نعي أليم - فيصل سعد في ذمة الله !!! عكــود

آخر 5 مواضيع
إضغط علي شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

العودة   سودانيات .. تواصل ومحبة > منتـديات سودانيات > منتـــــــــدى الحـــــوار

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-05-2017, 04:49 PM   #[1]
عايد عبد الحفيظ
Guest
 
افتراضي أزمنة الريح والقلق والحرية - السيرة الذاتية لدكتور حيدر إبراهيم علي

أزمنة الريح والقلق والحرية
سيرة ذاتية
حيدر إبراهيم على

صدرت الطبعة الأولى فى يونيو2015
وصدرت الطبعة الثانية فى سبتمبر 2016

كانت توطئة الكتاب :
فما حاولت فى أرض مقاما
ولا أزمعت عن أرض زوال
المتنبى

أن نحيا بالموت أو نموت بالحياة من شدة الرغبة فى عدم الموت . . أى الموت بالخلود . .
هيرقليطس

انا من بين هؤلاء الناس الذين خلقوا للإستثناءات وليس للقواعد . .
أوسكار وايلد

علامة الحرية ألا يخجل الإنسان من نفسه
نيتشه



  رد مع اقتباس
قديم 14-05-2017, 05:17 PM   #[2]
عايد عبد الحفيظ
Guest
 
افتراضي

كانت توطئة الكتاب تلخيصا للمحاور الاساسية التى قامت عليها رحلة د حيدر المليئة بالأحداث وصناعتها. . والمنعطفات الذاتية والعامة . . بدأت هذه الرحلة من قرية نائية فى شمال السودان وامتدت بعدها لقرى ومدن سودانية . . وتعدت حدود الوطن لأغلب بلدان ومدن العالم لينطبق عليه تماما بيت المتنبى . . فما حاولت فى أرض مقاما . . .
العلاقة مع الحياة . . علاقة الحب والموت الذى يطل برأسه بين الحين والآخر . . اللحظة والأخرى . . ليؤكد وجوده وتقاسمه الأمر مع الحياة . . وتأتى السيرة الذاتية لتكون شكلا من أنواع التشبث بالحياة أو محاولة الخلود . .
ومن الصفحة الأولى ندرك أن كاتب هذه السيرة انسان مختلف عن العادى. . وإنه حقا خلق ليكون مختلفا عن الاخريين فى بحثه عن هويته وربما عن معنى الحياة وكيف يجب أن تعاش. .
لعل قلة السير الذاتية السودانية يرجع لتهيب السودانيين فى الخوض فى حياتهم الشخصية . . والتى قد تمس حيوات أناس آخرون . . وأيضا لسيطرة مفهوم العيب بأشكاله السلبية . . وأيضا للخوف مما قد يقوله الناس بعد اطلاعهم على تلك السير . .



  رد مع اقتباس
قديم 14-05-2017, 06:16 PM   #[3]
عايد عبد الحفيظ
Guest
 
افتراضي

من الغلاف الأخير للكتاب
كان لا بد أن أنشأ صريحا . . وناقد أو ساخطا . . ولم تساعدنى حياتى الخاصة . . ولا تكوينى النفسى . . ولا المجتمع والبيئة . . على تجنب ذلك . .
كنت حتى بلغت الثامنة والعشرين وبالضبط حتى هجرتى لألمانيا كثير للمرض وضعيف المناعة . . وقد يكون السبب لكل ذلك عجز عن التكيف مع مجتمع كثير النفاق . . ويتميز أفراده بعدم الصدق والتعبير عن مشاعرهم الحقيقية . . ينسبون ذلك (للأدب السودانى )
والتهذيب والمجاملة. . وكثيرا ما أبدو مصادمات . . ونشازا . . بل وعدوانيا لدى البعض . . ولكن سلوكى وطبعى يقوم على رفض الكذب مهما كان لونه . . وعدم التعبير عن المشاعر الحقيقية أمام الشخص. . لا فى غيابه وخلفه . .
ويتوجب على مثل هذه الشخصية أن تحمل على كاهلها عبئا ثقيلا ومرهقا. .
وكانت حياتى ملحمة من المصاعب والصدمات ولكننى عشت سعيدا . . لأن مطالبى من الدنيا قليلة . . فالزهد فيها أكثر ما يفسد أسلحتها فى أن تملكك . .
وكانت التعويذة القاهرة فى دنياى هى الأمل . . وعند كل منعرج هابط . . أردد . . ما ضيق الحياة لولا فسحة . .
ظللت محبا للحياة دوما . . وعملت فى ظروف صعبة . . المنفى . . والغربة . . والهجرة . . وعدم الضمانات . .
ولم أنتظر حتى تجئ الظروف الملائمة . . ولم أذهب لوادي عبقر مثلا لأكتب . . وأقول أن الإلهام هو القدرة على أن يصنع الإنسان لنفسه أنسب حالات العمل . .



  رد مع اقتباس
قديم 15-05-2017, 07:18 AM   #[4]
بابكر مخير
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية بابكر مخير
 
افتراضي

حيدر هو الكتاب المفتوح والقول المسموع والأذن الصاغية والفكر السديد،،
بابكر بدري في كتابه "تأريخ حياتي" شبه وتشابه...
عصاميان نبتا في أرض "بور"



التوقيع:
بابكر مخير غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 15-05-2017, 08:47 AM   #[5]
عايد عبد الحفيظ
Guest
 
افتراضي

نورت البوست عمنا الدكتور الحبيب بابكر مخير .
عمنا شوقى بدرى له السبق والريادة فى أدب السيرة
الذاتية وهى لحد كبير تشبه سير غربيين وأمريكا
ولاتين فى صراحتها وضوحها . .
قبل أيام كان معى معلم قديم من أبناء عطبرة . .
كان محور ونستنا مدير لمدرسة عطبرة القديمة
أسمه محمد بابكر محمد خير . . انسان عجيب
ونادر . .



  رد مع اقتباس
قديم 15-05-2017, 02:40 PM   #[6]
عايد عبد الحفيظ
Guest
 
افتراضي

فى تقسيم الكتاب لابواب أو عناوين أو فصول
قسم د حيدر الكتاب لإحدى عشر فصلا . . الأخير أسماه الخاتمة . . ولو استطعنا بلوغها فى سعينا هذا فسنضيف اليها رسالة ما بعد المرض والعملية والنقاهة . .
فى داغستان بلدى لرسول حمزاتوف كان الحكى والسرد عن البلد ولكنها ناقشت بشكل عملى مفاهيم ونظريات علم الجمال الماركسي . . وعلاقة المثقف بالسلطة . . وعلاقة الأقليات بالسلطة . . وكيف يمكن أن تصل للعالمية بالمحلية . .
وفى سيرة د حيدر الذاتية تكشفت أمامنا الفضاءات الزمنية بكل ما يمور داخلها من أحداث . . كان المولد فى الأربعينات التى يصفها بأنها أكثر فترات التاريخ البشرى صخبا وتجديدا وحركة . . الفصل الأول . . الميلاد . . القدوم . . وفيها باب جانبى أساسى عن النشأة . . وهى التى قادت لتشكيل وتكوين . .
فى الفصل الثانى يحكى عن الأسرة الممتدة أو العائلة المتشابكة . . وهى حكايات مفعمة بالحب والصراحة . .
الفصل الثالث كان التعليم وبوابات المعرفة . . لم ينفصل التعليم عن بقية الأشياء التى إمتلكت حياته . . السفر . . وحب القراءة . . والسياسة . . وخرج منها برأى سالب فيها . . يرى د حيدر أن التعليم بشكله السابق والحالى يقمع قدرات وطموحات الشباب بالتلقين . . والترديد . . والحفظ . . وعدم التساؤل . . والتجريب . . والشك .
الفصل الرابع كان عن التكوين والبحث عن رؤية . . يقول فى مقدمة هذا الفصل . . يعيش المرء فى بلادنا حتى سنوات الصبا فى عفوية نفسية وعقلية . . . وقد تستمر طوال الحياة دون أن يدرى ماذا يريد أن يفعل بحياته . . وتستغل الحركات السياسية هذا التيه بين الشباب خاصة وتقوم . . حسب لغتها . . بتجنيدهم . . . يتحدث عن دور القراءة . . الكتاب . . والمجلات . .
وفى محاولات التكوين الفكرى والحياتى والبحث عن رؤية . .
الاتساق مع الذات لحد كبير
كان الثمن غاليا ومكلفا
لكن التجربة تستحق التضحيات
واذا كان الميلاد الأول مايو 1943
فالميلاد الثانى كان فى منتصف يوليو 1971 . .. وهو الوقت الذى خرج فيه لالمانيا . .
الفصل الخامس كان . . بين العمل ومغازلة الحرية . . رفض الانضمام لفئة الأفندية . . ولكنه يرى أن تجربة التدريس كانت مبهرة وكاشفة . . وتعامل معها بصدق ومحبة . . ولم تكن مجرد مهنة . . وفيها كانت بداية الاهتمام بالعمل النقابى من خلال رابطة المعلمين الأشتراكيين . . وخرج منها برصيد رائع من الصداقات . .
الفصل السادس كان فى . . . دروب العمل العام والمجتمع المدنى . . ولهذا الفصل نسعى أن نعود بإسهاب وتفصيل . .
الفصل السابع هو فصل الأمكنة ولعنة السفر والمنافى . . وفيه يشرح كيف أن قدرا اغريقيا أعمى خلافا لأمنياته قذف به فى المنافى . . وصار الوطن حقيبة يحملها فى حنايا قلبه وليس على ظهره . .
الفصل الثامن كان عن . . الناس والنساء . . رغم أن الكتاب والسيرة وحياته مزدحمة بالناس والنساء وتجدهم حوله منذ مولده . . ونشأته . . وفى كل مراحل حياته تجده فى علاقات متشابكة مع من حوله . .
فى الفصل التاسع كان الحديث عن الفنون المنتصرة . . الطرب والشعر والسماع والبصر . .
أما الفصل العاشر فكان عن . . مقامات الوطن المضيع . .
يتآكل السودان حاليا . . أرضا وإنسانا . . وقد ضيعناه تدريجيا . . ونعجز عن إنقاذه . .
لم يرقم الفصل الاخير . . وفى هذا دلالات واضحة . . وضع مكان الرقم كلمة ختاما . . . وأكملها
بإكتمال الزمن أو لعبة الحياة . .



  رد مع اقتباس
قديم 15-05-2017, 02:47 PM   #[7]
عايد عبد الحفيظ
Guest
 
افتراضي

حدثين صادفا قراءتى لسيرة د حيدر . . الأول كان وفاة
والدته فاطمة بت أحمد . . والثانى إعادة تداول مقاله
المقارن بين إثيوبيا والسودان وتجدد الهجوم . . .
والانتقادات عليه . .
سأنقل لاحقا بعض ما سرده د حيدر عن والدته بت أحمد
وتأثيرها عليه . . و6سأنقل بعض أفكاره عن النقد والنقد
الذاتى . . وحساسية السودانيين تجاههما . .



  رد مع اقتباس
قديم 15-05-2017, 07:00 PM   #[8]
عكــود
Administrator
الصورة الرمزية عكــود
 
افتراضي

سلام يا حكيم،

سعيد جدا بإفتراعك لهذا البوست لسببين: الأول طمأنني بأنك ما زلت تعاقر عشقك القديم المقيم؛ عشق القراءة بعمق.
والثاني، تناولك سيرة حيدر، فهو كما قال دكتورنا المخير، هو الكتاب المفتوح ذو الفكر الثاقب والقلم الشجاع.

واصل يا حبيب، وسنتابع.

تحياتي



التوقيع:
ما زاد النزل من دمع عن سرسار ..
وما زال سقف الحُزُن محقون؛
لا كبّت سباليقو ..
ولا اتقدّت ضلاّلة الوجع من جوّه،
واتفشّت سماواتو.
عكــود غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 15-05-2017, 09:05 PM   #[9]
عايد عبد الحفيظ
Guest
 
افتراضي

سلام يا عمدة
يقول د حيدر عن القراءة انه يحبها ومتعتها تصل حد اللذة عنده . . هذه هى القراءة متاحة أمامنا . . تمنعنا ظروف كثيرة من التمتع بها . ..وتنظر لمكتبتك . . وترى كتبا كثيرة لم تمسها بعد . . وتحس أن الحياة قصيرة جدا وان كتبا كثيرة ستفوتك متعة قراءتها. . ومدن لن تراها . . واناس جميلون لن تتاح لك فرصة معرفتهم . .
اللهم لا تحرمنا من متعة القراءة
ودى ومحبتى



  رد مع اقتباس
قديم 15-05-2017, 09:31 PM   #[10]
عايد عبد الحفيظ
Guest
 
افتراضي بت احمد

لعبت والدته دورا كبيرا فى حياته . . وكانت من المكونات الأساسية والحاسمة فى شخصيته التى عرفناها . . سواء أن كان ذلك على المستوى الشخصى . . أو كتاباته . . أو أعماله . . أو مساهماته فى منظمات المجتمع المدنى . .
كان مولده فى 11/5/1943 فى منزل ريفى بسيط فى قرية القرير . . ويصادف نفس اليوم من عام 564 ق.م الذى يعتقد البوذيون أنه يوم ميلاد بوذا وأسمه الحقيقى جاوناما . . وتعنى بوذا الانسان العاقل او المستنير . . ويصادف نفس اليوم مولد الفنان سلفادور دالى عام 1904 وهى مصادفات جمعت بين شخصيات تتمتع بكامل الحكمة . . والعبث . .
كانت بت أحمد تبلغ انذاك حوالى الخمسة عشر عاما من العمر . . كانت تعتبر نفسها نجيضة او كما كانت تقول . . انا والله أكتف النمل . . ومع مولودها الاول شرعت فى اعداد سيرتها المتميزة . . وكانت تدندن اثناء العواسة او الطبخ بسيرتها المستقبلية مرددة . .
قايمى السيرة لولدى
وللولد البشيل قولى
قايمى السيرة للدكتور
وللولد البحق القول
ختمت ثقافة القرية على جسد الام الصغيرة فاطمة بت احمد من ختان فرعونى . . وشطوب افقية على الخدين تميز قبيلتها . . ثم فى وشم الشفاه لاحقا . . ولم تعرف الطريق للمدرسة . . وبدأت فى إكتساب معارف زوجة المستقبل المدبرة والحصيفة . . وكانت اول الدروس تعلم العواسة . . وقد تماهت بت أحمد مع الصاج والعواسة رغم تكاثر المخابز الحديثة . . وهذا درس اقتبسته منها. . من الصاج للمكتبة . . والكتب . . والمثابرة والصبر والاستمرارية . .

اواصل باذن الله



  رد مع اقتباس
قديم 16-05-2017, 08:44 AM   #[11]
عايد عبد الحفيظ
Guest
 
افتراضي بت أحمد2

بعد ولادتها الاولى توقفت لمدة ثمانية سنوات ثم جاءت كوثر بعد معاناة شديدة لتكون فاتحة الطريق لخمسة أشقاء . . وجعل هذا الانتصار من بت أحمد شخصية قوية . . بل متسلطة بعد سنوات الخوف والتهديد . . وانتزعت مكانة جعلتها صاحبة كلمة نافذة حتى لقبها بالكنداكة . .
كانت ذات قاموس خصيب فى الدعاء واللعنة . . وكثيرا ما تستخدمه ضد إبنها الوحيد رغم تحذير وغضب حبوبته بت صالح والدة ابيه . . زودته والدته بالكثير من المعتقدات الفلكلورية وقد يكون هذا سببا فى ميله لاحقا لدراسة علم الانثروبولوجى وكانت تحكى له كثيرا عن هذه المعتقدات بتفاصيلها الدقيقة . . وقد شاركها فى بعض زياراتها للفقراء والضرائح . .
يقول د حيدر انه توقف عند ابداعات الشاعر حافظ ابراهيم كثيرا . . ومن ذلك ان الام مدرسة . . وصار يتساءل دائما كيف استطاعت الكثير من الامهات القرويات . . الاميات بناء رجال ونساء وتأهيلهم لمهام صعبة فى هذه الدنيا . .
لم تتعلم بت أحمد فى المدارس لكنها عوضت التعليم النظامى بالحكمة والفراسة . . فقد إكتفت مدارسنا بتقديم المعلومات مهملة الحكمة . . وهى أحيانا تقتل الفراسة والفطنة . .
يقول د حيدر انهم احيانا يحاولون ان يخفوا عنها بعض الاسرار ولكنها كانت تكتشفها سريعا وتقول بزهو : انتو قايلين نفسكم افهم منى عشان ما دخلت المدرسة . . وتكرر قولها المأثور : والله انا اكتف النمل . . وبالفعل فقد تابعت ورعت بنجاح سبعة من ألأشخاص . . اربعة اولاد وثلاثة بنات وزودتهم بخصال طيبة . . يقول د حيدر انه حظى بالحب والتفضيل بحكم الاقدمية وطول العشرة . . ولأن الذكريات المشتركة خصبة . . ولهما ذاكرة تسمح لهما بالاستعادة ومعاودة المتعة الماضية . . والاهم من ذلك إستمرار اثر دروس الطفولة فقد تعلم منها الدرس الذى اوصله الى الاشتراكية والعدالة وحب الناس ماشيا فى طريق سهل وقصير . . طريق الممارسة والسلوك اليومى . .



  رد مع اقتباس
قديم 16-05-2017, 06:40 PM   #[12]
عايد عبد الحفيظ
Guest
 
افتراضي بت أحمد3

حينما كانوا يسكنون فى بداية حياتهم فى منازل الشرطة ( الإشلاقات ) منعت بت أحمد إبنها حيدر أن يقول لأقرانه من الاطفال هذا حقى . . وهذا حقك . . . او لا اعطيك حقى لتلعب به . . كان يرتاح ويتغدى فى اى بيت من بيوت الاشلاق بعد عودته من المدرسة . . كان يفضل ان يشرب شاى الصباح عند جارة لهم . . وكان يقضى مع هذه الجارة وقتا طويلا هى وابنتها التى تماثله فى العمر . . كانت بت لاحمد تعاقبه إذا سأل عن عنقريب منفصل فى حالة وجود ضيوف . . هذه الاشياء أضعفت فيه كثيرا رغبة التملك والشعور بالانانية . .
فى سنار التقاطع كان يفصل بين منزلهم والمقهى شارع صغير . . وكان بالمقهى راديو يعمل ببطارية العربات . . كان الغناء وكأنه ينبعث من حوش منزلهم الذى يتحول لساحة للرقص بالرقبة والسامبا . . وقتها أدرك د حيدر ان السعادة ليست فى المال . . وأنك يمكن ان تعيشها ببساطة وسط من تحبهم ويحبونك . .
تشارك بت أحمد فى كل النقاشات السياسية من خلال التلفاز . . والاصرار على أن تقرأ لها الصحف . . وتمارس نوعا من (العلمانية الشعبية ) فهى لا تميل لأحاديث المشايخ والفقهاء فى الاعلام ولها تعليقات جريئة حول احاديثهم تلك . . وقد أكملت فجوات دينها وبحثها عن المعنى والطمأنينة بالاعتقاد فى الزار . . يقول د حيدر أنه تشاجر معها حول هذه الطقوس فى بداية الامر ولكنها فى النهاية بدت له كالدراما السيكولوجية التى تقوم بمهمة التنفيس . . وكسر التابوهات فسكت . . ثم ساهم فى تكاليفها . .
وكان من أهم قراراتها عدم ارتداء الحجاب ولا النقاب ولم تهتم بالنقد . . وكانت تجلس سافرة مع الرجال . .
يقول د حيدر : هذه صورة قلمية عن إمرأة شديدة التحرر والثقة فى النفس . . ولم تكتسب ذلك من الكتب . . ولا كونت منظمة مجتمع مدنى ولا ساندت سيداو . .
وهى تمثل نموذجا يجعلك تتشكك فى تفسير هذه العلاقة العكسية بين زيادة التعليم ونقصان الوعى والاستنارة . . وكثيرا ما يسأل نفسه . . كيف كان سيكون حال بت أحمد لو دخلت مدارس التدجين الحالية . . . ولماذا تغيب الحكمة عن تعليمنا . .
لقد إستحق جيل بت أحمد صفة جيل التضحيات . . والصدق مع النفس . . .

رحم الله بت أحمد وغفر لها وجعل الجنة مثواها



  رد مع اقتباس
قديم 17-05-2017, 06:57 AM   #[13]
بابكر مخير
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية بابكر مخير
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عايد عبد الحفيظ مشاهدة المشاركة
وجعل هذا الانتصار من بت أحمد شخصية قوية . . بل متسلطة بعد سنوات الخوف والتهديد . . وانتزعت مكانة جعلتها صاحبة كلمة نافذة حتى لقبها بالكنداكة . .
ما قلت ليكم شبه شديد بين بابكر "سيد الفكر" وحيدر الما بنقدر...
بابكر بدري كيييييييييييييف كتب عن معبودته "مدينة بت صرورابي"
سميت أمي عليها مما جعل الإسم مكرر..
بابكر "جونير" ود مدينة بت بابكر "سينير" ود مدينة بت صرورابي "
حيدر لاقيته مرتيين في الهجرتيين
فيهن الإتنين!!
دخل قلبي فأحببته، إنسان، عالم، رجل، كريم
يحفظك الله يا حيييدر



التوقيع:
بابكر مخير غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 18-05-2017, 08:49 PM   #[14]
عايد عبد الحفيظ
Guest
 
افتراضي

سلام عمنا د بابكر مخير
الحمد لله بلدنا ملانة كنداكات . . وجدنا بابكر سيد الاسم انسان نادر باى طريقة . . شجاعته وجرأته وعدم تهيبه من كسر التابوهات وعدم الاذعان للسائد . . وعدم الالتفات لما يقوله الناس او ما قد يقولونه . . .
سلام يا قريبى



  رد مع اقتباس
قديم 18-05-2017, 09:11 PM   #[15]
عايد عبد الحفيظ
Guest
 
افتراضي

اثناء قراءتى لسيرة د حيدر . . تمت اعادة تدوال مقاله المقارن بين اثيوبيا والسودان . . وتجدد الهجوم والانتقادات . . من الصدف الغريبة ان اعادة تداول المقال تم مع بداية زيارته للسودان والتى امتدت لثلاثة اسابيع . . . ولعلها لمن تكن صدفة !!!
فى كتاب ازمنة الريح والقلق والحرية تكلم د حيدر كثيرا عن رفض السودانيون عموما للنقد . . وعدم وجود ثقافة النقد والنقد الذاتى حتى بين مثقفى السودان وطليعته . .
فى حديثه عن المدن تغزل فى اديس ابابا . . ووصفها ليس كما توصف المدن ولكن كما توصف الحسان . .
يعتقد د حيدر الى أن تخلف الفكر السودانى المعاصر يعود فى كثير من جوانبه لحساسية السودانيين تجاه النقد فى الفن والحياة العامة ايضا . .
يرفض المتعلمون السودانيون النقد حين يتحدث الاخرون بطريقة يرونها سلبية عن السودان . . ولديهم حساسية وطنية مفرطة وغير موضوعية فى هذا الجانب . .
يكتب د حيدر عن اديس واثيوبيا . . .
كانت اديس ابابا او الزهرة الجميلة صبية خالدة . . لا تعبأ بالزمن ( الزمن رايح وانت جايه ) . . .
تظل نضرة . . وناعمة . . وباسمة . . بشعرها المنفوش فى فوضى خلاقة . . صرنا نسميها ( afrolook ) . .
وللنساء عبق بخور ما . . أظنه قد عجنت به طينة الخلق الاولى . . ويمكن أن تميز تلك الرائحة ولو كنت فى المريخ . . وستقول فى هذا المكان إثيوبية او حبشية . .
زرت تلك البلاد التى أحببتها مرات كثيرة . . . وتجولت فى قراها الداخلية متتبعا خطى الشاعر رلمبو وأتخيل أنه (سودرى) او ( دبرزيت ) . .



  رد مع اقتباس
إضافة رد

تعليقات الفيسبوك

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

التصميم

Mohammed Abuagla

الساعة الآن 06:24 AM.


زوار سودانيات من تاريخ 2011/7/11
free counters

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 2
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.