النظام
هذه هي الكتابة الأولى من النظام وليس له، فما بوسع أحدٍ أن يكتبه سوى الذي أوجده. وستتعَدَّد الكتابات له، بما يخطو فيه ولا يقطع مسافةً منه. فهو لا نهائي.
والخطوة في أزله احتباسٌ مُتَعَيِّنٌ لدى مسيرتك لا مساره. لأجل أن تستوعب وتفهم ما أنت فيه وحسب، وستبقى مسافة النظام غير النهائية تجثم أبداً تحت خطاك، كاملةً، مهما مشيت في فهمك.
إذن فكتابات النظام لا يؤسِّس بعضها بعضاً، وإنما ينقضُ تِيِلُ ما سيتلو منها، تِيِلَ ما مضى. فالتراكم هنا لأجل الإدراك المرحلي، ومن المستحيل الراسخ عليه أن يطول إدراك النظام. فالإنسانية اللاحقة على النظام قد عرفت مدن أسمائه لعشرات الآلاف من السنين، ولم تدرك منها ولا حتى قشرة أسمائها، ولم تتنبَّه لذلك، ولا لحكمتها.
تلك الأسماء التي لا يأتي عليها تامُّلٌ، ولا ينقبها حفرٌ في تمامها، لأنَّ النظام منها، وكل شيءٍ في الهُنَا، يعود إلى النظام، وإلى مدن أسمائه.
والنظام هو الأسماء التي عَلَّمها اللهُ لآدمَ في البدء، وهي ذاتُ النظام.
والنظام تجريدٌ يقوم وراء الرمز، بل يقوم وراء وحدة الحرف الواحد من الرمز، ناهيك عن الرمز المُتَجَسِّد في الصور، والدلالة.
إذن فما مقاربتنا للنظام عبر الرمز، والحرف، سوى مقاربتنا لطاقتنا مما نقدر عليه منه، فهو الأعلى. وما محاولاتنا إلا توسُّلٌ أدنى وصغير، لفهم ما هو محمولٌ من معاني تلك الأسماء العُلَا. أمَّا كنهها فموَّارٌ، لا نهائي، ولا يحيط به إلا المحيطُ، الأوَّلُ، الظاهرُ، الباطنُ، الصمدُ، خالقُ الأنظمة كلّها، لا نظامنا الصغير هذا وحده.
ونسبةً لشسوع القدرة هذه كلّها، فسأقسّم مداخل تناولي لبعض رموزها الدنيا إلى طريقة عرض أتأمّلُ فيها اليسر. من خلال تقسيم قصّة الخلق إلى "صِيَغٍ" قصيرة، يتمش نقاشُها جزئياً، ومرحلياً، من لا نهائية النظام.
ليتم بعدها نقاش رباطها اللاحم لها، جزئياً، ومرحلياً، مع المستوى المطلوب من مدينة الاسم. بالإضافة إلى تقديم نماذج مفهومة ومتسلسلة مما خلّفته رموز القصة الأولى على كينونتنا.
والكينونة أقصد بها "الظهور"، وكلّ ما تبدينا من خلاله في الوجود، وبَدَا معنا. سواءً كان حرفاً للّغة ودلالة، أو حرفاً لمنطق "رياضيات.. إلخ"، أو حرفاً لشكل، أو حرفاً للون.. وإلى ما هو غير نهائي من حروف النظام، الذي يقوم من حروف ولا حروف، ومما لا نعلمه بالأساس.
اصطلاحات
* مدينة الاسم، هي (اللامُعَرَّف) في كلّياته، وفي الجزئيات هي الاسم، الذي انبنى منه النظام، ورُقِن ظاهر سطحه من خلال أسماء مدن زمكاتين الخلق، وهي مدن السودان.
و(زمكاتين) هي مُركّب التكوين مع الزمان والمكان.
* صِيَغ الرموز، هي الأساسات التجريدية لقصّة الخلق، التي انبنت منها الرموز، وسأقوم فيها كلّ مرة بتعديل الصيغة بحيث تسمح لرموز جديدة بالدخول لأجل مناقشتها، وتتبع آثارها في نظامنا المعيش.
اعتمدتُ آلية الصيغ، نسبة لشسوع هذه القُدرة، التي أوجدت النظام، فاخترتُ للقرب من حِفافه اللانهائية، هذه الآلية، أرجو أن تكون وسيلةً مفيدةً، ولها مردودٌ إيجابي.
* حوافظ المفاهيم، هي المادَّة البشرية- التجريدية، أو الملموسة، التي حُفِظَت فيها "مفاهيم" الرموز من أمثالٍ، حكمٍ، نكاتٍ، شتائمَ، شعرٍ، أصوات، ألوان، موسيقى، مسمّيات، أدوات... إلخ، وكل ما بوسعنا أن نجد فيه مادَّة مفهوم محفوظة فهو حافظة لمفاهيم. وسأضع هذه الحوافظ دائماً بين المزدوجتين {..} ليكون واضحاً أنَّها حوافظ مفاهيم، منقولة بوصفها اقتباسات، من دنيا النّاس، وليست من كلامي.
الصيغة (1)
في بدء القصّة فقط، لا "التكوين" ذاته، الذي جاءت منه مواد مخلوقات القصّة، كان (1- أمرُ الله الأوَّل) لإبليس أن يسجد لآدمَ.
فَـ"فَضَّل" إبليس نفسه على آدمَ، استناداً إلى "تكوينه" الذي كان من نار بينما تكوين
آدم كان من طين.
ثم كان (2- أمرُ اللهِ الثاني) لأدمَ وحواء أن "لا" يقربا شجرةً معيّنة.
فنشأت بناءً على الأمرين أعلاه، العلاقات أدناه، وانظر، ودقّق مليَّاً، في "مصطلحي" "أعلاه"، و"أدناه" وتركيب النظام، فهو راسخٌ في جوهر كلّ عالمنا. أي كانت الأوامر "العليا" فعُصيت، لينشأ العالم "الأدنى"، "الأسفل"، عالم كلّ ما هو تالٍ، ولاحقٌ على العصيان، من خلال هذه العلاقات:
1- ثنائية إبليس وآدم إزاء الأمر الإلهي لإبليس بأن يسجد لآدم.
("رَفَضَ" إبليسُ السجودَ، إذن النتيجة، سالبُ إبليس، موجبُ آدم).
2- ثنائية إبليس وحواء إزاء الأمر الإلهي لآدم وحواء.
("انغوت" حواء لإبليس، إذن النتيجة، سالب إبليس، سالب حواء).
3- ثلاثية إبليس وحواء وآدم إزاء الأمر الإلهي لآدمَ وحواء.
("عَصَيَا" نَهْيَ اللهِ لهما بعدم الأكل من الشجرة، إذن النتيجة، سالب إبليس، وسالب حواء، ثم سالب آدم الذي تبع غَوَاية حواء، التي تبعت غَوَاية إبليس).
4- ثلاثيّة إبليس وقابيل وهابيل في السلام الأدنى، أسفل السلام الأعلى، وما بعد تمرّد إبليس وخطيئة حواء وآدم. وهي ثلاثيّة مركّبة من نتائج العلاقات السابقة كلّها.
("ظهور جريمة القتل الأولى في تاريخ البشريّة لا الإنسان"، إذ "انغوى" قابيل لإبليس فقتل أخاه هابيل، إذن النتيجة، جريمة إبليس، جريمة قابيل، وسالبهما الأحطُّ معاً).
عليه، فرموز العالم التالي للأمر، العالم الأسفل، بدأت
1- بـسؤال الله لإبليس (يا إبليسُ، ما منعك، أن تسجد لما خلقتُ بيديَّ، أستكبرت أم كنتَ من العالين؟). وكذلك بإجابة إبليس "التفاضليّة" والمركّبة بعودتها إلى التكوين (أنا خيرٌ منه، خلقتني من نار، وخلقته من طين!) فإبليس يتعجّب من الأمر الإلهي!
2- ثم بسؤال الله لآدم وحواء (ألم أنهكما عن تلكما الشجرة؟).
وبعلامة أو "رمز" السؤال الإلهي أعلاه، هذا ((؟))، الذي نضعه بكل طبيعية ومحفوظيّة، دون أن نتساءل لحظةً واحدةً من أعمارنا، عن أساس شكله وجوهره المفاهيمي، ومعناه، تبدأ النظريتان المعنيتان عملهما في توسّل القرب من مجرّد قشرة (النظام).
((ولنصطحب معنا دائماً، ما ثَبَّتُه في مدخل المقدمة من كون الرموز تتبَدَّل من كل حقبة لأخرى مع الإضافة والحذف، حسب معتقدات العصر، والتوجُّه السياسي وغلبته)).
علامة السؤال حسب النظريتين هي غصنٌ من الجنّة العليا والمفقودة، التي طُرد منها ثلاثي إبليس وحواء وآدم.
ويُبادد هذا الغصن سؤال الله لإبليس المُشار إليه بالآية أعلاه، وسؤال الله لآدم وحواء المُشار إليه بالآية الثانية أعلاه. والرمز قد بقي (في الترقيم) سالماً، ولكنّه تعرّض لإبدالات دينية وفيرة، (في الأبتيات)، حسب العُصُر التي اقترحتُها مبدئياً لاستعادة الرموز، وكيفية مقاربة التاريخ الحضاري الحقيقي للبشرية.
ونجد دلالةً السؤال الإلهي في هذا الرمز، الهيكا
والرمز الأصل، في رؤى النظريتين، قد كان لغصن شجرةٍ تتّجه سنّته المحنوفة إلى اليمين وتحتها يقبع حجران في إشارة لآدم وحواء، فإبليس يليق به أكثر التعجّب الأبدي. وحافظة المفهوم لهذا الغصن، {البنبقة السودانية}، لأنها نبات، خيزران، بينما الهيكا حديد، يعود لمدينة الاسم سنجة.
هذا هو الرمز المعني، ولكنه ناقص، فلا يوجد الحجران من أسفله، وبالبحث المكثّف عنه قطعاً سنجده كاملاً في مكانٍ ما، من نقوش الحضارات القديمة في شمولها
يعرف الغصن في الإنجليزية بـ bough، ولاحظ بادئتها وبادئة الكلمة الأخرى Bow، بمعنى اركع، وكذلك بـTwig وسنؤخِّر دلالات القواميس الآن، ونركّز على الرمز وحده، كي نتحاشى تشوُّش العرض وتداخله بقدر الإمكان. وقارن هذا الرمز بما أنزلتُه سابقاً في الأبتية التي قلتُ إنَّ نسبة الوثنية فيها أقل من غيرها (معادل حرف الـU). وستجد أنَّه الرمز ذاته، ولكنه في صورته التي بين أيدينا الآن على وضعيته التي أراها الصحيحة. الرمز المقصود هو معادل حرف الـU من الأبتية التالية
سأفصِّل مع كل "صيغة" من صيغ القصّة، في فك شفرة رموز علامات الترقيم كلّها، حين تراتبيتها التاريخانية مع الجزئيات المتعلّقة بها، من مدن أسمائها، تكفيني منها الآن الإشارات الضرورية لشرح هذه النقاط أعلاه.
فظهور رمز (الهيكا) هذا، في تقديري هو أوَّل تحريف جرى على الرموز لطمس قصّة البدء. ويترجم علماء الفرعونيات الهيكا إلى معانٍ كثيرة كلّها تعود، بمفاهيمها المضمونية، إلى تحالفات مدينة الاسم كوستي، ومدينة الاسم سنّار، والمُنْتَهَى أنَّ السيخة أو {السنجة} ذاتها، كما تُسَمَّى بالسوداني، تعود إلى مدينة الاسم سنجة.
الترجمة الأساسية للهيكا هي (السحر وكل ما يتعلّق بأمور العرافة). وهي إشارة إلى علوم التفاضل والتكامل التي أنتجتها مدينة الاسم كوستي في بدء الزمان. وترجموها أيضاً بـ(البيان) الذي يعود إلى "الفم". البيان الذي قال عنه النبي محمّد حينما سمع رَجُلَيْن جاءا من المشرق وخَطَبَا على نحوٍ مُفَوَّه ومحترف، عَلَّق النبي {إنَّ من البيانِ لسِّحْرَاً}، صحيح البخاري.
وترجموها كذلك وعلى نحوٍ مُباشر بالمعنى (فَنُّ الفم). ما يعني الفنون والمعارف الشيطانية كلّها، التي ما كان لها أن تظهر إلى الوجود لولا أكلُ حواء ثم آدم من الشجرة المحرّمة، بـ"فميهما". فالفم إذاً حسب زعم منتجي الهيكا هو صانع وجود العالم، بما يرد الخطيئة إلى حواء وآدم وحديهما، متجاهلاً الأمر الأوَّل لإبليس. بينما صانع وجود العالم الحقيقي هو أمرٌ، فسؤالٌ عن عصيانه، وإجابة تعجّبٍ وعُجْبٍ بالنفس والأنا، تعود برمز علامة التَّعَجُّب، لصاحبها ذي الرأس المستكبر، {المَتَرْبَع}، إبليس.
أمَّا علامة التَّعَجُّب التي هي لدُهْمَة مخلوق مُضخَّم لدى أعلاه، رقيقٌ صوب تحته، وأسفله (خراءٌ) كصخرةٍ تهوي به، فهي من نصيب إبليس وحده.
علامة التعجّب، أي رمزه، إذن كانت هي التالية لعلامة السؤال، وجاءت من تَعَجُّبِ إبليس، كي يُصَاغ بعدها، إبليس كلّه، وفي نفسه، رمزاً للعجب ويمثّله إلى الأبد. أي ليعجب كل من يرى هذا المخلوق التافه، ذا الرأس الكبير {سافوتا}، المستكبر، {المنيوك في رأسه} بالاستكبار، لدرجة أن يحبل الرأس ويصبح منتفخاً بجنين هذا الكِبَر، الذي هو ورمٌ فحسب، ما جعله يَتَمَرَّد على خالقه ويرفض السجود.
والنقطة من أسفل رجليه دلالةٌ على كل ما هو أبداد لفعل (خَرَّ) الذي رفض إبليس سجوده، أي أن يخرّ ساجداً لآدم. لذا خَرَّ من الأعلى، بوضعية "خراء"، وكما يخر الخراء Shit، ومن هنا أصله في النظام، منحطَّاً بصاحبه إلى الأرض، هاوياً به إلى أسفل الجنّة وخارجها، إلى الحضيض. أو كما يخر الخراء ويسقط، وتأمّل في ترابط النظام.
إذن، سين أمر سجود (أنتجت) سين خَرَّ سقوط، وكل ما حول ذلك من رموزٍ وأبداد.
وقد بحثتُ عن الرمز بوسط القليفز Glyphs المصرية، التي تبلغ الآلاف دون طائل. ولكنني وجدتُه وبشكله الأمثل في آثار مروي
فما معنى حوافظ المفاهيم {ما تسويلنا "سافوتا" في رأسنا}، {أب رأساً متربع}، {أب رأساً مخاوس}، {أب رأساً كبير}، {أب كاليق} {أب دنقوس} {منيوك في رأسه}، {Fat Head} في اللغة الإنجليزية، {Cabezon} في الإسبانية، { körzehin} في لغة التركمان.
ودعنا نُرَكّز من الأبتية السابقة ذاتها على حرف H اللولبي هذا:
ما يدل على مفردة Head رأس، وسندع حرف H الثاني، إلى حين ورود صيغته من القصة.
ولنربطه برمز الـH ذاته، الذي كان يعطي منطوق الحروف E-I-Y حسب الفترة الزمنية التي تم فيها اصطلاحه كذلك (وهو أحد الرموز المستخدمة في شلوخ قبائل سودانية كثيرة، من بينها قبيلة الجعليين).
أمّا {المَتَرْبَع} و{المَخَاوَس} لهذا الرمز، من الأبتية أعلاه، فهو رمز "السين"
إذن هذا هو الرمز الذي جاءت منه اللعنات كلّها، وقارنه بحوافظ المفاهيم أعلاه، لتجد أنَّه الرمز المعني تماماً.
إذن كانت (سين) سؤال، وسجود، إجابتها كانت "سين" استكبار، أنجبت (سين) سوأة حواء وآدم، و(سين) سقوط الجميع. ومن هنا ارتبطت السين بشر البدايات، وبمؤخّرة الحمار إبليـ"س". لذلك كلمة ass في الإنجليزية تعني الحمار والمؤخّرة، وستأتي أبداد ذلك من كل شيء في النظام.
فلنرَ الآن بعض تقلّبات رموز "السين" في الأبتيات إذن لجانب رمز (الهيكا) كي نُرتِّبَ الرموز بناء على صيغة ما رسمناه من القصة، لتنكشف كينونتنا المبنية على ذلك كلّها، لا في الأبتيات وحسب.
وقد جلبتُ هذا الشكل تحديداً لأُظَهِّر محاولة تبني إبليس للأشكال (الرباعية Quadruple)، سأُبَيّن ذلك على أكمل وجه فيما يأتي من صيغ. أكتفي بتقديم هذا المقتبس حالياً من شكلانية الأسس.
((أشكال الدائرة وكل ما هو أسطواني، أليق بتجسّد ما له روح دنيوية. مثل الحيوان والنبات، وكل ما له روح، فالمُدَبّب به أليق، وهو فيه أعم.
وكذلك أليق بكل ما يتصل به على نحو تعاشري، مثل ما يشرب به ويأكل، وما يدخله في أنفه وأذنه ومن تحته، وما يمسك به. وقد بدأ بالمثلّث مربّع القاعدة مسكنه، كتوقٍ منه إلى مسكنٍ ما.
أمّا المربّع والمستطيل ومعظم ما هو مضلّع بأكثر من ثلاثة، فهو أليق بالأشياء، وهو ما انتهى إليه مسكن الإنسان تحقيقاً لذلك التوق)).
ولنتأمّل حرف الـسين (S) في أبتيات حضاراتٍ أخرى
لو دقّقت في الآرامية المُبَكّرة، فستجد أنَّ الحرف كان تصويراً لشخصٍ يخر على قفاه هاوياً إلى أسفل.
وفي الإغريقية القديمة هو (Sigma) سيجما (Σσς).
ولأنَّ بُنى رمز سيغما مُرَكَّب، ويحمل شكل الهيكا في أوّله وآخره، وكذلك السنّات الثلاث، فسأدع قراءتها الكاملة حالياً، حتى ينبني في أذهاننا من مدن الأسماء ما يجعل الإيضاح يسيراً على الفهم.
ومعنى السيغما حسب تفسيرهم، هي أبجدية الإغريق "المنتهية"، أي المتكوِّنة من 18 حرفاً. وفي الفرعونية القديمة مفردة (سݘمي) تعني "نهاية"، وربطها بصيغة القصة أعلاه، يجعلها تنزل بالضبط في مكان (نهاية الجنّة العليا). وحافظة المفهوم {سجمي، سجمي} صيحة الفزع التي تُطلقها النساء في السودان حين وقوع مكروه، تعني (نهايتي، نهايتي).
وسأستكمل تصويب المفاهيم الخاصَّة بالحروف والأرقام الإغريقية كلّها، فهي غاية في الأهمية، وكلّها، على بكرة أبيها، مخترعات لجدود الإغريق القدماء في مدن الأسماء بالسودان.
أمَّا في الرسم المعاصر، ففي العربية مثلاً، تُكتب السين هكذا (سـ) بثلاثة رؤوس لإبليس وحواء وآدم، فهي تقابل إذن من لعبة الشيطان (تلّي).
أمَّا من اللغة المروية فتقابل بالضبط، يوم الخميس المفقود في لعبة الشيطان (الطاب) والمنقوش رمزاً، من ثلاث دوالٍ كبيرة، ما يُبادد إبليس وحواء وآدم، ودالّتين صغيرتين لمُباددة قابيل وهابيل. هذا لكون دولة الأسد كانت هي دولة الإلحاد والوثنية، عدوة التوحيد وهابيل على مَرِّ تاريخها. على يمين الناظر، الحرف الكورسيفي، المُشكل، وعلى يساره الرمز الهيروغليفي، أي المُصَوّر. أما الهيرتيكي فتعني المُجرّد عمّا هو مُصور، أي عَمّا هو هيروغليفي وصورة. هنا الرمز المروي
وفي الفينيقية نجد الرابط بين الهيكا، والسنّات الثلاث، هنا
وفي اللاتينيات كلّها تُرسم (S) ما يحفظ شكل الهيكا تماماً، مع ذيل إضافي، وحين يُضاف إليها الخطُّ المائل، الواحد، فهي رمز أو علامة الدولار. ولنتنبَّه لهذه النقطة الهامة للغاية، فستأتي عُراها التي ترتبط بالمضامين الكُبرى لقصّة البدء في "صيغ" أخرى من الطريقة التي شطّرتُ عليها روايتها.