نعي أليم - فيصل سعد في ذمة الله !!! عكــود

آخر 5 مواضيع
إضغط علي شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

العودة   سودانيات .. تواصل ومحبة > منتـديات سودانيات > نــــــوافــــــــــــــذ > الســــــرد والحكــايـــــة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-06-2013, 01:48 PM   #[1]
نفيسه الفاتح
:: كــاتب جديـــد ::
 
Lightbulb العنقريب

في مكان ما من هذه الغرفه يوجد مفتاح بإستطاعته تخليصي من هذا الظلام الحالك..ليتني أستطيع النهوض لإضاءة غرفتي..ما كل هذا الكسل الذي أشعر به؟
بت أشعر بتكاسل عجيب منذ فتره طويله.
بالنسبة لمهندس مثلي يقضي جل وقته متنقلا" بين موقع و آخر فالإرهاق أمر طبيعي.
حسنا" يجب أن أنهض الان فلهذا اليوم خصوصيته لدي..سألتقي اليوم بالسيد ( مصطفى عبدالحفيظ) صاحب أكبر الشركات الهندسيه الذي لطالما حلمت بالعمل معه،إذ أنك بجانب العائد المادي الضخم الذي ستحصل عليه عند عملك لصالح شركاته ستحصل أيضا" على شبكة ضخمه من العلاقات و خبرات لاحصر لها.
هي حقا" فرصة العمر و ... اووووف ما كل هذه الضجة في الخارج؟
لابد أنه والدي يتشاجر كعادته مع أخي الصغير (ياسر)..كم أمقت ياسر أخي هذا أحيانا"..منذ قدومه فقدت كافة إمتيازاتي لدى والدي..فقد كنت وحيدهما و أنعم بكل الحب و ألوان (الدلع) سابقا"..حتى أتى هذا الكائن الدخيل فأضحيت مجرد ضيف في بيتنا الذي لانكاد ننعم فيه ببعض الهدوء حتى يأتي ياسر بتصرف أو مصيبة تجعل والدي يصرخان لساعة كامله بغضب و ضجه لاحدود لها!
ها انا أبتسم إبتسامة شريره إذ سيحظى (ياسر) ببعض النكد مني قبل أن أخرج لعملي كما إعتدت صبيحة كل يوم .

حسن فالأنهض الان .. و لكن مهلا"..ماذا إن تلقيت انا أيضا" بعض النكد من والدي؟
امممممم..ربما إستيقاظي الان ليس بالفكرة الجيده..الأفضل أن أنتظر حتى يخرج والدي أولا".
أحب هذا الرجل لكنه عصبي جدا"،بينما انا أعشق الهدوووووء و السكينه اللتين أنعم بهما الان و انا نائم على فراشي الدافيء !
هو يرى أن هدوئي الزائد دلالة" على الكسل،بينما انا أرى أن حيويته و نشاطه المفتلتان رغم مرضه ليسا سوى نوع من الفوضى المهذبه و محاولة لقهر المرض..لكل منا طريقته في الحياه و فهمه للآخر.
ههههه كم هو مضحك والدي هذا..في ظهر أحد الأيام بالسنة الماضيه عاد من العمل و ظل يطرق الباب بشدة حتى ذهبت لأفتحه له فوجدته يقف بالقرب من سيارة (تاكسي) و ما أن رآني حتى صرخ في:
- ياخي سنه لغاية ماتفتحو للواحد الباب؟كدي تعال يا خالد شيل معاي
بعد أن ذهب صاحب ال(تاكسي) دخلنا نحن الإثنين للمنزل نحمل ذاك (العنقريب) الذي اتى به والدي.
إستقبلتنا والدتي في (الحوش) و هي تتساءل:
- دا شنو يا إبراهيم؟عنقريب ناس منو دا؟
رد والدي بأنه عنقريب إشتراه خصيصا" لغسله عند موته..صرخت أمي كثيرا" يومها بأن هذا نذير شؤم و ليس بأمر جيد لكنه أصر على أن هذا (العنقريب) سيظل محفوظا" في مخزن بيتنا حتى يحل موعد موته و بعدها فلنفعل به ما نشاء متهكما":
- إتو عايزين تغسلوني في سرايركم الماليزيه دي ولاشنو؟
.
رغم خلافاتي الكثيره مع والدي إلا أنني مازلت أذكر كيف كان إحساسي وقتها..شعرت بخوف كبير..تخيلت كيف سيكون الحال إن مات والدي؟
أماننا هو و (ركازة البيت)،أعلم أنه على بعد خطوة واحده من الموت لكثرة أمراضه و قلبه الذي أصبح ضعيفا" جدا" و بحوجة عشرات الأقراص العلاجيه لكي ينبض بوهن شديد،و هذا هو سر إتيان أبي ب(العنقريب) و سبب تخوف والدتي الكبير،لعلمها أنه سيموت لامحاله بذلك القلب الضعيف..سرعان ما نفضت هذه الفكرة عن ذهني و صرت أمازحه.
- اها و لو مت انا قبلك ياحاج؟
رأيت حينها في عيني أبي نظرة حب و خوف لن أنساها أبدا" و هو ينتهرني:
يا ود خالد إنت ماك نصيح؟دا شنو الهظار البلا طعم دا؟
ف تداركت الأمر مازحا":
- إنت شباب لسه يا حاج،قايل روحك كسلان زي خالد ولدك ولاشنو؟
خلاص أراهنك لو سبقتني للعنقريب دا أديك عشره مليون و لو سبقتك انا تديني الضعف

و لم أشعر حينها إلا و يد أمي تنهال على ظهري بالضربات و انا أضحك كثيرا" بينما والدي يشتمني غاضبا" من رهاني السخيف له.

يا الللللللله من هذه الضجه..لا أسمع صوت والدي،يبدو أنه خرج لعمله،لابد أن هذه والدتي تصرخ أيضا" مع هذا المدعو (ياسر)..سأضرب ذاك الكائن الصغير المزعج عندما أنهض من نومتي اللذيذة هذه..لكني أحتاج الان لحمام داااااافيء كي أستعيد نشاطي فانا لا أكاد أستطيع رفع يدي أو فتح عيناي حتى.
رباااه ! .. أشتاق للماء الدافيء حتى أنني أشعر به الان على جسدي !
ههههههههههه تبا" للكسل..يبدو أن كلام والدي عني حقيقي.
آآه كم أرجو أن تتم مقابلة السيد (مصطفى عبدالحفيظ) على أكمل وجه و يتم تعييني فيها لأحقق أمنية والدتي بالزواج من إبنة أختها (شيماء)..هي أمنيتي انا أيضا" و ربما أكثر من والدتي.
آآآ نعم..تذكرت..بعد مقابلة الشركه سأتصل عليها لأصحبها في جولة قصيره..كان هذا أشبه بالمستحيل قبل عام من الان لكني و بعد خطبتي لها رسميا" صار بمقدوري إصطحابها برفقة أختها الصغرى بلاشك..كم تذكرني أختها هذه ب (ياسر) أخي و سخافاته !

مللت هذا الفراش و أشعر أني تأخرت كثيرا"..حسنا" سأنهض الان.
سأنهض و .. و .. ماهذا؟
مااااااا هذا؟
لم لا أستطيع رفع يدي؟؟
الأمر تجاوز الكسل بكثير..ما الذي يحدث؟
أو .. ما الذي حدث؟
من الذي أشعل الضوء في غرفتي بغتة هكذا؟
من هؤلاء الذين بجانبي؟
تلك هي أمي..لم تبكي هكذا و تصرخ؟أهي إحدى تصرفات (ياسر) المزعجه؟لكن..لكن ياسر هناك..ها هو يقف ممسكا" بباب الغرفة محدقا" فيها..لماذا إنتهره أبي هكذا و أبعده؟
ربااااه..أبي أيضا" يبكي..ماذا حدث؟
هل تلك الفتاه التي تصرخ بهستيريا هي شيماء؟
نعم إنها هي..شيماااء..حبيبتي شيماااااء
لماذا لا أستطيع الصراخ ؟ لماذا يحدقون فيا هكذا؟
لحظه..هذه الغرفه..هذه ليست غرفتي..إنها غرفة منزلنا القريبة من المخزن..و ما هذا؟
هذا ليس بفراشي..لم انا ملقي على هذا (العنقريب) يغطيني قماش أبيض؟
أبيييييييييي
أبي ألاتسمعني؟ماذا دهاكم؟لماذا أنتم تص....









حسنا" أظنني فهمت..
انا الان لست سوى روح..روح لشخص مات !
روح تحلق بالقرب من جسدي الذي فارقته..و
هذا يفسر دموع والدي و تحديق أخي (ياسر) بكل ذاك الهلع.
كيف مت؟لدي سيناريوهات كثيره لهذا الأمر.
بعد أن نمت بالأمس تأتي والدتي صباحا" لتوقظني فتكتشف موتي..أو ربما هو والدي الذي إكتشف أمر وفاتي عندما حاول إيقاظي بتهكمه المعتاد من كسلي فتبين له أنني لن أنهض قط.
و ربما كان (ياسر) الذي أتى ليوقظني فصدم تماما" عندما وجد أخاه الذي إعتاد على تعصبه بسبب (شقاوته الطفوليه) ممددا" بلا حراك و قد إكتسى وجهه بتبلد الموتى.
بإمكاني أن اخبرك عن العديييييييييد من سيناريوهات وفاتي..كلها الان سيان عندي و لن تغير من حقيقة مفارقتي للحياة شيئا"..لكن قطعا" لن أستطيع أن أخمن لك تصورا" واحدا" لما سيحدث لي بعد موتي هذا.

و بقدر عال من اللاموضوعيه أجدني الان رغما" عني أبتسم و انا أنظر لوالدي..

و أخيرا" يا أبي..لقد كسبت انا الرهان !!



نفيسه الفاتح غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

تعليقات الفيسبوك

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

التصميم

Mohammed Abuagla

الساعة الآن 06:49 AM.


زوار سودانيات من تاريخ 2011/7/11
free counters

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 2
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.