اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عكــود
المربع التاني:
خمسة سنين صَبُرْ قادرِنّو سَلْوَى وسِبْحِي
زاد نَقْصْ الجميع حزّ الرُباط فوق جَرْحي
حَتْحَتْنَا الزمان خايف نقوم بي صَفْحِي
سَنْبَرْتُو ويضيع أثر الإمام مِنْ نُصْحِي
سلوى وسبحي (سبحة) = صبر وتسبيح
نقوم بي صفحي (صفحة) = نحيد عن الطريق ونسلك جانبه
سنبرتو = الشتلات الصغيرة للنخلة التي تقوم أسفل صفحة النخلة الأم بزاوية حادة، سالكة إتجاه غير إتجاه الأم. يسمونها الخلفايات أيضاً (مفردها خلفايي).
|
الصبر من أعظم القروبات والعبادات إلى الله وأجره كبير (وما يلقاها إلا الذين صبروا) والصبور آخر أسماء الله الحسنى المدونة في الكتب .... والحديث يقول لله تسع وتسعون إسماً من أحصاها دخل الجنة .... وأحصاها ليس بمعنى عدّها أو قرأها فراءة عابرة وإنما معناها أن تذكر الله بها جميعاً بأعدادها التي يعرفها الخبراء (الرحمن فأسأل به خبيرا) من الإسم الله حتى الإسم الصبور .... وذلك حتى توردها جميعاً .... وبما أن الإسم الصبور هو آخرها كان لابد أن تكون المشقة فيه أكبر وأكثر من غيره ولذلك عظم أجره ....
الصبر دايماً يكون على الأشياء التي لا تقبلها النفس البشرية ولا تطيقها ...ومن تلك الأشياء هي فقد الأحبة ... ولذلك قال تعالى ( وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون } .
فالإسترجاع ضروري ومطلوب عند نزول المصائب والنوائب ... وكأني بالشاعر إبراهيم الكامل أراد أن يشير إلى كل هذه المعاني في هذا البيت العجيب....
خمسة سنين صَبُرْ قادرِنّو سَلْوَى وسِبْحِي .... ومن يقدر على الصبر بالسبحة (الذكر) فالسلوان وهو فطرة في الإنسان سيكون قريباً منه ودي درجة إيمانية كبيرة ....
لي عودة ومواصلة بعد المدرسة بإذن الله
من أقوالنا المتداولة .... لوك الصبر ... في إشارة إلى الطعم الغير محتمل للصبر (العلقم) (الحنظل) ....إبراهيم عليه رحمة الله .... لم يشتكى من مرارة الصبر ولا من هوله .... بل أثبت لنفسه ومن هو معه في نفس مرتبة الألم والمعاناة لفقد الوالد المقدرة على إلتزام ولزوم الصبرمهما بلغت معاناته (قادرنو) وآلية هذه المقدرة كانت السبحة ذكراً وحمداً وشكراً لله على ما أصاب من مصيبة..... (وسلوى) السلوى من سلا يسلو بمعنى النسيان .... والنسيان والسلوى من نعم الله على الإنسان إذ لولاهما لمات الكثيرون حزناً على فراق الأحبة. فالسبحة إجتهاد ومثابرة والسلوى منحة ومنّة من الله للصابرين.