ِ"ويوماً ذهبت الى مكاني الاثير، عند
جذع شجرة طلح على ضفة النهر. كم
عدد الساعات التي قضيتها في طفولتي
تحت تلك الشجرة ، أرمي الحجارة في
النهر واحلم، ويشرد خيالي في الأفق
البعيد، أسمع أنين السواقي على النهر ،
وتصايح الناس في الحقول : وخوار
ثور أو نهيق حمار. كان الجظ يسعدني
احياناً ، فتمر الباخرة أمامي صاعدة أو
نازلة. من مكاني تحت الشجرة، رأيت
البلد يتغير في بطء. راحت السواقي.
وقامت على ضفة النيل طلمبات لضخ الماء.
كل مكنة تؤدي عمل مائة ساقية. ورأيت
الضفة تتقهقر عاماً بعد عامأمام لطمات الماء ،
وفي جانت اخر يتقهقر الماء أمامها. وكانت
تخطر في ذهني احياناً أفكار غريبة. كنت
أفكر ، وأنا ارى الشاطي يضيق في مكان
ويتسع في مكان ، أن ذلك شأن الحياة ،
تعطي بيد وتأخذ باليد الأخرى. لكن لعلني
أدركت ذلك فيما بعد. انا الان ، على أي
حال،أدرك هذه الحكمة، لكن بذهني فقط،،
إذ أن عضلاتي تحت جلدي مرنة مطواعة
وفلبي متفائل. انني اريد ان اخذ حقي من
الحياة عنوة....