اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوجهينة
و هجعتْ إلى مخدعها تتلو آيات الصبر في ظلام غرفتها .. و تنحدر دمعات حارة تبلل خديها ..
و راحت في غفوة .. ما بين النوم و اليقظة ..
تتقاذفها حزم من الإحباطات و بصيص من قبس الأمل المنزوي بين حنايا حبها له ..
كادت الإغفاءة أن تنزلق إلى مراتب نومٍ تراوده الكوابيس ..
سبحتْ ما بين اليقظة و الأحلام ..
أحسَتْ بيدٍ تربت على خدها برفق .. و تمسح عليه بتحنان ..
إنتصب في داخلها إحساس قديم تعرف كنهه .. و تعرف أدق خباياه.
و حتى لا تصحو من هذا الحلم اللذيذ .. لم تفتح عينيها .. و لم تتفوه بكلمة ..
بل إستمرأتْ هذا الشعور اللذيد و راحت هائمة بين موجاته الهامسة ..
جعلتْ اليد تمشي على خدها ببطء جيئة و ذهاباً ..
ثم إنساب ذاك الصوت الدافيء ليغمر كيانها كله ..
الصوت التي تستطيع أن تفرز حباله من بين آلاف الأصوات ..
ثم سمعتْ إسمها في همسٍ ذكَّرها بأول ليلة لها معه .. عندما قال أحبك يا سنا الروح ..
إنتفضتْ مذعورة لتجده بشحمه و لحمه جالساً على حافة السرير ..
و رغم الظلام الدامس .. قرأتْ تعابير وجهه .. و أنفاسه المتلاحقة تلفح وجهها .. تكاد تسمع وجيب قلبه ..
مدتْ يديها و لامست خديه .. فوجدتهما مبللتين ..
و عندما جذبته إليها برفق و تؤدة .. إرتمى بين أحضانها سريعاً ملبياً نداء الشوق الغامر.. فأحسًتْ ببكائه المكتوم .. و شهقاته المتقطعة .. فراحت تهدهده كطفلٍ جافاه النوم ..
و راحا في عناق طويل ... طويل ..... طويل ..
عناق يختزل كل الكلام الذي كان لا بد له أن يقال للتعويض عن الشهور الفائتة ..
أحستْ بأن جسدها قد تحرر من ربقة إثمٍ كان مفروضاً عليها .. إثمٌ لم تقترفه و لكنه كان يدلق سمومه على روحها فيغلفه بغلاف داكن ..
غسل بكاؤه كل صدأ روحها .. و حرر عناقه دواخلها من أسْر عبودية إحباطاتها و كآبتها ..
و تلاشى ألمها النازف ..
و سكن جسدها طمأنينة محببة ..... فإرتعشتْ و إهتز جسدها ..
لم تعرف ماذا تريد أن تفعل وقتها .. هل توقظ أطفالها ليشاركوها هذه اللحظة التي لن تنساها .. أم تطلق زغرودة و ليحدث ما يحدث.
لم ير عينيها و هما تبرقان في الظلام غير مصدقة أن الذي يرقد مستكيناً بين يديها هو زوجها الذي عاد إليها ..
و لكنه أحس أنها سامحته .. بكل ما تحمل الكلمة من معنى ...
( عارف قلبك كبير .. ســامحيني ) .. و يختنق صوته بعبرة فيتوقف عن الكلام فتعاود هدهدته و كأنها تقول ( عارفة كل شيء .. المهم إنك رجعت لي تاني ) ..
|
العزيز ابو جهينة
قد يظن البعض أنها محض قصة..لكنها حقيقة نعيشها كأزواج مع تقلب الأدوار..
هذا الجزء هو لب الموضوع..
الصبر، تقبل العوده بصدر رحب وحضن دافئ، دون عتاب أو لوم على ما فات..والسماح من أعماق الأعماق..فقد يحتاج المرء (الزوج والزوجة) البكاء والارتماء في حضن الشريك، وأعتقد أن هذا شيء لا يضاهيه صدق أو اعتراف بالخطأ والندم..
تحياتي لك وتقديري