إستمــراريـــــة ســـودانيــــات !!! عكـــود

حياة الدواخل (1) - طيور بدري الياس !!! أزهري سيف الدين

كتاب ‫مقاربة إسلامية لتجربة الإقتراب من الموت !!! حسيـــن عبد الجليــل

آخر 5 مواضيع
إضغط علي شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

العودة   سودانيات .. تواصل ومحبة > منتـديات سودانيات > منتـــــــــدى الحـــــوار

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29-10-2008, 09:36 AM   #[1]
الفاتح
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية الفاتح
 
افتراضي شارل بونيه .. مكتشف أسرار شمال السودان

نقلاً عن swissinfo - محمد شريف-
[align=center]الدفوفه الغربية أو " كرمة" عاصمة المملكة النوبية[/align]



أسفرت أعمال تنقيب بعثة الآثار السويسرية في كرمة بقيادة البروفسور شارل بوني، عن ترميم معالم مدينة متكاملة كانت عاصمة مملكة كرمة لأكثر من 1000 سنة منذ عام 2400 قبل الميلاد.
وبإمكان الزائر الاطلاع على تفاصيل مدينة جمعت بين قصور الملوك وبيوت أشراف القوم ومخازن السلع النادرة، في تصميم يتوسطه مبنى الديفوفة العالي الذي كان عبارة عن مركز ديني.

على بعد حوالي 550 كلم إلى الشمال عن مدينة الخرطوم وفي الولاية الشمالية، وعلى بعد حوالي 40 كلم عن عاصمة الولاية دنقلة، تقع معتمدية البرقيق التي تشمل قرى البرقيق وكرمة البلد وكرمة النزل.

بهذه المنطقة تتمركز جل المواقع الأثرية التي شرع عالم الآثار السويسري شارل بوني في التنقيب بها منذ 43 سنة. وأهم موقع هو ما يعرف بالديفوفة الغربية أو بقايا المدينة النوبية العريقة كرمة، التي أسست في عام 2400 قبل ميلاد السيد المسيح والتي تطورت لأكثر من 1000 سنة كعاصمة للملكة التي حملت اسم مملكة كرمة.

30 سنة تنقيب لاكتشاف كرمة العتيقة



مدينة كرمة العتيقة التي سمحت أشغال تنقيب الفريق السويسري لأكثر من 30 عاما بالكشف عن معالمها وعن تفاصيل حدودها كمدينة معقدة التركيب عايشت أهم المراحل من تطور مملكة كرمة.

أهمية ما عثر عليه في مدينة كرمة كما يقول شارل بوني "هو أن أغلب المدن القديمة عرفت بناء مدن حديثة فوق بقاياها القديمة، وبالتالي لم يعد ممكنا التعرف على أشكالها ومقوماتها وهندستها الأصلية".

لكن مدينة كرمة التي تبلغ مساحتها حوالي 600 متر على 700 متر، بقيت مغمورة تحت الرمال طوال هذه الفترة، ولم يكن بارزا منها سوى قمة ما يعرف اليوم بالديفوفة أو البناء العالي الذي يتعدى ارتفاعه 18 مترا.

وقد سمحت عمليات التنقيب المتتالية التي قام بها الفريق السويسري طوال الثلاثة أشهر من كل سنة على امتداد الأربعين عاما الماضية، باكتشاف معالم مدينة يقول عنها شارل بوني "إنها عاصمة صُممت بشكل اصطناعي ليس كمدينة مزارعين أو رعاة، بل كمركز إداري لتسيير مملكة ممتدة الأطراف بها منازل الملوك وأشراف القوم". وهذا ما يفسر تواجد بيوت كبيرة الحجم وبأشكال هندسية تختلف كثيرا عما هو معروف عن منازل السكان القرويين.

القصر الملكي والمربع الديني
نظرا لأهمية مدينة كرمة كمركز للمبادلات بين وسط إفريقيا ومنطقة البحر الأحمر ومعادن الذهب الموجودة شرقا على بعد 200 كلم وكردفان ومصر، تم تدعيمها على مر العصور بأسوار واقية.

ويتوسط المدينة مربع ديني، وهو ما يعرف بـ "الديفوفة"، يقول عنه شارل بوني "إنه كان متعدد الاستعمال، ليس فقط كمركز ديني بل أيضا كمحل لتصنيع وتخزين السلع النادرة قبل تصديرها إما إلى مصر شمالا أو إلى الجنوب".

قبالة المربع الديني كان يوجد القصر الملكي الذي لم يكن مجرد مقر سكن الملك، بل كان يحتوي أيضا على العديد من الورش، إما لصناعة الفخار أو لنحت الحجر أو لتعليب السلع ووضع الصكوك عليها قبل تصديرها. كما اشتمل القصر الملكي على قاعة استقبال دائرية الشكل تقلد ما هو معروف في المناطق إفريقيا جنوبا، ولا يوجد مثيل لها في المناطق الشمالية.

وبما أن الكل كان فوق جزيرة يحيط بها نهر النيل، أضيفت قبالتها مدينة موازية يفصلها خندق احتوت على معابد لتقديس الموتى من الملوك وتقديم القرابين للآلهة. ويرى شارل بوني أن "مدينة كرمة تطورت من مدينة صغيرة خصوصا في فترة كرمة المتوسطة أو أثناء الإمبراطورية المصرية المتوسطة في حدود 2050 حتى 1750 قبل الميلاد".

وقد اختار شارل بوني ترميم جدران هذه المدينة في احترام تام لمخططها الأصلي بعد الكشف عن جانب من جدرانها الأصلية؛ وهو ما يسمح برؤية معالم المدينة بمختلف مكوناتها من خلال جدران ترتفع بما بين 40 و60 سنتمترا عن سطح الأرض. ويقول شارل بوني "اخترت ترميمها بنفس التقنية المستعملة للطين والطوب لكي تكون واضحة للزوار".

تحت حماية "فاطمة ديفوفة"



كلمة "ديفوفة" باللغة النوبية تعني المبنى المرتفع من صنع الإنسان، والذي كان يبلغ في أصله حوالي 25 مترا. وما تبقى من المربع الديني اليوم، يرتفع لحوالي 18 مترا، وهو المبنى الذي شيد على فترات متتالية بحيث انتقل من أكواخ عادية في بداية الأمر لكي يتحول الى معبد بأبعاد هائلة. وقد تم ترميم سلم به لكي يسمح للزوار بالصعود الى أعلاه وإلقاء نظرة على كامل أقسام المدينة القديمة. وبما أن المبنى الديني كان مرتبطا بالقصر الملكي عبر ممر، استنتج البحاثة بأن الملك، ولئن لم يكن إلاها فإنه كان يقوم بدور رجل الدين.
وحتى ولو أن مبنى الديفوفة شيد بالطوب والطين، إلا أنه يعتبر في نظر شار لبوني "من أحسن المباني الطوبية القديمة التي بقيت في وضعية جيدة".

لكن بالنظر إلى كثرة إقبال المزارعين على استخدام طين المباني الأثرية كسماد لحقولهم، يبدو ان ذلك قد يدفعنا إلى تصديق الأسطورة السائدة في المنطقة والتي مفادها أن "المبنى مسكون من قبل خيال أطلق عليه اسم فاطمة ديفوفة". إذ يتذكر شارل بوني أنه عندما وصل إلى المنطقة "حذره السكان من عدم الصعود للمبنى لأن هناك شبحا أبيض يظهر من حين لآخر وهو شبح فاطمة ديفوفة".

والمميز لمبنى الديفوفة حسب شارل بوني أن "الصعود إلى أعلى المبنى يتم عبر سلم جانبي وليس عبر سلم يتوسط المبنى مثلما هو الحال في المعابد المصرية". وهو ما يُستنتج منه دائما حسب شارل بوني "أننا في ثقافة وهندسة معمارية نوبية خاصة ومتميزة".

ويقود السلم إلى غرفة رئيسية بها أعمدة حجرية من المرمر الأبيض لربما تم جلبها من بعيد لأنه لا توجد مقالع حجر في المنطقة. ويُعتقد أن هذه الغرفة كانت عبارة عن مكان لتقديم القرابين مثل الكباش لأنه تم العثور على بقاياها في ركن من أركانها. وتنتهي الغرفة بدهليز كانت توضع فيه الوسائل الضرورية لتنظيم القداس الديني.

وعلى الرغم من العثور على شظايا عديدة لتماثيل تجسد الإله الذي كان يقدس آنذاك، يأمل الفريق السويسري في أن تتوصل الأبحاث المستقبلية إلى اكتشاف تمثال كامل يجسد الإله آمون ذي رأس الكبش الذي يُقال أنه ولد في جبل بركل على بعد 200 كلم. وهو الاعتقاد الذي وجد له أثر في مقابر الديفوفة الشرقية وفي دوكي جيل حيث تم العثور على بقايا قرابين أكباش تجسد هذا الإله.

وبعد الصعود إلى القسم العلوي من مبنى الديفوفة عبر سلم أضيق من الأول، نصل إلى قمة المبنى الذي يسمح برؤية شاملة على المنطقة. ويعتقد شارل بوني بأن هذا السطح "الذي وجدت به أعمدة، كان يأوي معبدا آخر يقام فيه قداس لربما له علاقة بعبادة الشمس على غرار ما يتم في مصر".
البقية لمن يأتي بعدي"



أعمال الترميم شملت في موقع كرمة القديمة حوالي ثلاثة أرباع المساحة، وهناك جهود متواصلة لإتمام عمليات الترميم للربع الأخير.

ولحماية الموقع من النهب أو الضرر، تمت إحاطته بسور. كما وظفت الحكومة السودانية حرسا من أبناء المنطقة لمراقبة الموقع. ولاشك في أن متحف حضارة كرمة الذي أقيم بجوار موقع المدينة الأثرية سيعمل لا محالة على جلب أعداد من الزوار للموقع.

ويأمل شارل بوني في أن يواصل من سيخلفه فيما بعد على رأس فريق التنقيب بالمنطقة، عملية التنقيب والترميم التي إن لم تكن لتضيف معلومات علمية كبيرة فإنها قد تكون لها أهمية سياحية كبرى.

وسنواصل في الحلقات القادمة الحديث عن باقي المعالم التي تزخر بها كرمة، مثل حي المقابر في الديفوفة الشرقية أو معابد دوكي جيل، قبل أن نستعرض ردود فعل السكان والمسؤولين ونظرتهم لكيفية توظيف هذه الاكتشافات ثقافيا وسياحيا.



الفاتح غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 29-10-2008, 09:44 AM   #[2]
بدور التركي
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية بدور التركي
 
افتراضي

جميل جدا
متابعين..

صباحك عسل



بدور التركي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 29-10-2008, 09:55 AM   #[3]
الفاتح
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية الفاتح
 
افتراضي

[align=center]مقبرة الدفوفة الشرقية ملك للإنسانية قاطبة[/align]


"يعود تاريخ مقبرة الديفوفة الشرقية في كرمة شمال السودان إلى 2500 قبل الميلاد "

من المعالم الأثرية لمملكة كرمة في شمال السودان، مقبرة الديفوفة الشرقية التي تأوي ما بين 20 و 30 قبر لملوك ورعايا هذه المملكة، والتي تعتبر شاهدا على طقوس دفن يعود تاريخها إلى حوالي 2500 قبل الميلاد.
لكن هذه المعالم التاريخية النادرة، والتي تم التنقيب عن جزء منها وقدمت الكشوفات التي تم التوصل إليها الكثير عن معالم هذه الحضارة مهددة اليوم بالاندثار إن لم تتخذ الإجراءات الكفيلة بحمايتها.

غير بعيد عن عاصمة الولاية الشمالية بالسودان، دنقلا، وإلى الشرق من مدينة البرقيق، توجد معابد ومقابر الديفوفة الشرقية التي تعتبر شاهدا عن جانب من الحضارة النوبية في عهد ما قبل مملكة كرمة.

وإذا كانت هذه المقبرة التي تمتد لحوالي 1600 متر على 700 متر، وتشتمل على ما بين 20 و 30 الف قبر، قد أثارت اهتمام البحاثة في بداية القرن الماضي فإنها لم تكشف عن بعدُ عن جميع ما في جعبتها من أسرار إلى حد اليوم.

أعمال"رايسنر" تأكيد لتأثيرات الحضارة المصرية

"طقوس الدفن في مملكة كرمة ( السودان) قبل 4500 عام "

كانت مقبرة الديفوفة الشرقية محط أبحاث عالم الآثار الأمريكي جورج رايسنر ما بين 1916 و 1918 ، الذي قام بالتنقيب في حوالي 3000 قبر بمساعدة عمال آثار مصريين من منطقة قفط القريبة من أسوان. وقد ترتب عن ذلك جمع كميات هائلة من التحف لا زالت معروضة إلى اليوم في متحف "فاين آرتس" في مدينة بوسطن بالولايات المتحدة الأمريكية.

وأهم ما عثر عليه رايسنر هو عدد من التماثيل التي كانت في وضع جيد. لكن هذه التماثيل كانت كلها تماثيل تم جلبها من مصر إما عن طريق عمليات الغزو المصرية للمنطقة، أو عن طريق عمليات النهب التي كانت تتبع الغزو المضاد لملوك المنطقة لمصر المجاورة.

ويقول البروفسور وعالم الآثار السويسري شارل بوني، الذي يقوم بعمليات تنقيب في منطقة كرمة منذ أكثر من 40 سنة، "إن الأعمال التي قام بها رايسنر قد أثارت الكثير من الاهتمام آنذاك في أوروبا، خصوصا اكتشاف مقابر أربعة من كبار الملوك وبها هياكل قرابين بشرية".

وكان الاعتقاد السائد آنذاك يتمثل في أن هذه الهياكل تعود لعبيد تمت التضحية بهم أثناء موت سيدهم، لكن شارل بوني يصحح ذلك بقوله "اليوم يمكننا الابتعاد عن هذا التقييم لنقول إن الملك عند رحيله الى الدار الأخرى كان يصطحب معه جزءا من عائلته التي قررت مرافقته طواعية كدليل لتعلقها به".

والتصحيح الثاني الذي يقدمه شارل بوني بالنسبة لما توصل إليه جورج رايسنر بخصوص مقابر الديفوفة الشرقية حيث "أنه كان يعتقد بأن المقابر الكبرى وبالأخص تلك التي تعود لملوك كبار هي أقدم عهدا من المقابر الصغيرة، ولكن الأبحاث التي قمنا بها فيما بعد أثبتت أن العكس هو الصحيح أي ان المقابر الصغيرة هي الأقدم عهدا لأنها كانت تحتوي على أوان فخارية رائعة تفصلها عن القبور الكبرى حقبة تمتد ما بين 2500 الى 1500 قبل الميلاد".

طقوس دفن خاصة تعود ل 4500 سنة

"بقايا جماجم الأبقار التي كانت تقدم في مراسيم الدفن في كرمة (شمال السودان) قبل 4500 سنة "

تتميز طقوس الدفن في منطقة الديفوفة الشرقية أثناء فترة مملكة كرمة وما قبلها، بأن القبور الدائرية كانت تحتوي على جثمان الشخص المتوفى في وضعية الجنين، حيث يكون رأسه متجها نحو الشرق، ووجهه نحو الشمال.

وقد سمحت أعمال تنقيب البروفسور شارل بوني بمنطقة الديفوفة الشرقية والتي شملت 355 قبرا فقط، بالتعرف على مزيد من المعلومات عن طقوس الدفن التي كانت سائدة في تلك الحقبة، ويقول "عثرنا على دلائل تعود الى حوالي 2450 سنة قبل الميلاد، تشير الى أن سكان المنطقة كانوا يتبعون طقوس دفن خاصة".

ومن هذه الطقوس، إحياء مراسيم تأبين متكررة لعدة سنوات، وهي مراسيم تجتمع فيها العائلة حول القبر لمشاركة الميت في مأدبة كبرى، تُترك بعدها الأواني مقلوبة فوق الأرض في دليل على تقاسم الوجبة مع الميت.

ومن نتائج هذه المراسيم المتكررة، تراكم جماجم وقرون الأبقار التي تُذبح لهذه المناسبة. وهي الجماجم التي تتراكم في القسم الجنوبي من القبر. ونظرا لأن المقابر لم تكن تحتوي إلا على جماجم الأبقار وليس باقي العمود الفقري، يستخلص شارل بوني "أن تناول الوجبة كان يتم في بيت أهل الميت في المدينة وان المقبرة لم تكن تنقل لها سوى الجماجم تذكارا لهذه المراسيم"، حسب قوله.

عمليات تنقيب اضطرارية

شارل بوني الذي أعاد التنقيب في 355 قبر في الديفوفة الشرقية، أنجز هذا العمل في ظروف استثنائية وسعيا منه لتدارك خطر كان ولا يزال يهدد الموقع بأكمله ألا وهو النهب والتدمير لمعالم وشواهد نادرة عن هذا الإرث الحضاري الإنساني.

ويشير بوني إلى أنه "بالإضافة الى تصحيح التسلسل التاريخي لما وصل إليه رايسنر، سارعنا للقيام بعمليات التنقيب في الديفوفة الشرقية بعد أن أصبحت المقبرة ممرا للشاحنات والحمير والجمال، وبعد تعرض بعض الأواني الفخارية للكسر".

وبما أن عمليات التنقيب لم تشمل المقبرة بأكملها اكتفى شارل بوني بالقيام بثلاثين عينة حفر في كامل المقبرة الممتدة على مسافة حوالي 1600 متر. ومن بين النتائج التي أظهرتها هذه العينات أن المقبرة "تطورت مع الوقت من القبور القديمة في الشمال إلى القبور الحديثة في الجنوب".

ويضيف عالم الآثار السويسري بأن هذه العملية "سمحت لنا بالتعرف على تطور طقوس الدفن مع مر الزمن، وعلى نوعية الأواني الفخارية المستعملة".

ومن يزور متحف حضارات كرمة الذي أقيم خصيصا في المنطقة، يتوقف على عينة من المعالم التي عثر عليها الفريق السويسري في الأبحاث التي قام بها في كرمة عموما وفي الديفوفة الشرقية بوجه خاص.

وفي هذا السياق يقول شارل بوني "إذا كانت الأبحاث التي شملت 355 قبرا فقط تكفي لكتابة مجلدات ، وسمحت بالعثور على عينة من الفخار ذي الجودة العالية المعروف بفخار كرمة، فما بالك لو يتم اكتشاف ما يوجد داخل الثلاثين ألف قبر"؟.

ولكنه يستدرك ليشير إلى أن "أغلب هذه القبور تم نهبها منذ القدم، إذ بعد انقضاء عشرين أو ثلاثين عاما من دفن الميت كان أحفاده وأفراد عائلته يستولون على القطع الثمينة لأنهم كانوا يعرفون أين كانت مدفونة". وهذا ما جعل قبور الأغنياء تتعرض للنهب، والأواني الموجودة تتعرض للتدمير "مما عقد عملية الترميم والتحليل بشكل كبير"، حسب شارل بوني.

من المعالم الأثرية لمملكة كرمة في شمال السودان، مقبرة الديفوفة الشرقية التي تأوي ما بين 20 و 30 قبر لملوك ورعايا هذه المملكة، والتي تعتبر شاهدا على طقوس دفن يعود تاريخعها إلى حوالي 2500 قبل الميلاد.
لكن هذه المعالم التاريخية النادرة، والتي تم التنقيب عن جزء منها وقدمت الكشوفات التي تم التوصل إليها الكثير عن معالم هذه الحضارة مهددة اليوم بالاندثار إن لم تتخذ الإجراءات الكفيلة بحمايتها.

غير بعيد عن عاصمة الولاية الشمالية بالسودان، دنقلا، وإلى الشرق من مدينة البرقيق، توجد معابد ومقابر الديفوفة الشرقية التي تعتبر شاهدا عن جانب من الحضارة النوبية في عهد ما قبل مملكة كرمة.

وإذا كانت هذه المقبرة التي تمتد لحوالي 1600 متر على 700 متر، وتشتمل على ما بين 20 و 30 الف قبر، قد أثارت اهتمام البحاثة في بداية القرن الماضي فإنها لم تكشف عن بعدُ عن جميع ما في جعبتها من أسرار إلى حد اليوم.

طقوس الدفن في مملكة كرمة ( السودان) قبل 4500 عام أعمال"رايسنر" تأكيد لتأثيرات الحضارة المصرية
كانت مقبرة الديفوفة الشرقية محط أبحاث عالم الآثار الأمريكي جورج رايسنر ما بين 1916 و 1918 ، الذي قام بالتنقيب في حوالي 3000 قبر بمساعدة عمال آثار مصريين من منطقة قفط القريبة من أسوان. وقد ترتب عن ذلك جمع كميات هائلة من التحف لا زالت معروضة إلى اليوم في متحف "فاين آرتس" في مدينة بوسطن بالولايات المتحدة الأمريكية.

وأهم ما عثر عليه رايسنر هو عدد من التماثيل التي كانت في وضع جيد. لكن هذه التماثيل كانت كلها تماثيل تم جلبها من مصر إما عن طريق عمليات الغزو المصرية للمنطقة، أو عن طريق عمليات النهب التي كانت تتبع الغزو المضاد لملوك المنطقة لمصر المجاورة.

ويقول البروفسور وعالم الآثار السويسري شارل بوني، الذي يقوم بعمليات تنقيب في منطقة كرمة منذ أكثر من 40 سنة، "إن الأعمال التي قام بها رايسنر قد أثارت الكثير من الاهتمام آنذاك في أوروبا، خصوصا اكتشاف مقابر أربعة من كبار الملوك وبها هياكل قرابين بشرية".

وكان الاعتقاد السائد آنذاك يتمثل في أن هذه الهياكل تعود لعبيد تمت التضحية بهم أثناء موت سيدهم، لكن شارل بوني يصحح ذلك بقوله "اليوم يمكننا الابتعاد عن هذا التقييم لنقول إن الملك عند رحيله الى الدار الأخرى كان يصطحب معه جزءا من عائلته التي قررت مرافقته طواعية كدليل لتعلقها به".

والتصحيح الثاني الذي يقدمه شارل بوني بالنسبة لما توصل إليه جورج رايسنر بخصوص مقابر الديفوفة الشرقية حيث "أنه كان يعتقد بأن المقابر الكبرى وبالأخص تلك التي تعود لملوك كبار هي أقدم عهدا من المقابر الصغيرة، ولكن الأبحاث التي قمنا بها فيما بعد أثبتت أن العكس هو الصحيح أي ان المقابر الصغيرة هي الأقدم عهدا لأنها كانت تحتوي على أوان فخارية رائعة تفصلها عن القبور الكبرى حقبة تمتد ما بين 2500 الى 1500 قبل الميلاد".

بقايا جماجم الأبقار التي كانت تقدم في مراسيم الدفن في كرمة (شمال السودان) قبل 4500 سنة طقوس دفن خاصة تعود ل 4500 سنة
تتميز طقوس الدفن في منطقة الديفوفة الشرقية أثناء فترة مملكة كرمة وما قبلها، بأن القبور الدائرية كانت تحتوي على جثمان الشخص المتوفى في وضعية الجنين، حيث يكون رأسه متجها نحو الشرق، ووجهه نحو الشمال.

وقد سمحت أعمال تنقيب البروفسور شارل بوني بمنطقة الديفوفة الشرقية والتي شملت 355 قبرا فقط، بالتعرف على مزيد من المعلومات عن طقوس الدفن التي كانت سائدة في تلك الحقبة، ويقول "عثرنا على دلائل تعود الى حوالي 2450 سنة قبل الميلاد، تشير الى أن سكان المنطقة كانوا يتبعون طقوس دفن خاصة".

ومن هذه الطقوس، إحياء مراسيم تأبين متكررة لعدة سنوات، وهي مراسيم تجتمع فيها العائلة حول القبر لمشاركة الميت في مأدبة كبرى، تُترك بعدها الأواني مقلوبة فوق الأرض في دليل على تقاسم الوجبة مع الميت.

ومن نتائج هذه المراسيم المتكررة، تراكم جماجم وقرون الأبقار التي تُذبح لهذه المناسبة. وهي الجماجم التي تتراكم في القسم الجنوبي من القبر. ونظرا لأن المقابر لم تكن تحتوي إلا على جماجم الأبقار وليس باقي العمود الفقري، يستخلص شارل بوني "أن تناول الوجبة كان يتم في بيت أهل الميت في المدينة وان المقبرة لم تكن تنقل لها سوى الجماجم تذكارا لهذه المراسيم"، حسب قوله.

عمليات تنقيب اضطرارية
شارل بوني الذي أعاد التنقيب في 355 قبر في الديفوفة الشرقية، أنجز هذا العمل في ظروف استثنائية وسعيا منه لتدارك خطر كان ولا يزال يهدد الموقع بأكمله ألا وهو النهب والتدمير لمعالم وشواهد نادرة عن هذا الإرث الحضاري الإنساني.

ويشير بوني إلى أنه "بالإضافة الى تصحيح التسلسل التاريخي لما وصل إليه رايسنر، سارعنا للقيام بعمليات التنقيب في الديفوفة الشرقية بعد أن أصبحت المقبرة ممرا للشاحنات والحمير والجمال، وبعد تعرض بعض الأواني الفخارية للكسر".

وبما أن عمليات التنقيب لم تشمل المقبرة بأكملها اكتفى شارل بوني بالقيام بثلاثين عينة حفر في كامل المقبرة الممتدة على مسافة حوالي 1600 متر. ومن بين النتائج التي أظهرتها هذه العينات أن المقبرة "تطورت مع الوقت من القبور القديمة في الشمال إلى القبور الحديثة في الجنوب".

ويضيف عالم الآثار السويسري بأن هذه العملية "سمحت لنا بالتعرف على تطور طقوس الدفن مع مر الزمن، وعلى نوعية الأواني الفخارية المستعملة".

ومن يزور متحف حضارات كرمة الذي أقيم خصيصا في المنطقة، يتوقف على عينة من المعالم التي عثر عليها الفريق السويسري في الأبحاث التي قام بها في كرمة عموما وفي الديفوفة الشرقية بوجه خاص.

وفي هذا السياق يقول شارل بوني "إذا كانت الأبحاث التي شملت 355 قبرا فقط تكفي لكتابة مجلدات ، وسمحت بالعثور على عينة من الفخار ذي الجودة العالية المعروف بفخار كرمة، فما بالك لو يتم اكتشاف ما يوجد داخل الثلاثين ألف قبر"؟.

ولكنه يستدرك ليشير إلى أن "أغلب هذه القبور تم نهبها منذ القدم، إذ بعد انقضاء عشرين أو ثلاثين عاما من دفن الميت كان أحفاده وأفراد عائلته يستولون على القطع الثمينة لأنهم كانوا يعرفون أين كانت مدفونة". وهذا ما جعل قبور الأغنياء تتعرض للنهب، والأواني الموجودة تتعرض للتدمير "مما عقد عملية الترميم والتحليل بشكل كبير"، حسب شارل بوني.

الحفاظ على هذه المعالم مسؤولية الجميع


"يُوجد ما بين 20 و 30 ألف قبر في الديفوفة الشرقية"
اعمال التنقيب التي أجريت في مقابر الديفوفة الشرقية سمحت أيضا باكتشاف عدد من المعابد التي تحتوي على رسومات مازالت محافظة على أشكالها وألوانها الأصلية إلى حد اليوم. كما أن التنقيب الذي تم في عينة من المقابر لا تتجاوز 355 من بين 20 أو 30 ألف قبر سمحت باستخراج كميات من الأواني الفخارية والقطع الأثرية التي تُعرض في متحف الحضارات في كرمة.

ولكن المثير للانتباه بالنسبة لما تم في الديفوفة الشرقية، وعلى خلاف ما هو سائد في المدينة القديمة لكرمة أو في دوكي قيل، أنه تم طمر كل هذه المعالم من جديد حفاظا عليها من التلف والنهب.

وعن سبب هذا الدفن من جديد لكل هذه المعالم الأثرية يقول شارل بوني "إن ما قمنا به في الديفوفة الغربية وفي دوكي قيل من إحاطة المكان بجدار واق لا يمكن القيام به في مقبرة الديفوفة الشرقية لأن المكان واسع وممر للحيوانات والسكان"، يُضاف الى ذلك أن "المكان صحراوي وأن إقامة جدار واق في منطقة رملية أمر صعب ومكلف"، على حد قوله.

ويصل شارل بوني الى خاتمة مفادها أن "مصير كل المقابر القديمة هو نفسه أي التلف والاندثار لأنها تمتد على مساحات كبيرة تصعب حمايتها ولا تستطيع إدارة المعالم الأثرية القديمة في السودان تحمل ذلك".

وبنوع من الحسرة يقول الباحث السويسري "إن هذه المقبرة هي خزانة هائلة للمعارف العلمية والتاريخية لهذا البلد، ولكن من الصعب جدا حمايتها من التلف"، قبل أن يضيف "نحن كبحاثة قمنا بما هو من مهامنا أي دراسة هذا الماضي العريق وتدوينه في الكتب والتقارير. ونحن ممنونون للسلطات ولسكان المنطقة الذين ساعدونا في القيام بذلك، ولكن ليس من صلاحياتنا إعطاء دروس حول كيفية الحفاظ على هذه المعالم الأثرية، لأن نفس الشيء يقع حتى في بلداننا مثلما عايشتُ ذلك في مدينة جنيف عندما كنت مسؤولا عن الآثار".

ويتمثل الحل الذي تم اعتماده بالنسبة للديفوفة الشرقية في عادة طمر كل المباني والرسوم إضافة الى ما تحتوي عليه القبور التي لم تتعرض للتنقيب، ويقول شارل بوني "إن إدارة الآثار السودانية تقول إنها تحمي المكان، ولكن هناك عمليات تحطيم مستمرة للموقع مثلما حصل لقطعة كانت مدفونة واستخرجت وتعرضت للكسر".

مع ذلك، يظل شارل بوني متفائلا بالنسبة لوعي الجمهور بقيمة هذا الماضي التاريخي ودلالته، ويستشهد على ذلك بتجند السكان لمساعدة الفريق السويسري عندما تمت سرقة أحد التماثيل "مما سمح باستعادته"، لكنه يأمل في وعي دولي بأهمية هذه المعالم وضرورة الحفاظ عليها لصالح الإنسانية جمعاء لأنه يعتبر "أنها ملك للإنسانية"، وهي الرسالة التي قال إنه "حريص على إبلاغها للجميع".



الفاتح غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 29-10-2008, 10:16 AM   #[4]
الفاتح
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية الفاتح
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بدور التركى مشاهدة المشاركة
جميل جدا
متابعين..

صباحك عسل
صباحك سكر يا بدور ، ومشكوره على المرور ، وإليك هذا الإكتشاف الأثري الذي تم بمحض الصدفة

أثناء تنقيب الفريق السويسري بقيادة البروفسور شارل بوني في مقابر الديفوفة الشرقية بالقرب من مدينة كرمة، بشمال السودان، تم العثور على بقايا قرية تعود لحوالي 5000 قبل الميلاد ويمكن اعتبارها أول قرية متكاملة تعرف لحد الآن على مستوى القارة الإفريقية.
يقول البروفسور شارل بوني "عندما كنا ننقب في مقابر الديفوفة الشرقية عثرنا على أواني فخارية تختلف عما هو موجود في القبور. بعدها توصلنا الى الكشف عن مخازن للحبوب هي جزء من مركب سكني بمعابده ومبانيه من القش والمحاط بجدار دفاعي كبير".
وبعد دراسة معالم هذه المدينة عبر ما عثر عليه من فخار وبقايا، يقول شارل بوني "تمكنا من الوصول الى أن الأمر يتعلق بمدينة تعود لحوالي 5000 سنة قبل الميلاد، وهي أول قرية تعرف لحد الآن على مستوى القارة الإفريقية".
هذه القرية هي اليوم محط دراسة معمقة يقوم بها البروفسور السويسري ماتيو هونيغر، المتخصص في حقب ما قبل كرمة والتاريخ القديم، والذي استطاع الكشف عن حوالي 100 متر من جدار هذه المدينة.
ويوجد نموذج لهذه القرية في متحف الفن والتاريخ بجنيف بالجناح المخصص لأعمال التنقيب الأثرية في السودان.
وعن الخلاصة التي يستخلصها من هذا الاكتشاف، يقول شارل بوني: "يجب أن ننتظر إعادة الترميم المعقدة لما يمكن ترميمه من هذه القرية المصنوعة من الخشب والقش والطين لاستخلاص الدروس".
ومن المتوقع أن يشتمل متحف الحضارات في كرمة على نموذج لهذه القرية عند اكتمال أعمال التنقيب.



التعديل الأخير تم بواسطة الفاتح ; 29-10-2008 الساعة 03:07 PM.
الفاتح غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 29-10-2008, 03:17 PM   #[5]
الفاتح
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية الفاتح
 
افتراضي

[align=center] قصة مثيرة لاكتشاف تماثيل الفراعنة السود في شمال السودان[/align]


"تماثيل الفراعنة السود التي عثر عليها السويسري شارل بوني، معروضة في متحف حضارة كرمة (شمال السودان) "

اكتشاف تماثيل الفراعنة السود في موقع "دوكي قيل" تتويج لعمل شارل بوني والفريق السويسري في منطقة كرمة بالسودان لأكثر من 43 عاما، وخطوة لتصحيح مفهوم تاريخ المنطقة.
موقع تقاسمه الفراعنة المصريون الى جانب ملوك النوبة واحتفظ بمعالم هي بقايا الغزو المصري لشمال السودان ولكن وجدت به أيضا معالم عمرانية تميز قوة وعظمة الحضارة النوبية في عهد مملكة كرمة.

دوكي قيل، أو الهضبة الحمراء باللغة النوبية، هو الموقع الثاني الذي نقب فيه الباحث السويسري شارل بوني ومازال لحد اليوم يواصل أعمال تنقيبه فيه. وقد اشتق إسمه من بقايا قوالب الفخار الحمراء التي كانت تستخدم لصنع الخبز المقدم في القداس الديني والتي كانت تكسر بعد ذلك لتخلف مشهد هضبة ذات لون أحمر.

وتتمثل أعمال التنقيب المستمرة حاليا ، في الكشف عن أسس أسوار دائرية كانت تستخدم كجدران دفاعية عن المعابد المتعددة بالمنطقة.

وحتى ولو أن الموقع شهد تنقيب بحاثة من قبل مثل الأمريكي جورج رايسنر في العشرينات من القرن الماضي، فإنه احتفظ بأسراره الى ان تمكن شارل بوني وفريقه في11 يناير 2003 من اكتشاف تماثيل الفراعنة السود الذين حكموا المنطقة، ومنهم من حكم أقساما من مصر في نفس الوقت. وهو الاكتشاف الذي كما سنرى ستكون له تأثيرات لا محالة على طريقة فهمنا لتاريخ المنطقة.

موقع مشترك بين حضارتين


"الفريق السويسري يواصل أعمال التنقيب عن الآثار في دوكي قيل "
إهتمام شارل بوني بالتنقيب في موقع دوكي قيل يعود لكونه موقعا " يعكس مآثر مهمة بالنسبة للحضارة المصرية نظرا لكون كافة فراعنة العائلة الثامنة عشرة أي ما بين 1480 قبل الميلاد حتى 1200 ممثلين في هذا الموقع مثل توتموزيد وآمينوفيس وآخناتون والملكة حتشبسوت".

ولكن ما هو أهم في نظر شارل بوني رغم هذا التواجد لآثار مصرية بالمنطقة " هو تلك البقايا لحضارة نوبية عايشت هذا الغزو المصري لشمال السودان".
ومن الدلائل بالموقع على بقايا حضارة نوبية خالصة غير متأثرة بالحضارة المصرية معبد دائري الشكل على غرار ما هو موجود في روما واليونان، يقول عنه شارل بوني " أنه لا يوجد مثيل له في باقي المناطق الفرعونية المصرية".

والخلاصة التي يستخلصها شارل بوني " هو أنه على الرغم من التأثير الفرعوني المصري، تم قبول بناء معبد بمواصفات محلية مخصص لآله محلي او إقليمي".

اكتشاف تماثيل الفراعنة السود
من النتائج المهمة التي حققها شارل بوني طوال هذه الفترة الطويلة من التنقيب الأثري في شمال السودان عثوره بمحض الصدفة على سبعة تماثيل لفراعنة سود حكموا المنطقة.
عن هذا الاكتشاف يقول شارل بوني " لقد حالفنا الحظ لكي نعثر في بئر قطره ثلاثة أمتار وعن عمق مترين على قطع مكسرة لسبعة تماثيل هامة لكبار ملوك الفترة التي كان فيها الفراعنة يحكمون كلا من مصر والسودان في آن واحد".

هذه التماثيل تمثل الملك تهرقا بعلو متريين وثمانين والى جانبه تمثالين لتانوت آمون. وأمامهما الملوك الذين حكموا بعدهم من أمثال سنكمانيسكن الى اليمين وأمامه تا ان وآتي آمن بغطاء رأسه المتميز. أما التمثال الصغير فهو للملك آسبلتا الذي حكم المنطقة لأكثر من 25 سنة بعد سقوط كرمة و نقل العاصمة الى جبل بركل قبل أن يعيد مجد النوبة بعد نهاية الغزو المصري.

وقد تم تركيب قطع التماثيل من قبل الخبير الألماني ماركوس بلود بنوع من الصعوبة قبل عرضها كقطع أصلية في متحف الحضارات في كرمة وهو المتحف الذي أقيم بمجهود سوداني وسويسري لعرض كل ما تم العثور عليه من قبل فريق البحث السويسري في كرمة والذي افتتحه الرئيس السوداني الفريق عمر حسن البشير في التاسع عشر يناير 2008.

... والتعرف على أسرار تحطيمهم
لكن المعلومة الأهم التي تم استخلاصها من اكتشاف التماثيل السبعة، تكمن في معرفة أسباب تحطيمهم خصوصا وأن منقبين سابقين مثل جورج رايسنر عثروا على مخابئ مماثلة في جبل بركل وتساءلوا عن سبب تحطيم تماثيل ملوك المنطقة. الجواب على هذه التساؤلات يستخلصه شارل بوني من نتائج أبحاثه في دوكي قيل" وهو أن دوكي قيل تعرضت لعملية تدمير في العام 591 ق.م على يد بسماتيك الثاني عندما تمكن من استعادة السيطرة على المنطقة بعد أن كان هؤلاء الفراعنة السود يحكمون السودان ومصر". وكان من نتائج ذلك محو أسماء كل الملوك الكوشيين من المعالم الموجدة في مصر، وتنظيم حملة عسكرية ( أو حملتين) أدت الى تدمير مدينة كرمة. وهي الفترة التي تم فيها تحطيم تماثيل الفراعنة السود بهدف محو كل آثار سلطة وحكم الفراعنة السود. ويقول شارل بوني " أن الذي تلقى أمر تحطيم التماثيل قد يكون نحاتا محترفا صعب عليه تحطيم تحف من هذا النوع".

ولكن تدمير مدينة كرمة لم يعمل على تدمير المملكة النوبية التي انسحبت الى داخل الأراضي النوبية بقيادة الملك آسبلتا. وهو الذي استطاع بعد عشرين عاما من ذلك استعادة زمام الأمور وأعاد بناء كرمة. و قد يكون هو الذي أمر بدفن بقايا التماثيل السبعة تقديسا لأرواح أجداده.


ثورة في المفاهيم

"تماثيل الفراعنة السود كما عثر عليها مكسرة "
عن التقييم العلمي لنتائج هذه الأبحاث التي قام بها شارل بوني في السودان عموما والتماثيل السبعة بالخصوص، يجيب شارل بوني بتواضع العلماء" أن هذا الاكتشاف لا يجلب الكثير من الناحية التاريخية، لأن العمل الدقيق الذي قمنا به منذ ثلاثين عاما في المدينة النوبية يكون قد جلب الكثير من المعلومات الأهم، ولكن هؤلاء الفراعنة الذين كنا نعرف تاريخهم لأنه تم العثور على ألواح تشرح ذلك، لم نكن نعرف ملامح العديد منهم". " يضاف الى ذلك " أن تواجد سبعة ثماثيل لملوك حكموا المنطقة لفترة تمتد ما بين 690 و 590 ق.م مهم من الناحية الفنية لمعرفة تطور فن النحت".

لكن الدكتور صلاح الدين محمد أحمد، أمين أمانة الآثار بالمتحف الوطني في الخرطوم، والذي ساهم في عمليات تنقيب شارل بوني لأكثر من عشرين عاما يرى " إن ما أُنجز من نتائج علمية حول حضارة كرمة، يعتبر من أروع وأجمل ما أكتشف خلال المائة عام الأخيرة من أعمال البحث والتنقيب في السودان".

وعن أهمية هذه الاكتشافات بالنسبة لحضارة المنطقة يقول الدكتور صلاح الدين " أن حضارة كرمة بارتباطها بحضارة مصر الفرعونية من جهة وبالحضارات الجنوبية في وسط إفريقيا تشكل إشكالية علمية بالنسبة للأثريين الذين كانوا يعتقدون بأن حضارة كرمة ما هي إلا امتداد للحضارة الفرعونية... لكن أعمال بعض البحاثة من ضمنهم شارل بوني أوضحت بوضوح بأن حضارة كرمة ، حتى ولو تأثرت بالحضارة المصرية وأثرت فيها ، فإنها كانت حضارة سودانية خالصة ومن حكموها كانوا سودانيين". ويصل في تقييمه الى حد القول " إن ما توصل إليه شارل بوني والبعثة السويسرية كان بمثابة ثورة في مفهومنا حول هذه الحضارة التي تعتبر الجذور الأساسية للشعب السوداني".

ويعتبر الدكتور صلاح أن المجموعة العلمية الموجود منها أكثر من 40 بعثة تنقيب في السودان، بدأت تنظر للحضارة النوبية في كرمة والحضارة المروية على أنها حضارة منفصلة عن الحضارة المصرية ، ولكل منها خصائصها رغم تأثر كل منها بالأخرى. ويستشهد على هذا الوعي بكون أغلب المتاحف كانت تعرض الآثار السودانية كجانب من الحضارة الفرعونية ولكن اليوم أصبحت هناك صالات عرض مخصصة للآثار النوبية السودانية. كما أسست فرق بحث خاصة بالحضارة النوبية.

وعما إذا كان هذا الوعي قد انتقل الى الجمهور السوداني يقول الدكتور صلاح الدين" عندما بدأنا في البحث في كرمة كان السكان يتساءلون لماذا ننفق أموال الدولة السودانية والدولة السويسرية فيما لا فائدة منه". لكن ذلك تغير بعد اكتشاف التماثيل السبعة إذ يتذكر شارل بوني "أن سكان المنطقة توافدوا بالالآف لمتابعة عملية استخراج قطع التماثيل". ويشرح شارل بوني هذا التوافد الكبير للسكان "لكون الاعتقاد السائد هنا كان يتمثل في أن معالم الحضارة منحصرة على مصر او على حوض البحر البيض المتوسط، ولكن هذا الاكتشاف دفع العديد منهم الى محاولة التعرف على تماثيل من هم بمثابة أجدادهم".



الفاتح غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 03-11-2008, 03:44 PM   #[6]
الفاتح
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية الفاتح
 
افتراضي

[align=center]حضارة كرومة يعرض صفحة مغمورة من تاريخ النوبة.[/align]


"يحوي متحف حضارة كرمة خلاصة أعمال التنقيب التي قام بها الفريق السويسري العامل منذ فترة طويلة في السودان"

مجمع حضارة كرمة أو متحف الفراعنة السود
تكمن خاصية مجمع حضارة كرمة من حيث الموقع، في كونه مجمعا أقيم قبالة موقع مدينة كرمة القديمة التي كانت عاصمة المملكة التي حملت نفس الإسم ما بين 2400 و1400 قبل الميلاد.

وقد تم اختيار شكل مميز لبناء المتحف يتلاءم نوعا ما مع المحيط بحيث يقول شارل بوني "لقد تم تصميم مبنى المتحف من قبل سوداني مغترب في بلدان الخليج، وهو تصميم يختلف نوعا ما عن فن العمارة النوبي، ولكنه قريب منه من خلال الرسوم الخارجية".

ولا شك في أن أول ما يسترعي اهتمام زائر متحف كرمة، هو الحيز الكبير الذي خُصص في هذا المتحف الصغير لتماثيل الفراعنة السود؛ وهي التماثيل التي عُثر عليها محطمة في بئر في منطقة "دوكي قيل"، وتم ترميمها من قبل الخبير الألماني ماركوس بلود.

بصحبة شارل بوني وعدد من مساعديه، سنتوقف على مختلف الحقب التي يشتمل عليها متحف كرمة. وتنطلق بداية جولتنا مع شارل بوني من تماثيل الفراعنة السود، تاهرقا الذي يتوسط الجميع بقامته التي تفوق 2.80 متر، متوسطا تمثالي تانوت آمون، وهما من الفراعنة الذين حكموا مصر والسودان.

وفي الأمام إلى اليمين واليسار، نجد تمثالي سينكامانيسكن بلباسه الديني وبغطاء الرأس الذي يحمل شعار الملوك أيضا الذين حكموا كلا من السودان مصر.

وإلى اليمين، نشاهد تمثال آنلاماني بغطاء الرأس الذي يحمل إلى جانب شعار ملوك كل من مصر والسودان، قرون الإله آمون التي يقول عنها شارل بوني إنها "أصبحت تضاف منذ بداية الإمبراطورية الأولى والتي تعتبر من التقاليد النوبية".

أما التمثال الصغير الذي يتقدم الجميع فهو للملك آسبلتا الذي يقول عنه شارل بوني إنه "على الرغم من صغر قامته مقارنة مع قامة أسلافه، فإنه كان من أقوى الملوك الذين حكموا المنطقة لأكثر من 25 سنة، وهو الذي نقل عاصمة المملكة إلى جبل برقل".

وقد امتد حكم هؤلاء الملوك لمدة قرن تقريبا ما بين 690 و590 قبل الميلاد، وبما أنهم كانوا يحكمون كلا من مصر والسودان فإن شارل بوني يعتقد أنه "من الممكن تفهم قلق المصريين من رؤية ملوك النوبة يبسطون نفوذهم لحكم كل من مصر والسودان".

قبر يعود إلى 2000 سنة قبل الميلاد...
من التحف التي قد تستهوي الزائر لمتحف كرمة، نموذج قبور تعود إلى 2000 سنة قبل الميلاد من بين حوالي 30 ألف قبر ما زالت تحتفظ بها منطقة الديفوفة الشرقية بمعتمدية البرقيق غير بعيد عن مدينة كرمة.

ومن المعلومات التي يرغب المتحف في إيصالها إلى الأجيال القادمة، تلك المتعلقة بطقوس الدفن التي كانت سائدة قبل 4000 سنة، خصوصا الطقوس التي كانت ترافق مراسيم الدفن مثل تزويد الميت بأواني وممتلكات لمرافقته إلى الحياة الأخرى، مثل الأواني الخزفية والعطور ومرآة من البرونز لعملية الزينة.

كما كانت القبور تحتوي في قسمها الجنوبي على بقايا جماجم وقرون الأبقار التي كانت تذبح في المراسيم المتكررة لإحياء ذكرى الوفاة. ويقول شارل بوني إن كبر حجم القبر يتناسب مع المكانة الاجتماعية للميت. كما أن طريقة الدفن كانت كلها بوضع الميت في وضعية الجنين بوجهه نحو الشرق وهو ما يعني في نظر شارل بوني " إحترام طقوس دينية موحدة" وهي طقوس خاصة بالمنطقة.

بقايا تماثيل الإمبراطورية الوسطى


" لوح معبد مكتوب باللغة المروية"

ويعكس جانب من متحف كرمة الحقبة المعروفة بحقبة بسط النفوذ المصري على أقسام كبيرة من النوبة بعد إضعاف ملوك المملكة الكوشية.

وما يحير فريق الآثار في كرمة، عثوره على بقايا بعض التماثيل التي تعود للإمبراطورية الوسطى. عن ذلك تقول الخبيرة الفرنسية في فريق الآثار بكرمة والمتخصصة في الكتابة الهيروغليفية الفرعونية دومينيك فالبيل: "إن الأمر مازال غامضا، ولكن يمكن تفسير ذلك بعدة أسباب: قد تكون هذه التماثيل قد وصلت إلى المنطقة عبر بعثات مصرية، وأن بعضا من هذه التماثيل قد يكون تم الإستيلاء عليه أثناء غزوات الكوشيين إبان فترات بسط نفوذهم على كامل منطقة النوبة السفلية وجنوب مصر".

وتضيف الخبيرة أن هذه التماثيل "كانت معدة لمصر وتشير الكتابات المتواجدة عليها أنها صنعت لمنطقة محددة من مصر".

وأدى هذا النفوذ المصري داخل الأراضي السودانية إلى تشكيل عدة مدن حتى حدود الشلال الرابع. ومن القطع التي تعكس ذلك بقايا غطاء ألواح أسماء الملوك المصريين من بداية الأسرة الثامنة عشرة التي أسست مدينة دوكي قيل أو "بنوبس" بمعابدها مثل توتموزيس الأول والثاني والثالث والرابع وحاميناتوب الثاني.

كما اشتمل المتحف على قطع من ألواح معابد آخناتون وصور تمثل الإله آتون بحيث تم عرض فقط الأقسام التي تحمل تعابير ورسوم، بينما بقيت الأقسام الأخرى مدفونة في تحت الأرض.

حقبة مملكتي نباتا ومروي

وخصص متحف كرمة مكانة لآثار مملكتي نباتا ومروي على الرغم من ندرة بقايا آثار معابد الأسرة الخامسة والعشرين نظرا لإعادة استخدام تلك الأحجار عدة مرات في بناء معابد جديدة، حسب الخبيرة دومينيك فالبيل.

ومن الآثار المعروضة لوح الإسم الملكي لشباكا من بداية العائلة الخامسة والعشرين وآخر للملك نيفيريبري من مملكة مروي.

وما يثير الاهتمام قطعة عليها كتابة مروية تقول عنها الخبيرة فالبيل "إنها الكتابة الحرفية التي تختلف عن الكتابة الهيروغليفية"، ولكن مشكلة هذه الكتابة المروية أنها غير مفهومة بما فيه الكفاية لحد اليوم نظرا لعدم اكتشاف الكثير من المفردات الخاصة بها.

وتضيف الخبيرة أن "هناك خبيرا يُدعى كلود ريي يقوم بجهود جبارة لاكتشاف أسرار هذه اللغة المروية وذلك بالقيام ببعثات اكتشاف في العديد من مناطق السودان لمقارنة مفرداتها مع مفردات لهجات محلية". وإذا كانت اللغة المروية المكتوبة بالحروف الهيروغليفية تقتصر على الجانب الديني فقط، فإن الآمال معقودة على اكتشاف أسرار اللغة المروية المكتوبة بالحروف لمعرفة الكثير عن أوجه الحياة في المملكة المروية.

ولا شك في أن متحف كرمة يعكس عينة من أهم أنواع خزف كرمة الذي تطور ما بين العام 2500 و2050 قبل الميلاد. وقد احتوى متحف كرمة على عينة من الأواني الفخارية التي تعكس بحق بلوغ فن صناعة الفخار تقنية عالية. كما تم نقل عدد من هذه الأواني إلى المتحف الوطني في الخرطوم.

ما قبل حضارة كرمة أو ما قبل التاريخ

" قبر من قبور مملكة كرمة 2000 عام ق.م"

من خصائص متحف كرمة أنه لا يتوقف عند حقبة واحدة بل يذهب إلى حوالي مليون سنة. وهذا هو الجانب الذي يتولاه ماتيو هونيغر، أستاذ حقب ما قبل التاريخ بجامعة نوشاتيل السويسرية، والعضو في الفرقة السويسرية للتنقيب عن الآثار في كرمة.

بداية الجولة في المتحف تنطلق من مكان سيخصص لنموذج أول قرية سكنية تعرف على مستوى القارة الإفريقية، مبنية من الخشب والطين على شكل أكواخ مزودة بأسوار دفاعية يبلغ ارتفاع بعضها ثمانية أمتار وتمتد لحوالي عشر هكتارات، وتعود إلى حوالي 3000 عام قبل الميلاد؛ وهي "قرية وادي العرب" التي يقول عنها الاستاذ هونيغر "إنها مهمة جدا بالنسبة لتاريخ إفريقيا ووادي النيل لأنها أولى المدن السكنية التي يتم اكتشافها على مستوى القارة الإفريقية".

وقد تم اكتشاف مساحة 2 هكتار من هذه المدينة التي توجد أسفل مقابر الديفوفة الشرقية. ويضيف الاستاذ هنيغر: "يعني اختيار مملكة كرمة إقامة مقابرها في هذا المكان أنها اختارت إقامتها في موقع العاصمة القديمة، وما يُستخلص من ذلك أن حضارة كرمة نابعة من تطور ديناميكية حضارية محلية وليس الكل مرده إلى تأثير الحضارة المصرية".

ويذهب ماتيو هونيغر إلى تبرير هذا التنقيب في حقب ما قبل التاريخ بقوله "إنه ضروري لإظهار هذه الديناميكية التي كانت في بعض المراحل أهم مما عرفته الحضارة المصرية".

ومن الاكتشافات الفريدة من نوعها على مستوى القارة الإفريقية التي تم التوصل إليها في منطقة تبعد بحوالي 15 كلم عن كرمة، مقبرة تعود للعصر الحجري الحديث أي حوالي 4000 ق.م، وهي "مقبرة كدروقة" التي يقول عنها ماتيو هونيغر "إنها أول مقبرة لأناس تحولوا من مجتمعات صيد إلى مزاولة مهنة تربية الماشية والزراعة، وبدأوا في الاستيطان".

وتتميز هذه المقبرة بكون المقابر نُحِتت في الصخور. وإذا كانت القبور الأولية لا تشتمل إلا على رفات الميت، فإن الطقوس تطورت لتشتمل على عدد من التحف العاجية بما في ذلك تحف من أسنان فرس النهر وأدوات التجميل وغيرها. وهذا ما يفسر تطور المعتقدات أيضا في نظر ماتيو هونيغر.

التنقيب عن جذور الإنسانية



"رسوم صخرية وجدت في كرمة "
ومما تتميز به أبحاث الفريق السويسري في كرمة عثوره على موقع به رسوم صخرية قلّما عُثر عليها في وادي النيل باستثناء منطقة على البحر الأحمر؛ إذ يقول الاستاذ هونيغر "إن هذه الرسوم الصخرية معروفة في منطقة الطاسيلي بالجزائر وفي ليبيا، ولكن عثرنا على بعد 25 كلم عن كرمة على موقع به آلاف الرسوم المنقوشة على الصخر، وسُمح لنا باقتناء رسم واحد لعرضه في المتحف". ويعكس الرسم قطيعا من الأبقار وهو ما يوضح أن أهالي المنطقة بدأوا بتربية الماشية قبل مزاولة الزراعة.

لكن أبحاث الفريق السويسري تطمح للمضي قدما نحو التنقيب عن جذور الإنسانية إذ يعتبر الأستاذ هونيغر، المدير التقني للبعثة السويسرية، بأن "بعض الآثار المعروضة في المتحف تعود إلى حوالي عشرة آلاف سنة مثل بيضة نعامة مزخرفة أو قطع عظمية لزرافة، مما يعكس أن المنطقة كانت تعيش فيها الزرافات وفرس النهر".

وقد خصص المعرض حيزا للحقب الساحقة من التاريخ تعكسها قطع تم العثور عليها في وادي النيل تعود إلى مليون سنة؛ وهي الحقبة الخاصة بالعصر الحجري الوسيط ما بين 250 ألف و50 ألف سنة. وعن هذه الحقبة يقول الأستاذ هونيغر "عثرنا على بعد 40 كلم من هنا على موقع بركان بقمته مواقع استعملت من قبل الإنسان لصناعة أدوات مثل الحراب والسكاكين، وهذا الموقع بقي على حاله وبشكل مكشوف منذ ما يزيد عن 50 ألف سنة"، قبل أن يستطرد "تم اكتشاف هذا الموقع منذ عامين فقط، ويتطلب التنقيب فيه تجهيزات كبيرة للإقامة في عين المكان لمدة أطول".

وعما إذا كان الفريق السويسري ينوي مواصلة العمل في هذا الموقع بمفرده، يجيب ماتيو هونيغر "لربما قد نضطر للتعاون مع فرق أخرى نظرا لكوننا ندخل في حقبة تتطلب دقة كبرى، خصوصا إذا ما عثرنا على بقايا إنسان، وهذا سيعطي للأبحاث بُعدا أكثر إثارة لأننا سندخل في المرحلة ما بين 50 و100 الف سنة، أي فترة تطور الإنسان المعاصر بقوامنا الحالي. وهذا الإنسان نشأ في منطقة من مناطق القارة الإفريقية قبل أن ينتشر في باقي أرجاء العالم.



الفاتح غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 13-09-2022, 01:45 PM   #[7]
ناصر يوسف
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية ناصر يوسف
 
افتراضي

متابعة بإهتمام



شكرا يا بنج



التوقيع:
ما بال أمتنا العبوس
قد ضل راعيها الجَلَوس .. الجُلوس
زي الأم ما ظلت تعوس
يدها تفتش عن ملاليم الفلوس
والمال يمشيها الهويني
بين جلباب المجوس من التيوس النجوس
ناصر يوسف غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

تعليقات الفيسبوك

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

التصميم

Mohammed Abuagla

الساعة الآن 11:38 PM.


زوار سودانيات من تاريخ 2011/7/11
free counters

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 2
Copyright ©2000 - 2023, vBulletin Solutions, Inc.