نعي أليم - فيصل سعد في ذمة الله !!! عكــود

آخر 5 مواضيع
إضغط علي شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

العودة   سودانيات .. تواصل ومحبة > منتـديات سودانيات > منتـــــــــدى الحـــــوار

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-02-2013, 04:27 PM   #[1]
imported_عبد الجليل سليمان
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية imported_عبد الجليل سليمان
 
افتراضي مساء بعيد - قصة قصيرة


مساء بعيد
عبد الجليل سليمان

بدا القمر ذاك المساء وكأنه لوحة تتأرجح على حائط مثقوب، ظلت تنتظره في ظلمة يشوبها (حفيف) ضوء، أشباح أنوار خافتة ترسل أشعتها إلى عينيها الشاردتين، فينبض قلبها ضربات متتالية عنيفة، تهزأ بذاك الجزء من الفستان الذي تنحني خطوطه أسفل النهد المتدثر بفستان (بمبي) بورود زرقاء وصفراء صغيرة جداً، تبدو وكأنها منمنمات فارسية قديمة.
وكانت جديلتيها تتربصان كتفيها بكسل ناعم، فتضرب بهما الريح بين الفينة والأخرى على ارتكاز صدرها الخارج للتو من مكان ما مُبهم، كانت تنتظر أول موعد غرامي لها، حيث أنها سمعت قبل أقل من (حول) جدتها تقول لأمها يا (مطموسة) البنت بلغت وإنتِ ما جايبه خبر.
(1)
تحسست شعرها المقصوص بعناية بالغة، ونظرت إلى المرآة ببطء لذيذ، أدخلت أصابع يدها اليمنى عميقاً إلى شعرها من جهة أسفل عنقها بعيد مهوى القرطين، وبدأت تستعيد تلك التفاصيل البعيدة والموغلة فيما يشبه الأحلام، وما يقترب من وشوشه النهار على أطراف الصبح إذ يطرد آخر خيوط الظلمة من متنه، ليركب مكانه ويصعق الرؤوس بشمس تغلق الذاكرة على آخر صورة رأتها ليلة أمس وهي مستلقية على ضوء القمر.
(2)
هه. كنت صبية مدهشة، انتظرته في تلك الليلة وحيدة اختبئ في ظلمة باهته أنتجها حائط الجيران الآيل للسقوط، ارتعشت يداي ما أن سمعت وقع خطواته قادمة كحوافر فرس البدوي تجس صفحة رمل الصحراء فتُحدِث ما يشبه الخشخشة، وانخلع قلبي بينما أنفاسه تقترب ويده تجوس في راحتي.
سوت شعرها المقصوص بعناية، و أخفت ببعض مما داخل حقيبتها من مساحيق بعض التجاعيد المقوسة على جبتها الدقيقة، و(كربت) ثوبها على خصرها، ونهضت.
(3)
في الطريق إلى حيث هو، كان شيئاً ما يرتج في قلبها فتسمع همسه في أذنيها، وهو يقول: لا أظن أنه سيأتي، لكن كانت تتقدم بعزم نحو المكان. دخلت الآن، اختارت طاولة في ركن قصي ومظلم من المطعم الأفرنجي، وانتظرت.
الرجال لا يهتمون كثيراً بمواعيدهم مع من هن في مطلع الأربعين، خاصة اللاتي لا أزواج لهن، وإذا فعلوا فإنهم غالباً ما يفكرون في أمور عميقة، أصاخت باهتمام بالغ لصوت صديقتها الصادر من مكان ما بذاكراتها القوية، وتمتمت: وينك يا (شذي)، أختك وقت وقعة.
نظرت إلى ساعة الهاتف الجوال، وهي تنظر بحسرة إلى شريط خافت من عصير المانجو يصعد ويهبط داخل أنبوب (المص)، فبدا لها المطعم كله مختبر للفحص. لم يأت، سأمنحه بضعة دقائق إضافية؟
ثم وبلطف قلق، سحبت فستانها الذي تحت ثوبها الشفاف بخفة، و فتحت علبة (الكريم)، وبطرف سبابتها اليمنى أخذت نقطة واحدة، وضعتها في منتصف باطن يدها اليسرى، وبدأت تدلكها بكلتي يدبها برفق، قبل أن أن تمسح بهما ساقيها وفخذيها، وهي تجوس بنظرها ماسحة المكان، لئلا طفيلي ما يتربص، أو يأتي هو حاملاً إليها بعض الكلمات الغضة.
(4)
استعادت بسرعة كامل (مكياجها)، وسوّت شعرها بمشط ناعم، ثم أعادت المرآة والأدوات الأخرى إلى الحقيبة، وخرجت.








التوقيع: [frame="3 80"]
لا تسير خلفي، فقد لا أكون مرشداً لك.

ولا تسير أمامي، فقد لا أتقبل أن أكون تابعاً لك.

بل سر بجانبي، كيما أراك، ونكون متساويين أيضاً.

( حكمة الهنود الحمر)
[/frame]
imported_عبد الجليل سليمان غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 23-02-2013, 10:06 PM   #[2]
imported_مهند الخطيب
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية imported_مهند الخطيب
 
افتراضي

ويكتب جليل ،

مُنِيفي قلق لا يريحك ، ولا يبقيك ...

المواعيد ، العالم الذي خضناه بفكر غض وزحف تماسيحي فطري ..

حضر ، الوصف المتربص ، التفصيل ، الخذلان الباهت ...



التوقيع:
[frame="7 80"]وطــــن الصبر لامن يغيــــز ....... وطــــني العزيــــز

حميــــد...[/frame]
imported_مهند الخطيب غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 23-02-2013, 10:11 PM   #[3]
imported_مهند الخطيب
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية imported_مهند الخطيب
 
افتراضي


في الركن البعيد الهادي



التوقيع:
[frame="7 80"]وطــــن الصبر لامن يغيــــز ....... وطــــني العزيــــز

حميــــد...[/frame]
imported_مهند الخطيب غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 24-02-2013, 10:08 AM   #[4]
imported_بله محمد الفاضل
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية imported_بله محمد الفاضل
 
افتراضي

وحشنا خطوك بهذا الاتجاه يا جل
نغز إليه الخطى
فإن بلغنا
أو لم
يكفينا شظف المحاولة...


إلى حين إياب خذ إليك
محبتي



التوقيع: [align=center]الراجِلُ في غمامةٍ هارِبةْ[/align]
imported_بله محمد الفاضل غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 24-02-2013, 01:00 PM   #[5]
imported_لنا جعفر
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

جليلي ياغالي....
وحشة مابتعرف تهادن يارفيق....
وبفرح لمن اشوفك في الحول (أراوند).....والقوة
ياعزيز..
نُسخ (غودو) تتناسل بغزارة كلما صعدنا يساراً تجاه (الدافق الدفاق)
وكلما هبطنا بمنعرجات درب التبانة...هوذا القوس الهائل المشرع
المخبوء قال عنك...والمفتضح محايد وراكن....
توليفة مبدعة
-----
ود كثيف ياجليلي ومنتظراك للجبران ولا شكلك اكتفيت؟؟





التوقيع:
نَحْنُ ننتظرُ الضياء ..لكننا نرى الظلام .
(أشعياء 9:59)
imported_لنا جعفر غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 24-02-2013, 01:25 PM   #[6]
imported_AMAL
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية imported_AMAL
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الجليل سليمان مشاهدة المشاركة

مساء بعيد
عبد الجليل سليمان



ياااه دا بعيد بعد



التوقيع:
imported_AMAL غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 24-02-2013, 02:30 PM   #[7]
ناصر يوسف
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية ناصر يوسف
 
افتراضي

جاييك يا جاليليو
جاييك بالمهلة أو ،،، بالدَرِب يا زول



التوقيع:
ما بال أمتنا العبوس
قد ضل راعيها الجَلَوس .. الجُلوس
زي الأم ما ظلت تعوس
يدها تفتش عن ملاليم الفلوس
والمال يمشيها الهويني
بين جلباب المجوس من التيوس النجوس
ناصر يوسف غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 27-02-2013, 12:30 AM   #[8]
ناصر يوسف
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية ناصر يوسف
 
افتراضي

عبد الجليل سليمان
شكراً لهذه الصور المتحركة عبر الحروف
متعة في قراءة النص ذهبت بي بعيداً جداً



التوقيع:
ما بال أمتنا العبوس
قد ضل راعيها الجَلَوس .. الجُلوس
زي الأم ما ظلت تعوس
يدها تفتش عن ملاليم الفلوس
والمال يمشيها الهويني
بين جلباب المجوس من التيوس النجوس
ناصر يوسف غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 28-02-2013, 09:28 AM   #[9]
imported_بله محمد الفاضل
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية imported_بله محمد الفاضل
 
افتراضي

"بين زمنين، بين انتظارين" على عِلل تكرارها
أظنها كانت ستغطي تغليبك الأسى
بين جمال الاختيار بغروره
وقبح الانتظار بأحلامه الموءودة...



هكذا خرجتُ بما جاء أعلاه
وقد اختبأت بالروح
جماليات صورك
ومقدرتك الباهرة في توزيعها
....


تحياتي



التوقيع: [align=center]الراجِلُ في غمامةٍ هارِبةْ[/align]
imported_بله محمد الفاضل غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 28-02-2013, 11:00 AM   #[10]
مي هاشم
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية مي هاشم
 
افتراضي

عبد الجليل
تحايا عطرة


قصة معبرة ومؤثرة جداً، تشبه شخصيتها كثيرات أعرفهن، وأخريات أراهن يومياً..

شكراً على متعة اللغة السليمة والسرد السلس.



التوقيع: [align=center]

الحب والجمال منشآ الكون[/align]
مي هاشم غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

تعليقات الفيسبوك

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

التصميم

Mohammed Abuagla

الساعة الآن 06:35 AM.


زوار سودانيات من تاريخ 2011/7/11
free counters

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 2
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.