لا بأس من غير طهور ووضؤ
الكره والكراهية أعلى مراتب الانهزام الانساني
يقول الله عز وجل :
1- ( كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسي ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسي ان تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وانتم لا تعلمون ) البقرة 216
2- ( وله أسلم من في السموات والارض طوعا وكرها وإليه يرجعون ) أل عمران 83
3- ( يا أيها الذين آمنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها ) النساء 19
4- ( وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسي ان تكرهوا شيءا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا ) النساء 19
5- ( ليحق الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون ) الأنفال 8
6- (ويأبي الله إلا أن يتم نوره ولوكره الكافرون ) التوبه 32
7- ( هو الذي ارسل رسوله بالهدي ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ) التوبه 33
8- ( ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم ) التوبه 33
9- ( قل انفقوا طوعا أوكرها لن يُتقبل منكم إنكم كنتم قوما فاسقين ) التوبه 53
10- ( فرح المخلفون بمقعدهم خلاف رسول الله وكرهوا أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله وقالوا لا تنفروا في الحر قل نار جهنم أشد حرا لو كانوا يفقهون ) 81 التوبه
11- ( ويحق الله الحق بكلماته ولو كره المجرمون ) التوبه 82
12- ( ولو شاء الله لامن من في الارض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتي يكونا مؤمنين ) يونس 99
13-( وله يسجد من في السموات والارض طوعا وكرها وظلالهم بالغدو والآصال ) الرعد 15
14- ( ويجعلون لله ما يكرهون وتصف السنتهم الكذب أن لهم الحسني لا جرم أن لهم النار وأنهم مفرطون ) النحل 62
15- ( إلا من أكره وقلبه مطمئن بالايمان ) النحل 106
16- ( إنا آمنا بربنا ليغفر لنا خطايانا و ما أكرهتنا عليه من السحر والله خير وأبقي ) طه 73
17- ( ولا تُكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصنا لتبتغوا عرض الحياة الدنيا ومن يكرهن فإن الله من بعد إكراههن غفور رحيم ) النور 33
18- ( فأدعوا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون ) غافر 14
19- ( ثم استوي إلي السماء وهي دخان فقال لها وللارض إئتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين ) فصلت 11
20- ( ووصينا الانسان بوالديه احسانا حملته أمه كرها ووضعته كرها ) الاحقاف 15
21- ( ذلك بأنهم كرهوا ما انزل الله فأحبط أعمالهم ) محمد 9
22-( ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزل الله سنطيعكم في بعض الامر والله يعلم اسرارهم ) محمد 26
23- ( ذلك بأنهم اتبعوا ما اسخط الله وكرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم ) محمد 28
24- ( ولكن الله حبب اليكم الايمان وزينه في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الراشدون ) الحجرات 7
25- ( أيحب احدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه وأتقوا الله إن الله تواب رحيم ) الحجرات 12
26- ( يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون ) الصف 8
27- ( هو الذي ارسل رسوله بالهدي ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ) الصف 9
28- ( لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي ) البقرة
حركني هذا الجانب من خلال ما يكتب ومن خلال ما يدور الان في محيطنا العربي والاسلامي فاحببت ان اتتبع هذه الكلمة التي لا أحبها " الكره " في القران الكريم اولا فوجدتها وردت في 28 موضعا فيه 6 مواضع في سورة التوبه و 3 مواضع في سورة محمد وفي موضعين في كل من سورة الصف والحجرات والنحل و النساء والبقرة وفي موضع واحد في كل من سورة آل عمران و لانفال و يونس والرعد وطه والنور وغافر وفصلت و الاحقاف .
لماذا قلت أن الكره أعلي مراتب الانهزام الانساني إذ أنه بالرغم من كل هذا الصراع بين الحق والباطل والزخم الرائع في القصص القراني بداية بخلق آدم عليه السلام وعصيان ابليس الرجيم الي قابيل وهابيل ونوح عليه السلام وابنه وهود التي شيبت وعاد وثمود وابراهيم الخليل الذي وفي وآذر أبيه ونمرود كنعان ولوط عليه السلام وعجوزة المقبورة واصحاب الكهف وابتلائات ابن أيوب يوسف عليهما السلام وكيد اخوته وموسي وهارون عليهما السلام وفرعون ذي الاوتاد ومخازي بني اسرائيل و المحصنة مريم بنت عمران وعيسي عليهما السلام ثم هذه السيرة العطرة الرائعة بين خير البشر محمد بن عبد الله صلي الله عليه وسلم وقريش ومن قارشها يهودا ونصاري عربا وعجما . بالرغم من كل هذا اتت هذه الكلمة فقط في ثماني وعشرين موضعا .
ثم أنني تأملت هذه المواضع في الايات الكريمات ولاحظت كلمة الكره تأتي حين يكون الخطاب موجها للمسلمين رقيقة مخففة الجوانب متوازنة متفاضلة بين أيهما مقرونة بالرحمة للمسلمين والتوبة والمغفرة والبشارة بالخير القادم وأهم وأروع ما فيها تنوع معانيها بين المشقة وعدم الرضاء والقسر والاجبار تارة اخري . بينما رأيتها حينما يكون الخطاب موجها لغير المسلمين على مختلف مسمياتهم القرآنية تأتي رادعه قوية ملازمة لنعتهم وصفاتهم كافرين ومشركين وفاسقين لاتحتمل تأويلا ولا معان اخريات بل صريحة تكشف مافي الصدور من غل وتاتي دائما مقرونة بالوعد والوعيد والمأل المخزي .
إنه التوازن والشمول والمنهاج القرأني والرسالة الانسانية للعالم والمترجمة بجلاء ووضوح كما الشمس في قولة تبارك وتعالي (و ما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) محبة لا كره ( فإذا الذي بينك وبينه عداوة كانه ولي حميم ) محبة لا كره ( لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي ) من احب لا كره (أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين ) حتى هاهنا عزة لا كُره .
وبالرغم من الاقرار بأن الكلمة وصنواتها من البغض والبغضاء و الغل والحقد والحسد وغيرهن من السلوك الانساني الانسحابي والتي يمكن أن نزرعها ونتعهدها لتثمر علقما وحنظلا ونؤجج أوارها لتصبح نارا تأكل صاحبها اول ما تأكل , لكن بالمقابل نري صورة اخري إذ ارخي القرآن الكريم مدارجه للمسلم أن اراد أن يرتقي رويدا رويدا الي مسالك الصفاء والسمو صدرا شرحا واسعا محبا حابا محبوبا وهنا تبدو حقيقة حاول البعض طمسها وهي ان هذه الصدور المشروحة المنشرحة كانت امضي من السيف في دخول الناس في دين الله افواجا مدللة كما قلنا عى التوازن والشمول والمنهاج القراني والرسالة للعالم اجمع فكلمة حب وردت في القران الكريم في 83 موضعا مثبته ومنفية . للمسلمين مثبته ان الله يحب المحسنين الصابرين المتوكلين المقسطين الذين يقاتلون في سبيله صفا المتبعين لمحمد صلي الله عليه وسلم بكل ما جاء وهذه بعضا من المدارج القرانية للسالكين المفضية الي كامل المحبة وشرح الصدر ( أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله اولئك في ضلال مبين ) وكما تأتي كلمة الحب منفيه معممة للجميع فالله لايحب الكافرين ولا المفسدين المعتدين الظالمين ولا كل مختالا فخورا و خوانا أثيما ولا يحب المستكبرين ولا من يحبون ان تشيع الفاحشة ولا الذين يحبون ان يحمدوا بما لم يفعلوا .
إنه التوازن والمنهاج القراني والرسالة الى العالم اجمع أن تحابوا لا تكرهوا لا تباغضوا لا تحاسدوا كونوا عبادا الله اخوانا ولا بأس من غير طهور ووضؤ .
التعديل الأخير تم بواسطة يحي عثمان عيسي ; 24-06-2015 الساعة 09:11 AM.
|