المهرج
سعيد فرحات ... هذا هو إسمه ... مهنته مهرج بسيرك المدينة ... يبدأ عمله عند السادسة مساء في السيرك .. يدخل إلى الحلبة وسط صخب الموسيقى النحاسية المزعج بملابسه الفضفاضة الملونة وأنفه الأحمر الضخم ... يعدوا وسط الحلبة وهو يعرج ... فترتفع الضحكات في جنبات السيرك ... يصفعه الرجل الضخم الذي يشاركه في الفقرة فيقع على الأرض فترتفع ضحكات الأطفال .. يعيد صفعه مرة أخرى فيعيد السقوط فيزداد الناس ضحكا ... يدير لهم مؤخرته وينفث دقيقا أبيضا فترتج القاعة بالضحك .... يقوم بالقفز والسير على الحبال في توازن مدهش وعندما ينحني لتحية الجمهور يركله الرجل الضخم فوق مؤخرته فيتدحرج ويعلو صخب الضاحكين ... في نهاية اليوم يخرج من السيرك يلتف حوله الأطفال وهم يضحكون ويتلقط الآباء صور لأبناءهم مع سعيد ... يقول الصغير لأبيه في السيارة لابد أن أبنائه أكثر الناس سعادة ولابد أنهم يضحكون طوال اليوم .... عند العاشرة يعود إلى منزله البائس غرفة وحيدة فوق سطح بيت متهالك ...وفي يده رغيف وقطعة جبن ... يتناول طعامه ... يرفع قدمه اليمنى فوق الفراش فيزيح عنها الغطاء الفضفاض لتبدوا من تحته ساقه الخشبية فيقوم بنزعها ووضعها جانبه ... يتحسس خده المتورم من أثر الصفعات ... يتدثر بالغطاء ... وينتشج بالبكاء
|