أن من يوردون آيات من القرآن ليسندوا بها آرائهم الداعية لختان الإناث يتحاشون هذه الآية "لقد خلقنا الإنسن في أحسن تقويم"، والتي أورد لها الإمام الشوكاني تفسيراً مبسطاً هو (أن الله قد خلق كل ذي روح مكباً على وجهه إلاّ الإنسان، فقد خلقه مديد القامة يتناول مأكوله بيده، وخلقه عالماً متكلماً مديرً حكيما فأمكنه بذلك أن يكون خليفته في الأرض كما أراد الله له).... فإذا تبنينا الخطاب الديني –بغض النظر عن محدودية التفسير المذكور- يتبادر إلى الذهن السؤال البديهي وهو إذا كانت هناك من جدوى لختان الإناث والذكور على حد سواء، هل كانت هذه الجدوى غائبة عن الخالق؟... قد يرد البعض بأن العلم والطب أثبتا فائدة ختان الذكور، ربما، ولكن ربما أيضاً قد يكون من الممكن إيراد أو العمل بالحديث "أنتم أدرى بشؤون دنياكم"...
وإذا كانت الحجة هي النظافة من الأوساخ التي تتراكم خلف الأغشية الجلدية في المناطق التي يتم فيها التقطيع، فالجسد مليء بمثلها، فالعين مثلاً مُغطاه، والأذن، والأظافر، وما بين الأصابع، ... الخ ولكن يتعلم الكل كيفية تنظيف هذه الأجزاء منذ نعومة الأظافر حتى تصير أمراً بدهياً، فلماذا إذن وقع الإختيار على موضع الأنثى التناسلي لإنتخابه للـ "طهارة"؟
ما وددت أن أقوله، موضوع ختان الإناث لا علاقة له بالدين، إذ لم أقراً أو أجد – على الأقل حتى الآن – ما يدل على أن الرسول قد ختن بناته.. فالموضوع لا يخرج عن إطار السيطرة على المرأة من خلال التقطيع الذي يمارس على جسدها.... لا أفرق هنا بين ختان فرعوني، سنة، شرعي أم غير شرعي... فجميعها تقطيع
|