الديكتاتور المخلوع ... والنهاية الحتمية
جاء فى سفر الأخبار منذ مدة قليلة ان الديكتاتور الذى حكم البلاد وعاث فى الأرض فسادا , قتل من قتل وشرد من شرد وهجر من هجر , قيل انه يحتضر وعلى شفا حفرة من القبر , الأعمار بيد الله وندعو له بطول العمر حتى يتمكن ضحاياه من مقاضاته فقد مللنا من كلمة ( عفا الله عما سلف ) كم نتمنى ان يقدم لمحاكمة عادلة حتى يلقى جزاءه عن الجرائم التى إرتكبها طيلة فترة ال 16 عاما من عهده الفاسد والمستبد...
من أحداث مذبحة الجزيرة أبا الدامية , وأحداث ودنوباوى مرورا بأعدامات يوليو وتعذيب الشهداء فى التحقيق قبل إعدامهم , وإعدام محمود محمد طه و ... الخ
ذكر مرة فى إحدى لقاءاته التلفزيونية انه لا ينام أثناء الليل , لكن المذيع لم يكن شجاع وذو ذكاء مهنى عالى حتى يباغته بسؤال مباشر عن سبب عدم نومه ؟؟؟ والأرق الذى يلازمه دوما أثناء الليل , هل هو خوف من الموت ؟؟ هل هو عذاب
الضمير( رغم ان أمثاله عديمو الضمير والإنسانية ومتبلدو الإحساس) ؟؟؟ وأذكر
إنه إدعى بكل تبجح فى تلك الحلقة انه غير نادم على اى قرار أتخذه طيلة فترة حكمه , أم هو خوف من ان يحلم بضحاياه الذين لا حصر لهم والذين سوف يواجهونه بسيل من الأسئلة عن سبب موتهم وتصفيتهم بشتى الطرق ويحاورونه لوقت طويل حتى يقنعهم لماذا تمت تصفيتهم ؟؟؟ ...
* أنتَ لا تستحقّ النوم
حتى ولو كانت عيناكَ مثبّتتين بالدّبابيس
ينبغي أن تظلَّ مستيقظاً أيّها الجنرال، يقظةً أبديّةً
وسط تعفّن الأمّهات الصغيرات،
رشقات الرشّاش في الخريف.
جميعها وجميع الأطفال المحزونين المقطّعةِ أوصالهم،
متصالبين، مشنوقين، ينتظرون في جهنّمك
يومَ الإحتفال البارد .. يوم وصولك
لاشك أن القضاء السودانى نفسه أصبح مكبلا وفقد هيبته وفى حالة يرثى لها فى عهد هذه الطغمة الحاكمة , التى ما تزال تتحكم فى كل مناحى الحياة السياسية والإقتصادية والتشريعية والتنفيذية..وبالتشريعات التى أصدرتها الحكومة وقفت عائق أمام كثير من الأسر لمغاضاته امام القضاء مما دفع البعض للتفكير بتصفيته , ونحمد الله ان محاولتهم فشلت لأن الحكومة كانت ستجعل منه شهيدا وربما شيخا وتقيم له الضريح .... تأمل الكثيرون من ان محاكمة بينوشيه وميلزوفتتش وصدام ستفتح الباب لمحاكمة الكثيرين من الطغاة في كل أنحاء العالم ...
الديكتاتور والحمار :
قيل إنه إبان حقبة الرئيس أنور السادات حدثت حادثة غريبة , وهى ان تمثال رمسيس الموجود فى ميدان رمسيس بوسط القاهرة ... طلب ان يتحرك من مكانه وعلى ظهر حصان لأنه مل من الوقفة لسنوات طويلة , وعلم السادت بالخبر ودخل فى حيرة من أمره ماذا يفعل , وفى نفس اليوم كان الديكتاتور السابق فى زيارة لمصر والتقى ب السادات , وحين تم إبلاغ الديكتاتور بحادثة تمثال رمسيس , طلب ان يذهب معهم لمشاهدة ذلك الحادث الغريب .. وحين شاهدهم رمسيس قال للسادات :
- ايه دة يا أنور الجايبو معاك ؟؟؟ أنا طلبت حصان وليس حمار ....
هكذا حال الطغاة لا يستفيدون أبدا من العبر و دروس التاريخ . إنهم يتصورون أن
بلادهم لا تسير للأمام إلا وهم في مراكز السلطة قابعون فوق رقاب العباد يحكمون بالحديد والنار , فهم وهمانين وهم الديك الذى يعتقد ان الصباح يأتى لصياحه فقط
والدكتاتورية دائماً تتعارض مع حركة التاريخ لأنها انتكاس لا تقدم، فالدكتاتور يعكّر السلام ويستهتر بالقانون ويقضي على الثقة ويعادي الشعب وتسود التفرقة والنفاق والفقر ، الديكتاتورية ظاهرة عابرة لن يكتب لها الإستمرارية مهما طال الزمن وينبغى أخيرا ان يعلم اى ديكتاتور ان مصيره في النهاية سيكون مزبلة التاريخ لا محال ...
* ( مقاطع من قصيدة لبابلو نيرودا )
التعديل الأخير تم بواسطة Garcia ; 23-07-2007 الساعة 06:14 PM.
|