بسم الله الرحمن الرحيم
العشاء الأخير
فى تلك الشقة الصغيرة
شارع 49 العمارات .. كانت تدندن
( ما بنسى ليلة كنا تايهين فى سمر
بين الزهور .. أنا وانت والنور والقمر )
والقمر يومها كان شادياً وحضوراً
كانت تدندن
فينصت لها سوابل النهار المدبر وطوارق الليل المقبل
وصوتها الحزبن ينعى لنا الزمن الجميل
قال عنها ذات حزنٍ جارف
هي هي ,
ماء السماء , ونضرة الأرض
هي أنثى الورود , و حرائر البقول وأول الثمار .
هي كل شئ يمكنك أن تشتهيه و يحتويك
فى رواحك وغدوك وفى صهيل خيل مبتغاك
كانت تدندن
( عشقت الكلمة يا أسمر .. ومشيت على دربها الأخضر
ما خلاص فارقنا سكتكم فيها براك اتبختر .. يا زول ما براك اتبختر
ظالمنى ليه فى الحب بكلامك السكر .. وغرست ليه فى القلب بعد الحنان خنجر
يا كاتم الريدة وكاتل المحنه غدر
الماضى ما برجع لكنى بذكر .............................. يا سيدى
عشقت أسلوبك أسلوبك إنت خطر ..
بتسمع كلام الناس وتسيب أعز بشر ......................... يا سيدى )
ولا تدرى أين مد الأشياء وجزر الكلام
كانت تدندن
فتسكن ما تحرك وتحرك ما سكن .. ثم لا قبل ولا بعد
ويغادر منك الجسد الى حيث كادوقلى محطتك الأخيرة
حين يبقى قلبك رهين تلك الدندنات
................................
كادقلى أو كاد يقلى كما يحلو لبعضهم
قرية قابعة فى ذاكرة الجبال
مدينة حين يبتسم السماء و يغشاها الخريف
لا تمنحك الأمان ولا تناصبك العداء
تجبر بخاطرك و تواسيك ولا تحزن لماضيك
ويربت ليلها على كتفك متى أسرفت فى اجترار الذكريات
فى كادوقلى تواجه التمرد كل صباح وتعيش مع الموت فتألفه ويألفك
حتى يغلب عليك الظن أنه بإمكانك تحديد تاريخ الرحيل
وبعد ستة أشهر تغادرها الى المجهول
ولا تجزم أن الذى كان فى رئاسة شرطة المديرية
هو أنت أم ذلك الخيال الذى انتزع من بين ..... تلك الدندنات
.........................................
وتعود الى الخرطوم موعدك مع الكأس الأخيرة
التى تجرعتها مثل غيرك من الشرفاء
لتغادر الشرطة عشقك السرمدى ولسان حالك يقول
(يا احبابي في بلد الاشياء
في بلد المشي على اربع
هذا اخر عهدي بوجوهكم السمحة
بعقولكم العطشى للانجاب الفكري الممنوع
فالحكم الصادر من قضاة مدينتكم في مجلسه المرموق
عالجني بالموت..)
وفى الذاكرة أيام مريرة فى بيوت الأشباح
سيظل منها عالقاً بذهنى الى يوم يبعثون
دمعات سخينة نزلت من عيون أبى ـ رحمة الله تغشاه فى الخالدين ـ
وما رأيت منه دمعاً قبل هذا أو بعد ذلك أبداً أبداً
................................................
وبعدها الى بلاد الله الواسعة بعد أن ضاق الحال والمقال
( لعمرك ما ضاقت بلاد بأهلها ولكن أخلاق الرجال تضيق )
...................
التحية لك أبو أمانى
والتحية لكم جميعاً
واعذرونى إن كنت ضنيناً
ولك الوعد أبو أمانى مرة ثانية
أن أبقى قريب
..........
الأخ فيصل
لك كرسى الإعتراف وهذا الكيبورد
وأبدأ بسم الله .... من هو فيصل سعد ؟؟؟؟؟
|