لماذا لايكتفي السودان بحزبين اثنين فقط لعقود قادمة: حزب الحرية و التغيير وحزب الآخرين !
لماذا لايكتفي السودان بحزبين اثنين فقط لعقود قادمة: حزب الحرية و التغيير وحزب الآخرين؟
حسين عبدالجليل
-1
أثناء اندلاع ثورة ديسمبر الشبابية كنت قد نشرت مقالا بعنوان "دعوة لتقنين نظام ديمقراطي من حزبين فقط" , قلت فيه ضمن ماقلت (….. لو قيض الله لنا بداية جديدة تأطر لجمهورية سودانية ثانية , بعد أكثر من نصف قرن من استقلال السودان , هنالك بعض المحاذير التي يجب أخذها في الحسبان لضمان التأسيس لحكم ديمقراطي رشيد مستدام – و لتجنب أسباب فشل التجارب الديمقراطية الثلاثة السابقة . كلنا يعلم بأن السبب المباشر لوأد الديمقراطية كان الانقلابات العسكرية ولكن هنالك سبب آخر مهم , الا وهو ضعف الاحزاب لدرجة عدم حصول حزب واحد علي أغلبية مريحة تتيح له الحكم منفردا (الاستثناء الوحيد كان حصول الحزب الوطني الاتحادي علي اغلبية مقاعد أول برلمان في عام 1954) . أضافة للانشقاقات المتتالية و غياب الديمقراطية داخل معظم الاحزاب . . …….)
“
وبعد مرور أشهر علي ممارسة حكومة قوي الحرية والتغيير لمهامها , تبلورت الفكرة أكثر في ذهني , بحيث يمكنني تسمية الحزبين , بحزب يتشكل من قوي أعلان الحرية و التغيير التي قادت الثورة وحزب يتشكل من كل الآخرين المناوئين .
يخطئ من يظن أن حل حزب المؤتمر الوطني سيقضي الطموح السياسي لكل من كان يؤمن بفكر ذلك الحزب - او الاحزاب التي تسمي نفسها احزابا اسلامية .و أبلغ ماقيل عن أن الافكار الخاطئة المستندة علي الدين لاتزول بسهولة هو قول الأمام علي بعد أن بشره بعض اصاحبه عقب معركة انتصر فيها علي الخوارج بقوله:"هلك القوم بأجمعهم ياأمير المؤمنين" فرد عليه الأمام بفصاحته المعهودة قائلا: "كلا, والله إنهم نطف في أصلاب الرجال وقرارات النساء"
|