قصة تعذيب حقيقية
قصة تعذيب حقيقية
خُيّلَ إلي أني في قاع بئر .... طَرَقت مسامعي تنهدات مستمرة وصرخات متأوهة وسعالٌ وأصوات رجال ونساء وأطفال ...
كنت مستعداً أن أدفع أي ثمن لقاء أن أعرف ما يحدث من حولي. وأخيراً رفع الحارس العصابة عن عيني، غلالة سوداء تماوجت بضع لحظات أمام عيني بدا لي أنني أرى كائنات بشرية معلقة من أرجلها في السقف ورأسها إلى الأسفل... فكرت أن عينيّ قد غُشّيتا لإنتقالهما من الظلمة إلى النور خلال دقيقة وستعود رؤيتي واضحةً وسأجد هؤلاء الأشخاص جلوساً أو وقوفاً .... للأسف لم يكن ما رأيت خطئاً أوخديعة فالصورة حقيقية فعلاً جد حقيقية.
رجالٌ ونساءٌ مقيدون ومعلقون في السقف بكلاب حديدي ربط إلى حبل وعلى الأرض أطفال يرفعون رؤسهم نحو أمهاتهم وآبائهم وهم ينتحبون وقد أضناهم التعب و البكاء، وجوههم الصغيرة متسخة بالدموع والمخاط يسيل من أنوفهم .... لا عمر لهذه الكائنات الصغيرة التي بدت قريبة من الإحتضار. لهؤلاء الأطفال الراكعين أو الجالسين القرفصاء في بركٍ من الدم والقئ رائحة رهيبة من نتن صعدت إلى حلقي، شعرت بالغثيان والرغبة في القئ بدوري.
منذ كم من الليالي والأيام يتخبط هؤلاء في هذا المكان؟.
|