كنت منهم (10)
بعدما تنكّبت الطريق في بداية سنين عمري ..وحاد دربي عن مساره الطبيعي بفعل قطّاع الطرق ( الكيزان )
كتبت لي النجاة وانتفضت وفارقت درب العوج الى غير رجعة ..
تحرّرت من قيود التبعية العمياء وفتحت صدري لرياح التغيير وصرت عرضة للاصابة بجرثومته كيفما اتّفق ..
اسرجت خيلي في براري المعرفة كغيري ..ووضعت مقلاتي على نار التجارب...تحرقني حيناً فأرميني وابدأ من جديد او تنضجني حيناً اخر وامضي منتصرة وعنيدة ...
عشان أصد لملامحي وأكون ذاتي البتشبهني ..عانيت كتير ..فأثقال الماضي تجرني لأسفل وتمنعني الانطلاق والتحليق ..محيطي الاجتماعي ما بيعرف غير سمية الكوزة المتدينة المحجبة صارمة القسمات ..المنتمية للمدرسة المحافظة ..
بينما (اناي) الحقيقية بعد ما ( نضفتها ) من اي آثار كوزنة هي سمية تانية ..مرحة
بشوشة بتحب الغنا والمزيكة ..وتهوى الرقص على ايقاع الطبول الافريقية حيث تنتمي روحها وسحنتها الخديرا ...روحها التي امتلكتها بالكامل وتصالحت مع ندوبها تنتفض توقاً للحياة ..
عانيت مخاضاً عسيراً لاكون نفسي
خسرت الكثيرين ..واستعديت آخرين..
لاتعمّد سمية جديدة منسجمة مع نفسها ..ومتسقة مع تفكيرا ...عايشة حياتا بشكل طبيعي ..لا حسب توقعات الاخرين ..خطّاءة ...ملطّخة الوجه بالحبر والنزوات ..
سمية اخرى متمردة على المسارات المرسومة من السلطة والدين الموروث والمجتمع والافكار المعلبة ..مكشوفة حال ..عقلها سنين تمارس حقها في مناهضة القهر والعنف والتسلط ...لسانا سليط ..اما التابوهات فهي ( بت مجذوبا ) الطالعة للربا والتلاف ..وشايلة وش القباحة
هل في اسوأ من انك تكون كوز في يوم من الايام ؟! 😁
انا الان يا سادتي ادين بقيم الحق والخير والجمال ..احلم بوطن حر ديمقراطي ...وطن بالفيهو نتساوى بدون تمييز على اساس دين او عرق او نوع او فكر او ميول جنسية ...
وطن يحتفي بالتعدد ويحترم الاختلاف ..
اعشق الحرية ..والعدالة ..وضد العنصرية وبحلم بالسلام ..
انا ضد الدين الموروث اللي تم استغلالو لتمرير الشمولية والتسلط والظلم والاقصاء ... وما باخدو كلو كمسلّمات ... لانو الدين البعرفو هو الدين المنسجم مع القيم الانسانية السمحة ..لحظة ما يفارق دربم ..بدي نفسي الحق في الاعتراض والنقد والتساؤل المشروع ...
بعتبر نفسي مناصرة للمرأة وفيمنست ( من منازلهم ) عدو لدود للمجتمع الذكوري وكامل منظومتو ..وأومن بان المرأة كائن كامل الاهلية والاستحقاق.. ند ومساوي للرجل تماااااماً ..
انا مناصرة للحريات ..كل الحريات بلا استثناء ولا اخاف في ذلك لومة لائم ..
انا كأم اتبنى اقل مناهج التربية صرامة واكثرها انفتاحاً ..مؤمنة بانو ابناءنا يجب ان ينتموا لزمنم هم ما زمنا نحن ..التربية عندي رحلة تعلم ممتعة لينا ولأولادنا ..بستمد من تاريخي وماضيني معلّم وموجه..مش نموذج يجب تكرارو معاهم ( بضبانتو )
نحن عايزين نهبهم لزمانم مش نعمل منهم نسخ مشابهة لينا ..
ختاما في واحد من متابعي صفحتي من المتأثرين بالثقافة الغربية في الاعتذار قال لي القلتيهو دة كلو فلسفة فارغة مااا بيحلك ما لم تعتذري عن سنين كوزنتك ..
فرديت ليهو بأني لها 💪
رغم المكابرة وتضخم الذات المعروفين بيها نحن كسودانيين 😅
فها انا ذا ايها الشعب السوداني الفضل اقف بباب صفحكم معتذرة عن سنين كوزنتي ومساهمتي في ارساء دعائم منظومتم الفكرية والاجتماعية والسياسية المشوهة التي احتلت السودان لثلاثين عاماً عجافاً ..
اعتذاري في الاول اخد شكل مشاركتي تجربتي كضحية تم التغرير بيها في سن صغيرة ..
وكيف انها بتكشف كيف سرقت أعمار المراهقات وكسرت أجنحتهن وحشرن حشرا في بندقية وبوت وعباية كئيبة وسمت متجهّم ...
واعتذاري الان ( كجاني ) موجّه للنساء اللي جندتهم ابان كوزنتي فصرن تروس كبيرة في آلة القمع والقبح ومعاداة الحياة ...
بدل المساهمة في حماية العقول والارواح الصغيرة من بشاعة الانتماء لجماعات التطرف والارهاب باسم الدين
جرائم الانقاذ انا ما كنت جزو منها لأني تركت التنظيم سنة 91 لكن بعتبر نفسي مسئولة منها بقدر مساهمتي في التبشير بالفكر الاخواني و تجنيد بعض من شاركوا في تلك الجرائم
قلنا آسفين ياخ
آسفيييين 🙈
التعديل الأخير تم بواسطة Hassan Farah ; 10-08-2022 الساعة 07:16 PM.
|