رد الشبهات عن القرآن الكريم: فيما يخص سورة الفيل
رد الشبهات عن القرآن الكريم: فيما يخص سورة الفيل
حسين عبدالجليل
أستمعت مرة في اليوتيوب لأحدهم وهو يسخر من القرآن الكريم و بخاصة من سورة الفيل , و يتسأل بسخرية: كيف يمكن لجيش يمتطي أفيالا أن يسير من اليمن لمكة ؟
نسي الساخر أن القرآن الكريم لم يقل أبدا بأن هنالك جيشا يمتطي فيلة قد حاول غزو مكة , فذلك تفسير بعض المفسرين في كتبهم. و تفاسير المفسرين القدماء لاتهمنا كثيرا فهي غير مقدسة رغم أحترامنا لهم , فذلك كان مبلغهم من العلم. فقط يهمنا ماقاله القرآن الكريم.
القرآن أشارالي جماعة أسماهم "أصحاب الفيل". ولو تتبعنا ورود كلمة "أصحاب" في القرآن الكريم لوجدنا أمثلة لها في :
أصحاب القرية
أصحاب الرس
أصحاب ألآيكة
أصحاب ألأخدود
أصحاب السبت
أصحاب الجنة
أصحاب النار
أصحاب الأعراف
أي أن القرآن الكريم في تلك المواضع عرف أقواما محددين بشيء محدد, مثل مكان أقامتهم : كما هو الحال ل أصحاب الرس, أصحاب الايكة, أصحاب القرية, أو المكان الذي أستشهدو فيه كما هو حال أصحاب الأخدود.
فأصحاب القرية الذين ذكرهم القرآن في سورة يس "وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ " لم يكن لكل واحد منهم قرية- أي لم يفسرها المفسرون بأصحاب قري (بالجمع) , و أصحاب الأخدود لم يكن لكل منهم أخدوده الخاص الذي أستشهد فيه, فلماذا يفهم من تعبير "أصحاب الفيل" أنهم كانوا "أصحاب فيلة"؟ - فالسورة الكريمة لم تشر لهم الا بتعبير "أصحاب الفيل".
أذا أتفقنا علي أن أصحاب الفيل يعني جماعة من الناس/المقاتلين/الغزاة لهم علاقة ما ب "فيل", تماما كما لأصحاب السبت علاقة ما بيوم السبت (الذي خالفوا فيه تعاليم الدين اليهودي الذي يمنع العمل فيه), فيمكننا محو الصورة الذهنية التي ترسخ في أذهان بعض المسلمين – وهي أن جيش ابرهة كان يمتطي اعددا كبيرة من من الفيلة -فذلك التفسير المخالف للنص القرآني أتخذه البعض مطية للهجوم علي القرآن الكريم و التشكيك فيه.
كمسلم أصدق كل ماقاله القرآن الكريم, فأنا أؤمن تماما بأن تلك الواقعة قد حدثت في عام مولد المصطفي عليه أفضل الصلاة و السلام "لاحظ أن عام ميلاد الرسول سمي بعام الفيل (مفرد) و ليس بعام الفيلة (جمع)" , و كما قال الشيخ الشعرواي رحمه الله فان بعض معاصري المصطفي من كفار قريش و ممن هم أكبر سنا منه قد عاصروا الحدث الذي قصته علينا سورة الفيل, ولو كان ماقالته السورة فيه أي اختلاف مما شاهدته أعينهم, لاتخذوا ذلك ذريعة للهجوم علي مصداقية القرآن الكريم.
لم يبق لنا سوي محاولة تخمين ماعلاقة جماعة/المقاتلين/الغزاة أؤلائك بالفيل؟
ربما تكون علاقتهم بالفيل هي علاقة رمزية طوطمية , و الطوطمية حسب تعريف وكبيديا هي: (الطوطمية(بالإنجليزية:Totemism) هي ديانة مركبة من الأفكار والرموز والطقوس تعتمد على العلاقة بين جماعة إنسانية وموضوع طبيعي يسمى الطوطم. والطوطم يمكن أن يكون طائراً أو حيواناً أو نباتاً أو ظاهرةً طبيعية أو مظهراً طبيعياً مع اعتقاد الجماعة بالارتباط به روحياً ), فالطوطم عند بعض القبائل القديمة كان يعتبر هو الأب والروح الحامية للعشيرة, والرمز المقدس لها, لذلك يمنع على العشيرة قتله.
فهل ياتري كان الفيل هو طوطم اصحاب الفيل؟ لاشيء يحول دون هذه الفرضية خاصة وأن بعض القبائل العربية القديمة كانت تسمي نفسها باسماء بعض الحيوانات ( وتلك التسمية لها رائحة طوطمية) : مثل بنو أسد, بنو نمير و بنو ثعلب ( بنو ثعلب قبيلة عربية كانت بالجزائر وحكمت مزغنة من 1204 م الي 1515م), فهل ياتري أن تلك المجموعة الغازية كانت أسمها يرتبط بالفيل تماما كما أرتبط اسماء القبائل العربية المذكورة أعلاع ب ألأسد و النمر و الثعلب؟
القرآن الكريم كتاب دقيق جدا , لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه, و كمسلمين يهمنا النص القرآن لا مافسره أبن كثير و غيره , والقرآن الكريم لم يذكر ابدا مجموعة من الفيلة يمتطيها من حاول أحتلال مكة في عام مولد الرسول الكريم, بل رمز للمجموعة الغازية لمكة ب "أصحاب الفيل"!
|