الـــــسر الغميــــــــس !!! النور يوسف محمد

حكــاوى الغيـــاب الطويـــــل !!! طارق صديق كانديــك

من الســودان وما بين سودانيــات سودانييــن !!! elmhasi

آخر 5 مواضيع
إضغط علي شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

العودة   سودانيات .. تواصل ومحبة > منتـديات سودانيات > مكتبات > مكتبة محي الدين عوض نمر (nezam aldeen)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-03-2012, 09:55 PM   #[1]
nezam aldeen
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية nezam aldeen
 
افتراضي كـوابيـــس أكــوانــج ...


الهالة الكروية الضخمة نفسها ، الضباب المسود ، الاراضي المسطحة لانهائية النهايات ، الأشياء المتحركة غريبة الملامح وبعض المعارف ، منذ البداية وحتى الفزع والشهقة ، ليتقرفص خوفا ويتثآب من جديد .


الهالة تهرب .. يطاردها .. كان يخاف منها حد الهلع فهي كرة موت ، دوائرها الملتصقة كا(الخيش) تماما بخيوط هلامية كأهداب ملك الموت .. كالنار في اختفاء الأشياء فيها وكالظلام في وضوحها و التماهي ، كانت تتدحرج هاربة ولكن تكاد تخلع قلبه ، ليسيل الدم زيتا في معصرة الخوف .. يركض خلفها ويصرخ ملء حنجرته ويستغيث الأشياء المتحركة في الضباب لتوقفه وهي في آليتها المخيفة لاتراه حتى . يصرخ وينادي وأرجله تتحرك رغما عنه خلف ذلك الموت ..


يتكرر الكابوس ، لايفيق منه الا داخله بحلم لثواني ثم يستمر من جديد ، تطل عليه (سانريا) .. بملامح يومها الأول ، في كنجو كنجو وهي القادمة مع الصغار من فشودة على ظهر ثور مغبر اللون ، فارعة الهيبة ، عارية الكتفين لامعة الملمس مفلجة الخواطر .. تطل في منتصف الكابوس كالرحمة ، يسرح في عينيها ويغيب فيهما . ليغيب المشهد بظهور الهالة من جديد ، تهرب يطاردها وعيناه تشتعلان ورجليه لا يحس بهما الا وهما يركضان خلفها وهو مايعتصر قلبه خوفا ونزاعا داخله ، تحاول بطنه ايقافهما فتنتهي المحاولة بإرتفاع اسفلها خوفا ثم يهبط حين تبطئ قليلا .يطمئن قلبه لوهلة ...
تظهر (سانريا) من جديد وحولها الأطفال ترمي بالمرتبة المبللة لشمس الخرطوم الحارة لتحمل رياح سوق ستة مااحتوته من صنان مع ماحملته من أصوات المحطة (مايو مايو مايوو، عربي خرتوم عربي طالع ) . ينقطع الحلم . هالة صغيرة تنفصل من الكرة المخيفة العملاقة ، تتقافز بين رجليه ، قرب اذنه تنفجر بدوي كبير تكاد تثقب طبلة أذنه ، تستحيل دخان ينسرب الى اذنه ..عليّ الطلاق .. بصوت السماسرة المتحلقون حوله ليبتاعو البيت بمراتبه ، أغلظهم حلفا كان البيع من نصيبه ، (سبعين مليون) لبيت سعره (تسعين مليون) ولكن تحذيرات الأراضي من شراء بيوت الجنوبين هدت من اسواره وهتكت سقفه فكان سعره كذلك ..


الهالة تخرج من اعين السمسار تطل بخوفها المميت في عيني أكوانج تهرب لتتحرك رجليه خلفها في متوالية الفزع ، تطل من الهالة أعين اخرى يعرفها ، جيرانه وآخرون قابلوه في مكان ما ويعرفوه ، فأكوانج لاينساه من يقابله ، زملاء العمل والدراسة واصحاب الوجع ، لم يخبرهم بالرغبة في الذهاب حيث قابلهم ولم يخبروهو كيف يبتعد عن اعينهم والهالة . ولم يخبرو بعضهم عن سر ذلك الكابوس .. فقط تدحرجت اعينهم وتشابكت ايديهم في ظلام الهالة المخيف .


برودة القاهرة وأزقتها الضيقة تبدو مشوشة ، وسانريا والأطفال ينتظرون على بعد كيلو متر يدور حولهم ولايقدر الوصول اليهم ، متنازع بين شوقه لسناريا وخوفه من خذلانها ، متنازع بين حنينه للأطفال وخوفه من لمعان الحاجة في اعينهم ، متنازع بين جنيهات ثمن التاكسي الى سانريا و (مليون) هو كل ماتبقى له ، فقد خسر مثله في المحكمة خلف السمسار غليظ الحلف ، ثم خسر البيت حين خسر السمسار نصفه في أزقة المحكمة وتحت الطاولة .


لم يخذلها يوما منذ قدومهما الى الخرطوم هربا من خطوط الإستواء المشتعلة وحتى وصولها القاهرة هربا من خطوط التماس في الوحدة السوق . بما أخذه من حقوقه قرر مواصلة الهجرة الى الشمال فالجنوب لم يعد يؤمَن ولم يعد هو يؤمِن به .. الأطفال يكبرون يتعلمون ويعرفون ، والأمور ستسير في ظل أكوانج الطويل كما وعدها .. لن تخاف ..


الهالة تخرج من أعين الأطباء المصريين بخوف اكبر هذه المرة او اقل هو لايعرف لم يكن لخوفه حد ليقيس . تهرب فيطاردها ، إحدى عينيه فقط تبكي ، جاحظة ، ربما نضب دمعها ، الصراخ لا يتوقف والأشياء في الضباب بآليتها لاتعيره انتباهاً . يقترب من الهالة يزداد انقباض صدره ، يختنق ولايتوقف الصراخ ، يصرخ يصرخ ويصرخ .. كابوس الصراخ .. تبتعد الهالة قليلا فيحس بإبرة المخدر تنغرس في وريده ، يفقد وعيه بالأشياء تدريجيا ، على فراش أبيض ، و(سوق) ابيض يسمى تمويهاً (مسشفى) ، في قاهرة المعز امتطى رجولته وافترش وعوده لسانريا في غرفة العمليات تاركا ابناء العزيز يشترو كليته بثمن بخس لأنها منهكة كما قالو ، لكن ثمن كلية منهكة يمكن ان يرطب اكباد العديد من من ينتظرونه .. ثم تدركه الهالة في تخديره .. الأطباء في خطوط الهالة مع آخرون رآهم في الشاشات .. الأطباء يتدحرجون في الهالة ، هاربين ، ينادونه بأن يأخذ كليته ويدفنها فقد فشلت عملية النقل .. كاذبون كالجزارين تماما بمعاطفهم الدامية ، سرقو كليته واعطوه نصف كيلو من مشيمة الخدعة ، هم الأقرب في ثقوب الهالة المخيفة اكثر الآن .. سوداء العمق مظلمة الحواف .. عينه المعطوبة تبكي دما .. يصرخ يترجى رجليه ليتوقفا ، يختنق بالصراخ ، البيت والكلية الواحدة .. يصرخ اكثر حين يقترب من الهالة الخوف يخترق عينيه وتقترب الهالة ، رجليه يسرعا ودوائر الهالة تمد أيديها اليه لتجره اليها يقاوم رجليه ويصرخ تقترب الهالة وتقترب ..
يشهق .. يضم ارجله اليابسة الى صدره المقبوض خوفا ، حين توقظه سانريا ممسكا ببطنه وهو يتلوى على الرصيف ..



التوقيع:
يااااااااوجع الإحساس بالجمال
وياااااجمال ما أحس من وجع
nezam aldeen غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 13-03-2012, 02:05 PM   #[2]
حافظ حسين
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية حافظ حسين
 
افتراضي

كب يا الله .... نرفع لمن نجي راجعين ندفع



التوقيع: أرجوحة الحياة لا تحمل راكبها إلى أبعد من طرفيها: المأساة والمسخرة

مريد البرغوثي
حافظ حسين غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 15-03-2012, 04:01 AM   #[3]
nezam aldeen
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية nezam aldeen
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حافظ حسين مشاهدة المشاركة
كب يا الله .... نرفع لمن نجي راجعين ندفع
اكوانج وسانريا وجميع سوق ستة في الإنتظار ياعمك ..



التوقيع:
يااااااااوجع الإحساس بالجمال
وياااااجمال ما أحس من وجع
nezam aldeen غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 15-03-2012, 08:51 AM   #[4]
هيثم علي الشفيع
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية هيثم علي الشفيع
 
افتراضي

يااااااااا إبني...

وأكوانج هذا مؤلم في كل تفاصيله
"حسكنيتي" التفاصيل -إذ كلما حاولت الإبتعاد عنه وعن آلامه يزداد التصاقاً بك-

أخذتني بعيداً بكوابيسه المزعجة (النايم فيها واليقظان)
واستغربت من مقاييس الجمال والإبداع عند بني البشر ، فكيف لعمل بديع كهذا أن يظل بلا مشاركات ويكتفي المارون بالقراءة وهمهمات الإستحسان -أو الإستنكار- والتي لا يسمعها -بالتأكيد- الكاتب!!!؟؟؟؟

لا أحب الثناء المطلق ، ولا الذم المطلق بالطبع لكن لسان حال هذا النص يقول لي:

كم تطلبون لنا عيباً فيعجزكم ويكره الله ما تأتون والكرم


ياخي..........
سير وعين الله ترعاك

بس



التوقيع: ضُلَعاً ممنوعة من الفرحة..
من حقّها تبكي بحرية.


(حمــــيّـد)
هيثم علي الشفيع غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 15-03-2012, 09:20 AM   #[5]
طارق صديق كانديك
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية طارق صديق كانديك
 
افتراضي

يا لجمال هذا المشهد :

اقتباس:
فارعة الهيبة ، عارية الكتفين لامعة الملمس مفلجة الخواطر .. تطل في منتصف الكابوس كالرحمة ، يسرح في عينيها ويغيب فيهما . ليغيب المشهد بظهور الهالة من جديد ، تهرب يطاردها وعيناه تشتعلان ورجليه لا يحس بهما الا وهما يركضان خلفها وهو مايعتصر قلبه خوفا ونزاعا داخله ، تحاول بطنه ايقافهما فتنتهي المحاولة بإرتفاع اسفلها خوفا ثم يهبط حين تبطئ قليلا .يطمئن قلبه لوهلة ...
تتصاعد فيه أنفاس الكتابة تحاكيها أنفاسنا طائعة مأخوذة بمن في هذا الأنين.
ذاك كله يأخذ بانتباهنا فيصرعنا الفرح.

الأخ محي الدين أجد متعة كبيرة في القراءة لك، وأتمنى أن تستمر في الكتابة فمثلك "يرد الميس" ولو بعد حين لكنك مُقِل.

لفت نظري أيضاً ضرورة إدغام الحرف المتجانس ( النون) في ( الميم) الساكنة التي جاءت بعدها في قولك :

اقتباس:
لكن ثمن كلية منهكة يمكن ان يرطب اكباد العديد من من ينتظرونه
لتصبح (ممّن) أو هكذا يخيل لي.

لك تحياتي وتقديري



التوقيع: الشمس زهرتنا التي انسكبت على جسد الجنوب
وأنت زهرتنا التي انسكبت على أرواحنا
فادفع شراعك صوبنا
كي لا تضيع .. !
وافرد جناحك في قوافلنا
اذا اشتد الصقيع
واحذر بكاء الراكعين الساجدين لديك
إن الله في فرح الجموع



الفيتوري .. !!
طارق صديق كانديك غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

تعليقات الفيسبوك


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

التصميم

Mohammed Abuagla

الساعة الآن 01:24 PM.


زوار سودانيات من تاريخ 2011/7/11
free counters

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 2
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.