نعي أليم - فيصل سعد في ذمة الله !!! عكــود

آخر 5 مواضيع
إضغط علي شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

العودة   سودانيات .. تواصل ومحبة > منتـديات سودانيات > منتـــــــــدى الحـــــوار

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-10-2005, 10:06 AM   #[1]
imported_Sultan
:: كــاتب نشــط::
 
Thumbs up عثمان ميرغنى: گـــفــاية

الصحافة 18/10/2005

عثمان ميرغنى: گـــفــاية

د. عبد الله على ابراهيم

أريد في قبايل الذكرى الثانية والاربعين لثورة أكتوبر 1964 أن التمس من الكاتب المميز الأستاذ عثمان ميرغني أن يكف عن قلة ادب له معتادة يبخس بها هذه الثورة كلما أطلت علينا ذكراها. وكلمة قلة أدب النابية ليست من عندي. فقد دعا عثمان نفسه إلى نشوء "جيل من الكفرة" بالمعلوم من تاريخنا لأنه مجرد افيون ورطنا في ثوابت كاذبة مثل ثورة أكتوبر وحجب عنا سوءة سياسينا. وقال إنه يريد لهذا التنقيح أن يكون صريحاً ولا مانع عنده أن يتم " بكل "قلة أدب وطني". وقد أرادها مجازاً بالطبع. وقد سمعنا من تنقيح عثمان لتاريخنا الوطني ما يصك الأذن ويؤذي الخاطر. وأكثر ما كدرني كمعلم تاريخ أن هذه الدعوة الجذرية لرمي الأحجار علي زجاج تاريخنا المظلل أو( كما قال) لم تقم على درس كائناً ما كان لهذا التاريخ. فهي دعوة فكرية جرئية لرمي أكثر تاريخنا في سلة المهملات من إنسان حظه من هذا التاريخ بخيس جداً. فللاجتهاد في التاريخ، بقلة أدب او بغيرها، شروط مثل الاجتهاد في الدين. وما سمعته من تاريخ عن عثمان هو تلاقيط ملتبسة بغيظ مشروع عما آلت إليه بلادنا تحت ما يسميه بالساسة. وقيل في الدين أنه لا رأى لحاقن.

فأكتوبر عند عثمان ليست بشيء. فمن رأي عثمان أن أكتوبر هي افدح عملية تضليل سياسي تعرض لها شعب السودان دفعه فيها الساسة للإطاحة بأفضل نظام حكم مر بالبلد. وهو يستعجب لمن يقول إن عبود انتزع السلطة بانقلاب عسكري. بالعكس. فقد ذهب إليه الساسة في نزوة صراعهم السياسي في القيادة العامة ورجوه وبكوا له وقالوا له من أجل الوطن خذ السلطة. فلم يكن عبود سياسياً ولا طالباً للسلطة. ولما دانت له البلاد بكى الساسة كالنساء على ملك لم يحافظوا عليه كالرجال. وعلى عثمان أن "خليك مع الزمن" في لغته. ثم اضاف أن الساسة خدعوا الشعب المسكين في ليلة فاطاح بعبود ثم عاد يبكى عليه ويندب: ضيعناك وضعنا وراك: يا عبود." ويال له من ضياع لم يخرج من تيهه السودان حتى اليوم. وهذه شغب وددت لو تطهر عثمان منه.

وإمعاناً في تجريح أكتوبر طلب عثمان أن يؤذن له بالاحتفال بذكرى تولي عبود الحكم في 17 نوفمبر اسوة بذاكري اكتوبر. وقد احتفل بها بالفعل في 17 نوفمبر 2003 في مناسبة مرور 54 عاماً عليها. وكرر في كلمته عقيدته أن عبود "وصحبه الميامين" (كما كانت تؤذي أسماعنا لسنوات ست من عهدهم) قادة عسكريين محترفين استجابوا لطلب رسمي من رئيس الحكومة باستلام الحكم لإصلاح الملعب السياسي المائل ثم أعادوا الحكم في رابعة النهار كما استلموه اختياراً وطوعاً عند ظهور أول بادرة طلب شعبي بذلك. وهذا دليل عثمان على انتفاء صفة الانقلاب العسكري أو المؤامرة أو انتهاك الدستور عن هؤلاء الرجال الغر الميامين. وأعاد القول أن ثورة أكتوبر هي ثمرة تضليل سياسي. وقد بدأت بها مهزلة عبثية سياسية أضاعت البلاد وأغرقتها في الوحل إلي يومنا الراهن. وطالب الشعب بأن يكفر عن خطئه الذي قابل به إحسان حكومة عبود. وطالب بإطلاق اسمه على إحدى الشوارع بمثابة إعتذار شعبى كبير .وعند عثمان أن زيطتنا لأكتوبر هي من باب "التاريخ افيون الشعوب".

والاستقلال نفسه ليس عند عثمان بشيء. وسمى عيد الاستقلال في 2003 ب "عيد الاستذلال" . فهو على الرأي أنه لو لم يأتنا كتشنر بالسكة حديد فمن كان سيأتينا بها. والحركة الوطنية عنده لم تقع اصلاً. فالذي أخرج الاستعمار من السودان هو المظاهرات التي سيرها الانجليز في شوارع لندن يطلبون من حكومتهم التخلص من مستعمراتهم كالسودان التي اصبحت عبئاً ثقيلاً وهم يعانون ويلات اقتصاد ما بعد الحرب العالمية الثانية. فلو لم ينهض الانجليز بأمرنا لبقي فينا الاستعمار خالداً أبدا. فقد عاشوا بيننا 58 عاماً لم تقلق مضجعهم مظاهرات شعبية جماهيرية، فلم تخرج مظاهرة حرقت علمهم، ولم يتعقبهم فدائيون من الأحزاب، ولا تخاصم الساسة خصاماً جعلت الإنجليز يشعرون بعذاب الضمير. وعاد يكرر في كلمة اخرى أمر خيبتنا في حرق علم المستعمرين. فقد قال إنه برغم فخرنا بثورتين هما أكتوبر وابريل خلال الحكم الوطني إلا أن التاريخ لم يشهد مظاهرة واحدة خرجت لتحرق العلم البريطاني أو تعترض على جور الحريات في كنف الاستعمار. ولذا بقى بيننا هانئاً لم تزعجه حتى مذكرة الخريجين لأنها طالبت بزيادة رواتبهم. ولذا كان استقلالنا هو مجرد خروج للإنجليز تلقاء أنفسهم. فلم يتحمل الساسة ممن ورثوا الإنجليز بلا نضال أو دماء أو عذابات المطاردة.

كنت رتبت بيان ما غمض من التاريخ علي عثمان. واكتشفت أنني قد أضطر إلى كتابة مؤلف آخر مما هو متاح في السوق مثل كتابات المرحوم محمد عمر بشير أو الدكتور مدثر عبد الرحيم أو المرحوم حسن نجيلة والدكتور القدال وهلمجرا. وكنت بدأت اصلاً سلسلة مقالات بمجلة "أوراق جديدة" احتل انقلاب عبود فيها مركز الدائرة. وقد راجعت في هذه الكتابات العقيدة الشائعة أن الانقلاب كان "تسليماً وتسلماً". وهي عقيدة أفرغت الجيش من كل شبق أو سبق سياسي. فيمكن للقاريء أن يطلب تلك المقالات في موقعها.

ولكن يكفي هنا أن عثمان نفسه يراجع قلة أدبه حيال تاريخ الحركة الوطنية بمشقة وعتو. فلربما نبهه احدهم إلى أن هناك ثورة اسمها ثورة 1924 لما قال إن الإنجليز عاشوا بيننا في تبات ونبات. فعاد في كلمة اخرى يقول إن الإنجليز لم تزعجهم منا سوى حوادث قليلة طارئة مثل ثورة 1924. وربما كان من بين تلك الحوادث القليلة الطارئة الهبات العيسوية (لدكتور حسن احمد إبراهيم) وانتفاضات ود حبوبة والسحيني والنوبة ) كمال عثمان صالح) والنوير (دوقلاس جونسون) والدينكا (لازريس ماووت) حركة مؤتمر الخريجين والحركة النقابية (سعد الدين فوزي ترجمة جادين) وحركة المزارعين (البوني وصديق البادي )، والصحافة (محجوب محمد صالح) والجهاد ضد الجمعية التشريعية في 1948 وشهداء مثل قرشي الطيب. ويحار المرء كم يراكم المرء من اطنان النضال الوطنى حتى يبلغ بها نصاب عثمان لإقلاق راحة المستعمر وطرده بولده وعدده. وإمعاناً في تتفيه كل خاطرة وطنية قال إنه من هواننا على أنفسنا في ظل الانجليز أننا لم نجرؤ حتى على التغني بوطنيتنا إلا رمزاً في إنشودة "عازة في هواك". والمضطر يا عثمان يركب الصعب أو الرمز. ومع كل هذا الازراء بالاستقلال نجد عثمان في 2002 يطلب من السلطات أن نجود احتفالنا بالاستقلال بمسابقات للشباب في مختلف ضروب الإبداع. وطالب ان يكون حفلنا "بعيد الاستذلال" هذا فرصة لإكتشاف الذات والتنقيب في النفس عن القيم الجميلة". هل رائعة خليل فرح "عازة" مما تأذن لنا بالتنقيب عنه كشفاً للجمال فينا. . . والفداء، يا عثمان؟

من سوء طالع منهج عثمان أنه يؤسس مصداقية قلة أدبه في وجه وطنيتنا على فرضيات سهلة الدحض لأنها من باب إما وقعت أو لم تقع. فمن وقائع خيبتنا الوطنية في زعم عثمان أننا لم نقو على تسيير مظاهرة تحرق العلم البريطاني. ولا ادري سبب اختيار عثمان لهذه المفردة في التظاهر والوطنية دون سواها كعلامة فارقة. وسيطيب لي (في قول عبود المشهور) أن يفيدنا عثمان في المسألة. أما المفاجأة التى ربما لم يتوقعها عثمان أنه بالفعل خرج سودانيون في مظاهرة وحرقوا العلم الانجليزي. وكان ذلك بمدينة الفاشر عام 1952. وكنت قرأت عن هذه المظاهرة مراراً عند كل احتفال بذكري الاستقلال. ولما رتبت الرد على عثمان لم أجد بين كتبي ما اقوي به حجتي. فأتصلت بصديقي القديم صديق محمد البشير صاحب مكتبة الجماهير بالفاشر وسكرتير الحزب الشيوعي لسنوات بدارفور. فلم أعثر عليه. وضربت للإنسان المميز عبد الله آدم خاطر استفتيه خبر علم الإنجليز. وفؤجئت بقوله إنه كتب عن حرق العلم الانجليزي بجريدة الصحافة في صباح نفس يوم اتصالي فيه. والقلوب شواهد. وتأملت مع خاطر حرائق دارفور القائمة على قدم وساق على ضوء حادثة الحريق القديم.

لقد سبقني الباحث المحقق الدكتور عبد الله حمدنا الله إلى طلب الهدنة من أمثال عثمان ممن جردوا سيوفهم للاجهاز علي ذكرى ثورة أكتوبر فينا. فقال إن منطقهم "يحاكم الثورة بنتائجها لا بأسبابها وبما تلاها من أحداث لا بما سبقها وننتهي بأن نحمل أنبل ثوراتنا طيش الساسة ونذهب بها إلى مذبلة التاريخ". وأضاف أن هذا منطق يغتال أروع ما في التاريخ من نزعة نحو الحرية والقبول بمنطق التضحية من أجلها." وقال: "كفانا جلداً للذات ورفقاً بنا من طيش الساسة وتحامل المثقفين". لله دره.

عثمان قلم له رشاقة في طلب الحرية. وقد أرقتني متاعبه حين تكأكأت عليه نيابة الجرائم الموجهة تكيد له بعد تحقيقات دامغة له حول مؤسسة السكر وغيرها. وكتبت مرتين أدافع عنه كشوق بليغ للحرية. ولكن عثمان يعتقد أن به بدأ نازع الحرية وربما به انتهي. وهنا مربط الفرس. فنازع الحرية فينا وطيد وثيق. ولو ألح عثمان على أنه يبني على غير أساس لكان مثل من يقال فيه إنه يعيد اختراع العجلة. وأعود في كلمة قادمة إلى تلمذة عثمان كصحافي على يد المرحوم محمد سعيد معروف في قاهرة الثمانينات من قرن هلك لبيان دقيق لنازع الحرية وكيف ابتذله عبود وأصحابه الغر الميامين .


http://www.alsahafa.info/news/index....&id=2147499585
= = = =



التوقيع: حرية سلام وعدالة.. الثورة خيار الشعب
ديمقراطية راسخة ..تنمية مستدامة ..وطن واحد ..سلم وطيد
السودان لكل السودانيين
imported_Sultan غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 18-10-2005, 07:01 PM   #[2]
imported_محمد أحمد
:: كــاتب جديـــد ::
 
افتراضي



الاخ Sultan
سلامات ،،

مقالٌ رصين للدكتور عبدالله علي إبراهيم ، ينافح حقيقةً عن إرثٍ نضالي مشهود في تاريخنا السياسي " إكتوبر 21 ، ياصحو الشعب الجبّار ، يا لهب الثورة العملاقة ، يا مشعل غضب الاحرااااااار " .. وارجو ان يستفيد منه " عثمان ميرغني " الصحفي المميّز ، على قول دكتورعبدالله .

خطورة هذا التبخيس الذي يحمل معوله الهدّام ، هذا الصحافي ميرغني ، يجد له مسمعاً فاتّفاقاً وربما إيماناً! كإيمان الصحابة عند كثيرين من قرائه ! لعدة أسباب ، أهمّها ، في تقديري ، حالة الإحباط والإحساس بالضيم السياسي لدى غالبية السودانيين جرّاء الحال السياسي المائل ! ، ولعلّ من بعض الاسباب ايضاً ، أنّ لعثمان ميرغني ، العديد من القرّاء الذين يمنحون قلمه " كل الثقة " عرفاناً بغزواته المتواصلة على شُلل الفساد الإنقاذي ! في الخطوط البحرية السودانية ، ومؤسسة السكّر ، والتجارة الخارجية حيناً ، إلخ .... على الرغم من إنتماء عثمان ميرغني لهذا النظام بالأصالة ! .. ولكن قد يغلبُ السِّحرَ السّاحر !! ..

شكراُ جزيلاً ، بإطلاعنا على هذا المقال الرصين .. ونتمنّى ان نقرأ مقال الدكتور عبدالله علي إبراهيم ، القادم ، في نفس الإطار

ودمت ،،/



imported_محمد أحمد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 19-10-2005, 10:21 AM   #[3]
imported_غاندي
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية imported_غاندي
 
افتراضي

هذا تأريخ مضي ربما لا يفيد عثمان ميرغني تغيير التأريخ لأن التأريخ لا يتغير فلعله يريد أن يعيد صياغته بمفردات تبتذل من حجم الأحداث أنذاك، وتظهر المجرم في ثوب البرئ .. فعثمان ميرغني ورغم مقدراته الكتابية وإمكانياته في التحليل الذي يتوافق مع إمكانياته الفكرية، إلا أنه لم يبرح مكان المتباكين علي نظام عبود من المتعامين أو قليلي الخبرة وضيقي الأفق من شعبنا الكريم.

ولكن الأدهي والأمر أننا في لحظتنا هذه يشرف النميري أحد المناشط -لا أدري ما هي لأنني كلما سمعت اسمه وضعت أصابعي في أذني إكراماً لنفسي - وتصر إذاعتنا المسيكينة علي نعته بالرئيس السابق.. متناسية أو خبيثة أو باطلة .. أن الشعب السوداني خرج بأسره ليلفظه في مزبلة التأريخ بعد أن أذاق نظامه القمئ جسد الأمة الأمرين من العذاب والتنكيل ..قبح الله الإذاعة السودانية ووجه القائمين علي أمرها.



التوقيع: هذه الأرض لم نرثها من أجدادنا وإنما استلفناها من أجيالنا القادمة فالنحافظ عليها
imported_غاندي غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

تعليقات الفيسبوك


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

التصميم

Mohammed Abuagla

الساعة الآن 07:48 PM.


زوار سودانيات من تاريخ 2011/7/11
free counters

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 2
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.