نعي أليم - فيصل سعد في ذمة الله !!! عكــود

آخر 5 مواضيع
إضغط علي شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

العودة   سودانيات .. تواصل ومحبة > منتـديات سودانيات > منتـــــــــدى الحـــــوار

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29-02-2024, 08:18 AM   #[1]
هاني عربي
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية هاني عربي
 
Post قراءة لرواية الافول للكاتب زهير عثمان

منقول:


صدرت في بداية هذا العام رواية الأفول للصحافي والكاتب والمدون الاسفيري زهير عثمان حمد وهي أول عمل روائي له , تلقفت الرواية من معرض القاهرة الدولي عن دار مستدامة للطباعة والنشر والتوزيع
وحقيقة جذبني الغلاف في بداية الامر وبعد قراءة الرواية جاءني يقين بأنه هو مصمم هذا الغلاف للتماهي الشديد ما بين النص ولوحة الغلاف المعبرة عن مضامين الرواية , هذه الرواية تشدُّ القارئ من أول سطورها التي تبدأ بتقنية التشويق من خلال تصوير واقع مدمن وهو من دون كل أسطرها عن ثلة الرفاق السته الذين كانوا غارقين في عزلة عن المجتمع الذي يرفض سلوكهم وهم دوما في تبرير لهذا السلوك والقفز فوق الواقع بالرغم من تصنيفي لها كرواية سياسية تحكي عن بشاعة الخصومة السياسية بين المثقفين في السودان وتحكي مأسي بعضهم خلال فترة التمكين للإسلاميين بالحكم وأحالهم للصالح العام الا أنها صورة مبكرة لواقع المجتمع الكبير وأمراضه وأقول أنها مرافعة شيقة لمبدأ العزلة عن المجتمع في ظل حكم قامع وجائر

أذهلتني تلك العلاقة المركبة بين ‘الدكتور حكيم. والرسامة تهاني ’ وهما من أبطال الرواية.. كيف تقرأين الملامح النفسية المستبطنة لتك العلاقة.. وما تنطوي عليه من كراهية من جانب ذلك الدكتور الغارق في الخمرة والهلاوس.. حيال هذه الفاجرة التي ترفضه للزواج وتقبل به عشيق في السر في متنفسهم قاع الحضيض؟ ومن المقاطع المهمة في حوارات هذه الرواية مثل هذا القول (نحن حلقنا في عالم أخر من عوالم البشر جعلوا منا أشباح تمشي بينهم في هدوء لا تستطيع أن تقرر أو حتي تتخذ موقف محدد من الشأن العام نري و نسمع ونعي ما يدور من حاولنا نحاول المشاركة بالرغم من الحصار المضروب علينا والاحكام المسبقة بتفكيرنا ونعرف لماذا يرون أننا لسنا أهل مسئولية أو مشاركة بعينها يظنون أنهم أصحاب التفويض الالهي في كل شيء من الامر الاجتماعي الي أدارة الامة ونحن علينا الانصياع لهم أو الانصراف لحياتنا التي لا تشرف أمثالهم من حيث المقام الاجتماعي لن نمنح أي مستوي من المشاركة أن دنيا أو عليا في مراكز القرار ونظل بلا قيمة تذكر في وطن لا يسع الجميع(

أنها أدانة لنظام حكم ومجتمع بل تعريف بأزمة المثقف في المجتمع وهي لوحة كتبت بدقة وسلاسة غاية في الابداع ما يميز هذه الرواية، تحديداً، مقاربتها الشفيفة للشخصية من الداخل، وعبر إبرازها لضعف بطل الرواية وعجزه، جراء التعذيب الرهيب الذي تعرض له في المعتقل، وأثر ذلك كله على دوره، وقد أفضى به المآل إلى العزلة والضياع وفقدان الصحة والعيش في عوالم الادمان، وكذلك على المحيط العام أيضاً، حيث التهميش، وفقدان الحب، والمساكنة التي فرضت عليه لقلة مورده المالية مع المصرفية نوال. وهي أثمان يدفعها المثقفين جراء إقصاء الآخر، والتنكر لحرياتهم، وعدم الاعتراف بحقوقهم الأساسية وفي جزء أخر من هذا النص تكلم السادر عن علاقة هؤلاء بعضهم البعض ) صميم الايمان بفكرة أننا نعيش الغابة طبائع وسلوك هل ترون الان أنفسكم غير عراة !!بالفعل كنا عراة هوام غايات هنا أسترجع ذكريات كيف تم اختيار عضوية هذا الماخور كل الاختيار بمدي عدم الانسجام مع المجتمع الخارجي وحسب هوس كل منا بالخمر كنت أظن الخمر هي الرابطة وقد أضحي الظن يقينا راسخا في عقلي ولكن قد أجد مملحا أخر هي شدة التقارب بيننا حتي في الاماسي التي نكون بين الاخرين لو اجتمعنا في مكان واحد وأصبحنا نولف نفس مجموعة الانس وأن تأخر فرد منا تجدنا ننتظر ولدينا أحساس قوي بأنه قادم وسوف يجلس هنا بيننا بهذا الركن أو صدر المجلس تأكيدا لوحدة غريبة جمعتنا وسط هؤلاء الناس لا تنشأ بيننا أي خلافات بل تجدنا في سلام مع بعضنا وحرص علي كل ما يرفع من قيمتنا والاصرار علي حراسة كل فرد منا للأخر وكنا الاخرين أعداء وهذا بمثابة ميثاق غريب بل تحركنا مخاوف محددة وكنا للجميع أننا موجودين وعليكم أن ترون هذا التجانس التام بل يظن البعض أن أصحاب روابط دم مؤكدة من خلال التقرب في تلك البرهة التي قد تكون لحظة أعلن للجميع أننا من فصيل العتمة والابواب المغلقة هكذا نعبش وحدنا مع أنفسنا وهل تعلمون بكبرياء المجانين وفي ونراهم أصحاب نفاق اجتماعي لا يشبهوننا في سيء(

وهي الأفكار الّتي توزّعتْ على طرفَي الخارطة السّياسيّة السودانية من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار. يُحدّثنا زهير عن تضاعيف عمل عن الإخوان والتّحرر من عبودة القبيلة من جهة، وعن القوميّين والبعثيّين والشيوعيّين من جهةٍ أخرى. ويمتاز أسلوبه الّذي انحاز إلى اللغة الصحفية بامتياز مع رشاقة العبارة وبُعدها المُوغل في الأحاسيس وتصوير المشاعر وكأبة حياة الادمان والنهايات المحزنة

خلاصة هذه القراءة أنَّ رواية ‘الافول’ للروائي زهير عثمان على قدر كبير من الاتقان في بنائها، وعلى جانب كبير من الإمتاع والمؤانسة في سرد موضوع إشكالي شائك سياسياً، لكنه نجح في رسم عوالمه وشخوصه وتقنياته، بما يفيد القارئ المحتاج إلى المضمون للفهم، وإلى الشكل للمتعة وإلى ما بينهما من لذة المغامرة والدهشة ومتابعة دخائل الأنفس وسبر أغوار الخصوصية الاجتماعية والمعرفية في حياة الناس. وعسى أن اكون منصفا في ذكرت عن هذا النص.
- قارئ -



التوقيع: =======
صباح الخير ؛ مساء العسل
=======
هاني عربي غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

تعليقات الفيسبوك


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

التصميم

Mohammed Abuagla

الساعة الآن 07:39 AM.


زوار سودانيات من تاريخ 2011/7/11
free counters

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 2
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.