قطر كريمه وحديث الذكريات
*بكائيه علي طلول السكه حديد*
*كتبها/حسين حمد الحسين*
*هانذا اقف علي اطلال واحدة من اعتي واجمل قلاع تاريخنا التليد سكك حديد السودان( بكريمه) تماما/ كمثل شحيح ضاع في الترب خاتمه/ متمثلا قول السياب( ووقفت اهتف بالخليج. ايا عرااااق فيجيئني صوت الخليج ايا عراااق) نعم فلم يبقي هنا الا. الصوت والصدي والاسئلة الحيري فالمكان غفر وخال الا من بعض رفقتي… .بقايا النيمات الغلاظ والمدخل الملكي في شكله يحدثك عن اجادة وسبكة الصنعه ثم البهو الداخلي حيث شباك التذاكر ثم مقابض التحكم في الحركه كأنهن فؤوس غرسن في قلب ارض طيبه ينتظرن فلاح مجيد.. ثم آه و آه مجري ومسري القطار وعنده محط المنتظرين والمودعين ومسقط الدموع حيث/ كل علي ليلاه باكيا بين مودع حزين ومستقبل فرح/،،هنا كم لوحت ايادي ووجفت قلوب وجفت وابتلت مناديل.. وكم تغنت حناجر مع الراجز (بلالي قالوا كريمي فيها قطر وتلغرافا يضرب تر شربنا الجبنه بالسكر) وشربنا الجبنه بالسكر هنا ليست (تقريريه) ولكنه الاستحسان لان جبنة الارياف كانت تحلي بالتمر(بانجقلي) و(البانجقلي كتلو زول غرق المركب في امبكول)*
*نعم فإذا قيل سافرففي الاسفارخمس فوائد فان سفرة بقطار كريمه تعادل ما قيل وتزداد كيل بعير.. يسبق السفرة إعداد لها مبكر ب(تستيف) شنط المجوز وما بها من خيرات البلد من القرقوش والسمن البلدي وشيئ من التمر العاول والجرم الخ وفي الليلة الاخيره تعد قراصة التمر المخمره المتمره واللحم المنشف وشيئ من خليط البهارات او ما يعرف ب( الدقه) ثم تكتظ الدار ب(الطرود) وما تجود به/قساسيب وجراري/ الاهل لابنائهم وذويهم تخفيفا الاثار الغربة الداخليه و (بهدلة) البنادر… اتقدم قليلا فاذا بمطارق خدود السكه حديد ماتزال مستمسكة بالارض لاترجو منها فكاكا حديدها وفلنكاتها لم تزل مستقيمه و متوازية لاتبغي التقاءا او اعوجاجا يعني نهايتها.. اصبت بحالة من الاسي والحزن لما آلت اليه كل مؤسساتنا العظيمه جراء اهمال متعمد ونتيجة نظرات سياسيه موغله في الغباء.. هنا وعلي الميسره بيوت وقطاطي السكه حديد تقف شامخة تتحدي الزمان والاهمال محتفطة ببهائها وألقها الاجتماعي الراسخ والجميل وتختزن الذكريات عن صافرة المحطه و(الكمساري وجرسو النايم) علي قول عمي الزين الذي حفظ السكه محطه محطه.. ثم صوت قطار البخار والفحم الحجري ياخذ طريقه صعدا الي الكاسنجر والدغفلي وام رهو واخواتهن مرددا (قلبي انقطع) حتي اذا. بلغ الكاب تنفس الصعداء بحركة او نفخة غناها زنقار يوما( من بف نفسك يا القطار وازيزك وانا. قلبي طار).. هنا ايضا تهدا الانفاس والانفس ويسكت عنها الغضب وتهدا الاصوات بعد تنازع الامكنه بين السابقين واللاحقين من الركاب خصوصا في الدرجات الادني من القطار ( الثالثه والرابعه واهل ( التصاريح) التي ورد ذكرها كثيرا في الاغاني( الرسول يا ودعمتي ان درت راحتي ودر جمتي رسل التصريح اللجي) وسفرة القطارهذي كم خلقت من صداقات ومعارف. بل زيجات واصهار.. كنا اذا احمرت شمس الاصيل وهبت نسائم الليل اتخذنا طريقنا الي ظهر القطار. سربا فيما يعرف (بالتسطيح) وهو رغم مابه من خطوره الا ان له نومة ما احيلاها خاصة وانها مملوءة بتحدي الشباب وفتوته يلهس القطار حتي اذا بلغ ابوهشيم ورفيقاتها من ارض الرباطاب انحني مع النهر حتي لاحت جزره البهيه ثم استوي الي (ابوحمد) ليعانق اكسبربس حلفا فينطلق الناس نزولا الي سوق البلدة ذي الدرجات الدنيا اقتناءا لخيراته واشهرهن عجوته وتمره المميز.. ارتبطت ابي حمد في ذهني بمقابلات القطارات وتشابك الخطوط التي يجيد العمال. شفرتها تماما ينطلق صعلوك المحطه (قطر المناوره) جيئة وذهابا لاختبار وتسليك الخطوط ليعطي الاشرجي والصنفور كل وجهته فتدب الحياة والصخب وصافرات التنبيه لتعود المحطة استعدادا لرحلات قادمات… نواصل باذن الله… //حسين حمدالحسين//*
|