الرَّحِيلُ ضِدَّ الشَّوْقِ أَحْيَانًا
(إِلَى اشراقة مُصْطَفَى وبلقيس العشا وسُلَافَةُ بَشِير وَغَائِبَةٍ أُخْرَى)
تَلْتَفِتِينَ نَحْوَ النَّيْلِ مِنْ شَوْقٍ
وَهَذَا خَطَوْكِ المَمْدُود نَحْوَ الشَّمْسِ
قَلْبُكِ لَمْ يَزِلْ يَهْفُو لِتِلْكَ الأَرْض
غَابَاتٌ مِنْ الشَّوْقِ المصادمِ
تَعْتَلِيكِ إِذَا اِعْتَلَيْتِ القَلْبَ
الَّتِي شَهِدَتْ غُرُوبَ الحُلْمِ
فِي قَلْبِ النِّسَاءِ السُّمْرِ
حِينَ تُضَيعُ أَنْوَارُ المدائنِ
والمطاراتِ الكئيبةِ فِي دُرُوبِ اللَّيْلِ
أَضْوَاءَ النُجيماتِ الصَّدِيقَةِ
مِنْ لَهَّفٍ لِدِفْءِ الأَرْضِ
خَوْفَ المَوْتِ مِنْ بَرْدِ الشِّتَاءِ
أَوْ التَّخَثُّرِ فِي جَلِيدِ الرُّوحِ
إنْ عَبَرَتْ رِيَاحُ الشَّوْقِ
لَتَكْتُبِينَ الأَحْرُفَ الأُولَى
عَلَى كُرَّاسَةِ الَّاتِي مِنْ الأَيَّامِ
أُنْثَى مِثْلَ دَفَقِ الطلِ
دَافِئَةً ودامعةً عَلَى وَرَقٍ مِنْ الأَحْلَامِ
وَالشَّجَنِ الرَّبِيعِيِّ المَلَامِحِ وَالهَدِيلْ
يَا أبنوسةَ المطَرِ الصَّباحِيِّ الجميلْ
أَوْ لَا يَزَال الحَالُ ذَاتَ الحَالِ
حَيْثُ العُمْرُ يَبْدَأُ مِنْ صَبَاحِ العِشْقِ
في مَسَافَاتِ التَّأَقْلُمِ
كِي يَنَامَ القَلْبُ فِي الوطْنِ البَدِيلْ
بالله كَيْفَ الحَالُ عِنْدَكِ؟
مَا عَادَتْ الأَحْلَامُ وَالأَشْجَارُ
تَنْمُو فِي ضِفَافِ النَّيْلِ
مَا عَادَتْ لِهذي الأَرْضُ ذَاكِرَةٌ
سَتَحْفَظ وَصْفَ خَطَوِ الرَّاحِلَاتِ
مِنْ النِّسَاءِ السُّمْرِ لِلمَنْفَى
أَو المَوْتِ الأَخِيرِ بِلَا وَدَاعٍ أَو دليلْ
عبد الله جعفر –الخرطوم