عزم الرجال وحقيقة التوكل
بسم الله الرحمن الرحيم
اهداء الي : محدثي لواء شرطة سجون حسن يحي زكريا ..
الي استاذى : Abualyassir Fadlallah Idriss
مدير مدرســة الاســاس
ما بين عزم الرجال وحقيقة التوكل
شُوهد مرات متصلات وهو يسعى جيئة وذهاباً ما بين كومة من الرمال وكومة من الطوب يحمل قليلاً من هذا وقليل من ذاك يتجمل بأدوات البناء عصراً من كل يوم وهو يحمل يقيناً لا شك فيه ومعيناً من العزم لا ينضـب ان هذا الصرح قائم قائم .
كان المكان مدرسة الاساس القائمة فى محلية امدرمان على التخوم الغربية لولاية الخرطوم.
لفت بعزمــه أنظار الكثيرين منهم رجل وقائد تشرب بحب الخير فعرج اليه ذات يوم فعلم ان هذا الرجل هو مدير تلك المدرســة فتسأل متعجباً من صنيعــه لماذا وانت لا تجيد هذه الحرفــة ..فبدأ حصة من حصص الايمان واليقين وكمال الثقة فى الله ان الله متم عزم الاخيار .
ان وزارة التربية والتعليم قد نقلت اليه معلمين وهو يخشــي إن حضروا ولم يجدوا مكتباً ان لا يستقروا فى المدرســة فبدأ بالعمل على بناء مكتباً لهم .
فنظر القائد الى عزم وثقة هذا المدير فى مدبر الاكوان سبحانه وتعالى ..فعقد العزم على إنفاذ ذاك الصرح ، فبعد برهــة من الزمان عج المكان وضج بسواعد الرجال فتم بناء المكتب فى غضون ثلاث ايام والمدير ينظر باسماً الى لطف وتدبير وتسخير الله لهولاء الرجال لتحقيق عزمــه وتعزيز ثقتــه فى الله سبحانه وتعالى .
ولم تكتمل لوحة التوكل على الله ،فجاء القائد ليسأل المدير عن كيف موقفك مع الوكيل سبحانه وتعالى فصرح المدير مزهواً ولسانه يلهج بعبارات الاطراء والثناء ان المكتب قد تم تاسيسـه . فنظر القائد الى نفســه مليئاً متيقناً ان هذا المدير يحمل فهماً ووعياً لا يحيط بــه الا اولى النهى فاصر على زيارة المكتب ومشاهدة الاثاث فلم يخذلــه ذاك المتوكل على الله فوجد ان المدير قد جلب درجاً من ادراج التلاميذ ووضع خلفه كنبة بحسبانها كرسـى للمعلمين الجدد .
فكان المدير على موعد من عزم قائد من قادات الشرطة فتأسس المكتب خلال ذاك اليوم .
ولا زال ذاك المدير يثير دهشــة القائد حين عاد يوماً مساءاً وريح الشتاء تزمجر والليل موحش فى تلك المنطقة النائية فوجد ذاك المكتب قد تحول الى غرفة نوم وتلك الكنبة قد تحولت الى سرير للنوم فتسأل متعجباً لماذا لا تذهب الى بيتك فنظم المدير أنشودة عـز وفخار لمعلمى بلادى ان منزله فى الحاج يوسف لذلك هو ينام فى المدرســة ايام الاحد / الاثنين / الثلاثاء / الاربعاء ثم يرجع يوم الخميس متخذاً من ذاك الصرح المشيد بالثقة وحسن التوكل على الله بيتاً مؤقتاً .فتم بناء غرفة وتأسيسها لذاك المتوكل على الله .
لا زال التوكل على الله يملئ جوانح رجال من اهل السودان يتجاوزون بــه كل الحياة الدنيا فاتحين نفاجاً الى السماء بحسن التوكل والثقة فى قدرة الله .
فقال محدثـي لواء الشرطة انــه قد ظن ان لا جديد يمكن ان يتعلمــه من استاذ مدرسة اساس فعلم ان هولاء المعلمين شوامخ حياتية ومنابع قدرات وعزم وتوكل وثقة فى الله نتعلم منهم كل يوم درس جديد فى حصة جديدة .
ستظل هذه الحصــة عالقــة بذهنى اتذكرها حين اري وهن الثقة فى الله وحسن تدبيره لعباده .
شكراً صديقى واخي اللواء ..
شكراً استاذى الذى لم اتشرف بالجلوس فى فصلــه شكراً اهل بلادى .
|