على نهج شوق بدري
ما التفت لكتابات الأديب الأنثروبولوجي الكبيرشوقي بدري إلا مؤخرا (حوالي 3 سنوات) وذلك بعد نشري لبعض الذكريات في موقع منطقة النهود (موقع رائع رائد ولكن تم غزوه من قبل شيعة المتنفذين حتى صار المؤسسون قلة) وكان ذلك بغرض تعريف الجيل الجديد بشكل الحياة في أيامنا والتوريخ لحياة الأفراد المهمين من كافة الطبقات. ثم عنّ لي أن أنشرها على موقع السودان للجميع. وعلى غير ما أتوقع وجدت تلك المحاولات قبولا من ناس كثيرين وأدباء متمرسين قرّظوها وكان من المقرظين الروائي الأديب عبدالغني كرم الله الذي شبه أسلوبها بأسلوب شوقي بدري.
بعد ذلك شرعت في قراءة القصص والروايات المهمة (عالمية ومحلية) عسى أن أهيء تفسي لكتابة بعد سنٍ متأخرة.ومن بين ما قرأت كتابات شوقي بدري. أعجبتني البساطة والعفوية والصدق والبعد عن البلاغيات والتقعر وعدم قصر الرواية على تأريخ النبلاء وعلية القوم. وجدته يهتم بالناس من كل فئات المجتمع ولا يتحيز لرجل على حساب امرأة أو عربي على زنجي. قلت إن هذا الرجل صاحب رسالة إنسانية. تتبعت أعماله بشغف وعنّ لي أن ما بدأه شوقي لا بد من أن يشترك فيه الجميع وأن لا نترك تراثنا وفكرا عرضة للنسيان أو التزييف وأن نحافظ على الجيد منه بالاستذكار وأن نلفظ السيئ منه بالنقد (كما فعل شوقي في المحن). يقال أن في رأس كل رجل (أو امرأة) كتاب, فلمَ لا يشرع الكل في التوثيق.
شوقي أولى عناية خاصة لأم درمان (السودان المصغر) ولكن لم يترك فرصة ألا وطوّف كالسندباد في جميع أصقاع السودان. رأيته في كردفان (لقاوة وكادوقلي) وفي كوستي وفي توتي مع كل أصناف البشر. مع صديقي قدورة ومع أولاد شديد ومع أعمامي محمد أحمد صلاح وعمي ود عبدالرحمن أبتر ومع ناظر الفلاتة. هذا الرجل (ما شاء الله) يتمتع بذاكرة لم أعهدها إلا في اثنين هما استاذنا العظيم عبدالله الطيب المجذوب وأخينا الدكتور عبدالسلام نور الدين حماد. وكنت أسررت لعبدالسلام بأني أود أن أتعرف على شوقي ففاجأني بأنه يعرفه من تشكوسلوفاكيا وغالطاني في أنني أيضا أعرفه إذ زرت براغ ومكثت فيها ثلاثة أشهر تحتاج تجربتها لكتاب.وقد عدد لي د. عبدالسلام مآثر كثيرة لهذا الرجل وإعزاز من جميع السودانيين ينجد منهم عند الشدة من يعرف ومن لا يعرف
هذا المشروع الذي بدأه شوقي لا بد من أن يستمر, ولذلك عقدت العزم على فتح بوست يكتب فيه كل من يجد الفرصة مذكرات على نهج شوق بدري.
أنا لم أنشأ في أم درمان وإن كان لي فيها عقب من المهدية ولم أرها إلا وأنا رجل بالغ. إلا أن أول زيارة لي إليها كانت مليئة بالعبر برغم قصرها. سأكتب عن رجال عرفتهم في أم درمان, إن شاء الله ثم أعرج على بقية البلدان.
أكرمنا الله بمثل شوقي فلنقابل هذا الإكرام ولو بالتشبه, ومد الله في أيام الرِجُل.
التعديل الأخير تم بواسطة عبدالماجد محمد عبدالماجد ; 24-09-2008 الساعة 03:06 AM.
|