنظيم للجنود الشيوعيين والديمقراطيين. وكنت أعلم أن الشهيد الملازم احمد جبارة كان يناقش بعض ضباط صف وجنود الحرس الجمهوري ويمدهم ببعض الوثائق والكتب الثقافية والماركسية بوجه خاص, لكن ذلك لم يكن يرقي لتسميته بالتنظيم. وقد شارك بعض ضباط الصف في الانقلاب فيما بعد بصفة أنهم يتبعون لقيادة الحرس الجمهوري وليس بصفة أنهم أعضاء في التنظيم. ويبدو لي أن الحديث عن التنظيم غريبا خصوصا وأننا كنا ونحن نستعد للانقلاب نسعي لجمع "ولملمة" كل صف وجندي بحكم أننا كنا نعاني نقصا كبيرا في قوتنا, فكيف يمكن أن نجهل تنظيما كاملا للصف والجنود له وزنه وتقاليده كما جاء في الوثيقة؟ ولا شك أن وجود مثل ذلك التنظيم يمكن أن يكون مؤثرا وفعالا جدا في دعم قواتنا الضعيفة من ناحية ضباط الصف والجنود وكان يمكن الاستعانة به في مجال التجنيد في أوساط وحدات العاصمة المختلفة. كان عثمان يعمل جاهدا علي زيادة وتطوير قوات الحرس الجمهوري وقد قام بتجنيد كتيبة رابعة للحرس هي كتيبة الادارة, وقد كلفني كما ذكرت بمهمة تجنيد أكبر عدد ممكن من الشيوعيين والديمقراطيين ضمن فريق كرة القدم. ولم يكن أبشيبه ليأمرني بذلك في وجود تنظيم للجنود قائم وقديم. ولا شك أن التنظيم كان يستطيع معاونة عثمان في تنفيذ مهمة التجنيد أكثر من أي جهة أخري.
كان الفهم والالمام بالامور السياسية في أوساط القوات المسلحة بين الضباط والصف والجنود متدنيا جدا, وكان الخوض في مناقشة السياسة شبه منعدم ولا يجد اهتماما, وربما كان ذلك بسبب النشأة العسكرية التي كانت تعتبر المسائل السياسية هي اهتمامات "ملكية" أي مدنيين. لقد عشت أكثر من ستة أعوام حياة طلبة الكلية الحربية وحياة الضباط في العاصمة والاقاليم, ولا اذكر أننا دعينا لمناسبة اجتماعية أو ثقافية, فقد كانت الدعوات تتم لتنوير عسكري أو اجتماع لمناقشة أمور الوحدة التي نخدم فيها أو لمشاهدة حفل غنائي أو لعبة كرة قدم أو مشاهدة فيلم حربي تطبق فيه قواعد التكتيك العسكري والمناورة. وكان جل اهتمامنا نحن معظم الضباط أن نعد لسهرة يوم الخميس الصاخبة "المشكوكة" أو ليلة "ترم ترم" بميسات الضباط بالقيادات الجنوبية. وما زلت أذكر حتي اليوم شكل تلك الدعوات التي كانت تمر علينا وهي كشف بأسماء المدعويين للسهرة أشبه "بالدور الدائر" موضحا فيه قيمة الاشتراك وتذيله عبارة (كل برمته وزجاجته وزجاجة رمته). و"الرمه" حسب تعريف ضباط واو واقاليمها المرأة التي تصاحبك في السهرة والزجاجة المعنية هي غالبا ما تكون زجاجة من الشيري من النوع الردئ دائما مثل "ابوتراكتر او ابو تراكترين او علي شمالك ..الخ" المؤسف أن كلمة "رمة" كانت تطلق حتي علي الجميلات جدا من النساء والرمة هي الجيفة النتنة‍. كان ذلك في مجال الضباط الذين يتمتعون بشئ من التعليم وقدراً من الثقافة. أما في أوساط الصف والجنود فقد كان الوضع أكثر تدنيا خصوصا وأن اكثرهم حينذاك كانوا أميين يجهلون القراءة والكتابة.
لذلك - وفيما يختص بوجود ذلك التنظيم- أعتقد أنه من المحتمل أن تكون هناك نواة أو فكرة لانشائه, أما التنظيم الذي أشير اليه في الوثيقة فانني لم أسمع به, ومن المؤسف جدا ان كان موجودا الا يشرك في التخطيط أو التنفيذ للانقلاب.
ورد في الوثيقة ايضا :"...أن تنظيم الجنود انتقد طريقة تجريد لواء المدرعات الثاني دون مراعاة ان بعض الجنود والصف أعضاء في التنظيم.."(ص6. يفهم من ذلك أن بعض الصف والجنود الاعضاء في التنظيم كانوا ضمن جنود وصف اللواء الثاني مدرعات الذي تم تسريحه ثم أعيد للخدمة فقاد دباباته وانطلق بها لهزيمتنا في 22 يوليو!‍
جاء أيصا عن تجاوز تنظيم الضباط لتنظيم الجنود وتخطيه في التحضير والتنفيذ (ان الجنود ما عادوا منقادين بالرابطة العسكرية لضباطهم في التحركات السياسية والانقلابات, وأن الجنود والصف لهم تنظيماتهم ورؤيتهم السياسية) (ص6
لا شك أن القول بخطأ تسريح اللواء الثاني قول خاطئ لا يسنده أي منطق أذ أن اعادة اللواء الثاني مدرعات للخدمة كانت من أكبر الاخطاء في 19 يوليو, وهي بلا شك كانت القشة التي قصمت ظهر البعير, واني لاتساءل ماذا كان دور تنظيم الصف والجنود - الموجود فعلا في اللواء الثاني - عندما انطلقت دبابات اللواء الثاني لتهاجم مواقع قوات 19 يوليو في الثاني والعشرين منه؟ وفي ختام الحديث عن عدم اشراك تنظيم الجنود في التخطيط والتنفيذ للانقلاب ولحل لغز ذلك التنظيم وحتي نعلم أين الحقيقة, لا بد من الاجابة علي الاسئلة الآتية:
هل كان ذلك التنظيم قائما وله وزنه وتقاليده فعلا؟
لماذا لم يشرك تنظيم الضباط تنظيم الجنود في التخطيط للانقلاب وتنفيذه؟
ماذا كانت تبريرات تنظيم الضباط لذلك الخطأ؟
لماذا لم يقم الحزب باستشارة تنظيم الجنود كما فعل مع تنظيم الضباط قبل تنفيذ حركة 19 يوليو؟
وأخيرا- وهذا السؤال مكرر-: ماذا فعل تنظيم الجنود وهو موجود داخل اللواء الثاني عندما تحركت دبابات اللواء الثاني لهزيمة 19 يوليو؟
لم يظهر تنظيم الجنود قبل يوليو ولا أثناء التخطيط لها ولا أثناء تنفيذها ولا بعد هزيمتها, ولم نعرف ونحن مجموعة من الضباط والصف والجنود في السجن عن ذلك التنظيم شيئا. كان بيننا ضباط وجنود من قوات الحرس والمدرعات والذخيرة وغيرهم كنا معا ...ولم يذكر أي منهم أن له أدني علاقة بذلك التنظيم. ولقد علمت اخيراً وبعد نشر ردي على التقييم في مجلة قضايا سودانية انه كان هناك تنظيم للصف والجنود بمصنع الذخيرة.
كان الاتهام وما زال أن الشيوعيين قد نفذوا مجزرة بيت الضيافة, وقد تصدي الحزب في كتاباته بعد الهزيمة لنفي تهمة القيام بالمجزرة أو الاشتراك فيها..الغريب جدا أن يصدر التقييم في 79 صفحة من القطع الكبير ويطرح الكثير من الوقائع والتفاصيل دون الاشارة الي مجزرة بيت الضيافة, وقد كان المهتمون بحركة 19 يوليو وهم كثيرون جدا ...معها أو ضدها يتوقعون أن تجيب وثيقة التقييم علي الاسئلة المحيرة حول بيت الضيافة سواء بالنفي القاطع لارتكاب تلك المجزرة أو الاشتراك فيها, أو الاعتراف بارتكابها وتوضيح الاسباب التي أدت الي ذلك.
ان الكثير من الادلة والبراهين تثبت أنه لم يكن للحزب علاقة بما حدث في بيت الضيافة وأنه حتي التنظيم الذي نفذ الانقلاب لم تكن في حساباته مسألة التصفيات الجسدية أو اراقة أي دماء, وأن ما حدث في بيت الضيافة كان امراً يستوجب الشجب والادانة. كان باستطاعة الحزب طيلة هذه السنوات ان يسعي لايجاد الكثير من الوقائع والتفاصيل عما حدث وتقديم الحقيقة كاملة لجماهير الشعب السوداني, ولم يكن ذلك صعبا, خصوصا وأنه يمكن الحصول علي البينات من تقارير وافادات شهود العيان الذين نجوا من المجزرة, ومن افادات بعض اعضاء التنظيم اليميني أثناء محاكمتهم بعد فشل انقلابهم في 5 سبتمبر 1975 حول قصفهم بيت الضيافة بمدافع الدبابات.
واخيراً فانني أري ان الوثيقة تظل ناقصة وغير مكتملة ما لم تقدم اجابات صريحة لما حدث في بيت الضيافة!!‍


Source: Al-Ayaam September 1, 2005


_________________
Peace out ....Merfi



التوقيع: [align=center][/align]
admin غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 26-02-2006, 08:57 AM   #[392]
admin
Administrator
الصورة الرمزية admin
 
افتراضي

كتب عبد الله الشقليني :

التحية للمشاركين في نقل الوثائق :
ميرفي
وعصمت
وشوقي
ونأمل أن ينقل لنا ميرفي كل إفادات الصحافة
تعميماً للفائدة ، فكثرة الوثائق تمهد لاحقاً
للتحليل والدراسة الفنية ، واستكمال الثـقرات ،
ونقاط الضعف والقوة ، وتداخل الغشاوة
التي غطت الأحداث بسبب المسلك الإجتماعي
في الحياة السودانية ..الخ

_________________
من هنا يبدأ العالم الجميل



التوقيع: [align=center][/align]
admin غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 26-02-2006, 08:59 AM   #[393]
admin
Administrator
الصورة الرمزية admin
 
افتراضي

كتب عبدالله الشقليني :


الأحباء :
نستكمل هنا الحلقة الخامسة والأخيرة
من المساهمة المشتركة في المناقشة العامة
تحت العنوان :

( 19 يوليو في منظار التاريخ
تعليق وقراءة في وثيقة 19 يوليو )

بقلم / إبراهيم ميرغني / عماد عزالدين

نبدأ من الصفحة رقم 36 ـ 38 ، وهي تناقش تقييم وثيقة 19 يوليو
عن سكرتارية اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني في يناير 1996 م
لكم نص الجزء الخامس والأخير ( 5 ) :

 في هذه الأثناء تمت دعوة ل .م لاجتماع طارئ صدر عنه بيان
جماهيري بتأييد الانقلاب وخطاب داخلي بتعبئة الحزب وقرار تسيير
مواكب في كل أنحاء السودان تأييداً للانقلاب وكانت ل .م
تتصرف عملياَ وهي أمام الأمر الواقع .

 بعد إذاعة البيان واجتماع ل .م طلب هاشم أن تُصاغ
أوامر جمهورية جديدة فكلف عبد الخالق جوزيف قرنق بذلك
فتساءل جوزيف عن تصور العسكريين لهياكل وأجهزة السلطة
وصلاحياتها ! .. الخ .

 في اجتماع ل .م اقترح عبد الخالق ترك المسائل العسكرية
للتنظيم العسكري والتركيز على دور الحزب في الجبهة
السياسية والجماهيرية .

 تجاهل تنظيم الجنود الشيوعيين والديمقراطيين واعتراض
شكاك على ذلك لم يجد إجابة مقنعة الأمر الذي وضع ذلك
التنظيم أمام الأمر الواقع ( ص 67 ـ68 ) .
ما بعد الانقلاب

 لم تشر الوثيقة الوثيقة لموقف كادر من الحزب كان واضحاً
في رفضه لفكرة الانقلاب وفي رفضه بعد قيامه مثل
موقف الشفيع أحمد الشيخ .

 التفريط البالغ الذي في اعتقال ومحاكمة وإعدام كل من
عبد الخالق وجوزيف قرنق لم تشر إليه الوثيقة ومسئولية من هذه ؟
فجوزيف اعتقل من مكتبه والشفيع من دار اتحاد العمال
وكأنما سلما أنفسهم وتدور مختلف الأساطير حول الظروف
الصعبة وانعدام التأمين الذي وجد فيه عبد الخالق نفسه بعد فشل
الانقلاب وانتهى باعتقاله وإعدامه . هذه المسئوليات يجب
تحديدها وخصوصاً حالة الأخير عبد الخالق ؛ حيث المعلومات
متضاربة كما نذكر بأن على قيادة الحزب تسجيل الشكر لعوائل
وأسر كريمة وأصدقاء حزب وأشخاص قدموا مساعدات لا تقدر
بثمن كانوا يضحون بحياتهم من أجل إخفاء عبد الخالق محجوب
وخصوصاً في حي أو روف في أم درمان .

 التجربة والدروس :ـ

 نثبت في البداية لب ما تبنته الوثيقة ومع ذلك فان قيادة
حزبنا تتحمل بلا وجل أو تردد أو تبرير مسئوليتها في
المسائل التالية :

 (أ) مواطن القصور والغموض في تكتيكات الحزب
بعد انقلاب نوفمبر 1970 .

 (ب) المكتب السياسي لم يتخذ موقفاً حاسماً عند مناقشة
ما طرحه العسكريون .

 (ج) ضعف الإشراف القيادي الحزبي على التنظيم العسكري
واليقين من استيعابه وقناعته باستراتيجية الحزب وتكتيكاته
وعلاقة الشق العسكري بالنضال السياسي الجماهيري
وخضوعه له باعتباره مكملاً و مساعداً لدور الجماهير .
رغم استنتاجنا السليم بأن انقلاب 16 نوفمبر فتح الباب
لصراع الانقلابات والتصفيات .

هذه هي النقاط الأساسية ومنها ومن غيرها نخرج
بأن انقلاب 19 يوليو خططت له ونفذته ضمن غيرها
من عناصر قيادية من العسكريين الشيوعيين بمعرفة قيادة
الحزب العليا والتي لم تعترض عليه بل أيدته ودعمته ،
ممثلة في عبد الخالق محجوب والمكتب السياسي و
اللجنة المركزية فيما بعد . خارجة بذلك على قرارات
الحزب ومؤتمراته وقرارات لجنته المركزية .

إن العسكريين إذا أقدموا على ما أقدموا عليه وهو خطأ
سياسي ضخم ! فقد دفعتهم إلى ذلك الحالة السياسية
العامة وأزمة الحزب وطبيعة تفكيرهم العسكري
راجع خطب الشهيد هاشم العطا والتي تبدأ ب
( بالواضح لقد تم كذا وكذا بمعنى لقد حسمنا الأمر برمته ! .
لكن خطأ الحزب وقيادته المدنية خطأ مركب سياسي وأخلاقي
ولا يجد أي تبرير لا في وقته ولا الآن .

لقد حان الأوان لأن توضع 19 يوليو في مكانها الصحيح
في تاريخ الحركة الثورية والديمقراطية السودانية بأنها
كانت مغامرة عسكرية أضاعت الجبهة ! ودمرت حركة
اليسار السوداني وأدخلته في مأزق لم يخرج منه حتى الآن .

إننا مع كل الإجلال للشهداء المدنيين منهم والعسكريين
إلا أنه لابد من قول الحقيقة للتاريخ والأجيال أما من تبقى
من قيادة الحزب ممن شاركوا في تلك الأحداث فإنهم لا يخلوا
من المسئولية بقدر ما يكون دورهم في الحياة السياسية في
سودان اليوم بقدر ما يكون مطلوباً منهم أن يتحملوا مسئوليتهم
عن قرارات تلك الأيام وما سبقها وكذلك ما لحقها .

إن التقييم الذي صدر رغم أنه يقدم معلومات كثيرة إلا أنه
يغرق النقد القليل الذي يقدمه في محاولات تبرير متعددة
وتنظير طويلة كما تغلب عليه لغة ونمط تفكير لا يناسب
العصر ولا يستجيب للتطور الذي حدث في استيعاب
الحزب للواقع السوداني خصوصاً في
( لزق ) صفات طبقية وتشريحات فئوية لتفسير أحداث هي
من صميم ( البنية الفوقية ) أو بعبارة أخرى هي من عمل
السياسة ونتيجة قرارات فردية ناتجة عن طبيعة ومزاج بعض
القادة والعناصر وفي علم السياسة وعلم النفس ودراسة السير
الذاتية أدوات أفضل وأصلح لتفسير هذه الظواهر بدلاً من
ردها الفج إلى أصول طبقية ما ( برجوازية ) و
( برجوازية صغيرة ) .

إن التقييم يظل بالنسبة لنا أضعف مما توقعناه وأضعف
من حجم الحدث وهو يغرقه في الأحداث المتعددة واللغة
القديمة ولا يستخرج استنتاجات واضحة ثابتة
ومفهومة تفيدنا في عمل اليوم وتثبت من قواعد الفكر
الديمقراطي داخل أحزابنا السياسية وتصفي الحساب
نهائياً مع الفكر الانقلابي ورواسبه أو مع الأسباب
التي تفرخه والتي ما تزال ماثلة إلى اليوم في الحركة
السياسية السودانية .




_________________
من هنا يبدأ العالم الجميل



التوقيع: [align=center][/align]
admin غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 26-02-2006, 09:00 AM   #[394]
admin
Administrator
الصورة الرمزية admin
 
افتراضي

كتب عبد الله الشقليني :

الأحباء

مرفق ملف من ملفات التوثيق :
اسم السفر : الجيش السوداني والسياسة
كتاب من القطع المتوسط يحوي ( 572 ) صفحة
المؤلف : عصام الدين ميرغني طه ( أبو غسان )
الطبعة الأولى 2002 م القاهرة ـ مصر
التصميم والطباعة : آفرو ونجي للتصميم والطباعة
10 شارع الطائف ، الدقي ج .م . ع

الرقم ( 2) :
حول اجتماعات الضباط الأحرار أثناء التحضير لانقلاب 25 مايو :
ـــــــــــ

ص 53 ـ54 :

بدراسة تطور ( تنظيم الضباط الأحرار ) وحتى العام 1968 ،
ويتضح لنا أن التنظيم لم يبدأ أي تخطيط يهدف إلى استلام السلطة
في السودان حتى ذلك الوقت. بدأ التفكير الجاد في الربع الأخير
من ذلك العام ، حينما ارتفعت بعض أصوات أعضاء التنظيم في
المطالبة باستلام السلطة إذا رغب التنظيم في تنفيذ برامج الجبهة
الوطنية الديمقراطية التي يتبنون خطها السياسي ، ويؤمنون بأنه
الخيار الوحيد لإنقاذ الوطن من التدهور الذي تسببت فيه الأحزاب
السياسية الحاكمة . في ديسمبر 1968 عقد ( تنظيم الضباط الأحرار )
اجتماعاً موسعاً لكل عضويته الموجودة في العاصمة الخرطوم ،
وتم ذلك بمنزل الرائد فاروق عثمان حمد الله بحي العمارات بالخرطوم .
طرح الضباط القوميون في الاجتماع مشروع الاستيلاء على السلطة ،
وبرزت من خلال النقاش آراء معارضة لتنفيذ الانقلاب العسكري
لعدم جاهزية التنظيم السياسية والعسكرية . كان التساؤل الذي توقف
عنده الحضور : ( هل تنظيم الضباط الأحرار قادر على استلام السلطة
والحفاظ عليها ؟ ) .

للخروج من تلك النقطة الخلافية ، والوصول إلى قرار مبني على دراسة
علمية قرر ذلك الاجتماع تشكيل لجنتين كما يلي :

(أ ) اللجنة السياسية : لتقوم بإجراء تقدير موقف سياسي ،
وليشمل تقييم الموقف السياسي ، ومعرفة مدى القبول والتأييد المتوقع
من جماهير الشعب السوداني للسلطة الجديدة . طلب من تلك اللجنة
أيضاً دراسة قدرات التنظيم في تطبيق البرنامج السياسي المقترح ،
والتحالفات السياسية المطلوبة ، ومدى القبول والتأييد المتوقع من
الخارج . تشكلت تلك اللجنة برئاسة المقدم بابكر النور عثمان
والرائد محجوب إبراهيم وعضو آخر .

(ب ) اللجنة العسكرية : كلفت تلك اللجنة بإجراء تقدير موقف
عسكري ، يشمل دراسة القدرات العسكرية المتاحة لتنظيم
الضباط الأحرار، ومدى انتشاره في الوحدات وحجم القوات
المتيسرة لاستخدامها في التحرك وقدراته على استلام السلطة عسكرياً .
. على أن تقوم اللجنة أيضاً بوضع التصور العام لخطة التحرك العسكري .
شكلت اللجنة العسكرية برئاسة الرائد مأمون عوض أبو زيد ،
وعضوية الرواد يعقوب إسماعيل وزين العابدين محمد أحمد عبد القادر .
عملت اللجنتان اللتان شكلهما تنظيم الضباط الأحرار على دراسة
الموقفين السياسي والعسكري خلال مطلع العام 1969 ،
ويهدف تقديم الدراسة المطلوبة لاجتماع التنظيم التالي للوصول
إلى القرارات الملائمة . عقد ذلك الاجتماع الحاسم في نهاية
شهر مارس 1969 بمنزل المقدم عبد المنعم محمد أحمد
( الهاموش ) بمنطقة الخرطوم جنوب ، وقد حضره معظم أعضاء
التنظيم الملتزمين وهم :
 العقيد جعفر محمد نميري ، قائد مدرسة المشاة ـ جبيت

 المقدم بابكر النور عثمان ، قائد التنظيم العسكري الشيوعي في الجيش .

 المقدم الرشيد أبو شامة ، سلاح المهندسين

 الرائد فاروق عثمان حمد الله ، خارج الخدمة العسكرية
وعضو قيادي في التنظيم .

 الرائد خالد حسن عباس ، قائد مدرسة المدرعات .

 الرائد عبد المنعم محمد أحمد ، وحدة المدرعات
ـ حامية الخرطوم .

 الرائد أبو القاسم هاشم ، سلاح الإشارة .

 الرائد مأمون عوض أبو زيد ، شعبة الاستخبارات العسكرية
ـ القيادة العامة .

 الرائد محجوب إبراهيم ، مصنع الذخيرة .

 الرائد أبو القاسم محمد إبراهيم ، قائد السرية الثانية ـ كتيبة المظلات .

 الرائد زين العابدين محمد أحمد ، أركان حرب قيادة سلاح المظلات .

 الرائد صلاح عبد العال مبروك ، سلاح الإشارة .

 الرائد زيادة صالح ، حامية الخرطوم .

تغيب عن ذلك الاجتماع الحاسم عضو التنظيم
الرائد يعقوب إسماعيل الذي أرسلته القيادة العامة لحضور
دورة مظلات بالمملكة المتحدة . بدأ واضحاً خلال الاجتماع
انقسام الآراء في مشروع تنفيذ الانقلاب العسكري والاستيلاء
على السلطة ، حيث تمسكت اللجنة السياسية التي قامت بإجراء
تقدير الموقف السياسي ، والتي غلبت فيها عناصر التنظيم
العسكري للحزب الشيوعي على عدم ملائمة الموقف السياسي
لتنفيذ انقلاب عسكري ، و ضرورة الانتظار لحين الوصول
إلى الموقف الأفضل . ويبدو واضحاً أن تلك المجموعة كانت تعبر
عن رأي الحزب الشيوعي السوداني في أن الانقلاب العسكري
سيقطع الطريق أمام تطور الحركة الجماهيرية ، التي حققت مواقع
متقدمة بعد ثورة أكتوبر الشعبية في العام 1964 . أما اللجنة التي
قامت بتقدير الموقف العسكري فقد جاءت مساندتها كاملة لتنفيذ
الانقلاب العسكري واستلام السلطة بعد دراستها لقدرات التنظيم
المتاحة في سلاحي المدرعات والمظلات ، وهما القوة الضاربة
الأساسية في منطقة الخرطوم . لم يستطيع ذلك الاجتماع حسم
قرار تنفيذ أو رفض الانقلاب بعد أن تباينت الآراء ، ولذا فقد
احتكم التنظيم لتصويت ديمقراطي كانت نتائجه كما يلي :

(أ ) رفض تنفيذ الانقلاب في الوقت الراهن : صوت سبعة
من أعضاء التنظيم مع القرار الرافض وهم : بابكر النور ،
أبو القاسم هاشم ، الرشيد أبو شامة ، عبد المنعم محمد أحمد ،
صلاح عبد العال ، محجوب إبراهيم ، وزيادة صالح .

(ب ) تأييد الانقلاب العسكري : صوت ستة من أعضاء
التنظيم بتأييد تنفيذ الانقلاب وهم : جعفر محمد نميري ،
خالد حسن عباس ، فاروق عثمان حمد الله ،
مأمون عوض أبو زيد ، أبو القاسم محمد إبراهيم ،
وزين العابدين محمد أحمد عبد القادر .
ـــــــ
تعليق خارج النص الوثائقي :

1 ـ المشاركون في انقلاب 19 يوليو من ضمن المجموعة
المذكورة أعلاه والتي اجتمعت في مارس 1969 م
الرائد بمنزل عبد المنعم محمد أحمد
:


. المقدم بابكر النور عثمان
. الرائد فاروق عثمان حمد الله
. الرائد محجوب إبراهيم ( طلقة )
. الرائد عبد المنعم محمد أحمد ( الهاموش )

2ـ العضو المشارك في انقلاب عودة مايو في 22
يوليو بعد هزيمة 19 يوليو
ووصوله لمبنى الإذاعة والتلفزيون :
الرائد صلاح عبد العال مبروك
(المصدر السابق ص 75 )

عبد الله الشقليني
2/9/2005 م
_________________
من هنا يبدأ العالم الجميل



التوقيع: [align=center][/align]
admin غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 26-02-2006, 09:01 AM   #[395]
admin
Administrator
الصورة الرمزية admin
 
افتراضي

كتب ميرفي :

[align=left]Please note that the series are not in order because Al-ayaam is not consistent on the net.
If some one can get the archieve of Al-ayaam we can get the whole series in order
[/align]
**************************************


الرائد عبد العظيم سرور يواصل الكتابة للايام


19 يوليو.. التخطيط.. التنفيذ.. الهزيمة


الحلقة الرابعة عشر




ثامنا" آراء وملاجظات

في نهاية هذا الطرح المتواضع عن حركة 19 يوليو 1971 نورد باختصار بعض الآراء والملاحظات الضرورية ونشير الي بعض ما نشر لكتاب سودانيين وأجانب عن الحزب الشيوعي السوداني ونظام 25 مايو وحركة 19 يوليو وقد راوحت تلك الآراء بين الاكاذيب والحقائق وربما وجدنا عذرا لبعض الذين تنكبوا جانب الصدق بأعتبار أنهم قد استقوا معلوماتهم من مصادر غير دقيقة او غير أمينة, لكن وبلا شك أن بعضهم قد تعمد تشويه الحقائق وترويج الاكاذيب من منطلق العداء للحزب الشيوعي السوداني وحركة 19 يوليو 1971.
أشرت في مقدمتي لهذا الكتيب الي أن ما ورد فيه من وقائع وتفاصيل هي مجرد اجتهادات شخصية أعتمدت فيها علي ما أختزن في الذاكرة من أحداث عايشتها وأسهمت في تنفيذها كما أعتمدت علي بينات نقلية أستقيتها من زملاء ورفاق سلاح أثق في أمانتهم وصدقهم وكنت أعلم وانا أبدأ الكتابة واستطرد في ذكر الاحداث ثم أنهيها ان ما كتبته عن حركة 19 يوليو ليس كافيا للتعريف بكل ما جري في تلك الايام الثلاثة التي عاشتها الحركة وما حدث قبلها واثناءها وبعدها, وأظن أني قلت بأن ما سأكتبه هو بداية مداخلة لحوار مفتوح حول 19 يوليو وأعتقد ان لدي الكثيرين من العسكريين والمدنيين بعض التفاصيل وربما بعض الوثائق التي لم يرد ذكرها او الاشارة اليها فيما كتبته وتطرق اليه غيري من المهتمين بيوليو, فهناك جوانب عسكرية مررت بها مرورا عابرا, ما زالت تحتاج للشرح والتوضيح. وفي الجانب الذي طرقته أري أن جزءا من الوقائع حول ما كان يدور في سلاح المدرعات ومصنع الذخيرة لا يزال ناقصا خصوصا تلك الجوانب المتعلقة بالتحضير للانقلاب وتفاصيل ما حدث بدقة بعد قيام الحركة من تراخ وفوضي مما أدي الي الهزيمة التي جاءت بدايتها من سلاح المدرعات. وأعتقد أن الزملاء الضباط والصف والجنود في اللواء الاول ومصنع الذخيرة هم خير من يغطي ذلك الجانب من الاحداث, لذا آمل ان يدلي هؤلاء الزملاء ورفاق السلاح بآرائهم وتقديم ما لديهم من معلومات وتفاصيل علها تساعد في تكملة الموضوع.
جاء في وثيقة تقييم حركة 19 يوليو تحت عنوان "مواقف العسكريين وتقديراتهم" (ص55). واذا لمسنا ضعفا سياسيا وفكريا في تقديرات العسكريين فتلك مسؤليتنا في قيادة الحزب حيال واجبنا الدائم برفع المستوي السياسي والفكري لاعضاء حزبنا في كل المواقع"
وقد رد سيادة العميد (م) محمد محجوب عثمان علي ذلك في كتابة "الجيش والسياسة" (ص 76) "ان القول بتدني القدرات السياسية والفكرية لمجموعة الشيوعيين العسكريين الذين قادوا 19 يوليو ينطوي علي التصغير من شأن شيوعيين عاشوا حياة الحزب صعودا وهبوطا علي فترات تاريخية طويلة. فالقياس بتدني القدرات هنا والربط بينه وبين البزة العسكرية دون تفريق ممعن في الخطأ في هذا فنحن حتي اذا اخذنا القطاع القيادي للحزب فاننا لا نستطيع الادعاء بأنه قد ارتقي بمستوياته الفكرية الي مصاف الكمال, وكم من مشاريع في الحياة الحزبية قد كرست لتلافي هذا النقص علي المستوي القيادي." أوافق سيادته فيما أشار اليه بأننا لا نستطيع الادعاء بأن القطاع القيادي للحزب قد ارتقي بمستوياته الفكرية اي مصاف الكمال.. الخ لذلك اذا تحدثنا عن الضعف السياسي والفكري يجب الا نخص به العسكريين وحدهم, لكن لا بد من القول.. ان الحزب لم يكن مهتما أهتماما كافيا بعناصره داخل الجيش خصوصا اولئك الذين كانوا خارج حدود العاصمة المثلثة في وحدات الاقاليم لفترات طويلة, ولم يكن يبذل مجهودا مناسبا في توصيل رأيه وتوجيهاته اليهم وكان التعامل مع العسكريين يتم علي اساس انهم فئه حزبية يجب أن يكون التعامل معها بدرجة عالية من السرية, لذا فقد ترك أمرهم نهائيا لقياداتهم العسكرية أو مكتبهم القائد الذي كان يعمل في اصعب الظروف وبمنتهي الحيطة والحذر, ولا يمكن ان يكون اشراف المكتب القائد وحده بديلا مناسبا للاشراف الحزبي, لذا فلا غرابة ان نحس ببعض التدني السياسي والفكري لديهم.

بعتقد الكثيرون بأن الجيش يجب ان يبقي دائما بعيدا عن السياسة وان يبقي قوميا موحدا تقتصر واجباته علي صون الدستور وأمن البلاد وحماية ترابها وحدودها من أي عدوان خارجي بتهددها, وربما كان ذلك سليما من الناحية النظرية لكن تحقيقه يظل أمرا صعبا في ظل الظروف التي عشناها وما زلنا نعيشها في بلد لعبت السياسة فيه حتي الآن دورا سلبيا. فقد عرفت السياسة عندنا بأنها لعبة كراسي الحكم, فهي التآمر والفساد والمحسوبية والمكائد والسيطرة علي مواقع أتخاذ القرار وتهميش الآخرين, وقد اصبحت اخيرا الخسة والغدر والتنكيل بالخصوم السياسيين دون وازع من ضمير او اخلاق.
ان الضباط والصف والجنود هم أبناء المسحوقين والغلابة في هذا البلد يعيشون ظروف اهلهم ويحسونها لحظة بلحظة ويتأثرون كثيرا بما يقع عليهم من غبن لهذا فأنهم لن يترددوا اذا ما وجدوا السبيل لازالة ذلك الغبن ورفعه عن كواهلهم. وطالما استمرت معاناة الاهل والاقربين سيظل الجيش مهتما بالسياسة. وفي اعتقادي ان رفع الغبن وازالة المعاناة كانت ولا تزال أمرا من صميم مسئولية الاحزاب السياسية فعليها ان ترتفع بسلوكها وآدائها الي مستوي تلك المسئولية. ولا شك ان الاحزاب السياسية تعتبر حتي الآن المسئول الاول بل المتهم الاول بتدخل الجيش في السياسة بذلك الشكل المتكرر.
ان افراد القوات المسلحة من ضباط وجنود ينتمون الي بيوت وعشائر وقبائل وينتمي اهلهم وذووهم الي طرق وطوائف واحزاب وجهات لذا فلا بد ان يتأثروا بتلك الانتماءات بشكل او آخر. ولهذا تكون استمالتهم لصالح ذلك الحزب او تلك الجهة أمرا سهلا وممكنا, واذا ما تم تنظيمهم لصالح ذلك الحزب او تلك الجهة فأنهم حتما سينفذون طلباتها ورغباتها. وقد كانت الاحزاب السياسية مدركة لذلك تماما فقد سعت وهي في ظل صراعها المحموم علي السلطة لاستقطاب ابنائها وتنظيمهم, وبنظرة الي اصل الانقلابات العسكرية في السودان نستطيع ان ندرك من كان وراء انقلاب 17 نوفمبر 1958, المحاولات الانقلابية الفاشلة ضد نظام عبود, 25 مايو 1969, 19 يوليو 1971, 5 سبتمبر 1975, 2 يوليو 1976 و 30 يونيو 1989. لم ينف الحزب الشيوعي السوداني دعمه للمحاولات الانقلابية الاربع بل ومشاركته في بعضها "انظر تقييم حركة 19 يوليو 1971 ص 5" ولكنه نفي تخطيطه وتنفيذه لانقلابي 25 مايو و19 يوليو, لكن لا احد يقول بأنه لم يسهم في تأسيس ودعم تنظيم الضباط الاحرار ومساندته وتأييده لانقلابي مايو ويوليو. وعلي ضوء ذلك يجب ان يفكر الحادبون علي وحدة واستقرار البلاد علي ما سيكون عليه الوضع مستقبلا في القوات المسلحة التي تمت تصفيتها من اكثر العناصر الوطنية فأصبحت منذ انقلاب الثلاثين من يونيو 1989 بؤرة لتفريخ عناصر لا شك مطلقا في تبعيتها الكاملة لفكر ومنهج الجبهة الاسلامية القومية والنظام الحاكم, اذ انه من المؤكد ان الطلاب الذين تم استيعابهم بالكلية الحربية بعد 30 يونيو 1989 وتخرجوا ضباطا في القوات المسلحة, والعناصر التي تم أستيعابها بوحدات وأسلحة القوات المسلحة والاجهزة الامنية وكليات الشرطة والسجون لا شك ان أكثرهم عناصر كاملة الالتزام بفكر الجبهة الاسلامية القومية.
خلاصة لحديثي حول الجيش والسياسة اورد بعض ما جاء حول هذا الموضوع من كتاب "الجيش والسياسة" لمؤلفه محمد محجوب عثمان ص 8: (بعد أكتوبر 1964 واصل الحزب تطوير مفاهيمه النظرية حول دور القوة في الصراع الساسي وحول دور الجيش واستخلص استنتاجات منها:ان الجيش ما عاد مؤسسة معزولة محفوفة بالصمت والاسرار بل صار جزءا من حركة المجتمع يتأثر بالصراع السياسي بهذا المستوي او ذاك عبر قنوات لصيغة بخصائصه وتكويناته وتنظيماته رغم القوانين التي صيغت لاضفاء طابع الحس الجمعي عليه وبأنه مؤسسة فوق المجتمع وتياراته المتصارعة) .
في دول العالم الثالث وفي عالمنا العربي والافريقي خاصة قامت العديد من الانقلابات وعلي سبيل المثال - قريبا منا وحولنا - انقلاب 23 يوليو 1952 في مصر, انقلاب 14 يوليو 1958 في العراق, انقلاب 16 سبتمبر 1962 في اليمن, انقلاب الفاتح من سبتمبر في ليبيا ثم انقلاب الصومال وانقلاب اثيوبيا وغيرها. في اعتقادي ان قيام تلك الانقلابات آنذاك كان امرا ضروريا وملحا فلقد قامت ضد أنظمة رجعية ومتخلفة سامت شعوبها الذل والهوان, وقد لاقت تلك الانقلابات تأييدا جماهيريا اخرجها من المفهوم التقليدي للانقلابات لتصبح ثورات, ومهما كان نوع وتفكير القائمين بالانقلاب فان انقلابهم يصبح ثورة اذا ما أحدث تغييرا سياسيا واجتماعيا الي الافضل ووجد السند والتأييد من الجماهير بالرغم من الانحرافات التي صاحبت بعض تلك الانقلابات فيما بعد." في الفترات التاريخية المتعاقبة التي نجحت فيها البورجوازية الصغيرة في انجاز تغيير سياسي واجتماعي عن طريق الانقلاب مثل 23 يوليو في مصر و14 يوليو في العراق و16 سبتمبر في اليمن فأن الحزب الشيوعي لم ينكر ذلك الانجاز ولم يقلل منه بل بادر وسارع لدعمه وتأييده, لكن الحزب لم يعتبر ذلك الانجاز بمثابة خط النهاية للثورة كما تدعي البورجوازية الصغيرة" (وثيقة تقييم حركة 19 يوليو ص 75)
وبعد فهل يمكن المقارنة بين انقلاب قام لانتشال الوطن وشعبه من بؤرة الانحطاط والتردي فأصبح ثورة, وانقلاب قام ضد نظام ديمقراطي منتخب فكبح طموحات وتطلعات الجماهير وحد من رغبتها في الحرية والانطلاق؟ بالتأكيد لا وجه للمقارنة بين الحالين ونحمد للمجتمع الدولي انه اتخذ اخيرا الكثير من التدابير العقابية ضد الانظمة التي تأتي نتيجة لانقلابات عسكرية تطيح بأنظمة حكم ديمقراطية منتخبة.
ما زالت بعض عناصر اليمين تنحي باللائمة علي الحزب الشيوعي السوداني متهمة له بتقويض الديمقراطية وانه جاء بنظام 25 مايو 1969 الي السلطة وذلك بلا شك كذب وافتراء باطل, ولم يسأل اولئك انفسهم عن الذين دعوا تلك الحفنة من الجنرالات الرجعيين للسطو علي السلطة المنتخبة في البلاد عندما احسوا بأن حكومتهم المتأرجحة قد فقدت ثقة الشعب وانها ستهوي لا محالة, وقد تم ذلك بطريقة لا يفهم منها سوي العبث بالديمقراطية والتفريط فيها والاستهانة بارادة الجماهير. لقد قام انقلاب نوفمبر 1958 بتقويض اول تجربة ديمقراطية في السودان وارسي تلك السابقة المشؤومة وتلك اللعنه التي ظلت تلاحقنا كل ما أطل فجر الديمقراطية في بلادنا. ولم يكن الحزب الشيوعي ليلام آنذاك عندما أيد وساند محاولات الانقلاب التي قامت ضد ذلك الانقلاب الرجعي في اول مارس 1959 وفي 4 مارس 1959 وفي 22 مايو 1959 و9 نوفمبر 1959 , ولقد أعترف الحزب صراحة بمساندته وتأييده لتلك المحاولات.
جاء في "الجيش والسياسة ص 9": "اعلن الحزب في برنامجه المجاز في المؤتمر الرابع في اكتوبر 1967 ان الطريق لتداول السلطة ديمقراطيا هو الطريق الاوحد الذي يجنب حركة الشعب آلام المواجهات المسلحة وما قد يتبع ذلك من تداعيات علي السياسة والاجتماع والاقتصاد, ولكن بعد حدوث انقلاب 17 نوفمبر 1958 بقيادة الفريق ابراهيم عبود الذي نقذته القوي اليمينية لقطع الطريق امام حركة التغيير الاجتماعي مشهرة في وجهها السلاح فأن الخيار المتاح امام الحركة الشعبية يبقي مواجهة العنف بالعنف."
وبالرغم من تآمر قوي اليمين علي الحزب الشيوعي 1965 وصدور قانون حل الحزب الشيوعي في نوفمبر 1965 وطرد نوابه المنتخبين ديمقراطبا من البرلمان وقرار المحكمة الدستورية العليا بعدم دستورية حل الحزب وطرد نوابه وأصرار احزاب اليمين علي موقفها الكيدي المخالف للدستور, ظل الحزب ضد الانقلابات العسكرية واللجوء الي العمل المسلح وظل يبحث عن شكل قانوني يمارس نشاطه من خلاله.
جاء في وثيقة تقييم حركة 19 يوليو ص 79:" ...وبهذا لم تتجاوز الوثيقتان ما سبق وطرحه المؤتمر الرابع "ان روح الاستسلام الناتجة عن انتصار الثورة المضادة, تعلن ان الطريق للحركة الثورية اصبح مقفولا - ومن نفس المواقع تنمو الاتجاهات الانتهازية اليسارية التي تبشر انه لا مكان للنضال الجماهيري ولا أمل من ورائه, وكل ما تبقي للحركة الثورية هو ان تنكفئ علي نفسها وتقوم بعمل مسلح لان هذا العمل هو الذي يحضر الجيش السياسي الجماهيري.. هذا الاتجاه خطير في ظروف الثورة المضادة وعلي حزبنا التصدي للنضال ضده بعزم وتفكير عميق..."
وعلي ضوء ذلك كان الحزب ضد الانحرافات اليسارية الداعية لانتهاج العنف وضد قيام انقلاب 25 مايو 1969 وقد وقف الضباط الشيوعيون مع رصفائهم الديمقراطيين ضد قيام الانقلاب." عرض اعضاء تنظيم الضباط الاحرار اقتراحهم بتنفيذ الانقلاب وقد اجتمع المكتب السياسي في 9|5|1969 لمناقشة ذلك الاقتراح ورفض الفكرة جملة وتفصيلا وقد جاء ذلك في قراره الذي صدر في 9 مايو 1969 استنادا الي ما توصلت اليه اللجنة المركزية في مارس 1969 حول التكتيك الانقلابي" المصدر السابق ص72.
(وبعد قيام الانقلاب ظلت مشاركة الحزب في حكومة الانقلاب مدار صراع طويل في اللجنة المركزية وقد حسم الصراع لصالح المشاركة في الحكومة ذلك بالرغم من ان اللجنة المركزية اجازت الوثيقة التي قدمها عبدالخالق بالاجماع وقد حملت الوثيقة اسم خطاب دوري رقم (1) وقد حللت طبيعة الانقلاب وموقف الحزب منه) (المصدر السابق ص 71.

وبعد فان الحزب لا يحتاج لدفاع يبرئ به ساحته من الاعداد والمشاركة في انقلاب مايو. وبالرغم من موقف عبدالخالق الرافض لمشاركة الحزب في الحكومة الا ان اغلبية اللجنة المركزية قد وقفت مع قرار المشاركة بغض النظر عن الطريقة التي تمت بها تلك المشاركة. ولمزيد من التوضيح أشير الي حوار جري علي صفحات جريدة الرأي العام السودانية اداره الصحفي محمد صالح يعقوب مع الرائد مأمون عوض ابوزيد عضو مجلس قيادة "ثورة" 25 مايو وأحد أهم قياداتها العسكرية وقد بدأ ذلك الحوار في يوليو 2000 قال مأمون: "تقدير الموقف السياسي الذي كان أثر الحزب الشيوعي فيه واضحا رفض فكرة استلام السلطة بدعوي ان الازمة الثورية لم تنضج بعد وان هذا الفعل سيؤدي الي ضرب العناصر الثورية في القوات المسلحة اضافة الي انه لا بديل عن العمل الجماهيري وليس الانقلاب فقط..ده كلام الشيوعيين وعبدالخالق طبعا والقوي الوطنية الديمقراطية.. وهذا كان تقدير الموقف السياسي وحول رفض الضباط الشيوعيين وآخرين قيام الانقلاب قال:" عندما طرحت قضية استلام السلطة والذي هزم فيه اقتراح استلام السلطة والذي كان الاثر الشيوعي فيه واضحا تماما متفقا مع الفكر الماركسي..." وقال "وهنا تم التصويت علي خيار احداث التغيير بالقوة ولكن..انحاز نصف المجتمعين بأغلبية عضو واحد الي رفض التنفيذ وقد انفض الاجتماع..الخ" وحول تشكيل مجلس وزراء حكومة الانقلاب قال:"..كان هناك اسماء لاعضاء مجلس الوزراء محددة وتم الاتفاق عليها وعرفت قبل الخامس والعشرين من مايو...ولكن للامانة والتاريخ كان هؤلاء الوزراء الذين رشحهم بابكر (يقصد بابكر عوض الله) لم يرشحهم بأعتبارهم من الشيوعيين حتي أن بعضهم لم يكن يعرف بأنه شيوعي اطلاقا وقد تحدث هو بذلك.. كان يعرف فاروق ابوعيسي فقط وقد أعلن صراحة انه يحتاج اليه...اما ما عداه مثل موريس سدره ومحجوب عثمان وعبدالكريم ميرغني وهو محسوب علي الشيوعيين ومكاوي مصطفي وهو محسوب علي الشيوعيين ايضا.. الواقع ان هؤلاء لم يكونوا من الشيوعيين 100% لكنهم كانوا من الاشتراكيين وتبقي المحاورة حول محجوب عثمان وسببها ان الحزب الشيوعي رفض ان يعلن بابكر الاسماء قبل الرجوع الي الحزب مباشرة...وهذه كانت بداية الجفوه مع الحزب الشيوعي بل هي سبب اشتداد الخلاف داخل الحزب نفسه لان بعض الوزراء لم ينصاعوا لسكرتير الحزب الشيوعي عبدالخالق محجوب...الخ"

Source Al-ayaam September 3, 2005

_________________
Peace out ....Merfi



التوقيع: [align=center][/align]
admin غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 26-02-2006, 09:03 AM   #[396]
admin
Administrator
الصورة الرمزية admin
 
افتراضي

كتب ميرفي :


الرائد عبد العظيم سرور يواصل الكتابة للايام


19 يوليو .. التخطيط .. التنفيذ .. الهزيمة ..











الانقلابات العسكرية في السودان


محمد محمد احمد كرار





في كتابه "الانقلابات العسكرية في السودان" الصادر عن دار البلد بالخرطوم 1988 أورد الاستاذ محمد محمد احمد كرار الكثير من التفاصيل عن حركة 19 يوليو 1971, وبالرغم من انه كاتب سوداني عاش في مسرح الاحداث وكان بأستطاعته الحصول علي أدق المعلومات والتفاصيل الا انه لم يبذل جهدا مسئولا في البحث عن الحقائق. وفي هذا الجزء الزاخر بالتفاصيل وضح ان الكاتب قد "لملم" اي معلومات أطلع عليها او سمعها دون اهتمام بما اذا كانت تلك المعلومات صحيحة او غير ذلك, لهذا فقد جاء ذلك الجزء من كتابه مليئا بالاكاذيب والتناقضات.
في بداية تناوله لحركة 19 يوليو, بعد عدة اعوام من قيامها نراه لا يزال مصرا علي ان تلك الحركة كانت انقلابا دبره الحزب الشيوعي السوداني فهو يقول في صفحة 49 من كتابه "...لان هذا الانقلاب ثبت بأعتراف الادلة أنه من تدبير الحزب الشيوعي السوداني...الخ" هكذا ببساطة ودون ان يقدم لنا شيئا من تلك الادلة التي أشار اليها! وأسترسل الكاتب يتحدث عن الماركسية الليننية والانقلابات العسكرية فقال: " لم يوضح الادب الماركسي اللينيني موقفا مفصلا عن الانقلابات العسكرية اذا ما توفرت ظروف الثورة الوطنية الديمقراطية عن طريق قسم مسلح للحزب الطبقي الطليعي, لكن الواقع المعاش في أكثر الدول المعاصرة أكد ان الانقلاب كان الوسيلة المستخدمة للوصول الشيوعي للسلطة. ففي افغانستان وكمبوديا ولاوس واليمن الجنوبي والسودان وبولندا ونيكاراجوا وكوبا وكثير من الدول سلك الشيوعيون هذا الطريق سواء وصلوا ام فشلوا".

مما تقدم يتأكد لنا ان الكاتب لم يقرأ الماركسية اللينينية جيدا فنراه لا يفرق بين الانقلاب العسكري الذي عادة ما تنفذه القوات المسلحة او الجيش في بلد ما - وغالبا ما يكون ضد أنظمة ديمقراطية - والكفاح المسلح... وهو النضال الذي قوامه الجماهير المسلحة المصممة علي الاطاحة بالنظم الاستعمارية والديكتاتورية والرجعية والعميلة. وبغض النظر عن افغانستان وبولندا نراه يحاول ان يصف أروع ملاحم النضال الانساني في كوبا وكمبوديا ولاوس ونيكاراجوا واليمن الجنوبي بأنها انقلابات عسكرية!

ومن كتابة "سنة اولي مايو " ص51 وما بعدها نقل لنا: "لكي تتضح الرؤية حول التورط الشيوعي في بركة الانقلاب العسكري, لا بد من اعطاء صورة مختصرة عن علاقة الحزب الشيوعي السوداني بالجيش أو بالأحري بتنظيم الضباط الاحرار بؤرة الانبعاث الانقلابي. بدأ الحزب عام 1957 يتجه نحو اختراق الجيش السوداني وبتكتيك متقدم صار يوزع منشورات بأسم الضباط الاحرار دون أن يكون التنظيم الوليد يعلم بهذا, وقد أستغل الحزب حصوله بطريقته الخاصة علي كشف اقدمية الضباط وأخذ يرسل اليهم المنشورات.
بعد 1957 صار كل من العقيد "عبدالهادي" وأظنه يقصد العقيد عبدالله الهادي, المقدم حسن ادريس, الرائد مصطفي النديم, الملازم حسن مكي, الملازم محمد محجوب (شقيق عبدالخالق محجوب - سكرتير الحزب), النقيب بابكر النور سوارالدهب (كان عضوا بالحزب الشيوعي منذ المدرسة الثأنوية في حنتوب), الملازم عبدالمنعم محمد احمد, الملازم محجوب طلقة, الملازم هاشم العطا والملازم الحاردلو) ص49...ولم يكن الحاردلو ضمن تلك المجموعة اذ انه تخرج من الكلية الحربية 1968 وتم أعدامه في يوليو 1971.
لم ينكر الحزب الشيوعي أنه عمل في أوساط الجيش فقد كانت له خلايا منظمة فيه, ولم ينكر اشتراكه في المحاولات الانقلابية الفاشلة ضد نظام الجنرال عبود:"... فقد عارضنا انقلاب نوفمبر 1958 بوصفه انقلابا رجعيا, وأيدنا وشاركنا في محاولات الانقلاب الاربع التي قام بها ضباط وجنود وطنيون لاسقاط الفريق عبود في أول مارس 1959 وفي 4 مارس 1959 وفي 22 مايو 1959" وثيقة تقييم حركة 19 يوليو ص5.
اما توزيع المنشورات بدون علم التنظيم فذلك غير حقيقي اذ ان الضباط الشيوعيين والديمقراطيين كانوا يشكلون اساس ذلك التنظيم وكانت منشورات التنظيم تطبع بمطابع الحزب الشيوعي السرية.
تحدث الكاتب عن تردد الحزب الشيوعي في الاشتراك في انقلاب 25 مايو 1969, وعن بداية الخلافات بين الحزب الشيوعي ونظام 25 مايو وقال: " كانت اول بادرة من النظام المايوي ضد الحزب الشيوعي هي موقف مايو من تصريح رئيس الوزراء ونائب رئيس مجلس قيادة الثورة بابكر عوض الله الذي صرح في زيارته لالمانيا الشرقية حيث قال: "أن ثورة مايو لم ولن تنجح الا في ظل تعاونها مع الشيوعيين" غضب النظام من تصريح بابكر عوض الله وكلفه ذلك منصبه الذي تولاه اللواء نميري بنفسه وأقصي بعض الوزراء ذوي التوجه الشيوعي من مجلسه وابدلهم بآخرين غير يساريين وفيهم من اهل اليمين عدد "ص50".
وتعرض الكاتب لاسباب الانقسام في صفوف الحزب الشيوعي حينذاك ولم يخطئ كثيرا في ذكر تلك الاسباب ولكن نراه لم يفرق بين الانقساميين والقسم الاساسي في الحزب الذي رفض حل الحزب وتذويبه في نظام 25 مايو وأعتبر كل ما فعله الانقساميون مع مايو هو من فعل الحزب الشيوعي السوداني.
أورد الكاتب رواية ملفقة حول اعتقال جعفر النميري وبعض أعضاء مجلس قيادة الثورة فقال: "فجأة يقتحم المنزل الملازم عبدالعظيم عوض سرور شاهرا سلاحه مدفع رشاش وخلفه كوكبة من الجنود المدججين بالاسلحة في حالة استعداد لاطلاق النار. تأهب ابوالقاسم محمد ابراهيم علي الفور للمقاومة ولكن نميري قال له: "تأخر الوقت قليلا..كانت اعصاب المجموعة متوترة ومتحفرة بحيث يمكنهم التصرف بأطلاق النار لاي مبادرة حماقة من المجموعة المراد اعتقالها. سأل نميري اقرب الجنود اليه :"ألم تكن في حراسة المنزل هذا الصباح؟ فرد بصورة تلقائية :"بل منذ الخامسة من مساء أمس "هنا تنبه الملازم للحوار فطلب من الجميع التحرك فورا امامهم. كان اول ما خطر لنميري ان هذا التحرك تم بواسطة الاحزاب التقليدية, ولكن الملازم عند الباب الخارجي سأل نميري: "لعلك تذكر الاساءات التي وجهتها لحزبنا؟ فسأله نميري كمن وجد ضالته: أي حزب؟ فقال الملازم:" الحزب الشيوعي" فهتف نميري علي الفور يا للحماقة" ص54".

هذه الرواية تثير الضحك والسخرية معا..فالحقيقة الوحيدة هنا هي وجود الملازم وليس الملازم اول عبدالعظيم عوض سرور مع الملازم احمد جبارة في ذلك الوقت. الضابط الذي اقتحم المنزل هو الملازم احمد جبارة الذي كان مكلفا باعتقال جعفر النميري وقد فوجئ بوجود بعض اعضاء مجلس قيادة الثورة معه, ثم حضر بعد ذلك الملازم عبدالعظيم عوض سرور لمساعدته. اما تأهب ابي القاسم محمد ابراهيم للمقاومة ومنع نميري له وذلك الحديث الذي دار بين النميري واقرب الجنود اليه وبينه وبين الملازم فذلك منطقيا غير صحيح, فقد كان اعضاء المجلس المعتقلين في منتهي الذعر والرعب خصوصا الرائد ابوالقاسم محمد ابراهيم الذي كانت يداه المرفوعتان ترتجفان وعيناه مغرورغتين بالدموع. أما النميري فقد كان في حالة ذهول كامل وعاجز عن النطق تماما. ثم ان الوقت والموقف لم يكونا مناسبين لمثل تلك الاسئلة والاجوبة وذلك النقاش الهادي والمرتب!

وتحت عنوان :"كيف تمت السيطرة علي اجزاء العاصمة "الحساسة" والحساسة هذه من عند الكاتب! شبه تحركات قوات 19 يوليو لاحتلال بعض المواقع الاساسية في العاصمة المثلثة بتحرك قوات 25 مايو التي كانت مرابطة بخور عمر "لاداء بعض التدريبات كستار للتحرك وتنفيذ الانقلاب فذكر: "القوى الضاربة الاساسية بجبال المرخيات والتي كمنت تحت ستار التدريب, وتحركت صوب العاصمة في الساعة الرابعة ظهرا..جزء منها احتل مدرسة المشاه بكرري وأمن جزء آخر الكلية الحربية وتوجه قسم آخر الي الاذاعة...الخ" ص54".

بالتأكيد ان ما ذكره الكاتب لا يمت الي الحقيقة بصلة وقد أشرت في الفصل الاول من هذا الكتيب الي كيفية التحرك لتنفيذ الانقلاب وقد كانت قاعدة التجمع والانطلاق الاساسية هو رئاسة الحرس الجمهوري المجاورة للقصر الجمهوري بالخرطوم ورئاسة اللواء الاول مدرعات بالشجرة.
ذكر الكاتب روي فؤاد مطر في كتابه الحزب الشيوعي السوداني, نحروه ام أنتحر؟) ان الكلية الحربية المصرية التي كانت ترابط بطلابها وقواتها الادارية بجبل اولياء جنوب الخرطوم بدأت بالتدخل وفي طريقها لقلب الخرطوم انضمت اليها بعض الوحدات المواليه لنميري وقد لعبت المخابرات المصرية دورا كبيرا في هذا التحرك) ص60.
بالطبع لم يكن ما ذكره الكاتب نقلاً عن الكاتب المصري فؤاد مطر صحيحا فالكلية الحربية المصرية لم تتدخل مطلقا, ولم تكن لتقدم علي ذلك في وقت لم يكن فيه توازن القوي واضحا. أن القوات التي تحركت فعلا هي قوات اللواء الثاني مدرعات يدعمها بعض المسرحين من جنود المظلات وكما أشرت في اكثر من موقع في هذا الكثيب ان الهدف من التحرك لم يكن اعادة جعفر نميري للسلطة. ولا أعتقد ان للمخابرات المصرية دور في ذلك التحرك لكن لا يستبعد مطلقا انها كانت تخطط للتدخل.
ومن التلفيقات التي يزخر بها الكتاب حكاية هروب جعفر النميري من المعتقل, يقول الكاتب: (..بعد ساعة عاد الهدير الذي سمعه من جديد وهو صوت مدافع ودبابات وأزيز رصاص يتداخل مع صوت جماهيري يتوالي مع ايقاع منتظم. ثم صوت جنازير الدبابات يتضح..فجأة انفتح الباب واقتحم مع انفتاح الغرفة هتاف جماهيري: عائد عائد يا نميري... وانتفض الرجل كمن به مس من الجنون وامتلا جسده بروح وعنفوان مهووس..لم يعبأ وراح مندفعا يلقي بالجنود والحراس وكل من يعترضه ارضا وازاحهم عن طريقه وعبر السور المواجه لوزارة المواصلات والبوسته وبقفزة واحدة بحائط ارتفاعه أكثر من اربعة امتار به سلك شائك قفز نميري قفزة واحدة الي الطريق العام...الخ) ص60.

لا شك ان رواية الكاتب لحكاية "الهروب الكبير" الذي نفذه النميري يثير الضحك والسخرية ايضا, فقد وصف الكاتب نميري وكأنه قد اكتسب فجأة قوى خارقة وحقق رقما قياسيا في القفز العالي اذ قفز ما يزيد علي اربعة امتار قفزة واحدة...بالتأكيد القصة ملفقة وركيكة الصياغة ولا يصدقها احد حتي السذج. والحقيقة ان نميري الذي كان منهارا طيلة ايام اعتقاله لم يكن ليمتلك تلك القوة في ذلك الوقت... ثم ان السور الذي أشار اليه الكاتب لم يكن بذلك العلو الشاهق!
أقدر محاولة الكاتب في بحثه عن حقيقة ما جري في بيت الضيافة ولكني أري أنه لم يبذل جهدا كافيا او مناسبا في ذلك البحث الذي بدأه باتصاله ببعض شهود العيان ويبدو انه اكتفي بما توصل اليه من افادات ترسخ اعتقاده الشخصي بأن الشيوعيين وحدهم وليس غيرهم نفذوا مجزرة بيت الضيافة. فلو أجتهد في بحثه وتحرياته وجمع أدلة موثوقة المصادر, لكان من الممكن أن يقدم لنا شيئا مفيدا ومقنعا أو اقرب الي ذلك حول حقيقة ما حدث.
يقول الكاتب: (في يوم الخميس 22 يوليو الساعة الخامسة مساء تقريبا سمع هؤلاء المعتقلون صوت دبابة وسمعوا احدهم يقول: أضربهم كلهم ويجيب عليه شخص آخر: نعم كلهم ولا تترك احدا منهم حيا. وأشتد الضرب في الخارج ثم فجأة انهال عليهم مدفع رشاش...أغلبهم انبطح ارضا وآخرين لاذوا بحمامات الدار وغرفها. وبد قليل تكونت بركة من الدماء في وسط الحجرة التي كانت تجمعهم .. ثم هرب الجناة... ولكنهم عادوا بعد قليل وأخذوا يجهزون علي من لم يمت بأسلحتهم الشخصية . كان من ضمن الضباط العقيد سعد بحر قائد ثاني المدرعات والذي اصيب ولكنه لم يمت ولما فطن لعودة القتله رش جسده بالدمات حتي تبدو أصابته كبيره وكأنها قاتله.. ونجا من الموث ليحكي صحة مسؤولية الانقلابيين عن المذبحة ثم شاهدهم مرة اخري يهرولون خارجين.)
ويقول كما روي العميد عبدالرؤوف عبدالرازق في رسالة الماجستير التي أعدها بمعهد الدراسات الافريقية والاسيوية ص 103 ان العميد أ.ح. عبدالقادر وأظنه يقصد محمد عبدالقادر, قد أكد في مقابلة معه يوم 31|8|1983 أنه لا صحة لما تردد بأن هناك جهة ثالثة هي التي قامت بذلك بل هم ضباط انقلاب 19 يوليو. والمذكور كان ضمن الضباط المعتقلين بمنزل الضيافة واستطاع الخروج وتمكن من السيطرة علي القيادة العامة في مساء يوم 22 يوليو 1971.)
ويقول دار الاتهام مباشرة للمقدم عثمان حسين أبوشيبه بأنه أصدر أوامر التخلص من الضباط, كما وجه النظام الاتهام للمقدم محمد احمد الزين, وقيل انه الملازم احمد عبدالرحمن الحاردلو وقيل انه الملازم احمد جباره مختار, وقيل الرائد بشير عبدالرازق وكلهم تم اعدامهم)
ويقول لقد أثبت التقرير الطبي الاصابات الناتجة عن رصاص من علي بعد قريب ووجد داخل اجسام الموتي رصاصات من النوع المستعمل في السلاح الشخصي لضباط الانقلاب والاسلحة الرشاشة التي عند الجيش السوداني ولم يعط التقرير اي أشارات الي ان بعض الضرب قد تم بواسطة دانات الدبابات او المدافع, كما حاول التنصل من المذبحة مدعياً بأن قوة ثالثة قتلتهم حيث كان هناك انقلاب عسكري داخل محاولة أعادة نميري للسلطة.)
وتحت عنوان "روايات الشهود عن مذبحة بيت الضيافة يوم الخميس 22|7|1971" ذكر الكاتب نقلا عن العقيد حمدون: (ونحن في غرفتنا يوم الخميس سمعنا صوت الدبابات, كان واضحا انها دبابات اللواء الثاني, ولما اقترب الصوت قلت لهم "ديل دبابات" وفجأة انطلق الرصاص في الغرفة واول مجموعة كانت في رأس العقيد حمودي وكنا علي الارض لا نعرف من الداخل.. سمعنا صوت باب الغرفة فد فتح وكان هناك صوت طلقات متفرقة تطلق علي الجثث حتي يتأكدوا من موتهم وبعد ذلك تناهي الي اسماعنا اصوات نعرفها هي اصوات زملائنا في اللواء الثاني... وركبت دبابة وذهبت الي القيادة العامة.) ص64.
ويروي الكاتب: (اما الملازم محمد علي كباشي الذي كان معتقلا في بيت الضيافة فيقول: "قابلت في بيت الضيافة عقيد سعد بحر وارتشي واحمد الصادق والملازم اول احمد ابراهيم والرائد سيد المبارك والنقيب سيداحمد وكثير منهم. وقد اجتمع بنا العقيد سعد بحر وقال ان اللواء الثاني غير راضي بالموضوع الحاصل وانهم مجردون من السلاح. ومتوقع اطلاق سراح بعض الضباط الصغار منا , فمن يطلق سراحه عليه الاتصال باللواء الثاني. وقد كنت اول من اطلق سراحه. واتصلت باللواء الثاني وبعض الرقباء والجنود من اللواء الثاني واخبروني انهم علي استعداد للقيام بالحركة. وفي يوم 22 يوليو وفي طريقي الي الشجرة سمعت صوت ضرب وقابلتني دبابة بها الرقيب احمد جبريل وركبت فيها وذهبت الي بيت الضافة. وجددت دبابة قد ذهبت من قبل وضربت القصر. وعندما دخلنا القصر وجدنا بعض المصابين وقد ضربهم الحرس ووجدت العقيد سعد بحر مصابا وأخذته الي الشجرة.) ص64.
وأورد الكاتب رواية للحاج عبدالرحمن الذي قال: (كنت وأبني محتمين بمكاتب الاتحاد وأتت دبابة اتجهت شرقا في اتجاه بيت الضيافة, وانطلق الرصاص. ومن مكاني شاهدت احد الاشخاص يرتدي فنله خارجا من بيت الضيافة فحصدته الدبابه وأتي آخر وقتلته وبعد ذلك اتجهت الدبابة غربا وانا علي هذه الحاله سمعت صوت سواق تاكسي يهتف : عائد عائد يا نميري)
وينقل لنا الكاتب رواية العقيد عثمان محمد احمد كنب قائد كتيبة جعفر بامدرمان الذي قال: (أنه اعتقل في تمام الحادية عشر ليلا يوم الانقلاب. ويقول قد تم ترحيلي بواسطة عربة كومر بالمقدمة الملازم احمد حباره وملازم آخر, وكان معي سته من العساكر شاهرين بنادقهم امامي وكانت رائحة البارود تملا المكان مما يوضح بأن هناك ضربا قد حدث... وتحت نور الكبري لاحظت سطح العربة عليه دماء. وأعتقلت في بيت الضيافة. وكان هناك المرحوم سعد بحر وارتشي وسيد المبارك وسألوني يا عثمان الحاصل شنو؟ قلت لا أعرف...الهادي المامون وفتحي ابوزيد اخبروني بأن هناك انقلاب ويظهر ان هناك ضحايا لانه يوجد دم في العربة التي أتت بي واريتهم الدم في حذائي...وفي حوالي الساعة الثانية والنصف كان هناك صوت تعمير للسلاح واحضروا للجنود جبخانة زيادة وكانت هناك حركة غير عادية.. وأخذ الجنود في الخارج ساتر دفاعي وسمعنا ضرب الرشاش في الخارج مما أدي الي تساقط زجاج الغرفة للداخل. وهنا أخذنا نتلو الشهادة ودخل احدهم الغرفة وأخذ يضرب علينا مباشرة..الخ.) ص65

اما النقيب اسحق ابراهيم عمر فقد ذكر: (..سمعنا صوت قصف من الدبابات وعلمنا بأن المقاومة من جماعتنا باللواء الثاني. وفي هذه اللحظة فوجئنا بأحد الضباط الحراس يدخل الغرفة ويضرب علينا مجموعات من سلاحه... وكان الضرب أشد بالغرفة الثالثة.. وبعد هذا سمعت صوت دبابة تدخل بيت الضيافة وبعدها سمعت صوت يقول الله اكبر...انتصرنا.) ص67.
ويقول الرائد عبدالقادر احمد محمد: (..وفي اليوم الثالث سمعنا اصوات ضرب عنيفة وأستبشرنا خيرا وأستمر الضرب حتي الساعة الرابعة. وفي ذلك الوقت سمعنا شخصاً بدار الضيافة يصدر أوامر للضباط باعدام جمبع المعتقلين الموجودين بدار الضيافة وفي هذه اللحظات دخل ضابط بسرعة مذهلة الي حجرتنا وبدأ في أطلاق النار من مدفع رشاش..الخ) ص67 - 68.
تنوية: قبل ان أستطرد في الكتابة رأيت ان أوضح للقراء الكرام ان المقتطفات المتقدمة اخذت من الكتاب مباشرة ودون تصرف منا ولا علاقة لنا بكثرة الاخطاء وسوء الصياغة.‍‍
بأختصار شديد سأحاول التعليق علي بعض ما نقله الكاتب من اقوال صدرت منه او علي لسان بعض شهود العيان الذين نقل لنا رواياتهم المتضاربة او المتناقضة. أشار الكاتب الي ان المقدم عثمان حاج حسين قد أتهم بأنه هو الذي أصدر الامر بتصفية الضباط المعتقلين جسديا. وان الاتهام قد شمل ايضا المقدم محمد احمد الزين والملازم الحاردلو والملازم احمد جباره والرائد بشير عبدالرازق..قد يكون مقبولا ان يوجه الاتهام بشأن المجزرة للمقدم عثمان بحكم انه كان قائد الحرس الجمهوري الذي كانت قوة منه تقوم بحراسة المعتقلين في بيت الضيافة, في ذلك الوقت, ولكن توجيه الاتهام للرائد محمد احمد الزين والنقيب بشير عبدالرازق فغير منطقي لان كل من ودالزين وبشير كانا لحظة وقوع ذلك الحدث بالقيادة العامة للقوات المسلحة يقودان اشتباكا ضد القوات المعادية ولم يقتربا من الحرس الجمهوري او بيت الضيافة طيلة ايام الثلاثة الي عاشها الانقلاب.

يقول الكاتب: (أن المعتقلين قد سمعوا صوت دبابة..وان الضرب قد اشتد بالخارج وان الجناة قد هربوا ثم عادوا) ولم يشر الي اي جهة كانت تتبع تلك الدبابة, او بين من ومن اشتد الضري بالخارج. او لماذا هرب الجناة ثم عادوا لتكملة المجزرة؟‍ ان وصول دبابة الي بيت الضيافة في ذلك الوقت يؤكد ان تلك الدبابة لم تكن تتبع لقوات حركة 19 يوليو, فلقد كانت قواتنا في الحرس الجمهوري تنقصها الدبابات, وفي الوقت الذي وقعت فيه المجزرة كان كل من القصر والحرس الجمهوري محاصرين بثمان دبابات تقريبا, ثم انه لم يكن هناك ما يستدعي ارسال دبابة الي بيت الضيافة اذ كانت قوات الحراسة المكونة من (جماعة )بقيادة ملازم كافيه جدا لتغطية الحراسة والقيام بأي مهام أخري.
من رواية العقيد حمدون يتضح ان اول ما وصل لبيت الضيافة قبل وقوع المجزرة دبابة او دبابات تابعة للواء الثاني مدرعات: (.. ونحن في غرفتنا يوم الخميس سمعنا الدبابات.. كانت واضحة انها دبابات اللواء الثاني..) ثم يقول ان الرصاص اطلق فجأة من الغرفة واول مجموعة كانت في رأس العقيد حمودي. ويقول حمدون انهم كانوا علي الارض ولا يعرفون من الدخل ولم يحدد لنا حمدون من الذي بدأ باطلاق الرصاص الذي كانت اول مجموعة منه في رأس العقيد حمودي.
نقل لنا الكاتب رواية الملازم محمد علي كباشي وهي بعد رواية العقيد "كنب" التي سيأتي ذكرها اكثر الروايات كذبا وتلفيقا, ولا شك انه في قمة تلك الفوضي وذلك الاضطراب وحب البعض انتهاز الفرصة وادعاء البطولة يمكن نسج الكثير من القصص الخيالية الممعنة في المبالغة, لكن وبقليل من الجهد يمكن كشف ما في تلك الروايات من تناقض وكذب. ذكر الملازم كباشي وحسب رواية الكاتب, ان العقيد سعد بحر قال فيما قال انه من المتوقع اطلاق سراح بعض الضباط الصغار, وان من يطلق سراحه عليه الاتصال باللواء الثاني وانه اول من اطلق سراحه, واتصل باللواء الثاني وبعض الرقباء والجنود.. الخ. والحقيقة المؤكدة مائة بالمائة انه لم يطلق سراح احد في تلك الايام الثلاثة ولا حتي ضباط الصف ناهيك عن الضباط, فالوقت لم يكن يسمح باجراء اي تحقيقات او اطلاق سراح. ويقول كباشي ان دبابه بها الرقيب احمد حبريل قابلته وذهب بها الي بيت الضيافة ووجد ان دبابة قد ذهبت قبله وضربت القصر. الذي يهمنا هنا ان كباشي قد وجد دبابة ذهبت قبله وضربت القصر ويقصد بالقصر قصر الضيافة او بيت الضيافة ولم يشر كباشي الي اي اشتباك بين الدبابة او الدبابات المهاجمة والحراس. وحتي يثبت تلفيق هذه الروايه يحق لنا ان نسأل:
* كيف علم سعد بحر بعدم رضاء اللواء الثاني وانه مجرد من السلاح وهو تحت حراسة مشددة جدا؟
* متي اطلق سراح كباشي وكيف أنجز كل تلك الاتصالات باللواء الثاني وبضباط الصف والجنود؟
حسب رواية الحاج عبدالرحمن الذي وصفه الكاتب بسكرتير اتحاد العمال السابق وعضو الحزب الشيوعي السوداني ان دبابة اتجهت شرقا في اتجاه بيت الضيافة, وانطلق الرصاص ومن مكاني شاهدت احد الاشخاص يرتدي فنله خارجا من بيت الضيافة فحصدته الدبابة وأتي آخر وقتلته وبد ذلك اتجهت الدبابة غربا..الخ) وهنا نري ايضا ان الحاج عبدالرحمن الذي كان محتميا بمباني اتحاد العمال القريب جدا من بيت الضيافة يؤكد ان دبابة قد حصدت وقتلت.
اما رواية العقيد "كنب" وقد كانت أكثر الروايات كذبا وتلفيقا فهو
يقول : (...وكانت رائحة البارود تملأ المكان مما يوضح ان هناك ضربا قد حدث...وتحت تور الكبري لاحظت سطح العربة وعليه دماء..) بالرغم من ان العقيد "كنب" عسكريا قديما نراه يتحدث عن رائحة بارود تملأ المكان والمعروف أن رائحة البارود لا تبقي طويلا ويمكن شمها أثناء الضرب وبعده لاقل من دقيقة ولا يمكن شم رائحة البارود بعد ذلك الا اذا وضعت فتحة الانف علي فم ماسورة ضربنار. أما الدماء التي أدعي انه رأها علي سطح العربة فهي من نسج خياله. ولكي تبقي روايته قابله للتصديق نراه قد ربط بين رائحة البارود والدماء ليخرج بنتيجة ان هناك ضربا قد تم. وكما هو معلوم ان اطلاق النار لم يتم في ذلك اليوم الا مرة واحدة وكان عبارة عن طلقة واحدة اطلقها الرائد هاشم من رشاشه علي يد احد ضباط صف سلاح المظلات عندما حاول المقاومة في القيادة العامة. اما حكاية التعمير واحضار الجبخانة منذ الساعة الثانية فهي حكاية ساذجة لانه في ذلك الوقت لم يبدأ التحرك المضاد ولم يفكر احد في تصفية احد جسديا ثم لماذا احضار المزيد من الجبخانة او الذخيرة؟ فالتحرك المضاد بدأ في حوالي الساعة الرابعة مساءا وما حدث قد تم بعد الساعة السادسة. ويقول كنب أخذ الجنود في الخارج ساترا دفاعيا وسمعنا ضرب الرشاش الخارج مما أدي الي تساقط زجاج الغرفة بالداخل) من هذا الجزء من الرواية يتضح بلا أدني شك أن قوة هاجمت بيت الضيافة مستخدمة مدفعا رشاشا ونتيجة لذلك الهجوم اتخذ الجنود ساترا دفاعيا... والدليل الاكيد أن تلك القوة المهاجمة كانت تستهدف الضباط المعتقلين وان الضرب قد ركز علي النوافذ مما أدي الس تساقط زجاج الغرفة بالداخل.
من هذه الروايات المختلفه ورغم التلفيق والتناقض يؤكد الكاتب نفسه وتؤكد اقوال العقيد حمدون والملازم كباشي والعقيد كنب والحاج عبدالرحمن, ان دبابة واحدة علي الاقل قد هاجمت بيت الضيافة اولا وقد استخدم المهاجمون اسلحة نارية اقلها رشاشات وقد أتخذ الحراس ساترا دفاعيا لمواجهة ذلك الهجوم. وتجدر الاشارة الي ان بالدبابة رشاشان احدهما قرينوف والآخر رشاش من نفس عيار البندقية الكلاشنكوف 7.62ملم.




Source Al-Ayaam September 5, 2005



التوقيع: [align=center][/align]
admin غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 26-02-2006, 09:05 AM   #[397]
admin
Administrator
الصورة الرمزية admin
 
افتراضي

كتب عبد الله الشقليني :

الأحباء
مرفق ملف من ملفات التوثيق :
اسم السفر : الجيش السوداني والسياسة
كتاب من القطع المتوسط يحوي ( 572 ) صفحة
المؤلف : عصام الدين ميرغني طه ( أبو غسان )
الطبعة الأولى 2002 م القاهرة ـ مصر
التصميم والطباعة : آفرو ونجي للتصميم والطباعة
10 شارع الطائف ، الدقي ج .م . ع

الرقم (2) :

ونورد من كتاب عصام الدين ميرغني :
ص 67 :

نجح التنظيم العسكري في وضع خطة متكاملة لانقلاب 19 يوليو ، كانت في غاية الدقة والتخطيط السليم لمراحل تحرك القوات ، وهي خطة اتسمت بأقصى درجات السرية والأمن في ظروف معقدة وملاحقة أمنية هائلة ، كان يواجهها ذلك التنظيم من السلطة المايوية الحاكمة . وبنفس القدر حققت تلك الخطة سرعة التنفيذ الفائقة والمفاجأة القصوى .
تكونت القوة الرئيسية التي نفذت انقلاب 19 يوليو من الوحدات العسكرية التالية :

أ . قوات الحرس الجمهوري : وتتكون من كتيبتي مشاة ومعها سرايا مستجدين تحت التدريب تحت قيادة المقدم عثمان الحاج حسين ( أبوشيبة ) ، وبمشاركة معظم ضباط الحرس الجمهوري ، وقد انطلقت بعض وحداتها للتنفيذ من معسكر خلوي في منطقة ( فتاشة ) غربي امدرمان .

ب . اللوء الأول مدرع من سلاح المدرعات : تحت قيادة العقيد عبد المنعم محمد أحمد ( الهاموش )

ج . سرية دبابات ( تي 55 ) من كتيبة جعفر : وهي كتيبة دبابات يقع معسكرها في المنطقة العسكرية بأمدرمان وقاد تحركها الملازم صلاح بشير .
د. خلايا التنظيم العسكري الشيوعي : قادها ضباط مشاركون في التنفيذ في القياداة العامة للقوات المسلحة ، سلاح المظلات ، ومجموعات صغيرة في سلاح المهندسين ومصنع الذخيرة في الشجرة .

بدأت قوات انقلاب 19 يوليو 1971 تحركاتها في الساعة الثالثة ظهراً ، وقد تم التنفيذ في سرعة فائقة ، إذ أمكن السيطرة على المعسكرات الرئيسية التي تساند السلطة المايوية في سلاحي المدرعات والمظلات باستخدام القوات المشاركة والخلايا من داخلها ، بينما نفذت وحدات الحرس الجمهوري من معسكرها داخل القصر الجمهوري ، ووحداتها المتحركة من غرب أمدرمان ، تأمين الجسور والنقاط الحيوية في العاصمة القومية . لم تكن مهمة تطويق واعتقال الرئيس نميري وأعضاء مجلس قيادة الثورة من الصعوبة بمكان ، إذ تمت مفاجأتهم وهم يتناولون طعام الغداء بمنـزل الرئيس قرب القيادة العامة ، عندما قامت وحدة من الحرس الجمهوري تحت قيادة الملازم أحمد جبارة مختار باعتقالهم ونقلهم إلى القصر الجمهوري . أما بقية أركان النظام وقادة الوحدات العسكرية الموالية لسلطة مايو ، خاصة أعضاء ( تنظيم أحرار مايو ) فقد تم اعتقالهم خلال فترة الظهيرة بواسطة جماعات صغيرة يقودها ضباط من الحرس الجمهوري ، ونقلوا إلى منـزل الضيافة ( بيت الضيافة ) ـ في شارع الجامعة قرب القصر الجمهوري ، وفي مرحلة لاحقة حول بعضهم إلى مقر جهاز الأمن القومي .

أحكمت حركة 19 يوليو قبضتها على العاصمة القومية والمناطق العسكرية خلال ساعات ، ولكن ظل التحرك غير معروف لجماهير الشعب السوداني لساعات أخر . ( وبدأ قادة الانقلاب يبحثون عن قيادة الحزب الشيوعي المختفين ليصيغوا لهم بيان الانقلاب الأول . وأذاع هاشم العطا البيان في التاسعة مساءً بعد ست ساعات من وقوع الانقلاب ، كان خلالها الناس يترقبون في قلق ) . ساند الحزب الشيوعي السوداني بكل قدراته وتحالفاته لتثبيت الوضع الجديد ، وقد شمل ذلك استنفار عضويته ، وإصدار البيانات ، وإظهار حجم المساندة الجماهيرية والنقابية للحركة الجديدة . في صباح 22 يوليو نظم الحزب موكباً جماهيرياً ضخماً في ساحة الشهداء امام القصر الجمهوري ، خاطبه الرائد هاشم العطا . عجت ساحة الشهداء باللا فتات الحمراء التي رفعت شعارات شيوعية صارخة ، وهتفت جماهير الحزب ( سايرين سايرين في طريق لينين ) .. أطلقت الخرطوم خلال تلك الأيام الثلاثة موجات من الذعر في دول الإقليم المجاورة ، خاصة مصر وليبيا ، وفي كل دول العالم العربي المحافظة .. بينما راقب المعسكر الغربي ـ خاصة بريطانيا المتهمة بالشأن السوداني ـ في وجل ما يحدث في الخرطوم التي انضمت بوضوح صارخ إلى معسكر اليسار والكتلة الشرقية .

من ص 71 :عند الساعة الثالثة من بعد ظهر يوم 22 يوليو بدأ التحرك المضاد لإسقاط حركة 19 يوليو التي سيطرت على الأوضاع في السودان خلال الثلاثة أيام الماضية ، كانت خلالها العديد من القوى في الداخل والخارج تتدارس الأمر والخيارات الممكنة . ضربة البداية جاءت من بعض ضباط الصف في اللواء الثاني مدرع ، الذين تمكنوا من تحريك ثلاث دبابات من طراز ( تي 55) السوفيتية الصنع ، سبق أن سحب ضباط 19 يوليو بعض أجزائها الميكانيكية لتحييد ذلك اللواء الموالي للنظام المايوي . كان على رأس ذلك التمرد الأول الرقيب أول حماد الأحيمر ، وهو ضابط صف يمتاز بالشجاعة والمهارة في استخدام الدبابات بعد تلقيه دراسات عليا في الاتحاد السوفيتي . انطلق عشرات من ضباط الصف القاطنين في معسكر الشجرة ، ومعظمهم من سلاحي المدرعات والمظلات ، وقاموا بكسر مخازن السلاح والذخيرة وتزويد الدبابات بالذخائر . حقق تحرك ضباط الصف المفاجأة الكاملة ، وبسرعة فائقة أطلقت الدبابات النيران على معسكر اللواء الأول مدرع الموالي لـ حركة 19 يوليو ، وتم احتلاله خلال دقائق معدودة .سقط معسكر سلاح المدرعات في منطقة الشجرة بالكامل في يد قوة التحرك المضاد ، وتمكن ضباط الصف من اعتقال ضباط اللواء الأول مدرع الموالي لـ حركة 19 يوليو .

انطلقت الدبابات الثلاث إلأى داخل الخرطوم ، وعلى ظهرها وخلفها في عربات عسكرية أخرى عشرات من ضباط الصف والجنود المسلحين في طريقهم للقيادة العامة ، و منطقة القصر الجمهوري . في منطقة القيادة العامة دارت المعركة الأولى ، وتمكنت دبابات الرقيب الإحيمر من تدمير مدرعة صلاح الدين كانت تدافع عن البوابة الرئيسية ويقودها النقيب بشير الرازق . اقتحم أيضاً بعض ضباط الصف والجنود القادمين من الخلف ، ودارت معارك متفرقة داخل منطقة القيادة العامة قتل خلالها المقدم محمد أحمد الريّح عضو المكتب القائد للتنظيم الشيوعي الذي كان مسئولاً عن تأمين سلاح المظلات ومبنى القيادة . خلال أقل من ساعة سقطت القيادة العامة للقوات المسلحة في أيدي القوات المهاجمة .

ما حدث في منطقة القصر الجمهوري بالخرطوم ظل اللغز الكبير الذي لم تُحل طلاسمه حتى اليوم ، وسأبدأ بانطباعي الشخصي والذي يشير إلى نقطة واحدة هامة . في دلك اليوم ، الثاني والعشرين من يوليو 1971 ، كنت أعمل ضابطاً مناوباً لكتيبة احتياط القيادة العامة ، ويقع معسكرها آنذاك شمال حي العمارات ( الامتداد ) بالخرطوم ، وتجاوزنا وحدة تابعة للحرس الجمهوري. كان ذلك أول يوم عمل لي بعد عودتي من دورة مدفعية بمدينة عطبرة استمرت لأربعة أشهر . في ذلك الصباح لم يكن هنالك حديث بين ضباط تلك الوحدة سوى انقلاب 19 يوليو ، وما يمكن أن تسير إليه الأحداث بعد وضوح رفض مصر وليبيا لما حدث واحتجاز رئيس مجلس قيادة الثورة الجديد عنوة في ليبيا . كان معظم ضباط تلك الوحدة من المحترفين الذين ليست لديهم انتماءات سياسية ، ولذا فقد أحجموا جميعاً عن كشف ما بصدورهم من تأييد للسلطة الجديدة ، أو تعاطف مع نظام جعفر نميري الذي أطيح به . بعد الظهيرة كنت الضابط الوحيد في المعسكر بعد انصراف الجميع ، وتحت قيادتي قوة من الاستعداد ( للطوارئ ) لا تتجاوز الخمسين جندياً . في الساعة الثالثة ظهراً دوت القذيفة الأولي من مدفع دبابة ثقيلة في منطقة الشجرة ، وكان الدوي مهولاً وأخال أن معظم مناطق الخرطوم قد سمعته ، واستمر دوي الانفجارات في منطقة الشجرة القريبة ، ولم تكن هنالك أي معلومات عما يحدث ، وكما تقضي القواعد العسكرية فقد نشرت قوة الاستعداد في دفاع عن المنطقة حتى ينجلي الموقف . حاولت الاتصال هاتفياً بفرع العمليات الحربية لمعرفة ما يدور فلا مجيب ، ويبدو أن القتال قد انتقل إلى منطقة القيادة العامة ، إذ أفاد أحد ضباط الصف ، الذي كان في وسط الخرطوم ، أن العديد من الدبابات تنطلق من معسكر الشجرة إلى داخل الخرطوم وهي تطلق نيران رشاشاتها . عند الساعة الرابعة تلقيت اتصالاً هاتفياً من الملازم أحمد جبارة مختار ، وهو صديق منذ الدراسة الإبتدائية وأحد المشاركين في الانقلاب . طلب مني الملازم جبارة أن أرسل أحد جنودي لإحضار الضابط المناوب في سرية الحرس الجمهوري المجاورة لمعسكرنا ، والتي لا يوجد بها خط هاتف ليتحدث معه لإرسال ذخائر . كانت المفاجأة لي في عدم معرفته تفاصيل ما يحدث وهو في قيادة الحرس الجمهوري ، القوة الأساسية في انقلاب 19 يوليو . لكنه قال بوضوح تام ( إن هنالك دبابتين تطلقان النار بكثافة على منطقة القصر الجمهوري من موقعين في ساحة حديقة الشهداء المواجهة للقصر .، وقد دمرت نيرانها جزءً من السور وأجزاء من بيت الضيافة ) كان واضحاً لي أن الملازم أحمد جبارة يعرف تماماً هوية تلك الدبابات التابعة للواء الثاني مدرع ، لكنه لا يعرف من يحركها , انقطع الاتصال أثناء المحادثة ولكنه كان كافياً لأعرف أن هنالك انقلاباً مضاداً ، وأن الخرطوم قد تولت إلى ساحة معركة كبيرة .. فصوت الانفجارات وهدير الرشاشات يأتي من عدة اتجاهات .

لقد سُقت هذه الرواية لتبيان نقطة واحدة ، وهي أن دبابات حماد الإحيمر قد استهدفت القصر الجمهوري ومنزل الضيافة الذي يقع في مواجهة مواقعها في ساحة الشهداء عند شارع الجامعة . لقد رأيت بنفسي ـ بعد يوم من وقوع تلك الأحداث ـ حجم الدمار الذي لحق بالمنطقة ، وبمنزل الضيافة الذي دُمرت واجهته تماماً .. وهذا يقودني إلى ما سمي في تاريخ انقلابات السودان بـ ( مذبحة بيت الضيافة ) . كانت سلطة انقلاب 19 يوليو تحتجز في بيت الضيافة ما يقارب الأربعين ضابطاً ، وهم من رتب مختلفة وجميعهم مصنفين كأعضاء في ( تنظيم أحرار مايو ) الموالي لسلطة مايو ، ويقوده وزير الدفاع اللواء خالد حسن عباس . بعد انحسار معركة عصر يوم 22 يوليو ، قُتل ما يقارب الثلاثين ضابطاً ،و وجرح معظم بقية المحتجزين في بيت الضيافة بعد أن أطلقت النيران بكثافة على واجهة المبنى وعبر نوافذه العديدة .

ونواصل
عبدالله الشقليني
12/09/2005 م
_________________
من هنا يبدأ العالم الجميل



التوقيع: [align=center][/align]
admin غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 26-02-2006, 09:06 AM   #[398]
admin
Administrator
الصورة الرمزية admin
 
افتراضي

كتب المسافة :


شكرا على هذا المجهود الكبير
استاذنا عبد الله و مجموعة العمل التوثيقي.
و في انتظار التحليل و الاستنتاج.


_________________

اذا عادت بنا الايام الى الماضي
كتبت على ثوان العمر شعرا لا يدانيه
غناء الطير و همس الماء و وشوشة الضياء فيه ركبت زوارقي ابحرت فى شعر لها مجدول
جعلت مشاعري جندول



التوقيع: [align=center][/align]
admin غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 26-02-2006, 09:06 AM   #[399]
admin
Administrator
الصورة الرمزية admin
 
افتراضي

كتب عبد الله الشقليني :

الأحباء

بقيت بعض الإفادات نأمل أن
تفلت من أصحابها ، قبل التحليل


_________________
من هنا يبدأ العالم الجميل



التوقيع: [align=center][/align]
admin غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 26-02-2006, 09:15 AM   #[400]
خالد الحاج
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية خالد الحاج
 
افتراضي

الرائد عبد العظيم سرور يواصل الكتابة للايام


19 يوليو.. التخطيط.. التنفيذ.. الهزيمة


الحلقة الرابعة عشر




ثامنا" آراء وملاحظات


في نهاية هذا الطرح المتواضع عن حركة 19 يوليو 1971 نورد باختصار بعض الآراء والملاحظات الضرورية ونشير الي بعض ما نشر لكتاب سودانيين وأجانب عن الحزب الشيوعي السوداني ونظام 25 مايو وحركة 19 يوليو وقد راوحت تلك الآراء بين الاكاذيب والحقائق وربما وجدنا عذرا لبعض الذين تنكبوا جانب الصدق بأعتبار أنهم قد استقوا معلوماتهم من مصادر غير دقيقة او غير أمينة, لكن وبلا شك أن بعضهم قد تعمد تشويه الحقائق وترويج الاكاذيب من منطلق العداء للحزب الشيوعي السوداني وحركة 19 يوليو 1971.
أشرت في مقدمتي لهذا الكتيب الي أن ما ورد فيه من وقائع وتفاصيل هي مجرد اجتهادات شخصية أعتمدت فيها علي ما أختزن في الذاكرة من أحداث عايشتها وأسهمت في تنفيذها كما أعتمدت علي بينات نقلية أستقيتها من زملاء ورفاق سلاح أثق في أمانتهم وصدقهم وكنت أعلم وانا أبدأ الكتابة واستطرد في ذكر الاحداث ثم أنهيها ان ما كتبته عن حركة 19 يوليو ليس كافيا للتعريف بكل ما جري في تلك الايام الثلاثة التي عاشتها الحركة وما حدث قبلها واثناءها وبعدها, وأظن أني قلت بأن ما سأكتبه هو بداية مداخلة لحوار مفتوح حول 19 يوليو وأعتقد ان لدي الكثيرين من العسكريين والمدنيين بعض التفاصيل وربما بعض الوثائق التي لم يرد ذكرها او الاشارة اليها فيما كتبته وتطرق اليه غيري من المهتمين بيوليو, فهناك جوانب عسكرية مررت بها مرورا عابرا, ما زالت تحتاج للشرح والتوضيح. وفي الجانب الذي طرقته أري أن جزءا من الوقائع حول ما كان يدور في سلاح المدرعات ومصنع الذخيرة لا يزال ناقصا خصوصا تلك الجوانب المتعلقة بالتحضير للانقلاب وتفاصيل ما حدث بدقة بعد قيام الحركة من تراخ وفوضي مما أدي الي الهزيمة التي جاءت بدايتها من سلاح المدرعات. وأعتقد أن الزملاء الضباط والصف والجنود في اللواء الاول ومصنع الذخيرة هم خير من يغطي ذلك الجانب من الاحداث, لذا آمل ان يدلي هؤلاء الزملاء ورفاق السلاح بآرائهم وتقديم ما لديهم من معلومات وتفاصيل علها تساعد في تكملة الموضوع.
جاء في وثيقة تقييم حركة 19 يوليو تحت عنوان "مواقف العسكريين وتقديراتهم" (ص55). واذا لمسنا ضعفا سياسيا وفكريا في تقديرات العسكريين فتلك مسؤليتنا في قيادة الحزب حيال واجبنا الدائم برفع المستوي السياسي والفكري لاعضاء حزبنا في كل المواقع"
وقد رد سيادة العميد (م) محمد محجوب عثمان علي ذلك في كتابة "الجيش والسياسة" (ص 76) "ان القول بتدني القدرات السياسية والفكرية لمجموعة الشيوعيين العسكريين الذين قادوا 19 يوليو ينطوي علي التصغير من شأن شيوعيين عاشوا حياة الحزب صعودا وهبوطا علي فترات تاريخية طويلة. فالقياس بتدني القدرات هنا والربط بينه وبين البزة العسكرية دون تفريق ممعن في الخطأ في هذا فنحن حتي اذا اخذنا القطاع القيادي للحزب فاننا لا نستطيع الادعاء بأنه قد ارتقي بمستوياته الفكرية الي مصاف الكمال, وكم من مشاريع في الحياة الحزبية قد كرست لتلافي هذا النقص علي المستوي القيادي." أوافق سيادته فيما أشار اليه بأننا لا نستطيع الادعاء بأن القطاع القيادي للحزب قد ارتقي بمستوياته الفكرية اي مصاف الكمال.. الخ لذلك اذا تحدثنا عن الضعف السياسي والفكري يجب الا نخص به العسكريين وحدهم, لكن لا بد من القول.. ان الحزب لم يكن مهتما أهتماما كافيا بعناصره داخل الجيش خصوصا اولئك الذين كانوا خارج حدود العاصمة المثلثة في وحدات الاقاليم لفترات طويلة, ولم يكن يبذل مجهودا مناسبا في توصيل رأيه وتوجيهاته اليهم وكان التعامل مع العسكريين يتم علي اساس انهم فئه حزبية يجب أن يكون التعامل معها بدرجة عالية من السرية, لذا فقد ترك أمرهم نهائيا لقياداتهم العسكرية أو مكتبهم القائد الذي كان يعمل في اصعب الظروف وبمنتهي الحيطة والحذر, ولا يمكن ان يكون اشراف المكتب القائد وحده بديلا مناسبا للاشراف الحزبي, لذا فلا غرابة ان نحس ببعض التدني السياسي والفكري لديهم.

بعتقد الكثيرون بأن الجيش يجب ان يبقي دائما بعيدا عن السياسة وان يبقي قوميا موحدا تقتصر واجباته علي صون الدستور وأمن البلاد وحماية ترابها وحدودها من أي عدوان خارجي بتهددها, وربما كان ذلك سليما من الناحية النظرية لكن تحقيقه يظل أمرا صعبا في ظل الظروف التي عشناها وما زلنا نعيشها في بلد لعبت السياسة فيه حتي الآن دورا سلبيا. فقد عرفت السياسة عندنا بأنها لعبة كراسي الحكم, فهي التآمر والفساد والمحسوبية والمكائد والسيطرة علي مواقع أتخاذ القرار وتهميش الآخرين, وقد اصبحت اخيرا الخسة والغدر والتنكيل بالخصوم السياسيين دون وازع من ضمير او اخلاق.
ان الضباط والصف والجنود هم أبناء المسحوقين والغلابة في هذا البلد يعيشون ظروف اهلهم ويحسونها لحظة بلحظة ويتأثرون كثيرا بما يقع عليهم من غبن لهذا فأنهم لن يترددوا اذا ما وجدوا السبيل لازالة ذلك الغبن ورفعه عن كواهلهم. وطالما استمرت معاناة الاهل والاقربين سيظل الجيش مهتما بالسياسة. وفي اعتقادي ان رفع الغبن وازالة المعاناة كانت ولا تزال أمرا من صميم مسئولية الاحزاب السياسية فعليها ان ترتفع بسلوكها وآدائها الي مستوي تلك المسئولية. ولا شك ان الاحزاب السياسية تعتبر حتي الآن المسئول الاول بل المتهم الاول بتدخل الجيش في السياسة بذلك الشكل المتكرر.
ان افراد القوات المسلحة من ضباط وجنود ينتمون الي بيوت وعشائر وقبائل وينتمي اهلهم وذووهم الي طرق وطوائف واحزاب وجهات لذا فلا بد ان يتأثروا بتلك الانتماءات بشكل او آخر. ولهذا تكون استمالتهم لصالح ذلك الحزب او تلك الجهة أمرا سهلا وممكنا, واذا ما تم تنظيمهم لصالح ذلك الحزب او تلك الجهة فأنهم حتما سينفذون طلباتها ورغباتها. وقد كانت الاحزاب السياسية مدركة لذلك تماما فقد سعت وهي في ظل صراعها المحموم علي السلطة لاستقطاب ابنائها وتنظيمهم, وبنظرة الي اصل الانقلابات العسكرية في السودان نستطيع ان ندرك من كان وراء انقلاب 17 نوفمبر 1958, المحاولات الانقلابية الفاشلة ضد نظام عبود, 25 مايو 1969, 19 يوليو 1971, 5 سبتمبر 1975, 2 يوليو 1976 و 30 يونيو 1989. لم ينف الحزب الشيوعي السوداني دعمه للمحاولات الانقلابية الاربع بل ومشاركته في بعضها "انظر تقييم حركة 19 يوليو 1971 ص 5" ولكنه نفي تخطيطه وتنفيذه لانقلابي 25 مايو و19 يوليو, لكن لا احد يقول بأنه لم يسهم في تأسيس ودعم تنظيم الضباط الاحرار ومساندته وتأييده لانقلابي مايو ويوليو. وعلي ضوء ذلك يجب ان يفكر الحادبون علي وحدة واستقرار البلاد علي ما سيكون عليه الوضع مستقبلا في القوات المسلحة التي تمت تصفيتها من اكثر العناصر الوطنية فأصبحت منذ انقلاب الثلاثين من يونيو 1989 بؤرة لتفريخ عناصر لا شك مطلقا في تبعيتها الكاملة لفكر ومنهج الجبهة الاسلامية القومية والنظام الحاكم, اذ انه من المؤكد ان الطلاب الذين تم استيعابهم بالكلية الحربية بعد 30 يونيو 1989 وتخرجوا ضباطا في القوات المسلحة, والعناصر التي تم أستيعابها بوحدات وأسلحة القوات المسلحة والاجهزة الامنية وكليات الشرطة والسجون لا شك ان أكثرهم عناصر كاملة الالتزام بفكر الجبهة الاسلامية القومية.
خلاصة لحديثي حول الجيش والسياسة اورد بعض ما جاء حول هذا الموضوع من كتاب "الجيش والسياسة" لمؤلفه محمد محجوب عثمان ص 8: (بعد أكتوبر 1964 واصل الحزب تطوير مفاهيمه النظرية حول دور القوة في الصراع الساسي وحول دور الجيش واستخلص استنتاجات منها:ان الجيش ما عاد مؤسسة معزولة محفوفة بالصمت والاسرار بل صار جزءا من حركة المجتمع يتأثر بالصراع السياسي بهذا المستوي او ذاك عبر قنوات لصيغة بخصائصه وتكويناته وتنظيماته رغم القوانين التي صيغت لاضفاء طابع الحس الجمعي عليه وبأنه مؤسسة فوق المجتمع وتياراته المتصارعة) .
في دول العالم الثالث وفي عالمنا العربي والافريقي خاصة قامت العديد من الانقلابات وعلي سبيل المثال - قريبا منا وحولنا - انقلاب 23 يوليو 1952 في مصر, انقلاب 14 يوليو 1958 في العراق, انقلاب 16 سبتمبر 1962 في اليمن, انقلاب الفاتح من سبتمبر في ليبيا ثم انقلاب الصومال وانقلاب اثيوبيا وغيرها. في اعتقادي ان قيام تلك الانقلابات آنذاك كان امرا ضروريا وملحا فلقد قامت ضد أنظمة رجعية ومتخلفة سامت شعوبها الذل والهوان, وقد لاقت تلك الانقلابات تأييدا جماهيريا اخرجها من المفهوم التقليدي للانقلابات لتصبح ثورات, ومهما كان نوع وتفكير القائمين بالانقلاب فان انقلابهم يصبح ثورة اذا ما أحدث تغييرا سياسيا واجتماعيا الي الافضل ووجد السند والتأييد من الجماهير بالرغم من الانحرافات التي صاحبت بعض تلك الانقلابات فيما بعد." في الفترات التاريخية المتعاقبة التي نجحت فيها البورجوازية الصغيرة في انجاز تغيير سياسي واجتماعي عن طريق الانقلاب مثل 23 يوليو في مصر و14 يوليو في العراق و16 سبتمبر في اليمن فأن الحزب الشيوعي لم ينكر ذلك الانجاز ولم يقلل منه بل بادر وسارع لدعمه وتأييده, لكن الحزب لم يعتبر ذلك الانجاز بمثابة خط النهاية للثورة كما تدعي البورجوازية الصغيرة" (وثيقة تقييم حركة 19 يوليو ص 75)
وبعد فهل يمكن المقارنة بين انقلاب قام لانتشال الوطن وشعبه من بؤرة الانحطاط والتردي فأصبح ثورة, وانقلاب قام ضد نظام ديمقراطي منتخب فكبح طموحات وتطلعات الجماهير وحد من رغبتها في الحرية والانطلاق؟ بالتأكيد لا وجه للمقارنة بين الحالين ونحمد للمجتمع الدولي انه اتخذ اخيرا الكثير من التدابير العقابية ضد الانظمة التي تأتي نتيجة لانقلابات عسكرية تطيح بأنظمة حكم ديمقراطية منتخبة.
ما زالت بعض عناصر اليمين تنحي باللائمة علي الحزب الشيوعي السوداني متهمة له بتقويض الديمقراطية وانه جاء بنظام 25 مايو 1969 الي السلطة وذلك بلا شك كذب وافتراء باطل, ولم يسأل اولئك انفسهم عن الذين دعوا تلك الحفنة من الجنرالات الرجعيين للسطو علي السلطة المنتخبة في البلاد عندما احسوا بأن حكومتهم المتأرجحة قد فقدت ثقة الشعب وانها ستهوي لا محالة, وقد تم ذلك بطريقة لا يفهم منها سوي العبث بالديمقراطية والتفريط فيها والاستهانة بارادة الجماهير. لقد قام انقلاب نوفمبر 1958 بتقويض اول تجربة ديمقراطية في السودان وارسي تلك السابقة المشؤومة وتلك اللعنه التي ظلت تلاحقنا كل ما أطل فجر الديمقراطية في بلادنا. ولم يكن الحزب الشيوعي ليلام آنذاك عندما أيد وساند محاولات الانقلاب التي قامت ضد ذلك الانقلاب الرجعي في اول مارس 1959 وفي 4 مارس 1959 وفي 22 مايو 1959 و9 نوفمبر 1959 , ولقد أعترف الحزب صراحة بمساندته وتأييده لتلك المحاولات.
جاء في "الجيش والسياسة ص 9": "اعلن الحزب في برنامجه المجاز في المؤتمر الرابع في اكتوبر 1967 ان الطريق لتداول السلطة ديمقراطيا هو الطريق الاوحد الذي يجنب حركة الشعب آلام المواجهات المسلحة وما قد يتبع ذلك من تداعيات علي السياسة والاجتماع والاقتصاد, ولكن بعد حدوث انقلاب 17 نوفمبر 1958 بقيادة الفريق ابراهيم عبود الذي نقذته القوي اليمينية لقطع الطريق امام حركة التغيير الاجتماعي مشهرة في وجهها السلاح فأن الخيار المتاح امام الحركة الشعبية يبقي مواجهة العنف بالعنف."
وبالرغم من تآمر قوي اليمين علي الحزب الشيوعي 1965 وصدور قانون حل الحزب الشيوعي في نوفمبر 1965 وطرد نوابه المنتخبين ديمقراطبا من البرلمان وقرار المحكمة الدستورية العليا بعدم دستورية حل الحزب وطرد نوابه وأصرار احزاب اليمين علي موقفها الكيدي المخالف للدستور, ظل الحزب ضد الانقلابات العسكرية واللجوء الي العمل المسلح وظل يبحث عن شكل قانوني يمارس نشاطه من خلاله.
جاء في وثيقة تقييم حركة 19 يوليو ص 79:" ...وبهذا لم تتجاوز الوثيقتان ما سبق وطرحه المؤتمر الرابع "ان روح الاستسلام الناتجة عن انتصار الثورة المضادة, تعلن ان الطريق للحركة الثورية اصبح مقفولا - ومن نفس المواقع تنمو الاتجاهات الانتهازية اليسارية التي تبشر انه لا مكان للنضال الجماهيري ولا أمل من ورائه, وكل ما تبقي للحركة الثورية هو ان تنكفئ علي نفسها وتقوم بعمل مسلح لان هذا العمل هو الذي يحضر الجيش السياسي الجماهيري.. هذا الاتجاه خطير في ظروف الثورة المضادة وعلي حزبنا التصدي للنضال ضده بعزم وتفكير عميق..."
وعلي ضوء ذلك كان الحزب ضد الانحرافات اليسارية الداعية لانتهاج العنف وضد قيام انقلاب 25 مايو 1969 وقد وقف الضباط الشيوعيون مع رصفائهم الديمقراطيين ضد قيام الانقلاب." عرض اعضاء تنظيم الضباط الاحرار اقتراحهم بتنفيذ الانقلاب وقد اجتمع المكتب السياسي في 9|5|1969 لمناقشة ذلك الاقتراح ورفض الفكرة جملة وتفصيلا وقد جاء ذلك في قراره الذي صدر في 9 مايو 1969 استنادا الي ما توصلت اليه اللجنة المركزية في مارس 1969 حول التكتيك الانقلابي" المصدر السابق ص72.
(وبعد قيام الانقلاب ظلت مشاركة الحزب في حكومة الانقلاب مدار صراع طويل في اللجنة المركزية وقد حسم الصراع لصالح المشاركة في الحكومة ذلك بالرغم من ان اللجنة المركزية اجازت الوثيقة التي قدمها عبدالخالق بالاجماع وقد حملت الوثيقة اسم خطاب دوري رقم (1) وقد حللت طبيعة الانقلاب وموقف الحزب منه) (المصدر السابق ص 71.

وبعد فان الحزب لا يحتاج لدفاع يبرئ به ساحته من الاعداد والمشاركة في انقلاب مايو. وبالرغم من موقف عبدالخالق الرافض لمشاركة الحزب في الحكومة الا ان اغلبية اللجنة المركزية قد وقفت مع قرار المشاركة بغض النظر عن الطريقة التي تمت بها تلك المشاركة. ولمزيد من التوضيح أشير الي حوار جري علي صفحات جريدة الرأي العام السودانية اداره الصحفي محمد صالح يعقوب مع الرائد مأمون عوض ابوزيد عضو مجلس قيادة "ثورة" 25 مايو وأحد أهم قياداتها العسكرية وقد بدأ ذلك الحوار في يوليو 2000 قال مأمون: "تقدير الموقف السياسي الذي كان أثر الحزب الشيوعي فيه واضحا رفض فكرة استلام السلطة بدعوي ان الازمة الثورية لم تنضج بعد وان هذا الفعل سيؤدي الي ضرب العناصر الثورية في القوات المسلحة اضافة الي انه لا بديل عن العمل الجماهيري وليس الانقلاب فقط..ده كلام الشيوعيين وعبدالخالق طبعا والقوي الوطنية الديمقراطية.. وهذا كان تقدير الموقف السياسي وحول رفض الضباط الشيوعيين وآخرين قيام الانقلاب قال:" عندما طرحت قضية استلام السلطة والذي هزم فيه اقتراح استلام السلطة والذي كان الاثر الشيوعي فيه واضحا تماما متفقا مع الفكر الماركسي..." وقال "وهنا تم التصويت علي خيار احداث التغيير بالقوة ولكن..انحاز نصف المجتمعين بأغلبية عضو واحد الي رفض التنفيذ وقد انفض الاجتماع..الخ" وحول تشكيل مجلس وزراء حكومة الانقلاب قال:"..كان هناك اسماء لاعضاء مجلس الوزراء محددة وتم الاتفاق عليها وعرفت قبل الخامس والعشرين من مايو...ولكن للامانة والتاريخ كان هؤلاء الوزراء الذين رشحهم بابكر (يقصد بابكر عوض الله) لم يرشحهم بأعتبارهم من الشيوعيين حتي أن بعضهم لم يكن يعرف بأنه شيوعي اطلاقا وقد تحدث هو بذلك.. كان يعرف فاروق ابوعيسي فقط وقد أعلن صراحة انه يحتاج اليه...اما ما عداه مثل موريس سدره ومحجوب عثمان وعبدالكريم ميرغني وهو محسوب علي الشيوعيين ومكاوي مصطفي وهو محسوب علي الشيوعيين ايضا.. الواقع ان هؤلاء لم يكونوا من الشيوعيين 100% لكنهم كانوا من الاشتراكيين وتبقي المحاورة حول محجوب عثمان وسببها ان الحزب الشيوعي رفض ان يعلن بابكر الاسماء قبل الرجوع الي الحزب مباشرة...وهذه كانت بداية الجفوه مع الحزب الشيوعي بل هي سبب اشتداد الخلاف داخل الحزب نفسه لان بعض الوزراء لم ينصاعوا لسكرتير الحزب الشيوعي عبدالخالق محجوب...الخ"

http://www.alayaam.net/



التوقيع: [align=center]هلاّ ابتكَرْتَ لنا كدأبِك عند بأْسِ اليأْسِ، معجزةً تطهّرُنا بها،
وبها تُخَلِّصُ أرضَنا من رجْسِها،
حتى تصالحَنا السماءُ، وتزدَهِي الأرضُ المواتْ ؟
علّمتنا يا أيها الوطنُ الصباحْ
فنّ النّهوضِ من الجراحْ.

(عالم عباس)
[/align]
خالد الحاج غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 26-02-2006, 09:25 AM   #[401]
خالد الحاج
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية خالد الحاج
 
افتراضي


الأحباب

بإنتهاء عملية نقل البوست لمنتدي التوثيق يتواصل البحث.

هناك وثائق جديدة حصلت عليها من المعهد بأمستردام وفيها أفادة صوتية للسيدة نعمات مالك "زوجة الشهيد عبد الخالق محجوب" عن أحداث يوليو
سيتم إضافة الملف مكتملآ لفائدة البحث.

كذلك إفادات أخري لمصادر متعدد .

كنت آملآ حقآ في أن يفي دكتور مصطفي خليل بوعده لي ولدكتور محمد محجوب عثمان والأخ شوقي بدري بالإجابة علي تساؤلاتنا والتي تم إرسالها له بريديآ حسب طلبه. وربما يكون للرجل ظروفه ولكنه لم يكلف نفسه مشقة الإعتذار ويملك إيميل سودانيات وإيميلي الشخصي وتلفوني . والرجل يعرف الكثير وإفادته دون شك ستكون إضافة إيجابية.
ونهمس : وعد الحر دين عليه يا دكتور مصطفي.



سنقوم بإضافة اللقاء التلفزيوني الذي أجراه أحمد البلال الطيب-علي علاته - مع مولانا بابكر عوض الله
فهو يحوي أيضآ مجموعة من الإجابات القاطعة عن نسبة مايو للشيوعيين .

تحياتي لكم ويتواصل البحث لأجل الحقيقة والتأريخ ولإنصاف رجال ما بخلوا بحياتهم من أجل قضية أمانوا بها ووطن.


خالد الحاج



التوقيع: [align=center]هلاّ ابتكَرْتَ لنا كدأبِك عند بأْسِ اليأْسِ، معجزةً تطهّرُنا بها،
وبها تُخَلِّصُ أرضَنا من رجْسِها،
حتى تصالحَنا السماءُ، وتزدَهِي الأرضُ المواتْ ؟
علّمتنا يا أيها الوطنُ الصباحْ
فنّ النّهوضِ من الجراحْ.

(عالم عباس)
[/align]
خالد الحاج غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 28-02-2006, 10:04 AM   #[402]
عكــود
Administrator
الصورة الرمزية عكــود
 
افتراضي

خالد،

يا ريت لو تمّت إشارة، في منتدى الحوار، عن منتدى التوثيق ونقل هذا البوست المهم إليه ..
أغلب الناس بتفتح منتدى الحوار رأساً ولا تمر على باقي المنتديات.
أو على الأقل رفع البوست ك "بانر"،

يدّيك العافية يا إبن عمّي على المجهود العظيم،

عكــود



التوقيع:
ما زاد النزل من دمع عن سرسار ..
وما زال سقف الحُزُن محقون؛
لا كبّت سباليقو ..
ولا اتقدّت ضلاّلة الوجع من جوّه،
واتفشّت سماواتو.
عكــود غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 06-03-2006, 01:01 PM   #[403]
خالد الحاج
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية خالد الحاج
 
افتراضي

تشكر عزيزي عكود علي المتابعة
يديك العافية.



الأحباب:

حسب الوعد بعد إكتمال نقل البوست للمنتدي الجديد نقوم الآن بفتحه من جديد بعد أن تجمعت لدي مجموعة من الوثائق . كذلك لفتح ذاك الحوار الموعود الذي كنا نأمل أن نختم به هذا البوست.

يطيب لي هنا أن أشكر الأخ الفاضل خالد الطاهر وذلك لتكرمه بنسخ الوثائق من المعهد بأمستردام:


(Internationaal Instituut Voor Sociale Geschiedenis)

لك شكري أخي خالد كذلك علي نسخ التسجيل الصوتي للقاء مع الأستاذة نعمات مالك عضو الحزب الشيوعي وزوجة الشهيد عبد الخالق محجوب والذي سننزله علي جزءين للمزيد من الفائدة والتوثيق من مصدر لصيق بقيادة الحزب الشيوعي.



التوقيع: [align=center]هلاّ ابتكَرْتَ لنا كدأبِك عند بأْسِ اليأْسِ، معجزةً تطهّرُنا بها،
وبها تُخَلِّصُ أرضَنا من رجْسِها،
حتى تصالحَنا السماءُ، وتزدَهِي الأرضُ المواتْ ؟
علّمتنا يا أيها الوطنُ الصباحْ
فنّ النّهوضِ من الجراحْ.

(عالم عباس)
[/align]
خالد الحاج غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 06-03-2006, 01:20 PM   #[404]
خالد الحاج
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية خالد الحاج
 
افتراضي

لقاء توثيقي من تسجيلات المعهد المذكور في المداخلة أعلاه مع الأستاذة نعمات مالك هنا نقوم بإنزال الجزء الأول من اللقاء التوثيقي الهام:

من الأصوات المتداخلة في اللقاء تعرفت أصوات الإخوة :

الأستاذ محمد عبد الحميد.
الأستاذ خالد الطاهر.
الأستاذ خضر عبد الغفور.

لهم التحية.




الأستاذة نعمات مالك تقول :



اقتباس:
"عبد الخالق لم يكن يثق في قيادة الحزب الشيوعي ورتب حكاية هروبه مع العسكريين الشيوعيين وبعض قيادات الحزب الشيوعي"

اقتباس:
"قابلت عبد الخالق أثناء فترة إختفاءه مرة واحدة بواسطة هاشم العطا وكان محجوب طلقة وهاشم العطا موضع ثقته"
اقتباس:
"كنت ضد الكتاب الذي أصدره الحزب الشيوعي عن 19 يوليو وقلت لمحمد ابراهيم نقد كيف تصدرون كتاب عن 19 يوليو ولا تسألوني؟ وأنا شيوعية وزوجة عبد الخالق محجوب؟ والعسكريين الشيوعيين ليسوا هم المسئولين عن 19 يوليو بل الحزب الشيوعي السوداني كله بما فيهم عبد الخالق محجوب" .
[media]http://sudaniyat.net/Khalid/nimatmalik.mp3[/media]
[align=center]الأستاذة نعمات مالك الجزء الأول[/align]

http://sudaniyat.net/Khalid/nimatmalik.mp3
أضغط للحفظ



التوقيع: [align=center]هلاّ ابتكَرْتَ لنا كدأبِك عند بأْسِ اليأْسِ، معجزةً تطهّرُنا بها،
وبها تُخَلِّصُ أرضَنا من رجْسِها،
حتى تصالحَنا السماءُ، وتزدَهِي الأرضُ المواتْ ؟
علّمتنا يا أيها الوطنُ الصباحْ
فنّ النّهوضِ من الجراحْ.

(عالم عباس)
[/align]
خالد الحاج غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 06-03-2006, 04:33 PM   #[405]
خالد الحاج
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية خالد الحاج
 
افتراضي





الأستاذة نعمات مالك :

http://sudaniyat.net/Khalid/Nimatmalik2.mp3
أضغط للحفظ

إفادة صوتية الجزء الثاني :



التوقيع: [align=center]هلاّ ابتكَرْتَ لنا كدأبِك عند بأْسِ اليأْسِ، معجزةً تطهّرُنا بها،
وبها تُخَلِّصُ أرضَنا من رجْسِها،
حتى تصالحَنا السماءُ، وتزدَهِي الأرضُ المواتْ ؟
علّمتنا يا أيها الوطنُ الصباحْ
فنّ النّهوضِ من الجراحْ.

(عالم عباس)
[/align]
خالد الحاج غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

تعليقات الفيسبوك


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

التصميم

Mohammed Abuagla

الساعة الآن 08:30 AM.


زوار سودانيات من تاريخ 2011/7/11
free counters

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 2
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.