سنوات العذاب والمتعة

[عمر صديق]

لم اجد ما يعبر عنى غير ان استعير هذا العنوان من الكاتب المصرى احمد فواد سليم وتلك السيرة الذاتية الشيقة التى كتبها بمجلة العصور الجديدة
تلك السنوات النى كانت فى نهاية التسعينات من القرن الماضى عام 1998 م هو عام انطلاقها ايام ونهارات امدرمانية قائظة لحظات منتزعة من مفكرة تلك الايام حوارات ولقاءات ومقاهى سير واعترافات معارك وسجالات ادبية مشافهات وسرد للتاريخ السرى لامدرمان منتدى محمد صديق الامام واكشاك الكتب بالبوستة سبيل خلف الله والدكان الذى كنا نتناول فيه الفول والبوش الذى يقع فى منزل عبد المجيد امام مؤسس حزب المؤتمر السودانى وست الاكاى العباسية غرب مليم وما ادراك ما مليم اكاى او عرقى سمه ماشئت له نكهة ومذاق وبناتها الجميلات لا والله الحسنا ء فيهم واحدة حتى اكون صادقا مع نفسى ومعكم اما البقية فمقبولات يقال بان تلك الحسناء تزوجت وسافرت مع زوجها الى امريكا
اما شقيقتهن الكبرى والتى كانت تتسم بالحزم الشديد فتزوجت هى الاخرى وقد حكى لى احد الاصدقاء الذى كان من ضمن الحضورفى حفل زفافها انه قد اقيم لها خيمة عرس اسطورية من اول الشارع وحتى اخر الشارع كنا نتناول الاكاى ون قو نسبة للحملات القمعية التى ينظمها بوليس النظام العام ون قو ده انت ما اظن تكون حضرت يا طارق الحسن لانك غادرت السودان والدنيا كانت بخيرا
كان ياتين لنا بالنص فى كباية شب اشبه بالكباية التى يقدم بها العصير وفى تلك الايام ومن خلال تطوافنا فى الممرات او سوق البوستة او المنتديات ننسى تناول وجبة الغداء او فى بعض المرات لم يكن معنا ثمنها لذلك كنت اطلب منهن (اى بنات ملين ) كباية ون قوعلى مرتين كنا عندما نطرق الباب والجو لم يكن مهيا او فى الجو فى لغم او عريبة كدر كانت تطلب منا ان نذهب وناتى مرة اخرى يا الله يا ليت تلك الايام تعود من جديد رغم قسوتها ولكنه كم كانت ممتعة حتى الاشخاص الذين قبلناهم كم كانوا مختلفين عيسى ناصر غازى ادروب الجنوبى عامل القهوة الجنوبى لقب وليس الجنوب الجغرافى حكايا رواد القهوة والتى لااعرف لهم اسم هل قلت حكايا بل اعترافات وقصص شيقة ساتى بها لاحقا نور الدائم وهو قصتو قصة فى بعض المرات ينكر وجود الله ويقول بان الديانات هى مجرد تاريخ للبشر ولا احد له القدرة على برهنة صدقها تزوج الجمرة الخبيثة وانجب منها بنات وصبيان لا لم يتزوجها ولكن اسمحوا لى ان اطلق عليه زواج مدنى لان اهلها رفضوا تزويجها له فهربت منهم واختارته ومازالت فى ذمته حتى اللحظة بدون اى ورقة تثبت ذلك
عنما يحكى لك محجوب السواكنى وهو احد ابضايات او فتوات ام درمان فى الاربعينات من القرن الماضى عندما يحكى لك والحماس البادى على وجهه لا تملك الا ان تضحك وتموت من الضحك عندما ذهب مع نور الدائم للخطبة واتمام مراسيم الزواج اخذوا معهم نعجةوتحصل عليها عمنا السواكنى من السلخانة بحسب انه كان عاملا سابقا بهااو ربما اشتراها من حر ماله وربعين بلح وتوبين حكى لى السواكنى كيف رجعوا خالين الوفاض بعد ان رفض اهل الجمرة الخبيثة تزويجها لنو ر الدائم تحت حجج ودواعى واهية ياخذك فى حمأ من التفاصيل ولا تملك الا ان تتحسر معه ولكن حدث ماحدث
القاص الراحل زهاء الطاهر كان ياتى للممرات من حين لاخر وقد اسر لى نور الدائم بانه يريد كتابة قصصه وحكاياه عبر زهاء الطاهر ولكن الموت عاجل زهاء
لا ادرى لماذا تاحذنى سيرة نور الدائم ربما تكون لانها استثنائية مختلفة سجنه هروبه من المدرسة قصصه حكاياه خالته التى تمتلك اكبر حانة فى مدينة سودرى وموتها الماساوى عشقه لاحدى الفتيات تولهه بها سفره لمدينة الابيض ليجدها بانها تحولت الى غانية يحاول ان يثنيها على ذلك ولكنه يفشل
نواصل