السلام عليكم .... أهل سودانيات
أحييكم وأشد على أياديكم
أسمحوا لي بالدخول ورحبوا بي ، فهذه هي (الطلّة) الأولى، وكان عليّ أن أحييكم في (بوست) منفصل، لكني أدخل من باب سيدة الخواطر، وما أروعه من دخول، فأقبلوني هكذا. اطرق أبوابكم اليوم الخميس وأعرف أنكم تحبونه .. ومن منا لا يحب الخميس بنكهته وألوانه الزاهية.. نحتفي به منذ المدرسة الأولية ويغني له الوعي الجمعي : الخميس صفقة ورقيص.. فهو يوم الهيصة السودانية.. ليس ذلك فحسب ، فهو أيضا يوم أهل الذكر .. يوم الصوفية وأهل القيام .. يوم الأعراس والبارتيات و (الطلوع) من الداخلية ويوم أهل الهوى والهوس وأشياء أخرى كثيرة. سئل أحد مدمني هوس الخميس : لماذا لم تتزوج حتى الآن وقد بلغت الأربعين؟ أجاب : لم أجد خميسا (فاضيا) أتزوج فيه. فالخميس هو اليوم (المبجل) عند أهل السودان... ولو كان خميس السودان رجلا لكان هايصا لايصا عابثا لاهيا. عفوا تذكرت أن الخميس رجل. أتذكرون خميس مريومة؟! كان واحدًا من ابداعات سودان الخرافة والكجور .. يخرج بثعابينه وأفاعيه الى عرصات عشش فلاتة (التي كانت)، فيتحلق حوله الناس من كل لون وجنس، يمارس حركاته البهلوانية وألاعيبه الكجورية في ابتهاج بهيج. ولمثل هذا يكتب الخواجات : كانت أفريقيا –وما زالت – أرضا للعجائب. أراني أثرثر كثيرا (من قولة تيت) وتريدون مني كلاما نافعا مفيدا .. لم تنته معلقة الخميس بعد ، لكني خجلت وسأصمت لأواصل الخميس القادم. الحديث ذو شجون عند أقوام، لكنه عند أهل السودان ذو شجون وشعاب وشعب، وما أنا إلا من غزية .. فاصبروا
أعزائي ،
أطالع ابداعكم في سودانيات .. أقرأه بشغف .. أطل عليه من باب موارب (وأحيانا من كوة ضيقة) بسبب الوقت. أقفز من أبداع الى آخر وأمارس القراءة بطريقة (نقر الديك)، لكني أستمتع كثيرا بروائعكم وأقترب أحيانا من ذرى الصفاء الروحي والنفسي، وما أحوجنا الى هذا الصفاء في الغربة. أقرأ ابداعكم وأعرفكم فردا فردا.... فلكلٍ نكهته ولكلٍ لونه وايقاعه وطعمه ورائحته.
أطربتني كثيرا خواطر (سيدة الخوطر) .. ابدأ بها لماذا لا أدري! هذه السيدة الرائعة المدهشة تحملك الى عوالم رومانسية حالمة وتحلق بك في دنياوات من الشجى والوجد الحنين. تقرأ حروفها فتتجسد أمامك (لوعة وآهة وشهقة).
ظللت أتابع خواطرها وما فارقني السؤال : بأي مداد وبأي حروف تكتب هذه السيدة؟ ومن أي قاموس سحري تستعير كلماتها؟!؟ ومن أي روض تقطف هذه الزهور لتنثرها علينا؟ّّ
قرات الخاطرة (29) فكانت كـالـ (Big Bang) جرفتني بعيدا و سافرت مع الخيال على أجنح غيمة وأنثال المداد ينفث فكان ما يلي :
لا بد أنه عرج ووصل الى سدرة منتهى العشق ورآها هناك
وجدها ...
بين اليقظة والحلم
رآها ….
امرأة من نغم وغيم وبرق ورعد ونار ونور وأقحوان
شذى أزاهير ولحن مزامير وسحر أساطير
بين الوعي والغياب
وجدها
نهرا من الحب يفيض فيغرق ما حوله
شلالا من الفرح والمرح ينبع من أعطافها فيغمر الجميع
هناك رآها
عابقة كغابة بيلسان
كان البنفسح ينام بين عينيها ولا ينام
هناك وجدها
سندريلا من بلاد العجائب، تعزف ترنيمة السحر، وتسبح في بركة العشق، وتحلق في سماء الفن والابداع والنغم
هناك رآها
فصرعه الوجد
أصبح مثل مجذوب صوفي
يهذي ويهذي
ولمّا يفق بعد
عندما يعود الوعي
سيكتب الالياذة والملحمة
|