الشهيد سليمان ميلاد - - انسان علي فوهة البندقية
اعداد: سامي العطا
" اطمئن الشعب السوداني الي اننا قادمون باسمهم جميعاً لتحقيق سودان يستوي فيه الجميع في كل الحقوق، سودان ننسي فيه كل المرارات، سودان نجد فيه العلاج، التعليم والديمقراطية والوحدة الحقيقية"
هكذا قال الشهيد سليمان ميلاد لصحيفة الفجر التي كانت تصدر في بريطانيا، والتي عبر فيها عن مشروعه الفكري الذي يحمله، وبالكاد هو الوجع والالم الذي دعي الي الخروج ضد الجبروت والطغاة، الخروج الذي جاء متسقاً مع تجربته الحياتيه الثرة، بحكم عمله في القوات المسلحة منذ العام 1973م، تجول في معظم مناطق السودان وتعرف علي اهل السودان ارضاً وشعباً، وقد إكتشف انه ليس الوحيد الذي يعتبر مواطناً من الدرجة الثانية بل كل اهل الهامش الجغرافي / السياسي/ الاقتصادي، مما يتعرض له اهله واسرته التي تعتبر من المسيحيين الشماليين، لعنت ومشاكل كثيرة دعت بعضهم الي الهجرة خارج الوطن، وبدأ في التمرد، واعلاء صوته حتي في قلب الخرطوم، وبدأ يعمل علي ما يصبو له من حقوق وتسامح قولاً وسلوكاً، حتي وصل تمرده بتقديم استقاله عن القوات المسلحة بعد ان وصل رتبة عقيد، والتي قال فيها "هناك كثير ما دفعني الي تقديم استقالتي اهمها الظلم الواضح الذي تعرض له المسلمون، ناهيك عن غير المسلمين بعد اعتداء طغمة الانقاذ علي الحكم في السودان" الي ان قال" .. كذلك تم تدمير بعض المعابد المسيحية مما كان له الاثر السيئ علي العناصر الشماليه المسيحية، وبدأت هجرات مخططة بواسطة الجبهة لاخلاء الشمال من أي عناصر وطنية مسلمة كانت ام مسيحية للانفراد بالشمال باسم الاسلام. لذلك قررت استقالتي (مايو 1991م)غير اسف عليها" الي ان قال ايضاً " ما كان يحدث للشعب السوداني باسم الاسلام ساعدني علي الاستقالة" وايضاً قام بكتابة رساله الي رئيس تحرير جريدة الشارع السياسي (محمد محمد احمد كرار) والتي جزأها في عدة نقاط ابرزها حين قال: " أنا أتسائل كيف أصبح المسلم مسلماً وكيف أتبع الآخرين أدياناً أخرى. السبب واضح وبسيط كل منا شب على ما عليه أبيه وأمه. بغض النظر عن ما يحيط بالأسرة فالشخص يصبح مسلماً فى أسرة مسلمة وحيدة فى أمريكا أو فى أى بقعة فى العالم. والمسيحى والهندوسى وغيرهم كذلك. وأعلم إن الله لو شاء لجعل الجميع لساناً احداً ولوناً واحداً وعقيدة وها هوذا أبو طالب الذى مهد الأرض للدعوة الإسلامية جاهلياً كافراً وقال الله لنبيه الكريم - وليس لشخص عادى يعيش معنا الآن - "أنك لا تهدى من أحببت ولكن الله يهدى من يشاء"، وكذلك ذكر في معني حديثه كيف يتثني لما يسمي نفسهم (علماء) من طغمة النظام ان ينعتوا المسيحيين بالكفار، ونسوا ان الله تعالي قال: ان ارفق بني الانسان اليهم هم النصاري، وفي معقب حديثه روي قصة وهو معلماً بالمشاه وطلب منه بعض الضباط المترقيين حديثاً ان يشرح لهم بعض من العلوم العسكرية، وقد صادف الزمن الموعود صلاة المغرب، انتظر العقيد سليمان ميلاد خلف الجامع، حتي يخلصوا من شعائرهم الدينية وكان قد وصل عند دعاء الإمام الذي قال فيه: "اللهم دمر النصاري"، قال ميلاد: لو كان هناك مسلماً حقاً لما أمن عليه، لكن الجميع قال "امين"، حينها تحركت الي المنزل قبل ان تحل علي اللعنه، ولحق به بعض العقلاء، وسامحته وعزيت هذا التصرف الي قلة الفهم
يتبع..
|