كنا نخوض فى الثلج دون ان نرفع ارجلنا عن الاض كثيرآ ..وحين التفت
خلفى بدت آثارنا كعلامات لزواحف من العصر الجليدى.
اذدادت العاصفه اشتدادآ ولاتيشا تقول
- لقد اقتربنا
كانت تسير بجانبى فى المقدمه وكيلى خلفى ممسكه بالحقيبه فى ظهرى وهى
تترنم بلحن خافت ..الطرقه الصاعده استوت فجأه واصبحنا نسير فى
منطقه منبسطه انتشرت فيها اضواء لمنازل متفرقه..قالت لاتيشيا
وهى تزيح الثلج عن وجهها
- لقد وصلنا..اتمنى ان يكون المكان كما تركناه..بعد الزواج اتيت
هنا والفونسو قضينا اسبوع ورتبنا المكان قبل ان نمضى.
والداها رحلا لسنة خلت وتركا لها هذا المنزل وآخر فى باريس وعدة اسهم
فى شركات صغيره تدر عليها دخل منتظم..وبالرغم من عدم حوجتا للمال
فهى تفكر فى بيع المنزل تقول ليس لديها وقت او من يعتنى به..قلت لها
-حتى البيوت تموت وتشيخ ان غاب قاطنوها.
وطافت براسى ابيات لدرويش.
وقفنا امام منزل مكون من طابقين تفصله عن بقية بيوت المنطقه بحيرة
صناعيه عليها جسر مقوس وبجانبه قام مخذن ضخم فتحنا بابه بصعوبه
لتشغيل لوحة التحكم الكهربائيه..ازحنا الثلج عن المدخل واسرعنا
الى الداخل ..وقفت قليلآ اتأمل المكان..
مساحة واسعه سقفها قائم على اعمده مستديره تنتهى عند ارضيه
غطيت بموكيت ناعم..فى الجانب المقابل للمدخل مدفأه ضخمه على جوانبها
اخشاب جافه رتبت بعنايه حسب احجامها فى رفوف مثبته على الحائط;
على احد جوانب المدفأه بيانو مغطى بقماش ابيض كما هو شأن بقية
الاشياء..ونحن نزيح الاغطيه بداء المكان اكثر وضوحآ..فى الجانب الايسر
مطبخ يفصله عن البار الصغير باب خشبى كالذى نراه فى افلام Cowboys
ينتهى عند سلم دائرى من الزجاج المضغوط لونه داكن..والحائط بجانب السلم
غطى برفوف زجاجيه من نفس خامة السلم عليها كتب مختلفة الاحجام تتوسطها
صور واوسمه وامامها قام مكتب انيق خلفه كرسى جلدى مبطن..وقفت
لاتيشيا بجانب البار وازاحت بحركه مسرحيه الغطاء عن Music Box..
اعلى المدفأه قام تمثال ابيض لإمرأه نصف عاريه وارضية الغرفه حول
المدفأه من خشب مطلى بمادة بنيه لامعه حين اشعلنا المدفأه انعكست
السنه اللهب على الخشب الامع فتضاعف الاحساس بالدفء..والمطبخ محاط
بحاجز خشبى داكن من الامام من منتصفه خرجت طاوله مستطيله مقرونه
معه عليها كراسى من نفس اللون..فى منتصف المكان كنبه رماديه مستديره
ذات اربعه مخارج عليها مساند كبديه كبيره وفى الوسط منضده زجاجيه
عليها Laptop ..بجانب البيانو نافذه كبيره ستائرا كبديه ثقيله
وامامها مرسم عليه لوحه غير مكتمله والوان واصباغ حول المرسم فى
رفوف خشبيه صغيره متسخه بالالوان..ولاتيشيا بعذوبتها ونقائها تشكل
امتداد لروعة المكان وسحر اللحظه..قالت لى فى الهاتف قبل مجيئ
- اعدك ستقضى عطله تنسيك التنقل المر وعذابات ارصفه القطاره ..
التعديل الأخير تم بواسطة الجيلى أحمد ; 03-12-2005 الساعة 05:47 PM.
|