لا حولا ولا قوة الا بالله يا طارق
هذا هو الحزن الاكبر و الانكسار الما بنعدل
عاش عمر نبيلاً و رحل في غفلة من أحلام الوطن...لا أدري إن كان هناك أحد يشعر بحزني الذي هزم اللغة....ما إمتطيت الكيبورد للكتابة في موضوع قط و لم أستطيع إلا حين أحاول التطرق لسيرته النبيلة و حبي له...ستبقى دنيتي بدونك ينقصها التوازن و يعتقلها الحزن.....لا حولة و لا قوة إلا بالله....
لا أدري لحظتها ...الحادث المشئوم الذي أودى بحياته..ربما فقداني للوعي وقتها جعلني لا أسطيع إسترجاع التفاصيل...إمتطينا ذات السيارة..ولكن خبر عاجل في الدويم غير إتجاهي ..وواصل
هو وباقي الأصدقاء رحلتهم لواجب عزاء في الحصاحيصا ..حبيبنا الغالي الطيب الحلاوين الرجل الرزين صاحب الإبتسامة الشجاعة...له الرحمة...لا حولا و لا قوة إلا بالله...
في الطريق هاتفني كأنه يريد أن يتحايل على القدر...ولكنه رحل بعد حين وأسلم روحه الي بارئها...
هل كان شخص عادي ؟..لا ...كان إنسان بحجم الوطن
تزاملنا في جامعة الخرطوم....وعشنا أكثر من عشر سنوات سويّا، فيها كان الإندماج والحب...رجل تمتلئ جوانحه بحب الوطن والخير...تميّز مبكراً وسلك طريق ممتلئ بالمتاريس .. لم يبالي..واصل مسيرته الشجاعة رافعا رأسه.
فاز بحب الجميع وفجعهم برحيله المر...
الي متى يطارد النحس هذه البلد وتظل تلفظ الأجمل من أبنائها فيقتلنا الحزن وهذاالسوء؟
لم يفجعني قط يوم أكثر من الرابع عشر من أبريل..ففيه شيعنا الذهن الأكثراتقاداً
وصدقاً,,وفيه ضاعت منَا للأبد الروح الأكثر جسارة وعفة..يوم تكسرت فيه أكثرأحلام الوطن والانسان نقاءً ونبلاً.
عندما تطرق سيرة كانديك, أبواباً من الوجع والحزن تفتح مصراعيها وأسراباً من الألم تتوغل عميقاً في الدواخل ليبقى الخلاص منها معركة خاسرة هزمتنا وستهزمنا كثيراً...
نشأ كانديك في منطقة ريفية هادئة (الشكابة شاع الدين) أكسبته التأمل والهدوء..خضرة الأرض وامتدادها أكسب روحه العفة والاتزان...تناغم الحياة وانضباط ايقاعها في الريف أكسبه الدقة والانتظام,,فشب على الحياة مشبعاً بهذا الارث الاخلاقي ومفعماً بحب الارض والانسان ..والبساطة...
جامعة الخرطوم كانت المحطة التي التقيناه فيها وليتنا لم نلتقيه .. أظهر نبوغ وتميز وهو في بدايات مشواره في الجامعة..ومنه تعلمنا أن الجامعة تتخطى الحساب الأكاديمي لكونها المحطة التي يتشكل فيها الانسان الوطن والانسان الرسالة...اختار الفلسفة في رحلة بحثه عن الحقيقة وال(حق) .. وهنا تفتقت منابعه الفكرية والرسالية ليكون وهو في عامه الأو لفي الجامعة أحد أبرز نجوم النشاط الطلابي الفكري والثقافي والنضالي...
كان ديموقراطياً أكثر من الديمقراطية نفسها وخطيباً تطربك كلماته..في نظراته كان العشم بالغد الجميل وفي كلماته وعد قاطع بانتصار الانسان,,الحق ,,العدالة والحرية..
اختار مشروعه بجرأة نادرة وسلك دروب البلوغ بصدق واخلاص..كانديك الانسان وكانديك الاجتماعي حكاية تطول فصولها وتتضاءل الكلمات دونها ,فكان رجل مختلف في وفاءه وحبه للأخرين واستعداه الدائم للتضحية دونهم..لم أجد في حياتي رجل قط بصدق وجسارة
كانديك..كان محبوباً بيننا وكان الكل يعتبر كانديك صديقه الأول..
لك الرحمة و المفرة و دعاء صادق ينير قبرك بعد أن انرت دنيانا بالمحبة
لنا الصبر يا طارق، فهذه سيرة ستبقى و حزن فشلت السنين في تضميده
سأتوقف هنا لأن الحزن هزم الكلمات والدموع حجبت والله حتى رؤية هذه الصفحة
|