هنا لندن
تن..تن..تن.. هنا لندن....كم داعبت هذه العبارة الأذن سنين عددا، واحدة من أهم وسائل المعرفة ونقل الخبر كانت ولا زالت إذاعة البيبي سي البريطانية.....(إذاعة لندن) تأسست في عشرينات القرن المنصرم، وصلت شهرتها الآفاق جذبت الملايين من المستمعين علي سطح الكرة الأرضية، قدمت الخبر والمعلومة بمهنية عالية، عندما لمس المسؤلون عنها شغف سكان الوطن العربي بهاأنشأو قسماً خاصاً للأخبار باللغة العربيةأطلقوا عليه(القسم العربي)، أكاد أجزم أن كل السودانيون كانوا يستمعون لإذاعة لندن خاصة نشرة التاسعة مساءً، إستمتع الناس بما تقدمه في زمان لم تتوفر فيه الوسائط الإعلامية كما الان، طوفت بهم حول العالم الفسيح بمشاكله وأحداثه، قدمت برامج أخري مفيدة غير الاخبار كبرنامج تعليم اللغة الإنجليزية، ........
كان لأديبنا العالمي الطيب صالح تجربة ثرة في العمل بإذاعة لندن، وتدرج بها إلي أن تقلد رئاسة القسم العربي بها، كذلك إرتبطت في مخيلتنا عبارة( وطني وإن شغلت بالخلد عنه....... نازعتني إليه في الخلد نفسي) بالمذيع / أيوب صالح.. والذي عمل فترةً بإذاعة لندن ويحكي أنه في مرة بدلاَ من ان يقول هنا لندن قال هنا أمدرمان.... ثم إستدرك قائلاً البيت الذي ذكرنا.
لإسباب لا نعلمها تم إيقاف بث إذاعة لندن بالسودان ، أعتقد ان الخسارة كبيرة لنا ولأجيال اليوم التي حُرمت من صوت كان سيضيف لها الكثير، لا نستطيع الحجر علي الرأي والكلمة في هذا الزمان الحر، ويبقي سلاح المجادلة بالرأي السديد هو أقوي الأسلحة...
هنا لندن إذاعة البيبي سي.... نتمني أن تعود
|