الـــــسر الغميــــــــس !!! النور يوسف محمد

حكــاوى الغيـــاب الطويـــــل !!! طارق صديق كانديــك

من الســودان وما بين سودانيــات سودانييــن !!! elmhasi

آخر 5 مواضيع
إضغط علي شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

العودة   سودانيات .. تواصل ومحبة > منتـديات سودانيات > منتـــــــــدى الحـــــوار

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-02-2011, 06:10 AM   #[1]
wadosman
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

الزول...

سلااام ياخى
البركه فيكم..و للراحل خالد الرحمه و المغفره

شغل جميل و مجهود مقدر جدا و منتظرين اكتمال المشروع
و حقيقى حيكون اضافه كبيره جدا للمكتبه الالكترونيه...

تسلم...



wadosman غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 26-02-2011, 08:21 AM   #[2]
ناصر يوسف
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية ناصر يوسف
 
افتراضي

الأخ الحبيب

الزول

تحية طيبة وبعد

شكراً لهذا المد المعرفي المُوجِب



التوقيع:
ما بال أمتنا العبوس
قد ضل راعيها الجَلَوس .. الجُلوس
زي الأم ما ظلت تعوس
يدها تفتش عن ملاليم الفلوس
والمال يمشيها الهويني
بين جلباب المجوس من التيوس النجوس
ناصر يوسف غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 26-02-2011, 07:08 PM   #[3]
الزوول
عضو
الصورة الرمزية الزوول
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة wadosman مشاهدة المشاركة
الزول...

سلااام ياخى
البركه فيكم..و للراحل خالد الرحمه و المغفره

شغل جميل و مجهود مقدر جدا و منتظرين اكتمال المشروع
و حقيقى حيكون اضافه كبيره جدا للمكتبه الالكترونيه...

تسلم...
...
حباب محمد عثمان
آخر لقاء لي مع خالد (تحديداً قبل شهرين بالتمام والكمال)
كنت محور لكثير من ونستنا
وطبعا بالخير
أحسن الله عزائنا جميعاً
فهو فقد صعب أن يعوض
شكراً لمرورك

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناصر يوسف مشاهدة المشاركة
الأخ الحبيب

الزول

تحية طيبة وبعد

شكراً لهذا المد المعرفي المُوجِب
...
حباب ناصر
هي محاولات لوضع بعض الطوب في هذا البناء الضخم
نرجو أن تساهم في توثيق ما لدينا من محفوظات
عسى أن يأتي يوماً من يستفيد منها
...



التوقيع:
يا متلبك في الأدران ... الحجـر الأسـود مـاهو البروة
وماها مكاوي الكعبة تجيها ... حين ينكرفس توب التقوى
ومافي خرط للجنة تودي وما في خطط ممهـورة برشوة
والمشروع الديني الخـالص ... ما محتاج لدراسة جدوى
ويات من قال "يا رب" من قلـبو ... رد الخالق دايما "أيوه"


حِمّيد
الزوول غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 26-02-2011, 07:13 PM   #[4]
الزوول
عضو
الصورة الرمزية الزوول
 
افتراضي

ثم إن الشيخ إدريس كاتب الشيخ الأجهوري مع تلميذه حمد ولد أبو عقرب حين سافر مع الفقيه حمد ولد أبو حليمة والفقيه علي ولد أبو نافلة في سفرهما للحج، فلما دخل مصر قالوا له الشيخ ما بتلقاه من التدريس والسناجك والبواشي والخوجات إلا يوم الجمعة عند دخوله الجامع، ورصده يوم الجمعة عند الجامع وناوله المكتوب فقرأه فلما وصل إلى قوله :” سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال التنباك حرام” قال :”يا بري شيخك صحابي؟” ورمى له المكتوب، فقال سرا:” إن كان شيخي فيه بركة الله يظهر الحق فيك سريعا عاجلا، وفي الجمعة الثانية بعد الصلاة قام الشيخ إبراهيم اللقاني وقال: “: أيها الناس، من كان يؤمن بالله واليوم الأخر فيلزم مكانه”، وقال :” يا شيخ علي الدخان جابته النصارى من بلاد الفرنج وافتتنت به المسلمين، وأنت أفتيتهم بالإباحة، وهو حرام لأنه بدعة ولأنه سرف، ولأنه محروق. فقال الشيخ علي الأجهوري للقاني/” أنت قلت بدعة، فما قولك في الملبوس الذي لم يلبسه الرسول؟ وإن قلت سرفا فما قولك في الرجل إذا كانت نفقة عياله خمسة دراهم يجوز أن ينفقهم بعشرة دراهم، فإن أنت قلت محروق فما بالك في اللبن فإنه محروق يجوز شربه؟” فقال له اللقاني “ فإن تنازعتم في شئ فردوه إلى الله والرسول، الله أباح لرسوله المباهلة في قوله :” فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ” “ ثم قال اللقاني: “ اللهم من أصبح منا أعمى فهو على الباطل”. فعمي الشيخ علي الأجهوري. والسبب في ذلك جاءه رجل مغربي وقال له :” طلقت زوجتي ثلاثا، وأولياؤها قالوا إن أفتاك الشيخ علي الأجهوري بنردها لك، بدورك تفتيني”، فقال له:” قال الله تعالى :” حتى تنكح زوجا غيره”، فقال :” إذا نكحها غيري أموت كمدا، بعطيك ألف دينار إن أفتيتني بالجل” فقال له: “ أنت سفيه”، ثم لما شرع الشيخ في التدريس والطلبة قد حفوا عليه لا يكن بأيديهم شيئا سوى الكراريس، وذلك المغربي هو الشيخ مرسي القليوبي فضرب الشيخ بسكين فأصبح أعمى، ثم جاء رجل فألقى عليه خشبة، فقتل من حينه. ثم جاءت المغاربة إلى هذا الرجل فقالوا هو محمد القدسي، فإنه معتزلي، ثم الشيخ علي رضي الله عنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام، فقال :” بم يموت المرء؟” فقال:” على ما عاش عليه”. “وبم يبعث؟” فقال:” على ما مات عليه” فقال له:” ترضى أن تلاقي ربك بمزمار من نار؟”، ثم إن الشيخ علي قال :” نادوا البري تلميذ الشيخ إدريس” فأتوه به، فقال له: “قول شيخك حق وكلامه صدق، رجعنا له، سلم عليه كثير السلام”، وأهدى له الراية المشهورة، وعمامة وشدة، وجوخة، وتاريخ الراية سنة 981 .

ثم إن الشيخ صغيرون ـ رضي الله عنه ـ بعدما قدم من الأبواب وجد الناس على فرقتين: قادح ومادح في أمر الشيخ إدريس، فقال لتلامذته:” سافراكم إلى هذا الرجل ننظر أمره، فإن وجدناه على حق سلكنا عليه طريق القوم، وإن وجدناه على باطل نرده منه، فسافروا إليه ومعه من الطلبة عشرون من شايل الشراح، منهم محمد بن التنقار، وحمودة أخوه، ومحمد عنده سبعة عشر مسألة مشكلة يريد حلها، فلما قدموا على الشيخ إدريس وسلموا عليه أمر لهم بالنزول في دار الضيافة، وأكرمهم غاية الإكرام، فلما كان الليل أرسل لهم وأوقد النار وقال :” أين صاحب السبعة عشر مسألة فاليأتي بها”، فأتى بها، فأجابه فيها مسألة مسألة: الفقهية أجاب فيها على أصطلاحها ،والتوحيدية، والصوفية، وكل واحد أجابه فيما سأل، فمن ذلك أيقنوا أن علمه يغرفه من اللوح المحفوظ، ثم إنهم أذعنوا وانقادوا له وسلكوا عليه طريق القوم الصوفية، وواجبهم وكساهم، وأعطى الشيخ صغيرون كسوة الأجهوري التي أهداها إليه وقال:” هدية عالم لعالم”. قال أبو جروس شاعر الشيخ:
الشيخ من يوم زينوا له قرونه
متواضع للمثلو والدونه
كل واحد يفتاه في فنونه
ناس قيل وقال ما قدروا رازونه

الباب الثاني في كرمه وزهده وورعه وحلمه وصبره: قال الشيخ خوجلي:” أول من أوقد نار الشيخ عبد القادر الشيخ إدريس”، ويقال قداحته ستون قدحا، والكسرة مديدة يسوطها الفقرا ناس الطريقة ومعهم الخدم في البرام شادين في وسطهم المناطق، وصفتها: دقاقة، نجيضة، وخميرة، الماء عليها مثل الفلفل، تارة تكون بالملاح، وترارة بالماء، والهديا تأتيه من الزوار يأخذها العشام.

قال الشيخ صالح ولد بان النقا: حدثنا الفقيه صغيرون الشقلاوي حوار الشيخ إدريس قال : أن الشيخ محمد ود فايد حوار الشيخ يقدم في كل عام لزيارة الشيخ من البحر المر، وتحضر معه قبايل الشرق: عرب أكد، وعرب التاكه وغيرهم، يجوا دافرين مثل قبائل جهينة، منهم من شايل العسل، ومنهم من شايل القماش، ومنهم من معه الرقيق، وإبل، كل أحد على قدرته، يقعوا على ولد النفيداوي، ثم يجوا على المحل الذي فيه حلة ولد أبودليق، وفي وقت حضر معهم الشيخ بدوي وهو شاب صغير السن، لابس شملة رباعية، ووالدته كانت نادهة الشيخ إدريس ببقرة وعشر محلقات فضة، فقالت لود فايد أن البقرة ما حصلت، وصرت لودها الشيخ بدوي العشر محلقات، وقالت لود فايد:” ولدي ما ينقطع منك ف‘ن ناس الجلابة الحلة ما بتشيلهم” ، لأن المذكور بينزل بيهم خارج القرية، والعشام تأتي من جبل أم علي ومن أربجي ومن الشرق والغرب تنتظر وصول محمد ولد فايد إلى الشيخ، وهو يدخل طايفة طايفة بهداياهم ويقول :” يا أبت هؤلاء الفلانيين وهذه زيارتهم” من سمن ودقيق وقماش وإبل صهب، وفي العشية كذلك، والعشام تسوق كلما يدخل، ودخال الأموال على الشيخ ثلاثة، وهو يقسمها على الناس حتى تكمل كل هذه الأموال بأجناسها. قال الشيخ صالح ولد بان النقا:” ما وصل إلى الشيخ شيئا قط من أموال هذه الجلابة إلا العشرة محلقات المصرورات في شملة الشيخ بدوي ناولهم إياه، والشيخ ناولهم إلى امرأة جالسة على السرير، لا أدري هل هي زوجته أو أجنبية”. ومن كرمه أنه كلم يوما سالم الفزاري وقال :” حاضرين إلينا أخوانا لينا، شوف ليهم ضيافة”، والوقت غلاء، وأحضر العيش وأمر بطحينه، فسالم الفزاري قدر ما كاس ما وجد شيئا، إلا وجد حملا عند امرأة، وطلبها أن تبيعه إليه فأبت، فألح عليها ولم ترض، ثم قالت:” القوي يطلب من الضعيف! سوقوه ما ببيعه عليكم، فأخذه. فلما كان اليوم الثاني حضروا للشيخ ستة عشر تورا محملات دخن زيارة، فقال:” ياسالم أعطهن للمرأة سيدة الحمل”، ثم حضر حسان الحرك الشكري ومعه ثلاثة أنفار كل واحد منهم معه صرة محلقات، فقالوا للشيخ: “هذه زكاة إبلا لنا استعن بها على الضيفان”، قال الشيخ لسالم :” أعطهن المرأة صاحبة الحمل”، ثم جاء رجل من أربجي ومعه كيس مال مليان فأعطي للمرأة، إلا أن حمد بن الشيخ قال: “ الكيس عاجبني فرغيه وأعطيني إياه” فأخذه، ثم جاء رجل محسي وجاب معه حصان وقال للشيخ:” عندي فرس كانت عقرت، وشلت لك حصان من نسلها إن ولدت، والفرس ولدت، وهذا الحصان حقك”، قال:” أعطوه لصاحبة الجمل”، فقالت المرأة: “أنا الحصان شن بعمل به”، فردته إلى حمد ولد الشيخ والشيخ منع حمد منه، وقال :” عملا خرجناه مننا لله ورسوله، ردوه إليها”، فردوه. ومن كرمه أن رجلا هواري جاء من الريف واشترى منه رجلا أربجاوي بضاعة إلى أجل معلوم، وسافر إلى دار الغرب باع واشترى رقيقا كثيرا، ومات في الغلا، والرجل الهواري سافر إلى الريف فمات هناك، وحضر ولده لخلاص حق والده، فالرجل الأربجاوي أحضر عشرة رؤوس رقيق، ووقع على الشيخ إدريس على أن ابن الرجل الهواري يقبلهم منه ويمهله بالباقي، فقال ولد الهواري:” أنا عدد المال ما بعرفه، ومعي أولاد صغار، جيب مكتوب المال هل أعرف عدده”، فجئ بالمكتوب، فلما نظره عرف عدد الأموال فقال:” حق الأيتام بعطيهم إياه من مالي من أجل أبوي الشيخ إدريس، والعشر رؤوس الحاضرة قبلتهم من حقي وأوقفتهم على أبوي الشيخ إدريس يخدموا الضيفان”، فالشيخ قبلهم منه وحمده وشكره على فعله، وقال للأربجاوي سوق رقيقك، وقال الشيخ:”ما وجدت أكرم من ابن الهواري والهزالي”. ومن ورع الشيخ أن الملك بادي أبو رباط ملك سنار جمع كبار الفونج مثل شوال ولد أنفله ونقي شيخ حوش داره، وقال لهم :” الشيخ إدريس شيخي وأبوي، داري من العسل إلى البصل بقسمها له النصف”، فامتنع الشيخ وقال لهم:” هذه الدار دار النوبة، وأنتم غصبتموها منهم، أنا ما بقبلها، الرسول قال :”من سرق شبرا من الأرض طوقه الله يوم القيامة به من سبع أرضين””، وقال لهم :” أعطوني الحجز في كل شئ”، والملك أعطاه الحجز في كل شئ كما طلبه، ثم إن الشيخ دخل سنار واحد وسبعين مرة في مصالح المسلمين.

الباب الثالث: فيما تكلم به من المغيبات
قال الشعراني في طبقات الأولياء:” كشف الأولياء على قسمين: منهم من ينظر في اللوح المحفوظ فإنه لا يتغير ولا يتبدل كسيدي علي الخواص ونحوه، ومنهم من ينظر في ألواح المحو والأثبات وعدتها ثلاثمائة وستون لوحا فإنها تتغير وتتبدل، وإذا أخبر الولي بكلام ولم يقع فلا ننكر عليه بأن يقال كذب، بل يحمل على أنه نظر في ألواح المحو والإثبات”. ومن إخبار الشيخ إدريس بالمغيبات خبر مطايب زوجة ولده حمد قالت له :” يا يابه هذا اليوم أصبحت مرضانة من وجع الوتاب”، قال لها:” ما هو وتاب، دخل ولدي بركات المطرفي”، ومنها أنه دخل توتي وأخبر بظهور الحاج خوجلي وقال :”يظهر من هذه الجزيرة ولد له شأن عظيم، وقال لرجل من المحس اسمه حمد الفقي:” بنيتك طيبة؟” قال :”طيبة!” والرجل ليست له ابنة، فقالوا له :”تكذب تقول طيبة”، قال :” الشيخ كان ما كشف علي بأني ألد لي بنت ما قال مثل هذا”، فكان الأمر كما قال، فولد لذلك الرجل بنت. وقال الشيخ أبو إدريس: “تزوج أم حسين بنت الحاج سلامة الضبابي فإنها ستلد دفع الله ولدي، أحضره أنا وأحنكه”، فكان الأمر كما قال. ومنه أنه أخبر الحاج سعيد قال له:” الرسول صلى الله عليه وسلم يقول لك ابن لدفع الله مسجدا”، فقال له:” أنا كافر ما بجيني؟” وحلف بالطلاق إنه إن ما رأى الرسول صلى الله عليه وسلم وأمره بذلك لا يبنيه، فرأى الرسول صلى الله عليه وسلم وأمره ببناء هذا الجامع، فبناه حينئذ. ومنها إخباره للشيخ صغيرون حين أتى بولده الشيخ الزين لزيارته له، فقال :” الزين أطول منك عمرا وأكثر تدريسا” فكان الأمر كما قال، ومدة إقامة الشيخ صغيرون في دار الأبواب خمسة عشر سنة وخلافة الزين خمسين سنة، ومنها إخباره الفقيه علي ولد أم نافلة حين قدم من مصر أتى له بسبع ريالات وقال له:” اجتمعت برجلين دراويش عليهما الجبب فقالا لي :” قل للشيخ إدريس أخوانك عبد الصمد وعبد الأحد يسلموا عليك وأعطه هذه الريالات وقل له اتينا من الحجاز لا تخرجنا من بالك، فلما أخبر الشيخ إدريس بذلك قال:” هما لم يحتاجا إلي، هما وزيرا القطب، إن ولدت لك ولدين سمي أحدهما عبد الصمد وسمي الآخر عبد الأحد”، فكانا وزيري السلطنة، ومنها إخباره للشيخ دفع الله حين سأله عن ملك الفونج، فقال له:” أيكون للفونج بعد رباط ملك؟” فقال:” آخرهم ملك أول اسمه باء طالعة أول ملكه عدل وآخره ظلم”، ثم قالوا له: “وما يكون من بعده؟” قال : “مليكات” فكان الأمر كما قال، ومن إخباره ما وقع وما هو منتظر الوقوع، ومنها إخباره لمحمد ولد عبد الجليل حين قال له:” شرد لي عبد وأنا أطلبه منك” فقال له:” أنا أصابني سلس البول، وأكلت خراج دار ولد أبو جبل فمن ذلك نقصت مني الأمور التي كنت أراها، ذا الحين نظرت إلى صاد في الهوا، أطلب عبدك جهة الصعيد، فطلبوه فوجدوه في الجديد، وهو بلد معروف. ومنها إخباره بأن دار الغرب يملكها سرايا فور من الحرازة أم قد إلى الكنيسة الرقطاء، وفي رواية الترعة الخضراء، فكان الأمر كما ذكر. ومنها إخباره للشيخ عجيب حين شاوره على حرب الفونج، قال للشيخ:” الوفنج غيروا العوايد علينا” قال له :” لا تخرب عليهم فإنهم يقتلوك ويملكوا ذريتك من بعد إلى يوم القيامة”، فكان الأمر كما ذكر. ومنها إخباره للملك بادي بن رباط حين جاء سيد قوم للملك عدلان ولد آية طالبين قتال الشيخ عجيب، وبادي المذكور حوار الشيخ إدريس فسأله عن أمره فقال له:” تقتلوا الشيخ عجيب وتنتصروا وانت ترجع إلى سنار ويكون الملك في ذريتك من بعدك”، فكان الأمر كما قال. وقد ملك منهم خمسة: رباط وبادي ولده، وأونسه ولد ناصر، وبادي ولده، وأونسه ولده، ومدة ملكهم ماية وعشرة سنين. ومنها إخباره أن ملك الفونج ينقضي وسبب انقضايه أنهم يتحاربون وينقسمون على قسمين تقاتل كل طايفة الأخرى حتى يضيع كل ملكهم، فمنها ما هو وقع وما هو منتظر الوقوع. انتهى والله أعلم.
.....



التوقيع:
يا متلبك في الأدران ... الحجـر الأسـود مـاهو البروة
وماها مكاوي الكعبة تجيها ... حين ينكرفس توب التقوى
ومافي خرط للجنة تودي وما في خطط ممهـورة برشوة
والمشروع الديني الخـالص ... ما محتاج لدراسة جدوى
ويات من قال "يا رب" من قلـبو ... رد الخالق دايما "أيوه"


حِمّيد
الزوول غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 26-02-2011, 07:17 PM   #[5]
الزوول
عضو
الصورة الرمزية الزوول
 
افتراضي

أبو الحسن

هو دفع الله ابن الفقيه النحرير ضيف الله، قرأ القرآن على الفقيه عبد الدافع، والتوحيد ومختصر خليل على أبيه مع علم الميراث، فصار ماهرا في علم الفرايض، وكذا مختصر خليل، تقيا زكيا، ولزم الخلوة بعد أبيه، وكان قايم الليل وصايم النهار، يلازم أذكار الله كلها ويتلو صلاة الرسول في كل ليلة أربعين ألفا وبالنهار ثمانية عشر ألفا، كل ما تم ماية ينتقل بعدها، وكان مستقيما على حاله لاحاجة له بأحد، وكان كاتم لأسراره، لايتكلم إلا بما يصل إليه من فيض ربه. قال الشاذلي:” في كرامتنا الاستقامة أفضل من ألف كرامة”.


أبو إدريس

هو الشيخ محمد بن الشيخ دفع الله بن مقبل العركي.
ريحانة من أخباره:ـ
هو شيخ الإسلام الورع الزاهد الناسك السالك سبيل السادة الأقدمين، وأمه اسمها هدية بنت عاطف، جميعابية، ولد بالجميعاب، ونشأ بأبيض ديري، ومسجده بالحجاردوره، والآن يعرف بمسجد أبو إدريس، وحفظ الكتاب على أبيه الشيخ دفع الله، وتفقه على أخيه الشيخ عبد الله وسلك عليه طريق القوم، وارشده وأذن له في السلوك. ووجد بخط الشيخ عبد الله العركي أنه قال: “ لما رأيت الأخ الطالب الراغب محمد بن دفع الله الشهير بأبو إدريس أهلا لهذه النعمة العظيمة الشريفة لقنته كلمة التوحيد، وأجزته إجازة مطلقة بقراءة الأسماء والحزب السيفي، وغير ذلك من الدعوات المذكورة والأذكار المأثورة، وأجزت له لباس الخرقة واستخلفته كما أجازني شيخي الشيخ حبيب الله بن الشيخ حسن البصري، وهو أخذ عن شيخه ومرشده الشيخ تاج الدين البهاري البغدادي”. ثم انتصب الشيخ أبو إدريس للذكر وتربية المريدين وتفرقت طريقة تاج الدين منه. وممن سلك طريق القوم عليه ولده الشيخ دفع الله، والشيخ أبو عاقلة إبن أحمد أخيه، والشيخ نعيم عبد الشركة، والحاج سلامة الضبابي، وعبد النور الشاعر، وجماعة كثيرة، ولكل من هؤلاء المذكورين علوم ومكاشفات ومشاهدات، وكان له مع الشيخ إدريس خوة واتحاد عظيم مبداها بأبيض ديري، وأخوه الشيخ عبد الله يومئذ طالب عند الشيخ عبد الرحمن ولد جابر، ثم رحلوا من أبيض ديري وسكنوا ضهرة الهلالية لأنهم أهل بادية، وتزوج بنت الحاج الجعلي النواهي في الكردة، وولد منها ولده إدريس الذي كني به، وتوفي صغير هو وأمه، ثم إن الرفاعيين تفسلوا فيهم وقطعوا إذنين عجولهم، فرحلوا منهم ونزلوا في غابة رفاعة، وتزوج بها بنت أبو بردة، رفاعية، وولد منها بنتين، وتوفيت هي وبناتها، ومكث بها سبعة عشر سنة لم يتزوج، واشتهر بالزاهد. وله في الزهد حكايات ونوادر وأخبار منها: أنه كان يرد بالراوية بالقميص بلا رداء، ومدة عمره ما وقف على باب أمير لشفاعة أو غيرها، ويحكى أن عجيب الولي أرسل إلى أخيه الشيخ عبد الله بالقدوم إليه وأمره أن يحضر عند الشيخ أبو إدريس، فامتنع من الاجتماع به، وأنه رضي الله عنه هو وفقراه شافوا ركب الشيخ عجيب ماسك الدرب، نزل ورقد في ضرا شدرة، وغطوه بقفة، وقال لهم :”إن سألوكم قولو لهم فقير مورود”، وسبب تزوجه لأم الشيخ دفع الله أرسل تلميذ له يقال له ولد عمر إلى الحاج سلامة الضبابي، فوجد عنده بنتا حشيمة، إن دخلت وإن خرجت متقنعة، جاه قال له:” ياسيدي، الحاج سلامة عنده بنتا وصفها كذا وكذا، ما تتزوجها؟” فقال له:” أنت فاسق”، زجره وطرده، ووقع على الشيخ إدريس وقال له:” ما بنظر النساء، لكن طالت عليه العزوبية، وخفت عليه من انقطاع الذكر”، وعفاه الشيخ وقال له:” تزوج بنت الحاج سلامة، خيرتك معاها تجيب أربعة عيال، فيهم دفع الله ولدي أحضر ولادته واريقه وأسميه دفع الله”، وتزوج الشيخ أبو إدريس بنت الحاج سلامة، اسمها فاطمة أم حسين، في الضباب، ضهرة أم عظام، وحملت منه، فلما ولدت أخبروه قالوا له أن فاطمة ولدت ولدا، تعال ريقه، وهو جالس على دبة حفير الحاج سلامة، وقال:”هذا الرجل الولي جميع ما أخبر به وقع”، ووقف يعاين على جهة السافل ينتظر قدوم الشيخ إدريس، فرأى الراية والجواد المركوب، فلما وصل الشيخ إدريس أدخلوه على المولود وأخرجوا النساء، فأدخل اصبعه في فمه، فنبع منه اللبن، وقيل ملص القميص وتحزم بالفركة وعصر ثدييه حتى درت اللبن فريقه منه، والله أعلم بالصواب. ومكث إلى السبوع، وسماه دفع الله، وتوفي الشيخ أبو إدريس بأرض الضباب، واختلفوا في موضع دفنه، فقالوا الضباب:” ندفنه عندنا”، وقالوا أولاد العركي:” أخوه، بندفنه في أبو حراز مع أخيه”، وحضر الشيخ موسى ولد يعقوب وقال:” يا شيخ إدريس كرامة الولي في دار الدنيا ثابتة، اختلفوا نسابتك وأولادك في موضع دفنك، الراضيه فيهم أتبعه”، فجاءت الضباب تشيل النعش ما قدروا يقلوه، ثم جاء أولاد العركي فشالوه حتى كاد يطير من أيديهم، فلما دخلوا المركب سمعوا قايلا يقول:” اليوم مات أبو إدريس زاهد الدنيا”، ودفنوه مع أخيه الشيخ عبد الله العركي وقبره بأبي حراز ظاهر يزار، ورثاه تلميذه عبد النور بأبيات فقال:
صوفي الصفات فذاك شيخي
أبو إدريس الورع الوجول
لأخراه سريعا مستعدا
وعن أعمال دنياه عطول
لا يشتاق للذات فيها
من مأكول ومشروب العسول
لمرضات ربه سهر الليالي
أحب الجوع واكتسب النحول
فما له حرفة قط يتعلقها
ولاغرض لشئ ينسبول
سوى القرآن سرا والصلاة
وسنة الهادي الرسول
وقد تخلف بعده الحبر المسمى
بدفع الله من أسد شبول

مع أبيات أطال فيها. انتهى.

أبو عاقلة الكشيف
اسمه محمد وعاقلة ابنته وبها كني. سلك طريق القوم على عمه الشيخ أبو إدريس وأرشده، وسلك لأناس وأرشدهم، الفقير والفاسق والحر والعاني، وله منادي ينادي في الناس:” يا عطشان، يا عطشان”، وسمي الكشيف لأنه يخبر الناس بما في ضمايرهم وما يأكلون وما يدخرون في بيوتهم، ولما دنت وفاته وهو في خلوته الفوقانية فقال أنا راحل من هذه الدار، فالناس ظنوا أن رحيله إلى البحر، فتوفاه الله عن قريب. وله من الأولاد : عبد الله الطريفي الذي اشتهر ذكره وطاب فرعه كما سنبينه في حرف العين إنشاء الله تعالى، وشمس الدين وأبو إدريس وحمد أبوقرون وكلهم أخيار صالحون.

أبو القاسم الجنيد بن الشيخ علي النيل
وكان أبوه الشيخ علي معجبا به ويؤثره على أولاده وينادونه وهو صغير يا أبا القاسم يا جنيد يا مريغ، فقالت له زوجته الأخرى:” ما أكثر أسماء ولدك!” فقال لها:” أبو القاسم مقسوم له خير الدنيا والآخرة، والجنيد جنديا من جنود الله تعالى والمريغ يتمرغ على قبر النبي صلى الله عليه وسلم”. وكان أميا لم يخط ولم يقرأ كما كان جده الشيخ محمد الهميم فإنه قرأ إلى حد سورة الزلزلة. ولما دنت وفاة أبيه الشيخ علي قالوا له:” من الخليفة من بعدك؟” قال:” راعي البقر”، لأنه كان مشغولا برعاية البقر وقميصه أسود معبس، وإخوانه أولاد الشيخ محمد الهميم : الصافي ومصطفى علما وحفظا، وولده شريف حافظ وعالم، ما أشار لواحد منهم، وقالوا الشيخ علي أكبرنا وأعرفنا بالله، إن كان ما رأى فيه خيرا ما ولاه علينا، وقال لهم: “ حقيقة الولي يرشد مقبل ومدبر”، ونهمه وضمه إليه، وقال لهم: “ العندي عنده، واليخالفه خالفني في قبري”، وحضر الشيخ عبد الرازق أبو قرون وفاة الشيخ علي وخلافة الجنيد، وقال له:” يا عمي أنا ما قرأت العلم”، قال له :” أبشر بالخير، سكنت ومكنت”، فقام الشيخ الجنيد مقام أبيه الشيخ علي في السلوك وتربية المريدين وإرشادهم، وأعطي القبول التام عند الخاص والعام، وأخبرني دفع الله بن الشيخ علي زين العابدين أن جده الشيخ عبد الرحمن بن الشيخ دفع الله لما دنع الوفاة وهو في بيلة في نجيع أم لحم أوصى ولده زين العابدين قال له:” الزم الشيخ أبو القاسم الجنيد أخوي”، فلما رجع أبوه من النجيع طلع إلى الشيخ الجنيد، فتلقاه وسلم عليه، وقل:” مرحبا بزين العابدين”، قال له:” ياولدي وصية أبيك ما خابت”، ثم جاء المؤذن، وصلى صلاة خفيفة، أنكرت عليه بقلبي، فالتفت إلي وقال:” يا زين العابدين إذا جالست القوم أمسك خاطرك لا تحاكي الفقهاء فإن قلوبهم محجوبة عن الله تعالى”. وتوفي الشيخ الجنيد ودفن مع آبايه.

.....

إبراهيم بن الشيخ صغيرون
نبذة من أخباره: هو الشيخ الإمام العلامة النحرير، تفقه على ابن عمه وتلميذ أبيه مدني بن عمر المشهور بالحجر وأخذ عليه هذا الكتاب دراية ورواية، وله تقاييد على هذه الكتب لم تفتح أغلاف هذا الكتاب إلا بها، واعتمدت عليها الطلبة وتلقوها بالقبول، وكان عالما عاملا عابدا ورعا لم يأكل طعام أحد عليه جاه، وإذا أهدي له هدية لم يتصرف فيها حتى يعطي قيمتها، وكان بينه وبين الشيخ محمد الخراشي خوة وأهدى له فرخ، والخراشي أهدى له شرحه الكبير الذي عم النفع به شرقا وغربا، وكان صاحب غنى كثير، يقال أن أفراسه الوالدات بلغت ثمانين فرسا، وكان له مع أخيه الشيخ الزين مجلس التفتيحية، وتوفي سنة تسعة وتسعون بعد الألف، سنة النيل اللم الناس من أم لحم بمدينة سنار، روح شاكي على الملك أونسة ولد ناصر عجيب أو مك السعداب، ومدحه الشيخ محمد ولد هدوي بأبيات حين أرسل لهم تعزية الشيخ الزين فقال:
أقري السلام لنسل الشيخ كلهم
وأوصل السلام لإبراهيم معتذرا
حبر يكون له في الفقه معرفة
وحاذقا ضابطا للمتن بالظفرا
محررا عارفا للمشكل يعرفه
وفهمه في حمى الأقران قد ندرا
بيومه في أصول الفقه قد نشأت
شريعة المصطفى إبراهيم قد مهرا



التوقيع:
يا متلبك في الأدران ... الحجـر الأسـود مـاهو البروة
وماها مكاوي الكعبة تجيها ... حين ينكرفس توب التقوى
ومافي خرط للجنة تودي وما في خطط ممهـورة برشوة
والمشروع الديني الخـالص ... ما محتاج لدراسة جدوى
ويات من قال "يا رب" من قلـبو ... رد الخالق دايما "أيوه"


حِمّيد
الزوول غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 26-02-2011, 07:22 PM   #[6]
الزوول
عضو
الصورة الرمزية الزوول
 
افتراضي

أبو الحسن بن صالح العودي
أمه خوشة بنت الشيخ الزين، وجدته لأمه زهرا بنت إدريس بن الشيخ عبد الرحمن بن جابر.\ريحانة من أخباره: هو شيخ الإسلام العابد، بدا في الفقه على جده إبراهيم الحجر وتفقه عليه، وصار كشيخه في التحقيق، وانفرد بالفقه في عصره وفاق على أقرانه، وسبب تسميته بالحجر كشيخه لتحقيقه وتدقيقه، وأخبرني تلميذه القاضي عبد عبد المنعم قال: “ شيخنا أبو الجسن كان يقرأ للمجلس منطوقا ومفهوما وأشعارا وتقييدا وجمعا وفردا، وعطفا وإخراجا، وهو شايل الدلايل بيده”، ولأنه قرأ في القرآن إلى عم وأعطاه الله القبول التام عند الخاص والعام، وكان ملازما لقراءة دلايل الخيرات في خلوته، وكان كريما سخيا له ضيافة ونقابة وصلة، وأخبرني تلميذه الفقيه عبد الدافع أنه قال: “ أعطاني مهرا وكان بينه وبين الفقيه عبد الرحمن ولد إسيد والحاج سعد صاحب العقائد خوة واتحاد يطوف عليه كل عام يجيب فواكه السافل مثل التمر والدوم، والفقيه أبو الحسن يعطيه التور الجرق، وكسوته وكسوة حريمه، وتوفي سنة ثلاثة وثلاثين بعد الماية والألف، وعمره ثلاث وستون سنة، وأول دخوله في المسجد سنة ثمانية، وقبل موته قال:” أنا بلغت سن الرسول وما بعيش”، وله من الأولاد.....

أبو بكر ولد توير
تلميذ الشيخ الزين، أخذ عليه ختمة واحدة في مختصر خليل، وأذن له شيخه في التدريس، وتفقه عليه مشايخ صالحون، وأفتى ودرس درها طويلا ببركة شيخه، وأخبرني الفقيه حمد الشيد العالم المشهور أن شيخه ولد قوته حكم لرجل بحكم، وعرضه على الفقيه أبوبكر وأبطله على الوجه الصحيح، فتعجب ولد قوته وقال:” ما بحسب البيقرأ بلا شيخ يبقى عالما”، وقال الشيخ فرح ولد تكتوك:
أين أبوبكر المدرس
في النصوص يجمع يكرس
فوق مطالعته معرس
حتى يصبح الخلق يكرس

المسلمي ولد أبو ونيسه
اسمه محمد وأبوه على الفقير و ونيسة ابنته، وكان ممن جمع بين العلم والعمل، تفقه على الشيخ عبد الرحمن بن جابر، وأذن له في التدريس وإرشاد الخلق، ومسكنه بالبحر الأبيض، وهو أحد تلامذة ولد جابر الأربعين الذين بلغوا درجة القطبانية في العلم والدين والصلاح منهم المسلمي هذا، والشيخ يعقوب ابن الشيخ بان النقا، والشيخ عبد الله العركي، والشيخ عبد الرحمن النويري، والحاج لقاني خال الشيخ حسن، والشيخ عيسى أبو الشيخ محمد عيسى سوار الذهب، وتوفي بالغبية، موضع بين البحر الأبيض والخروعة، انتهى.

إبراهيم بن عبودي المشهور بالفرضي
أمه بنت أبو ونيسة، أخت المسلمي، ابتدا أمره قرأ على خاله المسلمي، ثم رحل إلى الشيخ عبد الرحمن ولد حمدتو ومكث عنده سبع سنين، وكان ذو علم ودين، وانقباض عن أهل الدنيا، ودرس مختصر خليل بالبحر الأبيض، ظهرت له كرامات وخوارق عادات، وألف الحاشية المشهورة بالـفرضية في علم الفرايض، وأخذ علم الفرايض على شيخه المذكور وعلى الفقيه محمد العالم جد الشوافعة حين قدومه في مدينة أربجي، وقال له الشيخ إدريس:” يا فقيه إبراهيم سنة أم شانق رأيت العلم يمشي طالبك دخاخين دخاخين”، وتوفي ودفن بالغيبة مع خاله المسلمي، انتهى.

ابنه القدال
اسمه محمد، ولقب بالقدال لأن رجلا من الصالحين قال:” رأيته يقدل في المدينة”. نبذة من أخباره: هو الشيخ الحجة الرحلة شيخ الشيوخ ذو التمكين والرسوخ، ولد بالبحر الابيض، وأمه بنت المسلمي ولد أبو ونيسة، وقرأ خليل والرسالة على أبيه الفرضي، ومات أبوه قبل أن يستحق التدريس، حتى ان العلماء الحضروا التعزية كلم بعض الطلبة بالقراءة عندهم مثل الفقيه سراج الدين البديري والفقيه محمد ولد صبح تلميذ الأجهوري، ثم أن محمد لما بدا القراءة في فصل الأذان لأن أباه توفي عنده عبر للطلبة عبارة أبهرت عقول السامعين ودخلت في القلوب مثل فلق الصبح، ويكرر سنن الأذان سنة سنة، ظهر صدق أبيه فيه، وشدت إليه الرحال وضربت إليه أكباد الإبل في طلب العلم عجبا من العجب، الورع والزهد والإنقطاع إلى الله تعالى، وبلغ عدد طلبته ألف طالب، وقيل ألفان، ويقال أن التكارير وأولاد البلد تقاتلوا: التكارير عرضوا في ألف وسبعماية، وأنه رضي الله عنه جاء لزيارة الشيخ إدريس معاه ممن شايل الشراح ماية سوى ناس المتن، وأن غنم الطلبة ترعى دايما في الخضرة من وضوء الفقراء، وحكي أن الناس المقابلنهم بالغرب تجيهم هبوبا باردة من نفض فراو الفقرا في قيامهم من المجلس، ولما بلغه أن الفقيه الزين ولد صغيرون قال:” تلامذتي أعلم من تلامذة ولد الفرضي قال:” أنا حيراني أتقى من حيرانه”، وقال الشيخ بدر أبو سرمه قال:” أنا حيران شيخي بفرزهم من غيرهم، حيران شيخي ما بتطعنهم شوكة من غض أبصارهم إلى الأرض”، وممن أخذ عليه من الأجلاء الشيخ بدر ولد أم بارك، والفقيه محمد ولد مدني طاهر الشيبة محمد ولد عويضة، والمسلمي ولد أبو ونيسة، والشيخ بركات ولد حمد ولد الشيخ إدريس، والفقيه مضوي ولد مدني، وجماعة كثيرة طال عليهم الزمان، وجاء رجل طالبا للعلم فلما تعلم جاء لموادعته، قال له: “ انت محلك وين؟” فقال له:” يا سيدي أنا من الجان”، فقال له: “ أرني صورتك التي خلقك الله بها”، قال له يا سيدي ما بتطيقها، فأراه أصبعا من أصابعه، فصعق الشيخ منها، فعفا عنه الشيخ ووادعه، وبلغ من ورعه أنه صاري في طرف ثوبه سبعة أحجار يحصي بها كلام الدنيا البنطق به في يومه، فكلما نطق بكلمة وضع حجرا منها في فيه، وكان له من البنات إحدى وثلاثين ابنة يحضر عشاهن وغداهن حتى يقوم، وكان من صغره ينطق بعلم الغيب، وكان جسيما، فرآه رجل فقال: جسامة بلا أكل وشرب، فقال له مكاشفا:” صنع الله الذي أتقن كل شئ”.
وكان الفونج أول ملكهم فرضوا على قبايل العرب تورات العسكر، كل قبيلة عليها عمار لبن وناس معلومين ينفقوهم الفطير، ففي أول خلافة القدال جاء ناس التورات ما وجدوا لبنا، ذبحوا العجول، فجاءت امرأة إلى القدال وجدت المزين يزينه للخلافة فقالت:” يا ولد إبراهيم خلافتك لي بخيتة ولي سعيدة علينا، في عمرة لبن يذبحوا العجول؟!” ، فحصلت له حالة، الشعر خفس الموس ليد المزين، فسمع بذلك ملك الفونج، وعفا من التورات العلا قبيلته، وكانت مجالسه خمسة: خليل والرسالة والعقائد والتفسير وقراءة الجامع في الحديث، ومدحه الشيخ محمد ولد هدوي بقصيدة كبيرة ذاكر منها شطرين وهو قوله/
ذاك كمخ الحرير
ذاك عود الإكسير
من كاشف وهو صغير

وروي أنه نجع في أم لحم إلى كردفال عند تلميذه الفقيه جودة الله والد مختار شارح الأخضري، فلما زال الغلا، تور أبو نخيلة مع الشيخ حمدان بن الشيخ يعقوب وقال للملك أونسة ولد ناصر:” يا طويل العمر العنده سراج إن أوقد في بيت غيره يرضى؟” قال :” قالا له :” ولد الفرضي سراجا يوقد في بيتك يسمع بيه ملك كنجارة يرحله عنده يوقد في بيته”، وارسل إليه خمسين جملا حملوه عليها ونزلوه في أم طلحة، وكان سكناه البحر الأبيض في قوز الراكبة، فأقام عنده أربعة أشهر وتوفي بها، وحملوه ودفنوه بالغبية مع أبوه الفرض وجده المسلمي، ويحكى أن طلبته قالوا له:” يا سيدي نطلب منك تورينا الطيران في الهوا فطار بعنقريبه بالهواء والناس تنظر كذلك ثم نزل في محله، نفعنا الله به آمين وبعلومه دنيا وأخرى.

....

تلميذه المسلمي الصغير
نبذة من أخباره: هو الشيخ الإمام مفيد الطالبين ومربي السالكين، جمع بين الفقه والتصوف، وتفقه على ابن عمته القدال بن الفرضي، وصحب في التصوف الشيخ دفع الله العركي بن الشيخ أبو إدريس، وسبب بدء أمره بعدما فرغ من قراءة خليل والرسالة سافر إلى الشيخ دفع الله ودخل في خلوة معلم الصبيان وقال له :” أنا جيت من البادية”، بدأ له من ألف ب ت ث والصبيان يمشوه في لوحه ويضحكوا عليه، وجاءه الشيخ ووجده على تلك الحالة، وقال له:” تعال يا فقير، انت ماك عالم؟” قال :” لا!” قال :” أنا بشوف عليك أثر العلم، إما صدقتنا ما بتنتفع مننا”، قال له:” علمي ما نفعني، جيت بدور مددكم”، فسلكه طريق القوم، وذبح له شاة وأمره بأكلها، ودخله خلوة سبعة أيام فخرج منها ينظر في العالم من العرش إلى الفرش، ولما قدم من شيخه اشتغل بتدريس العلم وسلوك طريق القوم والإرشاد، وممن وصل به إلى طريق الله الشيخ عبد الله ولد العجوز، والفقيه عبود والفقيه سلامة الأحمر بدار كردفال، وجماعة، وظهرت له كرامات وخوارق عادات، منها أنه خرج مسافرا إلى شيخ أليس في شفاعة بفقراه، عنده خادما اسمها نصرة، متزوج بها رجل يقال له هبلو يشرب الخمر والتنباك خرج مسافرا معهم، قال المسلمي:”إنقلب يا هبلو الناس يقولوا نسيبهم مراسي وتنباكي؟!”، فانقلب، ثم لحقهم، فأشار إليه بأصبعه السبابة:” ما تنقرع ياهبلو” وكررها، ثم إن هبلو وقع مغشيا عليه، فلما أفاق مد سبابته وجعل يقول :” لا إله إلا الله”، ولم يفتر منها حتى فارق الدنيا وصار من الفقراء، ومن كراماته أنه عنده زوجتين، إحداهما محسنة فيه والأخرى مسيئة هوجا، ذات يوم دخل عليها، وقالت له:” ما تطلع في سريري حتى تجيب لي فرخة”، مشى إلى فقراه وقال لهم:” من يأتيني بفرخة عند الزوال ينظر من فوق السموات إلى ما تحت الأرض السفلى بيعة من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقام إليه الفقيه عبودي والفقيه عبد الله ولد العجوز مشاركين في فرخة اشتغلوا في خلاصها حتى فات الظهر أتوا بهاـ فقال لهم: “ البيعة فاتتكم، اللهم إجعلكم هاديين مهديين”،ومنها أنه خرج بفقراه مسافرا في وقت ضيق نزلوا عند عمارة القرني، جاب لهم الزاد ملاحه ويكاب، بعدما قاموا شكوه لشيخهم فقال لهم:”شكيتوه؟” قالوا: “شكيناه”، فالتفت إلى دار عمارة وقال :”ياهبوب كتري لعمارة ويكابه”، فانطلقت النار في بيوته، وقال:” هذا خاطر المسلمي”، وأنه لحقه ورجعه بفقراه وذبح لهم ناقة وكفاهم ومسحهم، قال له:” الفقرا شكوك”، ومنها أنه جاء مسافرا إلى دار الغجر وقعد على دبة حفير لابس توب دمور متحزم بطرف ومتقنع بالطرف الآخر، وجاء غلمان شحدوا لهم عيش وتقاسموه فوق دبة الحفير، أحدهما ساقه معاه، وعيشه الشحدو ركبه بليلة إتعشى هو والمسلمي منها، فلما أصبح الصباح جاء رجل جالبا عنزا، فقال المسلمي:” عقاب عيشك بشتري لك به هذه الشاة”، فاشتراها، ثم إن المسلمي خرج مسافرا فقدمه الغلام ورجع، ثم إن شيخ الحلة اسمه بادي الدويحي قال للغلام:” من أين لك هذه الشاة؟ بالأمس شحاد النهار ده ملكت لك شاة، انت سراق”، فقال له الغلام:” شراها لي ذلك الرجل”فأرسل له بادي فقال:” بترمي فوق درب المك! أقعد إلى أن يجوا أهل الشاة” وقعد المسلمي وقال:” أنا مان سراق”، دخل وقت الصلاة، قال:”فكوني هل أصلي الظهر والعصر”، قعد يضحك عليه حتى غربت الشمس وبادي ختوا له منبره وبخسته في وجهه، قال :” وقت المغرب ضيق ما تفكوني أصلي!” قال له بادي:” ما نفكك ياسراق قبل سيد الشاة ما يجي”، فقال المسلمي:” هــــــــو”، فانفك القيد منه وتلولو في رجلي بادي وانطبلت الطبلة عليه، خرج وصلى وقاموا جماعة جابوا النار وعالجوا الطبلة أبت ما تنفتح، ولما أصبح الصبح الناس عرفوه وقالوا :” هذا الرجل القبضته المسلمي”، وطلبوا العفو وخلاص بادي، فقال:”ما بحله حتى يديني للفقرا ماية رحل، وبنتا جميلة يزوجني إياه”، فأعطاه بادي ذلك وزوجه بنتا جميلة تزوج بها وولد منها ولدا أسماه إبراهيم، ومنها أنه خرج بفقراه ونزل عند رجل منفرد عن الناس، وتأسف الرجل وقال:” الما عنده جماعة ولا مال هل يبكي على عمره عمال”، فكاشف عليه وقال له:” الجماعة ما بتنزل، والمال ما بدوم، الما عندو ذكر الله يموت مغموما، نحن نبكي على أنفسنا”. جاءه حيرانا له بعشرة من الإبل قال للرجل كفي الفقرا منها والباقي لك. وتوفي رحمة الله عليه ودفن بالغبية مع شيخه القدال والمسلمي جده، وقبره يزار من بين ساير القبور.

أبو القاسم الودينابي
مسكنه الكدوة ضهرة العيلفون على مرحلة منها، كان ممن جمع بين العلم والعمل، وتفقه على الشيخ صغيرون، وسلك طريق القوم على الشيخ إدريس، وقال الشيخ إدريس:” البيطلب العلم هل يطلبه عند الشيخ دفع الله وابو القاسم فإنهم عبيدا مقبولين عند سيدهم”، ويحكى أن الشيخ دفع الله جاء لزيارة الشيخ إدريس ونزلوه في حوش حمد، ثم جاء أبو القاسم فامتنع عن النزول عند حمد، فقال :” عنده مال الجاه”، ونزل عند رجل حرات، والشيخ دفع الله لما أراد القدوم إلى بلده طلب منه الفقيه أبو القاسم يمشي معه إلى منزله فامتنع الشيخ دفع الله وسافر، ثم ظهر نورا من جهة الشيخ أبو القاسم يمشي طالب الشيخ دفع الله، فقال الشيخ دفع الله:” هذا خاطر أخونا الشيخ أبو القاسم”، ثم رجع الشيخ دفع الله بجماعته ونزل عنده في محله، وأكرمهم وواعدهم، وقبره ظاهر في الخلا يزار.

العجمي بن حسونة
اسمه محمد وأمه فاطمة بنت وحشية، أمها صاردية خميسية، ووالدها مسلمي قبيصي، وكأن أبوه حسونة يتجر للريف، فإن الشيخ حسن سلكه الطريق، واشتغل بالذكر والعبادة وقال:” يا حسن تكتلني في تجارتي!”، ثم لما وصل مقامات الرجال قال له الشيخ حسن:” ما برتعن تورين في بقر”، فسافر إلى الحجاز وجاور بمكة وسلك في رباط العباس وأنقطع إلى الله بالذكر والعبادة ولم يتزوج إلى أن مات، فلما حج الشيخ حسن فلم يسلم عليه، فقيل له :”لم لا تسلم على أخيك وشيخك؟” فقال: ـ
“نظر المحب إلى المحب سلام
والصمت بين العارفين كلام”

ومن زهده أن سلطان اصطنبول معتقدا فيه وأهدى له ابنته أن يتزوجها ومعها دنيا كثيرة فلم يقبلها، وقل :” إن سمع قولي يدوها هذا الفقير”، وقال الحاج إبراهيم بن بري:” نحن أربعة سافرنا إلى الحج، الشيخ حسن كتب لنا مكتوبا صغيرا إلى عنده، قال له:” الفقرا لا تجيهم عوجة”، فلما قرأ المكتوب قال:”تب! العمل الموه لله!”، كل يوم في طاقة نلقى أربعة أقراص على عددنا!”.

ومن كراماته أصاب الناس بمكة مطرا شديدا هدم البيوت وحزم السيل البيت، فاستغاثت الناس به، وغز عكازه فبلع جميع الماء ببركته، وكتب يوما في الأرض إلى حواره وقال له:” إني مسافر إلى المدينة”، فأرخ ذلك اليوم فوجده اليوم الذي توفي فيه، وتوفي بأحد الحرمين، انتهى.

إبراهيم بن نصير
عالم سنار ومفتيها ومدرسها، تفقه على الشيخ القدال بن الفرضي، وتفقه على الفقيه محمد ولد ونيسة.

إبراهيم السعودي
خطيب سنار ومدرسها على المذهب الشافعي، وكانت له خزنة كتب موقوفة على طلبة العلم.

أبو سنينة
هو محمد بن نصر الترجمي الجعلي، ولد بالبويضة قريبا من شندي، وأبوه نصر قرأ القرآن وأحكامه على الشيخ محمد ولد عيسى، وأشار له بتزويج أم أبو سنينة، وذلك أن الشيخ محمد رآها وهي صغير فقال له:” تتزوج هذه البنية تجيب لك ولدا صالحا، فقال له:””تجيبك انت” فقال له في الثالثة أو الرابعة:” تجيبني!”، وذلك أن أهلها سافروا بها من ضنقلة إلى البويضة بأرض الأبواب، فلحقها وتزوج بها، فلودت له أبو سنينة، ثم سكن مدينة أربجي ودرس بها الناس، وبلغت حلقته ألف طالب، وقرأ عليه خلايق لا يحصون، منهم الفقيه كباشي المغربي، ودفن بمدينة أربجي.



التوقيع:
يا متلبك في الأدران ... الحجـر الأسـود مـاهو البروة
وماها مكاوي الكعبة تجيها ... حين ينكرفس توب التقوى
ومافي خرط للجنة تودي وما في خطط ممهـورة برشوة
والمشروع الديني الخـالص ... ما محتاج لدراسة جدوى
ويات من قال "يا رب" من قلـبو ... رد الخالق دايما "أيوه"


حِمّيد
الزوول غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 26-02-2011, 07:28 PM   #[7]
الزوول
عضو
الصورة الرمزية الزوول
 
افتراضي

النور بن الشيخ موسى أبو قصة
كان عظيم القدر والشأن، أمه جارية أم ولد، ولده الشيخ موسى آخر عمره، وكان بينه وبين عمه الشيخ محمد ولد مرزوق وقفة، ونفاه عن أبيه، وقنجر إلى التاكة، ثم بعد ذلك أبوه الشيخ موسى جاء إلى إبن أخيه محمد الزين قال له:” أنا سلكتك وأرشدتك وزوجتك ابنتي، هذا جزائي تمرقوا من البلد؟ أن إن كان مو ولدي أذبح وأسميه!”، وارسل له الشيخ محمد ورده، وجاءه الشيخ عبد الله راجل قري بمرقعة موسى وقال له:” بعدي أدها النور ولدي بعدما يكبر”، أول ما لبسها أعطاه الله القبول عند الملوك والسلاطين، وملوك الفونج والعرب، ودفن بأم جضلة، وولده موسى جمل العاج نظيره في الهيبة والقبول.

أبو عاقلة بن الشيخ حمد
جلس بعد أبيه الشيخ حمد ليدرس العلم وسلوك طريق القوم على نهج ما كان عليه أبوه وجده دفع الله، وممن أخذ عليه طريق القوم الشيخ إسماعيل بن مكي الدقلاشي وغيره، وكان جليلا وسمينا، له هيبة ووقار وسكينة، فإن إنسانا رأى جسمانه قال:” بعد الموت عفنة قبره تمنع الناس من زيارة القبور”، فلما سمع الشيخ قال:” تبين البركات بعد الممات”، فلما توفي رضي الله عنه طلعت من قبره رايحة أحلى من العنبر والكافور، وله من الأولاد حمد العمسيب، والشيخ قسم الله، وجميع نسل الشيخ دفع الله من نسل هذين الرجلين.

إسماعيل صاحب الربابة
بن الشيخ مكي الدقلاشي، وأمه اسمها خيرة، سقرناوية، أهداها للشيخ مكي سلطان تقلي، فحملت منه وولدت النور فقالت للدقلاشي:” جانا شيخا” فقال لها:” جاكم إخيا هديا رضيا”، ثم حملت فولدت إسماعيل، فقال لهم:” يا دقالشة جاكم شيخكم”، فإن الشيخ مكي أخذه الجذب في حب الله ورسوله، خرج هايما وساق معه ولده النور، وإسماعيل في المهد، قبل أن يتكلم، ودخلا الخلاء، وأنقطع خبره إلى الآن، ووجدت العرب النور في الخلا غرب الحرازة، وجابوه، والشيخ إسماعيل تكلم في المهد قال:” النور بجي، أبوي ما بيج”، وحفظ القرآن على الفقيه محمد ولد منوفلي خليفة أباه الشيخ مكي، وتعلم الفقه والتوحيد على الشخ مختار شارح الأخضري، وشرع في تدريس الرسالة والتوحيد والقرآن، وله أشعار وقصايد في مدح النبي صلى الله عليه وسلم، وكلام بين فيه صفات الأولياء، والف كتابا في الطريقة وآداب الذكر، وله شرح على قصيدته في مدح النبي صلى الله عليه وسلم وهي قوله:ـ
“‘ني رأيت في ليلتي في منامي
خير البرية ضاحكا مستبشرا الخ...”
وله كلامات يتغزل فيها بمدح النساء مثل تهجه وهيبة، مثل ليلى وسعدى في كلام المتقدمين، وأخبرني تلميذه الفقيه أبو النور الرياشي قال:” أول ما تقوم عليه الحالة يمشي في حوشه ويحضر البنات والعرايس والعرسان للرقيص، ويضرب الربابة: كل ضربة لها نغمة يفيق فيها المجنون وتذهل منها العقول وتطرب لها الحيوانات والجمادات، حتى أن الربابة يضعونها في الشمس أول ما تسمع صوته تضرب على نغمته من غير أحد يضربها، وفرسه بنت بكر يشدوها له ويلبسوها الحرير والجرس، وقوادها ماسكها، أول ما تسمع ترنمه كلام الحرب وهو يقول:”
بنت بكر المردا
سطلية العرضا
فإن الفرس تقوم وتقعد وتداني برأسها ويديها وتقول :” شلو شلو!”، وجاءته امرأة وهو في تلك الحالة فقالت:” يا ياب الشيخ ولدي ما تجيبو لي، ساقوه شلك، ما تجيبو لي منهم؟”، فقال لها:” ولدك ما تشوفيه في هذه الهمرجة؟!”، مشت تكوس، ولدها فيها! سألوه الناس، قالو له:” الجابك شنو؟” قال:” أنا هذه الساعة باكل مع أولاد شلك في لحم حوت في مركب، جاءني عصار وجابني هنا!”

والنساء التي يتغزل بشعره فيهن هيبة وتهجة، وتهجة هذه جعلية كرتانية، فقال فيها شعرا:،
“حر الفونج مرق طالب الدبيبة
قميصه للتراب حاقبله عيبه
خشم تهجة شبيه لبن الكشيبه
كفل من تورتو وفي ود دليبه

صب مطر الصعيد وصاح المغرد
خفيف القلب من الكركاع بعرد
خشم تهجة على الكنداب مجرد
مريسة فيتريت وورد أم برد”

وقال رضي الله عنه في هيبة:
“صب مطر الصعيد ياليت عايد
فوق خشم البيوت جروا الكسايد
النسوان بلا هيبة أم قلايد
لحم سوقا رخيص مشري بحدايد

صب مكر الصعيد وطلق علينا بردو
خشم هيبة يشبه طيات البحردو
تعجبك في الرقيص حين ما تهردوا
يا خنية من حواها وقضى غرضو”

فإن زوجها خاف عليها منه وقنجر بها إلى تقلي، فلما سمع الشيخ بذلك قال:ـ
“نسل السيف نلوح فوق أم قباله
تكرب الزوم مكان اسمع مقاله
وجها مقطع فوق السندالة
تخلات عروسك ديك بطالة
نسل السيف السيف نلوح فوق أم عوايد
نطلب العنكش أم طبعا موافق
وجها إن شافتو الحمل تدافق
تخلات عروسك ديك ما بتوافق
نشد نحتفل فوق أثرها
نشق أم رترت اليهتف مطرها
مهرة الضنقلاوي المكنوز ضهرها
يعاف المورود الداخل كجرها”

وبالجملة فهذا الرجل من الملامتية، فرقة من الصوفية يفعلون اللوم في الشرع توبيخا وهضما للنفس، ومن أنكر عليهم يعطب، وقتل رضي الله عنه وهو شهيد ببحر أليس، قتله شلك، معاه فقرا صلحا رباهم على نغمته، رحمة الله على الجميع.

وسبب خروجه أنه سافر من بلده يجبي إلى سنار في شفاعة، ويجبي جبيل بين الشقيق وعد الجمع، ونعى نفسه من شلك قال:” يجي في ويوا نرقد سجى ويوا”، وإذا ركب تحوشه الفقرا شايلين النشاب، الفرس ما بتتشاف من كثرتهم، شايلين التهليل بالنغمات الحسن، وناس البد والسادر والوارد والنساء والرجال شايلين التهليل على نغمته، ودخل على الملك سايمين ولد دكين، قال له:”انت لحنت في شعرك الفلاني”، قال له:” الشيطان القاعد فوق راسك أخبرك بذلك”، قال :”بقتله!” أعمامه قالوا له :” بتقتل ولد شيخنا! ولدا غرقان سكران وبطران دمه يخربنا” وشكاه على الفقيه محمد ولد منوفلي، شيخه، قال:” أنا ما بقدره، حافظ الكتاب وشايله الشباب، فإنه ركب فوق فرسه ورجع لما قطع البحر غاروا عليهم شلك، قتل في حدود الأربعين ونيف.
....

أحمد بن الشيخ عبد الله الطريفي
أخذ الطريق من الشيخ دفع الله وسلكه وأرشده، والسبب في ذلك أن أباه الشيخ عبد الله لما سافر إلى الحج وأوصى الشيخ على أولاده الشيخ دفع الله، أحمد كان أول أمره معجبا بنفسه عنده حرابا وشعره إلى كتفه يروق من حلة أبو عاقلة إلى حلة العقدة في الهوى، ذات يوم جاء قاطع إلى الهوى ما وجد المركب، رقد فوق المشرع جاء الشيخ دفع الله قبل طلوع الفجر ليتبرد في البحر، شاف الإنسان الأسود راقد، كلم أحد الفقرا قال له:” شوفوا منو؟”، قال له:” أحمد ولد الطريفي، قال له:” أحمد”، ضربه بأصبعه فوق رأسه “ما هذه طريقتنا”، مسكه أحد الفقرا، بعدما فرغ من التفتيحية أتى به إليه، أخذ الموسى وفرعه بالزيانة، فتمه أحد الفقرا، ثم أداه لناس القرآن، أمرهم أن يحفظوه سور الصلاة، وفرايض الوضوء والغسل، بعدما عرف ذلك سلكه الطريق وامره بحضور مجالس العلم، ذات يوم الشيخ يقرأ في مجلس الظهر قال له:” ما فهمنا!” قال:” من هذا؟ قيل له:” أحمد بن الطريفي”، فخرج نور من فم الشيخ إلى عرش المسجد فوقع فوق أحمد فوقع مغشيا عليه، فرقد أياما، ثم بعد ذلك جاءه الشيخ فقال له:” يا أحمد يا ولدي خدمتك حرمت علينا”، وأعطاه فقرا يلازموه ويقضوا حاجته، وإذا زار الشيخ إدريس يجيبوا له حمارا يركب فوقه، وكان من أكابر أولياء الله تعالى، ومن أهل الكشف كجده أبو عاقلة الكشيف، وسرقت عجول أخبر أهلهن قال:” رموهن في الترعة الفلانية”، وكان الأمر كما قال، وتوفي رحمه الله تعالى سنة الجدري، وذلك أن امرأته أم أولاده بنت عمه أبو قرن قالت له:” دفع الله ورد من الجدري” والمزين يزين فيه، قال لها:” أنا ما بقدر على حرقة الحشا، تقدريها انت الشديدة”، فتوفاه الله تعالى بالجدري ومات من أهل بيته نحو ستة عشر انسان”، وأمهم قعدت بعدهم برهة من الزمان.

إبراهيم ولد بري
ولد بالجزيرة نسري، وأمه أم هاني بنت علي ولد قنديل ـ رجل ولي من الصواردة ـ حفظ الكتاب على الشيخ الولي باسبار، وقرأ خليل على الشيخ صغيرون، وتعلم علم الكلام على الشيخ حسين أبو شعر ـ تلميذ محمد ولد عيسى ـ وصحب في التصوف محمد ولد داوود الأغر، وحج بيت الله الحرام، فقال الفقيه أبو الحسن:” الحج مثل حج الحاج ابراهيم والحاج عوض الكريم”، وكان ورعا زاهدا لا يقبل الهدية إلا الشئ اليسير مثل السورج والمطاطيل والنبق. وجاءته امرأة من ناس قري فعزم لها فولدت ولدا فجاءت تزينه عنده، وجابت معه ماية أشرفي فضة، فلما أعطته إياه صاح وقال:” اسمعوا يا أجاويد الله، أنا سراق، البلد براي ما فيهو سراق، أنا آكل ماية أشرفي!”، وجاءه الملك عبد السلام الفتلوب فقال له:” ياب الحاج اسأل الله يديني دار أبوي”، فلما ولي قال له:” يا ياب، داري من المقرن إلى حجر العسل اختار لك فيها دارا أدفعها لك، فقال الحاج:” اسمعوا يا أجواد الله، أديت نفسك النار، تدي أبوك النار معاك؟” فامتنع عن قبولها. وجاءه الشيخ حمد السميح وقال له:” يا ياب الحاج، بدورك تسأل الله لي يديني دار أبوي”، فقال له:” عجيب ولد العجيل حي ما بتلقاها، بعده تجيك عشر سنين تخربها” فكان الأمر كما قال: بعد عجيب جاءته عشر سنين ثلاثة منها خراب، ووقعت له كرامة عظيمة مع إدريس ولد سليمان ملك السعداب، والسبب في ذلك أن رجلا من ناس قري يقال له معروف ولد الضو دفع له الملك عبد السلام دارا، فلما ولي إدريس أخذها منه، ووقع على الحاج إبراهيم، جاءه قري حين زواجه لستنا بنت الشيخ عجيب، فقال له الفقيه حسن بن عبد الرسول:” جاءنا الحاج أول الزوال والناس في صلاة الجمعة شايل فروته على كتفه وعكازه على ظهره، حاقب يده عليه، كلم الفقرا وأجاويد البلد يمشوا معه إلى عند الملك، فمشوا معه، وقال له معروف، صاحب عبد السلام ومساعده على الملك:” ما برد له شبرا واحدا، أجمع البعر وأكوي البحر في صرته”، فقام من عنده غضبانا، فقال له:” إنشاء الله أجمع اخواني الفقرا وأكويه في صرته”، وطلبوه الجماعة بالمبيت عندهم ليستريح هو وفقراه، فحلف ما يقيم، ويقال أنهم غشوا كونية في قري يقال لها أم دكين، ملوا ركوته فيها، فتخلف البحر ولم يشيل زبل الغنم، ودعا عليه بسلب الملك، فلم يتولى من ذريته أحد إلى زماننا هذا، وهذه الوقعة سنة ست بعد الألف والمايتين، وتعرف عند الناس ببعر الحاج، وتوفي سنة الوداع وعمره ماية وعشرون سنة، فهو أكبر من علي أخيه، وقعد بعد موته ستين سنة وتوفي إلى رحمة الله تعالى.

أرباب بن علي بن عون بن عامر بن أصبح
ويسمى الخشن لخشونة جسمه من الوضوء والغسل، ويسمى أرباب العقائد، وأخذ علم الفقه من الشيخ الزين، وتعلم علم العقائد من الشيخ علي ولد بري، خدمه، ودعا له على قريحة فنفعه الله تعالى بعلمه، وشدت إليه الرحال في علم التوحيد والتصوف، وبلغ عدد طلبته ألف طالب ونيف، من دار الفونج إلى دار برنو، وتلامذته وتلامذة تلامذته، وألف كتابا في أركان الإيمان وسماه “الجواهر” انتفعت به شرقا وغربا، وتلامذته هم شيوخ الإسلام، منهم الحاج خوجلي والفقيه حمد بن مريم والفقيه حمد بن حتيك والفقيه محمد بن ضيف الله والفقيه هارون بن حصى والشيخ فرح ولد تكتوك والقرشي الصليحابي، وخلايق لايحصوا، وجلس للتدريس بعد شيخه، وتوفي سنة اثنين بعد الماية والألف ببندر سنار، وقبره ظاهر يزار.

المصري
هو محمد القناوي، أخذ العلم من الشيخ سالم السنهوري والشيخ يوسف الزرقاني والد عبد الباقي شارح خليل، قدم بلاد الفونج أول النصف الثاني من القرن العاشر في زمن الشيخ عجيب، ودخل بربر ومدينة أربجي وسنار، ووافقه سكن بربر وقال:” هواها أطيب من جميع البلاد”، وبنى مسجده بها لتدريس الرسالة والعقائد والنحو وساير العلوم، وولي القضاء وباشره بعفة ونزاهة، وحرم الرشوة على الحكم ونهى منها. قيل له أن قناوي ولدك ارتشى في أحكامه، فركب دابته في السوق ورفع ثوبا أبيض وقال:” قناوي ولدي ارتشى، حكمه باطل”، وأجاز أجرة كاتب الحكم وشرط فيها دجاجة وما يصلحها من فلفل وكزبرة وبصل، وكان غنيا صديقا يعامل الناس بالقرض والسلم ويمحو وثايقهما، وتوفي ببربر، رحمه الله تعالى.

المضوي
هو محمد بن أكداوي بن الشيخ محمد المصري، أخذ علم الكلام والفقه والنحو من جده المصري، وكان معجبا به ويقول له “ضو البيت”، ولما دنع الوفاة قيل له: “من الخليفة من بعدك؟ والقراءة تكون عند من؟” قال :” ضو البيت”، قال تلميذه سعد التكاوي قال:” خرجت من بلادي مسافرا لقراءة العقائد عند الفقيه أرباب، فدخلت على الفقيه عبد الماجد فسلمت عليه وهو وهو جالس على برش ومعه رجل جالس على عنقريب فاستنكرت ذلك لعظمة الفقيه عبد الماجد وخرجت، فلما قام الرجل قلت للفقيه عبد الماجد:” أنا طالب لقراءة التوحيد عند الفقيه أرباب، فقال:” الراجل القاعد تعرفه؟” قلت: “ لا”، قال :”المضوي ولد المصري، ألحقه أقرأ عنده فإنه عالم وأمين”، فلحقته في الشرق بديت القراءة عنده، وعن قريب جده المصري مات، ونازعوه أولاد عمه في الخلافة وعادوا له”، ورحل ونزل عند الفقيه عبد الماجد بفقراه، فجوه أولاد الحاج فايد الشيخ عبد القادر وحمودة، قالا له:”أبونا مات قبل ما نتعلم وترك أمنا صغيرة جميلة غنية، أمشك معانا نزوجك إياها وتقرينا، فقبل الشيخ منهم ذلك، وقام معهم بفقراه، وزوجوه أمهم، اسمها خولة، وشرع في تدريس الرسالة والنحو وعلم الكلام وعلم الأصول والمنطق، وعمرت الحلقة بشندي واجتمع عليه خلق كثيرة، ومع ذلك مرجح التصنيف على التدريس، وألف كتبا شأنها يكتبن بمداد الذهب، منها أربعة عشر على “أم البراهين”،” العمدة” التي عم النفع بها في ساير الأقطار، و “الوسط” و “ الصغير” و “ الحاشية” التي هي من أجل مؤلفاته، وشرحان على “يقول العبد في بدء الأمالي” الكبير في مجلد ضخم نحو ستين كراس، والصغير في سبعة كررايس، وشرح “الجزرية” شرحا جيدا، وشرح “عقيدة الرسالة” و”الأجرومية” وغير ذلك، وكان بينه وبين الخطيب عمار خوة واتحاد، وسافر إليه حين بلغه قدومه من المشرق، وسبب ذلك أن أحد الطلبة سأله عن النعامة: هل هي من الحيوان البرى أو طيرة، فتوقف فيها وقال:” هذه المسألة لم توجد إلا في كتب عمار”، بعد أيام قال لطلبته:” نسافر لعمار فإنه أتى بالكتب الغريبة من كل فن”، وسافر إليه واجتمع في سفرته بالفقيه أرباب والشيخ دفع الله، ودخل سنار ونزل عند الفقيه عمار، وأدخلهم على الملك أونسه بن ناصر وهو في الديوان وفرق الديوان لأجله، فقام به وعانقه وعاتبه وقال:” تقعد إلى أن تشيب حتى تجيني ، قالوا لك ما بيكرم العلما؟!” أداه ماية محبوب، ثم دخل عليه ثانية وثالثة، كل يوم يعطيه ماية محبوب، ودخل عليه مرة رابعة أعطاه جملين صهب وفرختين، وأوعده بالرجوع بسيره إلى الحج ويعطيه الوقف والجواهر الفي بيت الملك، والحلة أكرمته أكثر من إكرام الملك، ثم رجع بلده ثم تأهب لسفر الحج وسافر معه الحاج خوجلي، ودخل سنار ثانيا للمك، والحاج خوجلي امتنع من دخول سنار، انتظره بمدينة أربجي، وجاءه وسافر إلى بيت الله الحرام، فلما قضى نسكه رجع، فلما بلغ قوز رجب توفاه الله به، وذلك سنة أم لحم، وقبره ظاهر يزار وهو في حدود الخمسين سنة، رحمه الله تعالى.

المكي النحوي الرباطابي
أخذ العلم من الشيخ محمد المصري وأخذ عليه جميع الفنون، ثم سافر إلى الشيخ محمد ولد عيسى وأخذ عليه الفنون ثانيا، ودرس العلم عند الزيداب في جرف عجبت، ثم رحل وسكن المنسي وتوفي فيه، وممن أخذ عليه العلم الشيخ موسى ولد يعقوب أبو قصة والشريف عبد الرحمن والفقيه حامد اللين ويوسف فرفر والفقيه حميد الصاردي، وخلوق كثيرة، وشرح الشروح الجليلة منها شرحه الكبير على السنوسية في أربعين كراسا، وشرحه الوسط والصغير، وشرحه الكبير على الأجرومية في ثلاثين كراسا، وشرحه الصغير في عشرة، وشرح “عقيدة الرسالة”، ويقال أنه شرح الرسالة ولم أقف عليه.

إبراهيم ولد أم رابعة
ولد بحجر العسل، أصله تكجابي، أخذ العلم من عبد الرحمن بن جابر، فهو أحد الأربعين الذين بلغوا درجة القطبانية في العلم والصلاح، وقد قال ابن جابر في إجازته له:” الحمد لله رب العالمين، وسلام على المرسلين، أما بعد، إن الأخ الفقيه الشيخ المحترم المتأدب المتواضع الشيخ إبراهيم إبن أم رابعة استحق السيادة والإمامة عندي، فجعلته قطبا في مكانه، ولسانا في عصره، وترجمانا في أوانه، ومربيا للمريدين وقدوة للمسترشدين، وملجأ للفقراء والمساكين، مظهر شمس المعارف بعد غروبها، فأذنته في كل ما حققته ونقله وسمعه مني أن يفشيه ويعلمه الناس، وقد أذنت له بإشهارها وإشهار ما فيها، وتشييع ما أشرنا إليه، ومن اطلع على ما فيها أو بلغه شئ من ذلك فليحذر كل الحذر من خراب الباطن، بتاريخ اثنتين وثمانين وتسعماية من الهجرة النبوية، وكتبه الفقير بن جابر الجهني في العرب نسبا، وبلغني أنه ثبت نسبا من ذرية السايح أحمد بن عمر وهو من ذرية عقيل بن أبي طالب، ولكن الأول هو المتواتر من آباينا، فسبحان الله العالم الموفق للصواب”.

أبو بكر راجل حجر العسل
أصله تكجابي، وهو الذي دل الشيخ حسن ولد حسونة وكشف له الحجاب وأراه ثمرة الطريق وفايدته، وذلك أن الشيخ جلس عنده بدور عنده الطريق، فقال له :”يافقير املأ هذه الركوة في البحر، فلما وصل البحر ختاها فسبقته فامتلأت وحدها، فأتى بها إليه فوجده شابا بعد أن كان شيخا فأخذ الركوة فتوضأ، ثم قال:” الله أكبر” فرأسه لحق سقف الخلوة، ثم رجع شيخا على حاله الأول، فقال في نفسه:” هذا شيخي”، فالتفت إليه وقال له:” أنا مان شيخك، أمشي أدخل خلوة في باعوضة شيخك يجيك، سيكون لك شأن عظيم وأبقى على ذريتي عشرة”، فكان الشيخ حسن إذا دخل عليه أحدهم يقوم يعانقه ويقول: وكان “أبوهما صالحا”، وياوصلهم ويقضي حوايجهم.

أبو سرور الفضلي الجعلي
ولد بالحلفاية وأمه كنونة بنت الحاج علي، فضلية، وقرأ خليل على الشيخ الزين والعقايد على الفقيه ولد بري، ودرس العقايد. خلواته قريب الحلفاية على جهة الصعيد، ثم انتقل إلى دارفور ودرس فيها، حظي حظا وافرا عند السلطنة، وهو رفيق الفقيه أبزيد، ثم انتقل إلى دار صليح عند عروس، فأكرمه غاية الإكرام ودرس العلم، وتوفي فيها، وسبب وفاته قتلته سراريه، فرضخن رأسه وهو نايم بالحجارة، قاتلهن الله.

أبزيد بن الشيخ عبد القادر
وكان عالما عاملا بعلمه ورعا نزيها من أخذ الجاه. تفقه على الشيخ الزين، وقرأ الفقه والعقايد على الخطيب عمار، ثم انتقل إلى إلى دارفور بعد أخذه للنساء وولادة الأولاد، فرارا من أكل مال جاه الشيخ إدريس، وسكن كساب وبنى فيها مسجده للتدريس، وكساه الله الهيية والقبول التام عند السلطنة وجميع ما في الدار، ثم انتقل إلى دار برقو عند السلطان يعقوب، فأجله إجلالا كثيرا ثم حصلت بينهما وقعة فرجع إلى دارفور فتوفاه الله بها، وله كرامات منها: قال الحاج خوجلي:” فلما حججت رأيته واقف فوق الجبل”، وقال الفقيه محمد نور:” لما توفي أبوه الشيخ عبد القادر أنا بردته، وحضر معي كتفي مع كتفه”، وله من الأولاد صباحي وعبد القادر وعلي وحجازي، وكلهم صالحون فضلا، وأما حجازي فكان طبيبا ماهرا كأنه ابن سينا في حكمته، وشاعرا حاذقا كأنه كعب بن زهير في شعره، وله معرفة بالخط الحسن كأنه بن مقلة في خطه، ويعرف جميع الأقلام العبرانية والسريانية واليونانية، وله معرفة بصناعة الكيما كأنه جابر في صنعته، وله معرفة بعلم النحو و الــزايـــــرجـــــــــــة يدرك بها الأمور المستقبلة كأنه جعفر الصادق في إخباره، ومع ذلك يقرأ القرآن والدلايل عامة، ويبكي باعلى صوته لا يبالي بمن حضر أو غاب، وكان يلبس الثياب الرفيعة وله قبول تام عند السلطنة والخاص والعام، وتوفي في حبس ناصر جوعا عطشا.

...
انتهى حرف الألف...



التوقيع:
يا متلبك في الأدران ... الحجـر الأسـود مـاهو البروة
وماها مكاوي الكعبة تجيها ... حين ينكرفس توب التقوى
ومافي خرط للجنة تودي وما في خطط ممهـورة برشوة
والمشروع الديني الخـالص ... ما محتاج لدراسة جدوى
ويات من قال "يا رب" من قلـبو ... رد الخالق دايما "أيوه"


حِمّيد
الزوول غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

تعليقات الفيسبوك


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

التصميم

Mohammed Abuagla

الساعة الآن 02:33 AM.


زوار سودانيات من تاريخ 2011/7/11
free counters

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 2
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.