حسن الترابي - شاهد على العصر
شاهد على العصر | حسن الترابي (1) الصراع بين التيار التغريبي والتحرري قبل استقلال السودان
AlJazeera Arabic قناة الجزيرة
من أكثر النخب السودانية إثارة للجدل ، فمن إنقلابه على قيادة التنظيم الإسلامي (جبهة الميثاق) والى سرقة الأضواء بندوة اكتوبر التي أشعلت ثورة 21 اكتوبر 1964م .
الى ان جاء الى سدة الحكم عبر الإنقلاب العسكري في 30 يونيو 1989م ، بالتمثيلية السمجة (أذهب الى القصر رئيساً وسوف اذهب الى السجن حبيساً) .
يقولون إنه ذكي وعلى قدر من الفكر .
ولكنه في رأيي المتواضع كان أغبي إنسان كرر الأخطاء الذي سبقه اليه كل من ميشيل عفلق العقل المدبر لإنقلاب البعث في سوريا ، وكيف هرب الى العراق ، ومن قبله القلب النابض لإنقلاب عبدالناصر (محمد نجيب) في مصر 23 يوليو 1952م ، إذا كان الإخوان المسلمون (المجرمون) ، وكيف إنتهي مصيرهم الى سجون نظام عبدالناصر ، وكانت العبرة القريبة اليه ، ما آل اليه حال قادة الحزب الشيوعي السوداني ، الذين إنقسموا ببريق السلطة الى نصفين في اللجنة المركزية ، فاستقوت العددية القليلة بيد السلطة على المجموعة الأكبر ونكلت بهم تنكيلاً ، وكيف كانت نهاية الأستاذ / عبدالخالق محجوب ، والشفيع احمد الشيخ ، وجوزيف قرنق .
كل هذهـ المشاهد والأحداث لم تلهم الشيخ الهالك الترابي ، الى أن يهتدي ويرعوي عن طريق العسكر ويبعد عنهم ، وهو كان الحزب الثالث في أخر إنتخابات في العام 1986م ، وإذا كان صبر حتي 1990م فحتماً كان سيكون رقماً في الساحة السياسية ، ولكنه حزب جبل على الخراب ، فكان مصير رئيسه مصير غير مأسوف عليه .
والأهم من كل ما سبق إن الشيخ الهالك الترابي سجل هذهـ الحلقات بشرط أن تنشر بعد وفاته . وهذا قمة الجبن والإفك . ويجعلها غير ذات فائدة ولا قيمة ، لأن صاحبها لايثق فيما قاله ، بل ويخشي من بطش السلطة به ، وهو الذي قضي أكثر من عقدين من الزمان في السجون منذ حكومة المخلوع نميري في سبعينات القرن الماضي ، حتي دخل معه في المصالحة الوطنية ، وبدأ الخراب في حكومة مايو ، ثم أتمها بأن أرشد النميري بأنه أمير المؤمنين وتطبيق الشريعة الإسلامية (قوانين سبتمبر 1983م) .
في 16 حقلة سجل الشيخ الهالك بإذن الله تعالي الترابي شهادته للعصر مع احمد منصور .
ولم يعتذر للشعب السوداني عن ما صدر منه ومن تنظيمه وما فعله بالوطن ولا الشعب . ويكفي إنه عبء الشباب لحرب الجهاد في الجنوب ، ثم عاد وأفتي بأنهم ماتوا فطائس .
فالهالك بإذن الله تعالي مثل أزمة ومحنة النخب السودانية في كل مراحلها وسوءاته .
