نعي أليم - فيصل سعد في ذمة الله !!! عكــود

آخر 5 مواضيع
إضغط علي شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

العودة   سودانيات .. تواصل ومحبة > منتـديات سودانيات > منتـــــــــدى الحـــــوار

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-05-2011, 07:00 PM   #[751]
عكــود
Administrator
الصورة الرمزية عكــود
 
افتراضي

سلام يا مُحسن و المتداخلين
و اسمحوا لي بسلام خاص لنصّار الحاج

متابع يا محسن، و الكاويق تُستخدم في نواحينا لليابس المتساقط من أوراق النباتات:
تقعد تحش اللوبي للكاويق تقش
تصل البحر و الموج يداعبا
فوق هدوما ينط يرش




التوقيع:
ما زاد النزل من دمع عن سرسار ..
وما زال سقف الحُزُن محقون؛
لا كبّت سباليقو ..
ولا اتقدّت ضلاّلة الوجع من جوّه،
واتفشّت سماواتو.
عكــود غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 30-05-2011, 07:44 AM   #[752]
الرشيد اسماعيل محمود
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية الرشيد اسماعيل محمود
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محسن خالد مشاهدة المشاركة
لسع مع المرض والجوطة ما لقيت فرصة أتكلم مع شاعرنا النوبي الجميل والباحث المجد، لامن ربنا يهون غايتو.. بإذنه تعالى.
إن شاءالله تكون قدرت عليهن..
قلنا نتفقدك ياخي..
كن بخير.



الرشيد اسماعيل محمود غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 02-06-2011, 08:58 PM   #[753]
محسن خالد
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية محسن خالد
 
افتراضي َ

اقتباس:
متابع يا محسن، والكاويق تُستخدم في نواحينا لليابس المتساقط من أوراق النباتات
عكود
مفتقدنك يا أبا ذر
كيفك ووينك؟ أريتك بألف خير

المتساقط ليباسه من ورق النبات، في البيئات الثقافية الصغرى للجعليين يقال له (السَّفَير)، وهي كلمة موجودة في الثقافة العربية بذات المعنى، ستجدها في معظم القواميس.
وتُستخدم أكثر للأشجار التي تتحاتُّ عنها أوراقها مع المواسم وتُوجد بداخل البيوت، مثل النيم مثلاً.
أمَّا الكاويق، والكاو، فهما لا تستخدمان لدى بيئات الجعليين الصغرى، لأنّ الشايقية أيضاً جعليون، إلا مع تيراب البصل الذي شرحته أعلاه.
الكاويق مرتبطة تماماً مع تيراب البصل والبنبون.
وأتذكر أننا في طفولتنا كنا نصنع الصفافير من قصب هذا البنبون المجوَّف.



---
كتّر خيرك يا رشيد على السؤال، ما قصّرت.
أهو نباصر، ونشوف
يضحك نهارك



التعديل الأخير تم بواسطة محسن خالد ; 02-06-2011 الساعة 10:12 PM.
محسن خالد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 02-06-2011, 10:27 PM   #[754]
مي هاشم
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية مي هاشم
 
افتراضي

محسن خالد تحية طيبة..
متابعة الجمال ده..
يسعد أيامك ياخي..



التوقيع: [align=center]

الحب والجمال منشآ الكون[/align]
مي هاشم غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 03-06-2011, 05:06 PM   #[755]
نصار الحاج
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية نصار الحاج
 
افتراضي

اقتباس:
سلام يا مُحسن و المتداخلين
و اسمحوا لي بسلام خاص لنصّار الحاج

متابع يا محسن، و الكاويق تُستخدم في نواحينا لليابس المتساقط من أوراق النباتات:
تقعد تحش اللوبي للكاويق تقش
تصل البحر و الموج يداعبا
فوق هدوما ينط يرش
محسن ياخ اسمح لينا بتبادل رد الواجب هنا على سلام عكود الخاص دا
والذي نثر فيه أيضاً ما يخص تفريعات هذا النبع الذي حفرته أقوالك.

شكراً ليك جداً ياعكود وأنت تخصني بهذه التلويحة القوية في هذه الخيمة التي تخص صاحبنا محسن خالد، وانت عارف تلويحتك هنا جات في محلها تماماً لأني أول كلمات كتبتها بعد غيابي لما يزيد على أربع سنوات عن سودانيات كانت هنا عند محسن .. حقيقة بوضوح أقول أن توقفي لم يكن قطيعة أبداً بل هكذا حدث دون أن أخطط لذلك ... فإذا بمحسن خالد يكتب على الفيس بوك هذه العبارات :
"ولكل من له سؤال عن الغياب، ليتابع من هنا"
وادرج تحتها رابط زهرة الغرق
فتتبعت الخيط، وحينما هممت بالتعليق، أرتعدت خوفاً من أنني قد لا أتذكر كلمة السر، فقمت بالتجربة الأولى وفشلت ونجحت التجربة الثانية ويا لهول ما رأيت عند إدخالي لكلمة السر ودخولي الموقع بإسمي حيث رأيت آخر تاريخ دخول لي لسودانيات كان في العام 2007، حزنت حقاً، لنفسي.
وأيضاً يجب أن أذكر واقعة أخرى أيقظت داخلي العودة لسودانيات، وجاء تنبيه محسن لتكتمل الخطوة، قبل رابط محسن كان قد أرسل لي صديقي أسامة عبدالماجد الرسالة التالية على الفيس بوك:
صديقي نصار...
ليك وحشة .. زمن طويل صوتك غايب لكن متابعين تناثر حروفك في الفيس.. كيف عامل والأسرة.
زودني برقم تلفونك .
هناك منبر في منتديات سودانيات اسمو منتدى الحوار .. يضم أعضاء اعتقد انهم مميزين.. استطاع ان يستقطب ....... وآخرين. ماذا لو انضممت لهذا المنبر.. فرصة لتوسيع العطاء والإثراء.
لك تقديري.
أسامة.

وكان ردي له:

سلام يا صديقي أسامة ومساء اجمل لك
وحقيقي قبل كم يوم كنا في سيرتك الجميلة وعطرة دائما كيفك والاولاد
والشغل
حا أمر عليك في الأيام الجاية
منتدى سودانيات عندي عضوية فيهو من زماااان لكن فعلا ربما لسنوات انا غائب عنه ساعود يا صديقي واتواصل مع المنبر وشكرا لك لإحياء الرغبة في التواصل عبر منتدى سودانيات لك محبتي.
نصار

إذن هي سودانيات ونداءاتها الأجمل وناسها الذين لهم أسرار تميزهم وتخص سودانيات
وها أنت يا عكود صديق ورفيق منذ ذلك الزمن لبداياتنا في سودانيات وسقيا نكهتها المميزة تفتح لي مشرعاً جديداً للورود ...
وشكراً لتلويحتك الخاصة التي جعلتنا نبث حنينا هنا على قهوة محسن خالد وراكوبته.
ولروح العظيم خالد الحاج نهدي كل ألفة ومحبة وصداقة وجمال يحدث في سودانيات.



نصار الحاج غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 03-06-2011, 05:42 PM   #[756]
سارة
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية سارة
 
افتراضي

نصار اليوم السعيد الليلة جابك




وتحايا للحبيب محسن وضيوفه



التوقيع: تـجـــاربنا بـالـحيـــاة تــألـــمنـا.... ولــكنــها بــلا شــك تــعلــمنـا
لك الرحمة ياخالد ولنا صبرا جميلا
سارة غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 04-06-2011, 12:21 AM   #[757]
محسن خالد
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية محسن خالد
 
افتراضي

أهلييين يا مَي
إزيك
خليك معانا بجاي ويطيبن أيامك إنت كمان
كوني بألف خير



محسن خالد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 04-06-2011, 12:32 AM   #[758]
محسن خالد
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية محسن خالد
 
افتراضي

بالله يا نصّار شوف المحبّة الشايلنها ليك الناس دي وجمالها، وراك بكان بكان.
المحبة تحنكل يا فردة، يضحك نهارك، فأسعفنا بالحرف وكتّر خيرك.



التعديل الأخير تم بواسطة محسن خالد ; 04-06-2011 الساعة 12:42 AM.
محسن خالد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 04-06-2011, 12:33 AM   #[759]
محسن خالد
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية محسن خالد
 
افتراضي

التحايا ليك يا سارة
وأريتك طيبة



محسن خالد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 06-06-2011, 06:55 PM   #[760]
أبوبكر عباس
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محسن خالد مشاهدة المشاركة
النظام

هذه هي الكتابة الأولى من النظام وليس له، فما بوسع أحدٍ أن يكتبه سوى الذي أوجده. وستتعَدَّد الكتابات له، بما يخطو فيه ولا يقطع مسافةً منه. فهو لا نهائي.
والخطوة في أزله احتباسٌ مُتَعَيِّنٌ لدى مسيرتك لا مساره. لأجل أن تستوعب وتفهم ما أنت فيه وحسب، وستبقى مسافة النظام غير النهائية تجثم أبداً تحت خطاك، كاملةً، مهما مشيت في فهمك.
إذن فكتابات النظام لا يؤسِّس بعضها بعضاً، وإنما ينقضُ تِيِلُ ما سيتلو منها، تِيِلَ ما مضى. فالتراكم هنا لأجل الإدراك المرحلي، ومن المستحيل الراسخ عليه أن يطول إدراك النظام. فالإنسانية اللاحقة على النظام قد عرفت مدن أسمائه لعشرات الآلاف من السنين، ولم تدرك منها ولا حتى قشرة أسمائها، ولم تتنبَّه لذلك، ولا لحكمتها.
تلك الأسماء التي لا يأتي عليها تامُّلٌ، ولا ينقبها حفرٌ في تمامها، لأنَّ النظام منها، وكل شيءٍ في الهُنَا، يعود إلى النظام، وإلى مدن أسمائه.
والنظام هو الأسماء التي عَلَّمها اللهُ لآدمَ في البدء، وهي ذاتُ النظام.
والنظام تجريدٌ يقوم وراء الرمز، بل يقوم وراء وحدة الحرف الواحد من الرمز، ناهيك عن الرمز المُتَجَسِّد في الصور، والدلالة.
إذن فما مقاربتنا للنظام عبر الرمز، والحرف، سوى مقاربتنا لطاقتنا مما نقدر عليه منه، فهو الأعلى. وما محاولاتنا إلا توسُّلٌ أدنى وصغير، لفهم ما هو محمولٌ من معاني تلك الأسماء العُلَا. أمَّا كنهها فموَّارٌ، لا نهائي، ولا يحيط به إلا المحيطُ، الأوَّلُ، الظاهرُ، الباطنُ، الصمدُ، خالقُ الأنظمة كلّها، لا نظامنا الصغير هذا وحده.
ونسبةً لشسوع القدرة هذه كلّها، فسأقسّم مداخل تناولي لبعض رموزها الدنيا إلى طريقة عرض أتأمّلُ فيها اليسر. من خلال تقسيم قصّة الخلق إلى "صِيَغٍ" قصيرة، يتمش نقاشُها جزئياً، ومرحلياً، من لا نهائية النظام.
ليتم بعدها نقاش رباطها اللاحم لها، جزئياً، ومرحلياً، مع المستوى المطلوب من مدينة الاسم. بالإضافة إلى تقديم نماذج مفهومة ومتسلسلة مما خلّفته رموز القصة الأولى على كينونتنا.
والكينونة أقصد بها "الظهور"، وكلّ ما تبدينا من خلاله في الوجود، وبَدَا معنا. سواءً كان حرفاً للّغة ودلالة، أو حرفاً لمنطق "رياضيات.. إلخ"، أو حرفاً لشكل، أو حرفاً للون.. وإلى ما هو غير نهائي من حروف النظام، الذي يقوم من حروف ولا حروف، ومما لا نعلمه بالأساس.

اصطلاحات



* مدينة الاسم، هي (اللامُعَرَّف) في كلّياته، وفي الجزئيات هي الاسم، الذي انبنى منه النظام، ورُقِن ظاهر سطحه من خلال أسماء مدن زمكاتين الخلق، وهي مدن السودان.
و(زمكاتين) هي مُركّب التكوين مع الزمان والمكان.

* صِيَغ الرموز، هي الأساسات التجريدية لقصّة الخلق، التي انبنت منها الرموز، وسأقوم فيها كلّ مرة بتعديل الصيغة بحيث تسمح لرموز جديدة بالدخول لأجل مناقشتها، وتتبع آثارها في نظامنا المعيش.
اعتمدتُ آلية الصيغ، نسبة لشسوع هذه القُدرة، التي أوجدت النظام، فاخترتُ للقرب من حِفافه اللانهائية، هذه الآلية، أرجو أن تكون وسيلةً مفيدةً، ولها مردودٌ إيجابي.

* حوافظ المفاهيم، هي المادَّة البشرية- التجريدية، أو الملموسة، التي حُفِظَت فيها "مفاهيم" الرموز من أمثالٍ، حكمٍ، نكاتٍ، شتائمَ، شعرٍ، أصوات، ألوان، موسيقى، مسمّيات، أدوات... إلخ، وكل ما بوسعنا أن نجد فيه مادَّة مفهوم محفوظة فهو حافظة لمفاهيم. وسأضع هذه الحوافظ دائماً بين المزدوجتين {..} ليكون واضحاً أنَّها حوافظ مفاهيم، منقولة بوصفها اقتباسات، من دنيا النّاس، وليست من كلامي.


الصيغة (1)


في بدء القصّة فقط، لا "التكوين" ذاته، الذي جاءت منه مواد مخلوقات القصّة، كان (1- أمرُ الله الأوَّل) لإبليس أن يسجد لآدمَ.
فَـ"فَضَّل" إبليس نفسه على آدمَ، استناداً إلى "تكوينه" الذي كان من نار بينما تكوين آدم كان من طين.
ثم كان (2- أمرُ اللهِ الثاني) لأدمَ وحواء أن "لا" يقربا شجرةً معيّنة.
فنشأت بناءً على الأمرين أعلاه، العلاقات أدناه، وانظر، ودقّق مليَّاً، في "مصطلحي" "أعلاه"، و"أدناه" وتركيب النظام، فهو راسخٌ في جوهر كلّ عالمنا. أي كانت الأوامر "العليا" فعُصيت، لينشأ العالم "الأدنى"، "الأسفل"، عالم كلّ ما هو تالٍ، ولاحقٌ على العصيان، من خلال هذه العلاقات:
1- ثنائية إبليس وآدم إزاء الأمر الإلهي لإبليس بأن يسجد لآدم.
("رَفَضَ" إبليسُ السجودَ، إذن النتيجة، سالبُ إبليس، موجبُ آدم).
2- ثنائية إبليس وحواء إزاء الأمر الإلهي لآدم وحواء.
("انغوت" حواء لإبليس، إذن النتيجة، سالب إبليس، سالب حواء).
3- ثلاثية إبليس وحواء وآدم إزاء الأمر الإلهي لآدمَ وحواء.
("عَصَيَا" نَهْيَ اللهِ لهما بعدم الأكل من الشجرة، إذن النتيجة، سالب إبليس، وسالب حواء، ثم سالب آدم الذي تبع غَوَاية حواء، التي تبعت غَوَاية إبليس).
4- ثلاثيّة إبليس وقابيل وهابيل في السلام الأدنى، أسفل السلام الأعلى، وما بعد تمرّد إبليس وخطيئة حواء وآدم. وهي ثلاثيّة مركّبة من نتائج العلاقات السابقة كلّها.
("ظهور جريمة القتل الأولى في تاريخ البشريّة لا الإنسان"، إذ "انغوى" قابيل لإبليس فقتل أخاه هابيل، إذن النتيجة، جريمة إبليس، جريمة قابيل، وسالبهما الأحطُّ معاً).

عليه، فرموز العالم التالي للأمر، العالم الأسفل، بدأت
1- بـسؤال الله لإبليس (يا إبليسُ، ما منعك، أن تسجد لما خلقتُ بيديَّ، أستكبرت أم كنتَ من العالين؟). وكذلك بإجابة إبليس "التفاضليّة" والمركّبة بعودتها إلى التكوين (أنا خيرٌ منه، خلقتني من نار، وخلقته من طين!) فإبليس يتعجّب من الأمر الإلهي!
2- ثم بسؤال الله لآدم وحواء (ألم أنهكما عن تلكما الشجرة؟).
وبعلامة أو "رمز" السؤال الإلهي أعلاه، هذا ((؟))، الذي نضعه بكل طبيعية ومحفوظيّة، دون أن نتساءل لحظةً واحدةً من أعمارنا، عن أساس شكله وجوهره المفاهيمي، ومعناه، تبدأ النظريتان المعنيتان عملهما في توسّل القرب من مجرّد قشرة (النظام).
((ولنصطحب معنا دائماً، ما ثَبَّتُه في مدخل المقدمة من كون الرموز تتبَدَّل من كل حقبة لأخرى مع الإضافة والحذف، حسب معتقدات العصر، والتوجُّه السياسي وغلبته)).
علامة السؤال حسب النظريتين هي غصنٌ من الجنّة العليا والمفقودة، التي طُرد منها ثلاثي إبليس وحواء وآدم.
ويُبادد هذا الغصن سؤال الله لإبليس المُشار إليه بالآية أعلاه، وسؤال الله لآدم وحواء المُشار إليه بالآية الثانية أعلاه. والرمز قد بقي (في الترقيم) سالماً، ولكنّه تعرّض لإبدالات دينية وفيرة، (في الأبتيات)، حسب العُصُر التي اقترحتُها مبدئياً لاستعادة الرموز، وكيفية مقاربة التاريخ الحضاري الحقيقي للبشرية.
ونجد دلالةً السؤال الإلهي في هذا الرمز، الهيكا



والرمز الأصل، في رؤى النظريتين، قد كان لغصن شجرةٍ تتّجه سنّته المحنوفة إلى اليمين وتحتها يقبع حجران في إشارة لآدم وحواء، فإبليس يليق به أكثر التعجّب الأبدي. وحافظة المفهوم لهذا الغصن، {البنبقة السودانية}، لأنها نبات، خيزران، بينما الهيكا حديد، يعود لمدينة الاسم سنجة.
هذا هو الرمز المعني، ولكنه ناقص، فلا يوجد الحجران من أسفله، وبالبحث المكثّف عنه قطعاً سنجده كاملاً في مكانٍ ما، من نقوش الحضارات القديمة في شمولها


يعرف الغصن في الإنجليزية بـ bough، ولاحظ بادئتها وبادئة الكلمة الأخرى Bow، بمعنى اركع، وكذلك بـTwig وسنؤخِّر دلالات القواميس الآن، ونركّز على الرمز وحده، كي نتحاشى تشوُّش العرض وتداخله بقدر الإمكان. وقارن هذا الرمز بما أنزلتُه سابقاً في الأبتية التي قلتُ إنَّ نسبة الوثنية فيها أقل من غيرها (معادل حرف الـU). وستجد أنَّه الرمز ذاته، ولكنه في صورته التي بين أيدينا الآن على وضعيته التي أراها الصحيحة. الرمز المقصود هو معادل حرف الـU من الأبتية التالية



سأفصِّل مع كل "صيغة" من صيغ القصّة، في فك شفرة رموز علامات الترقيم كلّها، حين تراتبيتها التاريخانية مع الجزئيات المتعلّقة بها، من مدن أسمائها، تكفيني منها الآن الإشارات الضرورية لشرح هذه النقاط أعلاه.
فظهور رمز (الهيكا) هذا، في تقديري هو أوَّل تحريف جرى على الرموز لطمس قصّة البدء. ويترجم علماء الفرعونيات الهيكا إلى معانٍ كثيرة كلّها تعود، بمفاهيمها المضمونية، إلى تحالفات مدينة الاسم كوستي، ومدينة الاسم سنّار، والمُنْتَهَى أنَّ السيخة أو {السنجة} ذاتها، كما تُسَمَّى بالسوداني، تعود إلى مدينة الاسم سنجة.
الترجمة الأساسية للهيكا هي (السحر وكل ما يتعلّق بأمور العرافة). وهي إشارة إلى علوم التفاضل والتكامل التي أنتجتها مدينة الاسم كوستي في بدء الزمان. وترجموها أيضاً بـ(البيان) الذي يعود إلى "الفم". البيان الذي قال عنه النبي محمّد حينما سمع رَجُلَيْن جاءا من المشرق وخَطَبَا على نحوٍ مُفَوَّه ومحترف، عَلَّق النبي {إنَّ من البيانِ لسِّحْرَاً}، صحيح البخاري.
وترجموها كذلك وعلى نحوٍ مُباشر بالمعنى (فَنُّ الفم). ما يعني الفنون والمعارف الشيطانية كلّها، التي ما كان لها أن تظهر إلى الوجود لولا أكلُ حواء ثم آدم من الشجرة المحرّمة، بـ"فميهما". فالفم إذاً حسب زعم منتجي الهيكا هو صانع وجود العالم، بما يرد الخطيئة إلى حواء وآدم وحديهما، متجاهلاً الأمر الأوَّل لإبليس. بينما صانع وجود العالم الحقيقي هو أمرٌ، فسؤالٌ عن عصيانه، وإجابة تعجّبٍ وعُجْبٍ بالنفس والأنا، تعود برمز علامة التَّعَجُّب، لصاحبها ذي الرأس المستكبر، {المَتَرْبَع}، إبليس.
أمَّا علامة التَّعَجُّب التي هي لدُهْمَة مخلوق مُضخَّم لدى أعلاه، رقيقٌ صوب تحته، وأسفله (خراءٌ) كصخرةٍ تهوي به، فهي من نصيب إبليس وحده.



علامة التعجّب، أي رمزه، إذن كانت هي التالية لعلامة السؤال، وجاءت من تَعَجُّبِ إبليس، كي يُصَاغ بعدها، إبليس كلّه، وفي نفسه، رمزاً للعجب ويمثّله إلى الأبد. أي ليعجب كل من يرى هذا المخلوق التافه، ذا الرأس الكبير {سافوتا}، المستكبر، {المنيوك في رأسه} بالاستكبار، لدرجة أن يحبل الرأس ويصبح منتفخاً بجنين هذا الكِبَر، الذي هو ورمٌ فحسب، ما جعله يَتَمَرَّد على خالقه ويرفض السجود.
والنقطة من أسفل رجليه دلالةٌ على كل ما هو أبداد لفعل (خَرَّ) الذي رفض إبليس سجوده، أي أن يخرّ ساجداً لآدم. لذا خَرَّ من الأعلى، بوضعية "خراء"، وكما يخر الخراء Shit، ومن هنا أصله في النظام، منحطَّاً بصاحبه إلى الأرض، هاوياً به إلى أسفل الجنّة وخارجها، إلى الحضيض. أو كما يخر الخراء ويسقط، وتأمّل في ترابط النظام.
إذن، سين أمر سجود (أنتجت) سين خَرَّ سقوط، وكل ما حول ذلك من رموزٍ وأبداد.
وقد بحثتُ عن الرمز بوسط القليفز Glyphs المصرية، التي تبلغ الآلاف دون طائل. ولكنني وجدتُه وبشكله الأمثل في آثار مروي







فما معنى حوافظ المفاهيم {ما تسويلنا "سافوتا" في رأسنا}، {أب رأساً متربع}، {أب رأساً مخاوس}، {أب رأساً كبير}، {أب كاليق} {أب دنقوس} {منيوك في رأسه}، {Fat Head} في اللغة الإنجليزية، {Cabezon} في الإسبانية، { körzehin} في لغة التركمان.

ودعنا نُرَكّز من الأبتية السابقة ذاتها على حرف H اللولبي هذا:



ما يدل على مفردة Head رأس، وسندع حرف H الثاني، إلى حين ورود صيغته من القصة.
ولنربطه برمز الـH ذاته، الذي كان يعطي منطوق الحروف E-I-Y حسب الفترة الزمنية التي تم فيها اصطلاحه كذلك (وهو أحد الرموز المستخدمة في شلوخ قبائل سودانية كثيرة، من بينها قبيلة الجعليين).



أمّا {المَتَرْبَع} و{المَخَاوَس} لهذا الرمز، من الأبتية أعلاه، فهو رمز "السين"


إذن هذا هو الرمز الذي جاءت منه اللعنات كلّها، وقارنه بحوافظ المفاهيم أعلاه، لتجد أنَّه الرمز المعني تماماً.
إذن كانت (سين) سؤال، وسجود، إجابتها كانت "سين" استكبار، أنجبت (سين) سوأة حواء وآدم، و(سين) سقوط الجميع. ومن هنا ارتبطت السين بشر البدايات، وبمؤخّرة الحمار إبليـ"س". لذلك كلمة ass في الإنجليزية تعني الحمار والمؤخّرة، وستأتي أبداد ذلك من كل شيء في النظام.
فلنرَ الآن بعض تقلّبات رموز "السين" في الأبتيات إذن لجانب رمز (الهيكا) كي نُرتِّبَ الرموز بناء على صيغة ما رسمناه من القصة، لتنكشف كينونتنا المبنية على ذلك كلّها، لا في الأبتيات وحسب.



وقد جلبتُ هذا الشكل تحديداً لأُظَهِّر محاولة تبني إبليس للأشكال (الرباعية Quadruple)، سأُبَيّن ذلك على أكمل وجه فيما يأتي من صيغ. أكتفي بتقديم هذا المقتبس حالياً من شكلانية الأسس.
((أشكال الدائرة وكل ما هو أسطواني، أليق بتجسّد ما له روح دنيوية. مثل الحيوان والنبات، وكل ما له روح، فالمُدَبّب به أليق، وهو فيه أعم.
وكذلك أليق بكل ما يتصل به على نحو تعاشري، مثل ما يشرب به ويأكل، وما يدخله في أنفه وأذنه ومن تحته، وما يمسك به. وقد بدأ بالمثلّث مربّع القاعدة مسكنه، كتوقٍ منه إلى مسكنٍ ما.
أمّا المربّع والمستطيل ومعظم ما هو مضلّع بأكثر من ثلاثة، فهو أليق بالأشياء، وهو ما انتهى إليه مسكن الإنسان تحقيقاً لذلك التوق)).
ولنتأمّل حرف الـسين (S) في أبتيات حضاراتٍ أخرى


لو دقّقت في الآرامية المُبَكّرة، فستجد أنَّ الحرف كان تصويراً لشخصٍ يخر على قفاه هاوياً إلى أسفل.
وفي الإغريقية القديمة هو (Sigma) سيجما (Σσς).
ولأنَّ بُنى رمز سيغما مُرَكَّب، ويحمل شكل الهيكا في أوّله وآخره، وكذلك السنّات الثلاث، فسأدع قراءتها الكاملة حالياً، حتى ينبني في أذهاننا من مدن الأسماء ما يجعل الإيضاح يسيراً على الفهم.
ومعنى السيغما حسب تفسيرهم، هي أبجدية الإغريق "المنتهية"، أي المتكوِّنة من 18 حرفاً. وفي الفرعونية القديمة مفردة (سݘمي) تعني "نهاية"، وربطها بصيغة القصة أعلاه، يجعلها تنزل بالضبط في مكان (نهاية الجنّة العليا). وحافظة المفهوم {سجمي، سجمي} صيحة الفزع التي تُطلقها النساء في السودان حين وقوع مكروه، تعني (نهايتي، نهايتي).
وسأستكمل تصويب المفاهيم الخاصَّة بالحروف والأرقام الإغريقية كلّها، فهي غاية في الأهمية، وكلّها، على بكرة أبيها، مخترعات لجدود الإغريق القدماء في مدن الأسماء بالسودان.
أمَّا في الرسم المعاصر، ففي العربية مثلاً، تُكتب السين هكذا (سـ) بثلاثة رؤوس لإبليس وحواء وآدم، فهي تقابل إذن من لعبة الشيطان (تلّي).
أمَّا من اللغة المروية فتقابل بالضبط، يوم الخميس المفقود في لعبة الشيطان (الطاب) والمنقوش رمزاً، من ثلاث دوالٍ كبيرة، ما يُبادد إبليس وحواء وآدم، ودالّتين صغيرتين لمُباددة قابيل وهابيل. هذا لكون دولة الأسد كانت هي دولة الإلحاد والوثنية، عدوة التوحيد وهابيل على مَرِّ تاريخها. على يمين الناظر، الحرف الكورسيفي، المُشكل، وعلى يساره الرمز الهيروغليفي، أي المُصَوّر. أما الهيرتيكي فتعني المُجرّد عمّا هو مُصور، أي عَمّا هو هيروغليفي وصورة. هنا الرمز المروي


وفي الفينيقية نجد الرابط بين الهيكا، والسنّات الثلاث، هنا


وفي اللاتينيات كلّها تُرسم (S) ما يحفظ شكل الهيكا تماماً، مع ذيل إضافي، وحين يُضاف إليها الخطُّ المائل، الواحد، فهي رمز أو علامة الدولار. ولنتنبَّه لهذه النقطة الهامة للغاية، فستأتي عُراها التي ترتبط بالمضامين الكُبرى لقصّة البدء في "صيغ" أخرى من الطريقة التي شطّرتُ عليها روايتها.

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محسن خالد مشاهدة المشاركة
الصيغة (2)



المبنى الأساس للغات الوجود كلّها، تأسَّس من الموقف التفصيلي لجدود الجذر الأوَّل من تقسيم الخطيئة على الوالدين آدم وحواء. مثلاً، معتقدات النبطيين الأوائل، ولك أن تقرأها النبتيين، الذين هم في الحقيقة، قد ذهبوا من السودان إلى جزيرة العرب حين كانت عَرَاء، ولا أحد فيها. متأثرة لغاتهم بعدها بموقفهم التفصيلي من آدم وحواء، ليؤسِّس ذلك معظم الساميات من خلال المواقف التفصيلية للنبتيين تجاه الوالدين. وكذلك الحال بالنسبة للجذر المروي الذي أسَّسَ الإغريقيات والرومانيات، وبالنسبة لجذور سودانية أخرى أسَّسَت الهنديات الآسيوية والأمريكية والأسترالية.. إلخ.
الموقف مع حواء، ضد آدم، وعكسه، مع آدم ضد حواء، وما بينهما من مواقف رشيدة أو متطرّفة، ذلك كلّه بقي في اللغة، عائشاً بجوهر نظامها.
سيغما Sigma كانت هي نهاية الجنّة العليا كما تقَدَّم، ((الماضي))، سجمي سجمي، الصيحة التي كأنّما أطلقتها حواء في معتقدات النبتيين، ليرتبط بها الفعل الماضي في الساميات كلّها، اللغة العربية مثالاً.
الفعل الماضي في اللغة العربية علامته، أي رمزه، هو تاء التأنيث الساكنة. تاء حواء، التي في رؤية الجذر السوداني الأوَّل للعرب، الآدمي، الذي أنشأهم، أنَّ حواء هي من بدأت بالأكل من الشجرة المحرّمة، ففقدان جنّة الماضي بذلك، قد ارتبط بها هي، أكثر من آدم.
فالاختبار كالآتي، إذا أردت معرفة الفعل الماضي في اللغة العربية، فأدخل عليه تاء التأنيث الساكنة، لو قبلها فهو ماضٍ، وإن لم يقبلها فهو غير ماضٍ.
فارقتْ حواء الجنّة، فَارَقَ فعل ماضي.
ولا أستطيع أن أقول تفارقتْ، أو ستفارقتْ حواء الجنّة.
والتاء هي تاء (تيز، طيز) حواء. لأنَّ الجنة العليا لم يكن فيها إخراج، الإخراج جاء مع الأكل من الشجرة المحرّمة، ثم الطرد.
اللغة الإنجليزية تراكيبها، ليس بوسعي مقاربتها (الآن) كاملة، لأنَّنا لم نبلغ مرحلة مدن الأسماء بعد، ومرحلة تعقيد النظام، ولكنها مضبوطة تماماً مع صيغ قصة البدء، وسيأتي تفصيل ذلك كلّه.
ونسبة لكون الناس إلى الآن تجهل مجرَّد قشرة النظام، فقد سُمِّيت هذه الأفعال الإنجليزية التي لا تنتهي برمز واحد للماضي، بالأفعال غير المنتظمة Irregular Verbs. بينما لا يوجد شيء على الإطلاق في الكون غير منتظم، كلّه منظّم، ولكن المعضلة في سؤال ما هو نظامه، وإلى أي مدى هو معقّد؟
ما يسمّونه بالأفعال المنتظمة في اللغة الإنجليزية Regular Verbs، هي سلسلة الأفعال التي تنتهي بـحرف (D). وبفحصنا لهذا الرمز الخاتم من خلال مدن الأسماء سنجد أنَّه، هنا، في هذا الموضع تحديداً، هو الحرف المدخل لـ(ذكر) آدم، أي هو مفترع لفظة Dick، زب آدم، المرتبط بزبالة، زبل، وزبرا Zebra حمار إبليس الملوَّن.
ولكن إلى حين أن أفصّل في ذلك من خلال مدن الأسماء، وبتناول كافَّة الأحرف التي تنتهي بها أفعال الماضي في الإنجليزية، أحبُّ أن أشير إلى أنّ هناك قوائم أخرى، من اللغة الإنجليزية ذاتها، مما عُرف بالأفعال غير المنتظمة، تنتهي بتاء التأنيث الساكنة مثل اللغة العربية تماماً.
مثل Bend وماضيها Bent،
Creep وماضيها Crept،
Build وماضيها Built .. إلخ.

وكلّ الصيغ التي ينتهي بها الماضي، في اللغة الإنجليزية، لها قواعد تضبطها بوسط النظام وبالجنّة المفقودة، ولا معاملة فيها على نحو خاص، إلا للأفعال المتعلّقة بمقتل هابيل تحديداً، وهي أيضاً لها نظام، سنوضّحه فيما يأتي من صيغ.
النقطة التي أحب تثبيتها، قبل الانطلاق نحو تتبع الرموز، هي أنَّ مفردة (الذاكرة، وفعل التذكّر) في اللغة العربية يرتبطان بالاشتقاق من ذَكَرِ آدم.
أمَّا مفردة (الذاكرة، وفعل التذكّر) في اللغة الإنجليزية فمفترعه حرف (M) و(Memory: memorize) ما يقود إلى الحرف البدء من الأم. ومفردة Maternal تعني كلّ ما له علاقة بالأم. بينما مفردة Eternal تعني الأبدية. لنضع هذا في متناول التنبّه فحسب.
جنّة الماضي الأعلى، انتهت إذن، وسقط الجميع أسفلها وخارجاً منها، فما هي جنّة الحاضر في الرمز؟
هي جنّة الخطيئة التي تكوّنت منها ملامحنا الدائرية والأسطوانية كلّها. هي جنّة القنيطا. والقنيطة تعني ("جنّة تاء" المؤنّث). الجنّة في اللغة العربية تعني السِّتْر، كي تكون الجنّة الأرضية هي الفضيحة، والعراء. وكي تكون مفردة (فردوس) تبدأ بالفرار وتنتهي بسين إبليس. مثلما هي مفردة (Paradise) تبدأ بالفعل parade الذي يعني يمشي في موكب، وتنتهي بحرفي "سين" إبليس، وE التي سيتلو شرحها من ضمن مدن الأسماء، وهي ذات الحرف الذي يشارك D في أن يكونا خاتمة الماضي بالنسبة للأفعال الإنجليزية المنتظمة.
مثل Arrive وماضيها Arrived.

وجــهنم، جــعبة، جـــمل. وHell هـــن، حـــواء. كلّه نظام مبني بدقّة لا نهائية. وظهر الجمل الحيوان، الذي يشاركه عضوُ المرأةِ التسميةَ، ظَهْرُهُ يصنع بسناميه تقويسة الجعبات ذاتها، وبالضبط. لذلك نجده في إحدى الأبتيات الهيروغليفية التي أنزلتها رمزاً للصحراء، ويقال له سفينة الصحراء، لأنّ السفينة تُبادد الجملين في حمل الرمز ذاته.

حـواجــب (تــعــجُّـب إبليس) وعيونٌ تشبه الفم الذي ما كان له أن يتبع حواء وإبليس ليأكل من الشجرة المحرّمة، فآدم هو السابق لحواء، وهي في القصة مشتقة منه، وتالية له.

أنف (شم الفاكهة المحرّمة) لآدم أيضاً.

فم (أكل الفاكهة المحرّمة)، وهو ينقسم إلى شقين، شفة عليا، تشبه ردفي الرجل المنكفئ بوجهه على امرأة. وشفة سفلى، تشبه ردفي المرأة من تحت، المنبطحين من تحت الرجل. ومضاجعة الرجل للمرأة، تُعطي شكل الرمز المعني من جميع الاتجاهات.

فالقنيطة إذن، وهي (مخرج الفاكهة المُحَرّمة)، أُعيدت بها الخطيئة للبادئ، حواء.



ولذلك نُسِبَت علوم الـGynecology وهي القنيطولوجي، إلى النساء دون الرجال. وتعادل بالأسبانية على نحوٍ مباشر Gentila.
خرج البشري من الجنّة العليا إلى جنّة الأطياز إذن، ولذلك حرف الـZ هو الحرف الأخير من عشرات الأبتيات، لأنّه يجمع بين الأدبار الثلاثة لإبليس وآدم وحواء، مثلما هو حرف الياء آخر الأبتية العربية، كما سيأتي في مدن الأسماء.
ومفردة Debar الإنجليزية تعني يمنع، يحظر.


ودعنا الآن نتابع ارتباط حرف ("تْ" التأنيث T) وفعل الماضي، وحرف (ج: G) والقنيطة، في الرموز. كي نعرف الارتباط بينها، ثم الفرق بين (Ta) وهذا يعني إضافة ألف (a) آدم لحواء، عبر التراكب الرمزي، وبين (تْ: T) الساكنة، لحواء وحدها، لأنَّ لمصطلح "ســاكنة" ارتباط وثيق بالمسألة. وهذه هي الرموز المقصودة بالتتبع (سين) مع الهيروغليفيات القديمة المرتبطة بها



سنتابع ذلك، إلى أن ننتهي إلى المُسمَّيَيْن (طورية) التي هي أداة للخصب وشكلها مستمدٌّ من الرمز ذاته، و(المَرْكَب) التي هي أداة للركوب، وشكلها أيضاً مستمدٌّ من الرمز ذاته، مصطحبين معنا فكرة العصور التي اقترحتُها لإعادة بناء التاريخ الحضاري للبشرية من خلال الرموز.
ولنبدأ ملاحقتنا للرموز، بتثبيت هذا القليفز الثمين والبديع، من حضارة الكوشي مايان، التي تتميّز بقلفيز يمكن نعتها بشديدة التجريد، مثل الأحلام.


وهذا الرمز العظيم أعلاه يجمع بين الرمزين المرويين، حيث أصله. في صورة واحدة تدل على كل ما هو أمومي، وهما (تْ: T) من خلال الرسم اللاتيني المعاصر، والرمز الأساسي ذاته (تقويسة الفم والجعبات) ((انظرها، أعلى حرف T من القلفيز)) أي الرمز الذي سنتابعه من خلال الأشكال، رمز (س) الشر من خلال سنّاتها الثلاث.
وكذلك لا تنسَ، أن تحسب عدد النقاط الثلاث أسفل قليفز الكوشي مايان، والخطوط (شخوت) الثلاثة إلى يسار الرمز. والدائرة، الدُّبُر، في المنتصف.




(1)


(2)


(3)


هكذا رأينا التداخل بين الرموز، وكذلك الفكرة الأساسية التي ستقبع دائماً وراءها، أي المفهوم.
فالطورية هي تداخل بين الأنوثة والذكورة، وكذلك المركب، هما عبارة عن أعضاء الذكر والأنثى، في توالج، وعينا البشري وأنفه وفمه، كلّه يشبه عضو المرأة، والتراكب هذا ممتدٌّ في كل شيء.
الطائرة بأجنحتها، والسفينة بأشرعتها تشبه عضويهما متراكبين، وتجد أشكالهما في الرموز المرسومة أعلاه. مع ملاحظة أنّ حرفي (W) و(M) هما من مشتقات ذات المسار، في الرموز. الشين، ونقاطها الثلاث لحواء وآدم وإبليس واضحة الارتباط بالطبع. والسين العربية في تمامها، أي بذيلها الملحق على السنّات الثلاث، هي رمز الهيكا مقلوباً، على نحو كبير الشبه، بحرف السين الذي تقدّم من أبتية الفينيقيين. وهي أيضاً بداية حرف النهاية (سيغما)، تأمل صورتيهما من الصيغة الماضية (1).
فالرمز اللاتيني (T) هو طورية مع تجريد كثيف، والطورية هي عضو امرأة متراكب مع عضو رجل... إلخ من النظام.
ولذلك تجدني أستخدم "حالياً" مصطلح (أبتية) عوضاً عن أبجدية وألفابيت، فالذي أمامنا هذا هو ما مدخله إبليس، والأب وتاء التأنيث. ومستقبلاً سأقدِّم مقترحاتي بخصوص مسألة بناء الأبتية على نحوٍ سليم كاملة.
إذن فالمسمّيات، والقراءات والرؤى، التي يضعها علماء الحضارة والتاريخ واللغويات، ما هي إلا أوهام فوق أوهام، تعشّش كلها، في جزرٍ منعزلة عن المفاهيم الحقيقية التي أوجدت تلك الرموز، على نحوٍ لا جدال مطلقاً في وحدانية فكرته ومنبعها الذي انطلقت منه. وهذا لكونهم لم يلجوا إلى جوهر تلك الرموز، وهو قصّة الخلق، والنظام.
الإقتباسان لتسهيل القراءة
يا محسن با أخي ربط الطيز بحواء رافض يدخل راسي؟
مفهوم أنو آدم يُرمز ليهو بالعضو الذكري أو حرف الفي الانجليزي المقلوب و بجي في مقابلو يرمز لحواء بالجُرة أو (الكاس عند المسيحيين) و دا بشابه الرحم.
لكن الطيز دي عندهم الاتنين يعني ممكن تخلق إلتباس؟؟



أبوبكر عباس غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 06-06-2011, 07:19 PM   #[761]
بله محمد الفاضل
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية بله محمد الفاضل
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بابكر عباس مشاهدة المشاركة
الإقتباسان لتسهيل القراءة
يا محسن با أخي ربط الطيز بحواء رافض يدخل راسي؟
مفهوم أنو آدم يُرمز ليهو بالعضو الذكري أو حرف الفي الانجليزي المقلوب و بجي في مقابلو يرمز لحواء بالجُرة أو (الكاس عند المسيحيين) و دا بشابه الرحم.
لكن الطيز دي عندهم الاتنين يعني ممكن تخلق إلتباس؟؟
إنما سبقتني بقليل
وجئت بشكل عملي يتواءم مع الزهرة
وصاحبها

افتقدتك يا صاحب
وود القرشي
والشهاب كرار
وحسبو

فأينكم؟



التوقيع: [align=center]الراجِلُ في غمامةٍ هارِبةْ[/align]
بله محمد الفاضل غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 08-06-2011, 06:16 PM   #[762]
محسن خالد
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية محسن خالد
 
افتراضي

ما حواء براها يا بابكر

اقتباس:
خرج البشري من الجنّة العليا إلى جنّة الأطياز إذن، ولذلك حرف الـZ هو الحرف الأخير من عشرات الأبتيات، لأنّه يجمع بين الأدبار الثلاثة لإبليس وآدم وحواء، مثلما هو حرف الياء آخر الأبتية العربية، كما سيأتي في مدن الأسماء.
م. خالد
أمَّا وجود وفرة للدلالة (الرمزية) للمرأة هنا دون الرجل، فهذه أكيدة ولا مجال للجدال حولها، فالزير مثلاً لم يكن في أي يومٍ من الأيام رمزاً للرجل، والفرن، والتبون.. إلخ والـGynecology وهي القنيطولوجي، علوم النساء دون الرجال.. إلخ
وللمفردة علاقة بالجن، وبالكهرباء، في الحقيقة الكهرباء هي طاقة الإغواء.
والكهرباء الموجودة في الدنيا الآن هي امتدادٌ للإغواء الأول.
وأي مفردة كهرومغنطيسي لكي تفهمها فعليك أن تقرأها (كهرومغنطيزي).
انسبها إلى الطيز وحينها تفهم.



محسن خالد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 09-06-2011, 05:58 AM   #[763]
أبوبكر عباس
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

يقول تعالى:
"فقلنا يآ آدم اسكن انت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين"

من وين يا محسن إستنتجت انو آدم و زوجه لما كانوا في الجنة ما كان عندهم عملية إخراج؟
أعتقد انو الفسيولوجي بتاعم داخل الجنة ما كان مختلف عن الفيسيولوجي الحالي و الجنة دي أرضية...

لو كان الفيسيولوجي غير بتاع اليوم، الحوجة شنو لزوج مختلف (ذكر و أنثى)؟



أبوبكر عباس غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 14-06-2011, 03:42 AM   #[764]
قيقراوي
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية قيقراوي
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بابكر عباس مشاهدة المشاركة
يقول تعالى:
"فقلنا يآ آدم اسكن انت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين"

من وين يا محسن إستنتجت انو آدم و زوجه لما كانوا في الجنة ما كان عندهم عملية إخراج؟
أعتقد انو الفسيولوجي بتاعم داخل الجنة ما كان مختلف عن الفيسيولوجي الحالي و الجنة دي أرضية...

لو كان الفيسيولوجي غير بتاع اليوم، الحوجة شنو لزوج مختلف (ذكر و أنثى)؟
عالياً

كلنا منتظر اجابة محسن معاك يا بيكو

مع التحية ليكم الجوز .. و من يسمع



----
يا بابكر مفردة " زوج " في القرآن - في مواضع اخرى - ما بتعني [ زوج مختلف (ذكر و أنثى) ] على اطلاقها كدي .. بل تعني [ أشباههم . أو قرناءهم]




التعديل الأخير تم بواسطة قيقراوي ; 14-06-2011 الساعة 03:50 AM.
قيقراوي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 21-06-2011, 01:57 AM   #[765]
محسن خالد
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية محسن خالد
 
افتراضي

هذا كلام لي قديم، وللغرابة تجد فيه أفكاراً تأسيسية لما أكتبه الآن في هذا البوست يا الرشيد، بالطبع دون وعي كامل بالأمر في حينها. هذا لأنَّك سألتني في بوست الرجل الأميبي عن كتابة ما قبل مدن الأسماء وما بعدها؟
ولكن فكرة البداهة التطورية هذه فمبالغة يا رشيدوه، أمَّا فكرة علوم الغيب وانضباطها فهذه مبالغة المبالغات.
لكل فعل رد فعل مساوٍ له في المقدار ومضاد له في الاتجاه، هذا القانون، يعمل في الواقع وفيما نحسبه غيباً.
حينما يكره البشري ويحسد ويحقد وينتقم ويأذي ويعتدي، فهذه (الوجودات) لها سمت كهربي، حقيقي، ((طاقوي)) يعود بالضرر على صاحبها، كرد فعل.
كأنما دحرجت عجلةً ناحية جدار لتصطدم به وتعود مرة ثانية.

http://www.sudaneseonline.com/cgi-bi...msg=1273305074


اقتباس:
هاي، I hope u are doing fine
اسمي كلير بيترسون، ولا شيء يُمَيِّزني عن أي فتاة لندنية أخرى سوى أنني حالمة، علاوة على كوني أعتقد صادقة بأنني تَحَقَّقتْ لي قصتان رُبَّما تُغَيِّران مجرى المعرفة الإنسانية جمعاء. أو بأقلّ تقدير ربما تُغَيِّران نظرتنا تجاه الغيب، والعالم الما ورائي كلّه. فما هو موقف حضارتنا الإنسانية اليوم من الإيمان بالغيب والقوى الخفيَّة؟
بإيجاز وافٍ جداً، أقول إنَّ موقف المعارف الإنسانية اليوم من العالم الغيبي كلّه، هو الميل إلى نكران وجود ذلك العالم؟ بحُجَّة استحالة توفير الأدلَّة التي تُثبت وجوده! علماً بأنَّ المعارف الإنسانية لم تبذل جهداً مطلقاً لأجل فهم العالم الغيبي هذا، على نحو مباشر وجاد يقصده رأساً من منطلقات الاهتمام به، كما بذلت على سبيل المثال جهوداً جَبَّارة للغاية، من أجل تذليل صعاب الحياة عبر العلوم التطبيقية وتطويرها بخلق الأدوات والعمران، ظَنَّاً من القائمين عليها، أنَّهم بذلك يوفّرون طاقاتهم لما هو مفيد وعملي، وحاسم.
يا تُرى أيهما أكثر عملية وفائدةً وحسماً في المطروحات أدناه:
الطائرات أم بُساط الريح!؟
الموتوسايكل والخيول المهجّنة نخبوياً بتطور علوم الجيناتولوجي أم البُراق!؟
المصانع الكثيرة لكل شيء، من السفينة إلى الإبرة، أم خاتم سليمان الذي يصنع كل شيء بلمح البصر؟ أأجدى آلاتنا هذه كلّها التي تساعدنا في تلبية مطالبنا أم مِصباح علاء الدين الذي يُحَقِّق كل شيء يُتمنَّى!؟
أتوقّع أنّه خطر على بالكم "سؤالٌ" وأنتم تقرؤون مقارناتي أعلاه، وهو: هل نحن وجدنا الطريقة التي نحوز بها قُدرات هذه الأدوات الأسطورية ورَفَضْنَا؟
ولا بُدَّ أنَّ عقول الكثيرين منكم أخذت تناقش فعلياً إمكانية وجود هذه الأدوات لأجل تفنيدها حتى في التصوّرات. كأن يقول أحدُ القراء في ذهنه مثلاً، ربما تعثر المعرفة الإنسانية ذات يوم على وقود، أو على طريقة ما تبتكر بها مركبة تُشابه مجرّد الشبه فكرة بُساط الريح! ولكن كيف نعثر على مصنع بكفاءة خاتم سليمان لتصنيع الأشياء من لا شيء!؟ هنا أقول لكل من يتساءل بهذه الطريقة أنَّه بالأصل واقع في خطأ فادح، ألا وهو أنَّه يقيس ويقارب أعلى مناطق الغيب بمنطق دنيوي من عالم الشهادة. علماً بأنَّنا لم نخطُ فتراً واحداً نحو معرفة الغيب أو امتلاك قوانينه، وكتابي هذا سيكون رواية لفهم عوالم الغيب قصصياً، وسأدعم موضوعي هنا بالضروري فقط من المعارف والعلوم. هذا لكي يصبح من حق الجميع معرفة أنَّ هنالك عالماً جديداً بدأ في التبدّي والانكشاف نحو الغيب. ومن شاء الحُجج والبراهين المعرفية القاطعة على خلاصات القصتين اللتين تحقَّقتا لي وللإنسانية، فعليه قراءة كتاب "تأسيس علوم الغيب دنيوياً" المُلحق كبراهين معرفية ورياضية بالجزء الثاني من هذا الكتاب، الذي أسعى بكل جهد أمتلكه لتصميمه على نحو يناسب أكبر قدر ممكن من القراء. أُريدُ للجميع أن يعرفوا قصة المعرفة وعالم الغيب. القصّتان اللتان كلّفتاني ثلاثة عشر عاماً فوق سن العشرين، وأنا الآن امرأة تخطو وئيداً نحو الرابعة والثلاثين.
وليعذر الناس ضعف إمكاناتي الكتابية والروائية لأنَّني مهتمة بالفلك وبمعظم علوم الشرق القديمة والمهجورة، وأعتقد أنَّ قدراتي تقوم في هذه الحقول أكثر من غيرها.
فهل هناك غيبٌ؟ يا تُرى كيف يكون تصورنا للحياة بعد أن نحذف منها تصوراتنا لعوالم الغيب؟ العوالم المخبؤوة بين ما نرى وما لا نرى، بين ما هو حقيقة وبين ما هو محاكاة تخيّلية لتلك الحقيقة عبر المجازات. فهل ينكتم بصرنا حين نطلقه في بحر ليمتد ويمتد، حتى تغشاه ظلمة البحر البعيدة وانقطاع الرؤية، ولكن هل تنقطع الرؤية بالفعل وعملياً؟ أم تنهض رؤية بديلة وقتما انقطعت تلك الرؤية المتيقن منها بصرياً لتعمل أكثر من عملها ولتنوب عنها بأحسن من زعامتها!؟ فهل يا تُرى حين أنظر إلى السماء ليلاً وهي ملؤها النجوم، أتخلو هذه الرؤية للسماء من رؤيتي لدخان البيوت يطير في السماء حين كان الوقت ظهراً، أو تخلو سماء الليل بالفعل من طيور تزعق مع المغيب في جماعات، ومن غبار كثيف للمداخن! أفبوسع أيٍّ من السمائين أن تخلو من الأخرى؟ قطعاً لا، هذه وحدة صغيرة من ثنائية مرآوية تقوم بداهتها على نحوٍ تحتاج معه إلى تحقيق كثيف. ثنائية الليل/ النهار، الشر/ الخير، الموت/ الحياة، السالب/ الموجب، الضار/ النافع.. إلخ.
فما الذي لنا، وما الذي للمرآة منَّا؟
وما الذي للصور حين أغمض عيني وتبقى الصورُ حاضرة في ذهني وحده؟ ذلك العالم كلّه المرآوي عن عالمنا هذا، والذي لا أمتلك دليلاً مادياً واحداً على برهنته، هل ينتفي هذا العالم لمجرَّد أنني أعجز عن برهنته حالياً!؟
هل برهنة وجود الشيء تعني لمسه؟ أم هل برهنة عدم لمس الشيء تعني عدمه!؟
ما نقوم بالتقاطه من هذا العالم على نحو يقين، ما هو إلا الأشياء مصوَّرة من أعالٍ متفاوتة في درجات ارتفاعها، وما تزال رؤيتنا قاصرة عن التقاط مشهد كلي، جامع لها، ومهيمن. لا يحققه سوى حيازة الغيب إذا عرفنا علومه، وهو حقيقة أكيدة، لها علوم غاية في الرصانة والانضباط الرفيع.
فإن سألتموني، لماذا اخترتُ إذن تقديمَ موضوعتي من خلال الفن بدلاً عن العلوم التي بوسع علومكم الأرضية هذه اختبارها وفحص جدواها من أكاذيبها؟ فأُجيب، بأنَّني اخترتُ هذا الطريق لكون الفنون هي الأكثر شبهاً بما تَجري عليه الأمور في الوجود. فضوابط المعرفة الحالية هي بالضبط مواصفات الغباء المطلوبة لإنجاح البحوث، عبر ما يعرف بالبراهين المادية القابلة للتعميم وتكرار النتائج، وكذلك ضوابط الإحصاء بالنسبة للعلوم الاجتماعية. ما يعني كوابح المُضي قُدُماً بالتمام والكمال. فهل هنالك تعريف أغبى من كون الحقائق العلمية هي نتائج التجربة القابلة لإعادة إجرائها والحصول على النتائج ذاتها؟ فليجرِّبوا إعادة إشعال الشمس من جديد للتحقق من وجودها بهذه الكيفية إذاً؟ ومن جَرَّب منهم إعادة إطلاق أو خلق الوجود ليتحقَّق من وجود الكون بكامله؟
ومن بوسعه أن ينام الليلة ليستعيد أحلام البارحة كما كانت؟ أفلم تُوجد أحلام البارحة إذاً؟ أم أنَّ الأحلام يا تُرى ليست بحقيقة علمية؟ من يستطيع أن يبرهن على النحو العلمي، ذي الدليل المادِّي، الذي يُرَوِّجونه الآن، أنَّه قد حلم ولو حلماً واحداً في أي يومٍ من الأيام؟ أفلا تُوجد الأحلام إذاً؟
لماذا لكي يثبتوا وجودهم الفردي ذاته، قالوا: أنا أُفَكِّرُ إذن أنا موجود؟
وماذا يقترحون على الطيورِ والجبالِ أن تقولَ إذن لكي تُثبتَ وجودَها؟
إنَّهم لا يتحدثون عن براهين علمية بمواصفاتهم تلك، وإنَّما يتحدَّثون عن "بداهة جمعية خلائقية"، وهي أوَّلُ أساسٍ يجب الاعتماد عليه للاقتراب من معارف الغيب. فالجبال والطيور والنمال كلَّها تعرف أنَّها موجودة ولا تحتاج لأي تجارب بإعادة أو من دون إعادة لكي تتبرهن لها هذه الحقيقة على نحوٍ علمي.
أنا أفَكِّرُ إذن أنا موجود؟ ربما هذه المقولة تمثل النكتة الوحيدة، والعالمية، التي كَرَّرها البشر مليارات المرَّات دون أن يملّوا. ودون أن يسأل أحدٌ ديكارت، طيّب يا مستر ديكارت، أنت أثبتَّ أنَّ وجودك سابق لجوهرك عبر زعمك التفكير، ولكن ماذا عن هذه الشجرة التي أمامك!؟ إمَّا أن تُلحقها لنا بالكائنات المفكِّرة هي أيضاً لكي يتحقَّق لها وجود، وإمَّا أن تُجَرِّدَها من وجودها الذي نحن نتسامر في ظِلِّه هذا! ويا تُرى ما هو الدليل العلمي المادي الذي قَدَّمه ديكارت لإثبات أنَّه يُفَكِّر؟
لا دليل مع ديكارت بالطبع، من نوع تلك الأدلّة التي يتحراها أصحاب المعامل، ومهما تَحَرَّك بداخل دماغه ليبرهن "أنَّه يُفَكِّر" بكونه يُدَبِّر أو يكتب أو إلخ، ففي النهاية "ربما" تشاركه في كل ما يعمل الكثير من الموجودات التي لن يُقَرَّ لها ديكارت على وجه التعيين بكونها موجودات مُفَكِّرة. ومهما امتدت به دائرية براهين "أنَّه يُفَكِّر" ومتاهتها، فهي في النهاية لن تنجو من إمكانية التشكيك الدائرية أيضاً التي بوسعها ملاحقته إلى ما لا نهاية. وكُلَّما جاء بتعريف يُعَرِّف الذي سبقه، فليس بوسعه -قطعاً- توفير دليل علمي على النحو الذي يطلبه علماء التجارب المخبرية!
هذا إن سامحناه وتركناه يستخدم ضمير التوجيه والتعيين "أنا"، فتعيينه لنفسه ذاته، مرحلة متقدِّمة جداً من التفكير، إن كان السيّد ديكارت هذا لا يعلم.
وإن سألنا لماذا لم يُلح أحدٌ على ديكارت مُطالباً له بأدلّة مخبرية على "أنَّه يُفَكِّر"!؟ هذا لأنَّ جميعنا كان مهيأً لقبول فكرة أنَّ البشر كائناتٌ مفكّرة من خلال "البداهة التطوريَّة"، التي نُفخت في روح آدم منذ خلقه. أمَّا الشق الذي تُبرهنه عبارة ديكارت أيضاً، إن كان يلح عليها، فهي ما ذكرناه آنفاً من كون الشجرة أيضاً تُفَكِّر. هذا لكي نحفظ للشجرة وجودها مثل ديكارت، أم يا تُرى هي "عدمٌ" لكونها وكوننا لا نستطيع برهنة تفكيرها "حالياً".
هم جميعاً، بعلمائهم وفلاسفتهم، يعتقدون أنَّ الحضارة حينما تحل تطرد الأساطير، ويدلّلون على أسطورية الأمر بكون هذه المعتقدات الأسطورية لا تُوجد إلا في المناطق البدائية وغير النامية. علماً بأنَّ انتفاء هذه الأساطير وكل المعتقدات الروحية يقلّل من ارتباط الإنسان بالقوى الخفيّة. فـالذي حَدَثَ أنَّ المعرفة الروحية والغيبية انحطَّت بوسط ما يدعونه مناطق حضرية وعالم أوَّل، وبذلك غدا الإنسانُ بليداً ومستسلماً للتفسير المادّي بحسب فهمهم البليد للمادّة، وبالتفسير الظاهراتي الأعمى للأشياء فقط. لقد أصبح الإنسان لا يحلم، وإنما يُخَطِّط، لا يقفز بعقله وإلهامه وإنَّما يتوخى الانضباط الذي يحسبه معرفياً، وكلما تقلّصت المساحة التي يتحرّك فيها تقلّصت الآفاق التي كان يمكن أن يرتادها. شخصٌ يعيش حياته كلّها دون أن يتلقَّى تجربة حقيقية واحدة وجديدة، بل ليتلقَّى فقط التدريب والمهارات اللازمة كي يكون طبيباً، مهندساً، تقنياً.. إلخ. ماذا ترك هذا الشخص لقرد السيرك تحديداً؟ نعم، أُشَبّهه بقرد السيرك، وليس بالقرد في إطلاقه، فقرد الغابة مبدع. وخروجه لجلب عيشه من الغابة في كل يوم عبر طريقة وتجربة جديدة، لا يشبه إطلاقاً خروج قرد السيرك إلى خشبة مسرح عيشه التي هي الخشبة ذاتها في كل يوم، وعليه أن يؤدِّي عليها الدور المُكَرَّر عينه مع البجعة نفسها ونفس الرجل ذي الطربوش الكبير!
محسن خالد
هذا المقتبس وددتُ لو يقرأ على ضوء كتاب
الفلسفة ببساطة –برندان ولسون.
حقيقي هذا الكتاب وهو تأسيسي مهم جداً، أهميتُه تنبع من كونه يجمع الكثير من رؤى الفلسفة بخصوص المعرفة والإدراك واللغة والمناهج في مكان واحد.
الكتاب ترجمه آصف ناصر، وصدر عن دار الساقي، ترجمة ممتازة بحق.
أوصي به كل من له اهتمام بمثل هذه الحقول، وهو صغير، وممتع للغاية.
أخصُّ بالذكر الأستاذين ود القرشي وحسبو.



محسن خالد غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

تعليقات الفيسبوك


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

التصميم

Mohammed Abuagla

الساعة الآن 09:30 PM.


زوار سودانيات من تاريخ 2011/7/11
free counters

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 2
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.