ماذا سنفعل حين تضع الحرب أوزارها؟ !!! حسيــــن عبد الجليل

دعوة لمشاهدة فلمي ( إبرة و خيط ) !!! ناصر يوسف

قصص من الدنيا؛ وبعض حكاوي !!! عبد المنعم الطيب

آخر 5 مواضيع
إضغط علي شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

العودة   سودانيات .. تواصل ومحبة > منتـديات سودانيات > منتـــــــــدى الحـــــوار

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-04-2018, 12:09 AM   #[16]
elmhasi
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي


من اهم الكتب في تاريخ السودان بصورة عامة وفي تاريخ الثورة المهدية بصورة عامة ، فالكتاب يرصد حالة الرفض والتأييد الذي كانت للثورة المهدية بصورة عامة وللسيد الإمام محمد احمد المهدي ، من حيث إنه المهدي المنتظر ، ويوضح بتفصيل حالة الصراع بين المهدية وعلماء ذلك الزمان ...






التوقيع:
اقتباس:
متعتي في الحياة أن أقول الحقيقة
جورج برنارد شو
elmhasi غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 14-04-2018, 08:13 AM   #[17]
elmhasi
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي


يعتبر د.منصور خالد احد ربان حرب الجنوب خاصة في الفترة من 1985م الي العام 2005م ، إتفاقية نيفاشا ..

فكتب د.منصور خالد بعد النخبة السودان وإدمان الفشل وحوار مع الصفوة ، كتاب السودان اهوال الحرب وطموحات السلام .. حيث بني إن الصراع السوداني هو صراع نخبة (صراع الفيلة التي قتلت الحشائش) عروبية تحاول تفصيل هوية لا يتناسب مع الوضع الإثنوغرافي ولا مع الجيوبوليتيك .. ونتيجة لذلك كان طبيعا ان تتحرك مؤتمر البجا والنيل الازرق وحركات دارفور كل بمطلبه في السلطة العادلة والتقسيم المتساوي لموارد البلاد ..

الكتاب يقع في عدد 1086 صفحة وليست بالسهولة بمكانة تلخيصه في سطور.






التوقيع:
اقتباس:
متعتي في الحياة أن أقول الحقيقة
جورج برنارد شو
elmhasi غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 16-04-2018, 06:23 PM   #[18]
معتصم الطاهر
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية معتصم الطاهر
 
افتراضي

دا براهو داير شهر ..


مرحب بعودة سودانيات الثقافة



التوقيع:
أنــــا صف الحبايب فيك ..
و كـــــــــــل العاشقين خلفي
معتصم الطاهر غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 16-04-2018, 10:25 PM   #[19]
elmhasi
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي


رابط مباشر للكتاب


W.J. BERRIDGE


THE KHARTOUM SPRINGS OF 1964 AND 1985


كتاب : ثورة اكتوبر 1964م
وثورة رجب ابريل 1985م








التوقيع:
اقتباس:
متعتي في الحياة أن أقول الحقيقة
جورج برنارد شو
elmhasi غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 17-04-2018, 11:46 PM   #[20]
elmhasi
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي




التوقيع:
اقتباس:
متعتي في الحياة أن أقول الحقيقة
جورج برنارد شو
elmhasi غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 27-04-2018, 07:00 AM   #[21]
elmhasi
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي


كتاب فريد :
للدكتور عبد الله علي إبراهيم
الوليد الطيب نشر
في السودان الإسلامي يوم 11 - 06 - 2007م

شغلت الكلمات التسع الأُول في كلمة المقدّم الإشارة لفرادة الكتاب ، الذي بين أيدينا . وجزم مقدم الكتاب المستشار طارق البشري المفكر الإسلامي المعروف ، بأنه "من الكتب القليلة التي طرقت هذا المجال ، مجال النظر والدراسة في حركة التشريع والقانون والقضاء" وهي فريدة ومتميزة ليس في عقدنا الحاضر وقرننا المنصرم ولكن "على مدى القرنيين الماضيين" و ليس في السودان فحسب بل في "عموم الحركة الفكرية العربية في أقطارنا كلها".
إذ قد ابتعد رجال التاريخ عن دراسة تاريخ الحركة التشريعية مثلما جفاها علماء القانون وجنحوا إلى (الدراسات القانونية المتعلقة بالنظرية القانونية وتطبيقاتها ويتابعون الأحكام والفتاوي: دون إدراك الحاجة الى استشراف نظرة تاريخية تظهر الحركة العامة لهذا المجال" . فانعزلت بذلك دراسة القانون والتشريع واجتهاد الفقه الإسلامي المعاصرة عن وجوه المعارف الاجتماعية والتاريخية المحيطة " .
من هنا تبين أهمية الكتاب حيث يلفت النظر إلى "مجال معرفي نحن في أشد الحاجة إلى أن تتجه إليه جهود الباحثين" [ص 10 ] ، ويشترط المفكر الإسلامي طارق البشري في الباحث القاصد- في هذا المجال- أن يتحلى بإنتماء وطني يستند على الهوية الثقافية والإرتباط التاريخي بجانب تحليه ، بالموضوعية والشمول.
الكتاب: الشريعة والحداثة
مبحث في جدل الاصل والعصر
تأليف: عبد الله علي إبراهيم
تقديم : المستشار طارق البشري
دار النشر" دار الأمين - مصر
سنة النشر: 2004م
إهداء أغرب :
يهدي مؤلف هذا السفر الإسلامي الرائق كتابه إلى روح سكرتيرالحزب الشيوعي عبد الخالق محجوب ، رغم أن الكتاب يوثق إلى تاريخ المعركة الحضارية بين الإسلام وشريعته وثقافته ورؤيته الاجتماعية وبين العلمانية التي وفدت على السودان عقب معركة كرري 1898م ، والذي يصور كيف أن علماء الدين وطلابه والقضاة الشرع استبسلوا في إحياء مادكته المدافع البريطانية وفي التصدي لمخرج المدرسة الاستعمارية ووافد الفكر الغربي بشقيه ، الغربي الرأسمالي الليبرالي والشرقي الماركسي ، وعبد الخالق كان تابعاً مقلداً للشرقي الماركسي!.
آثر ثمين .... وفي غفلة معرضون.
يستشهد د.عبدالله إبراهيم باعجاب مستشرقة غربية كانت قد اطلعت على الحكم القضائي المعروف بـ"بيت الطاعة" وهو الذي ترد به المرأة الناشز إلى بيت الزوجية ، وكيف رأت فيه صيانةً للأسرة من الإنهيار وللأطفال من الضياع ، وأنه يلبي المنطق السليم والفطرة الزاكية ، وللأسف أن أبناء السودان وبناته في العقود الأخيرة كرهوا هذا الحكم واعتبروهـ انتهاكا لإنسانية المرأة وطفقوا ينادون بالصوت الجهير العالي لإلغائه وإبطال العمل به ، وفي هذا - أيضاً - إشارة لعظم التشريع الإسلامي والتي عبر عنا د. عبدالله بوصف " الشريعة التقدمية".. ولكنها الغفلة!
حسن الحظ :
يقول البشري في مقدمته ومن حسن حظ السودان وشعبه ، أن الوضعية الغربية في الفكر والثقافة وفي النظم القانونية ، لم تقو ولا قوى رجالها بين الوطنيين المثقفين في السودان بمثل ما قويت وقوى رجالها ؛ فكراً وتنظيماً ومؤسسات في بلاد عربية أخرى منها مصر ... ولذلك فإن حراس الإرث الاستعماري من المواطنين - بتعبير د. عبد الله على إبراهيم - هم في السودان أقل منهم كثيراً في بلادنا العربية الأخرى، وأن صلة الحركات الوطنية السودانية بالمرجعية الإسلامية على المستوى الشعبي والرسمي لم تكد تتفك في الغالب من التاريخ السوداني الحديث).
نقد الحداثة ومفاهيم ثلاثة
يقول د. إبراهيم في مقدمته أن نهجه في هذا الكتاب يفارق التناول الدارج الذي يرى في الأصولية تقهقراً من وعثاء الحداثة إلى طمأنينة التقليد الديني وأمنه... فالحداثة كما يراها إبراهيم - لم تأتنا - في السودان - كبرنامج برئ محايد يدعو لنفسه بالحكمة والموعظة الحسنة - بل جاءتنا الحداثة على فوهة بندقية". [ص 17]
أما المفاهيم التي انطلق منها د. عبد الله في تحليل الظاهرة الإسلامية في هذا المجال ، فهي تعتمد على الدين ولكن ليس باعتبارهـ (نظام مغلق على نفسه بل في سياقه الاجتماعي والتاريخي .. وكمنهج نافع في تحليل الحركات الاجتماعية ، وكذلك اعتمد الدين في هذا الكتاب - أساساً راشداً لنقد المجتمع والحياة والعقل الحداثي ، الذي أنتجها) .
والمفهوم الثاني ، اعتماد مفهوم الأصولية الإسلامية ، كحركة اجتماعية مكنت للمسلمين - كما في قول لويس برينر - أن يدخلوا أفواجاً في حقول السياسة كمسلمين مستحقين.
المفهوم الثالث ، هو أخذ الأصولية الإسلامية كوجه من وجوهـ الإجتهاد في مأزق دولة ما بعد الاستعمار التي بقيت أجندة تحررها من ربقة الاستعمار من غير تنفيذ وبذا تأخذ المشروعية لفكرٍ طموح ، يريد أن ينزع أوربا من مركزيتها القابضة.
الفصل الأول : الإستشراق الداخلي:
يجعل د عبد الله على إبراهيم من سؤال د. زكي مصطفى عميد كلية القانون بجامعة الخرطوم سابقاً سؤالاً مفتاحياً لدراسة كيف تسربت العلمنة للتشريع في السودان بعد طول التزام للشريعة والسؤال هو. "لماذا لم يستفد القضاة الإنجليز وخلفهم من السودان من الشريعة الإسلامية في إنشاء قوانين السودان . في حين كان متاحاً لهم - قانوناً - الاستعانة - بأي قانون طالما لم يصادم العدالة والسوية وإملاءات الوجدان السليم؟
يرى د. عبد الله أن الإنجليز جاءوا للسودان بخبرتهم في الهند وكيف أفلحوا في تنحية الشريعة الإسلامية ، التي كانت القانون الأوحد في ظل حكم المغول"بحجة أن الشريعة والقانون الإسلاميين لا يصلحان لدولة حديثة [ص23]، مما جعلهم يقررون بدء حكمهم في السودان من الصفر لا في مجال الإدارة فحسب بل في كل مجال مما جعل القانون المشرع يتفق مع أخلاق أهل الصولة من الإنجليز واضعى القانون ، ويفارق ويناقض أخلاق السودانيين (المستضعفين المقهورين) كإباحة الزنا واللواط .
ثم عمد الإنجليز إلى أعراف القبائل وجعلوها كمصادر للتشريع ، ولا تسمح - الإدارة البريطانية - لقضاة الشريعة الإسلامية بأن يتولوا العمل في هذهـ المحاكم ، وهذهـ جذور الصراع بين الشريعة ودعاتها والعلمانية ودعاتها ، ويجزم د. عبد الله أن حجب الشريعة الإسلامية قد كان سبباً مباشراً لكثير مما جرى في السودان من بعد ، يقول:"شكل حجب الشريعة من أن تكون واحداً من مصادر القانون الاستعماري كارثة ثقافية وسياسية طوال عهد استقلالنا ولأننا قد بخسنا الشريعة حقها ، ظلت تتعقب الأمة بشكل ثأري وتنغص عليها قانونها ودستورها وتؤذي عملية بناء الأمة السودانية في الصميم" [ص 30] لذا "ما كاد السودان يستقل حتى نشأت الجماعات الدينية والسياسية والتربوية التي جعلت هذا الألم الروحي نصب عينها مركزة على المقارنة بين قانون المسلمين الأخلاقي المضمّن في الشريعة والقانون الوضعي السائد في حقبتي الاستعمار وما بعد الاستعمار" وقد حفظت الصفوة - التي درست القانون في كلية غردون - عهدها في حماية الإرث الاستعماري بحجج مختلفة منها ؛ وجود أقليات غير مسلمة في السودان .. وهو ما اسماهـ د. عبد الله بـ"الاستشراق الداخلي".

الفصل الثاني : قسمة مانوية
في هذا الفصل يشرح د.عبد الله في سرد رائع كيف دق الإنجليز إسفينا بين الأمة وتراثها والحداثة الإستعمارية وتعليميها ، عبر قسمة بينهما في كل شيء وهذا الفصل هو الفصل المركزي في الكتاب وهو الحاوي لجوهر الفكرة الأساسية التي قام عليها بناء الكتاب ، ويتخذ دكتور عبدالله من المناوية التي تؤمن بإله للنور هو رمز للخير وإله للظلمة هو رمز للشر، رمزاً لما حدث في سنوات الإستعمار وما بعدها ، يقول د.عبدالله:
عمد - آنذاك - الإنجليز على بناء جبل جديد يحمي أفكارهم أمام الجيل القائم الذي ورث إسلام المهدية وأصالتها ، فانقسم التعليم إلى مدارس حديثه ومعاهد دينية والسلطة القضائية إلى مدنية وشرعية ، وقد جردت كل الامتيازات والسلطات الرفيعة والمكانة من ذوات النسب الإسلامي ومنحت أرفع الرتب وأعلى المقامات لأبناء المدارس الحديثة . ويرسم د. عبد الله صورة لهذا التباين فيقول : كانت (المحاكم المدنية أبهى وأفضل أثاثاً من محاكم الشرع وللقاضي المدني سيارة والقاضي الشرعي خلو منها حتى لو كان في درجة أرفع وظيفة ، ومنزل القاضي المدني الحكومي مميز عن منزل القاضي الشرعي) . [ص54]
وقد دفعت هذهـ القسمة المانوية قضاة الشرع إلى العمل النقابي دفعاً والدخول في أحلاف مع القوى السياسية المؤيدة للرؤية الإسلامية وقد أفلح هذا الحلف في إقصاء الحزب الشيوعي السوداني وطردهـ من البرلمان بعد ثورة أكتوبر 1964م. [ص57] وتأثيرهـ على الحكومة السودانية حتى أن الأزهري دعا عام 1968م رجال البرلمان إلى أن يسرعوا الخطى ليقرروا الدستور الإسلامي. [ص63]
الامتطاء السياسي للشريعة :
يعتبر د. عبد الله أن السياسيين استغلوا المساومة بتطبيق الشريعة الإسلامية في خلافاتهم حول الكرسي والانتصار السياسي وهو يعد الصراع بين الأزهري والمحجوب داخلاً في هذا الإطار وكذلك إعلان الشريعة الإسلامية في العام 1983م في عهد الرئيس نميري . وهو ما خالفه فيه مقدم الكتاب المستشار طارق البشرى حيث يرى (أن الأحداث الكبرى لا تصنعها أسباب صغيرة . وأن مسألة العدول عن نظام قانوني إلى نظام لا تطيق حمله إرادة حاكم يريد أن يمد من عمر حكمه أياماً أو سنين ، إلا أن يكون في ذلك استجابة لدواع أكبر كثيراً تتعلق بالتكوين الحضاري والعقيدي للأمة) .[ص14]

الفصل الثالث : الشريعة التقدمية ، الحداثة الرجعية
في هذا الفصل يقرر د. عبد الله ، أن قضاة الشرع قد استطاعوا (أن يرسموا بقوة الخط الفاصل بين شريعتهم والحادثات التي قد تفسد منطق الشريعة أو تطيح به وكثيراً ما أبانوا بصورة مقنعة عن منطق شريعتهم وكيفية الولاء له في خضم الحادثات) ص89 وقد استطاعوا - عبر اجتهاد منضبط - من توظيف مصادر شرعية دقيقة لامتلاك ناصية التغيير الاجتماعي في التعامل مع قضايا الحياة كقضية الرق المحرر ومشكلات المرأة.

الفصل الرابع : لاهوت الحداثة : الترابي والتجديد الإسلامي في السودان
في تحليله لشخصية حسن الترابي - الذي لا يخفي المؤلف اعجابه به رغم اختلاف مدرستيهم - يعود الكتاب لأجدادهـ الأباعد ، إلى جدهـ حمد النحلان الذي أدعى المهدية ببلاد الحجاز والى نشأته - أي حسن الترابي - معزولاً في حي أفندية كأبن لقاضي شرعي ومأزوماً من إصرار والدهـ على تدريسه العلوم الشرعية ونفوراً منها . ومصدر احتفاء الكاتب بالترابي أنه ينظر إليه كمحرر حداثي للإسلاميين ، فهو ينزع حق النظر والاجتهاد من الفقهاء والعلماء المتخصصين ويردهـ إلى الشعب بما يسميه (الاجتهاد الشعبي) [ص ]924 ويرى الترابي أن طبقة الفقهاء دخيلة على الدين الإسلامي وأنهم ثمرة من ثمرات (أمراض التدين).

الفصل الخامس : داحس المعهدين والغردونيين وغبراؤهم.
في هذا الفصل يعرض المؤلف للقسمة المانوية في التعليم ، وكيف قررت لجنة كونت في العام 1969م للنظر في وضع الجامعة الإسلامية تخفيضها إلى كلية للدراسات العربية والإسلامية بدلاً عن كونها جامعة ، ويقول د. عبد الله (ومن اليقين الثابت أن جذور فكرة المعهد تعود لجثث أمراء المهدية ، ذلك أن رجال الدين الإسلامي الذين أقلقهم تغير الزمان وحال المعرفة بالفقه والدين بعد غزو الإنجليز ناشدوا الإدارة الاستعمارية بإرسال طلاب للأزهر بمصر لدراسة علوم الدين إلا أن الإدارة الاستعمارية كانت تعارض إرسال طلاب إلى مصر التي أفسدتها روح الحماس الوطني - بعد ثورة 1919م - ومن ناحية أخرى كانت الإدارة - أيضاً - تمانع من تدريس علوم إسلامية حقيقة في كلية أبنتاها المسيحيون صدقة جارية لروح غردون ، من هنا جاء ميلاد المعهد العلمي) [ص 138] الذي تحول إلى الجامعة الإسلامية من بعد. واستعرت المعركة بين طلاب المعهد و طلاب كلية غردون ، فقد وصف المعهدي الشاعر : حسين منصور طلاب الكلية بـ(حزب الفرنجة) (وغرس يودال) ويودال هذا كان بريطانياً شاذاً جنسياً . أما الغردونيين فيروون أن المعهد (مشكلة بأكثر منه تعليماً) ص 139.
وقد أدت هذهـ العلاقة المتوترة إلى رفض مؤتمر الخريجين انتساب خريجي المعهد العالي إليه بل رفض مؤتمر الخريجين حتى إقامة حفل تأبين للشاعر السوداني الكبير التجاني يوسف بشير لا لشئ إلا لكونه من المعهد العلمي .
ومن التعبير عن الإرث الاستعماري يحكي شيخ شعراء السودان عبد الله الشيخ البشير قصة كان هو أحد شهودها وضحاياها أيضا ، وهو طفل يتلقى التعليم الأولي على غير النمط الجديد ، حيث أدار المسئول البريطاني وجهه عن المرور بين صفوف طلاب الخلاوي ، واكتفائه بطلاب المدارس الحديثة حيث عدها البشير (عدم اعتراف بالوجود) ويقول (وما أزال أحس بمذاق المرارة التي تدفقت في فمي يوم الاحتفال ذاك) ص 146.
وما حورب المعهد إلا لأنه أصبح حامي الهوية السودانية : الإسلامية العربية ، وهو ما يرفضه الإنجليز وبخشونة (فالثقافة الإسلامية لسابق ما عرف عنها من تعبئتها السودانيين في قالب الثورة المهدية التي أطاحت بالحكم التركي في 1885م وحين تسني للبريطانين إعادة قهر السودان من جديد 1898م صح عزمهم على محو الإسلام) ص 151.
كلمة أخيرة
من طالع قصة مدثر البوشي في ليلة المولد وكيف صدع بكل إرثه المجيد وثقافته الإسلامية العربية الباذخة أمام كبار رجالات الإدارة البريطانية وحاشيتهم من الوطنيين ليوقن تمام اليقين أن الله يبعث على رأس كل مائة عام من يجدد للأمة دينها ، ولعرف خطر الشاعر والمثقف حينما يكون إصلاحيا صميماً .. وهو الدرس الذي يستفاد من هذا الكتاب بجانب الدروس الكبرى التي عرضنا لها أثناء استعراضنا له.








التوقيع:
اقتباس:
متعتي في الحياة أن أقول الحقيقة
جورج برنارد شو
elmhasi غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 28-04-2018, 12:27 PM   #[22]
elmhasi
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

السودان الي اين ؟ حسن الطاهر زروق
دار الطليعة للطباعة والنشر - بيروت - لبنان
الطبعة الاولي نيسان ابريل 1972م
112 صفحة



إهداء لانبل الرجال
في اول يناير من عام 1956م اصبح السودان بلدا مستقلا ، وفرحت لهذا كل الانسانية التقدمية ، ولكن بعد عامين من هذا حدث فيه انقلاب عسكري فنشر ستة اعوام من الظلام والسواد ثم قام الشعب السوداني في اكتوبر 1964م بثورة غير مسلحة للإطاحة بحكم عسكري وتمت الاطاحة به . وفي 25 مايو 1969م حدث انقلاب عسكري من جانب صغار ضباط الجيش ، وجرت محاولات لتصنيف ذلك بأنه ’’ثورة‘‘ وفشلت تلك المحاولة ، وكانت مثلا سيئا . وجاءت احداث مذبحة يوليو 1971م ، فشدت الإنتباهـ العالمي للسودان .
ولكن سير وتدفق التاريخ لا يقف عند حد يتخيل او يفرض إعتباطا ، وسيظل السودان جزءا من تحرك التاريخ العربي والإنساني .
نقدم هنا هذا الكتاب الذي يحاول ان يسجل لحظات من تاريخ السودان المعاصر . ولم يكتب هذا في لحظة او جو واحد ، بل كتبت فصوله في ظروف واجواء مختلفة ، ولكن كان دائما يربط بينها خيط واحد وفكر واحد ، يحاول ان يعرف ويحدد مكان السودان الآن .
الي المعلم والشهيد عبدالخالق محجوب نهدي ونرفع هذه الصفحات والي رفاقه في البذل والعذاب لأنهم كانوا جميعا منارات لحياة افضل .





(الشفيع احمد الشيخ)
سكرتير اتحاد نقابات عمال السودان - 12 ابريل 1955م

ثم تمر ايام ويعلن استقلال السودان في اول يناير 1956م وتبدأ مرحلة جديدة من تطورهـ السياسي والاقتصادي والإجتماعي وقبل ان يتحقق شئ من هذا يقع العدوان الثلاثي علي مصر ، وكان الزعيم الشفيع احمد الشيخ في ذلك اليوم في القاهرة . من هناك وجه نداءا حارا لعمال وشعب السودان ، ولشباب السودان من قلب المعركة اذاعته كل موجات الإذاعة المصرية ونشرته الصحف . يقول الشفيع : -
’’أوجه هذا النداء وانا اقيم في القاهرة بين اخوتي المصريين وأشاهد وأري بعيني رأسي ما يقع علي الشعب المصري من إعتداء الطائرات البريطانية والفرنسية والإسرائيلية ليل نهار علي السكان الآمنين ، ومن المؤكد والمعلوم ان اي اعتداء علي المصريين انما هو اعتداء علي السودانيين والشعوب العربية ، بل انه اعتداء علي الإنسانية جمعاء .
’’فيا عمال السودان ان اخوانكم عمال مصر والشعب المصري والحكومة المصرية يواجهون هجمات العدو رغم قوتها بعزم ثابت وانا اقف بجانبهم ، كلنا متطلعون اليكم لتجدوا مكانكم في هذه المعركة لدحر الاعداء الآثمين ، ولن يكفي ان نبدي شعورنا بالتأييد بل ان الواجب يقتضي ان نتخذ خطوات عملية حاسمة .






التوقيع:
اقتباس:
متعتي في الحياة أن أقول الحقيقة
جورج برنارد شو
elmhasi غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 02-05-2018, 11:47 PM   #[23]
elmhasi
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي





ط 1 . المنصورة : دار الكلمة للنشر والتوزيع ، 2007م
520 ص ، 24 سم
تدمك : * - 290 - 311 - 977
1 - السودان - تاريخ - العصر الحديث
أ - العنوان : 4/ 962
رقم الإيداع : 23040 / 2007م


القضية السودانية قصة مثيرة، وأزمة محيرة. تتصارع فيها القوى الدولية ، ويدفع الثمن المواطن البرئ . عرقلت مشاريع التنمية ، وسممت النسيج الاجتماعي ، وفتتت البنية الوطنية . لم تقتصر آثارها على تأزيم الوضع بين الشمال والجنوب ، وإنما أصابت شظاياها كل الأقاليم . فلم يعد الصراع بين عرب مسلمين وجنوبيين أفارقة مسيحيين ، وإنما نزاع حول بواطن الأرض وخيرات الوطن . ومع الأسف يتم كل ذلك بأيدي سودانية . فلم تعرف النخبة السياسية الاجتماع والتوحد منذ إنقلاب ’’ربما يقصد تمرد‘‘ توريت سنة 1955م ، ومما زاد الطين بلة تجاهل الطبقة السياسية الشمالية للنخب الجنوبية منذ بداية حركة التفاوض حول الاستقلال . وبذلك حدد كل منهم مصادر مثاقفته وخلفية أفكارهـ وخياراته السياسية ، وقد انعكس ذلك على مجريات التفاوض الغامض منذ مؤتمر المائدة المستديرة بأديس أبابا 1965م إلى اتفاقية نيفاشا 2005م .
’’مؤتمر المائدة المستديرة كان في الخرطوم‘‘ !!!
ويطرح السؤال ثانية : من يؤجج الصراع ؟ ومن المستفيد من أزمة الرعب ؟. تلك هي الإشكالية الحقيقية التي من أجلها كتبت هذهـ الصفحات ، وغيرها من البحوث التي لربما لا تحصى عدا . إلا أن الفارق جد شاسع بين الجهدين ، إذ العبرة ليست بالتأريخ والتجميع ، فذلك جزء يسير وعمل محايد غالبا إن استصحبت النية الطيبة . وإنما الأهمية في إعلان النتائج ، وما يتطلبه ذلك من شجاعة بل ومجازفة حد المخاطرة ، في زمن تحصى فيه على المرء أنفاسه ، فما بالك بمن يقترب من المحظور ويزج بنفسه في المناطق الممنوعة ويحاول تجاوز الخطوط الحمراء .

تلك هي قصة هذا الكتاب الذي أردت من خلاله أن أوثق لأزمة القرن العشرين : قضية جنوب السودان . إنه من الخطأ ربطها بنازع سياسي قريب يرتبط باستحقاقات الاستقلال ، أو تعليلها بقوانين تطبيق الشريعة الإسلامية التي تبنتها الدولة السودانية على عهد الرئيس السوداني جعفر محمد نميري سنة 1983م . إن الأزمة السودانية ترتبط في جوهرها بالسياسة الاستعمارية التي رسمتها الدولة البريطانية ، وعبرت عن نفسها في ما عرف لاحقا بقانون المناطق المقفولة لسنة 1928م .












التوقيع:
اقتباس:
متعتي في الحياة أن أقول الحقيقة
جورج برنارد شو
elmhasi غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 03-05-2018, 09:34 AM   #[24]
بابكر مخير
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية بابكر مخير
 
افتراضي

شكرن تتقال ليك والواحد متأكد أنها لي زولن يستحق..
في شيتن يستاهل....
يا أخي إنجاز وإعجاز
وبرضك الناس مع أزمة البنزين دي، يقولوا..
يا حليلهو لو كان لساتهو الوزير عوض الجاز..
شكرا من تاني



التوقيع:
بابكر مخير غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 04-05-2018, 11:21 PM   #[25]
elmhasi
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

دكتور بابكر

لا شكر علي واجب ...


وربنا يعين ...






قراءة في كتاب "الإسلام والدولة" للمفكّر السوداني النيل عبد القادر أبو قرون

الإثنين ، 28 نيسان/ أبريل 2014م
عبد المنعم شيحة



يُعدّ كتاب "الإسلام والدولة"[1] للمفكّر السوداني النيل عبد القادر أبو قرون[2] من أكثر كتب هذا الباحث إثارة للجدل والنقاش ؛ لما تضمّنه من جرأة في القراءة وصراحة في المناقشة والاستنتاج لم يسبقه إليها مفكّر من داخل الحضارة العربيّة الحديثة ، إلاّ وكُفّر أو رُميّ بكلّ كبيرة أو أُدخل محاكم التجريم.[3]

والكتاب صادر عن المؤسّسة العربيّة للدراسات والنشر سنة 2010م ، وهو يتكوّن من مفتتح واثني عشر فصلاً تُعالج قضايا على علاقة وطيدة بأمور الدعوة النبويّة والدولة ومُستلزماتها وما أثارته هذا القضايا من إشكاليات . أمّا عناوين هذه الفصول ، فقد قام أغلبها على الاستفهام الذي يبغي صاحبه منه المراجعة أو التفكير في مسائل طرحت قبله مراراً وتكراراً من قبيل:

- دين الإسلام أم دين المسلمين ؟
- دولة أم دعوة ؟
- ما حكم الله ؟
- مرجعيّة دينيّة أم حكم سياسي؟
- دولة من أجل الدين أم دين من أجل الدولة ؟
- دولة مدنيّة أم دينيّة ؟
- من هم الذين آمنوا ؟

وإذا كان هذا الباحث السودانيّ قد اشتهر بكتابه "نبيّ من بلاد السودان" الذي قدّم فيه قراءة مُغايرة لقصّة فرعون وموسى تشذُّ عن المعهود من القراءات ، فإنّه في هذا الكتاب يُلامس موضوعاً جوهريّاً حارقاً في الحضارة العربيّة الإسلاميّة، وهو علاقة الإسلام بالدولة من نواحي مختلفة. فمن أهمّ الاستفهامات التي وقف عندها : هل يمكن القول إنّ الإسلام هو دين جاء لتكوين دولة سياسيّة محدودة أم هو دعوة إلهيّة للناس كافّة ؟ وهل جاء ليلغي الديانات السابقة ويكفّر أصحابها أم جاء مصدّقاً لها؟ وهل يجوز إجبار الناس على الدخول في الإسلام بحدّ السيف، أم إنّ الإسلام جاء ليكفل الحريّات الدينيّة ، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر؟ وإذا كان الأمر كذلك، فماذا عن "الفتوحات الإسلاميّة" أو "غزوات" النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ؟ ثمّ من هم "الّذين آمنوا" الّذين خوطبوا مراراً في القرآن الكريم، وما الفرق بينهم وبين الّذين هادوا والنصارى والصابئين؟

ويقول ناشر الكتاب إنّ المفكّر السودانيّ الشيخ النيل عبد القادر أبو قرون قد نفض الغبار في كتابه هذا عن: "أربعة عشر قرناً من الأفكار والممارسات الّتي وجدنا عليها آباءنا وما تناقله السلف دون تمحيص، حتّى لو كانت نصوصهم المنقولة تطعن أحياناً في أخلاق النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، أو تشكّك في القرآن العظيم ، مستنداً في حججه الدامغة إلى كتاب الله وعصمة نبيّه ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وبالتالي فإنّ من يقرأه سيشعر بمقدار أصالته ، فهو لا يقلّد السابقين في تفسيراتهم ، ولا يتقيّد بها ، بل لا تجد في مادّته رجوعاً إلى مصادرهم في ما يخالف القرآن العظيم وعصمة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وقد يرى بعضهم في نصوصه حقائق صادمة، ذلك أنّ قروناً كثيرة مضت دون اجتهاد وتجديد، ولهذا فإنّ خير قراءة لهذا الكتاب هي أخذه بالمحبّة بعيداً عن التعصّب الأعمى والانغلاق والخوف".[4]

وقد انطلق الشيخ أبو قرون من مُسلّمة رئيسة في الإسلام ، فحواها أهميّة الإيمان بالرسول ـ صلى الله عليه وسلّم ـ وتصديق عصمته مُستنداً في ذلك إلى جملة من الآيات القرآنيّة من سورة لقمان وسورة الفرقان وسورة النحل وسورة العنكبوت ، وكلّها تحثّ على اتباع النبيّ ، لأنّ طاعته من طاعة الله ، وهي طاعة تدلّ على سبيل الخير وتهدي إلى صراط مستقيم ، لا سيما وقد بُعث ليُتمّم مكارم الأخلاق. بيد أنّه لا مجال للإكراه أو الإلزام في هذه الطاعة، لأنّ دين الله ليس ذلك المكروه الذي يُجبر عليه الإنسان ولا هو بالبغيض الذي يُدفع إليه دفعاً أو يُقاتل دونه ويستباح مال وعرض ودم من أعرض عنه، لذلك: "نجد هذا النهج الربّانيّ يصطدم بحديث ينسبونه لرسول الله ـ صلى الله وبارك عليه ـ وهو "أُمرت أن أقاتل الناس حتىّ يشهدوا أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمّداً رسول الله وإن فعلوا هذا عصموا منيّ دماءهم وأموالهم إلاّ بحقّ الإسلام وحسابهم على الله". فهل يمكننا تصديق من يقول إنّ النبيّ المعصوم ـ صلى الله وبارك عليه وآله ـ يقول أو يفعل ما يعارض ما أنزل إليه من ربّه أو يتّخذ نهجاً غير الذي أرسل به؟ وهل قاتل النبيّ ـ صلى الله وبارك عليه وآله ـ الناس لإجبارهم على الدخول في الإسلام؟".[5]

إنّ عدم الإكراهـ على الإيمان هي الحقيقة التي ينبغي التقيّد بها عند قراءة تاريخ الرسول وما فعله قبل فتح مكّة وبعدها، لا سيما أنّه لا توجد حادثة تاريخيّة واحدة تُروى عن إجبار الرسول لشخص على الإسلام أو عن النطق بالشهادتين.[6]

ويلفت الشيخ النيل النظر إلى أنّ نشر بعض الأحاديث النبويّة التي ينادي فيها الرسول بفرض الإسلام بحدّ السيف[7]فيها إساءة لنبيّ الإسلام ولنهجه، لذلك يرنو المؤلّف من خلال مراجعته الموروث الدينيّ المتّصل بطريقة قيام الدعوة وطبيعة تشكّل الحكم في بدايات الإسلام إلى تحريك سواكن القرّاء وزعزعة ركودهم الذي يصفه الشيخ أبو قرون "بالركود المصنوع"، في دعوة علمية للنقاش والحوار الهادئ مؤكداً أنه يقبل المُراجعة والتعديل.

إنّ جوهر الأطروحة التي يدافع عنها الشيخ أبو قرون قائمة على أساس أنّ الإسلام لم يأت لإقامة دولة، وأنّ الرسول محمد ـ صلى الله وبارك عليه وآله ـ لم يحمل هذه الرسالة ليُقيم حكماً. فالدعوة التي جاء بها النبي محمد - مثل دعوات غيره من الأنبياء والرسل- قامت على أساس البلاغ ولم تتعد حدود قوله تعالى: "وما على الرسول إلا البلاغ المبين".(العنكبوت، آية 18).

أمّا الاعتقاد بأنّ الدعوة لا تقوم إلا بالسلطان والسيف، فهو اعتقاد فاسد وفق فهم مؤلف الكتاب؛ لأنّه يبرهن عن ضعف في الإيمان ويخالف النهج الإلهي الذي ندب إليه نبيّه، ويكشف عن حبّ للسلطة مقيت نفاها الله عن رسوله. فغزوات الرسول كانت في أغلبها من باب الدفاع عن دينه وأهله ومن اتّبع ملّته، ويكفي تتبّع قصص غزوات بدر وأحد والخندق، لنفهم أنّ النبيّ لم يكن الغازي في هذه المعارك ولم يقاتل أحداً لفرض الإسلام.[8]

فماذا عن إقامة الدولة
؟

إنّ إقامة الدولة وفق الشيخ "أبو قرون" لا علاقة لها لا بالبلاغ ولا بالرسالة؛ فالدولة تقوم على فرض سلطتها على الناس وبسط سطوتها واحتكار العنف وتقنينه، وهو إكراه يتنافى وروح الإسلام. وليدعم الباحث فكرته انطلق من قول الله تعالى: "إنّ الدين عند الله الإسلام."(آل عمران، آية 19) وقوله تعالى: "ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه."(آل عمران، آية 85). ليؤكّد: "أنّ الرسل كلهم - صلوات الله عليهم- ما جاءوا من عند الله إلا بالدين؛ أي الإسلام. فإذا كان الله ـ سبحانه وتعالى- يؤكد أنّ الدين عند الله الإسلام، فما جاء موسى إلا بالإسلام، ولم يؤسس دولة أو حكومة، ولم يكن حاكماً ولا أميراً، وعيسى ـ عليه السلام ـ كذلك، جاء بالإسلام مصدقاً لموسى ـ عليه السلام ـ وكتابه وما أنزل فيه من أحكام، ولم ينشئ دولة، وما كان ملكاً ولم ينصب نفسه حاكماً أو أميراً، وما أنزل الله فيه من أحكام" وقفّينا على آثارهم بعيسى بن مريم مصدّقاً لما بين يديه من التوراة."(المائدة، آية 48)، وقال "ما لله لله وما لقيصر لقيصر" ولم يسجل التاريخ عن دولة موسوية أو عيسوية أو دولة إبراهيمية أو دولة لوطية. وجاء محمد ـ صلى الله وبارك عليه وآله ـ بالإسلام مصدقاً "لما بين يديه من الكتاب" أي التوراة والإنجيل وما أنزل الله. ولهذا، فإنّ من لا يؤمن بهذه الكتب كما نزلت (...) فقد كفر بما أنزل على محمد ـ صلى الله وبارك عليه وآله ـ."[9]

لقد جاء خاتم النبيين مصدقاً لكل ما جاءت به الرسل "ومُهيمناً عليه"(المائدة، آية 48) والهيمنة في فهمالشيخ النيل لا تعني إلغاء ما سبق من تلك الكتب والديانات، وإنما تعني الوسع والشمولية لما تضمنته: "ليكون النبي الخاتم رسولاً لسائر الناس السابقين واللاحقين، لأن من آمنوا بتلك الكتب السابقة قد آمنوا بما تضمنه كتاب محمد ـ صلى الله وبارك عليه وآله ـ، فهم مسلمون من قبل بعثته"[10]. ذلك أنّ المسيحيّة لم تأت لإلغاء اليهوديّة ولا الإسلام المحمّديّ جاء لإلغاء المسيحيّة واليهوديّة، بل جاء مصدّقاً لما كان قبله من الرسل وكتبهم التي نزلت عليهم من الله.[11]

وإذا كان الرسل قد جاؤوا بالدين، وهو الإسلام كما ذكر الله ذلك، فهذا يعني أنّ الدين عند كلّ الأنبياء ما هو إلاّ شرائع وتعاليم جاء بها هؤلاء لبناء المجتمع الفاضل وتكريم الإنسان فيه من خلال إعطائه مكانته الحقيقيّة، بما أنّه المقصود من كلّ الرسائل، وله جاء كلّ هؤلاء الرسل. أمّا الإسلام، فهو خاتم الرسالات والمهيمن عليها حتى يعلم الجميع أنّ الدين واحد وأن لا عصبيّة فيه ولا صراعات، وأنّ الله أخذ في ذلك عهداً من كلّ الرسل على هذا وقد ذكر ذلك في القرآن: "وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَىٰ ذَٰلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ."(آل عمران، آية 81). لذلك تبدو العصبيّة الدينيّة الموجودة اليوم مُنتجة للبعد عن منهج الله القائم على: "الحبّ والمعرفة وحريّة الإنسان".[12]

أمّا المنهج القويم، فهو المنهج الذي اتّبعه رسول الأمّة يوم فتح مكّة عندما منح لأهل مكة الحرية وأطلق سراحهم بكل كرامة، فجاء ذلك تماشياً مع إرساء قواعد الإسلام وطاعة لله الذي بيّن بصورة لا لبس فيها أنّ الحُرّية مصونة إن كفر الإنسان أو آمن: "قل يا أيّها الكافرون لا أعبد ما تعبدون ولا أنتم عابدون ما أعبد ولا أنا عابد ما عبدتم ولا أنتم عابدون ما أعبد لكم دينكم ولي دين."(سورة الكافرون).

ويعتبر الشيخ "أبو قرون" أنّ ما حدث بعد وفاته ـ عليه السلام ـ هو التسلّط والظلم، إذ احتاج الحكّام لمن حولهم ليُجبروا الناس ويكرهوهم على المبايعة والطاعة بالسيف ولو كانوا أعلم الناس بالدين منهم، وقد يصل الأمر بالحاكم إلى التجسّس والتسوّر على الناس لغايات سلطويّة، ومن ذلك تلك الأخبار التي تنسب إلى عمر بن الخطّاب الذي تسوّر على جماعة يشربون الخمر في بيت فلمّا واجهوه بأخطائه "الإسلاميّة"، مثل التجسّس وعدم دخول البيوت من أبوابها ما كان منه إلاّ أن خرج وتركهم، فأضاف بذلك وفق هذه الرواية خطأ آخر هو عدم تنفيذ حدّ إلهيّ بيّن. كذلك ينسب إلى عمر نفيه نصر بن حجّاج من المدينة، لأنّه جميل الوجه خوفاً من فتنته النساء فيها، وهذا تسلّط لأنّ المكان الذي سينفى إليه لن يكون خالياً من النساء، ثمّ إنّ الجمال ليس عيباً وليس جريمة يستحقّ عليها العقاب، كذلك ينسب لعمر ضربه لرجل يمشي ببطء بالدرّة وقوله له لا تمت علينا ديننا، وهو عجيب لأنّ الرجل يمكن أن يكون مريضاً كما أنّ له أن يكفر وهو حرّ في خياراته. فالذي يرى قيام الدولة ليقوم بها الإسلام فقد عكس الأمر وخالف نبيّ الأمّة الذي نشر تعاليم الدين بمظهره الرحيم ورحمته للعالمين.

وبصورة عامّة، يرى الشيخ "أبو قرون" أنّ الحاكم في الدولة قد يخالف شرائع الإسلام إذ لا عصمة لحاكم ولا يمكن مطالبته بالعصمة من قبل الرعيّة، وما يصدر عنه لا يُعدّ سنّة تُتّبع، وعليه فإنّ الإسلام ليس هو الدولة والإسلام لا تحصره دولة ولا حدود جغرافيّة ولا يمكن بحال أن يمثّله رأس الدولة نتيجة مُبايعة الناس له: "ففي الإسلام كلّ فرد اختار الإسلام ديناً فهو مقيّد محكوم بما أنزل الله من الشرائع التي هي حكم الله، بل هو الذي قيّد نفسه بها وهي الحاكمة على الجميع والرقيب على الالتزام بها هو الله وحده (...) ولا قدسيّة فوقها - ملكاً كان أو أميراً – ولا يحقّ لأحد سنّ قوانين أو تشريعات تخالفها تنتقص من حرّيات الناس وحقوقهم".[13]

إنّ سبيل السلطة والدولة غير سبيل الدعوة والتبليغ، وبقدر ما تقاطع هذان الأمران في حياة الرسول بقدر ما اتّحدا بعد وفاته بعد أن: "انحرف بعضهم بالدين إلى غير مقاصده ووجّهه إلى إنشاء الدولة الدنيويّة والحكم السياسيّ."[14]لا سيما ما وقع في سقيفة بني ساعدة من جماعة: "نحن الأمراء وأنتم الوزراء، فالحكم عندهم كان هو الأهم فاستبقوا إليه رغبة في السلطة والتحكّم في عباد الله".[15]

ولأنّ الدولة لا بدّ لها من تنظيم أو حزب سياسيّ، وهذا ليس من الدين في شيء، فإنّ هذا الحزب إذا كانت الغلبة له عامل من هم من أتباعه على أساس أنّهم مواطنون من درجة ثانية ونظر لهم بعين الريبة والشكّ، حتى إن كانوا من نسل النبيّ. وهذا يخالف عند الشيخ النيل سيرة النبيّ الذي فرّق في حياته تفريقاً جليّا بين الدعوة والدولة عندما عيّن على الجيش شاباً في العشرين من عمره، هو أسامة بن زيد، وجعل تحت إمرته أبا بكر وعمر والزبير وطلحة، حتى لا يقال فلان أرفع شأناً من فلان فهو يستحقّ الإمارة وفلان أتقى من فلان فهو أولى بالإمارة، فالتقوى محلّها القلب ولا يطّلع عليها إلاّ الله: "ولا ينبغي أن تكون سبباً للإمارة والتسلّط على خلق الله".[16]

أمّا من يرى أنّ الإسلام دولة لم يُكمل الرسول إنشاءها وتشكيل هرميتها ومؤسّساتها بسبب موته، فإنّه يتّهم الرسول ضمنا بالتقصير ويتّهم الله بعدم إكمال الدين، وهو القائل: "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً."(المائدة، آية 3). والخطأ القاتل الذي يقع فيه البعض هو أن يظنّ أنّ من جاء بعد الرسول: "وأقام مؤسّسات الدولة له الفضل في توسيع الدعوة والرسالة."[17] إذ لا علاقة بين الدولة بمؤسّساتها المُختلفة (تعليم، صحة، مواصلات، اتّصالات، ...) وجغرافياتها المحدودة وصراعاتها السياسيّة، وبين الدين الذي لا يخضع للحدود ولا حياة له إلاّ مع الحريّة والإيمان السليم والفطرة الصحيحة، وشتّان بين الشأن الدُنيوي السلطوي وبين الشأن الروحي الديني، بين الإكراه وبين الحريّة بين القمع والظلم والهيمنة والإخضاع وبين الدين الذي محلّه القلب وشرطه الإيمان وجوهره القبول أو الرفض. ومن أجل إثبات ذلك عمليّاً يحلّل الشيخ النيل سيرة الخلفاء الأربعة بعد وفاة الرسول، ويكشف اختلافهم عن سيرة النبيّ في كثير من المواطن، واختلاف بعضهم عن بعض في السيرة وأسلوب القيادة وطريقة الاستخلاف أيضاً.

ويُخصّص الباحث الفصل الأخير من كتابه الموسوم بـ"من هم الذين آمنوا؟" ليدلّل من خلاله على أنّ المؤمنين المقصودين بالخطاب في القرآن هم اليهود والنصارى والمسلمون، وأنّ الإسلام جاء مصدّقاً للديانات السابقة ومدعّماً لها، وعليه فإنّ ما سُمّي بعد وفاة النبيّ بالفتوحات الإسلاميّة: "كلّه عدوان وعلى أصحاب دين أنزله الله إليهم عن طريق رسله الكرام موسى وعيسى عليهما السلام. وغطّت تلك الحروب الاستعماريّة بصائر الناس وعقولهم عن رؤية سماحة الإسلام وعظمته (...) وغيّرت صورة الدين الذي جاء به محمد ـ صلى الله وبارك عليه وآله ـ، وأصبح الطرح عكس ما جاء به الرسول".[18]

ويقيم الكاتب مقابلة صريحة بين رسالة النبيّ الذي جاء مصدّقاً للتوراة والإنجيل و"لإخوته" موسى وعيسى وبين أصحاب الفتوحات الإسلاميّة ـ أي الصحابة من بعده- الذين جعلوا العداوة والبغضاء بينهم وبين بقيّة الرسالات: "وسموّا أنفسهم بالمسلمين ليكفّروا أولئك المسلمين من أصحاب الرسالات السابقة التي صدّق عليها رسول الله ـ صلى الله وبارك عليه وآله ـ وعلى كتبها ورسلها وتعاملوا مع تلك الأمم المسلمة على أنّ أسماءها اليهود والنصارى أسماء كفريّة لا تشير إلى أنّهم مسلمون، وهكذا أخرجوهم من دائرة الإسلام (...) وجعلوا من الإسلام المحمّدي ديناً يناطح ما سبقه من دين الله ولا يعترف به".[19]

مرجعيّة الكتاب:

إنّ هذا التوجّه النقديّ للمفكّر السوداني النيل عبد القادر أبو قرون ليس توجّهاً يسلك فيه طريقاً غير مطروقة. فقد سبقه إلى ذلك بعض المفكّرين ممّن اختار مجادلة المسلّمات ومناقشتها، رغم مخاطر وطئها والسعي في مناكبها. ومن ذلك ما يؤكّده الباحث اللبناني رضوان السيد في كتابه "الأمة والجماعة والسلطة: دراسات في الفكر العربيّ الإسلاميّ"[20] من أنّ الإسلام لا يُقدم نظامًا سياسيًّا مُحددًا يقتضيه الدين، وإنما نشأ هذا الانطباع عند العامّة وحتىّ عند بعض الدارسين من التباسات تاريخية، ومن دعاوى سلطوية حينًا، ودينية واهمة حينًا آخر.

وكذلك ما يذكره المفكّر السوري محمد شحرور في كتابه "الدين والسلطة - قراءة معاصرة للحاكمية"[21] من أنّ: "كل الاختلافات التي حصلت بعد وفاة الرسول ـ صلى الله عليه وسلّم ـ كانت بناءً على اختلافات سياسية، ولم يقتل أي أحد في سبيل الإسلام، بل جراء هذه الاختلافات التي تحوّلت إلى صراعات دموية. ونشأت مصطلحات مُتطرّف ومُعتدل بعد خلط الدين بالسياسة، وعند فصلهما ستفقد هذه المصطلحات معناها تماماً. علماً أنّ الدين يمكن فصله عن السياسة بسهولة بالاعتماد على مفهومه المطروح في التنزيل الحكيم وإبعاده عما جاء في المرويات ذات البعد السياسي. أما عن المجتمع، فلا يمكن فصله نهائياً؛ لأن الدين جاء ليغير حياة الناس إلى الأفضل ويتماشى مع فطرتهم."[22]

بيد أنّ المفكّر الأشهر الذي يعيدنا كتاب أبو قرون "الإسلام والدولة" إلى مؤلّفه هو شيخ المحاكم الشرعيّة المصريّة الشهير علي عبد الرازق (1888م-1966م)، إذ يُعدّ كتابه "الإسلام وأصول الحكم"[23] من أوّل الكتب التي قدّمت أسئلة شكّل بعضها علامة فارقة في النقاش السياسي الإسلامي، وفتح باباً جديدًا ربما لم يُفتح قبله، وهو يتساءل: هل منصب الخلافة من الإسلام في شيء؟ وهل هناك شيء اسمه "نظام حكم" في الإسلام؟ وهل الإسلام دين ودولة؟

وقد أجاب علي عبد الرازق في كتابه بوضوح عن هذا الإشكال عندما قال: إنّ الخلافة الإسلامية ليست أصلاً من أصول الإسلام، بل هي مسألة دنيوية وسياسية أكثر من كونها مسألة دينية، ولم يرد بيانٌ في القرآن، ولا في الأحاديث النبوية في التأكيد على وجوب تنصيب الخليفة أو اختياره. ويذهب هذا المفكّر المصريّ أبعد من ذلك، فهو يرى أنّ الكثير من نكبات المسلمين ومطاعن الإسلام راجعة إلى تبنيّ الخلافة نظام حكم لأسباب سياسيّة كانت معروفة في تلك الفترة.[24]

وقد اجتهد علي عبد الرازق في مناقشة النظرية القائلة بأن "الإسلام دينٌ ودولةُ" منبّهاً إلى ضعف اعتقاد المسلم العادي و"جمهور العلماء من الإسلام" في أنّ الإسلام يمثل وحدة سياسية وأنّ "الخلافة مقام ديني". فقد رأى أنّ ذلك من الأخطاء الشائعة التي تسربت إلى عامة المسلمين الذين اعتقدوا أنّ الخلافة مركز ديني وأنّ من ولِيَ أمر المسلمين، فقد حلّ منهم في المقام الذي كان يحله صاحب الرسالة، واعتبر أنّ استمرار هذا الاعتقاد يصلح أن يكون شاهدًا على استقالة العقل عند المسلمين في التفكير السياسي، لذلك يقول علي عبد الرازق إنّ: "الواقع المحسوس الذي يؤيده العقل ويشهد به التاريخ قديمًا وحديثًا أنّ إقامة الشعائر الدينية لا تتوقف على ذلك النوع من الحكومة الذي يسميه الفقهاء خلافة، ولا على أولئك الذين يلقبهم الناس خلفاء، والواقع أيضًا أنّ صلاح المسلمين في دنياهم لا يتوقف على شيء من ذلك، فليس لنا حاجة إلى تلك الخلافة لأمور ديننا ولا دنيانا، بل إنما كانت الخلافة نكبة على الإسلام وعلى المسلمين… فمعاذ الله أن يجعل عزّ هذا الدين وذلّه منوطًا بنوع من الحكومة، وتحت رهن الخلافة، ورحمة الخلفاء".[25]

وبعد ما بيّناه من أطروحة علي عبد الرازق يتّضح أنّ الشيخ النيل أبو قرون يعمّق بحثه في بعض مراجعات هذا المفكّر المصريّ، لا سيما قضيّة التساؤل عن نظام الحكم في الإسلام لينظر إليها من جهة الفصل بين الدين والسياسة أو الكتاب والسلطان، ويصل من خلال ذلك إلى النتائج التي كنّا بصدد ذكرها. بيد أنّ المميّز في هذه المراجعة هو أنّها كانت مسنودة بحتميّة الإيمان بالرسول والاعتقاد في عصمته والاقتناع في وظيفة الشرائع الأساسيّة، وهي التذكير والبلاغ. أمّا الإكراه على التنفيذ والسيطرة على الناس من أجل دعوتهم إلى الله، فهي أمور لم يشرّعها الله ولا أصل لها في الرسالة المحمّديّة.

وإنّنا حين نتدبّر ما يقصده الشيخ النيل نفهم أنّه لا يعني أنّ الإسلام لا يقرُّ بوجود دولة أو يرفض تكوينها، لكنّه يعتقد أنّ الإسلام الحقيقيّ لا تمثله دولة ولا تحدّه حدود.[26]

[1]- النيل عبد القادر أبو قرون: الإسلام والدولة، المؤسّسة العربيّة للدراسات والنشر، 2010

[2]- هو مفكّر سودانيّ يعدّهـ الكثيرون من المجدّدين الذين ينبغي الإنصات لخطابهم الدينيّ لما يتضمّنه من جديّة ووعيّ بما تآكل في الحضارة الإسلاميّة وآن أوان تغييره. أمّا المختلفون معه، فيتّهمونه بتزعّم الشيعة تارة والزندقة والإيمان بوحدة الوجود تارة أخرى. ولهذا الباحث مؤلفات عديدة من بينها كتاب"فيرحاب الرسالة" وكتاب"أسرى بدر" و"من تفسير سورة عبس"و"اليقين" و "المرجعية" و"الإيمان بمحمد"بالإضافة إلى كتابه الشهير"نبي من بلاد السودان" عن قصّة موسى وفرعون، وكتابه الذي هو بين أيدينا "الإسلام والدولة" قدّم فيه أطروحة مغايرة لما هو سائد، حيث اعتبر الإسلام دعوة لا دولة، وتناول فيه بجرأة العديد من الإشكالات الفكرية الأخرى.

وقد تخرّجالشيخ "النيل عبد القادر أبو قرون" في جامعة الخرطوم - كلية القانون، وعمل قاضياً بالهيئة القضائية ثمّ تدرّج فيها حتى عمل بالمحكمة العليا، قبل أن يعُيِّن مُلحقاً قضائياً برئاسة الجمهورية، وفي عام (1983) قام مع بعض زملائه بوضع قوانين سبتمبر المعروفة بقوانين الشريعة الإسلامية، ثم عُيِّن وزيراً للشؤون القانونية برئاسة الجمهورية، ومنذ عام (2000) تولى الشيخ "النيّل" خلافة والده بعد وفاة الخليفة "الجيلي خليفة الشيخ أبو قرون".

[3]- نذكر على سبيل المثال علي عبد الرازق بعد صدور كتابه الإسلام وأصول الحكم فقد صدرت في حقه أحكام قاسية بإجماع كبار المشايخ والعلماء في الجامع الأزهر قضت بطرده من زمرة العلماء، وفصله من وظيفته في القضاء، وسحب إجازته العلمية من الأزهر. ونذكر أيضاً نصر حامد أبو زيد الذي كٌفُّر وقضت المحاكم المصريّةبطلاق زوجه منه. وكذلك المفكّر الإيراني عبد الكريم سروش الذي تمّ الاعتداء عليه في قم، وهرب إلى الولايات المتّحدة الأمريكيّة بعد كتاباته التي راجع فيها نظريّة ولاية الفقيه.

[4]- انظر: النيل أبو القرون: الإسلام والدولة، غلاف الكتاب الخلفي.

[5]- نفسه، ص 13-14

[6]- بل العكس هو الذي وقع يوم فتح مكّة فعوض أن يأمر الرسول أهل مكّة أن يقولوا لا إله إلاّ الله محمد رسول الله قال لهم اذهبوا فأنتم الطلقاء. "وإن كان قد أٌمر بأن يقاتل الناس على الشهادتين كما جاء في "الحديث المزعوم" فكيف لم يمتثل لأمر الله وهو رسوله الأمين الذي لا ينطق عن الهوى." (نفسه، ص16)

[7]- مثل: "جعل رزقي تحت رمحي."(تهذيب الكمال) أو: "من بدّل دينه فاقتلوه."(صحيح البخاري).

[8]- انظر: الإسلام والدولة، ص 16-17

[9]- نفسه، ص 29-30

[10]- نفسه، ص 30

[11]- نفسه.

[12]- نفسه، ص 37

[13]- نفسه، ص 71

[14]- نفسه، ص 73

[15]- نفسه، ص 75

[16]- نفسه، ص 90

[17]- نفسه، ص 91

[18]- نفسه، ص 148-149

[19]- نفسه، ص 149

[20]- رضوان السيّد: الأمة والجماعة والسلطة: دراسات في الفكر العربيّ الإسلاميّ، جداول للطباعة والنشر والتوزيع، ط5، 2011، ص12

[21]- محمد شحرور: "الدين والسلطة - قراءة معاصرة للحاكمية" عن دار الساقي، بيروت، لبنان، 2013

[22]- نفسه، ص11

[23]- علي عبد الرازق: الإسلام وأصول الدين، دار الكتاب المصري - دار الكتاب اللبناني - مكتبة الإسكندرية، 2011

[24]- لقد أثار هذا الكتاب ضجة كبيرة في حينه ، وتوالت عليه ردود علمية كثيرة ، شعر الملك فؤاد أنّ عبد الرازق سيقطع عليه الطريق أمام حلم تولي الخلافة ، فصدرت في حقه أحكام قاسية بإجماع كبار المشايخ والعلماء في الجامع الأزهر قضت بطرده من زمرة العلماء، وفصله من وظيفته في القضاء ، وسحب إجازته العلمية من الأزهر.

[25]- نفسه ، ص111

[26]- سأل الصحفي عزمي عبد الرازق الشيخ "النيل عبد القادر أبو قرون" في حوار أجراه معه في صحيفة الأهرام اليوم (بتاريخ 2010/10/08): أنت تقول إن الإسلام دين ودعوة ، وليس ديناً ودولة، كما أنّ حديثك عن فصل الدين عن السياسة لا يستقيم مع مطالبتك بتطبيق الشريعة الإسلامية، فهل تدعو إلى علمانية جديدة؟

فأجاب: فليرجع الناس إلى النصوص والسيرة المحمدية التي أرساها النبي صلى الله عليه وسلم في (23) سنة، والقرآن يقول «فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ»، ويقول «وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ». الدعوة لم تكن بالسيف وإنما هي بالبلاغ «أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ».. السيف أصلاً ليس له وجود في الدعوة ، يكون له وجود في حالة نشوب الحروب، «وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ». ففي هذه الآية تكفل الله بإيصالها، فالنبي صلى الله عليه وسلم عندما عُرض عليه أن يكون ملكاً رفض، وعندما عرضوا عليه المال رفض، بينما الدولة لا تقوم إلا على المال والسلطان، والرسول صلى الله عليه وسلم قام بالدعوة على عكس ما تقوم به الدولة وهو السلطان والمال، ولذلك، لصدقها وصحتها انتصرت، لأنها حق والحق لا يحتاج إلى دعم والمدعوم ضعيف والداعم أقوى من المدعوم، فالدعوة لا تحتاج إلى دعم وسلطة وإكراه.

انظر: مقال الشيخ "النيَّل أبو قرون" يخرج عن صمته ويروي لـ«الأهرام اليوم» شهادته للتاريخ : من هنا

* * * * *




التوقيع:
اقتباس:
متعتي في الحياة أن أقول الحقيقة
جورج برنارد شو
elmhasi غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 09-05-2018, 09:43 PM   #[26]
elmhasi
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي


حوار مع الصفوة - د.منصور خالد


حوار مع الصفوة
هو عبارة عن مجموعة مقالات كتبت مجموعتها الأولى عقب إنتفاضة أكتوبر عام 1964، وكان الدكتور يعمل وقتها مندوبا للأمم المتحدة بالجزائر. وكتبت مجموعتها الثانية خلال فترات إغترابه بفرنسا وهو يعمل في باريس بمنظمة اليونسكو. ضم الكتاب عددا مقدرا من المقالات بلغت 25مقالا تحدث فيها عن مختلف القضايا الفكرية والثقافية والاقتصادية والسياسية والتعليمية. الطبعة الثانية من الكتاب كانت في العام1979م وصدر الكتاب عن دار جامعة الخرطوم للنشر بمقدمة من الأستاذ المفكر الراحل جمال محمد أحمد.



التوقيع:
اقتباس:
متعتي في الحياة أن أقول الحقيقة
جورج برنارد شو
elmhasi غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 09-05-2018, 10:37 PM   #[27]
elmhasi
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي




التوقيع:
اقتباس:
متعتي في الحياة أن أقول الحقيقة
جورج برنارد شو
elmhasi غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 09-05-2018, 10:57 PM   #[28]
elmhasi
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

رابط الكتاب :
حوار مع الصفوة - د. منصور خالد



التوقيع:
اقتباس:
متعتي في الحياة أن أقول الحقيقة
جورج برنارد شو
elmhasi غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 12-05-2018, 08:40 PM   #[29]
elmhasi
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي


محمد ابو القاسم حاج حمد

النيل والفرات :
ينظر مؤلف هذا الكتاب إلى القرآن الكريم على أنه مصدر كلي للمعرفة الكونية المطلقة باعتباره معادل موضوعي للكون. كما ينظر إلى الإنسان باعتباره معادل لكون أيضاً، ويعتقد أن إدراك خصائص القرآن المنهجية والمعرفية تتطلب البحث في علاقة الغيب المدروسة والمحققة بحركة الواقع البشري، وهو هنا يبحث في كيفية التعامل مع القرآن للكشف عن أول الطريق المنهجي المؤدي إلى التعامل الصحيح مع القرآن الكريم، حيث تميز بقدرته على التحليل والتتبع، ما يكشف عن عمق استيعابه وفهمه لآيات القرآن الكريم.

إذ عمد إلى النظر إلى تلك الآيات والسور نظرة كلية قائمة على النظر إلى وحدته البنائية، بهدف اكتشاف محدداته واقتناص موضوعاته، إذ يرى أنه اكتشاف منهجية معرفية قرآنية قد تكون حلاً لأزمتنا الفكرية ولأزمتنا المعرفية، والثقافية، والتشريعية الأخرى.
والكتاب يقع في ثلاثة أجزاء بحث في الجزء الأول (البديل الحضاري) في الخلفية الفكرية للحضارة العالمية الغربية الراهنة وجدلته الغيب والإنسان والطبيعة على مستوى الإرادة الشعبية، ويوضح من خلال ذلك الموقف الإلهي من الفعل الطبيعي ويكشف عن أبعاد القدرة الإلهية في حدود ما يعلمه الإنسان، أما في الجزء الثاني فينتقل إلى تحليل الموقف الإلهي في حركة التاريخ ويقدم هنا البديل الحضاري وهو الإسلام المستقبلي المؤسس على منهجية القرآن المعرفية. وفي الجزء الثالث يبين المؤلف كيف يعارض القرآن بمنهجية المفاهيم الدينية التقليدية التي أسندت العجز للعقل البشري وقيدته بالتقابل مع فعل الله المطلق وهو بذلك يتعامل مع التحليل القرآني ضمن منهجه الكلي لظواهر الفعل البشري والتاريخي في علاقتها بالله كما يوضح خصائص الفصل البشري الوضعية واستوائها ضمن إطار كوني تتمثل فيه الإحاطة الإلهية إرادة وحكمة.

 



التوقيع:
اقتباس:
متعتي في الحياة أن أقول الحقيقة
جورج برنارد شو
elmhasi غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 12-05-2018, 09:05 PM   #[30]
elmhasi
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

تعتزم مؤسسة مؤمنون بلا حدود تنظيم قراءة علمية في كتاب :

"العالمية الإسلامية الثانية: جدلية الغيب والإنسان والطبيعة"
للمفكر السوداني أبي القاسم حاج حمد بمشاركة كل من :
- ذ. محمد العاني/ سوريا
- ذ. عبد الله إيدلكوس / المغرب
- ذ. مصطفى بوكرن/ المغرب

 
بقاعة صالون جدل الثقافي التابع لمؤسسة مؤمنون بلا حدود تقاطع زنقة واد بهت و شارع فال ولد عمير- عمارة ب. أكدال الرباط - المغرب
الهاتف : 00212537779954
 
هذا الكتاب هو محور مشروع المفكر السوداني محمد أبو القاسم حاج حمد ، الذي حاول فيه أن يفهم من خلال قراءته للواقع والقرآن كيف يدير الله هذا الكون ؛ هو مشروعه الذي يقول عنه : "وأنا أنطلق من التساؤلات عام 1975م ، التي تكاد تكون محرجة للغاية ولكنها كانت مدخلاً ، كنت في بيروت أرى قصف الطائرات لمخيّمات فلسطين واحتراق الأطفال . وقتها كنت أتساءل عن رحمة الله سبحانه وتعالى ، وعن أساسيات التجربة البشرية في الوجود المعرّضة للنكبات والفيضانات والسيول والظلم الاجتماعي . عدم التوافق مع الطبيعة كأنّها ثائرة ضدّ الإنسان والإنسان ثائر ضدّ نفسه ، فأين الوجود الحقيقي لله في إدارته للكون بهذهـ الموا صفات ؟! وذلك مع التزامي الإيماني".هذا الكتاب ، لا يمكن أن نصفه بأقلّ من أنه أحد أهم كتب الفكر الديني النقدي والتجديدي الذي دخل في عمق إشكالياته . وصاحبه كما وصفه الشيخ المرحوم محمد الغزالي "له أسلوب في الفكر عميق البحث يعلو ويعلو حتى يغيب عن عينيك أحياناً... والمؤلف يعزّ القرآن الكريم إعزازاً كبيراً".

 
 

 
 
 

 



التوقيع:
اقتباس:
متعتي في الحياة أن أقول الحقيقة
جورج برنارد شو
elmhasi غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

تعليقات الفيسبوك

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

التصميم

Mohammed Abuagla

الساعة الآن 04:12 AM.


زوار سودانيات من تاريخ 2011/7/11
free counters

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 2
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.