شيخ التشيكس
شيخ صوفي في عمر لا أظنه وصل الأربعينات، جميل المظهر، طويل القامة، يلبس دوما جلباب أبيض ناصع البياض يضاهي بياض أسنانه التي يظهرها بزهو وتفاخر
ويضع على رأسه قطرة على النهج المتبع هذه الأيام من علماء الدين وأحلى ما فيه نعاله الذي ينتعله، لا أقول شبط أو شبشب ولكنه راقي لدرجة تختف الأنظار وتضع تساؤلات وتساؤلات
عن ما هذا الشئ ومن آي أرقي بيوت الأزياء أحضر.
أول مرة رأيته فيها كانت في بيت عزاء.
جاءت عربة مرسيدس آخر موديل، مظلل زجاجها لا ترى من بداخلها ولو بالأشعة الحمراء. ومن تلك العربة بعد وقوفها على بعد سنتمترات من صيوان العزاء، قفز رباعي
من زينة الشباب بطريقة كأنها لرجال أمن درسوا فنون التغطية في الأف بي آي.
واحد فتح الباب الأمامي والثلاثة الأخرين شكلوا هلالية صلبة حول شاب (شيخي الصوفي الشاب)، خلع الشيخ نظارة كان يضعها.
وبحركة خفيفة وسريعة التقطها واحد من الهلالية حين ناوله آخر نظارة متعارف عليها بإسم نظارة شمس
(مع تجوالي في العديد لدول العالم ومشاهدتي الطويلة للأفلام لم أرى لها مثيل، النظارة هي نفسها كانت تضئ كأنها شمس في ذاتها)
وفي حركة؛ لا أبالغ إن قلت مسرحية، ناوله أخر الجوال ووقف الجميع من التيم الذي معه من الحراك لأن (شيخي الصوفي ) قد بداء محادثة هاتفية.
لم تكن إلا كليمات قليلات كما بدت لي، وإلا ومن وسط الجلوس في الصيوان برز شاب أخر يماثل شيخي طولا ووسامة ونضارة، يضع طاقية بيضاء تميزها خطوط بيضاء لامعة نسجت
بأيدي محترفين في أجمل أشكال التطريز (لاحظت أن رأسه حافي من القطرة التي؛ علمت في ما بعد أنها خاصية للزعامة في عرف صوفيتنا الجدد)
تشابكات يد شيخي الصوفي مع يد الشاب الأخر (علمت في ما بعد أنه يأتي في المرتبة الأولى التي تلي شيخي الصوفي في هيكل الجماعة) وبصورة جميلة إستعرت إنتباهي مع الأخرين من الفراجة، قبل (من قبلة) كل واحد يد الأخر خلال تشابكهن الي درجة تلاصقت فيها الجباه وتكررت التحية المميزة مع الرباعية الهلالية. للشخص مثلي يرى هذا المنظر لأول مرة لاحظت أن هنا فرق في الطريقة الحديثة (على ما ارى) فيما تمت بالنسبة لشيخي وللأخرين، كأنما لشيخي كانت من لزعيم في حين للأخرين كانت لتابعيين.
هذا الحدث أثار فضولي. تلفت حولي وسألت واحد من أصحاب العزاء قائلا:
يا أخي أنا كنت قايلو واحد من ناس الحكومة الكبار وديل الحرس الخاص بتاعينو
الإجابة كانت حافزا لي لمعرفة المزيد عن هذه الشخصية الهلامية (شيخي الصوفي)
قال: يا أخي دا شيخ الأمين، شيخ الطريقة !؟!؟ ما بتعرفو
قلت: لا والله
قال: طيب يا صاحبي ما سمعت بي شيخ التشيكس
سنواصل، إن أردتم ذلك
|