ماذا سنفعل حين تضع الحرب أوزارها؟ !!! حسيــــن عبد الجليل

دعوة لمشاهدة فلمي ( إبرة و خيط ) !!! ناصر يوسف

قصص من الدنيا؛ وبعض حكاوي !!! عبد المنعم الطيب

آخر 5 مواضيع
إضغط علي شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

العودة   سودانيات .. تواصل ومحبة > منتـديات سودانيات > منتـــــــــدى الحـــــوار

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-08-2024, 06:59 PM   #[1]
Abdullahi Gaafar
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي لست أرثيك ولكني أداري فيك حزني

بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى
{كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ * وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفًا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ}
الحرم بت علي ود حمد : لست أرثيك ولكني أداري فيك حزني
كأنه حلم ... صباحات الله بدونك
يا أمي وصديقتي لقد اكتمل الحزن الجميل فينا بدرا كاملا حين اكتمل بهاء الموت فيك ....وحين بلغ جمال الامومة فيك أقصاه في وقت الرحيل لم نجد للبكاء عليك سبيلا ولا حتى بابا نطرقه ..
فحالة اللا بكاء التي تحتلني الآن تماما تربكني جدا ... هذا الصمت الكئيب المخيم على الدواخل .... هزمني الجفاف في لحظات احتياجي لهطولٍ يغسل الدواخل من بقايا الحريق ويخفي لون الرماد .... فربما لم يأت خريف بكائي عليك بعد رغم تلبد سمائي بثقال الغيوم .... أرهاق نفسي ولا سبيل الى البكاء ....كأنها متلازمة أنهيدونيا أو ربما هي حالة ما بعد الصدمة أو ربما هو الشعور بالتهديد من أيام قادمات أو ربما هو الشلل يصيب العقل والقلب جراء تتابع الصدمات وربما هي محاولتي الخائبة في الاختباء من حدث فقدك أو انها حالة انفصال ذهني مؤقت خوف الانتباه لرحيلك ...
سأهرب من الكتابة عن حزني عليك .. ساهرب من الحروف والاوراق ..خوف الدخول إلى محراب الحزن المحرّم واللغة الضالة ولكني سأكتب عنك ما استطعت لأنك كل ذكرياتي ما ظهر منها وما بطن ...ما سقط منها وما بقي... ونصف حياتي وطمأنيتي وامني وجلّ أقوالي أمام الله.. نعم سأهرب من الكتابة عن الحزن رغم هذا الشعور الحارق بغربة الروح والجسد والشعور القاسي بالوحدة ... و كأنما كانت حياتي هي ردة الفعل الموازي لحياتك ... سأكتب عنك رغم صعوبة الكتابة عن التاريخ ... حين يتجسد التاريخ في اأجساد وأرواح المكرمين من خلق الله
هي الحرم بت ودعلي ود حمد ... هي حرم الدائرين حولها من الأبناء والأحفاد وأولي القربي والأصدقاء وأبناء السبيل والمساكين .. وهي امتداد طبيعي لشلال النور الواصل ما بين الصلاّح من الأجداد والآباء وما بين البقعة المقدسة وساكنيها
إمراة لا يجدي الحزن عليها لأنها هي من قاتلته عمرا طويلا وانتصرت عليه حين بنت متاريس عواطفها عازلا بينه وبين من تحبهم ..لم يهزمها الا في لحظات فقد الأحبة كغيرها من النساء الأمهات ..يهابها الحزن لأنها تستطيع تحويله إلى أغان رثاء تغنيها بفرح حين تحاصرها الذكريات ...
أكرمتني دون الآخرين من الأبناء والبنات بصداقتها وأكرمني الله بملازمتها لي عمرا من الطفولة وحتى الشيخوخة .. ما كان لديها وقت للحزن بعد وفاة الزوج.. جمعتنا (ابناء وبنات) كحزمة أمنيات وسارت بنا عبر دهاليز الحياة وتقلبات أحوالها ...ما عرفنا لصبرها حدود ولا لسعيها من أجلنا كلل... توكلت على الله وبفضله عبرت بنا إلى أحلامها وآمالها ومن بعد إلى أحلامنا وآمالنا .. أمي وصديقتي ورفيقة العمر ... لا اراها إلا وهي من خلفي سندا من العواطف والدعوات والمال والحضور المطئمن في لحظات السقوط او الانحناء أمام صعوبات الحياة
كانت بهجة الطيبين من أهلها وقبلة الصلاح من أعمامها وعماتها وأقربائها ..لوحة لا تعبرها ذاكرة ولا يمحوها نسيان... دفء الضحك وصفاء الونسة ... والله ما رأيت امرأة تحب اهلها ويحبها أهلها دون فرز كحب الحرم بت علي لإهلها وحب أهلها لها..
انها جلسة ما بعد صلاة العشاء أقمار تزين بالضوء والدفء ساحة بيتنا الطيني شيخنا الحسن ودحمد واخيه صديق واخته التومة بت حمد ..كانت كأنها حبل الوصل الرابط بينهم نقاء الضحكات وحديث الذكريات ولم تكون النميمة جزء من تلك الاحاديث ..هم أعمامها وعمتها ... كانوا يحبونها وكانت مركز دائرة تواصلهم ..لقمة طيبة وقلوب شاكرة.. هي مركز دائرة أهلها جميعا إلفة صادقة وود صدوق وتاريخ من أسفار التواصل ومشاوير الإنتماء أحبتهم بالفطرة فاحبوها بإلفة بالغة .. ولم تكن شعرة معاوية .. بل هو حبل من الود الفطري المتين.. يتساوى في ذلك الأقربون وأقرباء الأقربون وكل من جاورهم أو صادقهم
لم يكن البيت المفتوح بابه نحو خلوة الحمتياب بيتنا ولكن كان قلب الحرم بت علي ... ميراث الأم والأب والجد وكرم الله على من اصطفى من عباده ... حين كانت الخلوة ملاذاً لأبناء السبيل وضيوف الرحمن . وكانت هي ملاذ عمها شيخ الحسن حين يجن الليل فيكرمها عمها الحسن ود حمد بدق بابها مابعد منتصف الليل لاطعام ضيوف خلوة الحمتياب وهي من ورثت عن والدتها مسئولية الأطعام والابتسام وصلة الرحم والكرم والصبر والشعر وحب الآخر والتضرع لله بالدعاء للاخرين
هي جزء من تاريخ تلك البقعة المباركة ..افراحها واحزانها ...أرضها وسماءها ... شعرها ونثرها... كانت ككثير من النساء البقعة المباركة تقرأ ولا تكتب ..تقرض الشعر في مواسم أحزانها ومواسم أفراح الأبناء والأحفاد عبورأ أنيقا من ترانيم الهدهدة إلى اغاني السيرة ومراثي الفقد ...تجيد صناعة الأكل وصناعة حياة الآخرين وتجيد أيضا دوزنة حياة الأحباء حين يشرخ ودهم صوت أشتر
أبداً ما تعودت البحث عنها فبعض التفاتة كانت تكفي لاراها خلفي ... ذاك احساس بالامان الكامل.....
و ها قد بلغ الرحيل المسعى وسقط مني نصفي قسرا تحت وطأة الفقد والفراق و فرض الرحيل سطوته وتحدى الحزن احساسي بالزمان والمكان والناس والأشياء
حرم من ضياء اطاره البهاء ...ما دلّني على عظمة فقدها الا مصيبة الموت تأكل منسأتي المصنوعة من صدق دعوات أمومتها الباذخة .... منسأتي التي كنت أتكأ عليها واهش بها على الآمال والأحلام ودفء أمسيات اللقاء بها كي أحس بالأمن والأمان
اللهم أسألك بعزّك الذي لا يرام وبملكك الذي لا يضام أن تنزل على أمّي نورًا من نورك، اللهم نوّر قبرها برحمتك، ووسّع لها مدخلها وآنس لها وحشتها، اللهم أسألك برحمتك أن ترحم شيبتها وتراعي غربتها ووحدتها، اللهم لا تترك لها ذنبًا إلا غفرته ولا أجرًا إلا لها كتبته، اللهم وأدخلها الفردوس الأعلى من الجنّة.
اللهم أنت الكريم وأنت جزيل العطايا، اللهم وأنت واهب النعم، أسألك يا رب أن ترحم أمّي، اللهم فإنّها أمتك بنت عبدك ناصيتها بيدك ماضٍ فيها حكمك، عدلٌ فيها قضاؤك، اللهم إنّها بحاجة إلى رحمتك وأنت الغنيّ عن عذابها وأنت أرحم الرّاحمين فارحمها، وارزقها لذّة النّظر لوجهك الكريم اللهم وأدخلها جنّتك وأدخلها في عبادك الصّالحين
اللهمّ برحمتك أستغيث يا حيّ يا قيّوم، يا أرحم الرّاحمين، يا أكرم الأكرمين، اللهمّ إنّ أمّي انتقلت وارتحلت من هذه الدّنيا، وصارت في ذمّتك وحبل جوارك، فاجعلها ممّن ينعمون برحمتك يا رحمن الدّنيا ورحيم الآخرة، اللهمّ كما رحمتها فوق الارض ارحمها تحت الأرض ويوم العرض عليك يا حنّان يا منّان، اللهمّ تغمّدها برحمتك وانقلها من ضيق اللّحود إلى النّعيم في جنّات الخلود، اللهمّ إنّك على كلّ شيءٍ قدير، ، وصلّ اللهمّ على سيّدنا محمّدٍ وعلى آله وأصحابه أجمعين، والحمد لله ربّ العالمين

الرياض يونيو 2024



Abdullahi Gaafar غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 18-09-2024, 09:28 PM   #[2]
ناصر يوسف
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية ناصر يوسف
 
افتراضي

ربي يرحمها بجنة عرضها السماوات و الأرض

ربي يربط علي قلبك أخي الحبيب د. عبد الله جعفر

انا لله و آنا آليه راجعون



التوقيع:
ما بال أمتنا العبوس
قد ضل راعيها الجَلَوس .. الجُلوس
زي الأم ما ظلت تعوس
يدها تفتش عن ملاليم الفلوس
والمال يمشيها الهويني
بين جلباب المجوس من التيوس النجوس
ناصر يوسف غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

تعليقات الفيسبوك

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

التصميم

Mohammed Abuagla

الساعة الآن 04:36 AM.


زوار سودانيات من تاريخ 2011/7/11
free counters

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 2
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.