فى قمة شعوري !!! النور يوسف

Camera .. ZOOM !!! معتصم الطاهر

حِينَ يُبْهِجُك الآخَرُون وَتُغْرِيكَ الكِتَابَة !!! عبد الله جعفر

آخر 5 مواضيع
إضغط علي شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

العودة   سودانيات .. تواصل ومحبة > منتـديات سودانيات > منتـــــــــدى الحـــــوار

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-03-2024, 09:15 PM   #[1]
elmhasi
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي قدرالأمم ومصيرها يبدأ من الفصل الدراسي | طموحات ما بعد الحرب (1) الدكتور /أحمد جمعة صديق

مجموعة مقالات عبارة عن رقة بحثية أو كتاب يقدم فيه تصورهـ لمآلات ما بعد الحرب ، وبدء التأسيس لدولة المواطنة والدولة المدنية التي تحفظ الحقوق للجميع ، وتعمل على التنمية والتطوير وترفيه الشعب ، والخروج من دائرة الحروب المتكررة منذ اغسطس 1955م ، بل إن البعض يرجع ببداية الحروبات الى نهاية الدولة السنارية على يد قائد المليشيا (محمد ابولكيلك) الذي شرزم الدولة السنارية وقطع اواصر دولة المسبعات وزحف الى دارفور وناوش ممالك دارفور ودار مالي وغيرها من الممالك في السودان الغربي ، وهذا تاريخ طويل وليس هذا مجاله .
ولكن إذا أخذنا فترة الحكم الثنائي (البريطاني المصري) نجدها اكثر فترة نمت فيها المشاريع الكبيرة ، وتم تمدين الكثير من القري والفرقان .
سوف اقوم بنشر المقالات المتسلسلة لمن يهمه الامر ولمزيد من القراءة ..



التوقيع:
اقتباس:
متعتي في الحياة أن أقول الحقيقة
جورج برنارد شو
elmhasi غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 12-03-2024, 09:30 PM   #[2]
elmhasi
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

اقتباس:


قدرالأمم ومصيرها يبدأ من الفصل الدراسي | طموحات ما بعد الحرب (1)
9 February,
2024م
هذهـ بعض الطموحات لما بعد الحرب .... ربنا يصلح حال السودان .
استراتيجية لإصلاح التعليم في السودان تماشياً مع شعارات ثورة ديسمبر 2018م
(قدرالأمم ومصيرها يبدأ من الفصل الدراسي)
بقلم / الدكتور أحمد جمعة صديق
جامعة الزعيم الأزهري - جامعة الخرطوم
(الجزء الاول)
الملخص :-
كان هذا المقال في الأصل رسالة إلى رئيس الوزراء الدكتورعبدالله حمدوك كخطة طارئة لإصلاح التعليم في البلاد . وينبع البحث من حقيقة أن نظامنا التعليمي يحتاج إلى مراجعة نقدية وتعديل لأهدافه وخططه . نحتاج إلى إحداث تغيير جذري إذا كنا نرغب في التكامل مع التطور السريع في اقتصاد عالمي يعتمد بشكل رئيسي على المعرفة ومهارات التكنولوجيا . لذا يلزم بشدة إجراء تغيير في أهداف التعليم واعتماد استراتيجيات جديدة لتحقيق التغيير في النظام التعليمي من خلال إدراج أفكار جديدة بالتركيز الخاص على مراقبة الجودة وإدارة الجودة للناتج التعليمي . قام الباحث بدراسة بعض التجارب العالمية في مجال إصلاح التعليم ، بالإضافة إلى استكشاف بعض التجارب الأخرى في دول إفريقية تشاركنا نفس البيئات والقلق نفسه والطموحات. قدم الباحث بعض المقترحات العملية يعتقد بانها من الممكن ان تحقق إصلاح تعليمي تكون نتائجه قابلة للتحقيق وقابلة للقياس مع التركيز الخاص على التعليم العام في المستويات الأساسية.
1.0 المقدمة : -
تدور العملية التعليمية برمتها حول اكساب واكتساب المعرفة والمهارات لتعديل الاتجاهات والسلوك على مستوى الفرد وعلى مستوى الجماعات. ونقل المعرفة هو المهمة الأساسية لوزارة التربية والتعليم ، ويتحمل وزير التربية مسئولية مباشرة في تنمية القدرات العقلية (الذكاء العام) لأفراد المجتمع لتأهيلهم لحل مشاكلهم العملية - إذا ان الهدف النهائي للتعليم هو مساعدة الافراد والجماعات في حل المشكلات الاجتماعيىة والسياسية والاقتصادية والثقافية الخ .. وحل المشكلات هو الهدف النهائي لجميع المجهودات التعليمية - وذلك بتوفير وسائل المعرفة والمهارات المناسبة . هذا دور وزارة التربية والتعليم في السودان – ولكنه كان دوراً غائباً أو مغيباً بشكل متعمد .
ويرى الباحث أن نظامنا التعليمي كان نظاماً فاشلاً، بسبب نقص الرؤية على المستوى الشخصي والوطني أيضًا . ويريد الباحث عبرهذا المقال، مشاركة أفكاره وخبراته كمعلم لوضع خطة لبناء مجتمع متنور جديد، وذلك يتطلب توافر أشخاص مؤهلين ، صادقين وراغبين لأداء هذا العمل باستخدام الأدوات الصحيحة ولديهم الشغف والاستعداد والخيال الواسع . ونقصد بالخيال - هنا - هو القدرة على الرؤية فيما وراء الجدار. اذ يمكن لمثل هؤلاء المختصين أن يحدثوا تغييرات جوهرية في حياتنا والريادة بنا نحو مستقبل مشرق للأمة السودانية، وهي أمة تستحق.
2.0 الإصلاح التعليمي : منظور عالمية : -
يستهدف التعليم في جميع العالم مصلحة الفرد والمجتمعات . وتلعب الحكومة دورًا رئيسيًا كمزود رئيسي للتعليم لمواطنيها فهي الجهة التي تقوم بوضع الخطط وتصميم الأهداف وجداول أعمال التعليم الوطني . لذا تمتلك الحكومات خططاً منتظمة يمكن تعديلها من وقت لآخر لتناسب احتياجات الناس وتحقق التنمية الاجتماعية والاقتصادية . وفي ضوء هذهـ النظريات ، يمكننا تتبع بعض التجارب العالمية الناجحة في مجال الإصلاح التعليمي . ونركز على الولايات المتحدة الأمريكية ، فنلندا ، وأستراليا على المستوى العالمي ، ونتتبع أيضًا بعض التجارب في أفريقيا ، من غانا ورواندا التي تشترك معنا في بيئات متشابهة وتتشاركنا نفس الهموم .
2.1 الولايات المتحدة الأمريكية : -
الولايات المتحدة الأمريكية أكبروأقوى اقتصاد في العالم هي مثال جيد على كيف يمكن لنظام التعليم أن يكون ناجحًا في توفير مجتمع مؤهل بصورة كبيرة في مجالات متنوعة من العلوم والتكنولوجيا والصناعة . ومثل هذهـ التجربة تحتاج إلى مجموعات من الكتب لدراسة وسبر اغوار هذهـ التجربة الانسانية الضخمة ..
اعتمدت السياسة التي اتخذها الرئيس أوباما عند توليه المنصب في عام 2009م على احداث تغييرات كبيرة . منها دراسة مستويات التحصيل العلمي المتدني في بعض المدارس وتأثير ذلك على مكانة الولايات المتحدة في الاقتصاد العالمي . وكجزء من حزمة التحفيز الاقتصادي الفيدرالية (استجابةً للازمة المالية في 2007م -2008م)، سعى إلى معالجة العديد من التحديات، كعدم المساواة في التحصيل الدراسي بين المدارس في المناطق الأكثر ثراءً والمناطق ذات الدخل المحدود. هذه السياسة أطلق عليها "سباق نحو القمة (Race to the Top): إصلاح التعليم في الولايات الرئيسية)" وقد كان لهذهـ الساسية تأثير عام حيث أظهر تقرير النتائج أنه بحلول عام 2014م ، كانت بعض الولايات قد حققت نجاحا، في المتوسط، 88 في المائة من السياسات، مقارنة بنسبة 68 في المائة في الولايات الاقل انجازاً، ونسبة 56 في المائة في الولايات التي لم تدخل السباق . وختم التقرير بوجود نتائج عامة كان لها تأثير معنوي على إعداد سياسات التعليم في جميع أنحاء الولايات المتحدة. كانت عناصر هذا الإصلاح التعليمي هوتعهد الولايات بتحسين أداء الطلاب ، مع اعتماد معايير أكاديمية أكثر صرامة ، وتقييم أداء المعلمين والمديرين جزئياً بناءاً على نتائج أداء الطلاب . وليكون التنافس ، كان يتعين على الولايات أيضاً التخلص من الحد من المدارس المستأجرة، وتحسين برامج إعداد المعلمين . أفاد التقرير أيضًا بان جميع الولايات شهدت زيادة ملحوظة في اعتماد سياسات التعليم. وأبلغ المشرعون من جميع الولايات أن لبرنامج (السباق نحو القمة) أثر على المداولات السياسية داخل ولاياتهم . كما أظهر استعداد الولايات على تنفيذ إصلاحات واسعة النطاق في السياسات.
2.2 فنلندا
ماذا يمكن للعالم أن يتعلم من السياسات التعليمية في فنلندا ؟ إجابة على هذا السؤال : هي أن سياسة التعليم في فنلندا تم بناؤها على التغيير الدوري والقيادة النظامية التي تسترشد بقيم عامة مقبولة ورؤية اجتماعية مشتركة وثيقة بأهداف التغيير التعليمي المستدامة المعاصرة . وكان سر التعليم الفنلندي هو السياسات الأوسع - في ربط السياسات المختلفة في القطاع العام مع نظام التعليم . ومن الضروري أيضًا التأكيد على أنه وعلى الرغم من أن فنلندا قد تم وصفها بأنها 'تلميذ نموذجي' في 'الاستماع إلى النصائح السياسية من المنظمات الدولية ، خاصة منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية والاتحاد الأوروبي، الا أن نظام التعليم الفنلندي ظل هادئًا إلى حد كبير ولم يصاب بفيروسات ما يُسمى غالبًا بحركة إصلاح التعليم العالمية .
فمنذ الثمانينيات استخدم ما لا يقل عن خمس سمات عالمية مشتركة في سياسات التعليم ومبادئ الإصلاح لمحاولة تحسين جودة التعليم وإصلاح المشكلات الظاهرة في أنظمة التعليم العامة . هذهـ العناصر هي : -
الأولى هي توحيد التعليم في جميع انحاء الدولة.
سمة ثانية مشتركة هي التركيزعلى المواضيع الأساسية في المدرسة ، بمعنى آخر ، التركيزعلى مهارات القراءة والحساب، وفي بعض الحالات العلوم .
السمة الثالثة التحديد في إصلاح التعليم العالمي هي البحث عن طرق منخفضة المخاطر لتحقيق أهداف التعلم.
الاتجاهـ العالمي الرابع الذي يمكن ملاحظته في إصلاح التعليم هو استخدام نماذج إدارة الشركات كمحرك رئيسي للتطوير.
الاتجاهـ العالمي الخامس هو اعتماد سياسات المساءلة المبنية على نائج الاختبارات في المدارس.
وبالمقابل ، فان الميزات النموذجية للتدريس والتعلم في فنلندا هي توافرالثقة الكبيرة في المعلمين والمديرين كمحترفين ذوي كفاءات عالية ؛ وتشجيع المعلمين والطلاب على ابتكار أفكار وطرق جديدة ، بمعنى آخرتشجيع الفضول والخيال والإبداع ليكون ذلك من صميم عملية التعليم . وكانت أفضل وسيلة لتجنب الإصابة بفيروسات حركة إصلاح التعليم العالمية هي تأهيل المعلمين والقادة بشكل جيد ، ففي فنلندا ، يجب على جميع المعلمين أن يحصلوا على درجة الماجستير في التعليم أو في مجال تخصصهم .


(يتبع)

E.mail


نقلا عن سودانايل



التوقيع:
اقتباس:
متعتي في الحياة أن أقول الحقيقة
جورج برنارد شو
elmhasi غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 13-03-2024, 09:32 AM   #[3]
elmhasi
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

اقتباس:

طموحات لما بعد الحرب … ربنا يصلح حال السودان

11 February,
2024م
استراتيجية لإصلاح التعليم في السودان : تماشياً مع شعارات ثورة ديسمبر 2018م
(قدر الأمم ومصيرها يبدأ من الفصل الدراسي)
بقلم / الدكتور أحمد جمعة صديق
جامعة الزعيم الأزهري - جامعة الخرطوم
(الجزء الثاني)

فنلندا: تعتبر فنلندا من الدول الرائدة في مجال التعليم في منظومة الدول التي تعرف بدول Organization for Economic Co-operation and Development . يوفرالمنهج الوطني للتعليم الابتدائي والثانوي أساسًا موحدًا للمناهج المحلية ، مما يعزز المساواة في التعليم في جميع أنحاء البلاد . وتقوم البلديات بالاشراف على التعليم والمدارس بكل دقة مع مراعاة الاحتياجات المحلية لكل بيئة . وقد وضعت مناهج محلية للتعليم ولكن على ضوء معطيات االمنهج الأساسي القومي للدولة .
يتألف المنهج في مرحلة الاساس من أهداف ومحتويات لمواضيع مختلفة متصلة بالسياسات المتعلقة بالقيّم الأساسية وفهم ميكانزم التعلم وثقافة المدرسة . والغرض من المنهج هو تمكين الثقافة المدرسية والتعليم وتحسين جودة عملية التعلم وتعزيز مخرجات التعليم . ويهدف التعليم الى توفير المعرفة والمهارات اللازمة لضمان استمرار وبقاء معرفة ومهارات الأطفال والشباب الفنلنديين قوية في المستقبل على الصعيد الوطني أو الدولي . بالإضافة إلى ذلك، تم تحديد الإرشادات التربوية لمساعدة المدارس على تطوير أساليب عملها من أجل زيادة اهتمام الطلاب ودافعيتهم للتعلم . ويضمن المنهج المتطلبات الاساسية للتعلم المستمر وتحقيق النجاح وزيادة مشاركة الطلاب في العمل المدرسي وتشجيع الأطفال والشباب على تحمل المسؤولية وتقديم المزيد من الدعم في دراستهم . ويقوم الدارسون انفسهم بوضع بعض الاهداف ويبدعون الحلول بناءاً على معطيات تلك الأهداف المحددة . كما تعزز المنظومة التربوية الطلاب بالافادة من تجارب ومشاعر ومجالات واهتمامات الآخرين كأساس اضافي لزيادة فرص التعليم .
ويتولى المعلمون مهمة توجيه وإرشاد الطلاب ليصبحوا راغبين في التعلم مدى الحياة ، من خلال مراعاة القدرات التعليمية الفردية لكل طالب . ونتيجة لهذهـ السياسة فقد كانت فنلندا في مقدمة الدول التي يتفوق طلابها في مسابقات (The Programme for International Student Assessment )PISA) الرياضيات والعلوم على مستوي دول Organization for Economic Cooperation and Development.(OECD)
2.3 أستراليا
يعتبر(الميثاق الوطني) اتفاق مشترك بين الكومنولث والولايات والأقاليم ويهدف إلى رفع نتائج تحصيل الطلاب في جميع المدارس الأسترالية . وهويحدد مجموعة من الإصلاحات الاستراتيجية في المجالات التي سيكون للتعاون الوطني تأثير كبير فيها على تحسين تحصيل الطلاب. يتضمن الاتفاق الوطني ثلاثة اتجاهات إصلاحية تتم على مدى خمس سنوات، 2019م -2023م ، وتركز على :
ـ دعم الطلاب ، وتعليم الطلاب ، وتحصيل الطلاب .
ـ التدريس ، وقيادة المدرسة ، وتحسين المدرسة .
ـ تعزيز قاعدة الأدلة الوطنية .
تستند هذهـ الإصلاحات إلى خطة عمل تم إعدادها استنادًا إلى عدة اسس رئيسية . يتم تنفيذ اصلاحات التعليم من خلال ثمانية مبادرات وطنية (NPIs) ، جنبًا إلى جنب مع مجموعة من الأنشطة الخاصة بكل ولاية أو إقليم تم تحديدها سلفاً لانجاح اتفاقيات ثنائية مع كل جهة .
(i): تعزيز المنهج الأسترالي لدعم تقييم المعلم لتحقيق الطالب وتقدمه وفقًا لخطة واضحة .
(ii): مساعدة المعلمين في مراقبة تقدم الطالب الفردي وتحديد احتياجات تعلم الطالب من خلال أدوات التقييم الطلابي عبر الإنترنت وعند الطلب ، مع ربطه بموارد تعليم الطلاب ، والتركيز على المهارات الأساسية في سنوات الأساس .
(iii) مراجعة المسارات الثانوية العليا المؤدية إلى العمل، والتعليم العالي ، والتدريب . وتعكس هذهـ الأهداف تغير طبيعة التعليم والاقتصاد والعمل . تحدد المعرفة والمهارات المطلوبة للقرن الواحد والعشرين ، وأهمية التعلم طوال الحياة من الطفولة المبكرة فصاعدًا ، وضرورة إجراء انتقالات فعّالة بين جميع هذه مراحل التعليم .
يوفر المنهج الأسترالي للمدارس والمعلمين والأهالي والطلاب فهماً واضحاً لما يجب ان يتعلمه الدارسين ، ويطبق هذا المنهج بغض النظر عن مكان إقامة الطالب أو النظام المدرسي الذي يتبعه . تتحمل السلطات التعليمية الحكومية وغير الحكومية المسؤولية عن تنفيذ المنهج . ويشمل ذلك القرارات المتعلقة بالإطارات الزمنية وممارسات الفصول الدراسية والموارد الإضافية . وبنظرة عامة على المنهج من المرحلة الأولى (رياض الأطفال/ الروضة) إلى المرحلة العاشرة نجد انه يتوافر :
- محتوى منهجي
- معيار النصيل في كل موضوع
- مرونة للمعلمين لتخصيص تعليم الطلاب والاستجابة لاحتياجاتهم واهتماماتهم .
يشمل المنهج ثمانية مجالات تعلم رئيسية –
• اللغة الإنجليزية
• والرياضيات
• والعلوم
• والعلوم الإنسانية والاجتماعية
• والتربية الصحية
• والبدنية
• واللغات
• والتقنيات والفنون
كمي يشتمل على سبع قدرات عامة :
• مهارات القراءة والكتابة
• المهارات الرقمية
• والتفكير النقدي
• والإبداعي
• والقدرات الشخصية والاجتماعية
• والفهم (العابر) للثقافات
• والفهم الأخلاقي .
وهناك ثلاث أولويات معرفية خارج المنهج :
• الاستدامة
• والعلاقات بين آسيا وأستراليا
• وتاريخ وثقافات السكان الأصليين.
2.4. التعليم في غانا
تشترك غانا مع السودان في كثير من الخصائص الديموغرافية والثقافية من حيث اللغات وتعدد الاعراق . نالت غانا استقلالها في العام 1957م ويعد نكروما (1909م-1972م) من القيادات التاريخية في غانا وهي ايضاً البلد التي انجبنت شخصية اخرى ملات الفضاء العالمي وهو كوفي عنان من مواليد 8 نيسان/أبريل 1938م ، في كوماسي ، توفي في 18 آب/أغسطس 2018م في برن ، بسويسرا ، عن عمر يناهز الـ 80عام وهو الامين السابق لللمم المتحدة . التقي الرئيس الامريكي باراك اوباما بنظيرهـ الغاني جون ميلز في أول زيارة له منذ تولي الرئاسة الامريكية إلى دولة افريقية غير عربية في يوليو 2009م . والقي اوباما خطاباً أمام البرلمان الغاني ركز فيه على تشجيع نشر الديمقراطية في افريقيا ، وحث الرئيس الأمريكي في خطبته الدول الأفريقية على اعتبار غانا نموذجا يحتذى في الديمقراطية . وقال قبل توجهه إلى غانا إنها اختيرت نسبة لسجلها في الديمقراطية والاستقرار .
يكمل حوالي 71 في المئة من الأطفال التعليم الابتدائي . ومع ذلك ، تنخفض النسبة بشكل حاد في المرحلة الثانوية ، حيث يكمل فقط 47 في المئة مرحلة التعليم الثانوي الأساسي و35 في المئة يكملون التعليم الثانوي العالي . ويعزى ذلك الى نسبة الطلاب الذين يتوقفون عن الدراسة او التأخر الدراسي . وتتسع الفجوة بين نسب الأطفال الذين يكملون الدراسة حسب مستوى الدخل حيث يكمل 71 في المئة من الأطفال من الاسر المقتدرة التعليم الثانوي العام ، بينما يكمل 9 في المائة فقط من الأطفال من الاسرة الفقيرة . ويتمثل الفارق في النسبة بأن أطفال الاسرة الغنية يكملون التعليم الابتدائي 1.6 مرة أكثر مقارنة بأطفال الاسر الفقيرة ، بينما يكمل 3.5 من الاسر الغنية التعليم الثانوي مقارنة بـ8 المئة من اطفال الاسر الفقيرة .
وبينما تنخفض نسب التحصيل العلمي لجميع الأعراق القبلية في مراحل التعليم الابتدائي إلى التعليم الثانوي العام ، تظهر الارقام أن أطفال بعض الأعراق القبلية يتفوقون بشكل عام على الآخرين . فعلى سبيل المثال ، يكمل 72 في المئة من أطفال قبائل (الماندي) التعليم الابتدائي و9 في المئة منهم يكمل مرحلة التعليم الثانوي العام . وعلى النقيض من ذلك ، يحظى أطفال قبائل (الأكان) بأعلى معدلات التحصيل العلمي وانهاء المراحل الدراسية عبر جميع المستويات .
هذهـ الوقائع دفعت بالحكومة الغانية الى تبني سياسات جديد وجادة تتصف بالنزاهة وتتسم بالاتي :
1. تسمي رياض الأطفال والمدرسة الابتدائية والمدرسة الثانوية العليا جميعها باسم المدرسة الأساسية . ويُشار الآن إلى المرحلة المتوسطة الأولى (JHS-Junior High School) 1 و 2 و 3 والمرحلة الثانوية (SHS-Secondary High School) 1 .
2. سيقوم جميع الطلاب في (JHS 1 - SHS 1) بدراسة برنامج الأساس المشترك الذي يتكون من 9 مواد ، وهي - الرياضيات ، واللغات ، والعلوم ، والتربية الدينية (موضوع منفصل) ، والتربية البدنية والصحية (خارج للامتحان) ، وتكنولوجيا المهنية ، والدراسات الاجتماعية ، والحوسبة ، والفنون الإبداعية والتصميم .
3. يُجرى امتحان جديد يُسمى اختبار التقييم الوطني القياسي (NSAT) في الصفوف الثانية الابتدائية والرابعة والسادسة والثانية المتوسطة .
4. يستبدل امتحان شهادة التعليم الأساسي (BECE) بامتحانات توجيهية في JHS 3 لقبول الطلاب في SHS 1.
5. يستمر الطلاب في SHS 1 في برنامج الأساس المشترك لمدة عام واحد ، وبالتالي لن يختار الطلاب في SHS 1 برامج العلوم أو الأعمال أو الفنون .
6. في نهاية SHS 1، سيجلس الطلاب لامتحان الأساس المشترك للانتقال إلى SHS 2.
7. في SHS 2 ، سيتعين على الطلاب الآن اختيار برنامج متعلق بالمهن يشمل البرامج المهنية والتقنية أو برامج الدبلوم الثانوي مثل العلوم والأعمال والفنون .
8. وهذا يعني أن المواد الاختيارية ستبدأ في SHS 2 .
9. يتم تعزيز القبول للجامعات بالاضافة الى شهادة غرب افريقيا الثانوية -West Africa Second School Certificate Examination (WASSCE بامتحانات القبول للجامعات في SHS 3.
ويرى الباحث أن هناك سمتين هامتين في سياسة التعليم في هذا البلد . فقد تم تحسين نظام الامتحانات باعتماد نظام جديد للامتحانات . لذا ، سيتم اضافة امتحان القبول للجامعات بعد الحصول على شهادة المدرسة الثانوية العليا في دول غرب أفريقيا (WASSCE) اذ سيتم منح الطلاب شهادة الدبلوم بعد اجتيازهم للمرحلة الثانوية العليا المستوى 3 (SHS3) بدلاً من شهادة WASSCE." وهذا يعني أن الطلاب سيتم منحهم شهادات من مدارسهم الخاصة بعد اكمال متطلبات التعليم في المرحلة الثانوية . ولكن أهم نقطة هي أن قبول الجامعة سيكون مستندًا إلى امتحان القبول المصمم من قبل الجامعات في غانا كما هو الحال في نيجيريا (سنتحدث عنه بالتفصيل لاحقاً). سيسمح هذا النظام الجديد لاستقطاب الجامعات لأفضل العناصر الطلابية في كلياتها وأقسامها المختلفة.
تعزيز الحاسوب:
وهذا يعتبر واحدًا من أهم الاهتمامات للحكومة الغانية ، لدمج تكنولوجيا المعلومات في خطة التعليم ، لتحويل جميع المدارس إلى بيئة ذكية مجهزة تجهيزًا جيدًا بإنترنت سريع لتسهيل عملية التعليم والتعلم . ووفقًا لـ كوفي (2007م) ، قد أولت حكومة غانا اهتماماً قويًا على دور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في المساهمة في اقتصاد البلاد ، وخطة التنمية المتوسطة التي تم تجسيدها في ورقة استراتيجية بغرض تخفيف الفقر في غانا وخطة التعليم 2003م-2015م التي تشير إلى استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات كوسيلة للتواصل مع الفقراء .
لذا سيكون نظام التعليم أكثر تركيزًا على البحث والمشاركة المجتمعية والمشاريع مع محتويات أقل . تعد مهارات استخدام الحاسوب واحدة من المرتكزات الرئيسية لهذا البرنامج ، حيث يجب أن يكون جميع أصحاب المصلحة التعليمية في وضع جيد بتوفير مرافق تكنولوجيا معلومات كافية للطلاب . يتكون مجال العلوم على المستوى الأساسي من العلوم الفيزيائية والتطبيقية . ويدعي (كوفي2007م) أيضًا أن قطاع التعليم العالي في غانا هو الأكثر تقدماً في نشر واستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في البلاد . فجميع الجامعات الرئيسية في البلاد لديها سياسة منفصلة خاصة بها لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات تتضمن خطة لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات للطلاب . وهذا يتيح للدارسين الوصول إلى معامل الحاسوب على مدار الــ24 ساعة مع اتصال انترنت عالي السعة والقدرات .
وفي دراسة ((2021م Soma, et el اشارت الدراسة الى أن استخدام تقنيات المعلومات والاتصالات / الحواسيب في التعليم في غانا تقوم به حكومة غانا وتنفذهـ من خلال سياستها في مجال تكنولوجيا المعلومات للتنمية المتسارعة (ICT4AD) لعام 2003م . وقد كشفت الدراسة أن استخدام تقنيات المعلومات والاتصالات /الحواسيب في التعليم ستحسن من نظام التعليم في غانا بصورة كبيرة .

(يتبع)

E.Mail


نقلا عن سودانايل



التوقيع:
اقتباس:
متعتي في الحياة أن أقول الحقيقة
جورج برنارد شو
elmhasi غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 14-03-2024, 05:00 PM   #[4]
elmhasi
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

اقتباس:

طموحات لما بعد الحرب … ربنا يصلح حال السودان (الجزء الثالث)

12 February,
2024م
استراتيجية لإصلاح التعليم في السودان: تماشياً مع شعارات ثورة ديسمبر 2018م

(قدر الأمم ومصيرها يبدأ من الفصل الدراسي)
بقلم / الدكتور أحمد جمعة صديق
جامعة الزعيم الأزهري - جامعة الخرطوم
(الجزء الثالث)
رواندا :
أسفرت الإبادة الجماعية ضد التوتسي في عام 1994م عن مقتل أكثر من مليون شخص في مدة قصيرة تبلغ 100 يوم ، وصنفت رواندا وقتها دولة فاشلة . ولكن نجحت رواندا تدريجياً في الانتقال من مرحلة الطوارئ إلى مرحلة التنمية اذ خضع نظام التعليم في رواندا لتغييرات كبيرة خلال رؤية رواندا الوطنية 2020م (جمهورية رواندا ، 2012م). ففي عام 2015م ، صاغت الحكومة رؤية 2050م (جمهورية رواندا ، 2015م)، والتي حددت رؤية استراتيجية طويلة الأمد لنهضة الامة . وتنص الرؤية 2050م على أن نظام التعليم في رواندا سيكون موجهاً نحو اقتصاد السوق ، معتمداً على الكفاءات البشرية ، ويتناسب مع الوظائف الابتكارية المتخصصة في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات (ICT) ، والسياحة ، والتدريب ، والهندسة الجوية ، وبرمجة الحاسوب، ورأس المال المغامر (جمهورية رواندا ، 2015م). وهذا يعني أن الأهداف التعليمية الوطنية والمحلية يجب أن تتماشى مع المبادئ المحددة في رؤية 2050م .
يتم الإشراف على التعليم في رواندا مركزياً من قبل وزارة التعليم (MINEDUC) في كيغالي،من خلال السياسة القطاعية للتعليم والأولويات المحددة في خطة القطاع التعليمي الاستراتيجية للفترة 2018/19م - 2023/24م (ESSP) . وركزت الحكومة بصورة قوية على التمويل التدريجي خلال العقدين الماضيين ، ونتيجة لذلك ، يعتمد النظام التعليمي بشكل كبير على وزارة الحكومة المحلية (MINALOC) ومقاطعاتها الـ 30 (جمهورية رواندا ، 2021م) ، حيث تتولى المقاطعات مسؤولية توظيف المعلمين وتعيين مديري المدارس . وتتمتع بدرجة كبيرة من الاستقلالية في تحديد أهدافها التعليمية المحلية الخاصة ، وهذهـ الاهداف تتماشى مع الأهداف الاساسية المحددة في ESSP MINEDU، 2017 في الخطة القومية على مستوى الدولة .
وتشدني تجربة هذا البلد في مجال التعليم وفي مجالات أخرى ، ربما سنأتي على تفاصيلها في مقام آخر . فقد مرت البلاد بحروب أهلية طويلة ، وهو وضع مماثل لحالنا في السودان مع الفارق أن الحرب صارت تاريخا منسياً في بلادهم ، بينما تستعر نار الحرب عندنا في السودان . ولو كان قادتنا من الذين يقرأون التاريخ لتجنبنا هذه الفتنة التي قضت على الأخضر واليابس . لم نتعظ بخمسين عاما من الحرب الاهلية في جنوب السودان - وهي أطول حرب أهلية في تاريخ الانسانية ، كما لم نتعلم من الحروب الأهلية الحديثة في لبنان والصومال وسوريا واليمن وبعض دول امريكا اللاتينية . ولكن الحرب الاهلية الراوندية كان ينبغي ان تكون المثال الاقرب لأن بيننا وبينهم كثير من السمات الجامعة . ومن المؤسف انها حرب عبثية خالية من اية اجندة محلية او وطنية . فقدنا الآلاف من الانفس واعاقت آلاف أخري وشردت الملايين . وفي رأي الباحث أن هذين الفصيلين المتقاتلين لن يستيجبا للمنطق أو الضمير الوطني لان حاملي السلاح اصبحوا – الآن - بؤراً من المليشيات فقدت القيادة والسيطرة . وعلى القطاع المدني أن يبحث عن مخرج عملي لايقاف هذهـ الحرب عن طريق التدخل الدولي سواء أكان من أفريقيا أو منظمات الأمم المتحدة . وقد ناديت بذلك في مقالات في (The Africanist.info) وقلت ان الدكتور عبدالله حمدوك ما زال في رأي هو الرئيس الشرعي والدستوري للسودان وان (تقدم او قحت) هي برلمانات شعبية مفوضة للتفاوض باسم الشعب السوداني لايقاف هذا العبث . وكما قال سيدنا عثمان بن عفان رضى الله عنه (ان الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن).
وقد تمكن الروانديون من استعادة وحدة بلادهم بالرغم من تجربة الإبادة الجماعية سيئة الذكر. وفي السطور التالية نتحدث عن كيفية بذل حكومة رواندا جهودًا كبيرة لتحسين الاقتصاد والحياة الاجتماعية من خلال إصلاح التعليم الذي تم من خلال أهداف مخططة وواضحة المعالم النهائية. فالخطة الاستراتيجية الرئيسية 2017م-2024م للدولة خطة سباعية تمثل الفترة الاولي لرؤية 2050م . ويجمع بين الخطة السابعة للنمو وبرنامج الإنماء الاقتصادي والاجتماعي خطة استراتيجية واحدة متكاملة، لتحقيق التقدم نحو أهداف التنمية المستدامة التي تنسجم مع ورؤية الاتحاد الافريقي 2050م . وتتكون الخطة من ثلاثة أركان رئيسية :
1. التحول الاقتصادي.
2. التحول الاجتماعي.
3. الحوكمة.
ويتضمن الركن الثاني هدفًا عامًا لتطوير الروانديين إلى شعب قادر وماهر بمعايير عالية الجودة في مجتمع مستقر وآمن، وإحدى استراتيجياته الأولويات الست هي 'تعزيز العائد الديموغرافي من خلال تحسين الوصول إلى التعليم عالي الجودة (جمهورية رواندا، 2017م). وبناءً على ما تم تحقيقه بالفعل في توجيه التنمية في رواندا، تمثل في الطموح في أن تصبح البلاد دولة ذات دخل متوسط عالي بحلول عام 2035م ودولة ذات دخل عالي بحلول عام 2050م ، مع توفرالعزم في توفير معايير ومستويات معيشة عالية الجودة للمواطنين الروانديين بحلول عام 2050م . ويتم دعم هذه الأهداف الرئيسية بموجب ثمانية أهداف سياسية محددة.
يمكن تلخيصها في :
• ضمان توفر التعليم وإمكانية الوصول إليه لجميع الشعب الرواندي.
• تحسين جودة وصلاحية التعليم.
• تعزيز تعليم العلوم والتكنولوجيا، مع التركيز الخاص على تقنيات المعلومات والاتصالات واستخدام المحتوى الرقمي في جميع المواضيع. كما تتضمن الأهداف الثقافية واللغوية والبيئية ضمن خطة التعليم، مما يمكن أن تساعد في:
• تعزيز اللغات الأربعة للكينيارواندا والإنجليزية والفرنسية والسواحلية في البلاد، مع استخدام الإنجليزية كلغة تعليم وتعلم على جميع المستويات باستثناء مرحلة ما قبل المدرسة والمرحلة الابتدائية الأولى، حيث يتم استخدام الكينيارواندا اللغة المحلية السائدة.
• تعزيز التعليم الشامل الشامل الموجه نحو احترام حقوق الإنسان وتكييفه مع الوضع الراهن في البلاد.
• غرس الشعور بالبيئة وتوعية الأطفال بأهمية البيئة والنظافة والصحة والحماية ضد فيروس نقص المناعة البشرية (HIV/AIDS)
• تحسين القدرة على التخطيط والإدارة والإدارة التعليمية.
• تعزيز البحث كعامل دافع للتنمية الوطنية وتنسيق جدول أعمال البحث.
قامت حكومة رواندا بتحقيق تقدم كبير نحو أهداف سياسة التعليم في رواندا، بالتعاون مع الالتزامات الدولية تجاه التعليم للجميع (EFA) والأهداف الإنمائية الالفية (MDGs).
ترقية التكنولوجية في رواندا. تولي حكومة رواندا اهتمامًا كبيرًا بالتكنولوجيا الحديثة والمحتوى الرقمي الذي يعد التركيز الرئيسي لاهتمامها بالتعليم. وخطتهم هي:
- تعزيز العلوم والتكنولوجيا مع التركيز الخاص على تقنيات المعلومات والاتصالات والكفاءات الرقمية.
- تعزيز تعليم العلوم والتكنولوجيا، مع التركيز الخاص على تقنيات المعلومات والاتصالات واستخدام المحتوى الرقمي في جميع المواضيع.
تم اعتماد سياسة في عام 2016م تركز على تطوير المحتوى الرقمي المتماشي مع المنهج؛ مع زيادة نشر تكنولوجيا المعلومات والاتصالات واستخدامها في التعليم من خلال الفصول الذكية؛ تطوير قيادة التعليم ودورات تدريب للمعلمين في ومن خلال تكنولوجيا المعلومات؛ وتعزيز التعليم والتعلم والبحث باستخدام هذه التكنولوجيا.
• الرؤية: وضعت الدولة رؤية لضمان أن يكون لدى المواطنين الراونديين كفاءات كافية ومناسبة (مهارات ومعرفة واتجاهات) لدفع التحول الاقتصادي والاجتماعي المستمر في البلاد. تُفصل هذه الرؤية من خلال تسعة أولويات استراتيجية:
1. تحسين مخرجات التعليم بجودة عالية وذات صلة بتنمية رواندا الاجتماعية والاقتصادية.
2. تعزيز التدريب المهني المستمر وإدارة المعلمين عبر جميع مستويات التعليم.
3. تعزيز العلوم والتكنولوجيا والرياضيات عبر جميع مستويات التعليم لزيادة صلة التعليم بالأسواق الحضرية والريفية.
4. زيادة استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لتحويل التعليم والتعلم، ودعم تحسين الجودة عبر جميع مستويات التعليم.
5. زيادة الوصول إلى برامج التعليم، خاصة على مستوى مرحلة ما قبل المدرسة والثانوية والتعليم الفني والتعليم العالي.
6. تعزيز البنية التحتية المدرسية الحديثة والمرافق عبر جميع مستويات التعليم.
7. فرص متساوية لجميع الأطفال والشباب الروانديين على جميع مستويات التعليم.
8. بحث وتطوير أكثر ابتكارًا واستجابة فيما يتعلق بتحديات المجتمع.
9. تعزيز الحوكمة والمساءلة عبر جميع مستويات التعليم.
• تمويل التعليم محلياً وخارجياً
ولكن لنا ان نتساءل عن كيف تم تمويل هذه الانشطة التعلمية والاجتماعيىة في هذا البلد لكي يتحول من بلد منكوب الى نموذج متقدم في التنمية وبؤرة حضارية مضيئة في افريقيا بل والعالم أيضاً. في الفقرات التالية سنسنتعرض سياسة التمويل المحلية والخارجية التي تبنتها الدولة على المستوى الداخلي، وكذلك نلقى الضوء على كيفية واستطاعة الحكومة الراوندية النجاح في استقطاب العون الفني والمادي من المؤسسات الدولية على مسنوى الامم المتحدة والاتحاد الافريقي والدول الصديقة المانحة والهيئات الانسانية الخيرية في العالم.
• ميزانية التعليم.
اتجهت الدولة الى تخصيص 20% من الميزانية العامة للتعليم، و50% من تلك الميزيانية للتعليم قبل الابتدائي مع زيادة إيجابية للتمويل المحلي للتعليم. وهذا يظهر التزام الحكومة بالتعليم الأساسي. تأثرت التوقعات سلبًا في الزيادات المستقبلية بجائحة كوفيد-19. في السنوات الأخيرة، اذ تم تخصيص حوالي 40% من ميزانية التعليم المستمر للتعليم الابتدائي، ثم في عام 2019/20 قامت الحكومة بالوفاء بالتزامها بزيادة النسبة إلى 46% وفي عام 2017، تم تخصيص أكبر نسبة من ميزانية التعليم (40%) للتعليم الابتدائي (MINEDUC، 2017). كانت هذه النسبة تمثل تحولًا في نهج رواندا في تخصيص ميزانية التعليم؛ حيث اوصت اليونيسف في (2020م) بتخصيص نفس النسبة أو نسبة أكبر للتعليم الثانوي بدلاً من الابتدائي. ويشار إلى أن الجزء الأكبر من موارد قطاع التعليم تم توجيهه إلى التعليم قبل الابتدائي والابتدائي، ممثلاً 47.7% من مجموع ميزانية قطاع التعليم، مع تخصيص النسبة الأكبر للتعليم الابتدائي. هذه الاموال تم رصدها من الناتج المحلي للدولة بالاضافة الى المعونات الدولية من المؤسسات العالمية الاخري.
• التمويل الدولي: شركاء التنمية
تنسق وزارة التعليم (MINEDUC) التعاون مع المانحين من خلال مجموعات العمل القطاعية التي يتم تكوينها بالقانون بالتعاون مع مدير عام من الحكومة المركزية وممثل كبير للشركاء التنمية (MINEDUC، 2017). تعتبر مجموعات العمل الرئيسية في مجال التعليم
(i) مجموعة العمل القطاعية للتعليم (ESWG)،
(ii) مجموعة العمل الفرعية للتعليم الأساسي (SSWG)، (iii)
(iii) مجموعة العمل الفرعية للتعليم والتدريب المهني والفني،
(iv) مجموعة العمل الفرعية للتعليم العالي. يشارك جميع أصحاب المصلحة في مجموعات العمل، التي تسهل تبادل المعلومات بين الشركاء لمناقشة وتوجيه الأمور التقنية المتعلقة بالتعليم.
تترأس ESWG النظام التعليمي بأكمله بواسطة الأمين الدائم للوزارة، مكتب الخارجية والتنمية البريطاني (FCDO) واليونيسف. وتلعب ESWG دوراً حيوياً في تطوير السياسات وتخطيط قطاع التعليم. يتعاون مع MINEDUC والوكالات المرتبطة بها ووزارات التخطيط وإدارات المقاطعات على المستوى المحلي لتطوير خطط القطاع التعليمي الاستراتيجية والإشراف على تنفيذها (Universalia، R4D و itad، 2019م ؛ MINEDUC، 2017). تجتمع مجموعات SSWG شهريًا للإشراف على الجوانب الاستراتيجية المتعلقة بالفرع الفرعي الخاص بها. ضمن كل SSWG، تشرف مجموعات العمل التقنية على تقديم التعليم حسب مجال الاهتمام (MINEDUC، 2017). اتخذت الحكومة الرواندية موقفاً استباقياً في تنسيق التمويل مع شركاء التنمية. في عام 2005، أنشأت وحدة التمويل الخارجي، وهي نقطة تدخل حكومية رئيسية للتمويل الخارجي، وتوفر واجهة مركزية للشركاء. وهي تقدم التوجيهات والقيادة في كيفية تنسيق دعم الشركاء بشكل أفضل مع مراعاة أولويات الحكومة. تتمتع رواندا بعلاقة تعاونية مع شركاء التنمية، حيث يساهم العديد منهم في تمويل قطاع التعليم. وفي الوقت نفسه، تسعى رواندا إلى تحقيق المزيد من الاعتماد على نفسها من حيث التنمية.
أظهر تقرير التمويل الخارجي للتنمية لعام 2019م/ 2020م أن معظم تمويل رواندا للتنمية جاء من مواردها الخاصة (54%)، على الرغم من انخفاضها عن عام 2018م/ 2019م حيث كانت تمثل 61% من الإجمالي (MINECOFIN، 2020أ). وبالتالي، جاء 46% من تمويلها من موارد خارجية، بزيادة 7% عند عام 2019م/ 2020م . وبصورة عامة حصلت رواندا على 1.8 مليار دولار أمريكي من موارد التعاون الخارجي للتنمية للسنة المالية 2021م / 2202م ، وأعلنت وزارة المالية MINECOFIN أن الحد الإجمالي للموارد المتوقعة كان 3.8 تريليون فرنك رواندي، معتمدة على الموارد المحلية بقيمة 2.5 تريليون فرنك رواندي (بما في ذلك 1.7 تريليون فرنك رواندي من الإيرادات الضريبية) والموارد الخارجية بقيمة 1.3 تريليون فرنك رواندي (MINECOFIN، 2021).
يستفيد التعليم في رواندا من المساعدات الدولية من الشركاء ثنائيي الجانب والمتعددي الأطراف والمنظمات الاجتماعية المدنية. واستنادا إلى بيانات استطلاع شركاء التنمية، قدرت ESSP التمويل المبدئي للشركاء بين عامي 2018/19 و 2022/2023 بمبلغ 229.5 مليون دولار أمريكي. كما توقعت أن النسبة المخصصة للتعليم الابتدائي، التي كانت 14% في 2018/19، سترتفع إلى 44% في 2022/23 (MINEDUC، 2019، ص 75) حسب مصادر وزراة التربية والتعليم.
كما أظهر تقرير التمويل الخارجي للتنمية لعام 2019/2020 أن قطاع التعليم حصل على 10.4% من إجمالي مساهمات شركاء التنمية، مقارنة بنسبة 8.7% في السنة المالية 2018/19 (MINECOFIN،2020). وكانت الصحة، والزراعة، والطاقة هي القطاعات الوحيدة التي حصلت على نسبة أعلى من المساهمات. ولوحظ ان الزيادة في حجم التمويل بالدولار الأمريكي المستهدف للتعليم زاد بشكل مطرد بين عامي 2015 و 2020. وفي اجتماع تجمع شركاء التنمية في عام 2020 - وهو اجتماع سنوي على مستوى رفيع يجمع بين الشركاء التمنية الرئيسيين لمراجعة الأولويات – ثم التوصية بأن الشركاء سيعملون مع حكومة رواندا "لتطوير خارطة طريق طويلة الأجل قائمة على الأدلة لتحسين مخرجات التعليم في المدارس الابتدائية" (جمهورية رواندا، 2020،ص 3). وهناك عدة مشاريع كبيرة للشركاء التنمية تركز أساساً على تحسين نتائج التعلم من خلال دعم المدرسين والدارسين.

(يتبع)

: Notes
- Spotlight on Basic Education Completion and Foundational Learning in Rwanda 2022.
- The Africanist: رابط)-
- (رابط)
- رابط

Abbreviations بعض المختصرات المفيدة وردها بعضها في سياق المقال:
ESSP Education Sector Strategic Plan
ESWG Education Sector Working Group
FCDO Foreign, Commonwealth & Development Office (United Kingdom)
GDP Gross domestic product
GPE Global Partnership for Education
ICT Information and communication technology
LARS Learning Achievement in Rwandan Schools
LEGRA Local Early Grade Reading Assessment
MINALOC Ministry of Local Government
MINECOFIN Ministry of Finance and Economic Planning MINEDUC Ministry of Education
NESA National Examination and School Inspection Authority NISR National Institute of Statistics of Rwanda
ORF Oral Reading Fluency
REB Rwanda Basic Education Board
RWF Rwandan franc
SDG Sustainable Development
Goal SEO Sector education officer
SSWG Sub-Sector Working Group
TTC Teacher Training College
TVET Technical and vocational education and training
UBE Universal basic education
UNICEF United Nations Children’s Fund
USAID United States Agency for International Development
[email protected]


نقلا عن سودانايل



التوقيع:
اقتباس:
متعتي في الحياة أن أقول الحقيقة
جورج برنارد شو
elmhasi غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 17-03-2024, 12:29 PM   #[5]
elmhasi
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

اقتباس:

طموحات لما بعد الحرب … ربنا يصلح حال السودان – الجزء (4)

13 February,
2024م
استراتيجية لإصلاح التعليم في السودان: تماشياً مع شعارات ثورة ديسمبر 2018م
(قدر الأمم ومصيرها يبدأ من الفصل الدراسي)
بقلم / الدكتور أحمد جمعة صديق
جامعة الزعيم الأزهري - جامعة الخرطوم
استقطاب حكومة رواندا للعون الخارجي لدعم مشاريع التعليم
التمويل :
المال بلا شك ، هو اساس التنمية الاقتصادية والاجتماعية ، فهو يمثل الوسيلة الأساسية التي يتم من خلالها تحقيق الازدهار الاقتصادي وتحسين مستوى المعيشة للأفراد والمجتمعات بشكل عام . والمال هو العنصر الأساسي الذي يسهم في تحفيز الاستثمار، وتمويل الأنشطة الاقتصادية ، وتحقيق التوازن في الأسواق ، وتوفير الخدمات الضرورية للمجتمع ، مما يعزز من فرص النمو الاقتصادي والتنمية المستدامة . فهو قبل كل شيء ، يُعَد عاملاً أساسياً لتمويل الاستثمارات ، وهي العمليات التي تسهم في بناء وتطوير البنية التحتية ، وتوسيع قاعدة الإنتاج ، وتحسين التكنولوجيا ، وتوفير فرص العمل . ويعتبر ايضاً أداة لتحقيق التنمية الاجتماعية من خلال دعم البرامج والمشاريع الاجتماعية التي تهدف إلى تحسين جودة حياة الفئات الضعيفة والمحرومة في المجتمع . فمن خلال تخصيص الموارد المالية للتعليم ، والصحة ، والسكن ، والقضايا الاجتماعية الأخرى يمكن تحقيق تقدم كبير في مستوى المعيشة والتمتع بفرص متساوية للجميع .
ونخلص الى ان المال ليس مجرد وسيلة للتبادل التجاري ، بل هو عنصر أساسي يؤثر بشكل كبير في تطور وازدهار الاقتصادات والمجتمعات . ومن هنا ، يتبين أهمية إدارة الموارد المالية بشكل فعال وفعالية لضمان استخدامها بطريقة تعزز التنمية الاقتصادية والاجتماعية بشكل شامل ومستدام . هذا المدخل الذي يتحدث عن بعض البديهيات في اهمية المال هو المدخل لنا في تامل المجهودات التي بذلتها الحكومة الراوندية لتوفير المال لدفع مشاريعها التنموية وخاصة في مجال التعليم .
ففي المقال الثالث ، تحدثت عن تطور التعليم في رواندا ، حيث أشرت إلى أن الجرح العميق الذي خلفته الحرب الأهلية كان درساً استفاد منه الشعب الرواندي ، وعمل بجد لتجاوز هذهـ المأساة . وأكدت على أن الحكومة والدولة قامتا بالاستثمار في التعليم ، مؤكدةً بذلك أن الإنسان هو أعظم رأسمال في أي نشاط بشري على هذهـ الأرض .
استهدف العمل الرئيسي للحكومة والدولة في رواندا التطوير في التعليم ، وذلك من خلال تخصيص ما يعادل 4% من الدخل القومي للتعليم، وما يعادل 20% من الميزانية السنوية للدولة للتعليم العام ، مع تخصيص 47% من هذهـ الميزانية للتعليم الابتدائي . وأشرت في المقال اياهـ إلى نجاح الحكومة الرواندية في جذب الدعم المالي من مؤسسات الأمم المتحدة والدول المانحة والمنظمات الخيرية ، حيث بلغت نسبة هذا الدعم 46% من ميزانية التعليم ، وهذا يتماشى مع رؤية الدولة لعام 2050م . وتمكنت الحكومة من جذب هذا الدعم من خلال فرض قوانين النزاهة في التصرف في المال بشفافية وتكليف المختصين بالعمل كل في مجاله. ومن خلال هذهـ الشفافية ووضوح الرؤية ، تحفزت المنظمات المانحة على تقديم الدعم المالي بسخاء . وتتم مراجعة جميع التخصيصات المالية بدقة مع التركيز على تحقيق الأهداف المطلوبة. وقد هدفتُ من خلال استعراض تجربة رواندا إلى تثقيف أصحاب الوجعة في السودان (السياسي والمخطط والمواطن والطالب) حول الجهود والخطوات التي اتخذتها هذهـ الدولة الأفريقية الصغيرة لتخطي المحنة وصنع نموذج يحتذى به لباقي دول القارة ، وربما للعديد من دول العالم الثالث .
كيف يمكن ان يستفيد السودان من التجربة الراوندية بعد توقف الحرب؟
تمثلت نجاحات ثورة ديسمبر2018م في الاتي :
- خروج السودانيين في المسيرات المليونية - وهو أمر غير مسبوق في التاريخ الأنساني القديم والحديث - اسقط حكومة الكيزان الى الابد .
- تكوين الحكومة - مع ما صاحب ذلك من نقص في استيعاب العسكر ، كان يعني بداية العصر المدني للدولة السودانية .
- انجازات لجنة ازالة التمكين أرعبت المنظومة الاخوانية الفاسدة وضربتها في مقتل في المال والممتلكات والسلطة .
- اتفاق جوبا مع عيوبه استطاع ان يسكت صوت البندقية الى الابد .
- مؤتمر باريس :
وكان هذا قاصمة الظهر اذ بيّن اليد الطولى واللاحقة لرئيس الوزراء ومجموعة الطاقم الفني من الوزراء حيث نجح المؤتمر برفع اسم السودان من القائمة السوداء وارجع السودان الى حظيرة الانسانية التي حرمنا منها وخففت الديون عن كاهل السودان وتأهل للمساعدات والقروض الدولية التي تؤهله لدخول عصر التنمية واستقطاب العون الخارجي .
نجح مؤتمر باريس كما قال الخبير الاقتصادي الدكتور عبد العظيم المهل ، إن "المؤتمر كان إيجابياً عكس المؤتمرات السابقة ، حيث حقق جزءاً كبيراً من أهدافه" ، مشيراً إلى أن "تحقيق هذهـ الأهداف ينفصل تماماً عن مسألة تأثير ذلك على المواطن مباشرة في المدى القريب ، لكن من الطبيعي أن يظهر هذا الأثر في حال استلام السودان لأي مبلغ تم التعهد به سواء في شكل منح أو قروض ، وأضاف المهل "في شأن الديون ، فإنه تم التعهد بإعفاء السودان من 90 في المئة من مجملها ، ويتوقع أن يتم ذلك في يونيو (حزيران) المقبل . وفي المقابل ، يعتقد المحلل المالي السوداني طه حسين ، أن مؤتمر باريس نجح من حيث المبدأ ، مقارنة مع المؤتمرات الثمانية السابقة ، فقد تم الإعداد له بطريقة مختلفة ، مشيراً إلى أنه للمرة الأولى يحدث التزام السداد والتنفيذ ، فهناك تعهدات منذ عام 2005م ، وآخرها ما تم الإعلان عنه في مؤتمر أصدقاء السودان الذي عقد نهاية عام 2020م في برلين ، ولم يتم سداد غير 20.5 في المئة من إجمالي التعهدات فقط . وفي نفس السياق توقع رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك في تصريحات صحافية ، عقب عودته إلى الخرطوم من العاصمة الفرنسية باريس ، أن يتم إعفاء بلادهـ من حوالى 80 في المئة من ديونه الخارجية ، أي ما يعادل 46.44 مليار دولار، بموجب مبادرة الدول الفقيرة المثقلة بالديون "هيبيك" ، وذلك في نهاية يونيو المقبل ، لافتاً إلى أن بقية الديون البالغة 14 مليار دولار هي بمثابة ديون خاصة على الحكومة السودانية . وبيّن حمدوك أن مؤتمر باريس أعاد السودان إلى منظومة التنمية الدولية ، وقدمه بوجه استثماري وسياسي جديد ، موضحاً أنه شكل علامة فارقة في مسار الانتقال المعقد نحو ديمقراطية راسخة في البلاد ، كما اعتبر نتائجه أقل هدية يقدمها للسودانيين . ودعا مواطنيه إلى مواجهة تحديات الانتقال ومعالجتها محلياً من دون التفكير في تصديرها إلى العالم ، الذي أكد بأنه معجب بالتجربة السودانية . كما لعبت الولايات المتحدة دوراً مهماً في حث كثير من الدول ومؤسسات التمويل الكبرى على تقديم العون والمساعدة للسودان ، من أجل تجاوز أزمته الاقتصادية .
لقد اوردت هذهـ المقدمة لكي استنبط منها ان هذا الطاقم الذي نجح بهذا المستوى في مخاطبة العالم بهذا القدر من الاداء ؛ هذا الطاقم لا شك انه سيكون اكثر قدرة على لعب دورا اكبر لو كتب لنا ان تتوقف هذهـ الحرب و يعود اللاعب الرئيسي الدكتور حمدوك ليقوم بنفس الدور مرة أخرى . فالرجل يحوز على قدر من المعرفة والمهارات والقبول ستمكنه أن يحدث التغيير المنشود في بلادنا ان شاء الله . فهو بخلفيته الاقتصادية يكون هو الرجل المعني بالتغيير ، لان التنمية في السودان تنطلق من هذا القطاع للقطاعات الاخرى ومنها التعليم .
في الفقرات التالية ، سنقوم بتفصيل الوسائل التي استخدمتها رواندا لجذب الدعم المالي العالمي وسنستعرض أسماء شركائها في التنمية وههم أيضاً شركماء في هذا النجاح اذ ساهموا في مساعدتها على الخروج إلى بر الأمان . سنقوم بعرض أسماء المؤسسات والمنظمات الرئيسية السبع التي ساهمت بشكل فعّال في دعم الاقتصاد الرواندي عمومًا ومشاريع التعليم خاصةً ، وبتركيز خاص على التعليم الابتدائي الذي حظي بأكبر قدر من التمويل لأهميته في تأهيل المواطنين الروانديين لمستقبلهم العظيم في المنظور القريب والبعيد كمنتجين ومستهلكين في اقتصاد عالمي سريع الايقاع ويتطلب معارف ومهارات عالية للتنافس في السوق العالمي الجديد .
الشركاء الدوليين الرئيسين السبعة في تنمية قطاع التعليم الأساسي في رواندا
1. FCDO Foreign, Commonwealth & Development Office (United Kingdom)
التعليم للجميع : قيمة المشروع (97.6 مليون جنيه إسترليني، 2015م – 2023م). وهو برنامج فني لتحسين الجودة ورفع مستوى المسئولية على مستوى المدرسة في رواندا (2015م –2023م) بدعم وتنفيذ من ESSP)) Education Sector Strategic Plan بالتعاون مع وزارة التربية MINEDUC، REB Rwanda Basic Education Board والوكالات المركزية لتعليم الاساس والمدارس . كانت أهداف المشروع العامة هو تصميم وتنفيذ برنامج لتعزيز المهارات الفنية والقدرات في ثلاث مجالات أساسية :
(i) تحسين تدريس اللغة الإنجليزية والرياضيات في الصفوف من الصف الأول إلى الصف الثالث ؛
(ii) تحسين قيادة المدرسة مع التركيز على التعليم ؛
(iii) تعزيز الأنظمة التعليمية التي تعالج الفجوات الرئيسية على مستوى القطاع والوطني .
شمل البرنامج مكوناً للمساعدة الفنية (ارساء أسس التعلم :Basic Leraning Foundation (BLF)) بالإضافة إلى مساعدة مالية خارج الميزانية كمنح مالية للمدارس، والكتب الدراسية، والتدريب المستمر للمعلمين لدعم المنهج الجديد . تعمل (الـBLF) على تحسين نتائج التعليم في اللغة الإنجليزية والحساب من الصف الأول إلى الخامس في جميع المدارس الابتدائية الحكومية والتي تحظى بدعم الحكومة ، مما يضمن أن الأطفال الروانديين لديهم المهارات الأساسية للتقدم بنجاح من خلال هذا النظام. وكان من المقرر أن ينتهي المشروع الأصلي في عام 2021م . لكن تم التمديد له في التكلفة والوقت لمواصلة وتعزيز مهارات اللغة الإنجليزية لكل من المعلمين والدارسين .
2. World Bank –Quality Basic Education for Human Capital Development Project (US$200 million,
2019م – 2024م)
البنك الدولي – مشروع تحسين التعليم الأساسي لتنمية رأس المال البشري (200 مليون دولار أمريكي، 2019–2024م . قيمة المشروع كانت 200 مليون دولار أمريكي تهدف إلى تحسين كفاءة المعلمين وتشجيع الطلاب بعدم التسرب كفاقد تربوي في مرحلة التعليم الأساسي. يركز الهدف الأول على تعزيز فعالية المعلم لتحسين تدريس الطلاب . و الهدف الثاني، تحسين بيئة المدرسة لجعل المدرسة مكانا جاذبا للطلاب، كذلك حلت بعض القضايا الحرجة المتعلقة بالازدحام والمسافات الطويلة إلى المدارس من خلال بناء فصول دراسية إضافية ومدارس جديدة على مستوى المرحلة الابتدائية . والهدف الثالث ، كان لتطوير القدرات المؤسسية لتعزيز وتطوير القدرات المؤسسية لتعزيز التعيلم والتدريس وتحديث مهارات ومعرفة الموظفين الرئيسيين في الوحدات التي تدير وتنفذ المشروع.
3. Lego Foundation and UNICEF-Learning through Play (US$4 million, 2020-2023)
اليونيسيف ومؤسسة LEGO– التعلم من خلال اللعب (4 مليون دولار أمريكي، 2020م–2023م). يسعى هذا المشروع الى تنفيذ منهج الكفاءات المعتمد في المدارس الابتدائية في رواندا. ويقوم بتدريب المعلمين على تقنيات التدريس المركزة على الطفل والقائمة على اللعب التي تشمل على الأنشطة الحرة والموجهة معاً
4. Belgium and the ELMA Foundation – Induction System for Newly Qualified Teachers (EUR 2.15 million, 2017م– 2024م)
بلجيكا ومؤسسة ELMA – نظام تدريب للمعلمين الجدد المؤهلين (2.15 مليون يورو، (2017م– 2024م). الغرض من هذا البرنامج هو تطوير إرشاد ومراقبة المعلمين الجدد المؤهلين بوساطة الموجهين التربويين . ويتم ذلك بالتزامن مع المدربين من المعاهد التقنية. والهدف من التوجيه والمراقبة هو التعزيز والربط بين التدريب قبل الخدمة وأثناء الخدمة. ولن تقف فائدة هذهـ العملية على المعلمين الجدد فقط في اعدادهم لمهنتهم؛ بل تتعداها الى المعاهد التقنية التي تشارك فيما يحدث في المدارس والمامها بالتحديات التي تواجه المعلمين الجدد في السنة الأولى من الخدمة. ويمكن للمعاهد التقنية المرجعية بدورها تحسين تدريب المعلمين الاساسي . يعمل البرنامج في أربع مقاطعات في مقاطعة الشرق ومقاطعتين في مقاطعة الغرب .
5. United States Agency for International Development USAID
n.d.a).– سوما أميني (72.5 مليون دولار أمريكي، 2016–21). دعم هذا المشروع الجهود الحكومية لتحسين جودة تعليم القراءة في الفصول الدراسية، وتعزيز قدرة النظام في جميع أنحاء القطاع التعليمي، والحفاظ على تحسين القراءة وزيادة عدد الطلاب في الصفوف 1-3 قادرين على قراءة وفهم النصوص على مستوى الصف؛ ومن بين الأنشطة تحسين التطوير المهني وتقديم الدعم المستمر للمعلمين، وضمان توفر المعلمين والطلاب المواد الكافية لتعليم القراءة والممارسة، ومساعدة المعلمين على التركيز على نتائج تعلم الطلاب.
6. United States Agency for International Development USAID– Literacy, Language and Learning (L3) Initiative (US$26.6 million, 2011–17(
USAID– مبادرة القراءة واللغة والتعلم (26.6 مليون دولار أمريكي ، 2011م –2017م). دعم هذا المشروع جهود MINEDUC لتحسين مهارات القراءة والحساب للطلاب في المدارس الابتدائية. هدف البرنامج الى التدريب قبل واثناء الخدمة لإدخال استراتيجيات التدريس وشمل متطوعين من المجتمع. وكان المقصود منه إحداث مكاسب في القراءة المبكرة والحساب واللغة الإنجليزية كلغة ثانية (EDC، 2011). وشملت الاهداف :
• الوصول إلى أكثر من 25,290 معلمًا من خلال برامج التدريب قبل الخدمة وأثناءها والتدريب المكثف
• الوصول إلى أكثر من 1.8 مليون طالب في جميع المدارس الابتدائية الرواندية البالغ عددها 2,400
• تدريب أكثر من 1,140 لجان أهلية تعليمية في دعم التعلم في القراءة.
• توزيع أكثر من 9 ملايين مواد تعليمية على المدارس.
7. United States Agency for International Development. USAID Soma Umenye (US$72.5 million, 2016-21)
هذا المشروع كان بغرض دعم جهود الحكومة لتحسين جودة تعليم القراءة في الصفوف الدراسية، وتعزيز قدرات الحكومة في قطاع التعليم، والحفاظ على تحسين القراءة وزيادة عدد طلاب الصفوف من الصف الأول إلى الثالث القادرين على قراءة النصوص على مستوى الصف؛ وشملت الأنشطة تحسين التنمية المهنية وتوفير الدعم المستمر للمعلمين، وضمان توفر المواد الكافية لتعليم القراءة والممارسة، ومساعدة المعلمين في التركيز على نتائج تعلم الطلاب.
وباختصار قدم النموذج الراوندي في ادارة الدولة دروساً يمكن الافادة منها في كثير من المجالات. وبالنسبة لي فان هذا النموذج السياسي الرواندي قد ادخل على نفسي شيء من الطمأنينة –كما فعلت جنوب افريقيا مع القضية الفسلطينية في الجمعية العامة للامم المتحدة- اذ بالامكان ان يقوم الافارقة بمبادرات على كافة المستويات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية الخ تكون اضافة حقيقة في العالم المتحضر اليوم. وهذا النموذج في التعليم في رواندا جدير بالاحتفاء والافادة منه ولا غرابة اذ هاجرت بعض الفعاليات العلمية السودانية لمواصلة تعليمها في رواندا نتيجة لعدم الاستقرار في السودان كما هو الحال في هجرة طلاب الطب بـ(جامعة العلوم الطبية والتكنولوجيا) الى كيجالي لمواصلة دراستهم في جوي آمن ومحفز. ولا غرابة اذ صارت رواندا كذلك واحدة من أنجح الدول التي استجابت للعمل بنجاح في محاربة فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز) في إفريقيا ، والآن تعمل بجد لوقف انتقال فيروس الإيدز من الأم إلى الطفل. ويتم ذلك من خلال مزيج مبتكر من العلم والتكنولوجيا.

(انتهى)
وفي الحلقة الخامسة سنتحدث ان شاء الله عن:
(i) فلسفة التعليم في السودان
(ii) اقتصاديات التعليم في السودان
(iii) التخطيط التربوي في السودان
For more denials you can consult:
• Spotlight on Basic Education Completion and Foundational Learning in Rwanda 2022.
• More details on HIV/AIDS see: Link
E.Mail
////////////////////////


نقلاً عن سودانايل



التوقيع:
اقتباس:
متعتي في الحياة أن أقول الحقيقة
جورج برنارد شو
elmhasi غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 19-03-2024, 08:45 AM   #[6]
elmhasi
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

اقتباس:

قدر الأمم ومصيرها يبدأ من الفصل الدراسي، طموحات ما بعد الحرب – الجزء (5)
14 February,
2024م
استراتيجية لإصلاح التعليم في السودان تماشياً مع شعارات ثورة ديسمبر 2018م

بقلم / الدكتور أحمد جمعة صديق
جامعة الزعيم الأزهري - جامعة الخرطوم
(الجزء الخامس)

الموضوع الاول : فلسفة التعليم
مقدمة : قدر الامم ومصيرها يبدأ من الفصل الدراسي :
تُحاك مصائر وأقدار الأمم داخل جدران فصولها الدراسية ، حيث تُبذَر بذور التقدم والازدهار . وفي قلب هذهـ العملية التحويلية يقف المعلمون ، كـ(مهندسين) للسلوك البشري . ينطلقون في رحلة نبيلة ، يوجّهون خلالها عقول الشباب نحو التنوير الفكري والعافية البدنية والنمو الروحي . ولو تأملنا - في هذا السياق - التأثير العميق للمعلمين على تطور الأمم ، لادركنا دورهم كمحركات للتطور والتقدم الاجتماعي والاقتصادي والثقافي في كل بلاد الدنيا ، ولكن هذا الدور الفني للمعلم في (هندسة) افراد المجتمع يقوم على بعض الاسس ، وسنفرد لها حيزاً في مقالنا هذا والمقالات القادمة ان شاء الله .
مشاكل التعليم كثيرة في السودان ، منها المشاكل الادارية في المناصب العليا المناط بها ادارة العملية التربوية برمتها . وأهم هذهـ المناصب هو منصب الوزير وهو منصب سياسي في المقام الأول بينما المتوقع أن يكون منصبا فنياً يشغله اختصاصي في علوم التربية وبالضرورة أن يكون صاحب خبرات في مجال التدريس والمناهج حتى يستطيع أن يتحدث لغة قبيلة المعلمين وعشائر الطلاب . وقد لاحظنا ان هذا المنصب يشغله في معظم الأحيان أشخاص ليس لهم علاقة مباشرة بالتعليم من قريب أو بعيد . ومنهم من يجهل المصطلحات العلمية والعملية المتداولة في هذا المجال . فربما يجهل الوزير الفرق بين اختبار التحصيل واختبار القدرات وربما لا يعلم المقصود من صدق المحتوي في المنهج وفلسفة ومبادئ ونظريات التعليم والتدريس .
التعليم يا سادتي مهنة كالطب والهندسة والفلاحة وجميع المهن الاخرى ولذلك ينبغي على من يكون على رأس هذا الجهاز الالمام بالمفردات والمصطلحات حتي يستطيع ان يفهم ويفهم . وليس الالمام بالاطلاع والقراءة ، لا ، مع ان ذلك ممكن ولكن بالمعايشة الفعلية لكل مراحل العملية التعليمية والتربوية داخل اسوار المدرسة وداخل الوحدة الدراسية الصغيرة التي نتعارف عليها باسم الفصل الدراسي . لابد للوزير ان يكون ممن كابد هذا العناء الجميل مع الطلاب والمديرين والمدرسين حتى تأتي احكامه من واقع التجربة وليس من واقعه التنظيمي او السياسي المحض .
وهناك الكثير من مشاكل التعليم منها ما يتعلق بتدريب المعلمين والمناهج والتقويم الدراسي وخلافه وهذهـ سنفرد لها مقالات بالتفصيل في الحلقات القادمة ان شاء الله . بعض هذهـ المشاكل ادارية وفنية كما قلنا ولكن هناك بعض المشاكل تتعلق بالمفاهيم والتوجهات وهي المشاكل الفلسفية لمفهوم واهداف التعليم . كما ان هناك مشاكل تتعلق باقتصاديات التعليم والتخطيط التربوي . هذهـ المواضيع لم تجد نصيبها من الدراسة مع انها جوانب تؤسس للعمل التربوي والتعليمي في البلاد . واليوم في هذهـ العجالة سنتحدث عن فلسفة التعليم واقتصاديات التعليم ولاحقا سنتحدث عن التخطيط التربوي . وسيكون الحديث للفت النظر الى أهمية هذهـ الفروع من المعرفة . وحديثي سيكون من باب ذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين ، اذ ان هذا المجال ليس اختصاصي ولكن فقط لاحظت افتقارنا الى متخصصيين في هذهـ المجالات . وسنبادر هنا بالتوصية باقتراح بتفعيل برامج اكاديمية على مستوى الدبلوم والماجستير والدكتوراة لتأهيل متخصصين في هذا المجال . واقترح ان تتولى وزارة التربية والتعليم البرنامج بالتعاون مع بعض الجامعات كجامعة الخرطوم والجزيرة للشروع فوراً في هذا الامر حتى نملأ هذا الفراغ بمجموعة من الفنييين يتحدثون هذهـ اللغة ويفهمون معاني واهداف هذهـ المصطلحات .
المدارس الفلسفية للتعليم
هناك أربعة مدارس فلسفية يرجع اليها حالياً في إعدادات التعليم : وهي الفسلفة الجوهرية ، التاريخية ، التقدمية ، وإعادة بناء المجتمع الاجتماعي/البيداغوجيا النقدية . وتركز هذهـ الفلسفات الأربع بشكل أساسي على ما يجب أن يُدرَّس وكيفية تدريسه ، أي انها تركز على البرنامج الدراسي الذي يتم تدريسه داخل الفصل الدراسي.
1. الفلسفة الجوهرية
تتمسك الفلسفة الجوهرية في الاعتقاد بوجوب تدريس مجموعة من المهارات الأساسية لجميع الطلاب . ويميل الجوهريون إلى إعطاء الأولوية للتخصصات الأكاديمية التقليدية التي تطور المهارات والأهداف المحددة في مختلف مجالات المحتوى الدراسي وتطوير ثقافة مشتركة . وعمومًا ، تُنادي هذهـ الفلسفة بالعودة الى النهج القليدي في تعليم المعايير الفكرية والأخلاقية . ومهمة المدرسة هنا هي أعداد جميع الطلاب ليكونوا أعضاء منتجين في المجتمع . تركز مناهج الفسلفية الجوهرية على القراءة والكتابة والحساب واستكشاف الحقائق الموضوعية عن العالم الخارجي . ويرى اصحاب هذهـ المدرسة ان تكون المدارس مواقع للجدية والصرامة حيث يتعلم الطلاب العمل الجاد واحترام السلطة . ونظراً لهذا الموقف ، تميل الفلسفة الجوهرية إلى الاشتراك مع مبادئ الفسلفة الواقعية ، اذ تميل الفصول الدراسية الجوهرية أن تكون مركزة حول المعلم في تقديم التعليم عن طريق المحاضرة والعروض التوضيحية . ومن هؤلاء المفكرين الرئيسيين في هذهـ المدرسة : الاستاذ William Bagley, E.D. Hirsh Jr
2. الفلسفة التاريخية (الازلية)
تدعو الفلسفة التاريخية إلى البحث عن الحقائق العالمية التي تمتد عبر الفترات الزمنية التاريخية . هذهـ الحقائق ، يُجادل التاريخيون ، بان لهذهـ الحقائق أهمية أبدية في مساعدة البشر على حل المشاكل بغض النظر عن الزمان والمكان . بينما تشبه هذهـ الفلسفة ، الفسلفة الجوهرية من النظرة الاولى ، الا ان الفلسفة التاريخية تركز على تطوير الفرد بدلاً من التركيز على المهارات . تدعم هذهـ الفلسفة مناهج الفنون الحرة التي تساعد في إنتاج أفراد بالتكامل مع المعرفة في مختلف الفنون والعلوم . ويجب على جميع الطلاب أخذ دروس في اللغة الإنجليزية ، واللغات الأجنبية ، والرياضيات ، والعلوم الطبيعية ، والفنون الجميلة ، والفلسفة . وهي تفضل التعليم بالتركيز على المعلم ؛ ومع ذلك ، يستخدم التاريخيون الأنشطة التعليمية المركزة على الطالب مثل الحوار السقراطي ، الذي يقدر ويشجع الطلاب على التفكير والتمييز وتطوير أفكارهم الخاصة حول الموضوعات . من المفكرين الرئيسيين في هذهـ المدرسة : Robert Hutchins, Mortimer Adler
3. الفلسفية التقدمية
تركز التقدمية على التعلم التجريبي مع التركيز على تطور الطفل ككل . يتعلم الطلاب عن طريق العمل والقيام بالأشياء بدلاً من تلقي المحاضرات من المعلمين . وعادةً ما يكون البرنامج الدراسي متكاملاً عبر المحتويات بدلاً من تقسيمه إلى تخصصات مختلفة . يتمحور موقف التقدمية حول التركيز على حل المشاكل الحقيقية من خلال تجارب حقيقية . تتميز فصول الدراسة التقدمية بالتركيز على الطالب ، حيث يعمل الطلاب في مجموعات تعاونية للقيام بأنشطة مبنية على المشاريع ، والرحلات ، والمشاكل أو الخدمة التعليمية . في هذهـ الفصول الدراسة التقدمية ، يحصل الطلاب على فرص لمتابعة اهتماماتهم ولديهم سلطة مشتركة في التخطيط واتخاذ القرارات مع المعلمين . من المفكرين الرئيسيين لهذهـ المدرسة : John Dewey, Maria Montessori
4. فلسفة إعادة بناء المجتمع الاجتماعي والبيداغوجيا النقدية :
تأسست فلسفة إعادة بناء المجتمع الاجتماعي كرد فعل على فظائع الحرب العالمية الثانية والهولوكوست للتخفيف من الوحشية البشرية . وهي تتبنى الإصلاح الاجتماعي لتحفيز الطلاب لصنع عالم أفضل من خلال غرس القيم الديمقراطية . نشأت البيداغوجيا النقدية كتطبيق النظرية النقدية على التعليم . وبالنسبة للبيداغوجيين النقديين ، التدريس والتعلم هما فعل سياسي بحد ذاته ، ويقولون إن المعرفة واللغة ليستا محايدتين ، ولا يمكن أن تتسما بالموضوعية . لذا ، لا يمكن فصل القضايا المتعلقة بالعدالة الاجتماعية أو البيئية أو الاقتصادية عن المنهج الدراسي . وتهدف البيداغوجيا النقدية الى تحرير الفئات المهمشة أو المضطهدة من خلال تطويرها ، وفقاً لـ(باولو فريري)، وتوفير الوعي النقدي للطلاب . وتقوم البيداغوجيا النقدية بتحويل الفصل الدراسي التقليدي ، الذي يكون فيه المعلم اساس العملية التربوية الى منهج وفصل دراسي يتمحور حول الطالب ويُركز على المحتوى في النقد الاجتماعي والعمل السياسي . المفكرين الرئيسيين في هذهـ المدرسة الفكرية هما Paulo Freire, Bell Hooks
هذهـ بعض المدارس الفلسفية على مستوى الفسلفة الغربية . وبما ان الفسلفة اطار عام لتحرير العقل فالمكان او الزمان لا يؤثر في اي من هذهـ الفلسفات يمكن لنا ان نختار. واعتقد اننا بما نملك من معتقدات كريمة في النصوص القرآنية الصريحة والاحاديث النبوية الصحيحة ، يمكن ان نؤطر للقيم والمفاهيم المذكورة في الفلسفات التي تطرقنا اليها عاليه . ولكن ما نحتاج اليه هو الرؤية التمثيلية (representativeness) لاستنباط منهج فلسفي يقوم على تراثنا الذي يشمل عناصر الهوية والوحدة الوطنية وهي :
- الدين الاسلامي
- والديانات السماوية الاخرى
- والثقافة العربية
- والواقع الجغرافي والتاريخي الافريقي (بمستواهـ المكاني والثقافي)
هذهـ كلها عناصر تجتمع لتشكل هوية الانسان السوداني وتعدهـ للقرن الواحد والعشرين . وغياب اي عنصر (un-representativeness) من عناصر الوحدة الوطنية هذهـ سيخل تماماً بتشكيل التوازن النفسي والعضوي لانسان السودان ، وربما سيجرنا مرة أخري للصراع بين المركز والهامش وسياسة الاستقطاب والاستبعاد والاستعباد التي تسببت في الحرب الجارية الآن . وفي اعتقادي أن الشعارات التي طرحتها ثورة ديسمبر 2018م هي مفاهيم فلسفية وعناصر للوحدة الوطنية ، حيث تبنت الثورة شعارات (الحرية والسلام والعدالة والديمقراطية والمدنية) كأسس ينبغي تضمينها في أي منهج تعليمي مستقبلي في السودان لخلق انسان متحضر وديمقراطي وشمولي(inclusive)في تفكيرهـ وسلوكه في المجتمع الانساني الذي يعيش فيه . وينبغي ان تقوم الفلسفة التربوية في سودان بعد الثورة على مفهوم المواطنة كمفهوم اساسي ومفهوم الدولة المدنية كوحدة سياسية وجغرافية جامعة تديرها مؤسسات ويتساوى فيها الناس في الواجبات والحقوق واحترام امام القانون، يطبق على الكبير والصغير، الوزير والخفير، الغني والفقير والطالب والمدرس معاً.
فلسفة التعليم
هو مصطلح يشير إلى مجموعة من المبادئ والقيم التي تحكم وتوجه العملية التعليمية . تعتبر الفلسفة جوهرية لفهم طبيعة التعليم وأهدافه وأساليبه ، وتوجه القرارات والسياسات التعليمية . تتضمن فلسفة التعليم العديد من العناصر الرئيسية ، منها :
1. رؤية التعليم : تحدد الرؤية العامة لماذا يُعتبر التعليم أساسياً وضرورياً ، وما هي الغايات الأساسية للتعليم . تشمل هذهـ الرؤية توجيهات حول دور التعليم في تنمية الفرد وتحقيق النجاح الشخصي والمجتمعي .
2. المبادئ التوجيهية : تحدد المبادئ الأساسية التي تستند إليها عملية التعليم ، مثل توجيهات حول المساواة والعدالة والتنوع واحترام الفرد وتنمية مهاراته.
3. أساليب التعليم : تحدد الأساليب والممارسات التعليمية التي تستخدم لتحقيق أهداف التعليم ، مثل الأساليب النشطة والتعلم المبني على المشاريع والتعلم التعاوني.
4. تقييم التعليم : توضح كيفية تقييم تقدم الطلاب وتحقيق الأهداف التعليمية ، وتحدد الأدوات والمعايير التي يتم استخدامها في هذا السياق.
5. توجيهات التطوير المستمر: تشجع على التطوير المستمر للتعليم والسعي لتحسين الجودة والفعالية من خلال مراجعة وتحديث السياسات والممارسات التعليمية . فلسفة التعليم قد تختلف من مكان لآخر ومن نظام تعليمي إلى آخر، وتتأثر بالثقافة والقيم والتحديات الاجتماعية والاقتصادية في كل مجتمع . وتعتبر فلسفة التعليم مرشداً هاماً يساعد على توجيه وتحسين العملية التعليمية وتحقيق الأهداف التعليمية المرجوة.
الاهداف التربوية:-
وهي من مشاكل التعليم الاساسية وتعني الاهداف التربوية البرامج التي تنوي االوزارة المعنية تقديمها للجمهور. والأهداف التربوية هي الغايات والتطلعات التي يسعى إليها النظام التعليمي في تحقيقها ، وتشمل مجموعة من الأهداف الرئيسية التي تركز على تطوير الفرد والمجتمع . تهدف الأهداف التربوية إلى تحقيق التنمية الشاملة للفرد في مختلف جوانب حياته ، وتأهيله لمواجهة التحديات والمساهمة في تطور المجتمع . من بين الأهداف التربوية الرئيسية :
1. تنمية المهارات والمعرفة : تهدف التعليم إلى تنمية مهارات الفرد وبناء قاعدة معرفية تساعدهـ على فهم العالم من حوله وتطوير قدراته الفكرية والمعرفية.
2. تحقيق التفوق الأكاديمي: يسعى النظام التعليمي إلى تحفيز الطلاب على تحقيق التفوق الأكاديمي في مجالات متعددة ، من خلال توفير بيئة تعليمية تحفز على الإبداع والتطوير.
3. تنمية القيم والسلوكيات الإيجابية : يهدف التعليم إلى تنمية قيم إيجابية مثل النزاهة والمسؤولية والتعاون واحترام الآخرين، وتعزيز السلوكيات الإيجابية والتعاونية في المجتمع.
4. تطوير المهارات الحياتية: يشمل التعليم تطوير مجموعة من المهارات الحياتية مثل التفكير النقدي وحل المشكلات واتخاذ القرارات والتواصل الفعّال، التي تمكن الفرد من التأقلم مع تحديات الحياة.
5. تحقيق المساواة والعدالة: يسعى التعليم إلى توفير فرص تعليمية متساوية للجميع ، بغض النظر عن الجنس أو العرق أو الطبقة الاجتماعية ، وتعزيز العدالة والمساواة في الوصول إلى التعليم .
6. تنمية الوعي الثقافي والاجتماعي : يهدف التعليم إلى تنمية الوعي بالتراث الثقافي والاجتماعي للمجتمع وتعزيز الانتماء والتفاعل الإيجابي مع المجتمع والعالم بشكل عام . هذهـ بعض الأهداف التربوية الرئيسية التي يسعى النظام التعليمي إلى تحقيقها لتطوير الفرد والمجتمع وتحقيق التنمية الشاملة .
وهناك المشاكل الإدارية والتمويلية ومشاكل المعلمين وتدريبهم والإشراف التربوي والتقويم التربوي ، وقد وجدت بعض الحلول لمعظم هذهـ المشاكل وسهلت صعوباتها . ولكن نواجه في السودان مشكلتين رئيسيتين لا تتعلقان بقضايا المدرسة والمعلم والمنهج والاشراف التربوي والتقويم التربوي مباشرة ؛ لكنهما تعتبران ركائز نظرية يقوم عليها البناء التربوي برمته . وهاتان المشكلتان لم تجدا نصيباً من الاهتمام على الإطلاق وهما : دراسة (اقتصاديات التعليم) كعلم منفرد و(التخطيط التربوي) كمجال حيوي لا يمكن السير بدونهما نحو تعليم ممنهج ومنظم وسنخصص لهما الحلقة القادمة ان شاء الله حيث سنتناول مفهوم اقتصاديات التعليم والتخطيط التربوي .
(يتبع)
E.Mail


نقلاً عن سودانايل



التوقيع:
اقتباس:
متعتي في الحياة أن أقول الحقيقة
جورج برنارد شو
elmhasi غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 29-05-2024, 06:10 PM   #[7]
elmhasi
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

اقتباس:

قدر الأمم ومصيرها يبدأ من الفصل الدراسي، طموحات ما بعد الحرب – الجزء (11)

20 February,
2024م
استراتيجية لإصلاح التعليم في السودان تماشياً مع شعارات ثورة ديسمبر 2018م
بقلم / الدكتور أحمد جمعة صديق
جامعة الزعيم الأزهري - جامعة الخرطوم
(الجزء الحادي عشر)
دور التعليم في تكوين وحماية الدولة المدنية والانتقال الديمقراطي في السودان
يتناول المقال:
- تعريف الدولة المدنية
- تأثير التعليم في تكوين وحماية الدولة المدنية
- ايراد مثاليين لتأثير التعليم في تكوين الدولة المدنية في افريقيا
مقدمة :
يسعى السودانيون عبر تنظيماتهم المدنية (ق ح ت - تقدم - الاحزاب السياسية والمنظمات النقابية الحرة الاخرى) ومنذ اندلاع الثورة في ديسمبر 2018م الى تحقيق الهدف الاول لهذهـ الثورة ، وهو الانتقال الى الدولة المدنية الكاملة والتي تحميها المؤسسات وليس الافراد ، ويقوم فيها القانون بدور المنظم والراعي للعلاقات بين الافراد والافراد والافراد والدولة في اطار حزمة من الواجبات والحقوق .
وقد اثبت السودانيون حبهم للحرية والانطلاق الى فضائها الواسع بالخروج في تلك المظاهرات المليونية - التي لم يشهدها التاريخ الانساني الحديث - بل وبذلوا فيها الارواح رخيصة لتذهب الى بارئها شهداء للحق والواجب .
خرج المتظاهرون يتدافعون للحرية فحصدهم رصاص العسكر بالغدر والخيانة ، فمنهم من قضى نحبه شهيدا وعاني ومازال يعاني الكثيرون من اصابات مستديمة ، ومنهم من فقدنا أثرهـ حياً أو ميتاً ومنهم من ينتظر الى ان يتحقق الفرج ان شاء الله بتأسيس سودان جديد يقوم على المواطنة قبل كل شيء .
ومع استمرار الحرب منذ 15-4-2023م وبالرغم من فقدان الآلاف من الارواح والاصابات والتهجير القسري بالملايين - و لا يزال كل ذلك يجري حتى الآن ؛ ما زال السودانيون يسعون في مفاوضات سلمية عسى أن تفضي الى اتفاق يقودنا الى تأسيس الدولة الحلم ، الدولة المدنية الحرة .
ويعتبر تكوين هذهـ الدولة هو الشغل الشاغل الآن للافراد والجماعات من كل طيف اجتماعي وسياسي وثقافي الخ ... ولكن مع هذهـ المشغوليات يقتضي التخطيط السليم الاحتياط بخطة تمكننا من السيطرة على هذهـ الدولة بعد تأسيها حتى لا يتبخر الحلم ، فاننا نرى واجب الاعداد لهذا اليوم كل في مجاله المهني او الثقافي او الوظيفي لاعداد تصور في كيفية حماية هذه الدولة المدنية والحفاظ على وجودها .
فمن جانبي كمتخصص في التعليم عندي اعتقاد راسخ بان التعليم هو عماد التطور والتقدم في اي مكان في الدنيا وشعار هذهـ المقالات ان اقدار الامم ومصائرها تصنع في الفصول الدراسية . فالاشخاص المتنورين يدركون ما عليهم وما لهم . وفي هذا السياق فالمتوقع من اهل التربية والتعليم بث الوعي الفكري والمهني في تصور الدولة المدنية وكيفية صناعتها وادارتها والحفاظ عليها من خلال عملهم التربوي ومن خلال مناهجهم في هندسة السلوك البشري .
نعلم نحن التربويين ان برمجة الافراد تتم من خلال البرامج الدراسية وهذهـ البرامج عبارة عن اجندة قومية تسعى لتطوير القدرات البشرية من خلال مخرجات جيدة للتعليم . اذن كيف لنا ان نبنبي انسانا يؤمن بمفاهيم الحرية والعدالة والديموقراطية والسلام والمدنية . والاجابة على هذا السؤال هو ببناء مناهج تربوية تتضمن هذهـ المبادئ حتى يتشربها الاطفال في مراحل نموهم الطبيعي . وهذا يكون مدخلنا الى السؤال المطروح في بداية المقال : كيف للتعليم ان يدعم وجود الدولة المدنية ؟
الدولة المدنية
مصطلح الدولة المدنية يشير إلى هيكل حكومي تتعهد المؤسسات المدنية السلطة والسيطرة الأساسية بدلاً عن الجيش أو الشخصيات الاستبدادية ، حيث تتم إدارة الحكم عادةً من قبل النواب المنتخبين أو المسؤولين المعينين الذين ليسوا أعضاء في الجيش . تعمل الدول المدنية على تحقيق أولويات القانون وحقوق الفرد والمبادئ الديمقراطية ، مضمنةً أن يكون للسكان المدنيين صوت هام في عمليات اتخاذ القرار . وهذا المفهوم يتناقض مع الدول العسكرية أو النظم الاستبدادية حيث يمتلك الجيش أو زعيم واحد سلطة كبيرة . تسلط الدولة المدنية غالباً الضوء على الحريات المدنية وحقوق الإنسان والتسوية السلمية للنزاعات من خلال الوسائل الدبلوماسية .
تشكيل وحماية الدولة مدنية في السودان
يعاني السودان الكثير من التحديات المتعلقة بالانتقال من نظام حكم عسكري إلى نظام ديمقراطي . ويلعب التعليم دورًا حاسمًا في هذهـ العملية ، حيث يعمل كمحفز للتحول الاجتماعي ومعزز للقيم الديمقراطية . ويحاول هذا المقال ان يستكشف الطرق المتعددة التي يمكن للتعليم عبرها تشكيل وحماية الدولة مدنية في السودان وتسهيل الانتقال إلى الحكم الديمقراطي . ويقترح المقال الإصلاحات التعليمية والتعليم المدني وايضا توجيه التعليم العسكري والنظامي بل والاشراف على مخرجاته وتمكين الشباب والسياسات التعليمية الشاملة في تعزيز المبادئ الديمقراطية والمشاركة المدنية . بالإضافة إلى ذلك ، نؤكد على أهمية التعاون الدولي والاستثمار في التعليم كمكونات أساسية في رحلة السودان نحو الديمقراطية والتنمية المستدامة . باختصار نريد ان نمكن شعبنا من خلال المعرفة والمهارات والقيم التي تعزز الحكم الديمقراطي .
المناهج الدراسية وحماية الدولة المدنية
وفي هذا السياق لابد من مناهجنا ان تتطرق لدراسة المحاور الاتية للافادة منها في تحقيق هذا الحلم .
1. السياق التاريخي لصراع السودان من أجل الديمقراطية :
- نظرة عامة على تاريخ السودان من الحكم العسكري والاستبداد .
- تحليل للأحداث والحركات الرئيسية التي تدعو إلى التغيير الديمقراطي .
- مناقشة التحديات والعراقيل في انتقال السودان إلى الديمقراطية .
2. أهمية التعليم في الانتقالات الديمقراطية :
- تصوير التعليم كدافع للقيم الديمقراطية والمواطنة المشاركة .
- استعراض الأدبيات العلمية حول العلاقة بين التعليم والديمقراطية .
- دراسات الحالة في البلدان التي لعب فيها التعليم دورًا محوريًا في الانتقالات الديمقراطية .
3. الإصلاحات التعليمية لتعزيز الديمقراطية :
- الحاجة إلى إصلاحات تعليمية شاملة لتوافق المبادئ الديمقراطية .
- تطوير المناهج التي تؤكد على التعليم المدني وحقوق الإنسان والقيم الديمقراطية .
- برامج تدريب المعلمين لتعزيز المنهج الديمقراطي ومهارات التفكير النقدي .
4. التعليم المدني والثقافة السياسية :
- تحديد التعليم المدني وأهميته في تنمية مواطنين مستنيرين وملتزمين .
- دمج التعليم المدني في النظام التعليمي الرسمي والغير الرسمي .
- استراتيجيات لتعزيز الثقافة السياسية وزيادة الوعي بين الشباب والمجتمعات المهمشة .
5. تمكين الشباب للمشاركة الديمقراطية :
- الشباب كوكلاء التغيير في الانتقالات الديمقراطية .
- أهمية برامج تمكين الشباب وتطوير القيادات والمبادرات للمشاركة المدنية .
- دراسات الحالة حول الحركات التي قادها الشباب بنجاح وتأثيرها على الحكم الديمقراطي .
6. السياسات التعليمية الشاملة :
- التصدي للفجوات في الوصول إلى التعليم الجيد عبر المناطق والخلفيات الاجتماعية والاقتصادية .
- سياسات العمل الإيجابي لتعزيز المساواة بين الجنسين والاندماج في التعليم .
- دمج المجتمعات المهمشة، بما في ذلك اللاجئين والنازحين داخليًا، في نظام التعليم .
7. التعاون الدولي والدعم :
- دور المنظمات الدولية والجهات المانحة والحكومات الأجنبية في دعم التعليم للتنمية الديمقراطية .
- أهمية المساعدة المالية والخبرة الفنية وبرامج تبادل المعرفة .
- أمثلة على الشراكات الدولية الناجحة في تعزيز أجندات إصلاح التعليم .
8. التحديات والفرص :
- تحديد العقبات أمام الإصلاح التعليمي والانتقال الديمقراطي في السودان .
- التدخل السياسي في التعليم، نقص الموارد، والمقاومة المؤسسية للتغيير .
- الفرص للتعاون بين الحكومة والمجتمع المدني والقطاع الخاص للتغلب على التحديات .
- إعادة النظر في الدور المحوري للتعليم في تعزيز تشكيل الدولة المدنية والممارسة الديمقراطية في السودان .
- تحديد المهام الدستورية للاجهزة النظامية من الجيش والشرطة والدفاع المدني الخ ... وشرح مهامها بوضوح .
- اخلاء المناطق الحضرية من المظاهر العسكرية وصياغة قوانين بتحديد حركة القوات المسلحة وآلياتها داخل المدن .
- اشراك المؤسسات الاكاديمية في وضع المناهج الثقافية العسكرية بالتعاون مع الجامعات السودانية .
- التأكيد على الحاجة إلى جهود مستمرة وعمل جماعي لتحقيق الإمكانات التحولية للتعليم في الانتقال الديمقراطي في السودان .
- دعوة للفاعلين لإعطاء التعليم الأولوية كأساس للحكم الديمقراطي والتنمية المستدامة في السودان.
• الإصلاحات التعليمية وتطور الدولة المدنية في رواندا بعد الحرب الأهلية
خضعت رواندا ، البلد الذي تضرر بشدة جراء الحرب الأهلية القاسية والإبادة الجماعية في عام 1994م ، لتحولات هامة في قطاعها التعليمي كجزء من جهودها لإعادة الإعمار والانتقال إلى دولة مدنية . يستكشف هذا الجزء من المقال الدور الحيوي للإصلاحات التعليمية في تعزيز تطور الدولة المدنية في رواندا بعد الحرب الأهلية بتوضيح بعض الاستراتيجيات المستخدمة والتحديات التي واجهتها ، والنتائج التي تحققت من خلال هذهـ الإصلاحات من خلال تحليل الآثار المتعددة للتغييرات التعليمية على التماسك الاجتماعي والاستقرار السياسي والنمو الاقتصادي والهوية الوطنية ، ونؤكد هنا ضرورة الربط بين التعليم وتأسيس دولة مدنية تعمل بشكل فعال في أعقاب الصراع .
كان تأسيس دولة مدنية في رواندا بعد الحرب الأهلية الدموية والإبادة الجماعية في عام 1994م تحدياً هائلاً . ومع ذلك ، في وسط أطلال الصراع ، انطلقت رواندا في رحلة إعادة الإعمار والمصالحة والإصلاح . فمن بين مجموعة من الإصلاحات التي تم اتخاذها ، لعبت التحولات التعليمية دوراً حاسماً في تشكيل مسار البلاد نحو الاستقرار والوحدة والتقدم في تطور الدولة المدنية في رواندا بعد الحرب الأهلية .
الإصلاحات التعليمية : دافع لبناء الدولة المدنية :
1. خلفية تاريخية :
- خلفت الحرب الأهلية في رواندا والإبادة الجماعية البلاد في حالة خراب ، مع تفكك التماسك الاجتماعي والانقسامات العرقية العميقة ، والنظام التعليمي المتمزق .
- كان من الواضح ضرورة إجراء إصلاحات تعليمية شاملة للتعامل مع هذهـ التحديات وتوفير الأساس للسلام والتنمية المستدامة .
2. استراتيجيات الإصلاحات التعليمية :
- سياسات تعليمية شاملة : أولت رواندا سياسات تعليمية شاملة تهدف إلى تقديم الاندماج وتعزيز التماسك الاجتماعي . تم تنفيذ مبادرات مثل التعليم الابتدائي المجاني وأنظمة الحصص للفئات المهمشة .
- إعادة النظر في المناهج : خضعت المناهج لتغييرات كبيرة لتعزيز قيم التسامح والمصالحة والمواطنة . تم إعادة تشكيل تعليم التاريخ لتقديم سرد أكثر شمولاً ودقة لماضي رواندا ، مع ان هذا المشروع لرؤية جديدة للتاريخ الراوندي لم يكتمل بشكل نهائي حتى الآن .
- تدريب المعلمين وبناء القدرات : استثمار في برامج تدريب المعلمين أسهم في تجهيز المربين بالمهارات اللازمة لتعزيز التعليم من أجل السلام ، وحل النزاعات ، وتنمية التفكير النقدي بين الطلاب .
3. التحديات والعقبات :
- قيود الموارد : أثارت الموارد المحدودة تحدياً لتنفيذ الإصلاحات التعليمية بشكل فعال ، خاصة في المناطق النائية والريفية .
- المقاومة للتغيير: بسبب التوترات العرقية العميقة والقلق ، تمثل بعض الفئات مقاومة للإصلاحات ، لاسيما من الجماعات التي تخشى فقدان السلطة أو التأثير .
- نقص البنية التحتية : ادت التحديات بسبب البنية التحتية غير المناسبة - بما في ذلك المدارس والمواد التعليمية - الى نقص في تقديم التعليم ذو الجودة في جميع أنحاء البلاد .
4. النتائج والآثار:
- تعزيز الوحدة الوطنية : لعبت الإصلاحات التعليمية دوراً حيوياً في تعزيز الوحدة الوطنية من خلال تعزيز الهوية الرواندية المشتركة التي تتجاوز الانقسامات العرقية . تم دمج مبادرات مثل برامج الخدمة المجتمعية وجهود المصالحة الوطنية في النظام التعليمي .
- تمكين الفئات المهمشة : ساهمت السياسات التعليمية الشاملة في تمكين الفئات المهمشة، بما في ذلك النساء والأقليات العرقية ، من خلال توفير فرص الحصول على التعليم والفرص للتقدم الاجتماعي والاقتصادي .
- المشاركة المدنية والقيم الديمقراطية : أكدت المناهج المعدلة تركيزها على التربية المدنية والقيم الديمقراطية وحقوق الإنسان ، مما أسفر عن تربية جيل من المواطنين المستنيرين والملتزمين بمبادئ الديمقراطية وسيادة القانون .
- التنمية الاقتصادية : أصبحت السكان المؤهلين جيداً عاملاً دافعاً وراء التنمية الاقتصادية في رواندا ، حيث ساهم رأس المال البشري المحسن في زيادة الإنتاجية والابتكار وريادة الأعمال .
لقد كانت الإصلاحات التعليمية حاسمة في تطور رواندا من دولة ممزقة بالحرب إلى دولة مدنية متطورة . من خلال معالجة الأسباب الجذرية للصراع ، وتعزيز الاندماج ، وتعزيز الوحدة الوطنية ، وضعت هذهـ الإصلاحات الأساس للسلام المستدام والتنمية والحوكمة الديمقراطية . على الرغم من التحديات والانتكاسات ، فإن التزام رواندا بالتحول التعليمي يشهد على القوة التحولية للتعليم في بناء مجتمعات متينة ومتماسكة في أعقاب الصراع . وبينما تواصل رواندا رحلتها نحو التقدم والمصالحة ، فإن الدروس المستفادة من الإصلاحات التعليمية لها قيمة لا تقدر بثمن ليس فقط للبلد نفسه ، ولكن أيضاً للمجتمع الدولي الأوسع الذي يتصارع مع التحديات المماثلة لإعادة الإعمار بعد الصراع وبناء الدولة .
• التعليم وتطور الدولة المدنية في جنوب أفريقيا بعد نظام الفصل العنصري
لقد كانت الإصلاحات التعليمية - أيضا - حاسمة في تشكيل تطور الدولة المدنية في جنوب أفريقيا بعد نظام الفصل العنصري . من خلال معالجة الظلم في الماضي ، وتعزيز الشمولية والتنوع ، وتعزيز ثقافة المواطنة الديمقراطية ، وضعت هذهـ الإصلاحات الأساس لمجتمع أكثر عدالة وشمولًا وديمقراطيًةً . ومع ذلك ، لا تزال التحديات قائمة ، وتستمر الجهود المستمرة لضمان أن فوائد التعليم متاحة لجميع الجنوب أفريقيين ، بغض النظر عن العرق أو الطبقة أو الموقع الجغرافي . ومع استمرار جنوب أفريقيا في رحلتها نحو التحول وبناء الأمة ، لا يمكن تجاوز أهمية التعليم كعامل دافع للتغيير الاجتماعي والتنمية .
فانتقال جنوب أفريقيا من نظام الفصل العنصري إلى الديمقراطية كان نقطة تحول هامة في تاريخ البلاد . وأحد المجالات الرئيسية التي خضعت للتحول خلال هذهـ الفترة كان القطاع التعليمي . لعبت الإصلاحات التعليمية دورًا حاسمًا في تعزيز تطور الدولة المدنية في جنوب أفريقيا بعد نظام الفصل العنصري من خلال دراسة الاستراتيجيات والتحديات والنتائج .
الإصلاحات التعليمية : كانت عامل دافع لبناء الدولة المدنية العنصري في جنوب أفريقيا
1. الخلفية :
- كان نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا يهمش السكان السود بشكل منهجي ، خاصة فيما يتعلق بالتعليم . كانت المدارس المفصولة ، وتوزيع الموارد غير المتساوي
، والسياسات التمييزية سائدة .
- مع بزوغ الديمقراطية في عام 1994م ، أدركت الحكومة الحاجة الملحة لمعالجة الفجوات المترسبة في نظام التعليم وبناء مجتمع أكثر شمولاً وعدالة .
2. استراتيجيات الإصلاحات التعليمية :
- تحويل المناهج : خضعت المناهج لتغييرات كبيرة لتعزيز الشمولية والتنوع ، وتمثيل أكثر دقة لتاريخ جنوب أفريقيا . شمل ذلك إدراج الأنظمة المعرفية الأصلية وتعليم اللغات الأفريقية .
- إعادة توزيع الموارد : بذلت جهود لإعادة توزيع الموارد بشكل أكثر عدالة ، مما ضمن أن تتلقى المدارس المضطهدة تاريخيًا التمويل والبنية التحتية والدعم الكافي .
- تدريب وتطوير المعلمين : تم تنفيذ برامج لتعزيز تدريب وتطوير المعلمين ، مع التركيز على تعزيز التعليم متعدد الثقافات ، وعدم العنصرية ، والقيم الديمقراطية .
- العمل الإيجابي : تم تقديم سياسات العمل الإيجابي لزيادة فرص الوصول إلى التعليم العالي للسكان السود في جنوب أفريقيا ، ومعالجة التفاوتات التاريخية في قبول الجامعات وتوظيف الهيئات التدريسية .
3. التحديات والعقبات :
- تراث الفصل العنصري : كان تراث الفصل العنصري ، بما في ذلك الفجوات العميقة المتجزرة والمقاومة للتغيير بين بعض فئات المجتمع ، يشكل تحديات كبيرة لتنفيذ الإصلاحات التعليمية .
- قيود الموارد : توزيع وإدارة دقيقة للموارد داخل قطاع التعليم .
- جودة التعليم : على الرغم من الجهود المبذولة لمعالجة التفاوتات في الموارد ، إلا أن التفاوتات في جودة التعليم استمرت ، لاسيما بين المناطق الريفية والحضرية .
- تمكين الجماعات المهمشة : من خلال معالجة التفاوتات التاريخية في التعليم ، قامت الإصلاحات بتمكين الجماعات المهمشة ، خاصة السكان السود في جنوب أفريقيا ، من خلال توفير الوصول إلى التعليم ذو الجودة والفرص للتقدم الاجتماعي والاقتصادي .
- المواطنة الديمقراطية : ساهم التركيز على القيم الديمقراطية وحقوق الإنسان والتفكير النقدي في النظام التعليمي في تطوير مواطنين مستنيرين وملتزمين بمبادئ الديمقراطية والعدالة الاجتماعية .
- التنمية الاقتصادية : ساهمت الاستثمارات في التعليم وتطوير المهارات في النمو الاقتصادي والتنمية من خلال تزويد الجنوب أفريقيين بالمعرفة والمهارات اللازمة للمشاركة بفعالية في سوق العمل والمساهمة في ازدهار البلاد ، والمشاركة في قضايا على مستوى العالم فقد لمسنا قيمة التعليم في توجه المواطن الافريقي الى اهمية الدولة المدنية . وموقف جنوب افريقيا في الدفاع عن حقوق الفلسطينيين ضد الاحتلال الاسرائيلي في الامم المتحدة كان موقفا مشرفاً لكل افريقيا قيادات وشعوب .

E.Mail

نقلا عن سودانايل



التوقيع:
اقتباس:
متعتي في الحياة أن أقول الحقيقة
جورج برنارد شو
elmhasi غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 29-11-2024, 03:34 PM   #[8]
elmhasi
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

اقتباس:

قدر الأمم ومصيرها يبدأ من الفصل الدراسي، طموحات ما بعد الحرب
الجزء (12)
د. أحمد جمعة صديق
21 February, 2024

استراتيجية لإصلاح التعليم في السودان تماشياً مع شعارات ثورة ديسمبر 2018
بقلم
الدكتور أحمد جمعة صديق
جامعة الزعيم الأزهري - جامعة الخرطوم
(الجزء الثاني عشر)

حراسة أهداف التعليم
لاهمية هذا المقال؛ راينا ان تأتي (التوصيات) في صدر المقال لترسيخ المفاهيم التي نرمي اليها في التفاصيل:
• التوصيات:
يقتضي الاهتمام بالتعليم ايجاد آليات تقوم بعمل الرقيب العام على جميع عمليات التعليم وفحص مخرجاته على جميع المستويات وعليه:
1. يجب ابعاد وزارة التربية والتعليم من المحاصصات السياسية ومنح الوزير (التربوي المختص) التفويض الفني لاداء مهامه بصورة احترافية بعيدا عن اخضاع الوزارة للون السياسي للنظام الحاكم. يجب منح حرية تداول المعارف والمهارات في اطار ما هو متعارف عليه من اختصاص عمل هذه الوزارات لتساعد في تحقيق اهداف التعليم العامة (العقلية والوجدانية والحركية) للافراد.
2. استحداث (ادارة جودة وقياسات التعليم) تقوم بمنح شهادات تفيد بتطبيق المؤسسة التعليمية المعنية (مدرسة، كلية أو جامعة) على أعلى معايير الجودة مقارنة بما هو متعارف عليه في العالم كله او على المستوى الاقليمي. وتمنح الشهادات بجودة المؤسسة ككل وأيضاً شهادات بجودة برامجها التعلمية والتدريبية.
• حراسة أهداف التعليم وضمان السيطرة الكاملة لتحقيقها يتضمن عدة خطوات رئيسية:
ناقشنا في المقالات السابقة الكثير من قضايا التعليم وتطرقنا الى وصف اهداف التعليم في بيئة القرن ال21. ثم تحدثنا عن التعليم والدولة المدنية باعتبارها الكيان الطبيعي الذي يتيح النمو الطبيعي للافراد والجماعات في ظل مؤسسية الدولة وحماية القانون. ثم توصلنا الى أن التعليم هو العمود الفقري في التنمية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية الخ ..اذ من خلال التعليم الجيد يستطيع الافراد ان يحققوا طموحاتهم على المستوى الفردي والجماعي. وفي المقال السابق تطرقنا الى اهمية التعليم في تكوين وتشكيل الدولة المدنية من خلال المناهج التي تخدم الاهداف الفردية والقومية. وقد أوردنا دولة رواندا وجنوب افريقيا كنموذجين للوعي النوعي للمواطن الافريقي الذي أدرك اهمية التعليم في الارتقاء به من وهدة التخلف الى القدرة على المنافسة في اقتصاديات وسياسيات العالم الحديث بكل تعقيداته.
في هذ المقال سنتعرض الى كيفية الحفاظ على تحقيق الاهداف التربوية وديمومة هذه الاهداف كرؤى استراتيجية او مرحلية تحقق في النهاية سعادة الانسان على أرض السودان. ولكي يحتفظ الشعب بمنجزاته في الدولة المدنية ينبغي المحافظة على اركان هذه الدولة ومنها التعليم. فكيف يحافظ التعليم على الدولة المدنية ويمكنها من الديمومة لتحقيق اهدافها؟ هذه بعض العناصر والآليات التي يمكن عن طريقها الحفاظ على الدولة المدنية من اي نوع من انواع التغول ومنها:
1. تحديد الأهداف بوضوح: يجب أن تكون هذه الأهداف التربوية والتعليمية محددة، قابلة للقياس، قابلة للتحقيق، ذات صلة، ومحددة زمنياً. كما يجب التأكد من أن جميع أصحاب المصلحة يفهمون هذه الأهداف وملتزمون بتحقيقها.
2. الرصد والتقييم المستمر: ايجاد نظام رصد وتقييم قوي لتتبع التقدم نحو الأهداف وبتقييم مستمر لما إذا كانت الأهداف المحددة قد تحققت وتحديد أي عوائق أو تحديات قد تعيق التقدم.
3. اتخاذ القرارات بناءً على البيانات: استخدام البيانات لإرشاد عمليات اتخاذ القرارات بجمع البيانات ذات الصلة حول أداء الطلاب، وفعالية المعلمين، وتخصيص الموارد، ومؤشرات أخرى رئيسية. ثم هذه البيانات لتحديد الاتجاهات والأنماط والمجالات التي تحتاج إلى تحسين.
4.إدارة الموارد الفعّالة: لابد من توزيع الموارد بكفاءة لدعم تحقيق أهداف التعليم. يشمل ذلك الموارد المالية والبشرية والمواد التعليمية. تحديد الأولويات في الاستثمارات التي تسهم مباشرة في تحقيق الأهداف.
5.مشاركة أصحاب المصلحة: اطلاع ومشاركة جميع أصحاب المصلحة ذوي الصلة، بما في ذلك الطلاب والمعلمين والآباء والمسؤولين وصناع القرار وأعضاء المجتمع مما يعزز التعاون والتواصل بين هؤلاء الأطراف لتحقيق التوافق نحو تحقيق أهداف التعليم.
6. التطوير المهني: ضرورةالاستثمار في التطوير المهني للمعلمين والموظفين لتعزيز مهاراتهم وكفاءاتهم بتقديم فرص تدريب متناغمة مع أهداف التعليم وتزويد المعلمين بالأدوات التي يحتاجونها لدعم تعلم الطلاب بفعالية.
7. مواءمة المنهاج الدراسي: التأكد من توافق المنهج الدراسي مع أهداف التعليم ويوفر للطلاب المعرفة والمهارات التي يحتاجونها للنجاح ثم مراجعة وتحديث المنهاج الدراسي بانتظام ليعكس التغييرات في الاحتياجات والأولويات.
8. يئة تعليمية داعمة: ضرورة إنشاء بيئة تعليمية داعمة تعزز انخراط الطلاب وتحفزهم وتسهم في نجاحهم ثم تنفيذ استراتيجيات لمعالجة عوامل مثل سلوك الطلاب وثقافة المدرسة وإدارة الصف التي قد تؤثر على تحقيق أهداف التعليم.
9. المرونة والقدرة على التكيف: لابد من المرونة والتكيف استجابة للتغيرات في الظروف والاحتياجات مع وضع استراتيجيات مرنة حسب الضرورة للتغلب على التحديات والبقاء على المسار نحو تحقيق أهداف التعليم.
10. الشفافية والمساءلة: علينا ان نحافظ على الشفافية في عمليات اتخاذ القرارات وضمان مساءلة جميع أصحاب المصلحة عن أدوارهم في تحقيق أهداف التعليم. أنشئ آليات للإبلاغ عن التقدم ومعالجة القلق وإجراء التعديلات حسب الاقتضاء.
فمن خلال اتباع هذه الخطوات، يمكن لأصحاب المصلحة في التعليم حماية أهداف التعليم والحفاظ على السيطرة الكاملة لضمان تحقيقها بنجاح.
• آليات تنفيذ الاهداف التربوية والتعليمية
ان وضع الاهداف والخطط يحتاج الى متابعة لتحقيق تلك الاهداف من خلال تلك الخطط. اذن فما هي آليات حفظ الاهداف التربوية والتأكد من تحقيق الاجندة التعليمية على مستوى الفرد والجماعة وعلى مستوي الوطن.
سنفصل مجموعة من الادوار الادارية المهنية التي تساعد في ديومة وتحقيق اهداف التعليم ومنها:
1. دور وزراء التعليم في الدولة
2. دور مدراء المدارس
3. دور المرشدين التربويين
4. دور المعلمين في داخل الفصل
التحكم في التعليم ومخرجات التعليم يعتمد على آليات متعددة لتنفيذه على المستويات المختلفة، تتراوح بين المستوى الوزاري ومستوى الصف الدراسي. وكل مستوى من مستويات الادارة يلعب دورأً حاسماً في ضمان الجودة والفعالية، والالتزام بالأهداف التعليمية. في هذه الاسطر، سنتناول آليات التحكم في كل مستوى مع ايراد بعض الأمثلة وأهميتها.
1. الادارة على مستوى الوزارة:
يشهد التعليم في السودان الكثير من التقلبات وخاصة في وزراة التربية والتعليم والتي تخضع للمحاصصات السياسية، بدلاً من وضع الشخص المهني المناسب في المكان المناسب. فالمزاج السياسي والتوجه الفكري السياسي هو الموجه لادارة وزارة التربية والتعليم. اذن لا غرابة أن نجد أن مناهجنا تتلون بألوان الطيف السياسي للفئة الحاكمة في البلاد، وعليه تتأرجح اهدافنا التعليمية في كل وقت من أقصى اليمين الى أقصى اليسار و تتحول من المسار الديموقراطي الى فرض الانظمة الديكتاتورية لتوجهاتها في الحكم.
شهدت الوزارة في تاريخها الطويل جميع الوان الطيف في الانتقال برؤيا التعليم من المعسكر الشرقي الى المعسكر الطائفي والي الديني والديني المتطرف احياناً. وعهدنا بالتعليم ان العلوم والرياضيات واللغات والفنون ليس لها دين أو عقيدة لتتلون بها كما يتلّون الحكام، بل هي معارف تتحول الى مهارات يجب ان يكتسبها الطالب لتعينه على اغراض الحياة. وعليه فاننا نطمح في ظل الدولة المدنية في تعليم يراعي الحاجات العضوية والنفسية الحقيقية للطالب في شكل جرعات مناسبة لكل افراد المجتمع مع مراعاة التدرج في المنهج والحاجات الآنية والحيوية للدارسين.
تتولى هيئات الحكومة أو وزارات التربية والتعليم الإشراف على توجهات التعليم العام، والسياسات، والتنظيمات. حيث يتم تحديد المعايير الوطنية، والإطار الدراسي، وتوجيهات للتقييم والتقويم. ووزارة التربية والتعليم هي الجهة الموكول اليها تنمية زتطوير ذكاء الافراد والجماعات. وهذه أمثلة على آليات التحكم على مستوى الوزارة وتشمل:
- المعايير الوطنية للمناهج: تحدد الحكومات المعايير والاجندة الوطنية للمناهج التي تشمل المعرفة والمهارات والكفايات التي يجب أن يكتسبها الطلاب في كل مستوى دراسي. على سبيل المثال، في الولايات المتحدة، توفر معايير Common Core* توجيهات لفنون اللغة الإنجليزية والرياضيات. وتقوم الوزارات وادارت التربية بتنفيذ هذه السياسات.
- السياسات والتنظيمات التعليمية: تطوّر وتنفذ وزارات التربية والتعليم سياسات وتنظيمات للحكم على جوانب مختلفة من النظام التعليمي، مثل منح ترخيص بمزاولة مهنة التعليم، والاعتماد المدرسي، وتوزيع التمويل. على سبيل المثال، أدخل قانون "No Child Behind" في الولايات المتحدة كتدابير لتحسين تحصيل الطلاب.
- آليات ضمان الجودة: تطبق الحكومات آليات ضمان الجودة، مثل الفحوصات، والتدقيقات، وعمليات الاعتماد، لمراقبة الأداء والامتثال في المؤسسات التعليمية. ففي المملكة المتحدة، تقوم هيئة (Ofsted) بفحوصات منتظمة للمدارس لتقييم كفاءتها العامة وجودة تقديم التعليم. كما تقوم الهيئة الوطنية للتقويم والاعتماد الأكاديمي "The National Authority for Academic Accreditation and Quality Assurance" في المملكة العربية السعودي بدور الحارس على جودة التعليم في البلاد.
وباختصار يعتبر التحكم في سياسات التعليم على مستوى الوزارة أمراً حيوياً للحفاظ على العدالة والمساءلة عبر النظام التعليمي. ومن خلال تحديد المعايير والسياسات وتطبيق آليات ضمان الجودة، تضمن الحكومات أن يظل التعليم متماشياً مع الأولويات الوطنية ويستجيب لاحتياجات الطلاب والمجتمع.
2. دور الادارة المدرسية :
يلعب مدراء المدارس دوراً حاسماً في مراقبة العمليات اليومية والإدارة والقيادة التعليمية داخل مدارسهم. فهم مسؤولون عن تنفيذ السياسات وإدارة الموارد وتعزيز بيئة تعلم ملائمة. أمثلة على آليات السيطرة على هذا المستوى تشمل:
- يحددون أهدافًا لتحقيق التحصيل الطلابي وأداء العاملين ومبادرات تحسين المدرسة. على سبيل المثال، يمكن لمدير المدرسة تحديد هدف لزيادة معدلات التخرج أو تحسين درجات الاختبارات الموحدة
- إشراف وتقييم العاملين: يقوم مدراء المدارس بإشراف وتقييم أداء المعلمين والعاملين لضمان الجودة التعليمية والمساءلة. يجرون مراقبات في الفصول الدراسية ويقدمون ملاحظات ويسهلون الفرص للتطوير المهني. بالإضافة إلى ذلك، قد يقوم المدراء بتنفيذ نظم التقييم الأدائي لتقييم فعالية المعلمين وتعزيز التحسين المستمر.
- يلعب المدراء دوراً حاسماً في ترجمة السياسات والأهداف التعليمية إلى استراتيجيات قابلة للتنفيذ على مستوى المدرسة. من خلال إدارة الموارد بفعالية ودعم تطوير العاملين ومراقبة الجودة التعليمية، يساهمون في نجاح وفعالية المدرسة بشكل عام.
3. الادارة على مستوى الصف الدراسي:
على مستوى الصف الدراسي، يكون المعلمون مسؤولين بشكل رئيسي عن تقديم التعليم وتقييم تعلم الطلاب وخلق بيئة تعلم إيجابية. يقومون بتنفيذ المعايير الدراسية،وتقديم الملاحظات للطلاب. أمثلة على آليات السيطرة على هذا المستوى تشمل:
- تخطيط وإعداد الدروس: يقوم المعلمون بتصميم خطط دروس تتوافق مع المعايير الدراسية والأهداف التعليمية واحتياجات الطلاب. يختارون المواد التعليمية المناسبة والأنشطة والتقييمات لجذب الطلاب وتعزيز التعلم. على سبيل المثال، قد يخطط معلم العلوم لتجربة لتوضيح التفاعلات الكيميائية.
- استراتيجيات إدارة الصف الدراسي: يضع المعلمون قواعد وروتين وتوقعات للحفاظ على بيئة تعلم آمنة ومنظمة. كما يستخدمون استراتيجيات مثل التعزيز الإيجابي والتواصل الواضح وتدخلات السلوك لمعالجة سلوك الطلاب بفعالية. على سبيل المثال، قد يقوم المعلم بتنفيذ نظام مكافآت لتشجيع السلوك الإيجابي.
- التقييم والملاحظات: يقوم المعلمون بتقييم تعلم الطلاب من خلال مختلف التقييمات التكوينية والتشكيلية، مثل الاختبارات والمشاريع والعروض التقديمية. يقدمون ملاحظات بناءة وفورية للطلاب لتوجيه تعلمهم ونموهم الأكاديمي. على سبيل المثال، قد يستعرض معلم الرياضيات واجبات الطلاب المنزلية ويقدم اقتراحات للتحسين.
يعتبر التحكم على مستوى الصف الدراسي أمرًا حاسمًا لتعزيز مشاركة الطلاب وتحقيق النجاح الأكاديمي والتنمية الاجتماعية والعاطفية. من خلال تنفيذ استراتيجيات التدريس الفعّالة وإدارة ديناميات الصف وتقييم تقدم الطلاب، يخلق المعلمون بيئة تعليمية داعمة تسهم في نجاح الطلاب.
• الإدارة والإشراف التربوي:
غالبًا ما تكون للمؤسسات التعليمية هياكل إدارية، مثل مكاتب المناطق التعليمية أو الهيئات التعليمية الإقليمية، مسؤولية الإشراف على عمليات وأداء مدارس متعددة. تقدم هذه الهياكل الإدارية الإشراف والدعم لضمان الامتثال للسياسات والمعايير. وهذه أمثلة على آليات التحكم في الإدارة والإشراف تشمل:
- الزيارات والفحوصات الإشرافية: يقوم المشرفون التربويون بزيارات وفحوصات منتظمة لتقييم أداء المدارس والامتثال للتنظيمات وتطبيق أفضل الممارسات. يقدمون الدعم والإرشاد والتوصيات للتحسين استنادًا إلى ملاحظاتهم. على سبيل المثال، قد يقوم مشرف منطقة بزيارة المدارس لاستعراض تنفيذ المناهج والممارسات التعليمية.
- تحليل البيانات والتقارير: تقوم الهيئات التعليمية بجمع وتحليل وتقديم التقارير عن مختلف جوانب أداء المدرسة، مثل تحصيل الطلاب ومعدلات الحضور ومعدلات التخرج. يستخدمون البيانات لتحديد الاتجاهات والأنماط والمجالات التي تحتاج إلى تدخل. على سبيل المثال، قد تقوم هيئة تعليمية بتحليل نتائج التقييم لتحديد المدارس التي تحتاج إلى دعم إضافي.
- مبادرات التطوير المهني: تنظم الهيئات التعليمية مبادرات للتطوير المهني، مثل ورش العمل وبرامج التدريب، لتعزيز مهارات وكفاءات المعلمين. تتعاون مع الجامعات والمنظمات التعليمية والجمعيات المهنية لتقديم فرص تعلم مهني ذات صلة وموجهة. على سبيل المثال، قد ترعى هيئة تعليمية إقليمية ورش عمل حول تكامل التكنولوجيا في التعليم للمعلمين. تتضمن الإدارة والإشراف التماسك والتحسين المستمر عبر المؤسسات التعليمية. من خلال توفير الإشراف والدعم والموارد، تساهم الهيئات التعليمية في فعالية ومساءلة النظام التعليمي ككل.
وباختصار يحتاج التحكم في التعليم الى آليات تنفيذ على مستويات متعددة، بدءاً من السياسات الوزارية إلى الممارسات الصفية. وكل مستوى من مستويات التحكم يلعب دوراً متفرداً في ضمان الالتزام بالمعايير وتعزيز المساءلة وتعزيز نجاح الطلاب. ومن خلال تحديد أهداف واضحة وتوزيع الموارد بفعالية ومراقبة الأداء وتقديم الدعم، يساهم أصحاب المصلحة في التعليم في جودة وفعالية النظام التعليمي. وتتيح الآليات الفعالة في ادارة الأنظمة التعليمية التكيف مع التغيرات في الاحتياجات ومواجهة التحديات، والوفاء بمهمتها في توفير تعليم عالي الجودة لجميع الطلاب.
Notes:

• Common Core:
in the US) a set of educational standards for teaching and testing English and mathematics between kindergarten and 12th grade: the Common Core outlines skills and knowledge that public school students should acquire in each grade· with the adoption of the new Common Core Standards, there is much greater emphasis on being able to write coherently about what one reads through "Common Core tests"

• No Child Left Behind Act of 2001
The No Child Left Behind Act of 2001 (NCLB) was a U.S. Act of Congress promoted by the Presidency of George W. Bush. It reauthorized the Elementary and Secondary Education Act and included Title I provisions applying to disadvantaged students.

• Ofsted
It is the Office for Standards in Education, Children’s Services and Skills. They inspect services providing education and skills for learners of all ages. They also inspect and regulate services that care for children and young people.
• الهيئة الوطنية للتقويم والاعتماد الأكاديمي The National Authority for Academic Accreditation and Quality Assurance"
هي مؤسسة حكومية سعودية تقوم بالإشراف على التقييم والاعتماد الأكاديمي في المملكة العربية السعودية، كما تشرف على اعتماد كل مؤسسات التعليم فوق المرحلة الثانوية . تأسست الهيئة عام 2004م وتتبع إدارياً المجلس الأعلى للتعليم.


[email protected]
//////////////////////



نقلا عن سودانايل



التوقيع:
اقتباس:
متعتي في الحياة أن أقول الحقيقة
جورج برنارد شو
elmhasi غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 14-12-2024, 10:45 AM   #[9]
elmhasi
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

اقتباس:

قدر الأمم ومصيرها يبدأ من الفصل الدراسي، طموحات ما بعد الحرب –
الجزء (13)
23 February, 2024
استراتيجية لإصلاح التعليم في السودان تماشياً مع شعارات ثورة ديسمبر 2018م
بقلم : الدكتور أحمد جمعة صديق
جامعة الزعيم الأزهري - جامعة الخرطوم
(الجزء 13)
دور الآباء في تشكيل سياسات التعليم وإدارة المدارس
المقدمة :-
في المقال السابق تحدثنا عن اهمية التعليم واهدافه، ثم عرجنا على طرح آليات المحافظة واستدامة هذه الاهداف. وقد تطرقنا الى انشاء هيئات القياس والتقويم التربوي لتقوم بوضع معايير لجودة المؤسسات التعليمية، وكذلك منح شهادات جودة مخرجات التعليم، والرقابة على المحافظة على التطور والتقدم المستمر.
وقد استعرضنا بعض التجارب على المستوى العالمي في امريكا والمملكة المتحدة وكندا، وأخذنا المملكة العربية السعودية على المستوى الاقليلمي. ورأينا كيف تدار عملية توضع معايير وضبط الجودة في التعليم، على كافة المستويات من المدرسة الى الكلية ثم على مستوى الجامعة. وفي هذا المقال سنتحدث اليوم عن آلية أخرى من آليات المحافظة على التعليم ومخرجات التعليم؛ وهو دور الأباء والأمهات في ادارة التعليم والمحافظة على مخرجاته المتمثلة في ابنائهم وفلذات اكبادهم. وسنتناول أيضاً بعض الأمثلة للأدوار التي يقوم بها الأباء والأمهات كرقباء للتعليم في امريكا وكندا وفلندا كمناذج ناجحة، في توضيح دور الأباء والأمهات في التحكم والتدخل في سياسة التعليم في هذه البلدان، على مستوى الدولة ثم الولاية والمدرسة.
• خلفية :-
التعليم هو ركيزة للمجتمع الحديث ، حيث هو الأساس الذي تبنى عليه الأجيال القادمة معارفها ومهاراتها وفهمها للعالم. فبينما يلعب صانعو السياسات والمربون أدواراً حاسمة في تشكيل النظم التعليمية؛ فإن الآباء يمتلكون أيضًا تأثيراً كبيراً في ضمان تلبية احتياجات أطفالهم وضمان جودة التعليم. في كندا والولايات المتحدة، يشارك الآباء بنشاط في الترويج للسياسات التي تتماشى مع قيمهم وتفضيلاتهم وطموحاتهم لتعليم أطفالهم. يستكشف هذا المقال الطرق المختلفة التي يمكن من خلالها للآباء أن يؤثروا في السياسات التعليمية على مستوى الولاية ويؤثروا في ممارسات إدارة المدارس في كلتا البلدين.
• دور الآباء في التعليم في الولايات المتحدة الامريكية وكندا:
الآباء أصحاب مصلحة رئيسية في النظام التعليمي في كل الدنيا، لأنهم يهتمون بشدة بنجاح أبنائهم الأكاديمي ونموهم الشخصي ورفاهيتهم العامة. وبالتالي، فإن للآباء مصلحة كبيرة في التأثير على السياسات والممارسات التعليمية لضمان أن يحصل أطفالهم على أفضل تعليم ممكن. في كندا والولايات المتحدة، يمتلك الآباء طرقاً متعددة يمكنهم من خلالها التفاعل مع صانعي السياسات والمربين ومديري المدارس لتشكيل اتجاه السياسة التعليمية والإدارة.
• مشاركة الآباء في سياسات التعليم:
على مستوى الولاية/المقاطعة، يتم صياغة وتنفيذ السياسات التعليمية من قبل المسؤولين الحكوميين، في كثير من الأحيان بالتشاور مع مختلف أصحاب المصلحة، بما في ذلك الآباء. في كل من كندا والولايات المتحدة، يمكن للآباء التأثير على السياسات التعليمية من خلال قنوات عديدة:
1. منظمات الدفاع: تلعب جماعات الضغط التي يقودها الآباء دوراً حاسماً في تشكيل السياسات التعليمية من خلال تأثيرها على المسؤولين الحكوميين، وتنظيم الحملات الجماهيرية، وزيادة الوعي بالقضايا التي تؤثر على الطلاب والأسر. تركز هذه المنظمات غالباً على قضايا محددة مثل إصلاح المناهج الدراسية، وتوزيع التمويل، وخدمات التعليم الخاصة، أو سلامة المدارس.
2. جمعيات الأهل والمعلمين (الروابط الأهلية/ Parents Teachers Organizations PTOs ): تعتبر الروابط الأهلية قنوات حيوية للمشاركة الأهلية في المدارس. توفر هذه المنظمات منصات للآباء للتعبير عن مخاوفهم، والمشاركة في عمليات اتخاذ القرار، والتعاون مع المربين لتحسين سياسات وممارسات المدرسة.
3. المجالس المدرسية: تتولى المجالس المدرسية المنتخبة مسؤولية الإشراف على حوكمة المدارس العامة واتخاذ قرارات رئيسية بشأن المناهج وتحديد الميزانية وتوظيف الأساتذة وسياسات المدرسة. يمكن للآباء الترشح لمناصب المجلس المدرسي أو المشاركة في اجتماعات المجلس المدرسي للتأثير على عمليات اتخاذ القرار والترويج للسياسات التي تعكس أولوياتهم.
4. استشارات عامة وآليات التعليقات: غالباً ما تطلب الجهات الحكومية آراء الآباء وأعضاء المجتمع من خلال استشارات عامة واستطلاعات الرأي وآليات التعليقات عند وضع أو تنقيح السياسات التعليمية. يمكن للآباء الاستفادة من هذه الفرص لمشاركة آرائهم واقتراح التوصيات والتعبير عن الدعم أو المعارضة للتغييرات السياسية المقترحة.
5. المشاركة الانتخابية: يمكن للآباء ممارسة حقوقهم الديمقراطية عن طريق التصويت للمرشحين السياسيين الذين يدعمون القضايا التعليمية المتماشية مع قيمهم وأولوياتهم. من خلال دعم المرشحين الذين يعطون أولوية لتمويل التعليم والعدالة والمساءلة، ويمكن للآباء أن يؤثروا بشكل غير مباشر على السياسات التعليمية على مستوى الولاية/المقاطعة.
• المشاركة الأبوية في إدارة المدرسة:
بالإضافة إلى التأثير على السياسات التعليمية على مستوى الولاية/المقاطعة، يلعب الآباء أيضًا دوراً حيوياً في تشكيل ممارسات إدارة المدرسة وتعزيز بيئات مدرسية إيجابية. وفيما يلي بعض الطرق التي يمكن من خلالها للآباء أن يساهموا في إدارة المدرسة بفعالية:
1. مشاركة الآباء في حوكمة المدرسة: تتكون العديد من المدارس من مجالس أهلية أو لجان استشارية تتألف من الآباء والمعلمين والمديرين وأعضاء المجتمع. توفر هذه الهيئات منصة لاتخاذ القرارات بالتعاون حول القضايا المتعلقة بسياسات المدرسة والبرامج والمبادرات.
2. التطوع ومشاركة الآباء: يمكن للآباء التطوع بوقتهم وخبراتهم لدعم مختلف الأنشطة المدرسية، مثل المساعدة في الفصول الدراسية، والبرامج اللاصفية، وفعاليات جمع التبرعات، وورش العمل للآباء. تعزز المشاركة الفعّالة للآباء شعوراً بالملكية المجتمعية وتعزز الشراكة بين البيت والمدرسة.
3. التواصل والتعاون: تعتبر خطوط الاتصال المفتوحة بين الآباء وموظفي المدرسة أمراً أساسياً لبناء الثقة وحل النزاعات ومعالجة المخاوف في الوقت المناسب. يمكن للمدارس تيسير مؤتمرات الآباء والمعلمين، والنشرات الإخبارية، والمواقع الإلكترونية، ومنصات التواصل الاجتماعي لإبقاء الآباء على اطلاع ومشاركة في تعليم أطفالهم.
4. تعليم الآباء وتمكينهم: يمكن للمدارس توفير فرص لتعليم وتمكين الآباء من خلال تقديم ورش عمل وندوات وموارد حول مواضيع مثل تنمية الطفل، واستراتيجيات الدعم الأكاديمي، ومهارات الأبوة، وكيفية التنقل في النظام التعليمي. يكون الآباء مثل هؤلاء الآباء المدربون مجهزين بشكل أفضل للترويج لاحتياجات أطفالهم والمساهمة بشكل إيجابي في مجتمعات المدارس.
5. التغذية الراجعة والتحسين المستمر: يمكن للمدارس أن تستجيب لرأي الآباء من خلال استطلاعات الرأي وصناديق الاقتراحات لتقييم مستويات الرضا، وتحديد المجالات التي يمكن تحسينها، واتخاذ قرارات مستنيرة بشأن سياسات وممارسات المدرسة. تشجيع الآباء كشركاء في عملية تحسين المدرسة يعزز الشفافية والمساءلة.
وعلى العموم، يلعب الآباء دوراً حاسماً في تشكيل السياسات التعليمية على مستوى الولاية/المقاطعة والتأثير في ممارسات إدارة المدرسة في كندا والولايات المتحدة. من خلال الترويج والمشاركة والتعاون والتمكين، يمكن للآباء ضمان اسماع أصواتهم، ومعالجة مخاوفهم، والحصول على تعليم عالي الجودة يُعد أطفالهم للنجاح في عالم متغير باستمرار. من خلال التعاون مع صانعي السياسات والمربين ومديري المدارس، يمكن للآباء أن يعملوا بصورة جماعية في خلق أنظمة تعليمية عادلة وشاملة ومتمركزة حول الطالب تلبي الاحتياجات المتنوعة لجميع الدارسين.
• الدور الأساسي للآباء في تشكيل السياسات التعليمية وإدارة المدارس في فنلندا
المقدمة:
فنلندا معروفة عالمياً بنظامها التعليمي عالي الجودة، حيث تحتل مراكز متقدمة بشكل مستمر في التقييمات الدولية مثل برنامج تقييم الطلاب الدولي (Programme for International Student Assessment-PISA). وتتميز نجاحات التعليم في فنلندا بالنهج التعاوني الذي يشمل أصحاب المصلحة المختلفين، بما في ذلك الآباء، في تشكيل السياسات التعليمية وإدارة المدارس. في هذا الجزء من المقال، سنستكشف الدور الهام الذي يلعبه الآباء في تأثير السياسات التعليمية في فنلندا وكيف يساهمون في إدارة المدارس بفعالية.
• نظام التعليم الفنلندي:
قبل الغوص في دور الآباء، من الضروري فهم السمات الرئيسية لنظام التعليم الفنلندي. يبرز نظام التعليم في فنلندا التوجه نحو العدالة والشمول والمنهج الشامل للتعليم. ويتميز بمناهج دراسية شاملة ومرنة، ومعلمين مؤهلين تأهيلاً عالياً، واختبارات قياسية وتركيز على تعزيز رفاهية الطلاب ومهارات التفكير النقدي.
• دور الآباء في تشكيل السياسات التعليمية:
1. المشاركة الأبوية في عمليات اتخاذ القرار:
تتجذر المشاركة الأبوية في السياسات التعليمية في النظام في فنلندا، حيث يحظى الآباء بفرص المشاركة في عمليات اتخاذ القرار على مستويات مختلفة، بما في ذلك على مستوى المدرسة والبلدية والدولة. تُعتبر مداخلات الآباء ذات قيمة وضرورية في تشكيل السياسات التي تؤثر على تعليم الطلاب ورفاهيتهم.
2. الجمعيات والمنظمات الأبوية:
تلعب الجمعيات والمنظمات الأبوية دوراً حاسماً في الترويج للسياسات التي تتماشى مع مصالح الطلاب والعائلات. توفر هذه الجمعيات منبراً للآباء للتعبير عن مخاوفهم، وتبادل الأفكار، والتعاون مع صناع السياسات والمربين وأصحاب المصلحة الأخرى. وغالباً ما تشارك في حوار مع المسئولين الحكوميين والسلطات التعليمية للتأثير على قرارات السياسة.
2. التعاون مع المدارس والمربين:
تعزز المدارس الفنلندية ثقافة التعاون بين الآباء والمعلمين ومديري المدارس. يُشجع الآباء على التفاعل مع مدارس أطفالهم، وحضور اجتماعات الآباء والمعلمين، والمشاركة في الأنشطة المدرسية. يضمن هذا النهج التعاوني أن يشارك الآباء بنشاط في تعليم أطفالهم ويكون لهم دور في المسائل المتعلقة بالمدرسة.
4. التمثيل الأبوي في مجالس ولجان التعليم:
قد يكون للآباء دور في مجالس التعليم أو اللجان أو الفرق الاستشارية على مستوى البلدية أو الدولة. توفر هذه الهيئات فرصاً للآباء للمساهمة بآرائهم وتجاربهم وخبراتهم في مناقشات حول السياسات التعليمية والإصلاحات. يلعب الممثلون الأبويون دوراً حيوياً في ضمان أن تستجيب السياسات لاحتياجات الطلاب والعائلات.
5. الترويج للعدالة والشمولية:
يعتبر الآباء الفنلنديون مدافعين قويين عن العدالة والشمول في التعليم. ويعملون على ضمان أن يحصل جميع الطلاب، بغض النظر عن خلفياتهم أو ظروفهم، على تعليم وخدمات دعم عالية الجودة. يشارك الآباء بنشاط في المبادرات التي تهدف إلى تقليل الفجوات التعليمية وتعزيز الفرص المتساوية لجميع الأطفال.
• دور الآباء في إدارة المدارس:
1. المشاركة الأبوية في حوكمة المدرسة:
غالباً ما تحتوي المدارس الفنلندية على مجالس أو لجان أبوية تلعب دوراً في حوكمة المدرسة. تتألف هذه المجالس من الآباء والمعلمين، وفي بعض الأحيان الطلاب، الذين يتعاونون في المسائل المتعلقة بسياسات المدرسة والميزانيات والإدارة العامة. يسهم الآباء بآراءهم وآرائهم القيمة في عمليات اتخاذ القرار، مضمنين بذلك استجابة المدارس لاحتياجات الطلاب والعائلات.
3. التطوع والأدوار الداعمة:
يُشجع الآباء في فنلندا على التطوع بمختلف القدرات داخل المدارس، مثل المساعدة في الأنشطة اللاصفية، أو تنظيم الفعاليات، أو تقديم الدعم في الفصول الدراسية. يعزز التطوع الشعور بالمجتمع والمسؤولية المشتركة نحو نجاح المدارس. ويسهم الاشتراك النشط للآباء في تحسين المناخ المدرسي وتعزيز البيئة التعليمية العامة للطلاب.
3. التواصل والتعاون مع المعلمين:
يعد التواصل الفعال بين الآباء والمعلمين أمراً أساسياً لنجاح الطلاب اذ تولي المدارس الفنلندية أولوية لتوفير قنوات اتصال مفتوحة بين المعلمين والآباء، من خلال تيسير الاجتماعات العادية، ومؤتمرات الآباء والمعلمين، وفرص الحوار. يتم إبقاء الآباء على علم بتقدم أطفالهم، ويتم التعامل بشكل تعاوني مع أي مخاوف أو مشاكل.
4. توفير التعليم والدعم للآباء:
توفر المدارس الفنلندية الموارد والدعم للآباء لتعزيز فهمهم للتعليم وتطوير الطفل. تُنظم ورش العمل والندوات والجلسات التثقيفية لمساعدة الآباء في التنقل في مختلف جوانب تعليم أطفالهم، مثل توقعات المنهج الدراسي، وممارسات التقييم، ودعم التعلم في المنزل. تثقيف الآباء بالمعرفة والمهارات يجعلهم يلعبون أدواراً أكثر فعالية في تعليم أطفالهم.
5. التغذية الراجعة والتحسين المستمر:
تُقدر المدارس الفنلندية رأي الآباء وتسعى بشدة للحصول على مداخلاتهم لتحسين ممارساتها. تُستخدم الاستطلاعات وصناديق الاقتراحات وآليات التغذية الراجعة لجمع آراء الآباء حول سياسات المدرسة والبرامج والخدمات. تأخذ المدارس آراء الآباء في الاعتبار عند اتخاذ القرارات وتسعى باستمرار لتحسين جودة التعليم الذي تقدمه.
• الخلاصة:
يلعب الآباء في فنلندا، أدواراً حيوية في تشكيل السياسات التعليمية والمساهمة في إدارة المدارس بفعالية. يساهم مشاركتهم النشطة، والتعاون مع المعلمين، والدعوة لرفاهية الطلاب في نجاح نظام التعليم الفنلندي. من خلال العمل بالتعاون مع صناع السياسات والمعلمين وأصحاب المصلحة الأخرى، يساعد الآباء في خلق بيئة تعليمية شاملة وعادلة ومحفزة تُعد الطلاب للنجاح في عالم متغير بسرعة.

Notes for more details:
Cheung, C.S. & Pomerantz, E. M. (2012). Why does parents’ involvement enhance children’s achievement? The role of parent-oriented motivation. Journal of Educational Psychology.
Epstein, J. (2001). School, family, and community partnerships. Boulder, CO: Westview Press.
Froiland, J. M., Peterson, A. & Davison, M L (2013). The long-term effects of early parent involvement and parent expectation in the USA. School Psychology International, 34, 33-50
Gonida, E. N. & Cortina, K.S. (2014). Parental involvement in homework: Relations with parent and student achievement‐related motivational beliefs and achievement. British Journal of Educational Psychology, 84, 376-396.
Graves, S. L. Jr. & Wright, L B (2011). Parent involvement at school entry: A national examination of group differences and achievement. School Psychology International, 32, 35-48.
Parent Involvement in Finnish Education: A Key Ingredienthttps://finlandeducationhub.com/parent-involvement-in-finnish-education-a-key-ingredient/
Parent engagement policy: https://www.ontario.ca/page/parent-e...20More%20items

E.mail
////////////////////
نقلا عن سودانايل



التوقيع:
اقتباس:
متعتي في الحياة أن أقول الحقيقة
جورج برنارد شو
elmhasi غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 17-12-2024, 09:06 AM   #[10]
elmhasi
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

اقتباس:
قدر الأمم ومصيرها يبدأ من الفصل الدراسي، طموحات ما بعد الحرب –
الجزء (14)
5 March, 2024

استراتيجية لإصلاح التعليم في السودان تماشياً مع شعارات ثورة ديسمبر 2018م
بقلم / الدكتور احمد جمعة صديق
جامعة الزعيم الأزهري - جامعة الخرطوم

الجزء (14)
في الحلقات السابقة تعرضنا لمواضيع كثيرة تتعلق بنظرتنا للتعليم ما بعد الحرب ان شاء الله. وقد بدأنا المشوار بارساء بعض المفاهيم الأساسية في التعليم. فتحدثنا عن فلسفة التعليم وقلنا أن أقدار الامم ومصيرها يبدأ بين جدران الفصل الدراسي، حيث تكون البذرة الأولي في عملية تحويلية كاملة، ثمارها النهائية صياغة انسان مقتدر مؤهل بقدر وافر من المعارف و المهارات، تعينه على حل المعضلات الحياتية، على مستوى الفرد والجماعة. وأثبتنا أن هذا الدور لن يكتمل الا بوجود المعلم المؤهل وقلنا ان المعلمين هم المسئولون عن هندسة السلوك البشري، وتعديل الاتجاهات والسلوكيات نحو الاقوال والأفعال الموجبة التي تسهم في التغيير. ثم تحدثنا عن رؤيتنا في تأهيل المعلمين لمقابلة متطلبات القرن ال21. ثم تطرقنا الى الأهداف التربوية وتعريفها، وتبع ذلك حديث عن المناهج ومتطلبات القرن من منهاج يفي بحاجة المواطن من المعارف والمهارات التي تعينه على معايشة هذا العالم المتجدد والمتطور. ثم تحدثنا عن ضرورة وجدود اخصائيين في اقتصاديات التعليم والتخطيط التربوي ليساهموا في وضع اسس سليمة وخطط تعيننا على التقدم والازدهار. ثم تحدثنا عن التعليم والدولة المدنية واثبتنا ان المواطن المتنّور هو الاصل في تكوين هذه الدولة وحمايتها. كما تحدثنا عن اهمية التعليم واهدافه، ثم عرجنا على طرح آليات المحافظة واستدامة هذه الاهداف. وقد تطرقنا الى انشاء هيئات القياس والتقويم التربوي لتقوم بوضع معايير لجودة المؤسسات التعليمية، وكذلك منح شهادات جودة مخرجات التعليم، والرقابة على المحافظة على التطور والتقدم المستمر. وقد استعرضنا بعض التجارب على المستوى العالمي في امريكا والمملكة المتحدة وكندا، وأخذنا المملكة العربية السعودية على المستوى الاقليمي. ورأينا كيف تدار عملية وضع معايير وضبط الجودة في التعليم، على كافة المستويات من المدرسة الى الكلية حتى مستوى الجامعة.
وفي مقال آخر تحدثنا عن آلية من آليات المحافظة على التعليم ومخرجات التعليم؛ وهو دور الأباء والأمهات في ادارة التعليم والمحافظة على مخرجاته المتمثلة في ابنائهم وفلذات اكبادهم. وتناولنا بعض الأمثلة للأدوار التي يقوم بها الأباء والأمهات كرقباء للتعليم في امريكا وكندا وفلندا كنماذج ناجحة في توضيح دور الأباء والأمهات في التحكم والتدخل في سياسة التعليم في هذه البلدان، على مستوى الولاية ثم الدولة.
واعتباراً من الجزء ال14 سنتناول (التقويم التربوي) ونقصد به نظم الامتحانات والاختبارات في المدارس وسنتحدث عن ما هو الاختبار الجيد وما هي الاهداف التي تخدمها الاختبارات بصورة عامة كأدوات لقياس أداء الطلاب والمعلمين والمنهج، كما هي ايضاً ادوات لضبط جودة المخرجات التعليمية والتربوية.
وفي هذه الحلقة سنبدأ بتبيان أهمية الاختبارات المدرسية كمعايير للقبول في الجامعات والمعاهد العليا في مثالين من اوربا وامريكا لنربط ذلك برؤيتنا لدور التقويم التربوي في سودان ما بعد الحرب. فنحن نعلم اهمية اختبارات المرحلة الثانوية في السودان، حيث هي الطريق الى الجامعات والمعاهد العليا المدنية والعسكرية. فما هو دور هذه الشهادات المدرسية في التعليم الامريكي والفلندي وكيف يتم استخدام هذه الأدوات في التقديم للدراسة الجامعية في هذين النموذجين ؟
• متطلبات القبول في الجامعات الأمريكية والفنلندية: تحليل مقارن
المقدمة:
الوصول إلى التعليم العالي هو جزء أساسي من التنمية الاجتماعية وتقدم الفرد. وتعتبر الجامعات مراكز لنشر المعرفة والبحث وتطوير المهارات. ومع ذلك، لكل بلد مجموعته الفريدة من متطلبات القبول، مما يعكس الاختلافات الثقافية والتعليمية والمؤسسية. يقدم هذا المقال تحليلاً مقارنًا لمتطلبات القبول في الجامعات في الولايات المتحدة وفنلندا، مسلطاً الضوء على المسارات المتنوعة المتاحة للطلاب المرشحين للقبول في الجاعات والكليات في هذين لبلدين. ففي الغالب الاعم لا يعتمد على الاختبارات المدرسية الموحدة كجزء من متطلبات القبول في الجامعات، بل الأكثر شيوعاً في الأنظمة التعليمية هو تفضيل التقييم الشامل للطلاب بدلا من الاعتماد فقط على نتائج الاختبارات الموحدة. وسنورد هنا بعض الامثلة
• أوروبا (بما في ذلك فنلندا والسويد والنروج والدنمارك وألمانيا، إلخ):
في العديد من الدول الأوروبية، بما في ذلك تلك المدرجة، يكون التركيز غالباً على التقييم الشامل لأداء الطلاب الأكاديمي طوال تعليمهم الثانوي. بينما قد يؤدي الطلاب اختبارات موحدة (الأبيتور) في ألمانيا أو (اليوبيليستوتكنتوتوديستوس) في فنلندا، فإن هذه الاختبارات عموماً ليست المحدد الوحيد للقبول في الجامعة. وبدلاً من ذلك، يمكن أن يستند القبول إلى مزيج من العوامل مثل درجات المدرسة الثانوية، ومتطلبات المواد المحددة، واختبارات مهارة اللغة، والبيانات الشخصية.
• دول الشمال الأوروبي:
تعطي دول مثل السويد والنروج والدنمارك الأولوية عادة لنهج شامل في عمليات القبول، مع النظر في جوانب مختلفة من أداء الطلاب الأكاديمي، والأنشطة اللاصفية، والبيانات الشخصية، وأحياناً المقابلات. بينما قد تكون هناك اختبارات موحدة، فإنها عادة ما تُستخدم لأغراض التشخيص بدلاً من كونها معياراً صارماً للقبول.
• المملكة المتحدة:
في المملكة المتحدة، يعتمد القبول في الجامعات في كثير من الأحيان بشكل كبير على المؤهلات مثل A-levels ، والبكالوريا الدولية (IB)، أو (الهايرز) الاسكتلندية، إلى جانب البيانات الشخصية وأحياناً المقابلات الخصية للمرشحين. وبينما قد تكون الاختبارات الموحدة مثل الساتSAT أو الأكت ACTمطلوبة للطلاب الدوليين، فإنها ليست شائعة للقبول المحلي.
• كندا:
تركز الجامعات الكندية عادة على درجات المدرسة الثانوية، خاصة في المواد الأساسية ذات الصلة بالبرنامج الدراسي المختار. بينما قد يتم قبول الاختبارات الموحدة مثل الساتSAT أو الأكت ACT من قبل بعض المؤسسات، إلا أنها ليست مطلوبة عالمياً للقبول.
• أستراليا ونيوزيلندا:
يعتمد القبول في الجامعات في هذه البلدان بشكل أساسي على أداء المدرسة الثانوية، والذي يُقيَم عادة من خلال اكتمال السنة النهائية للتعليم الثانوي وتحقيق معيار أكاديمي معين. وعموماً، فإن الاختبارات الموحدة ليست متطلباً قياسياً للقبول. ومن الضروري الإشارة إلى أنه في حين قد لا تكون الاختبارات الموحدة متطلباً رئيسياً للقبول في هذه المناطق، إلا أن كل جامعة قد تمتلك معايير وتفضيلات محددة لديها. بالإضافة إلى ذلك، قد تكون هناك استثناءات لبرامج معينة للطلاب الدوليين. لذلك، يجب على الطلاب المرشحيين دائماً التحقق من متطلبات القبول للمؤسسات الفردية.
• متطلبات القبول في الولايات المتحدة:
1.التحصيل الأكاديمي:
تتطلب الجامعات الأمريكية عادة من المتقدمين تقديم سجلاتهم الأكاديمية من المدرسة الثانوية، لكل من يظهر تسجيلاً أكاديمياً قوياً. ويشمل ذلك حساب متوسط الدرجات (GPA) وترتيب الصف ودرجة صعوبة المقررات. وغالباً ما تكون الدرجات الموحدة في الاختبارات، مثل SAT (اختبار التقييم الأكاديمي) أو ACT (اختبار الكلية الأمريكية)، مطلوبة، على الرغم من أن عدداً متزايداً من المؤسسات تعتمد سياسات اختبار اختيارية. سياسات خاصة بها.
2. الأنشطة اللاصفية:
بالإضافة إلى الأداء الأكاديمي، تقدر الجامعات الأمريكية مشاركة المتقدمين في الأنشطة اللاصفية، مثل الرياضة والأندية والعمل التطوعي والمناصب القيادية. توفر هذه الأنشطة نظرة إلى اهتمامات المتقدمين ومهاراتهم وإمكاناتهم للمساهمة في الحياة الجامعية.
3. خطابات التوصية:
تتطلب العديد من الجامعات الأمريكية خطابات توصية من المعلمين أو المستشارين أوأشخاص آخرين يمكنهم الشهادة على شخصية المتقدم، وقدراته الأكاديمية، ومشاركته في الأنشطة اللاصفية. وتقدم هذه الخطابات وجهة نظر شخصية حول صفات وإنجازات المرشح.
4. البيان الشخصي أو المقال:
غالباً ما يطلب من المتقدمين تقديم بيان شخصي أو مقال يوفر نظرة داخلية عن خلفياتهم وتطلعاتهم وأسباب اختيار التعليم العالي او البرنامج المحدد. يتيح هذا المعيار للمتقدمين عرض مهارات الكتابة والتفكير النقدي لمجال الدراسة الذي اختاروه.
5. المقابلات الجامعية:
تجري بعض الجامعات الأمريكية مقابلات للقبول، سواء كان ذلك شخصياً أو عبر الإنترنت، لتقييم مدى ملاءمة المتقدمين للقبول. وقد تركز المقابلات على الاهتمامات الأكاديمية والأنشطة اللاصفية والتجارب الشخصية والأهداف المستقبلية.
• متطلبات القبول في فنلندا:
1. شهادة المرحلة الثانوية العليا (Ylioppilastutkintotodistus):
(اليوبيلستوتكنتوتوديستوس) هو مصطلح فنلندي يترجم إلى "شهادة امتحان الشهادة" باللغة الإنجليزية. وهو يشير إلى الوثيقة الرسمية التي تصدر للطلاب الذين أكملوا بنجاح امتحان الشهادة الفنلندية، المعروف أيضًا باسم (اليوبيلستوتكنتو). ففي فنلندا، يُعتبر امتحان (اليوبيلستوتكنتو) امتحاناً قومياً يؤخذ عادة من قبل الطلاب في نهاية تعليمهم بالمرحلة الثانوية العليا. يتم إدارة الامتحان من قبل مجلس امتحان الشهادة الفنلندي (Ylioppilastutkintolautakunta)، وإكماله بنجاح هو شرط أساسي للقبول في الجامعات وغيرها من مؤسسات التعليم العالي في فنلندا. يتكون امتحان (اليوبيلستوتكنتو) من امتحانات في مواد مختلفة، بما في ذلك المواد الإلزامية مثل اللغة الأم (الفنلندية أو السويدية أو الفنلندية كلغة ثانية)، ولغة وطنية ثانية (الفنلندية أو السويدية أو الفنلندية كلغة ثانية)، والرياضيات، ولغة أجنبية واحدة. بالإضافة إلى هذه المواد الإلزامية، يمكن للطلاب اختيار مواد اختيارية استنادًا إلى اهتماماتهم وتطلعاتهم المهنية. وعند اجتياز امتحان (اليوبيلستوتكنتو) بنجاح، يتم منح الطلاب شهادة (اليوبيلستوتكنتوتوديستوس)، والتي تعتبر دليلاً على إنجازاتهم الأكاديمية واستحقاقهم للتعليم العالي. تتضمن الشهادة تفاصيل المواد التي درسوها، والدرجات المحصلة في كل مادة، وأي تكريمات خاصة أو شرف تلقوها. وبصورة عامة، تعد شهادة (اليوبيلستوتكنتوتوديستوس) وثيقة حيوية للطلاب الفنلنديين الذين يطمحون لمتابعة التعليم العالي في الجامعات أو غيرها من المؤسسات التعليمية العليا، حيث يظهر استعدادهم لمواصلة الدراسات الأكاديمية العليا.
تتطلب الجامعات الفنلندية عادة من المتقدمين أن يحملوا شهادة المرحلة الثانوية العليا الصالحة للقبول. يتم الحصول على هذه الشهادة بعد اجتياز امتحان الثانوية الفنلندية (ylioppilastutkinto) بنجاح، والذي يقيم مهارة الطلاب في مواد متنوعة.
2. متطلبات معينة للمواد:
واستناداً إلى المجال الدراسي المختار، قد تفرض الجامعات الفنلندية متطلبات معينة للمواد، مثل استكمال بعض الدورات أو تحقيق درجات معينة في المواد ذات الصلة. تضمن هذه المتطلبات أن المتقدمين يمتلكون الأساس الضروري لتخصصهم الأكاديمي المختار.
3. اختبارات القبول (Valintakoe):
تطلب بعض الجامعات الفنلندية من المتقدمين إجراء اختبارات القبول كجزء من عملية القبول. تقيّم هذه الاختبارات مهارة ومعرفة المتقدمين في المواد المحددة ذات الصلة بمجال دراستهم المختار. قد يؤثر الأداء في هذه الاختبارات على قرارات القبول.
4. إثبات مهارة اللغة:
تعد مهارة اللغة في لغة التعليم، التي تكون عادة الفنلندية أو السويدية للمتقدمين المحليين والإنجليزية للمتقدمين الدوليين، أمرًا أساسيًا للقبول في الجامعات الفنلندية. قد يحتاج المتقدمون إلى إثبات مهارتهم في اللغة من خلال الاختبارات الموحدة مثل اختبار اللغة الإنجليزية كلغة أجنبية (TOEFL) أو نظام الإيلتس (IELTS).
5. خطاب الدوافع أو بيان الغرض:
بصورة مشابه للجامعات الأمريكية، قد تطلب الجامعات الفنلندية من المتقدمين تقديم خطاب دوافع أو بيان للغرض من الدراسة، يوضح اهتماماتهم الأكاديمية وأهدافهم المهنية وأسباب اختيار الجامعة والبرنامج المعين. تتيح هذا الوثيقة للمتقدمين توضيح دوافعهم وملاءمتهم لمجال الدراسة المختار.
• التحليل المقارن:
1. التركيز على الاختبارات الموحدة:
بينما تلعب الاختبارات الموحدة، مثل SAT أو ACT، دوراً كبيراً في عملية القبول في الجامعات الأمريكية، تعتمد الجامعات الفنلندية بشكل أقل على الاختبارات الموحدة وتضع مزيداً من التركيز على التحصيل الأكاديمي والمتطلبات المعينة للمواد واختبارات القبول.
2. الاستعراض الشامل مقابل التحصيل الأكاديمي:
تعتمد الجامعات الأمريكية غالباً على نهج شامل في عملية القبول، مع النظر في جوانب مختلفة من خلفيات وتجارب المتقدمين. وعلى النقيض، تولي الجامعات الفنلندية أولوية للتحصيل الأكاديمي والمتطلبات المعينة للمواد واختبارات القبول، مع تقليل الاهتمام بالأنشطة اللاصفية والبيانات الشخصية.
3. متطلبات مهارة اللغة:
تعتبر مهارة اللغة في لغة التعليم أمراً أساسياً للقبول في الجامعات الفنلندية، مما يعكس الطابع ثنائي اللغة للمجتمع الفنلندي. بينما قد تتطلب الجامعات الأمريكية مهارة اللغة الإنجليزية للمتقدمين الدوليين، فإنها عادة ما تقدم برامج تعليمية باللغة الإنجليزية لتلبية احتياجات طلاب متنوعين.
4. السياق الثقافي والتعليمي:
تعكس الفروق في متطلبات القبول بين الجامعات الأمريكية والفنلندية السياق الثقافي والتعليمي لكل بلد. يتماشى التركيز على الاختبارات الموحدة في الولايات المتحدة مع الطابع التنافسي لنظام التعليم العالي الأمريكي، بينما يعكس التركيز على التحصيل الأكاديمي والمتطلبات المعينة للمواد في فنلندا معايير التعليم الثانوي الفنلندي الصارمة.
• وباختصار تختلف متطلبات القبول في الجامعات في الولايات المتحدة وفنلندا بشكل كبير، مما يعكس الخصوصيات الفريدة لنظام التعليم والثقافة والقيم الاجتماعية في كل بلد؛ فبينما تولي الجامعات الأمريكية أولوية للتقييم الشامل، والاختبارات الموحدة، والمشاركة في الأنشطة اللاصفية، تولي الجامعات الفنلندية أولوية للتحصيل الأكاديمي، والمتطلبات المعينة للمواد، ومهارة اللغة. وفهم هذه الفروقات أمر أساسي للطلاب المرشحين الذين يسعون إلى تنظيم عملية القبول ومتابعة فرص التعليم العالي في أي من البلدين. باعتبار هذه المسارات المتنوعة المتاحة، يمكن للطلاب اتخاذ قرارات مدروسة حول رحلتهم التعليمية وزيادة فرص نجاحهم.
• الاختبارات المدرسية الموحدة ك(امتحانات الشهادة الثانوية في السودان) في الغالب لا تعد جزءاً من متطلبات القبول الجامعي وهو النظام الأكثر شيوعاً في الأنظمة التعليمية حيث يفضل التقييم الشامل للطلاب على درجات الاختبارات الموحدة.

E.mail





نقلا عن سودانايل



التوقيع:
اقتباس:
متعتي في الحياة أن أقول الحقيقة
جورج برنارد شو
elmhasi غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 19-12-2024, 08:07 PM   #[11]
بابكر مخير
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية بابكر مخير
 
افتراضي

يعني دكتور أحمد جمعة قدم شيء عجيب وأنا الاثارني أكتر هو ما جاء عن روندا، خلاني أشعر بأننا السودانيين بي بساطة كدآ..
حاجة تعبانة وربنا بس يتولاهم بي رحمتهو..
يعني بالجد، متين نبقا شيء (صعبان عليا ودآ حالنا؛ أقول بشر أو ناس) ليهو فهم ونعمل لينا ذاتية



التوقيع:
بابكر مخير غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

تعليقات الفيسبوك

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

التصميم

Mohammed Abuagla

الساعة الآن 02:59 PM.


زوار سودانيات من تاريخ 2011/7/11
free counters

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 2
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.