نعي أليم - فيصل سعد في ذمة الله !!! عكــود

آخر 5 مواضيع
إضغط علي شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

العودة   سودانيات .. تواصل ومحبة > منتـديات سودانيات > نــــــوافــــــــــــــذ > الســــــرد والحكــايـــــة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-03-2014, 03:51 PM   #[1]
أيمي عبد المنعم نجم الدين
:: كــاتب جديـــد ::
الصورة الرمزية أيمي عبد المنعم نجم الدين
 
افتراضي تداعي ...... أوراق ملعونه







1


الاحد 13/12/1995

في ذلك المبني الملاصق للكنيسة المرقصية والمطل علي شارع الجامعة جنوبا وتحده مصلحه الأراضي شرقا كانت مدرستنا الثانوية
بوابتها الرئيسية تأخذك لفناء ضيق أتصف علي الدوام بالهدوء وقله المتواجدين والسبب كان نوافذ مكتب -الباطش –
المطلة عليه مباشره .
أما الفناء الثاني والذي يدار به طابور الصباح فقد حوي مسرح المدرسة وملعبان لكره القدم والسلة وصاله تدار بها مباريات
كره الطاولة وبنهايته الملاصقة لمباني الكنيسة وتحديدا بزاويته الشرقية كانت كثافة أغصان اللبخ والحر ازه العتيقة تضفي علي تلك
الزاوية الكثير من الخصوصية والأمان فاكتسب الحيز هوي البعض ..وسمي فيما بينهم بــ-ساحه باخوس- ...

ما كان يتناقل بين التلامذة عما يدور بتلك الزاوية في الخفاء صار معروفا حتي خارج أسوار المدرسة

الأمر الذي عجل بتدخل أداره المدرسة.. فتمت أزاله الأشجار وتعريه المكان فاتجه الباخوسيين بنشاطاتهم
صوب الممر الكائن غربي الفناء
كان واسعا نوعا ما والمفضل للغالبية قبل أن يغزوه الباخوسيين ويجلوهم عنه فما عادوا يدخلونه
إلا لابتياع إفطارهم من مقصف المدرسة الذي توسط الممر حيث أدروب المكفهر دوما ... وحيث استوطن الذباب..
حال المقصف لم يكن يفرق كثيرا عن حال أوانيه و أطباقه المقدمة ولم يكن الأمر يثير الغرابه فمن يشرف علي المقصف
لم يحفل أو يتكلف يوما اغتسالا أو حتي تفريشا لأسنانه .
غرابه أطواره أثارت من حوله كثير من التساؤلات والحكايا وجعلته موضوعا للتندر في تلك الأيام .
لست ادري لما ربطت اغلب الحكايا بينه وبين قتله لبعض القطط في شرق السودان
ولا كيف راحت مخيلات الصبيه تنسج سيناريوهات تصور تحولات الادروب كل مساء
وكيف أن ظهره يتقوس ليلا بينما تحاكي حنجرته مواء ضحاياه.
لكن التناول المستمر لتلك الحكايا جعل لها شبه مصداقية بعقول الجميع وحدت بأحد الأشقياء ذات صباح
فسجي علي فراش الادروب النائم جيفه قط ممزقه الأوصال فهب المسكين عن فراشه كاتما أنفاسه منتفخ الأوداج
ما أن أبصر تلك التي في أحضانه حتي انتفض وتعثر .. وأثار من حوله هيستريا المتابعين وصرخات الاستهزاء .
وكالعادة ظل المتنمرين لأيام متتالية يتظارفون عليه في الغدوة والروحة و يطلقون مواءهم في وجهه كالقططه
يقال والعهدة علي الراوي انه لما أسقط في يد _أدروب _ وعدم الحيلة في رد مجونهم وشفاء غليل صدره ..
راح يتبول علي نقيع الفول بداخل قدره اناء كل ليله ...
وفي روايه بذات السند كان الاختلاف فقط حول ماهيه الماء المنسكب ...
منذ أن سمعت الخبر قمت بألغاء وجبه الإفطار رغم اني لم اك من رواد مقصفه ولم يهمني التأكد من صحة الرواية
أو جرح وتعديل راويها ..
بينما اتجه غالبيه التلامذة لتسور سور مصلحه الأراضي الملاصق حيث مقصف المصلحه...وظل البعض يتناولون إفطارهم
عنده كالعادة ... لم يكترثوا بما سمعوه...أو ربما اختلفت أبجديات الاشمئزاز داخل نفوسهم.
وخيل إلي أني لمحت أكثر من مره بسمه خبيثة ترتسم لثوان علي وجه الأدروب
كلما مد مغرافه القذر صوب القدر والإحساس بالراحة يغمر محياه علي غير المعتاد.
وبعيدا عن أدروب وما كان يتناقل من حوله فقد صار ذلك الممر بعد أن امتلأ بمثيري الشغب
المكان الأسوأ والأثقل علي قلبي داخل المدرسة بأسرها ... لست ادري أهو الأبغض إلي قلبي
أم مثانتي التي كانت تجبرني علي شق طريقي خلاله من بدايته حتي منتهاه حيث كانت دورات المياه
وسط هؤلاء الملاعين بصخب قهقهاتهم وسماجة مزاحهم البغيض ...
ولوجي الممر نهار هذا الأحد اختلف قليلا عن سابقيه فقد اندفع احد زملائنا علي غير العادة شاجبا أفعال المتنمرين
بعد أن أثاره مجون الفتيه ورداءه أفعالهم واهتزاز عرش الرحمن من هولها ...
فسكت الجميع لثوان معدودة قبل أن تعاود الحناجر وصلاتها الهيستيريه علي تعقيب ماجن لأحدهم يهدئ من روعه
ويطمئنه أن الملائكة سرعان ما يهرعوا لتثبيت أركان المهتز .. فأسرعت متخطيا البعض قبل أن يتنبه إلي الآخرون
وفي ثوان كنت قد ولجت مدخل الدورات وبداخل إحداها كنت احكم إغلاق بابها علي وانأ منشغل البال في كيفيه الخروج ....

بداخلي كنت اشد حنقا علي من فتح أبواب المدرسة بعد -السودنه- لاستقبال كل من هب ودب ممن رفضت بقيه مدارس
الوزارة استقبالهم وكأن سياسة الوزارة هدفت إلي إثبات فشل المنظومة السابقة من خلال المستوي المزري
الذي ألت إليه مدرستنا ..
معظم زملاءنا القدامى سحبوا أوراقهم من المدرسة وغادروها غير أسفين .
فلم يتبق لي في المدرسه بأسرها سوي صديق واحد بعلاقة متوترة دفعت دفعا إلي تحاشيه اغلب الأوقات
بعد أن راودني شعور بضيقه من تعليقات التتار الذين لم يستسيغوا البته شكلي ولا تصرفاتي
ووصموني بــ - الشبهة - فارتئت الجنوح نحو الخيار الأوحد وصار انزوائي طابعا عرف عني بينهم
وغاب عني حينذاك أن الخوف والركون إلي الهامش درءا لشر الأخر لن يحمله علي الترفق بل في الغالب هذا التصرف الأتقائي
يدفعه دوما كي يزداد تنمرا واستئسادا.....
رغم قرع الجرس وانفضاض الاكثريه عن الممر فقد تمهلت بين حسبله وحوقلة ثم باقصي سرعتي عدوت نحو فصلي
بالطابق الثاني ... ثم توقفت
كان عصام يسد فراغ مدخل الفصل بجسده وعيناه ترمقاني من بعيد... فأثرت تغيير وجهتي لبعض الوقت ..
2


التقيته لأول مره داخل الصالة الرياضية أثناء تصفيات كره الطاولة بين المدارس الثانوية ...
يومها وعلي غير العادة كنت منتبها للمنافسة وقد راح عني تحفظي المعتاد حتي انتزعني مما أنا فيه شعورا مبهم
بعينين تخترقاني .. ثم بلمح البصر التقت عينانا.. وغزاني الشعور بالعجز.

في عوالمهم يعد التحديق في عيني الأخر مفرده لا تحمل من المترادف سوي معنيان .....
أما طلب لاعتلاء ..... أو استعلاء ..
ومابين المعنيان أما رضوخ وهوان أو مايفرضه العرف من انتطاح الوعلان ...............

سرعان ما كنت أغض طرفي عنه مسايرا لإفهام القطيع ومدعيا انشغالا بمنافسه راح اهتمامي بها أدراج الرياح .
من يومها صار الشعور بالمراقبة من قبله يحاصرني ... ما أن تطأ قدماي ارض المدرسة إلي أن أغادرها ..
دون أن تواتيني الجسارة يوما فاتبع مصدر تلك النظرات الرامقة من بعيد وأتبين ملامح ذاك المحدق .
كان الجبن والتقوقع أسلوبي الغريزي في الدفاع والخوف جعلني احتمي خلف جدر من العزلة مؤثرا السلامة
حتي وان جنح بعضهم في ربط تصرفاتي بالجبن
أو فسرني آخرون بـــــــ... تربايه بنات
فالتفسير أو الربط ...كلاهما أفضل مائه مره من أن أوصم .... بالشذوذ فتستباح حرماتي
ومابين عشنا وشفنا …. والبـــاطل جن.... وبت ده ولا ولد ... لا خنثي مشكل
منيت محاولاتي اليائسة بالفشل في تجسيد نوعا جندريا لا املك من مقوماته سوي جسدا
لم ادري كيف ضلت روحي طريقها إليه .

كنت في الخامسة من عمري حينما طلبت من أمي دمية كالتي تتباهي بها احدي بنات عماتي
وكأنها لم تعرني سمعها جيدا .. رغم أنها أومأت إلي بما يفهم منه الموافقة
فعند عودتها مساءا مدت إلي حقيبة بلاستيكيه سرعان ما كنت بلهفه اقلب ما بداخلها مبعثرا محتوياتها أرضا
قطارا... رجلا أليا.... خناجر ومسدسات....... أين دميتي يا أماه
جاءني صوتها حازما .... تلك هي ألعاب الصبيان
رددت بعفويه مالي أنا والعاب الصبيان .. !!!

وانشقت الأرض عن أبي

لم يرأف بسني الغض ولا ببراءة لم تدجن بعد فتفقه البون الشاسع ما بين .. الضكر و الانتايه ..
ولا تدرك بحدسها الهوة السحيق غورها مابين المفردتين.
_ يا نجس يا باطل ... الليله بت لعاب ... وبكره تكوس ( ......) يركبك
تلك جملته وتلك مفرداته التي اخترقت سمعي كالرصاص
من ساعتها عقد عقلي بينها وبين ماوقر في يقيني وأمنت به جنسا وحملت منذ ليلتها إحساسا بالذنب والضعة علمني
كيفيه وأد الذات في طقوس جنائزيه أقيمها في اليوم ألف مره لأعاود النبش عنها عميقا كل مساء .
صرت شغل الشيخ الشاغل ... وتحملت لسنين تجاربه في تقويم مايراه من اعوجاجي
وضع نصب عيناي قوائم من المحظورات يعمل فيها كل فتره إحلالا وتبديل .
وأمام التزامي من عدمه.... كان أشبه مايكون في بلادي بشرطي المرور
إن أوقفك ولم تكن مخالفا فلن يعدم أن يخلق لك من العدم ألف مخالفه .
تشبيهي مع الفارق يبدو رحيما للغاية فإن شرطينا الهمام قد يخلي سبيلك مقابل بضع جنيهات ....
بينما -أبوي الشيخ - لا يقبل بأقل من إهدار كرامتي وآدميتي بكل إيقاف...!!
ما أن يراني حتي أتجمد بمكاني ... أحاول الأندساس تحت طيات جلدي عبثا
أراجع في عجله قائمه ممنوعاته وموقفي منها
ثم أدركت أن وجودي بحد ذاته كان اكبر أخطائي التي اقترفها علي الدوام وبسببه كان لسانه يفيض
علي سواحلي دوما بالقمئ من السباب والجارح من الألفاظ .
لا ينقذني من بين براثنه سوي مسارعة أمي لتهدئته وتذكيره بان ابنه ما زال طفلا ..
لا ينبغي أن يصك اذنيه بتلك المفردات !!!
بينما أقف بين يداه كالكلب مرتعدا أتلقي حصتي كاملة وبزياده مقدره تحددها طاقه ذراعاه
بالكاد استطيع تمالك نفسي ومنعها من البكاء
خشيه أن تستفزه أكثر كونها من ممنوعات عالم الرجال ...
تحاججه أمي كل مره وتحكمه إلي يسبغه علي نفسه لاعتبار ابنه مجرد ابتلاء من رب العباد
فانتشل نفسي بعيدا وصوته يلاحقني باستماتة... لم أنا ومن دون الناس من يبتلي بفسل يحط من شأني ويذيقني مرالهوان....
لم أحبه يوماً كما لم أتمني موته ...
كنت حينما اخلو بنفسي انسج من احلام اليقظه مشنقه يتدلي منها عنق الشيخ دون ان يلفظ انفاسه ...

تاره اتمني ان يمد الله في عمره حتي يشتد ساعدي ويقوي عودي ....

وتاره يتجسد امامي وقد بلغ من العمر عتيا وفارقه خلانه واصحابه ولم يتبق له سواي
فقط لاقول له لكل امرئ يوما حصاد غرسه فانظر ماذا غرست يداك !!
رغم مشاعري تجاهه ظلت هنالك حوجه بداخلي لشيء من اهتمامه أو إدراكه ....
أو مساواة بإخوتي فلا يقارن بيننا ويطفف بالميزان ...

أملي بالمساواة لا يعني أنهم لم يعانوا أيضا من تعنته ...
لكني لم أشفق يوما علي احدهم حينما تناله اهانات الشيخ
فقد عانيت منهما الأمرين واجتمع علي سوء معاملتهم وسوء أباهم.
لا اذكر متي تبادلت حديثا مع احدهما دون أن يتطرق إلي مشكلتي أو يبدأ في إسماعي وصلات المعايرة والتندر ...
كما يفعل بقيه الصبية في الحي ....
بتململ الاثنان من وجودي برفقتهم بالدار ويتأففون من إجبار الشيخ لهم علي اصطحابي خارجا ..
فلم أجد مكانا يقبل تواجدي دون أهانه سوي خلوه لتحفيظ القرآن ..
ودفعني شيخ الخلوة بطيب مسلكه إلي اجاده حفظ ما يقرأه علينا فرشحني عند إمامهم للانخراط بدوراتهم التعليمية.
أما أمي فوجودها في الساحة كان يبدو ضبابيا في غاية الإبهام
مره تحدوها عاطفتها فتشملني بحنوها وأخري يدفعها الخوف -ربما - فتشارك الشيخ فرماناته المتناقضة
فتكره ما يكره من تباطأ خطاي ... وتمنع مايمنع من تسارع يصاحبه ارتجاج
تستحب فعله حين يقحمني بين صبيان الحي قسرا .. وتستجيب لاجتهاده حين عزلي عنهم
لا تخالفه عندما يجلسني بين الشيوخ مستمعا لما كان وكيف كان سوف يكون
وتثني علي قراره في جعلي بين حيرانه منشدا بين تأوهات المجذوبين واستحسان الحيارى المكلومين ..
ثم توافقه حين زجره إياي علي خلوتي بأحدهم وتراها كبيره تستوجب أراحه وسواسه بتفقد عوراتي
حتي محاولاتها المترددة في عرضي علي طبيب باءت بالفشل ... لأنها سريعا ما كانت ترضخ لرفض الشيخ
الذي لم يتقبل طرح الفكرة للنقاش إيمانا بان صلبه لم يك لينتج نطفه معلولة وان ابنه لا تنقصه سوى الشدة
ليستقيم عوده كالرجال فافترضت أنها لم تكن جادة في الأمر ...أو لعلها أرادت من يدعم محاولاتها بعد اختفاء
جدي المفاجئ عن ساحتي لست ادري لم توقف بغتة عن زيارتنا ...

هو فقط من كان يفهمني ويتقبلني كما انا .. ووحده من امتلك بسحره تحقيق رغباتي في الانتقال لحقب تمنيت لو عشتها .
اخبرني يوما انه عاني الوحدة لسنين طويلة إلي أن جادت عليه السماء
وعادت جيناته فتجسدت بعد طول غياب في نسخه طبق الأصل عنه تشاركه ذات الاهتمامات وتصغي إليه بانتباه
فأحببت رغم صغري ما كان يهواه وأبغضت ما كان يكره ...
إلا مقته المبهم لام درمان فقد اختلفت معه حوله فانا انظر إليها بعين الارتياب ويضيق صدري كلما عبرت النهر إليها مضطرة
أخر مره رأيته فيها حينما رافقته لاحتفال ببداية سنه ميلادية
مازلت أتذكر تلك الليلة بأدق تفاصيلها وتتناهي إلي سمعي ذات النغمات الحالمة التي كانت تصدح بقاعه الاحتفال .
حينما أشرقت شمس ذاك الصباح المندثر صارحته إني همت بالمكان وعشقت شكل الاحتفال
ولن أستطيع الانتظار حتي نهاية العام ...
ثم تساءلت بنبره طفوليه حالمة كيف كان حالنا سيكون لو لم يعلن الاستقلال من داخل البرلمان
فضحك حتي فرت الدموع عن عيناه ثم وعدني ألا يخلف اصطحابي نهاية كل عام شرط أن أحذو حذوه وأصطحبه انا حين تعجزه الأيام
ثم مرت أعوام دون يمضي وعده ....
سألت عن اختفاءه مرارا دون جدوى ... ثم توقفت مرغمه بسبب ما كنت أناله علي مجرد السؤال
وظل طيفه يبث شيئا من الأمان بداخلي كلما هاجت هواجسي تجاه الحاضر وآلات ومرارة السؤال عن الذات
ويستحث رغبه في الالتجاء إليه ما أن تسنح فرصه للفرار كلما ارتعب عقلي فحثني علي تقمص جنسا لا مكان له في وعي ولا إدراك..

ثم بدا للشيخ يوما أن من الأسلم منعني الخروج إلا لضرورة ...فلم تبد والدتي كالعادة رأيا مخالفا وقال هو لمن حوله مبررا
ود شيوخ ... مافاضي لقلة الشغله والصعلكه

من تلك اللحظه فقط وبين جدران محبسي بدأت أجد شيئا من السلام بعيدا عن العوالم السفلية لمدن البالغين

حيث المستور والمطعم بخيالات الصبية والرغبة الشائهه المتعجلة لنضوج .....
وكاذب من قال ببراءة أطفالنا واستقامة فطرتهم أو لم يمر في صغره بالقرب من طرقات مدينتنا.
ماكنت أغادر مكمني إلا للمسجد المجاور ... التجأ ببلواي إلي الله وأتابع دروسي الفقهية وظن صاحب النطفه ذهابي
نكاية فيه وتقربا ممن يسنون عليه ألسنتهم الحداد علي منبر كل جمعه لكن الغريب انه لم يمارس سطوته في منعي
رغم تبرم حيرانه ومريدوه ..
ربما آمل الشيخ أن تفلح شده السلفيين فيما فشل هو فيه ...

كنت أوزع أوقات فراغي مابين مكتبه الشيخ والرسم وفي أحيان أخري ملاحقه عزه التي تصغرني بأربع سنوات

تصر جدتي علي مناداتها بهبه فلم يكن احد يتوقع ان تحبل بها امي في ذاك السن .. وكانت بالفعل هبه السماء
لاسرتنا فتلك الشقيه كانت صله الوصل بيننا ومن بث في دارنا الحياه
مفعمه بالحيويه .. متمرده ... ملوله لا تصبر علي التواجد في مكان واحد لهنيهه
تاره هي اعلي سطح الدار تنصب افخاخا للقماري وتاره تطاردها بنبلها من شجره الي اخري ...
فان ملت غادرت للخارج تنافس الصبيه وتسابقهم وفي غالب الاحيان تعاركهم حينما يرفضون اللعب معها لأختلاف الجنس.
كانت علي النقيض مني تماما ....
كذلك كانت والدتي والشيخ علي النقيض تماما في التعامل مع الامر .
امي تري افعالها فتضحك ماشاءت ثم تناديها ممازحه - عزه الولد –
والشيخ في حالتها يستطيع التفرقه تماما بين افعال الطفوله الحره وتصرفات البالغين ..
حتي حينما تصر علي ارتداء ملابسي القديمه وترفض ارتداء ملابسها
وتصرح علانيه بانتمائها لعالم الذكور .


رغم ان عزه شغلت مع الايام حيزا في عالمي الا ان القراءه والرسم كانا يأخذان بيداي نحو عوالم افتراضيه
بعيده تماما عن بؤس واقعي الذي احياه .. وخففتا كثير مما القاه بالمدرسه
بسبب هوايه القراءه كنت دوما في نظر معلمينا من القله المميزه
اما الرسم فكان اغلبيه الطلاب يتملقوني بسببه الامر الذي حال بيني وبين وقاحتهم في المدرسه
منهم من كان يحمل إلي صوره فتوغرافيه لحبيبه يرغب في مفاجأتها ببراعته
وآخرون يبغون رسما عاريا لإحداهن ويتمادي بعضهم راغبين في نسخ مجموعه صور بأكملها من مجلات
يستأجرونها لساعة أو ساعتين
وما بين هؤلاء و أولئك كان ... حلوات المدرسة... يطلبون نقشا رقيقا علي كتف ...أو منمنمات علي سيقان

الغريب إن الجميع لم يشتكي يوما من عدم التطابق بين ملامح فتياتهم الفوتوغرافية وبين ما تنقشه أناملي...
جل ما كان يهمهم مدي وضوح دقه الانحسار وظهور النتوءات والألتواءات بأجسادهن ...
لم يفطن احدهم يوما لمدي التشابه بين ملامحهن وقسماتهن التي لا تتغير البتة
حتي معلم الفنون حينما سألني يوما لما لم يري لي بين أرجاء المدرسة رسما يجسد ماعداهن .....
لم ينتبه لذلك التشابه ..رغم أن المسافة الفاصلة بين وجهينا لم تتجاوز عده سنتيمترات.. !!

3


وقف معلمنا لهنيهات يتحسس كرشه الممدودة متجشئا ثم واصل ما انقطع من تفسير بعض الآي من سوره النور
ثم وكأنه تذكر شيئا فأغلق دفتي مصحفه ليعنفنا علي تعاملنا السيئ مع أدروب وسماجة مزاحنا وقله التهذيب.
بدأ الأمر توبيخا ثم اخذ ورد قبل أن تتجه دفه الحديث نحو شرق السودان
وتحديدا صوب .. سواكن .. وساكنيها من القطط و الجان والتقط بعض الظرفاء طرف الخيط فأدعو الإنصات والاهتمام...
فأراح مقعدته ووضع ساقا علي الاخري وراح يؤكد صدق مايقال ويسرد مضيفا هو الأخر نتفا مما استقر بوجدانه مدللا عليه
بحكايا الجدات ...ودلائل الآيات
البعض أثارهم السرد واستحوذ علي اهتمامهم أما البقية فكعادتهم افتعلوا الجدية وقد لاحت علي محياهم علامات الارتياح
فالمعلم قد نسي في غمره سرده ما توعد به سابقا كل من لم يحفظ بدايات السورة المقررة .

مابين الفريقين كانت شفرتي كالعادة تنحت علي خشب الطاولة حلمي المستحيل

ويسرح خيالي بعيدا عما يخوضون حتي التقطت أذناي صوتا يتساءل مغردا خارج السرب بثقة
عن مدي تسيير أو تخيير البشر ... فساد السكون واتجهت الأعين صوب السائل وقد صارت نبرته أعلي ومقاله اوضح ..
فاعاد طرح فكرته مستشهدا بآيات وأثار يعتقد بتناقضها في ترجيح احد الخيارين والكل في إنصات.
أنا الأخر شدني بتتابع أفكاره وحسن منطقه وبراعته في التعبير فرفعت اليه عيناي ..
ثم انقبض قلبي بغته ...
فالواقف بمنتصف الفصل متحدثا وقد بدا لعيني حينها ساحرا بمعني الكلمة ... لم يكن سوي صاحب العينان
ثم اجتاحني شعور جارف سرعان ما استولي علي حواسي وبث في عقلي بلاده
كان الامر اشبه بالاختناق او الغرق اوكأني دهست بحافله
لو اني جمعت الف خيال الي خيالي فشطحوا في تجسيم فتي احلامي وتوصيفه ...
لعجزت حتي احلامي علي تجسيده بتلك الدقه ..

غبت عما يدور فلم انتبه الا وكف المعلم تتوالي خبطاتها علي طاولته تلفت انتباه الطلاب لتواصل حنجرته ما انقطع من شرح
بينما الغريب وبخطوات سريعه يتجاوز الصفوف الاماميه وعيناه مصوبتان تماما علي عيناي ..
جر مقعدا الي جواري والقي ببساطه شيئا كالسلام ... فهمهمت برد في اقتضاب
في داخلي رحت اعد الدقائق المتبقيه بجنون واحاول التشبث بانتباه كذوب لدرس لم يلقف الوعي منه حرفا
حتي انطلق جرس النجده يعلن الانتهاء .. فقمت عن مجلسي وهممت بالفرار
من لهوجتي لم انتظر اكمال شرح او مغادره المعلم للفصل
لكن يده امتدت في شيئا من القوه تستبقيني ...وعجزت عيناي عن النظر اليه فاطرقت رأسي ودقات قلبي
تخترق اذناي كالطبول .. عرفني بنفسه ثم سألني ان كنت امانع مجاورته ثم سكت
وكأنه كان ينتظر تعريفا او اجابه مفهومه
هذا ما فهمته تماما
لكن ماذا افعل بكياني الذي اربكته نبره صوته
او بلساني وقد شل عن اي رد سوي بضع همهمات مطلسمه حار عقلي بينها ...
بعد عنت استطعت اخيرا نطق اسمي ..... أيليا
ثم انتفضت عنه مهرولا للخارج


رغم اسبابي التي سقتها لنفسي مبررا فعلتي الحمقاء وكيف جعلت مني اضحوكه فلم تخفف عني سوء ما احسست به
ووصلت الي قرار حتم علي الاعتذار ... لكني لم اجد ما اسوقه اليه مسوغا ومبررا مافعلت
ثم تلاعب بي الخيال فاعاد مشهد ما كان بيننا وصورني بين يداه مغمض العينان كالابله بينما هو يحدجني في سخريه
وكله يقين من سحره قد اطار صواب المخنث
فزادني تخيل ماحاك في صدره كرها لنفسي وضعفها فبت ليلتي ونظرات المتفاخر تلاحقتي فتقض مضجعي.

عند دخولي للفصل في اليوم التالي فوجئت به يجلس علي ذات الكرسي الذي جره لجواري بالامس ...
علي عكس ما تخيلت تماما ... كذلك لم تكن علي عينيه تلك النظرات التي لاحقتني طوال الليل ....

قبل ان اتخذ مجلسي بقربه اعتذرت بصوت خافت وبكلمه واحده فقط بينما لم يزد هو عن ابتسامه وقوله لا عليك .....

4


تعاقبت علينا الأيام دون ان يمل من تحفظي او حدودي التي اصطنعها في تعاملي معه ويوما تلو اخر

راح وجوده يجذب البعض حتي اكتظ المكان بهم وكأنهم كانوا بانتظار من يكسر العاده وينتزع حقي الحصري
في الصف الذي تحاشاها الجميع خوفا من المرور الدوري للباطش ووجدت فيه علي مدار اعوام خلت فسحه لي
بعيدا عن هرج المراهقين وأضطراباتهم الهرمونيه ...
لا انكر ان الضيق انتابني لاجتياحهم المكان لكني امتلكت القدرة النفسيه علي التأقلم والحد من تغولهم بجدري
التي اصطنعتها من حولي .....
أما هو فكان مجرد تواجده بقربي اكبر مشكله واجهتها آنذاك
وكأنه احس بما يسببه من توتر فراح يبادلني ذات التجاهل المعلن رغم ملاحقته لي من علي البعد بعيناه ..
لم اكن اغيب عن ناظريه للحظات حتي اجده بجواري .. حتي مواعيد مثانتي المتقلبه اكاد اوقن انه صار اعلم بها مني
ما ان الج الممر البغيض حتي اجده في اثري.. و حينها كانت تنخرس عني ألسن الباخوسيين ومفرداتهم البذيئه
فعرفت بقربه شيئا من الامان في المدرسه وراح حضوره الطاغي يعيد بعث الموؤده بداخلي تتأمل وتتمني
فيجنح بها الخيال وتشيد قصورا من رمال دون خوف إن تصادمت مع كافه التابوهات والأعراف
وحينما انتبهت ووعيت ... رحت بكل الرعب الذي اعتمل بداخلي أكابر واعاند مستعينا بالموروث من جيناتي
فاستعرت وجه الشيخ وتحجره واللامبالاه المرتسمه علي قسمات والدتي
إلا أن اجتياحه لاسواري كان قد تم .... لست ادري متي أو كيف انساب الي عالمي
لكني اوقن بانه اختلف عن البقيه .. كان أشبه بملاك هبط خصيصا لنجدتي ....
تعامل معي ببساطه لم اعتدها ولم يبدر منه ما اكره ..

لم يطلب مني ماتوقعته وخشيته ولاجله تجاهلت وجوده

اجزم بأنه كان يوقن بوجود خطب بي ... والا لما احاطني بعنايته
لكنه لم يتطفل ولم يستغل ولم يقحم نفسه في تفسيرات وتعليلات كما الآخرين
تمنيت لو أن بي جراءه فأصارحه مفضيا إليه بسر لعنتي و سر الفتاه حبيسه الجسد
لكن الخوف من أن يتحول عني كما فعل اقرب الأقربين حال دون هذا ... فتركت الحياة تمضي بنا كيفما اتفق .
واخيرا عرف الابتسام طريقه إلي شفتاي... بل صارت ضحكاتي تنطلق بعفويه مجلجلة إن القي علي مسامعي احدي مزحاته
دون أن اشعر بأي حياء ..جميع من حولي في حيره من أمري ..حتي آنا سائلت نفسي كثيرا كيف انتقلت من نقيض إلي اخر
فلم اجد سببا سوي كسره للحواجز بيننا وماغمرني به من امان.

سرعان ما ادمنا قربنا ورحنا ننتهز اي فرصه تطيل زمن تواجدنا وتأخر عنا الافتراق .
ظل يلح علي مرارا كي انضم معه بعد الدوام لتلقي بعض الدروس المسائيه بمركز للشباب بحي المقرن ..
كان يصر وكنت اتمنع دون تصريح بحقيقه خوفي الاصطدام بمجتمع اخر لاقبل لي علي مواجهته واحتمال سخافاته
لكني تحت اصراره المستمر رضخت مرغما ....

وهناك وجدت ان مخاوفي كانت مبالغ فيها فمعظم الدارسين كانوا زملائنا من أبناء اشلاق السجون المجاور ..

وبضع طالبات من المدرسه القبطيه .. كن فقط الغريبات علي عالمي
وراحت هواجسي تأخذ بداخلي مسارات مختلفه بسبب كوثر
من اول لقاء بيننا لم تستطع اخفاء اهتمامها برفيقي واخفقت في ضبط عينيها الناهشه لجسده امامي ..
ثم اكتشفت مع الايام انها لا تعتقد بالتلميح ولا ترضي عن التصريح بديلا .
كنا نقضي بذلك المركز وقتا أكثر من المعتاد وكنت دائما ما ارجع دارنا المقيت والمؤذن يرفع النداء لصلاه المغرب
ربما كانت لدي أسبابي ...أما زملائي فلست ادري


5



أثارت علاقتنا فضول الكثيرين وانتقلت لبؤره اهتماماتهم فاعملوا فيها مباضعهم تشريحا و تحليلا في منتهي السفاله
وسرعان ما كانت استنتاجاتهم تغزل وتنسج في حكايا دعمت باغلظ الايمان والكثير من شهود العيان
وكما انتهت تفسيراتهم لغرابه اطوار ادروب الي يقين بداخلهم يربط طباعه بانتقام القططه
انتهت استنتاجاتهم حول ماربطني بعصام الي يقين يقسم عليه البعض دون ان تخالجه ذره شك
ودليلهم ممثل في استداره جسدي وطريقه مشيتي .....
جائني نتفا من تلك الحكايا واخترق سمعي ما اطلق علينا فيما بينهم علي سبيل السخريه ..... قيس ... و ... ليلي .

وعلي عكسي تماما كان رفيقي متبلد الاحساس
لم يحفل بكل المثار من حولنا وعده من ترهات الطبائع البشريه وسلوكها في التنفيس عن أخفاق بنهش الاخر والانتقاص منه
وحينما لم استطع التماسك يوما وانسابت دموعي امامه اخذ يداي بين راحتيه وقال .....
انوفهم تشتم خوفك مما يثار فتجاهلهم كما تتجاهل نباح كلب من خلفك لا يبغي سوي استثاره خوفك ليستشعر احساس زائف
بالافضليه ... فالتجاهل هو ترياق لوضاعتهم يصيبهم بالملل ويدفعهم للركض خلف هدف اخر سهل الاستثاره

لكن تجاهلي طال أمده في انتظار مللهم بلا جدوي و حمي الاهتمام بشخصي تنتشر اكثر فاكثر وتصيب حتي معلمينا
بل وتنطق لسان مأمون البدري معلم اللغه العربيه والشارد دوما في ملكوت الرب
حدجني بطرفه ذات يوم بينما كان يهم بمغادره الفصل ثم القي علي اسماعنا ابياتا من غلاميات عباسيه وكأنه يقصدني بالذات ..
سرعان ما التفت ميمي باتجاهي رافعا احد حاجبيه بفجر ومعقبا في غيره
- أيـــامك ياحلوه اتجدعي .... مصيرا تعفن وريحتا تفوح !!!
وارتجت الجدران من حولي ...........
كان المكان أشبه بالماخور وجنباته ترتج بصيحاتهم الهيستيريه

عيناي ترقرق دمعها رغما عني تبحثان عن ملتجأ عند من رموني به فأجده مازال في صمته ….

الي البعيد كان يصوب ناظريه ونظراتهم تخترقني وتعريني هابطه إلي ادني مايبغون من دركاتهم ...
كل ما فعله ان مد كفه فاحتوي قبضتي المرتجفه غضبا دون ان ينظر تجاهي ...... !!!

بين أصداءهم مال علي أذني محمود متسائلا في مزاح مشوب بخطله المعتاد واقترن سؤاله بدخول حيدر علينا
فخرج صوت المأفون وسط السكون الذي ران بغته وكأنه يصارخ عبر مكبر للصوت
_ جد صحي أنت أكله !!..
حدجنا معلمنا للحظه مأخوذا قبل أن يوقفنا منتهرا فقمت عن مقعدي والغصة بحلقي تخرج صوتي مبحوحا متحشرجا
ثم لم أتمالك نفسي فعدوت من الفصل منتحبا ..
عدوت إلي أن وصلت إلي دوره المياه وأغلقت الباب من خلفي وقد اسودت الدنيا أمام عيناي.

6


غادرت دورات المياه مفتقدا القدره علي الرجوع للفصل والمواصله فاتجهت صوب فنائي المفضل حيث شجره النيم العجوز
فافترشت الارض من تحتها استجمع شتاتي في انتظار انتهاء الدوام لاخذ حقيبتي واغادر ...
هنيهات وفوجئت بميمي يلحق بي ليبلغني ضروره مقابله استاذ حيدر بعد الدوام وان عصام ومحمود قد سبقاني و هما تحت
المساءله حاليا بمكتب الوكيل ودون ان ينتظر مني ترحيبا او يسمع ردا جلس الي جواري معتذرا عن ما بدر عنه و تسبب
في سوء الفهم الحادث .. ثم اخرج من جيبه سيجاره فأشعلها ثم التقط منها نفسا عميقا قبل ان يسند راسه
إلي جذع الشجرة ويبادرني متسائلا في خبث عن حقيقه سبب انهياري علي هذا النحو ......
ثم مضيفا أليس ما يقال فيه شيئا من الحق.
رغم لمزاته مس سؤاله حوجه بداخلي لشئ من تنفيس ..... ولم يكن كالبقيه لاحترز منه
لكن صعوبه الافضاء لم يقلل منها كون محدثي لا يمثل تهديدا يفزع او يفضح...
تنحنحت وتلعثمت كثيرا حتي استطعت اخراج ما حبسته لسنين داخل نفسي ...ثم ساد بيننا السكون لفتره قبل ان يقطعه
باحدي ضحكاته الماجنه وهو ينفث دخان سيجاره بوجهي ..فلما رأي ما علا وجهي بادرني
_ انت ما ملاحظ انو اكتر كلمه كررتها الناس الناس الناس ياخي ميتينك وميتين الناس
انت مفتكر لو قلبت بت حترتاح وقتها من كلامهم ولا خيالك صور ليك انهم حيجوك يقولوا ليك
اووووه سوري .... ظلمناك ..... طلعت بنت ونحنا كنا قايلينك بـــاطل
لا يا ايليا صح النوم الناس ديلا لو ما قويت عيونك ورفعت ليهم اصبعك ده ما بتاكل معاهم عيش
والمشكله انك خيبان وخمجان وكاتل ضلك والكلاب ما بتنبح الا نوعيتك دي ...
اما حكايه داير تبقي بت فخليني اسالك انت العاجبك في جنس البنات ده شنو !!!!
ديلا بهايم وانت خلاصه النوعين ... تقبل محل ما تقبل لا زول بسالك لا بختلك قيد وحالتك المابيها دي ما شجره
عشر قامت ساي في الخلا من الله خلق الانتايه والضكر خلقنا وخلق البدورونا وحكمه الله بنعرفم و بعرفونا..

نهايتو حاول تشيل الاوهام دي من راسك وما تقنب تتعولق وتقول مزيوره وراكباني لوليه
لامن تضيع عصومه من يدك وتخلي يفر منك
الراجل مافيهو كلام جسم ووجاهه وباكي فيك واسألني انا عمله نادره في سوق الرجال المختسكين
كمان وضعه المادي والاجتماعي ماشاء الله يعني جاياك تدردق ليك تحت كرعيك .. اللهم لا حسد..
حتي اليوم الحتخلو فيهو بعض حتكون اتعرفت علي ناس بنفس مستواهو ...
اسمع كلامي ده زين ودورو في راسك تمام ...
اي حلوه بيستثمر شبابه تمام عشان بالكتير كدي بيتحرق مع عمر الخمسه و عشرين

اما العواليق الحاسبينها دايمه فنهايتهم يا طباخين درجه تالته يا مدلكاتيه باليوميه


يتبع




أيمي عبد المنعم نجم الدين غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 23-03-2014, 05:28 PM   #[2]
أمير الأمين
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

هذه كتابة تستحق المتابعة
جميلة خطوات الحكى عندكِ يا أيمى



أمير الأمين غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 23-03-2014, 10:05 PM   #[3]
أيمي عبد المنعم نجم الدين
:: كــاتب جديـــد ::
الصورة الرمزية أيمي عبد المنعم نجم الدين
 
افتراضي

تسلم أمير ... واشكر لك متابعتك



أيمي عبد المنعم نجم الدين غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 23-03-2014, 10:08 PM   #[4]
أيمي عبد المنعم نجم الدين
:: كــاتب جديـــد ::
الصورة الرمزية أيمي عبد المنعم نجم الدين
 
افتراضي

7


حيدر رغم بطشه كان اقرب الاساتذه الي قلبي اجله لأبعد درجه ............ رغم علاقتة الوطيده بوالدي .
فوراء شدته كان معلما محترما بحق أدرك ما يغضبه فأتجنب بطشه وعدني من القلة الذين أسبغ عليهم رضاه وقربهم إليه ..
إلا أن حدث اليوم يختلف تماما عما اعتدت تفاديه ولا ادري مدي تفهمه له ولا ما ينتظرني علي يديه بمكتبه.
من علي البعد لمحت باب مكتبه مفتوحا علي مصراعيه فلما اقتربت منه أخذت أقدم خطوه وأرجئ الاخري حتي سلمت
بأنه لا مناص من المواجهه و من شده ارتباكي وجدت نفسي بمنتصف مكتبه وجسدي يرتجف قبل أن انتظر اذنه بالدخول .

كان يقف قبالته وكيل المدرسة ومعه احد الإداريين فحالت اجسادهم عن رؤيتي للجالس يرغي ويزبد ضاربا بقبضته علي
سطح مكتبه فأزاد قلبي ارتعادا و أيقنت أن شخصي محور حديثهم من خلال بعض المفردات المتناثرة ..
غريزه البقاء صارختني بضروره الهروب الا ان السبيل الي ذلك كان مستحيلا بعد ان لمحني فصرخ باسمي بصوت كالرعد
ووجه تتطاير منه الحمم فصرت قاب قوسين او ادني من ان يغشي علي .....
في ثوان و قبل ان اجيبه كان امامي و كفه يطير في الهواء عاليا قبل ان يحط بشده علي خدي في صفعه
اطاحت بنظارتي والتقطت اذناي صوت تناثر زجاجها متهشما علي الارض …
فخرج وكيل المدرسه مرتعدا وفي اثره ذاك الاداري ...بينما كانت الصفعات تتوالي علي وجهي وعنقي

_ ارفع وشك مدنقر مالك زعلان عشان قالو ليك أكـــــــــــله وما زعلان من اسم ليلي
انت بتقبلا كيف دي .. يا ولد ما ترد علي
صرخ بوجهي وهو يصفعني تاره اخري
_ الحاله ابوك موصيني أأدبــــك .... وانا المغفل كل مامره بقول ليه ماف طالب عندي في اخلاقه
وانتو عاملينها لي اندايه يا انجاس يا أولاد الكلب ... اصلي قاعد طرطور في المدرسه وريني شنطتك دي
نشوف ليلي جايه المدرسه وجايبه معاها شنو
كلونيا ... مشط .. مرايه ... ابره وخيط
هه ..... حق فازلين يا بـــــــــــاطل .. انت جاي تدرس ولا جاي تتلاوط لم عفنك ده والمدرسه دي تاني ما تخطي عتبتا
لامن نشوف اخرك شنو
لملمت بقايا كرامتي المهدره مع المتناثر علي مكتبه من حاجياتي بينما لفت نظره دفتر يومياتي فانتزعه من بين يداي
وهو يطردني خارجا حيث كان الجميع بالخارج اساتذه وطلابا قد وقفوا بالفرنده المقابله يستطلعون مايحدث
فعدوت باتجاه باب الاداره الخارجي مزيحا عنه صول المدرسه رغم استماتته في منعي ثم انطلقت خارجا
لا ادري الي اين تقودني قدماي......
صدري منطبق وقد اسودت الدنيا امام عيناي ... ماكنت افكر حينها الا في التخلص من حياتي
ووجدت قدماي تأخذني دون ان ادري الي شارع النيل ..
جلست تائها وساقاي تؤلماني بشده والاحساس بالغبن اجد مرارته كالحنظل بحلقي ودموعي تنسكب انهارا
بجوفي دون ان تذرف مقلتاي دمعه واحده
لا ادري ماافعل ... ولا إلي من التجأ ... وطيف ميمي يترائي لي هازئا فيزداد قلبي انقباضا ...
والمستقبل يرتسم في مخيلتي مظلما وكئيبا
لحق بي عصام بعد فتره فجلس بجانبي مادا إلي حقيبتي دون أن ينبس ببت شفه
جلسنا صامتين لفتره لا يدري احدنا مايقوله للاخر حتي كسرت حاجز الصمت بعد فتره متسائلا
_ حيدر اتكلم معاك في حاجه ....ولا المسأله خاصه بي براي
فأجابني دون أن يلتفت إلي
_ اترفدنا من المدرسه أسبوع ... ثم التفت إلي مكملا
_ أنا ماعندي مشكله أنا شايل همك أنت بفكر من قبيل نمش لأستاذ حيدر اكيد حيكون بقي اهدي نشرح المساله ونفهمه الحاصل
فهززت كتفي غير عابئ
_ هو ما مستعد يسمع اصلا ده حتي ما سألني منــــــ . . .
لم استطع اكمال جملتي والألم يزداد ضراره وينشب مخالبه بساقاي فيتمكن
قال الطبيب يوما لوالدتي وهو يخط وصفه المسكنات الم ساقيه عارض نفسي فالتمسي له معالجا أو مختصا ..

ما ان سمع والدي بالتشخيص حتي ثار وزمجر ثم راح يوفر لي انواعا مختلفه من تلك الاقراص

ومن يومها وجيوبي لم تخلو منها ..إلا في هذا اليوم الشؤم .
بالكاد استطعت التحامل عليها وبمساعده عصام عدنا للمدرسة فأجلسني علي الحوض الأسمنتي قرب متوضأ المصلي
وقبالتي في صمت مطبق اقعي مشمرا عن ساقاي يدلك ويصب عليهما بعض الماء والألم يزداد حتي تمنيت بترهما
فلما أيقن عدم جدوى مايصنع تركني لابتياع مسكن رغم ممانعتي
فالمسافه بيننا وبين اقرب صيدليه بوسط الخرطوم بعيده نوعا ما .
تواجدنا علي مقربه من مقصف المدرسة استرعي انتباه أدروب بالداخل فخرج مستطلعا الأمر بينما كان عصام يغادر
فوقف الاثنان لهنيهة يتكلمان بما لم تلتقطه أذناي قبل أن يكمل عصام طريقه بينما دنا مني الأخر مبديا رغبته في تقديم المساعدة
مادا يديه يتفحص ساقاي باهتمام ..ثم عرض علي الاستلقاء علي فراشه بداخل المقصف..
ودون ان ينتظر ردا كان يقيمني حتي اسجاني علي فراشه ثم اتجه صوب البراد بالزاويه فاخرج قنينه مشروب غازي
قدمها لي بينما كان يجر مقعدا خشبيا الي جواري ويغلق الباب علينا باقدامه ثم توقف لبرهه قبل ان يجلس
وكأنه أستشعر لتوه حراره المقصف ... فراح يخلع عنه جلبابه مستبقيا عليه مايشبه الازار.
رغم خموله وماعبق الاجواء من انبعاث رائحه عرقه الممزوج بما يشبه رائحه التيوس فقد شد انتباهي صلابه بنيانه
وتراص عضلاته دون ترهلا لبطن او تهدل لصدر فاسرعت بغض طرفي عنه بينما انطلق رذاذ لعابه في وجهي
تكاد الكلمات لا تاخذ حقها ما بين حنجرته ولسانه من تدافعها
بين ساحه باخوس وازالتها ومابين حكايا سخف الصبيه واستغلال الاداريين اخذ يثرثر دون انقطاع
وألمي لا يدع لي وعيا للاستيعاب .... فقط أومئ براسي تاره يمنه ويسره وتارة بما يفهم منه الدعوه للمواصله
ثم عاد بين حكاياه يمد يده كل هنيهه متفحصا ساقاي ...
وبين كل مد واخر راح يتسلل دابا بقلبي احساس يتلاعب بهواجسي في ابهام
بينما عقلي مايزال مفندا يعاود تذكيري لا تشطح فاريحيته معك من بديهيات عالم الرجال.
وبدا له في ثرثرته أن ينكص عائدا ليتناول حكايا ساحة باخوس وحقيقة ماكان يدور فيها معددا أسماء بعضهم
وما كان يفعل بهم وراحت قسمات الثرثار تعتليها تعابير متأبلسه ... فيما يعدد مفاتن الصبية ورغباته المتأججة

اخيرا استجاب عقلي لهواجسي فتخلي عن ترهاته ... فاي تأويل يصرف ما استبد بي ماعاد الا ضربا من جنون او مجون

سرعان ما كنت أقيم جسدي عن فراشه والألم بساقاي قد بلغ منتهاه وصوب الباب تسارعت خطاي ..
شاكرا حفاوته وشاكيا حرارة المكان ...
ثم لم اشعر إلا ومعصمي يكاد ينفصل عني وقبضته تعتصره بقسوة قبل ان يطير جسدي عاليا
ثم يعود فيرتطم تارة أخري بالفراش ..
جسده المتعرق ورائحه انفاسه يستفرغان جوفي واصابعه بعصبيه تحلان عنه أزاره ثم بجنون مرتجف تتجه لتمزيق بنطالي

بيد مرتجفة .تشبثت بالقنينة ..وبالطرف الناتئ من الفراش كسرتها ورحت بكل قوتي أسدد ضرباتي بكل اتجاه

لم أكن اسمع في الصمت المطبق سوي وجيب قلبي وخوار البغيض
ثم بكل الحنق المتصاعد داخلي سددت اليه اخيره وخرجت وقد زال عن ساقاي ماتعانيانه
بينما يدي مازالت متشبثة بماتبقي من القنينة تتقاطر منها الدماء .

امام المتحري جلست وحدي علي مايشبه الاريكه بينما كانت المسأله يتم تسويتها في كتمان والاخرين وقوف من حولي ...
لا ادري ما خطه المتحري متحايلا ولم يثر فضولي التساؤل عن مصلحه ادروب في التسويه وتسريح من انساه للابد فحولته
بجانبي وقف الشيخ يحاول باستماته كتمان ابتسامه فخوره تتراقص علي شفتيه وقسماته تحمل لاول مره رضاه عني
كأن حادثتي ودفاعي عن جسدي قد اراح وساوسه وبدد ظنه الاثم للحظه
تعبير وجهه لم يماثله في الغرابه سوي شعوري بمدي سخف لهفتي فيما مضي علي شيئا مما ارتسم علي سحنته الليله بغباء.

ليلتها حتي حيدر هو الاخر بدا غريبا وهو يودع ثلاثتنا انا... ووالدي.....والابتسامه الفخوره مشيرا الي ان خدوشي السطحيه
لن تستدعي غيابي يوم الغد عن المدرسه .... وكأن ما كان من امري معه قد طواه النسيان أوكأن لم يكن..
بينما لحق بنا المتحري خارجا مسديا الينا تحذيره بتوخي الحذر ... فان أولئك القوم لا ينسون ثاراتهم البته.

تناهي لعلمي بعد عده سنوات أن أدروب قضي نحبه ذبحا علي يد احد بني جلدته بعد حادثتي معه بشهور ...
كانت قطط سواكن بريئة تماما مما نسب إليها وكانت أنتهاكاته لاجساد المردان ببلدته هي ما أفضت به لحياه الترحال
والاعتزال ثم أودت بحياته أخيرا وكان المتحري صادقا حينما قال إن القوم لا ينسون ثاراتهم البتة ...
8

صباحا بينما الكأبه مازالت تجسم علي صدري وعقلي مازال يصر علي الاجترار تم اخطاري ان السيد حيدر يود رؤيتي
قبل اصطفافي بطابور الصباح.. رغم مابي حمدت الله ان جنبني مواجهه تلك الاعين التي استرعتها طلتي باول الفناء
وان كان قلبي قد بلغ الذروه في الانقباض ما ان برزت امام عيناي ذكري ما حدث بمكتبه ظهيره البارحه ..

كان باب مكتبه مفتوحا علي مصراعيه فابصرت عصام قباله استاذ حيدر جالسا مطرق الرأس..
ما أن لمحني حيدر حتي دعاني بتلطف للدخول بينما بدا الارتباك واضحا علي محيا الثاني فقام عن مجلسه
مستأذنا في لهوجه ودون ان يتكلف ردا علي تحيتي ..
فقام علي إثره معلمنا ليغلق باب مكتبه من خلفه ثم عاد فجلس قبالتي مسندا مرفقه الي طرف مكتبه
وبادرني بقوله انه اطلع باهتمام علي دفتر يومياتي ... أخذت لوهله فلم انبس ببنت شفه
لا ادري ما وصل اليه فهمه وكلي يقين باني حاله يستعصي فهمها علي جميع من حولي .
سكت لهنيهه قبل ان يتابع وكانه يقرأ ما يدور بداخلي مضيفا بان حادثتي مع ادروب بالاضافه لما طالعه بدفتر يومياتي قد
اوضحا له ابعادا من الصوره كانت عنه غائبه ومبديا أسفه واعتذاره عن ما بدر منه .

_ من خلال يومياتك عرفت انك سعيت لعرض حالتك علي دكاتره بس ما لقيت دعم من الاسره
انا حاليا بقترح لو بتقبل تدخلي اني اساعدك في الحته دي
بيني وبينك ... وبعد ما تتضح الصوره ممكن نقعد نتكلم مع الوالد ونشوف كيف ممكن نتعامل مع المشـــ
قاطعته
_ مستحيل مسأله الدكتور عند ناس البيت اصلا مرفوضـــ
فاسكتني باشاره من يده وأكمل
_ ابوك يا أيليا خايف عليك من كلام الناس ما أكتر ...ويمكن شايف انو الفيك ده مجرد دلع
بس بعد يوم امس افتكر انه حيكون راجع نفسه .
المهم حسي انا دايرك تكون اقوي من كده ....وكان شعرت انك داير تبكي ..تعال واقفل عليك المكتب و ابكي للصباح مابسألك....
بس قدام زملانك لا .....وبعدين نص النهاريه انشاء الله حنطلع سوا للدكتور ..
اتم جملته ثم قام عن مجلسه واتجه لمكتبه فالتقط دفتري وعاد فمده الي وهو يطلب مني اللحاق بصفي وتهيئه نفسي حسب الميعاد



9

خرجت من عنده بغير الاحساس الذي دخلت به .. ربما احسست ببعض الارتياح كونه علي الاقل انصفني واعتذر
لكني شككت في نواياه ولم استسغ تفهمه المفاجئ وعكر صفوي التسائل عما دار بينه وبين عصام
بداخلي احساس يقيني بان حيدر قد تناول معه شيئا من امري لا ادري كنهه ..
واقصي ما اخشاه ان يكون مما دونته بيومياتي عنه
لكن عصام فضل الصمت المبهم
لم يتكلم ..او يصرح باي شئ ...حتي خروجي مع السيد حيدر لم يثر ادني اهتمام لديه او تساؤل ومر عليه مرور الكرام ...

اما انا والسيد حيدر فلم نتفوه بكلمه واحده حتي بعد ان اتخذنا مجلسنا بصاله الانتظار الخارجيه للعياده ظل كل منا
متمسكا بذات الصمت ... كنا مشغولي البال بما قد تسفر عنه تلك الخطوه وان كان رجاء كل منا يختلف عن الاخر ....
اعتقد انه جارا رغبتي وفي ظنه ان الطب كفيل بطرد الهلاوس عن عقلي
وجاريته انا مستغلا الفرصه التي لاحت لي بغته وفي ظني ان الطب سينصفني لا محاله
حينما حان دورنا في الدخول كان التوتر قد بلغ بنا منتهاه ..... ثم تحول الي احباط بنفس الدركه
فقد رأي الطبيب عدم بدء جلساتي الي ان اجري بعض الفحوصات المطلوبه
واحالني بالاسم الي احدهم بمعمل (استاك) ...


عند عودتي للدار ادركت ان السيد حيدر كان قد تحدث مع والدي في شأن تلك الجلسات فقد استشفيت الامر من خلال
تعليق الشيخ المستفز في أمله في اصلاح اعوجاجي
الغريب ان تعليقه لم يستفزني كما السابق ولم يحز في نفسي وقعه ... اما ما كان من السيد حيدر ومخالفته لاتفاق السريه بيننا
فلا انكر ان الامر قد احبطني في البدايه وهز ثقتي به لكني وبمضي الايام حمدت له ذلك بعد ان لمست هامشا من الحريه
اتيح لي وكفاني التعرض لاسئلتهم المستفزه التي تفترض مسبقا كوني كائن جنسي ما ان يفك اساره حتي يعيث في الارض فسادا.

وفي خلال سته ايام صامته برفقه استاذي كنت قد انهيت كافه المطلوب مني واستلمت مظروفا بكل نتائج الفحوصات..
رغم تلهفي لمعرفه مافيها الا ان الطبيب فضل اطلاعي عليها بعد عده جلسات ريثما يدرس حالتي بدقه …
ثم احالني الي إحدي مساعداته لمتابعه بقيه جلساتي تحت طلب مباشر منها ...


بطبيعه الحال كان من الصعب علي اصطحاب استاذي في كل جلسه لذا ابديت له رغبتي في الذهاب وحدي
فلم يمانع بالامر وابدي سعادته بما لمسه من حماستي ورغبتي في ايجاد حل لمعضلتي
وهكذا استمرت جلساتي اليوميه لحوالي الشهرين .
لم يسألني عصام خلالها مره واحده عن سبب مغادرتي مبكرا او حتي لما انقطعت عن دورسنا المسائيه ...
كانت تصرفاته معي مبهمه عصيه علي ادراكي او فهمي بيننا حواجز غير مرئيه ولا معلنه تزداد علوا مع الايام
و تجبرني علي التعامل معه محملا بذنب لا ادرك كنهه ولا اسبابه ....
وكأنني اجرمت في حقه او لعله اتخذ سلوك كل من اقترب مني وعلم مصابي
محاولاتي لفهمه لم تك تسفر عن شي سوي ربط تغيره بشخص السيد حيدر وما قرأه بيومياتي
فهداني عقلي الابله لطريقه اوقف بها دوامه فكري وتمكنني من وضع نقاطي علي الحروف التي شوهها فهم الباطش
فدسست يومياتي بين دفاتره ليطلع بنفسه علي ما دونته
في صبيحه اليوم التالي مد لي دفتري في فتور موضحا باني نسيت شيئا يخصني بين دفاتره
ومطمئنا اياي بانه لم يفتحه لخصوصيته.
سألتني معالجتي يومها .. كيف شعرت حينها


فاجبتها شعور لو اني وضعته في كفه ووضعت كل سوء مسني خلال حياتي مضاعفا في الكفه الاخري لرجحت كفته

ليته احتفظ بيومياتي وتغابي كعادته متجاهلا ...

فقالت ابجديات مهنتها تحتم عليها عدم التورط انسانيا مع من تتابعهم لكنها لم تستطع منع نفسها من التفاعل معي
وتطبيق تلك القاعده طوال الفتره السابقه .... ثم اعتذرت عن متابعتي وأرجعتني تاره اخري لمتابعه جلساتي مع استاذها ..

10

اصر السيد حيدر علي مرافقتي في اخر جلسه لي وبصاله الانتظار بالعياده جلس قبالتي اشد قلقا وتوترا مني ينتظر علي احر من الجمر
دورنا في الدخول ولم تنبسط اساريره الا حينما القي الطبيب علي اسماعي كالغربان خبر الشؤم
جميع فحوصاتي سليمه فيما عدا فحص يؤكد وجود مشكله في مستقبلات الهرمون
استدرك الطبيب مكملا ان حالتي اصعب مما يتصور ولا تعدو عن كونها لعنه تصيب امثالي وانه وعلي الرغم من انطباعه عن اسرتي
والمعلومات التي استقاها مني عنهم فانه يفضل مقابلتهم كمحاوله لشرح الحاله ومناقشه خيار اجراء جراحه تصحيح جنسي
بشكل موسع لتدارك الامر .
قاطعه حيدر متأففا ..
_ مسأله ما محتاجه شرح ولا مناقشه علشان مفروضه اساسا .. كيف شاب كامل الرجوله تعملوا ليه عمليه تغيرو خلقه الله.

_ يا استاذ حيدر .... انا بتكلم بصفتي المهنيه والحاله القدامنا دي مابتفرق عن حالات التخنث الخلقي

بتتصنف كعيب خلقي بيصيب مخ الجنين وتخليه مختلف جنسيا عن جسده .. وبعدين كامل الرجوله دي منو بيحددا ؟؟
فقاطعه حيدر تاره اخري بعنف ...
_ حتي لو ده رايك ماتقولو قدام الولد وتدخل راسه فكره ملعونه طالما المسأله في العقل يبقي علاجها نفسيا ممكن
_ خيار العلاج النفسي ممكن لو كانت الحاله عندها مشكله نفسيه نتيجه لمؤثر خارجي لكن الحاله البنتكلم عنها
اتخلقت بالاختلاف ده وما اكتسبته ولو كان خيار العلاج النفسي متاح للحاله دي ماكنت حاطرح فكره التصحيح من اساسه
كل الابحاث الاتعملت لحد يومنا ده بتقول ان العله عضويه .... ومافي دكتور واحد يقدر يتجاسر ويدعي انه قدر يعالج
حاله واحده بالشكل ده نفسيا .....
سكت لهنيهات اخرج خلالها سيجاره واشعلها قبل ان يكمل


_ مفروض اوضح ليك الصوره كامله ونتائج خيارات العلاج المتاحه في بلدنا بالنسبه لحاله أيليا
ممكن تلقي دكاتره في بلادنا بيدعموا فكره حمل الحاله علي التأقلم
لكن من واقع خبرتي ومتابعه الحالات المرت علينا اقدر اقوليك النهايه حتكون سيئه
كمان حتلقي جراحين بيجروا جراحات تجريبيه في المخ ويتلاعبوا بمنطقه الاحساس بالجندر والناتج حيكون بشري
بدون جنس محدد او يمكن مشلول او فاقد للادراك ونتائج العمليات دي مامحدد كمان هي جراحات مجرمه دوليا
_ وعمليات تغيير الجنس هي الحل وما مجرمه دوليا !!!
_ يا سيد حيدر مافي قدره بشريه في الوجود ممكن تحول ذكر سليم الي انثي او العكس
لو اخدناك انت كمثال للتقريب واخدنا أيليا ..واجرينا ليكم اللازم من جراحه وعلاج هرموني لحد ما شكلكم الخارجي
اتغير تماما ... اتخيل جنسك العقلي البيحمل هويتك الجندريه كذكر مكبل بكل الالتزامات البيحددا جنس شكل جسدك المختلف …
والعقل والارث المجتمعي بيطالبوك بالتأقلم والسكوت والتعامل كانثي ..
تفتكر منو فيكم الحيكون ناجح في جنسه الجديد انت ولا أيليا
_ احتمال ......... أيليا
_ أها السبب الخلاك تحكم علي نفسك بالفشل وعلي ايليا بالنجاح هو البنسميهو الجنس الجندري المفطور داخل كل انسان
للسبب ده الجراحات دي بنسميها تصحيح جنس ...ما تغيير جنس اظن الفكره وضحت وكمان الفرق بين المصطلحين.

_ بس حتي لو افترضنا خيار العلاج بالعمليه ... برضو ما حيقدر يمارس حياته كانثي وبعدين المساله دي حرام

_ الجندر في حياه الانسان اهميته مامحصوره بس في التناسل ليهو ادواره المجتمعيه والصحيه والنفسيه
اما لو حنتكلم بالدين فخليني اسالك الاهم شنو العقل الهو مناط التكليف ولا الجسد ...
ما تفتكر اني بدعي ان التصحيح حل سحري ممكن يحل كل الاشكاليات البيعاني منها ايليا ولا الممكن يواجها بعدين
بس حسب الواقع الجراحه في الحالات دي هي انسب واصح علاج حاليا
وللاسف في بلدنا ده لو فرضنا لقينا الجراح صاحب الخبره ما اظنو ممكن يغامر بعلاجه لان المجتمع البيتساهل
مرغم قدام حالات التداخل الجنسي الواضح وتصحيحها ما بيعترف نهائي بحالات الانفصال الجنسي بين العقل والجسد
وبيعتبره شذوذ وتصحيحه تغيير في خلقه الله.

بينما كنت احاول الاستيعاب كان السيد حيدر يوقفه بين الفينه والاخري معارضا .. او مستفهما فغبت عنهما أكثر من مرة
ثم أفقت على صوته وهو ينهي مقابلتنا .

_ دور الاسره مهم للغايه في العلاج والتوجيه والمتابعه ..فياريت لو تقدر توصلهم لينا علشان نصل لحل مع بعض
في كل الاحوال من المهم الاختيار من حسي يا يستمر زي ماهو كده ويصبر ويحاول يتأقلم ونساعده في الحد من النتائج
والمشاكل المترتبه او انهم يعترفوا بالمشكله ويعالجوها صح رغم انو الجراحه كان يفضل لو تمت من وقت بدري شويه .

الاختيار .. ومن له حق الاختيار ... هل يترك للشيخ الذي يعتقد ان وجود القضبان سببا كافيا لصنع الرجال ...
ام يترك لوالدتي المتردده ...ام ان الدائره تتسع فتشمل كل من حولي وثقافات ... ود القبيله وشيال التقيله والسيل المنحدر
نظرت إلى الطبيب... فتهرب من نظراتي وادعي مطالعه بعض الاوراق ...
الأمر إذن واقع جد ثقيل ... وتوقف السؤال علي طرف اللسان لتنسكب دموعي حارقة ما تبقى لي من أمل
على الرغم من إدراكي القليل إلا أنني كنت آمل أن يقول .... أنثى او خنثي وأن هناك خللاً بسيطاً قابل للإصلاح ..
او حتي ان ايامي بالحياه معدوده ...
لا ان يتفزلك لاكثر من الساعتين ثم يسلمني لحاله مابين الموت والحياه دون ان يحدد مصيري
أهو اضعف من مواجهه الاعين المتقززه والنفوس المستاءه فيترك الخيار في تحديد ماهيتي حسب ما يستسيغون
دون حساب لقدرتي علي التحمل او الاستمرار
ومرة أخرى مر الموت على بالي ونطق به لساني
لكن حتي خيار الموت بدا لي خيارا جانحا بعمق الخيال غارقا في الترف محاطا بذات اللعنات

والتفت الي ليسترق نظره والتقت عينانا حدقاته لبثت لهنيهات حيري وكانه لم يجد مايقوله الي ان تفتق ذهنه فأقترح التذرع بالصبر
_ أي صبر ..... ؟؟؟؟
اعلم ان الصبر يكون بانتظار الفرج ولا اعي مفهوما للصبر هكذا بلا امل .

اما حيدر فكأنه انتبه لتوه لما خرج من بين شفتاي فانتهرني
عايز تنتحر ... عايز تخسر دنيا .... و..... اخره



دنيا ... واخره

ألم تقرأ بيومياتي سرد ما حدث ...فاني اعيده عليك عل ربك يستمع ....
قد التجأت اليه واطلت المقام رافعا كفاي بحثا عن امل وعباده من خلفي مشغولي البال بما سيجلبه وجودي من علل ..
يستفتون شيخهم في امري ومايثار من حولي
فانفرد بي ذات مساء مناصحا .. ان اخشوشن فان مع كل امرأه شيطان ومع كل امرد بضع عشر شيطانا
فاجبته بخفوت .. افعل ما بوسعي لكنها اراده منشئ الارض والسماء ...فانتفض متشنجا
اتق من خلق الكون فاحسن التقدير و التدبير .... وقل بل بما كسبت يداي
لا يكفي وسعك لاباحه النظر لامرد حلو المحيا مثير للفتن وسعك وصلاتك لن تغني عنك شيئا
ملعون انت في مبتداها وفي اخراها ... ملعونا انت عند من سواها...

انتبهت بينما كان السيد حيدر يوقف سيارته علي بعد شارعين من دارنا يطلب مني الترجل ... وكانه يكرر ماغاب عن سمعي ....يا ولدي مد حبل الصبر واحسن ظنك بالله انت مامسلم ...!!!!!!!!




أيمي عبد المنعم نجم الدين غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 23-03-2014, 10:10 PM   #[5]
أيمي عبد المنعم نجم الدين
:: كــاتب جديـــد ::
الصورة الرمزية أيمي عبد المنعم نجم الدين
 
افتراضي

11


مضي مايقارب السبعه ايام منذ ان تركني السيد حيدر قرب بيتنا وانا طريح الفراش
قبل ان اودعه انتزع وعد مني بمتابعه الطبيب فحنثت بوعدي مرغما رغم المرار بداخلي الا ان وجود شخص
كالسيد حيدر يبذل مابوسعه لانتشالي مما انا فيه لم يدع لي مجالا سوي للانصياع اليه بكل طيب خاطر ..
حتي وان كنت لا املك افهامه باني لست مخبولا يترائي له من الهلاوس ما لا يراه غيره
ولا املك ان اري بعيون الاخرين مالا اراه فاقحمه في عقلي اقحاما
ما ان احسست بشئ من القوه يدب بجسدي حتي كنت اوفي بوعدي بينما كان هو يبذل جهده كي اواكب المنهج
ولا اتخلف دراسيا عن بقيه زملائي حتي عدت للمدرسه فمايزال يتعهدني ويتفقد مدي استيعابي لما فاتني حتي ادركت معظمه

اما عصام ورغم تفضيلي الابتعاد عنه ... فقد وجدت نفسي تنساق اليه مرغمه بحثا عن عزاء لكني لبثت في الهوان

حينا أحتمل منه قسرا ماأكره والحقيقه الماثله بعقلي وصفعات تجاهله المتتاليه تحيلني لذات النقطه الصفريه
حتي دعاني استاذ حيدر يوما لمكتبه بعد ظهور بعض نتائج الاختبارات الدوريه فعاتبني علي ما عده استسلام
ويأس من قبلي يؤثر علي مستواي الاكاديمي ..
كنت اقف امامه مطرق الرأس في صمت لا اجد ما اقوله فدعاني للجلوس
وساد بيننا الصمت لفتره قبل ان يقطعه متلعثما ليتناول بعض الاسباب التي يراها سببا في تردي مستواي ومنها علاقتي بعصام
حدثني بانه من وضع حدودا بيننا ... دون ان يدخلني في الصوره منعا للاحراج مبررا موقفه ومختزلا الاسباب
في كوني لم افهم طبيعه الصداقه وحدودها فاندفعت متخطيا اسوارها دون ان اعي ان اهتمام صديقي لم يكن سوي تفهم منه
عطوف جعله يستعين باخته _ سعاد _ المعالجه النفسيه ومساعده دكتور حامد لانتشالي مما انا فيه
وان عصام من كان وراء الاقتراح واقناعه شخصيا بالتدخل للمساعده .
اكمل مايريد قوله ثم نصحني بالنظر بتعقل للات من ايام دون ان انسي حساسيه وضعي وحقيقه جنسي وسرابيه عواطفي الخرقاء.

وخرجت من عنده احاول لملمه بقيه كبريائي وكرامتي المهدره واعيد بناء حواجزي المهدمه
اظنه استحسن ابتعادي وكأن تصرفي اراحه وهيأ اليه مبررا لهجراني والانتقال من مجلسه

وكان انفصالنا واضحا للجميع ...
تمضغه الافواه محلله سبب الجفاء ..... البعض يقول نال مراده وأكتفي واخرين ادخلوا السيد حيدر كمنافس
مدللين علي مقالتهم بما لمسوه من تغير معاملته وتلطفه معي
وعصام لا يكترث
شيئا فشيئا طمع البعض في النيل مما ظنوه جسدا مباحا .....
احدهم متلطفا ...بينما البعض يعتقد الوقاحه وضوحا ....واخر يظن اني بالاصل لا املك حق الرفض ومن بين تلك الفئه الاخيره
كان قرناص معلم بالمساق العلمي ...انتقل لمدرستنا حديثا واستدعاني يوما لمكتب المعلمين
وهناك مد يده بكل صفاقه متحسسا صدري
كان ما فعله بمثابه القشه التي قصمت ظهر البعير ....
انفجر بركاني وانشقت الارض عن حيدر ومن خلفه رؤوس البعض مستطلعه
وتقلص قرناص بمقعده مرتعدا كفأر بمصيده ..
خيره استاذ حيدر مابين المغادره بكرامته او تقديمه لتحقيق رسمي ... فاختار الانتقال
ظننت وبعض الظن اثم ان الحادثه الاخيره كفيله بأخراس السنهم عني لكنها زادت النار استعارا واججت السنتهم
علي نحو ابشع مما كانت عليه
فلم انتبه انني في خضم مشاحنتي مع قرناص كنت استخدم ضمير ساكنتي …
ولم ينبس عصام ببنت شفه .....


ثم حل شهر رمضان واتفق زملائنا في مركز الشباب علي تحديد يوما نجتمع فيه للافطار بحدائق الشعب وكلفوا عصاما ابلاغي
يومها فقط تحدث معي ودعاني الا احجم عن المشاركه بسبب التوتر الحادث بيننا..
بصعوبه تمالكت نفسي واستعصمت ببقايا كرامتي المهدره فتركته واقفا يحادث نفسه دون رد مني رغم اني عزمت علي
المشاركه كنوع من التحدي ورساله يفهم منها قدرتي علي متابعه حياتي بعيدا عنه ..
في اليوم الموعود وبعد الدوام لم اتوجه الي مركز الشباب كما كان مقررا بل غيرت وجهتي تجاه السوق لشراء بعض لوازم
الافطار ومن ثم اتجهت الي الحديقه مباشره وهناك كان محمود برفقه ميمي ينهيان تهيئه المكان في انتظار الشباب فاخذت عنهم
مهمه تكسير الواح الثلج وتعبئه حافظات المياه ..وبجانب صنابير الحديقه ومن خلال فراغات السور الحديدي لمحت من علي البعد زملائنا وقد بدأوا

يتوافدون ازواجا وفرادي فحاك في قلبي شيئا من الذي ليس بأثم
ثم مرت ثوان معدوده وصدق حدسي ..
كان الاثنان متخلفين عن المجموعه ..عصام منهمكا في حديث مع كوثر بينما هي تتضاحك متمايله عليه سرعان ما كنت اغلق صنبور
المياه واغض بصري
رجعت الي المكان مع ارتفاع صوت المؤذن بخطي متثاقله والكل في هرج ومرج وعصام يناولني بضع تمرات بكل بساطه

قبل ان يصطف مع الاخرين لاداء الصلاه فانتهزتها فرصه للهروب وعدت تاره اخري الي صنابير المياه بطرف الحديقه

فتوضئت وقمت اصلي وقلبي يئن بين اضلعي

لم ادري كم لبثت وحدي حتي ظهر محمود من علي البعد مستفسرا عن سبب اعتزالي للجميع

وكأن قسماتي كانت كتابا مفتوحا فما ان صار بجواري حتي تسائل ببساطه اهو بسبب ما لاحظه الجميع

من الانسجام الحادث بين_ ود ابرق _ وانثاه
لم اجد عندي طاقه لافتعال او دفع فاكتفيت معللا سببي ... الم براسي ورغبه في الرحيل ..
فغاب لبعض الوقت ثم عاد ببعض الاقراص واخبرني ان عصام انطلق للخارج يبحث عني

فتناولتهم من يديه شاكرا لكنه لم يمهلني فمد يده وامسك ذراعي حتي اتينا الجمع

فجلست شاردا الي ان عاد عصام من خارج الاسوار وجلس غير بعيد مني

اري في عينه تساؤل عما حل بي وعن سبب شرودي وانا احاول عبثا التملص من نظراته

حاول ان يقترب في جلسته مني فابتعدت عنه ولم اجد سوي الاستلقاء علي العشب بدعوي الفتور ..
كان ماتبقي بداخلي من قوه بالكاد يكفيني للتماسك وحبس عبراتي باستماته خوف انفلاتها امامه فاصبح اضحوكه الحاضرين

لبثت في مكاني حتي اقتربت الساعه من العاشره مساءا وأنفض السامر بعد ان اصرت الفتيات علي المغادره لتاخر الوقت.
ومدت كوثر كفها نحو فتاها ليساعدها علي القيام ثم تأبطت ذراعه وأراحت ثديها عليه في تغنج تشتكي التواء كاحلها وبعد المسير

عندها فقط دب النشاط بجسدي فقمت مسرعا تحدوني الرغبه في التلاشي من بينهم قبل ان انهار فكنت اول المغادرين
فناداني متلعثما بينما ذراعه ترتخي عنها في ارتباك متسائلا عن سبب العجله
واحاطتني عيون الجميع متسائله فلم اجد بدا من تخفيف خطاي وانتظار المتباله المتقمص لدور الغرير
ما ان وصلا الي حتي رجاني الابطاء ومرافقتهم .. فامسكت علي مقلتاي بشق الانفس حتي انتهي ثم استدرت
وشددت خطاي اغالب الم ساقاي ... لا اروم سوي الاختفاء من مد ابصارهم
حتي نال مني الألم وألجأني لاسوار كليه العلوم وقد عجزت عن المواصله
ماهي الا بضع دقائق وكان الجميع قد لحقوا بي ثم تحلقوا من حولي
وكانه هلع لما راي حالي فتغير وجهه وبادرني مستفسرا عن اقراصي قبل ان يقعي تحتي مشمرا عن ساقاي
وطالبا مني الاسترخاء بينما صاحبته من خلفه تمط شفتيها باذدراء
فازحت يده عني وبحنجره عاجزه عن الكلام اشحت بكفي ان أكملوا مسيركم ودعوني وحدي في سلام
فابدي اعتراضا واصر علي الانتظار بقربي
عندها فقدت القدره علي التماسك ..
وكاني لست انا من تندفع الكلمات من بين شفتاه
لا اذكر حرفا واحدا مما تفوهت به ..لكني اوقن باني قد هتكت استاري وتاهت عن عقلي حينها فضيله التماهي .
ثم اوقفت سياره اجره وغادرت المكان
والوجوه من خلفي مشدوهه فاغره .
12

غالبني النوم حتي شق سكون الليل صوت المؤذن يرفع النداء الاول للصلاه ..فاستعذت بالله وقمت عن فراشي
بجسد منهار وعينان بالكاد ينفرج جفناهما ثم دلفت الي الحمام مباشره والقيت نظره خاطفه علي المراّه بداخله ...
ماانعكس عليها كان اشبه بمن بعث من بين القبور وجه شاحب ..شعر اشعث ....وعينان خارج محجريهما
عدت فصليت وعلي فراشي تمددت اتوسل عقلي الكف عن التفكير واستجدي جسدي الاسترخاء .
لكن هيهات فعقلي يدور في دوائر مفرغه والاحساس بالمهانه والرفض من قبل الجميع كالمديه تنحر فؤادي بمنتهي التأني ..
حتي برز قرص الشمس والالم مايزال ينهش صدري قبل ساقاي فتحاملت علي نفسي وقمت اهيئ حقيبتي واغير ملابسي ..
وصلت متأخرا وقد اغلقت البوابه الرئيسيه فاتجهت نحو بوابه الاداريين ووقفت بجوار بعض المصطفين لنيل عقاب التاخير فلما
حان دوري وقبل ان ينزل الصول بسياطه علي ظهري برز السيد حيدر فجأه وهو ينهره طالبا منه تركي وشاني
ثم التفت الي بعض المعلمين من حوله محذرا
الولد ده كان قلب المدرسه ماف زول يسالوا ..
والتفت تاره اخري للصول مضيفا
وانت ما تقفل منو الباب ...كان جا متاخر ولا كان داير يطلع في اي زمن ..
ثم تابع طريقه الي مكتبه بينما تجاوزت الجميع غير مكترث ولا عابئ بما سيفسرونه بعد هنيهات ناشرينه بارجاء المكان
ودخلت صفي ففوجئت بعصام وعودته لمجلسه سابقا فتجاهلته واجتزته بلا تحيه الي ان وجدت مكانا شاغرا بالامام
فجلست والم ساقاي قد استشري صاعدا حتي تمكن من جسدي باكمله واصابني بصداع ..
لم انتبه ان تصرفي قد وجد اهتمام من كان بالصف حتي راح البعض منهم يتسائل ممازحا عن سر قسوه القلوب
و يدعوني اخرين للتنازل وقبول مجاورتهم بينما انفلت ميمي عن مكانه نحوي فاحتضنني علي نحو تمثيلي وبعينيه يغمز بعضهم
الف الف مبروك ... النقله النوعيه و الحياه العلنيه واتبع جملته بضحكه متهتكه نشر تردداتها علي من حوله قبل ان يكمل
أمبارح كان شفتو حلات الوقفه والفنسه ورفعه الاصبع ....... و بريـــــــدك وبغيـــــــــــــر عليك
علا صوت احدهم
قسمتك بي ود الهلالي الكاسر فيك ضلعه كان ما فتيتي.....
بري يايــــمه .... ابرا واستبرا انا من حنك الشمارات ...
مالا القوالات عيــــــــبا لي ....
مفرداته اثارت سيمفونيه الهيستيريا المعتاده ورسمت علي شفتاي لاول مره ابتسامه تلقائيه رغم الصداع الذي انشب مخالبه براسي وتحكم
فلاول مره استشعر ببالي مدي خطل من يغالب شده التيار …سرعان ما تكل ذراعاه وينجرف
في حين يعد التماهي والتلولب افضل منهجيه في التعامل مع شده التيار وغباء مساره الاوحد.
ثم لاذ الجميع بالصمت فور دخول استاذ حيدر علينا ..
خط عنوان درسه لليوم وقبل ان يشرع في شرحه اوقف عصام متسائلا عن استمرار بقاءه وقد استأذن للمغادره صباحا...
كنت اخرج دفتري حينما جاء صوت عصام من خلفي مبررا انه قرر البقاء ريثما يتسني له الاعتذار مني وازاله سوء فهم
كان بيننا البارحه ...!
قبل ان اعي مايقال ووسط السكون الذي ساد اخترق سمعي دبيب خطاه يتجاوز الصفوف حتي صار بجواري
فوضع مغلفا بيمناي قبل ان يستأذن ويختفي من امامي
لمسه منه فقط لاغير تدك اركاني ... يا لقوته او يا لضعفي امامه
لولا صدي وقع خطاه علي سمعي ووجيب قلبي وسط السكون الحال علي المكان لظننت ما كان محض اوهام
انظار الجميع شاخصه نحوي وحيدر يبدو كمن يسقط من علو شاهق
ميمي الوحيد الذي كسر حاجز الصمت بتلقائيه مباغته وقد نسي وجود الباطش
_ هي يالـــــقاهره



أيمي عبد المنعم نجم الدين غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 23-03-2014, 10:14 PM   #[6]
أيمي عبد المنعم نجم الدين
:: كــاتب جديـــد ::
الصورة الرمزية أيمي عبد المنعم نجم الدين
 
افتراضي

13
رحت احاول عبثا دفع نفسي وحملها علي توجيه شيئا من تركيزي علي شفتي حيدر وما يخرج منها
لكنه هو الاخر بدا كمن كان يستجمع نفسه قبل ان يشرع في شرح مقتضب علي غير عادته
مابين مكر التعايشي بالأشراف ... الي اعلان الاستقلال من داخل البرلمان ... ثم النكوص علي مك الجعليه والاهانه العثمنليه
كانت قفزات افقدتني ايماني بما ظننته منتشلي مما انا فيه من صراع ..
سرعان ما انتقل حيدر هو الاخر الي ذات النتيجه وبدا له عبث المواصله فوضع الطبشوره من بين اصابعه ودون ان ينظر تجاهي
غادر وتركني لعقل يجتر الايام والاحداث والاحساس بالمهانه والضياع يسيطران علي روحي ويعتصران بقسوه فؤادي
تتوالي امام عيناي مشاهد لامبالاته والتجاهل ولسان حاله يصارخني كما الاخرين ( شبهه ) ..
ويطل ثدي كوثر المستكين علي ساعده فيرمقني هو الاخر باستعلاء مخرجا لسان حاله مستهزئا
حتي متي سأظل كالريشه في مهب رياحه تاره يلاعبها وتاره تعابثها الاهواء
كان يدرك ... وكانت سعاد اخته !!!
وبالتأكيد كان يعلم حقيقه ما اكنه له فالكل كان يعلم حتي محمود الابله كان يعلم
فما بال مغلفه بين يداي قد عنونه بخط يداه ..... صديقي العزيز ..... أيعاود تذكيري بماهيه الرابط بيننا !!!!
الم يبت المتباله ليله البارحه وقد انقضت عري تلك الرابطه المزعومه بكل وضوح
قمت ويدي متشبثه بما استرعي اهتمام اعين يحدوها شغف الفضول وانتهاك المستور وبوجه متخشب خرجت
لا ادري الي اين تأخذني قدماي .. كنت بالكاد أبصر امامي

حينما انتبهت وجدت نفسي ببدايه الممر البغيض اتجه مسلوب الاراده منقادا برسن مثانتي كالعاده واستقبلت اذناي هدير
الصخب المنبعث من حناجر الفتيه فلم يثر بداخلي شيئا مما اعتدت ...وابصرت بعضهم يسدون باجسادهم الممر
يتعالي صياح بعضهم تفاخرا .. وهمهمات استهجان تصدر علي استحياء من الجانب الاخر...
لم انتبه فيما اجتماعهم الا باقترابي ومحاولتي الانسلال من بينهم
لم يكن الامر سوي منافسه ذكوريه في فهم الكمال ..فاسرعت في خطاي مغمض العينان
همهمات اغلبهم تبين كم هم مكسورو الخاطر .......
وقله فقط كانوا مرفوعي الهامه في تفاخر وقد احاط بالفئتين من فضل الاحتفاظ بماء وجهه فاكتفي بالمشاهده دون المغامره ....
اما الخاسرين فالبعض منهم يعلق خيبته علي مشجب الوهن وقيظ النهار
والاخر يتهم الصيام وشهر رمضان
كدت اصل لدورات المياه في سلام لولا ان انتبه الي احدهم وكانما وجد بشخصي نجده من السماء سرعان ما تبدلت قسماته
وعلت وجهه ومضه خبيثه فراح يحاكي في تغنج سمج حركاتي مستثيرا قهقهات الحاضرين يرجوني لمسه
داعمه تضفي علي مصدر فخره شيئا من صلابه ... وبضع مليمترات تسحق التطلعات

بلا تمهيد اندفعت من خلفي قبضه انتزعته مني والقت به تحت الاقدام فتراجع من كان برفقته خطوات الي الوراء

وافقت من المباغته وقد صار ثلاثتنا وسط حلقه من اجساد الفتيان ...

بينما كان المتهتك يتلقي اللطمه والركله فيخور متوعدا فيما بينهما دون ان يجد بجسده طاقه علي الصد

كان عصام اشبه ببركان تتفجر حممه في صمت

لم يتوقف الا بعد ان اصابتني احدي لكماته وارتطمت بجدار من الاجساد فكاد الامر ان ينتهي بسلام لولا ماتفلت به لسان

الباخوسي من تهكم علي غيره الثائر علي غلامه المستباح فانفلت عصام من قبضتي وانتزع لوحا خشبيا من احدي الارائك

ثم هوي به علي رأس الاخرق فاخطأه واصاب كتف من كان يدعمه قبل ان يعيد الكره وجدت نفسي مرتميا علي صدره ارجوه التوقف

وعبق انفاسه المتسارعه ودقات قلبه علي صدري تصرعاني فتجمد بمكانه لهنيهات وجسدي يرتعد بداخله قبل ان يقذف

بما في قبضته بعيدا ويصطحبني لداخل الدورات بينما كان الوكيل وصول المدرسه يفرقان الجمع بالعصي.

14

... حيدر جلس صامتا بعد ان استمع لسرد ماحدث لا يقطع سكون المكان سوي زفيره الحار بين الفينه والاخري حتي بدا له ان

ينهي الموقف موبخا عصام علي تصرفه ثم وكانه تذكر شيئا فسكت للحظه قبل ان يستدرك متسائلا عن سبب رجوعه للمدرسه

بعد غادرها منذ ساعات فاجابه في اقتضاب انه اكمل معاملاته باداره الجوازاتــ.... . . .

قبل ان يكمل رده ... كنت انسل بهدوء من جواره لخارج المكتب

فلم تتبق عندي طاقه علي تواجد ..... او مواجهه ... ولا حتي مرافقته بعد الانتهاء ولو لأمتار

فقدت حتي قدرتي علي النظر بعيناه .
ربما تمنيت فيما مضي ان اقف علي تفسير لتجاهله المستمر يدفع في شراييني شيئا من كذوب الامل وتعابث الاحلام

لكني الان ما عدت ذات الجحش ولا عاد للجزره مهاره الاستدراج .

بت ابصر بوضوح مدي البعد الفاصل بيننا...وادرك كم كان غبائي حينما اطلقت العنان لساكنتي

فعاثت احلاما وبنت قصورا من رمال لست ادري كيف تجاسرت متناسيه حقيقه من انا ومضت تبني في الاوهام .

لم اكد ابلغ منتصف الدرج حتي سمعته يناديني فتجاهلته في الاولي .. ثم الثانيه قبل ان يلحق بي اعلاه عند الثالثه

امسك معصمي وسحنته مازالت ترتعد في انفعال .... مستفسرا عن سبب تجاهلي أياه .

غص حلقي فاشحت بوجهي عنه فما بيني وبينه مجرد غلاله لا تحجب ولا تستر وانا عبثا استمسك باخر ما يداري سوءاتي ...

ألتقط انفاسه ثم تنهد قبل ان يسالني هل اطلعت علي مابداخل مغلفه فاجبته في اقتضاب بينما اعمل علي تخليص معصمي

.. لا ... ماكنت لاطلع علي شيئا من خصوصياتك ....

وقفتنا استرعت انتباه بعض الواقفين وجذبت بعض الرؤوس لتطل من خلف الابواب مستطلعه فرحت بارتباك

اقيس بطرف عيناي بعد المسافه بيننا وبين الاذان الموجهه نحونا في تلهف للالتقاط ..

بالتاكيد بلغهم نبأ ماحدث ويقينا اضاف عليه الرواه الكثير مما يثير الخبر.

باطراف اصابعه لفت اليه وجهي هامسا... أما اكتفيت انشغالا بمن حولك حتي الان .

فاجابته عيناي بلسان الحال قبل ان تعاودا الهروب ... لا اقوي علي رد سهامهم ولا درع يقيني سوء مايضمرون

بتحشرج رجوته ان يدعني ثم اعدت عليه رجائي وهو يابي ان يتزحزح عن مكانه قيد انمله ولا يجيبني الا بصرير اسنانه

_ مابقدر اناجيت راجع عشانك ومحتاج اتكلم معاك

_ الله يرضي عليك خليني انا ما تمام

_ عارفك ماتمام علشان كده محتاج اقعد معاك وماداير من زمنك اكتر من دقيقتين ..

أكمل جملته وبكفه الحره راح يمسح المتساقط عن عيناي ويكمل

_ اهدا شويه ..عاجبك شكلنا قدام العواليق ديل ممكن تطاوعني ونمش بعيد من هنا

لو عندي خاطر عندك استحمل وجودي دقيقه واحده بصراحه لا بقدر اخليك كده ولا مستعد اتحمل يوم تاني بالشكل ده

التجاهل مابحل مشكله ويوم امســـــ-- - -

كان يسترسل وشريط الاحداث يدور امام عيناي في جنون ...
كان يعلم !! وكانت سعاد اخته !!!.....
وانا منذ البدء مكانتي عنده مابين الاشفاق والخوف من وصمه الاشتباه
الم راسي المجتر لما مضي صاعد حنقي تجاه نفسي الشرود فرفعت له عيناي وقد قررت التوقف عن المراوغه
_ لو خايف انو الحصل امس يتكرر تاني وده سبب جيتك واصرارك علي الكلام حاقول ليك الانت ما منتبه ليهو

انو المشكله مافيني انا المشكله ...... فيك انت

انا كنت بتعامل معاك حسب مزاجك داير تقرب بقرب داير تبعد ببعد

والمره الوحيده الماعرفت اجاري فيها مزاجك كانت امس
بس انت اصريت تجبرني اتعامل معاك حسب فهمك وفي الوقت البيجي علي هواك ...

واتعمدت تتجاهل وضعي ومشكلتي وكأنك ماعارف شي ...

قاطعني باشاره من اصابعه ... فاكملت متجاهلا

_ اما لو جاي تواصل رسالتك الانسانيه معاي بطريقتك فانا بقول ليك كتر خيرك وبارك الله فيك ...

وربنا يجعل مسعاك في ميزان حسناتـك ..

_ أيليا اهدي شويه دي ما طريقه تفاهم .. ممكن تطاوعني ونبعد من هنا ...... عاجبك شكلنا كده قدام خلق الله

ما ان صك سمعي ما قال حتي علا صوتي المتحشرج بكل ما اعتمل بداخلي وانا اشير بأصبعي تجاه من حولنا

_ .... خلق الله ....... !! مش هم ديل برضو الكلاب القلت انو التجاهل علاجهم ... ولا العلاج ده كان خاص بي برايـــ

فقاطعني تاره اخري وهو يشد علي معصمي المرتجف بشده ليجذبني تجاه احدي الغرف الدارسيه الخاليه

_ .... الله يرضي عليك كفايه...
فاكملت منتحبا وانا انتفض عنه لامد بوجهه دفتره مشيرا بيد ترتعد الي ماسطره علي غلافه معنونا

_ صديــــــــقي العزيـــــز ...

يا صديقي العزيز انت ماتفتح معاي خشمك ده تاني .. اسفه جدا مامستعده اسمعك نهائي

ولو جاي تفتش عن صاحبك (الشبهه ) وترجعو من تاني للهباله دي ..فصاحبك ديا بيقول ليك
انو بقي ماقادر يواصل تمثيل الصحوبيه دي وانو بيلعن اليوم اللماه معاك في مكان واحد.

_ أيليا انا دايرك .... لو لسه دايرني بي جدك ...انا قدامك ماحصل اتمنيت شي زي ما اتمنيتك .

رفعت ناظري تلقاء عيناه فكانتا افصح واكثر احتواءا رغم كل الضعف الذي تجلي فيهما فبثتا خدرا باوصالي .. ودون أن يحول بصره

عني مد يده فأغلق علينا باب الحجره ثم أجلسني علي احدي الطاولات مكملا

- ليك حق في كل كلمه نطقتها ...مابقدر ابرر تصرفاتي ولا بقدر انكرا لكن والله لا كنت مرتاح في بعادي ولا عامل رايح زي مابتقول ..

بالعكس كنت حاسي بالعجز وبحتقر روحي عشان ما قادر اقدم ليك شي

كنت خايف و عقلي مشوش و ما عارف اسوي شنو ولا فاهم شكل البيناتنا ده ممكن يكون عامل كيف

ما حكذب عليك وأقول إني ماحاولت أنكر حقيقة الربطني بيك من أول يوم شفتك فيه بس ما قدرت .. كنت بشرد من احساسي

وفي نفس الوقت بفتش اي طريقه تقربني ليك .... يمكن خوف ويمكن الفكره عقلي كان ماقادر يتقبلا

خوفك مني في البداية وحساسيتك .. خلوني أحاول أتعامل معاك في حدود الزماله و احترم خصوصيتك

حتي مع المضايقات الكانت بتحصل عشان خفت وقتها تفهمني غلط ..... او تتفسر تصرفاتي بطريقه تانيه ..

ويوم ما قريت يومياتك واتاكدت من حقيقه شعورك تجاهي وقتها بس ولاول مره انتبهت ان مشكلتي اصلا ماليها وجود


انت لا كنت لا حتبقي لا ممكن تكون في يوم من الايام شاب زيي زيك و اتمنيت اصارحك واقوليك انك اغلي عندي مما تتصور


لكني كنت مجبور ابعد منك لحدي ما تنتهي جلساتك ... كنت محتاج سبب واحد يشجعني ويديني الحق أخد معاك خطوه جادة

يمكن وقتها اقتنعت بالاسباب القالوها عشان يبعدوني منك بس ماختيت في بالي أبدا انو الأيام ممكن تسرع وعلاقتنا تتدهور بالشكل ده ...

امس لما قلت انك ماداير تشوف وشي تاني تصدقني لو قلت ليك اني ما اشتغلت بالناس المعانا ولا هموني ...

ولا حسيت بالحرج زي ما بتتخيل .. كل همي كان كيف اخليك تسمعني بس انت كنت في حاله ما اتخيلت اني ممكن اشوفك فيها يوم

عارف اني جاي اتكلم متأخر بس عندي امل انك حتتفهم حساسيه البينا

انا مابقدر اتخيل حياتي بلاك صحي ماكنت بقدر اقولا اول بس لو اديتني الفرصه دي حافضل اقولا واسمعا ليك كل يوم الف مره.

سكت لبرهه قبل ان يكمل وهو يفتح باب الحجره ويهم بالمغادره

في دفتري حتقرا كلام كنت منتظر اليوم الحقدر اقولو ليك في ظروف احسن من كده و حتلقي تفاسير لمواقف كثيره

بديت اكتبا من اليوم القررت فيه اعمل زيك واصرح بالجواي بس علي الورق ..

يمكن تقدر تفهمني وتصدقني ....

رجاء أخير ياريت تاني ماتقول انك شبهه .. الشبهة والجد ناقص هو البيشوفك بعيونه المريضة و البيفكر فيك بعقلــ------

قاطعته كفي التي امتدت بعفويه من فوق دفتره تستبقيه فتوقف لبرهه مترددا ثم ترك الباب موصدا و راح يقترب مني ببطء


وقلبي ينبض بعنف حتي وقف قبالتي ..

كنت اجلس ضاما ركبتي الي صدري وشابكا ذراعي فوقهما ودموعي تنهمر بلا توقف فانحني علي مرتعشا


ودقات قلبه تسابق دقاتي وتبث بصدري انفعالات شتي .. فاحاول التماسك عبثا حتي مسح بكفه فوق شعري وبصوت متحشرج غمغم
_ أنا أسف إني أتخليت عنك....

ثوان وكان صوته يفقدني تماسكي فلم اشعر بنفسي الا وانا أنهار في نوبه بكاء هيستيري فمد ذراعيه فاحتواني
وجسدي بينهما يرتعد فماعاد بالدنيا ما ارغب بنواله او ما يؤلمني فقدانه بعدما اختزلت ذراعيه الحياه عندي


15


لست ادري كم لبثنا الي ان ارخي ذراعيه عني فتشبثت بجنون بمن اختزل الوجود عندي في ضمه فغمغم ممازحا بنبره مشروخه

_ لو زول شافنا حيقول شنو ... والدنيا رمضان وصيامنا اتجرح وانا مابقدر علي كده

فنكست راسي و كفه تمسح المنهمر من عيناي اجيبه بصوت متحشرج

_ هم لسه حيقولوا ماقالو وقالو .... خليني مره اقلب بهتانهم لمجرد نميمه

فمد ذراعه فاحاطني تاره اخري مربتا علي شعري بيده الاخري وهو يشدني اليه اكثر مضيفا

_ انا اسف اني اتخليت عنك وسط الرمم ديلا ... اما ابوك وموضوع العمليه فاوعدك اننا مع بعضنا حنحل كل المشاكل دي

ثم ابعدني عنه برفق بعد فتره هامسا بعتاب وهو يداعب خصلات شعري

_ هنت عليك يوم امس للدرجه دي
فنزعت يدي عنه وقد تذكرت فجأه يوم امس
_ ما انت ...
فقال برقه وهو يعاود مسك يدي

_عليك الله تاني ما تزح يدك مني ...ازعل شاكلني بس ما تبعد مني
امبارح لو كنت مهم بالنسبه ليك فعلا ماكنت اتنازلت عني وكنت اعتبرتني حاجه تخصك انت وبس
حاول تحرر الجواك وماتخنقو بايدك
ثم سكت وعلت عيناه لمعه قبل ان يكمل
_ ما حصل لاحظت ولا لفت نظرك ...انك لما تنفعل بتقلب الضماير طوالي ..وبتتعامل بالطبيعه الجواك
زي انفعالك امس لما قمت فيني ولعلعت .... بركاتك يا شيخه كوثر .
_ علي فكره انا قلت شنو بالزبط
_ مفترض تسال تقول انا شنو الماقلتو !!!
انت طلعت الجواك كلو كده مره واحده ... رفعت اصبعك في وشي وانفجرت
اوعك تلمسني اوعك ... و لسانك ده تاني تلمو عليك اصلا اصلا اصلا بيني وبينك شنو عشان تكلمني
ولا لساك داير تمثل ؟؟؟؟ ... داير تمثل !!!!
مثـــل واستهبل واعمل كمان رايح واتعابط بس ما معاي امش اتهابل مع الزفته الملصق فيها من نص النهار
من حسي وللممات تنسي نهائي انك يوم عرفتني ...اصلا انا الغلطانه الاديت ثغره لواحد زيك يتحكم فيني ..
_ انا قلت كده !!!! ...... والكانوا معانا سمعو الكلام ده ؟
_ كل واحد فيهم ادانا ضهره وعمل رايح وبقي يصفر
_ طيب والكنت ملصق فيها وكده ........ ؟
_ بتسأل عن موقفا كان شنو ولا بتلمح لحاجه تانيه
لوكان بيني وبينا شي ما كنت حجرها والحقك و اترجاك تكون بيناتنا .. الحكايه اني ماعرفت اتصرف معاها
ولو بتسال عن موقفا من الحصل فده شي ما بيهمنا كتير ولا شنو !!
وبمناسبه البت الكنت ملصق فيها وكده الدرس في المركز باقي عليه اقل من ربع ساعه
فاجبته مطرق الرأس
_" المركز تاني !!! .... بعد الحصل والسمعو مني !!!
وضع اصبعه السبابه علي شفتاي مسكتا لي واكمل
_ من حسه وانا معاك بديت تتراجع ... نحنا لسه قدامنا مشاكل حقيقيه ومحتاجه مواجهه ....
ثم سكت لزفره قبل ان يواصل ..... كدي حسي خليها علي الكريم
الامتحانات خلاص قربت وكفايه الايام الراحت .. تصدق انا ما فتحت لي كتاب قريب التلاته شهور يلا عشان كمان الفضوليين
البره ديلا ما حيتحركوا الا نمرق
ودون ان ينتظر ردا كان يحمل عني حقيبتي ويحيط كتفي بذراعه نحو الخارج ويكمل
_ ...حمار منو الممكن يتخيلك راجل !!!!!

يتبع



أيمي عبد المنعم نجم الدين غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 26-03-2014, 07:37 AM   #[7]
ناصر يوسف
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية ناصر يوسف
 
افتراضي

هي هه ،،، دقيقه دقيقه ياخ النعمل كوبي آند بيست وبرينت آوت بخط كبير شوية

نقراك بعدين المساء ،،، ونجي نتكلم باكر

هي ما نسيت ياخ ،،،

حبابك يا إيمي عبد المنعم وسودانيات منوره بقلمك والله

بالرغم من إنو مكتزب تحت صورتك الرمزية (تاريخ التسجيل: Nov 2011)



التوقيع:
ما بال أمتنا العبوس
قد ضل راعيها الجَلَوس .. الجُلوس
زي الأم ما ظلت تعوس
يدها تفتش عن ملاليم الفلوس
والمال يمشيها الهويني
بين جلباب المجوس من التيوس النجوس
ناصر يوسف غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 26-03-2014, 05:17 PM   #[8]
معتصم الطاهر
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية معتصم الطاهر
 
افتراضي

ايمي ..


شكرا ..

و يستمر الشكر و يتعاظم ..
لحدى نشوف آخرتا ..



التوقيع:
أنــــا صف الحبايب فيك ..
و كـــــــــــل العاشقين خلفي
معتصم الطاهر غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 26-03-2014, 10:00 PM   #[9]
أيمي عبد المنعم نجم الدين
:: كــاتب جديـــد ::
الصورة الرمزية أيمي عبد المنعم نجم الدين
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناصر يوسف مشاهدة المشاركة
هي هه ،،، دقيقه دقيقه ياخ النعمل كوبي آند بيست وبرينت آوت بخط كبير شوية

نقراك بعدين المساء ،،، ونجي نتكلم باكر


في انتظارك .... ناصر



أيمي عبد المنعم نجم الدين غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 26-03-2014, 10:02 PM   #[10]
أيمي عبد المنعم نجم الدين
:: كــاتب جديـــد ::
الصورة الرمزية أيمي عبد المنعم نجم الدين
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة معتصم الطاهر مشاهدة المشاركة

و يستمر الشكر و يتعاظم ..
لحدى نشوف آخرتا ..
اخرتا كوم تراب ....... اسعدني المرور الكريم



أيمي عبد المنعم نجم الدين غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 26-03-2014, 10:10 PM   #[11]
أيمي عبد المنعم نجم الدين
:: كــاتب جديـــد ::
الصورة الرمزية أيمي عبد المنعم نجم الدين
 
افتراضي

16

بالتاكيد عدنا الاثنين مره اخري لبؤره اهتمام الجميع لكن علاقتنا هذه المره لم تثر قيلا ولا قالا ..
فقط رسمت علي محيا كل من حولنا علامات تساؤل حائره في فك ما استشكل عليهم فهمه واستيعابه ...
علامات تتجدد علي وجوههم كل صباح ورفيقي ينتظرني قرب شجره النيم العجوز بمدخل البوابه الرئيسيه..
لا يدخل للمدرسه الا بصحبتي ... ولا يغادرها الا برفقتي ...لا يلتفت لنظره استهجان من احداهن ولا دهشه احد العابرين بالجوار
اعتقد بان التلقائيه في تصرفاتنا وعفويتها تسببت لهم فيما يشبه الصدمه ...
حتي انا ما عدت اجد بداخلي ما يدفعني للاكتراث بسوء ظنهم او بما يتقولونه ...طالما لم نأت بما يخالف قناعاتنا
او نصادم العرف السائد .
فقط استثنيت السيد حيدر واشفقت عليه حقا ..وتمنيت لو يتفهم ما بيننا دون فهم مغلوط وظن أثم
الا انني لم ادر كيف اطمئن باله وازيل عن قلبه وساوسه .
كان من الواضح انه عاني صراعا رهيبا بداخله بين نقيضين لفتره من الزمن قبل ان ينتصر الخوف بداخله.
التقيته ذات خميس قرب دارنا عند مغادرته بدا حينها لعيني مختلف وكأنما القي لتوه عن عاتقه حملا اقض مضجعه طويلا
القيت عليه سلاما مقتضبا ثم واصلت طريقي نحو الدار .. فاوقف سيارته واخرج يده من النافذه يستوقفني
عدت اليه فاعاد سلامه ثم استفسر عن ادائي في الامتحانات , فاومأت براسي أن لا بأس حتي الان
ودون ان ينزل يده ولا عيناه عن المقود تمني لي التوفيق في البقيه ثم استطرد قائلا بانه يري ان الوقت غير ملائم للحديث
لكنه يريد تهيئتي لملاقاه والدي في الداخل فقد صارحه بما انتهي اليه تشخيص الطبيب في شأني ليتخذ قراره تحت ضوءه
وانه ليس علي التخوف فوالدي انسان مثقف .. و.. رجل دين و .. يحمل درجه الاستاذيه و .. و
و دخلت البيت علي اطراف اصابعي
و بحجرتي تمترست طوال الليل حتي اسلمني الانهاك للفراش وصوت المؤذن يرفع النداء الاول لصلاه الفجر ..

غفوت لدقائق قبل ان اشعر بشي يتلاعب بين فخذاي فانتفضت عن فراشي مذعورا فابصرت بالشيخ يجلس علي مقربه مني
متكئا علي عصاه وعيناه تتفحصني بأزدراء ..قبل ان يعاود مد عصاه تاره اخري بين فخذاي مبديا امتعاضه
_ ياسجم (حق الصباح ) زاتو ماف !!!!!
ابعدت عصاه عني بعصبيه وانا اهم بالهروب وعيناي تتفحصا وضعيه الباب
فصاح بي منتهرا كي اجلس ...فتجمدت ... فأكمل
لو اردت بك سوءا لما اظلك سقف داري لليله واحده من بعد ما سمعت... فعدت للجلوس بطرف الفراش في حذر.
فواصل حديثه بانه قام باستشاره البعض ممن يثق بهم فنصحوه بعرضي علي احد المختصين الثقات
بعد ان ذموا شخص الطبيب العلماني الذي شخص حالتي وقدحوا فيه .. فنزل عند رايهم بعد ان استخار ..
سكت لهنيهات يتفحص وجهي وماعلاه من تكذيب ثم اضاف
اي مماسينتهي اليه قرار الاستشاري فانه سيلتزم به وانه بمجرد انتهائي من اداء امتحاناتي سابدأ في جلساتي معه
رغم ان صدري قد توجس خيفه من ذاك التفهم المزعوم وثارت بداخلي تساؤلات عديده الا انني لم اظن به الغدر..
وان لمحته بعدها بعينا والدتي ولمسته في حنانها المفاجئ واهتمامها المبالغ .
17

ما ان انتهي نصف الزمن المحدد اعلي ورقه الاسئله حتي كنت أسلم أجاباتي وذهني مايزال يتسائل عن موقف ابي
وقد نشط خيالي في نسج سيناريوهات لأسوء مايمكنه فعله بي وبداخلي اوقن انني مهما بالغت في الخيال فلن يبلغ
بعضا مما يدور في جمجمه الشيخ ..
جدي لم يحد عن الحق حينما اسماه بالكائن الزئبقي ووصفه قائلا ....كائن بالف وجه والف قناع ....
اما انا فلو قدحت ذهني متخيلا رسما لابليس .... لما وجدت في الوجود من هو اشبه به...

انتهرني احد المراقبين لوقوفي جوار نافذه احدي اللجان فحملت نفسي حملا علي الذهاب نحو الفناء الخلفي بانتظار رفيقي
لحظات وكان يخرج هو الاخر ويلحق بي بالركن العاري (مرتع الباخوسيين فيما مضي)
تحت اشعه الشمس الحارقه اجلسني ثم جلس قبالتي
يطمئنني محاولا ازاله هواجسي بماهو متوارث في فهم القوم عن الابوه ورحمتها المتدثره بارديه القسوه والشده
لنحت المثال والكمال
مهما سردت واطنبت في الشرح لم اكن لاستطيع اقناعه بان من يتحدث عنه يعد عندي من شواذ مايوقن بها كقاعده
فلما احس بان حديثه زاد من هواجسي من حيث لم يقصد اقترح ان نعرج علي دارهم لاستشاره سعاد في الامر ..
عندها فقط شعرت ببعض الاطمئنان لكني فضلت ملاقاه دكتور حامد عنها ..
فمقابله سعاد كانت من ضمن الاشياء المرجئه في حياتي لاجل غير مسمي بعدما عرفت صله قرابتها لرفيقي .
وعلي عكس ماتوقعته وجدت ترحيبا من دكتور حامد بالفكره وبالتطور الذي رأه إيجابيا في موقف والدي والأسره
كما اسدي الي نصحه في مسايرته في كل مايطلبه فان تفهم الشيخ كما قال سييسر علي كثيرا من المصاعب مستقبلا
ولربما اقتنع بخيار سفري للخارج للعلاج .بحيث اتلافي مشاكل وتعقيدات مجتمعنا
ثم راح يشرح لنا بطلب من عصام مراحل و خطوات العلاج من بدايته وحتي الجراحه قبل ان يدخل الاثنان في نقاش
اشبه بالمتاهه حول اعراف المجتمع واراء شيوخ الدين
ولم ينسي ان يلمح لرفيقي بان وجوده بجانبي يمثل دعما جيدا لا تستطيع تقديمه هو او اي من المعالجين

خرجنا من عنده صامتين وقد أرتسم امام ناظري مستقبل هلامي يحيط به السواد من كل جانب
بروتوكول الجراحه يستلزم تجربه واقعيه اعيشها كفتاه لفتره لا تقل عن ثمانيه عشر شهرا تحت متابعه طبيب نفسي معترف به
كي يقرر مدي قدرتي علي التعايش ومدي حتميه التصحيح بعدها ابدأ رحله البحث عن فتوي تجيز ما انوي
والا فلن اجد جراحا يقبل بالمغامره التي ستتبعها رحله اخري بين ردهات المحاكم للحصول علي موافقه علي تغيير خانه الجنس
باوراقي الثبوتيه .....
ثلاث مطالب ...في عقلي تمثلتهم بالغول و العنقاء والخل الوفي ..
.وعلي سحنتي اطل الاحباط بابلغ صوره وامتدت يداه تحتضنان كفي فحاولت رسم ابتسامه بلهاء علي محياي .


18

مر علي اخر لقاء جمع بيننا ما يزيد عن الثلاثه اشهر وراح الزمان يبطئ حركته وقد طاب للايام التمهل واصابتني رتابتها بالكأبه
وتسرب من داخلي رويدا رويدا اي من الامال التي علقتها علي وعود الشيخ لدرجه حدت بي للتشكيك في نفسي واتهامها بتخيل
جلسته معي ذاك الصباح .
باخر لقاء كان رفيقي متخوفا من دخولي معسكرات التجنيد الالزاميه ...
وراح يبث هواجسه في روحي حول ما سينالني من استفزازات وسخريه وسط الجنود والطلاب
تاره يحذرني مخوفا مما سالقاه من تحرشات لن يجدي معها اطنان من العطرون او زيوت الكافور...
وتاره يستعطفني مستحلفا إياي باغلي مابيننا ان اتبع مايريد ... ولم يغادرني الا بعد ان اقسمت علي التنفيذ .
وعلي النقيض تماما منه كان ابي ... !
بدا وكأنه ينتظر دخولي معسكر الخدمه علي احر من الجمر .. مدفوعا بذات الفكره عن مصانع الرجال ..
حينما جاءت الليله المشئومه كان يزيل شعر رأسي بنفسه والسعاده تعصف بوجهه وتكاد تذهب بأقنعه الوقار ..
ما ان ادي صلاه الصبح مباشره حتي انسل من بين حيرانه ليقوم بتوصيلي لمكان التجمع بنفسه ولم يغادر الا حينما تاكد بعيناه
ان ابنه قد استقل الحافله مع البقيه وتحركت بهم صوب المعسكر.

بعد ثلاثه أيام وليلتان كنت الج دارنا اصلع الرأس محترق السحنه اتلمس خطاي بصعوبه فلمحني عند خروجه فبهت لثوان
قبل ان تتحول قسماته فتكفهر وينطلق لسانه ليسألني بعصبيه عن سبب مجيئي ..
فاجبته باقتضاب غير مؤهل جسمانيا ....ثم وبخفوت ادرفت ..مصنع الرجال لم يقبلني بينهم
خيبه امله التي حلت علي قسماته أشعرتني بكثير من الراحه ...
اما عيناي فلم تتحسنا وتبدءا في التماثل للشفاء الا بعد عده ايام ..كنت خلالها استعين علي شده الالم بمسكناتي التي اقبلت
عليها في شراهه ....وقد خلفت مغامرتي من حينها في نفسي رهابا مرضيا تجاه الحدادين و ماكينات اللحام ..

وبوجود عصام بالمعكسر وجدت نفسي اعود تاره اخري الي سجني هي ذات الغرفه التي صنعت فيها من قبل عالم من الخيال ...
مع الفارق اني ماعدت ذات الخائف من ضوء النهار... الا ان ضيق عالمي ووحدتي حتما ما انا فيه من عزله
حتي المسجد المجاور كرهت ولوجه منذ ثار في وجهي امامهم بعد ان استفتيته في امر جراحه التصحيح
رغم تحفظه ومعاملته الجافه لي منذ ان انضممت الي جماعته بعمر السابعه الا ان الامل عابثني لاستفتيه في امري
ظننت انه طالما عرف الداء وعلاجه فان الامر ايسر مما يصوره دكتور حامد فحيثما كانت المصلحه فثمه شرع الله
وكما يقول الامام بنفسه فان مقاصد الشريعه تدور حول مصالح العباد وتيسير احوالهم لا التضييق عليهم
وأن الامر اذا ضاق اتسع ...... وان الضروريات تبيح المحظورات
وان الشارع وضع الاحكام مرنه لتراعي اختلاف احوال العباد وطاقاتهم وان وان وان وان
فتشجعت ذات ليله وعزمت علي مفاتحته في الامر وانتظرت حتي انهي الشيخ درسه فطلبت منه لقاء منفرد لطرح
مسأله شخصيه يحدد له ميعادا فأرجئني لأنشغاله ثلاث ليال .....
كنت في حاله يصعب معها التكهن بمدي قدرتي علي الانتظار بذات الشجاعه في البوح فقلت له ان المسأله
لن يتجاوز طرحها الثلاث دقائق ورجوته ان يسمع مسألتي وله ان يجيبني فيما بعد ان لم يسعفه الوقت.

لم ينصت ولم يدع لعقله الفرصه في استيعاب ما اطنبت في شرحه ولم يكلف نفسه حتي الاطلاع علي التقرير الطبي
الذي عرضته عليه و سرعان ما كان يثور في وجهي مكررا علي اذني ذات المفردات عن اللعن والاقصاء
ونسي انشغاله ومناظرات المرجئه وراح يسرد علي مسامعي قائمه وضعها اسلافه تبين خارطه الطريق لامثالي

خلوتي بالرجال .... و النظر الي .... ودخولي علي النساء ...

. حـــــــــــرام ....فانه لايؤمن جانب الفساق .
اما أقترابي من الاطفال فمدعاه لانتكاس فطرتهم وتمييع الحدود الفاصله في مخيلتهم بين الرجال والنساء ...
تدخلوا حتي في مسائل الميراث .. فان استحق احدنا شيئا من باب للذكر مثل حظ الانثيين حرموه منه
واورثوه النصيب الاقل نكايه فيه كي لا يتشبه بمن هن اقل منه درجه ..
وختم خارطته بقوله سواء أألتزمنا بها او لم نلتزم فان الله لن يقبل من الملعونين صرفا ولا عدلا
مختوما عليهم بالاقصاء علي الارض و السماء لان مناط الامر توبتهم من فحش مايأتونه.
فان لم نرعوي .. جوزينا بما مايوقعه بني يهود علي عصاتهم من عقوبات التشهير .
فان لم تأت سنه بني عمومتهم ثمارها كان لولي الامر نفينا خارج ديار الاسلام او ان يستبدل النفي بما يراه مناسبا من جلد او سجن .

بعدها بايام قليله شرع ابو احمد - الشيخ المتحدث باسم الرب - في تنفيذ مالوح به في وجهي مهددا
حينما سن لسانه في احد دروسه ذات مساء متناولا التحذير من مرافقه المردان ومرفقا اثرا عن احد الائمه يقول فيه
اني اري مع كل امرأه شيطان .... ومع كل امرد حسن بضع عشر شيطانا
فقمت عن جلستهم بلا استئذان مغادرا وقلت حين وقوف
جزي الله امامكم كل خير فهو امرؤ ادرك قدر نفسه واعترف بضعفه امام المردان .... اما اجتهاداته بسبب ميوله فتخصه
ولا حجه لها علي سواه ...الا ممن نحا نحوه وهام عشقا بالفتيان .

وصدق حدسي و تم تكفيري بعدها ...
علمت ذلك حينما راحت ردود افراد الجماعه علي سلامي تستبدل بتحايا العوام ....
فتحيه الاسلام في مذهبهم لاترد علي الكفره ولا الملاعيين الفسقه فتركت مسجدهم غير حزين ولا أسف ...
بالرغم من الاحباط الذي داخلني ... فقد كنت في اشد حالات الحيره
وقد ثارت بداخلي تساؤلات عن حقيقه الدين الذي اعتنقه ....وعن ماهيه العداله الالهيه ومفهومها ..

عذري في هذا يقيني بان الاله اعدل من ان يخلق مثلي ثم يقدر عليه هكذا بلا منطق حكم الابلاس دغدغه لاهواء مجتمعاتنا
وما يستسيغون ... كنت ابغي فقط فهم حقيقه اللعن الالهي والاقصاء..
فرحت خلال انتظاري وفاء ابي بوعده ابحث بشغف في المسأله بعيدا عن حاجتي في الحصول علي صك فتوي السماح ..
وما ان كفرت بالشيخ ومنهجه حتي كنت اتجه الي مذهب مخالفيه
لكن قله المتواجد منه بمكتبه والدي لم يوصلني لمبتغاي فاتجهت الي بعض المكتبات العامه والمركز الايراني بالخرطوم
قبل ان انقطع عن مجالسهم واحول وجهتي لمرجعيات اخري

لا انكر باني استفدت من فكر المذهب المجيب علي بعض مماثار بداخلي قديما من تساؤلات كان مجرد طرحها يعد من المحرمات.
لكني وجدت جل اهتمامهم ينصب علي اجترار احداثا جرت من قرون
ووجدت نفس العصبيه والتزكيه للذات وذات الكره لمخالفيهم
والكثير مما لايجوز اعمال العقل فيه .
ومن عبث الاقدار وتلاعبها انني يوم انقطعت عن مركزهم لم اكن اعلم ان ايران تعد جنه لماكان مثلي
وان تلك الجراحات تحظي بدعم مباشر من حكومات الملالي..
فبعدها بسنين طويله قرأت بعيناي الفتوي الخمينيه المتقدمه بمئات السنين عن الفهم "الاخر " روحا تجاه حالاتنا

واستمرت رحله بحثي عن درب موصل للرب لفتره بلا جدوي ... حتي وجدت نفسي بباب الكنسيه المرقصيه ..
سألت الخادم علي استحياء ان كان في الامكان مقابله احد القساوسه فغاب لربع الساعه قبل ان يعود وياخذني
الي احدي الغرف الجانبيه حيث كان احدهم بانتظاري ..
بدون مقدمات شرحت معضلتي وطرحت سؤالي ...
فحدثني عن بذل الرب ....
فاعدت سؤالي فاعاد حديثا عن حب الرب
احسست ان الرجل قد تخوف مني اوربما خشي اتهاما بالتبشير .. فشكرته وقمت استأذنه فلحق بي بالباب الخارجي
ثم استوقفني وكأنه استحي من رده لي خائبا فابتسم ثم ربت علي كتفي وهو يقرأ علي أيه من كتابهم
} وتطلبونني فتجدونني اذا طلبتموني بكل قلبكم { ..فكانت افضل الردود التي حصلت عليها خلال تلك الفتره .


لم ادرك خلال رحلتي ان عينا –ابوي الشيخ - كانتا ترقباني من علي البعد حتي رماني ذات يوم بكلام عمن عميت عيناه
عن ابصار النهر الرقراق الجاري بين يداه ومضي معاندا يبحث بين الصحراي والقفار .
بعدها بايام وعلي غير العاده كان يسألني عن محمد بن عبد الوهاب وصاحب الفتاوي ... فاجبته .. وكأن ردي اعجبه ...!!
فدعاني لمجالسته بين تلامذته وراح يغوص بي في مقارنات بين المجسده ومن يقولون بالحلول ..
وعند كل رد مني كان يبدي تعجبه وكأنه لم يتوقعه ...ثم طلب مني الاجابه علي استفسار اخير لاحد طلابه
وكان السؤال عن مقام النبوه والولايه هل يستويان ام تعلو احداهن علي الاخري
وانتبهت لمن كان بجوار السائل فوجدت الغيظ يتأكله ..
اعتقد انه لم يستسغ شكلي او انتظار اجابه ممن كان مثلي ..او لعله كان يمني النفس بمثل تلك
الحظوه من الشيخ .. فانطلق يرد علي السائل بسرعه ولهوجه وقد برقت عيناه
_ قطع شك ان الولايه اعلي درجه.. فالولي موصول ومكشوف عنه الحجب وفي هذا رفع سيدنا الخضر درجات فوق صاحب الرساله
فقال هل اتبعك علي ان تعلمني مماعلمت رشدا
ماان انهي اخر حرف في رده حتي ران الصمت علي المكان و الاعين من حوله تحدجه باستنكار
فراح بريق عيناه يتخافت بينما كان السائل مايزال ينتظر اجابتي امتثالا وتأدبا لوجود الشيخ الذي اشار لي ان ادلي برأيي
فقلت ان التابع لا يدرك المتبوع فيما هو تابع له فيه فلو ادركه لم يك تابعا وخرج عن دين الاتباع وتعلو الولايه فوق النبوه فقط
في شخص النبي الرسول فهو اتم واعلي درجه من حيث الولايه لا من حيث النبوه
فزم الكاره شفتيه بعد ان تعالت سبحنه البعض وحوقله الاخرين بينما افتر ثغر الشيخ وانا استأذنه في المغادره
فطلب مني تهيئه نفسي ففي الغد ساقابل طبيبه كما وعد ... !!
وقبل ان اغادر المكان صك سمعي غمغمه الكاره من خلفي يعاتب صاحب السؤال
عاجبكم المسخوت ده ..انحنا كان جينا لي شرع الله الزي ده قعاد مع الرجال ساي ما بقعد الباطل ده أكان دايرنو هنا
قسما بالله بكره التكيه تتملي لوايطه من عينته

19

لم تستقبل اذاني الخبر كما كانتا ستستقبلانه لو تلقته قبل ان انزع نفسي من تقوقعها واعي حقيقه ما حولي وادرك كم يسبب وجودي
من ضيق ويزلزل افكارا عشعشت في عقول مجتمعا باسره .
في السابق ورغم تحذيرات دكتور حامد وتناوله المستمر للفكر المجتمعي المنغلق ونظرته الاحاديه تجاه امثالي
فلم اك ابصر حقيقه الامر ولا أعي ما يحيط به .. فاحتكاكي بمن حولي كان بقدر ما حتمته ضروره التعايش
وكنت احلل قله ما اراه بمحدوديه خبرتي وابجديات الفطره ومفاهيمها عن العداله والخير والحق الاحق ان يتبع
وان ناتج الــــــــــــــ 1 +1 = حتما يساوي الاثنين
اما الان فان زاويه نظرتي لمن حولي قد اختلفت بمقدار 180 درجه .
وصرت اعلم ان ابسط معادله قد تختلف نتائجها حسب المصالح او تفضيلات الاخر وان لا مكان في حياتنا للمنطق

لم يتغير الاحساس المتبلد بداخلي بعد مقابلتي الاولي مع الطبيب الذي اختاره أبوي الشيخ ....
ولا حتي بعد مرور عده اشهر .. بل اضيف اليه مزيجا من مشاعر عدم الارتياح والخوف المبهم ...
لكن لا السيد حيدر ولا دكتور حامد كانا يهتمان بما اشعر به بعد تلك الجلسات ويعدونه ناتجا عن التوتر الحادث في علاقتي مع والدي
وتوجسي من كل ماله علاقه به .
حتي عصام لم يحفل بشكايتي كثيرا وعدها نوع من التراخي بسبب الاحباط الذي داخلني منذ ان بدأت في الاحتكاك
الحقيقي بالمجتمع ...وصب كل جهده في دفعي للاستمرار بتلك الجلسات مهما تكلف الامر.

وامام اصرارهم حاولت عبثا وبأستماته تحييد هواجسي وبث بعض التفائل في نفسي فتحملت علي مدار اربعه اشهر
غباء هذا المعالج واصراره علي انتزاع اعتراف مني بممارسه اللواط ... !!!
او علي الاقل تصريحا بالتعرض لتحرش جنسي في طفولتي ....
يصر تحدوه الفكره المترسبه في وجدانه ..ليحاول اقناعي بمساعدته في انعاش ذاكرتي واستدعاء
ذكري حادثه تحرش حدث ...!!! ففي بعض الاحيان وبسبب الضغط النفسي تسقط حوادث التحرش من بين تلافيف الذاكره !!

حتي ادواته مقتبسه من افكار ومعتقدات ذات البيئه الات منها ... ومصرح بها تحت بند الضروريات تبيح المحظورات
افلام و مجلات اباحيه ... ودعوه للتجربه مع احداهن
ادوات يستخدمها لاستثاره ذكوره في حكم العدم واقصي اهدافه ان يصيبني بانتصاب علي حين غفله !!! .....

عجيبه هي حقا افهامنا
لا نتقبل ضروريات اثبتها العلم والطب .. لكننا في الوقت عينه نعد ارتكاب المحظورات من الضروريات بدعوي عدم المخالفه
لما لاتستسيغه تابوهاتنا
لا ادري أكان جادا فيما يفعل ام يتغابي وهل كان نموذجا لحاله فرديه ام ان دكتور حامد كان الصوت النشاز في جوقه هؤلاء

لم اكن اعرف بماذا اعذره وهو بعد كل مشهد جنسي يتابعه فيثيره تزداد عصبيه عيناه وحركتهما بجنون مابين الشاشه
ومايستقر بين فخذاي ...... فاذا ما يأس سالني .. اما حرك احاسيسك شي
فاقول مستهزئا ...... كيف لا والغيره تكاد تذبحني كلما طالعت جمال اجسادهن وابداع خلقهن
فيصيبه اليأس عندها ويرجعه تاره اخري الي نقطه الصفر في ترجيح مثليتي
ويقاطعني في كل مره مكملا ... اذن أثارك البأس والضراوه في قضبان مضاجعينهم ..... !!!

فحسب فهمه فان ما بي مرده بالتأكيد الي احد التفسيرين اللذان لم يستطع عقله ايجاد غيرهما.
لم يكن امامي من خيار سوي الجائه الي حكم العلم الذي تخصص به والشهاده التي حصل عليها من انجلترا
فاستعنت بالمراجع الطبيه التي تصنف حالتي بدقه متناهيه ..
فطرحها جانبا مصرحا ان لا قيمه لها عنده _كسوداني_ و_ مسلم_ لا يؤمن بخطرفات جنوسيه الدماغ المختلف
ويعدها ضربا من الحريه المتفلته المخالفه لفكر مجتمعاتنا وتقاليدنا الراسخه .
ودعم موقفه بأثر غابر عن احد السلف يقول فيه
من امكن من نفسه طائعا مختارا القي الله عليه شهوه النساء...
منذ ان صك سمعي استدلاله حتي بت اعاوده بكامل الاحباط و دون ذره امل وقد ادركت هدف والدي مما وعد
وتذكرت مقوله جدي ان الغبي هو من يتحدث الي جماعه الحمير بلسان البشر ثم يستاء ممن لم يفهمه فصارت اسلوبي
في التعاطي معه لشهور قبل ان احاول تجنيب نفسي عنت محاولاته الصبيانيه وطول الانتظار فقلت له
لم اشتك ميولا جنسيه لتصنفها وتتلاعب معي تلاعب القط بالفار فتلف وتدور للايقاع بي بما يؤكد اوهامك
وليس ذنبي ان معضلتي تستعصي علي فهمك ولا تخيفني لاخفي عنك ميولا تعتقدني ادسها
لو كنت مثليا ما كنت لاحتمل سخافاتك وكنت سأتماهي كما يتماهي الكل ولم اكن لاجبر علي أي مواجهات
ثم هل تعلم بان الميول الجنسيه لا علاقه لها بالهويه الجنسيه للانسان
وان من البديهيات ان من يأخذ في دبره قضيبا فان هذا الفعل لا يجعله يعتقد انه من جنس الاناث
كما ان الممارس مع الاتان او من يحبذ قضبان الانعام فان هواه لا يجعله نعجه او حمار
فاجابني .... معضلتك الحقيقه كونك قرأت اكثر مما ينبغي فاتعبت نفسك واتعبتنا من حولك !!!

20

ده ما دكتور اصلا يا سعاد .....
كهذا جاءت جملتي حاده في وجه معالجتي بعدما استحييت من اخبار الاخرين بما يفعله بي هذا الاخرق وفضلت الافضاء اليها
بما يحدث ..متجاوزا تحفظي تجاهها بعدما صرت قاب قوسين او ادني من ان اجن
فراحت تصبرني هي الاخري كالبقيه لئلا يؤثر رفضي للمعالج علي موقف الشيخ فنخسر تفهمه ونثير عناده
وتشد من أزري كي احتمل سخافاته لفتره حتي تجد لي حلا او تجلس معه فتناقشه وتفهم منه رأيه في حالتي كزميله ...
فرضخت كالعاده ... وتواصلت جلساتي حتي تجاوزت الثمان اشهر
كانت فتره منهكه بحق .. لا علي الصعيد النفسي وما تستنزفه من ادميتي فحسب بل وزاد مع التعب النفسي انهاك عضوي
لاحظته منذ ان بدأت تعاطي عقاقيره المهدئه
لكن رغم ما تبثه في جسدي من وهن فلم اتوقف عنها البته لاني كنت في اشد الحوجه دوما الي ما يوقف دوران عقلي ونشاطه
المستمر في نسج اسوء مخاوفي ... حتي بات الغثيان والم راسي المستمران من احكام العاده فاضطررت الي تجميد دراستي بالكليه
قبل ان اتلقي اول محاضره فيها .

اكثر ما اخافني في تلك الفتره .. أكتسابي لبعض العضلات وزغبا راح ينمو علي وجهي بشكل غير مرغوب فيه
وبدا لي ان توزيع الدهون في جسمي قد راح يتخذ طابعا مختلفا وبدأ صوتي في الاخشوشان ..
فاستفسرت عن هذه الاعراض فطمئنني المعالج النفسي بانها بعض الاثار الجانبيه الناتجه عن مضادات الاكتئاب والعقاقير المهدئه
وانها سرعان ما ستختفي بعد التوقف عن تعاطيها خلال اسابيع الانسحاب والطرح من الجسد
بعدها بيومين فقط وفي اثناء محادثه هاتفيه مع عصام اخبرته عن هواجسي تلك وعدم اطمئناني لتفسير الطبيب فاقلقني رده ..
هو الاخر احس منذ فتره ان صوتي قد اعترته بعض الخشونه
وانهي حديثه بعد ان اتفقنا علي اللقاء في اليوم التالي قبل زيارتي للمعالج النفسي
وما ان راني حتي اعترت وجهه نظره غريبه ... وبدون مقدمات طلب مني الذهاب معه
دون اي مناقشه للقاء دكتور حامد في عيادته لازاله شكوكه وطمأنته عن طبيعه تلك العقاقير فتبعته صامتا ووجيب قلبي يكاد يوقفه

التوتر الباد علي سحنه الطبيب زاد من وحشتي بينما كان يستمع الينا دون ان يفسر سبب ما اصابني ولا سبب توتره
ثم وفي هدوء مقلق طلب منا اجراء كشف عام وتحاليل للدم ....فاعدت سؤاله عما يعتقد
وبداخلي استبد يقين بان ذاك المخبول قد ارتكب في حقي جرما رهيبا لا اعرف ماهيته
لكن دكتور حامد فضل السكوت حتي اجراء ما طلبه منا
واستغرق منا اجراء اللازم اربعه ايام انقطعت خلالها عن جلساتي بحجج واهيه سقتها لابي المهتم بها بطريقه لافته
فغض الطرف بعد وعدي بالمتابعه ما ان تصح قواي لكنه اصر علي في تناول عقاقيري بانتظام
اما انا وعصام فما ان استلمنا مظروف التحاليل الخاص بي حتي اتينا به علي طبيبي في نفس اليوم ..
تبين لنا ان المعالج كان يحارب جسدي بكافه الاشكال الصيدلانيه للتيستيرون علي انها مضادات للاكتئاب
وان تأثير تلك الهرمونات علي جسدي لا يمكن باي حال من الاحوال عكسها ..
اما الطامه فكانت اشتباه الطبيب في كونها قد تسببت في استثاره ورما بجسدي
فمن قام بالجرم لم يكن مختصا بعلم الغدد بل كان طبيبا نفسانيا لم يراعي المهنيه ولم يهتم حتي بمتابعه النسب السليمه
للهرمونات في الدم .....
اتم توضيحه ثم طلب منا تاره اخري اجراء عده فحوصات للتأكد وازاله اشتباهه
واكمل باعتذاره عن عدم اهتمامه بما صارحته به من خوفي من ذاك الاخرق وانه ظنها مجرد ردود فعل لا اكثر
فمهما شطح به الخيال لم يك ليتخيل تلك النتائج ...ثم وعد بانه لن يسكت عن هذا الفعل.....
وجاءت نتيجه تحليل الخزعه وباقي الفحوصات التي طلب اجراءها تؤكد صحه توقعاته
وكان اطرف مافي الامر هو تعابث القدر بي وبالشيخ ...فالورم قد اصاب جزءا من جهازي التناسلي ..فتحتم استئصاله
نجح مسعاه ..ثم خاب ما اراده ...وحطم بداخلي الامل بالجراحه
ربما لن تهمه مسأله الاستئصال من عدمها فما شغل عقله خلق كائن لا يسبب له حرجا او ينقص من سمعته شيئا
ولن يعنيه انه خلق كائنا اشد تشوها مما فات ....
فكل ما اراده رؤيه جسدا دون منحيات ..
ولحيه قاسيه تغزو محيط وجهي....
وصوتا يشابه نهيق الحمار ....
يتبع



أيمي عبد المنعم نجم الدين غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 27-03-2014, 05:33 AM   #[12]
النور يوسف محمد
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية النور يوسف محمد
 
افتراضي

بسم الله الرحمن الرجيم


التحيات الزاكيات ،،

من أجمل ما قرأت مؤخراً ،

يأخذك النص الى عوالمه ، ويبقيك مشدوداً بين أحداثه وشخوصه ،
السرد البارع وإلوقوف عند التقاصيل الصغيرة وتسليط الضوء على جمالياتها يشير الى تمكن القاص من نواصى المتعة والإدهاش ،،
الربط المتقن للأحداث وسيرها ، صعوداً وهبوطاً ـ يجعل من الوصول الى قمة ( الحبكة ) أمراً سلساً ،
ترك مساحة من التأمل للقارئ وفتح براحات الخيال يمنحه الإحساس بالمشاركة فى صنع الأحداث ،
لم تتأخر اللغة عن هذا المهرجان الجمالى فجاءت متآلفة ، وأخذت المفردات المنتقاة مكانها المناسب وسط السطور ،،

فى تقديرى أنه عمل أدبى محكم وبإمتياز ،،



النور يوسف محمد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 27-03-2014, 08:20 AM   #[13]
Ishraga Hamid
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية Ishraga Hamid
 
افتراضي

مرحب يا ايمى فى سودانيات, اضافة نوعية لاشك

وسعيدة بنشر هذه الكتابة فهى جديرة بالقراءة فقد اشجتنى قراءتها


واصلى



Ishraga Hamid غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 28-03-2014, 05:09 PM   #[14]
أيمي عبد المنعم نجم الدين
:: كــاتب جديـــد ::
الصورة الرمزية أيمي عبد المنعم نجم الدين
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة النور يوسف محمد مشاهدة المشاركة
من أجمل ما قرأت مؤخراً
يأخذك النص الى عوالمه ، ويبقيك مشدوداً بين أحداثه وشخوصه
فى تقديرى أنه عمل أدبى محكم وبإمتياز ،،
اعتذر عن التأخر في الرد ...
اسعدني للغايه مرورك الكريم وتقبلك لما طرحت ...

لك كل الود والاحترام



أيمي عبد المنعم نجم الدين غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 28-03-2014, 05:14 PM   #[15]
أيمي عبد المنعم نجم الدين
:: كــاتب جديـــد ::
الصورة الرمزية أيمي عبد المنعم نجم الدين
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Ishraga Hamid مشاهدة المشاركة
مرحب يا ايمى فى سودانيات, اضافة نوعية لاشك

وسعيدة بنشر هذه الكتابة فهى جديرة بالقراءة فقد اشجتنى قراءتها


واصلى
تسلمي يا انيقه ...
لولا دفعاتك لكنت قد توقفت عنها فالف تحيه وشكر



أيمي عبد المنعم نجم الدين غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

تعليقات الفيسبوك


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

التصميم

Mohammed Abuagla

الساعة الآن 08:02 AM.


زوار سودانيات من تاريخ 2011/7/11
free counters

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 2
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.