اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هيثم علي الشفيع
(إلي روح صديقي "سيف الدين حسين" والذى راح مبكياً على شبابه غرقاً بقرية (كبوشية) شمال القطر ، يوم الثلاثاء 20/6/1995م)
· مدخل (لحسان بن ثابت) :
كنتَ السواد لناظري
فعمي عليك الناظرُ
مَنْ شاء بعدك فليمت
فعليك كنتُ أحاذر
· عبرة :
بعض دنيايَ .... غناؤك
بعضها الآخر سافر ...
خلف أحلام سواحلها .. لقاؤك
غير أني يا صديقي .... أستميحك ألف عذر
قد تضاءلت القصيدة والمدينة والصور
تحت أبراج تظللها .. سماؤك
أستميحك ألف عذرٍ ... فتقبَّل ..
كلُّ
آلامي
اختفاؤك
· دموع :
قسماً بسمائك رب الكون
قسماً بالأرض وبالثقلين
والشمس ...
... و"سيف الدين" ...
... وطور سينين
قد كان ملاكاً فوق الأرض
من نورٍ خُلق بهيئةِ طين
قد كان البسمة للأطفال
وكان الفرح علي قدمين
لكنك ... يا دنيا الأحزان ..
أفراحك ...... أن ألقاك .... حزين .
· نحيب :
مِنْ كان يُصدِّق ؟!
أنَّ حبيبي الرائع ...
ترك الأرض بغمضة عين
مَنْ أوكل نيلك يا بلدي ...
ليكون الغمد لسيف الدين ؟؟
هل حقاً .. حقاً .. حقد عليه ؟؟
أن زرع الفرحة في الأحداق ؟
هل حقاً غضب لأنَّ هواه
اخترق العالم ... للأعماق ؟؟
لا أعلم ...
لكن أتذكر ...
في يوم سمعنا النيل معاً :
(سأكون أنا أو غيري .. لا
من يُشرق ..
.. فرحاً ..
.. بالآفاق )
فجبنتُ أنا ..
وبقيت هنا ... للخوف أسير
وحبيبي – ذاك الانسان –
لم يقبل هذا التحذير
- هل ظنَّ كلام النيل .... مزاح – ؟؟
اختار السعد ..
ونجم الحب ..
والأمل ... رفاق
وبطول الوجع، الألم القاسْ
منحوا أيام البؤس مذاق
وبعرض الحزن بقلب الناسْ
منحوا الضحكات بغير نفاق
منحوها ...
لكن دون حذر ..
من شر الناسْ
وشر النيل
وشر الواسوس الخنَّاس
والغيرة أكلت قلب النيل ..
فحبيبي صار هو المقياسْ :
للضحك ... الفرحِ
الحبِ ... العشقِ
الوجدِ ... الشوقْ
للخير .. أساسْ
ليُشيع النور ورفقاؤه
والنيل تزمجر أحشاؤه :
(بحوافر خيلي سوف يُداسْ
مَنْ يجعل إسمي ...
... ثاني الأسماء
سأكون أنا أو غيري لا ..
سأكون أنا أو غيري لا ..
سأكون أنا أو غيري ..... لا )
ولأنَّ النيل ...
.. لا يمكن أن يمحو السعدَ
أو يطفئ يوماً ... نجم الحُب
أو يلقي الأمل ... ببطن الجُب
أختارك يا رمز البسطاء
يا أنقي من أنقي الأطفال
اختارك ... سيداً ... للشهداء
ولأول مرة منذ أزل
تُختار "عروس النيل" ..... .........رجل !!
...
...
وصباح ثلاثاءٍ أغبر
نفَّذ فعلته الشنعاء
ابتلع النيل نديم الروح
قمر الأيام السوداء
الرائع .. حق
ذو العقل .. الذوق
في الحِلِّ .. ألق
إن غاب .. أرق
إن عاد .. ضياء :
للرائح دوماً والغادين –
فليهنأ قبرك إذ ضماك
فلن تبرحه ليوم الدين
ولنبكي نحن .. بغير دموع
ففراقك
أنضب
دمع العين
- سنار ، الخرطوم 1995م -
|
يغرقك هذا النشيد في مدارين
الأسى
والشعر
فقد أوفى الأسى كيله وفاض فينا وبنا..
وأخذ مما يلزم ليستوي شعراً رصيناً مكتمل البناء وإن شابه الاسترسال تارة وبعض الهنات هنا وهناك
إلا أن ذلك من قراءة أولى له
قد تعيدني قراءة ثانية إلى القول باستواءه
أو إبداء ما عن لي بعد تمام وضوحه
سلمت أيها الشاعر الجميل
وتغمد الله صاحبك برحمته
وأسكنه فسيح جناته
وجبر كسركم
وعشت لتذكره يا صاحب
محبتي واحترامي