كل المرض من الله
كل المرض من الله
هذا المثل يقوله السودانيون عندما يشكو شخص من الم في بطنه . تكملة المثل يخلو من بعض المعقولية لانها تتعارض مع الجزء الاول والبقية هي .... الا وجع البطن من سيدو . وطبعا كل شئ بمشيئة الله . ولكنهم يعنون ان الانسان مسئول من ما يأكل وما يدخل في بطنه .
خاتنا الرباطابية كانت في طريقها للمستشفى حاملة العمود، فسألتها احدى النسوة عن الحاصل فاخبرتها ان ابنها مريض في المستشفي وبالسؤال عن السب قالت الرباطابية . ماياها البطن البدخلو فيها كل حاجة . الابن كان يحب العرقي وكل المعينات .
في يناير 1985 قال لي احد الصينيين من جمعتني به علاقة تجارية بعد ان راقبني لايام ... انت رجل معقول وعلى عكس الاجانب تأكل كل انواع طعامنا الصيني . ولكن لا حظت انك تشرب الماء البارد بعد الاكل . وهذا خطأ . وتذكرت انني اثناء قراءة كتاب ,,رد استار اوفر تشاينا ,, او النجم الاحمر فوق الصين للكاتب
الامريكي ادجار اسنو الذي رافق ماوتسي تونق في جزء من مسيرته التي كانت 29 الف لي او 10 الف كيلو متر لتحرير الصين من الكومنتانق واليابانيين ، كتب انه لم يقدر في البداية علي شرب الماء الساخن بعد الاكل . وكان يتوق للماء المثلج .
الصيني العاقل كان يقول لي ... الاكل الساخن المطبوخ يعطي الانسان دفعة اكبر من الطعام البارد . انت تأكل اجود الطعام الذي قام بتحضيره خيرة الطباخين . وتعب الماء البار بعده . انك تعطي معدتك صدمة . وتحول الطعام الجيد الي ساندوتش بارد . لماذا اذا تطلب الطعام الساخن ، كل ساندوتش ! لذا منذ الثمانينات لا اشرب بعد الاكل الا قبل ساعة من الطعام او ساعة بعد الطعام . واتجنب شرب الماء البارد بعد الاكل . فعملية الهضم تبدا باللعاب والعصارة الهضمية في المعدة . وشرب الماء باردا او حارا يقلل من فعالية العصارة الهضمية .
من العادة ان نشرب كميات مهولة من الماء المثلج بعد يبلغ العطش مداه . والآخرون يشربون قليلا حتى لا يعطشوا . ويواصلون شرب الماء بدون عطش . والانسان من المفروض ان يشرب لترين من السوائل في كل يوم . وهذا يحفظ توازن الجسم . وكثيرا ما يصاب الانسان بالإعياء والصداع وبدلا من الحبوب قد يكون شرب مقدار من الماء كافيا للتخلص من الصداع . والسوائل تساعد في اخراج الفضلات وتجنب الامساك الذي يسبب البواسير الخ .
عمي وصديقي محمد بدري طيب الله ثراه تعرف بصيني لانه كان يصادق كل الناس وليس بنخبوي كأغلبية آل بدري . والصيني كان يقول ..... انتم السودانيون تمضغون مثل الكلاب. الصيني لم يكن يقصد الاهانة . ولكن نحن السودانية لا نعطي انفسنا فرصة معقولة لمضغ الطعام . وهذا ما يقوم به الكلب فالكلب لا يمضغ بل يبلع . ونحن نبلع بسرعة . بدون ان نكمل عملية المضغ . واظن ان الاكل سويا مع آخرين يجعل الانسان منذ طفولته يدخل في مباراة مع بقية الاسرة . واكل الطفل من نفس القصعة مع من هو اكبر منه سنا يجعله سريعا في البلع .ونظن نحن السودانية ان مهمتنا ايصال الاكل الى المعدة عبر الحلق والبقية مسئولية المعدة التي لا صلة لنا بها . والمعدة قد تتحمل العقاب الذي نعرضها له في ايام الشباب ولكن ككل عضلة او عضو في الجسم تضعف مع العمر . ويصاب البعض بسوء الهضم . والمعدة ككثير من العضلات والاعضاء ليس لدينا كامل السيطرة عليها ، اليد مثلا التي يمكن ان نرفعها وننزلها حسب الطلب . ولكن لا نتحكم في عضلات القلب او البظر عند المرأة او قضيب الرجل . فهذه اعضاء قد نستثيرها ولكن ليس عندنا سيطرة كاملة عليها . ويجب ان نكون حذرين بما نضعه في المعدة . ويفضل عدم ملئ المعدة ، والاكل عدة مرات بكميات صغيرة . ويجب تجنب الجوع الشديد .
الطعام المطبوخ بمعقولية هو احسن طعام . والاكل المشوي والمقلي خاصة اللحوم ليس بالاكل الجيد ولكنه الذ طعما . ونحن نحرق اللحم حتى يصير كالحطب ويفقد قيمته الغذاءية . ونسلق البيض الي ان يصير اخضرا . ونحتفظ بالبيض لايام عديدة . والبيض يجب ان يكون طازجا . والبيضة تحتوي على 10 الف من المسامات ولهذا تطفوا علي سطح الماء بسبب تسرب الغازات خارج البيضة بعد تقدم عمرها .
قديما كان كل الخضار او الثمار في السودان تنموا بطريقة عضوية او طبيعية . ونستعمل الماروق والسماد الطبيعي . ولكن ظهرت الاسمدة الصناعية والمبيدات واشياء ما انزل الله بها من سبحان . كان الاكل مثل اللحم والسمك والدجاج طازجا . واللحم بعد الظهر يباع في الجزر بنصف ثمنه ؟ والجزار والخدرجي يعرف الجميع والجميع يعرفون الخضرجي لانهم اهله وعشيرته . ولكن الزبون لم يعد الجار او الخال والعمة . الزبون صار ضحية او بقرة تحلب . وبائع الخضار او اللحم والسمك والدجاج هو نهاية السلسلة وهو يتعرض للنهب من تاجر الجملة الذي يتعرض للنهب من ممثل الدولة والامن ومفتش الصحة في بعض الاحيان . والمستهلك هو الضحية .
الامبراطور نابليون الذي صار اقوي رجل في اوربا وتزوج حتى باميرة نمساوية وخلف منها ابنا ، وجوزفين الفرنسية ، لم يكن يحسن ادب المائدة وربما بسبب نشأته ككورسيكي بسيط . وكان يذدرد الطعام بسرعة في دقائق . والفرنسيون يقضون اكثر من ساعة في تناول الوجبة . والصينيون يلتقطون الاكل بالعصى الصغيرة في قطع صغيرة ويستمتعون بكل مضغة وبتأني .
عايشت العتالة والميكانيكيين الخ في السودان . ,, اللقمة ,,كانت ما يقال عنه دقار لوري والدقار هو الحجر الذي يوضع تحت عجلاي اللوري حتي لا يتحرك . والاكل حتى اذا كان الانسان وحيدا ، نعتبره معركة يجب ان تحسم بسرعة .
في سنة 1970 تعرفت بامريكي طويل القامة وسيم من اهلنا السود . اتي للسويد في رحلة اكتشاف الذات . وصرنا اصدقاء ويحمل اسمه احد ابناءي . كان قد درس القانون في كاليفورنيا ولكنه مولود في هيوستن تكساس والدته مدرسة ووالده ناظر مدرسة . هيرمان تأثر بنا وصار اسمه جمال من امدرمان . واراد ان يعيش مثلنا . كنا نجتمع حول صينية فرن ضخمة نضع فيها اللحم او الدجاج والبصل والبطاطس ، وننتظر ونحن متحفذون . وعندما نخلص من الاكل يكون البخار لا يزال متصاعدا .وبعد ان فشل هيرمان هندرسون من تناول اكثر من القليل جدا . وقررت ان يأكل لوحده بالرغم من اعتراضه لانه كان يريد ان يكون افريقيا . وبعد ان اكمل جمال من امدرمان طعامه منفصلا في نصف ساعة . قال ... انا افهم انكم تأكلون الطعام وهو جد ساخن لانكم متعودون ، وانا اعرف ان اسناكم قوية لانني رايتكم تسحقون العظام ولكن ، كيف تمضغون بهذه السرعة ؟ فقلت له ...مضغ !!من يمضغ ؟ هل رايت احدنا يمضغ ؟لا يوجد وقت . عندما ذهبت لجمال في هيوستن كانت والدته تعجب بطريقة اكلي بالشوكة والسكين والشوكة المقلوبة كالطريقة الاوربية. والامريكان ياكلون بالشوكة فقط وبيدهم اليمنى بعد قطع اللحم بالسكين الي قطع صغيرة . فقال هيبرمان ولكنهم عندما يأكلون بايديهم لا يمضغون ويحيلون العظام لطحين . واعتبر الجميع ان الامر مزاحا ، لحسن الحظ .
في القرن السابع عشرصارت لندن مدينة ضخمة . ولاكن قديما كان عدد سكانها 15 الف . وقبل 12 قرنا كانت انكور عاصمة كمبوديا اكبر مدينة في العالم ويقارب سكانها المليون ولها اعظم المباني والمعابد التي تعتبر اليوم معجزة ، ولها نظام ري لا يزال معجزة . كل شئ يتغير . وقبل ثلاثة سنوات صار سكان المدن في العالم اكثر من بقية السكان . وضاعت الحميمية والاهتمام بين السكان الذي وفراه القرى والمدن الصغيرة . ولم يعد البشر جيرانا بل اشخاص يتنافسون في رقعة من الكوكب . ولسوء الحظ يعاني اهل العالم الثالث اكثر لغياب الرقابة والقانون .
المدن الكبيرة في العالم الثالث عبارة عن مصدر للمرض بسبب الاكل السريع في الطرقات . والقاهرة اليوم مثلا تعتبر عاصمة التهاب الكبد الوباءي . وفي الخرطوم كان هذا الداء قديما نادرا . واخيرا صار يصيب حتى اهل المال والجاه . ولقد صرح معتمد الخرطوم قبل ايام ان ان النفايات تحتاج لاضعاف عدد العمال المتواجدين . ولا يزال المعتمد يتحصل علي رسوم النفايات ولا اظنه يفكر في الاستقالة . وكأنه يحكي هذه النكتة لكي يضحك المواطن .
في تلك الفترة في لندن وصار الجير مثلا يجد طريقه داخل الخبز الذي كان يباع بالوزن . ووجدت اللحوم الفاسدة طريقها داخل المقانق والمارتديلا الخ. وانتشر الغش . وبما ان نصف الشعب كان يدور مع طاحونة الجن وهو خمرة رخيصة فلقد كان يحدث الغش . انجلترة تستهلك 8 ملايين جالونا من الجن ، ومئه الف من المواطنيبن اليوم يموتوت بسبب امراض مرتبطة بالخمور . وكل هذه الاشياء ظهرت في السودان حتي في امدرمان الحنينة . والسويديون لا يسمحون ببيع الخمر الا في متاجر خاصة تفتح في ساعات خاصة ولا تفتح في نهاية الاسبوع وروسيا حتي في ايام الشيوعية كانت ولا تزال تعاني من مشكلة الادمان والخمور . وقديما كان الروسي يقف امام متاجر الخمور ويجعل السبابتين متعارضتين وتعني هل تشاركني في تقاسم زجاجة فودكا ، لانه لا يتوفر له ثمن زجاجة كاملة . احد الاخوة من موسكو كان يرتدي معطفا جميلا . قال انه اشتراة وكان ثمنه منخفضا لاول مرة في الاتحاد السوفيتي يخفضون سعر بضاعة . والسبب ان جيب المعطف لا يسمح بادخال زجاجة الفودكا . وصار العرقي في السودان يسبب العمى والقرحة . والسجوك يحتوي علي كل المصائب . كان والدي طيب الله ثراه يصر عندما يرسلني لشراء السجوك علي الشراء من الرجل العظيم محجوب حمد شقيق حارس مرمى المريخ مصطفي حمد . وكان اول جزار في امدرمان بمعدات جديثة ودكانه في نهاية شارع الموردة بالقرب من البريد في سوق الموية وكان لا يغش. كان شيوعيا جيدا وصديقا لعبد الخالق وبروفسر علي المك والآخرين . ونجما امدرمانيا .
في ايام المجاعة في الثمانينات استنبط الناس اكلات غريبة . فالتقلية التي تباح كانت تحتوي علي القليل من اللحم المفروم لا يعرف مصدره والبهارات والخيش المفروم . وبدلا عن السمن والزيت صارت الباسطة والكنافة تحتوي علي الودك .
اليوم يقومون بتكسير رؤوس البقر ويصبغون المحتويات البيضاء اللون بالتفتة وهي لون احمر . وكان العم انطون متخصصا في هذه التجارة كعطار . وفي السجوك يمكن اضافة اي شئ . وعند حصار الالمان لإستالين قراد ولينين قراد اضطر الناس لاكل لحم البشر . وكانت المقانق تحتوي على لحم البشر الذي كان متوفرا . واليوم بدأ بعض السودانيين في تقديم لحم الحمير والقطائس . والسلخانة كانت توظف بيطريين للكشف علي الذبائح قبل وضع ختم السلخانة وعند اكتشاف اي امراض يحول اللحم ليخلط مع بدرة الدم التي كانت علفا للدجاج. واي لحم غير مختوم يصادر وتسحب رخصة الجزار وقد ينتهي به الامر بالسجن او الغرامة او الععقوبتين .
ما دفعن افكر في هذى الاشياء هو متابعتي للقنوات السودانية لفترة عشرة ايام . ولحظت انه حتي المذيعات والمغنيات . يملن الي الامتلاء . وكنت اتابع الحفلات في القاعات الفاخرة . وشاهدت بعض النساء يحملن اثقالا من الذهب وختم في شكل صواني بيت الباكاء حول اصابعهن . وكثير من الشحم والشحم . والرجال يميلون الي البدانة المفرطة . وهم مازالوا شبابا . اضافه كيلوجرامين كل سنة تعني 20 كيلوجرام بعد عشرة سنوات .
وتذكرت قول الرائع خليل فرح في وصف محبوبته امدرمان .
طريت الاسسوك زمان كانوا نحاف اجسام ما سمان
كانوا يحلحلو الغرمان يساهروا الليل يتفقدا الصرمان
والآن اهل الانقاذ ... صاروا سمان ما بيهمهم غرمان وينهبون الصرمان .
في كل اوربا هنالك اسواق معروشة ضخمة يتواجد فيها الكثير من البائعين . وكالعادة يسيطر العرب على هذه الاسواق . واخيرا ظهرت كل مصائب العرب واشياء مثل زيت النملة وكريمات مكتوب عليها للافخاذ وتكبير المؤخرة . وعرفت انه توجد حقن وحبوب ومشروبات للبدانة . ومن المؤكد ان هذه الاشياء قد وصلت السودان .
عندما تشكو المرأة من تأخر الحمل او عدمة ينصحها الطبيب بتخفيض وزنها . واليوم ينصح الاطباء الرجل كذلك بانقاص وزنه . ومن المعيقات في الحمل التدخين والكلوسترول . ولا افهم كيف يقوم انسان عاقل بالاساءة لصحته عن طريق التدخين . ويقولون عن البدين زول صحته كويسة. وكل عضو يصاب بالشحم تقل فعاليته .
قديما كان بروفسيرات الطب الاوربيون يشيدون بامكانية التشريح الجيده في السودان لان الاجسام متماسكة ونحيلة علي عكس اوربا حيث يعيق الشحم الدراسة والكشف .
احد الاخوة الذي كان متزوجا ببريطانية ثم اسكندنافية . كان بحرم اطفاله من الخضروات والفاكهة ويقول وهو المتعلم ... ده كله كلام فارغ.... اللحم اللحم . واليوم يحاول البشر تقليل اكل اللحم الاحمر لانه قد يبقى في معدة الانسان
لاكثر من 24 ساعة . نحن السودانيون عندنا هوس باللحمة وعندما اسأل اي سوداني عن الاحوال في الوطن ، كثيرا ما يكون الجواب ... ياخي كيلو اللحمة بي 80 جنيه . وهذا من المفروض ان يغطي الوضع السياسي والاجتماعي الرياضة الفن الطقس وظروف الحياة الخ .
اول ما يفكر فيه السوداني عندما يمتلك منزلا في امريكا او اوربا هو ,, القريل ,,او البارباكيو ، المنقد بالفحم ، الكهرباء او الغاز . وانا بالرغم من انني لا آكل الشواء الا انني بكل تخلف اقوم بشراء الكثير من اللحم والشواء عندما يأتي مع الضيوف . فالتنظير سهل ولكن التطبيق صعب . لقرابة العقدين اشتري من جزار الباني يعاملني بطول بال واهتمام . قبل فترة قصيرة تغيرت معاملته . السبب انني فلت له عندما اشاد بي كزبون جيد ، بانني لا آكل اللحم . ونظر الي كخارج عن الدين . وقال لي ما .. هي الحياة بدون لحم ؟
وقبل عقد من الزمان شاهدت سيارة عند معرض سيارات في جوار الميكانيكي الذي اذهب اليه بسيارتي وسيارة زوجتي وبعض الابناء والاصدقاء . وكنت اريد السيارة لاسرة سودانية . واعطاني سعرا متدنيا جدا . وبعد ايام سألته عن اوراق تسجيل السيارة . واستغرب الفنلندي لانني كتاجر سيارات من المفروض ان اعرف ان الامر ياخذ اسبوعين . فقلت له بعفوية انني لست بتاجر سيارات . فغضب لانه اعطاني السيارة بالسعر الذي دفعه للزبون الذي استبدل السيارة بأخرى اعلى سعرا . وانه تعامل معي كزميل في المهنة . وبعدها توقف من تحيتي .
كنت علي اقتناع ان اهل جنوب اوربا خاصة البحر الابيض ليسوا في تمام صحتهم مقارنة بشمال اوربا المتقدمة . دهشت عندما عرفت انهم اصح اهل الارض . فاصابتهم بالسكري اقل بنسبة 50% وامراض القلب عندهم اقل بنسبة 30 % . والسبب هو اكل البحر الابيض المتوسط فهم يأكلون الكثير من الفاكهة والخضار والاسماك والقليل من اللحوم . ولا يستعملون الشحوم الحيوانية كثيرا بل يستعملون زيت الزيتون . ونحن في السودان نضع سفرة كبيرة وعلي الجانب صحن سلطة صغير جدا . والخضار يعطينا الكثير من الفيتامينات . ويسهل عملية الهضم .
يرتبط عندنا السمك بالزفارة . ولكن السمك الطازخ لا رائحة قوية له عن تحميره . والرائحة تأتي عندما تهاجم البكتيريا والانزيمات السمك بسب سخانة الجو او عدم التبريد . والاسماء سريعة العطب وقد تسبب التسمم . ونحن في
السودان نقول ... مافي سما غلب النار ... وهذا خطأ . والبشر يتحصلون علي 3 قي المئة من طعامهم من البحار والبحار والمحيطات تساوي 75 % من مساحة الارض .ويمكن الاستفادة من البحار . معلبات الاسماك والجبن التي اتت لاهل غرب السودان في الجفاق وجدت طريقها للخرطوم لانها بيعت . ومن استلموها باعوها لان الاسماك ليست اكلهم المفضل .
والصوماليون لديهم اغني المياه الغنية بالاسماك والمخلوقات البحرية ولكن لا يأكلون الاسماك ويشتم آكل الاسماك . والبحر الاحمر غني بالاسماك ولكننا لا نستغل هذا الغذاء الجيد والصحي . ويمكن تصدير هذه الثروة والعالم يحبها .ويمكن بثمنها ان نساعد اطفالنا الذين يسكنون في المجاري اليوم . واليوم يعيش 900 مليون شخص في العالم فيماعرف ب اسلمز او بيوت عشوائية .وسيرتفع هذا الرقم . ونحن من المرشحين .
مؤتمر باريس ضم 700 من العمد . عمدة كوبنهاجن سيدة . 94 % من الطعام الذي يقدم في المدارس المستشفيات بيوت العجزة وكل اماكن الدولة .واهل كوبنهاجن الاسعد ومدينتهم الانظف والاكثر خضرة . وعمدة اوسلو سيدة ويحاولن القضاء علي امية الطعام لانها مسألة مهمة .وبدأ تعليم الاطفال زراعة الخضار والفاكهة . وطهي الطعام وتحضيره وتعلم محتويات الطعام وفوائد انواع الطعام . ولقد غيروا مطابخ المدارس لكي تناسب طهي الطعام بدلا عن استلام الطعام من اماكن بعيد وتسخينه قبل تقديمه . وحددوا يوما في الاسبوع لا يقدم فيه اللحم ، ولكن اكل آخر جميل المذاق . وفي مدينة سيدرتيلية بالقرب من استوكهولم تحولوا للاكل العضوي . واليوم في كل مدرسة شيف محترف يطبخ الطعام في المدرسة من عدة اصناف . والطعام مجاني طبعا . ويعلمون الاطفال محاربة التلوث والاعتناء بالبيئة .
اليوم تمثل الزبالة من الاكل 70 % من الزبالة . و8 مليون طن من البلاستيك يجد طريقة الى المحيطات . وبعد رجوعي للسودان في منتصف السبعينات صدمت بكمية اكياس النايلون التي كانت في كل مكان . وكان الاجانب ينظرون بزعر للظاهرة .
من الاخبار الرائعة ، ان بعض اهلنا الافارقة قد تقدموا . مالي ، كينيا وزامبيا قد ضاعفوا انتاجهم الزراعي اكثر من مرة . ونحن في السودان نستورد الطعام ونمضغ شعار السودان سلة غذاء العالم . 195 دولة وقعت علي قرارات مؤتمر باريس . ولقد حدد مبلغ 100 بليون دولار للطاقة الشمسية . ولاول مرة صارت الطاقة الشخصية رخيصة ومربحة . بلدة سيمريس في جنوب السويد قد اكتفت من الطاقة البديلة من طاقة شمسية وطاقة الرياح . ونحن في السودان اكرمنا الله بمقدار كبير من الشمس . وببعض الاجتهاد والبعد عن جشع الكيزان ونهبهم وسيطرتهم على كل شئ يمكن ان نستفيد من الطاقة الشمسية . وبدلا من الشمس التي تعتبر مشكلة في السودان ستصبح نعمة .
شركة نستله السويسرية تعتبر اليوم من اكبر الشركات في العالم . ودخلها اكثر من ترليون دولار . وسويسرا الصغيرة لا تمتلك معادن ، بترولا . انهم يمتلكون عقولا . اكبر منتجاتهم الشوكولاتة المستوردة من افريقيا . وقهوة النسكافيه التي نجدها في كل متجر في افريقيا . كلمة كافي اتت من قبائل كافا في مقاطعة سيداموا في جنوب اثيوبيا . ومن اثيوبيا اتت القهوة للعالم. في السبعينات قامت نستلة بحملة شرسة لتسويق منتجاتها خاصة للبن وطعام الاطفال . وتوقف نساء افريقيا والعالم الثالث من ارضاع اطفالهن . وكان شراء منتجات نستلة يعني الرفاهية والمدنية . ولبن الام لا يمكن تعويضه لانه يحتوي علي انزيمات تعطي الرضيع مناعة لا تعوض . وكانت هنالك حملة مضادة عالمية اجبرت نستلة علي التراجع . كما كانت هنالك حملات اخرى لمحاربة شركات الكيمائيات السويسرية التي كانت تبيع المبيدات المستخدمة في الزراعة . وكانت هنالك صور سودانيين يستخدمون هذة المبيدات بدون اقنعة وملابس واقية . في الفترة الاخيرة عمد كثير من السيدات وفي ايطاليا خاصة للولادة عن طريق العملية القيصرية وفي بعض الاحيان بلغت النسبة 80 % ولكن الجنين الذي يخرج عن طريق المهبل يتحصل علي حصانة طبيعية . وهذا جهل وبعض الانانية من السيدات وهن في واقع الحال لا يردن اكثر من طفل واحد .
في مؤتمر إيت او كل في استوكهولم استهدفت زينب محمد خير البدوي مالك مقدمة برامج البي بي سي البريطانية اربعة شركات من اكبر الشركات المنتجة للطعام في العالم . منها شركة نستلة السويسرية وشركة سادكسو . وهذه شركات عملاقة تتواجد في كل العالم . ومن كان يمثل نستلة بروفسر متمرس . ولكن بالرغم من كل هذا حصرتهم زينب في كثير من المرات . باسئلة محرجة .
وتذكرت كتاب قديم لا اجده الآن اسمه ,, ذي رسيرش اوف ذي ريسيرش .. كاتبته سويدية . او البحث في الابحاث . فقديما كانت الابحاث واجتهاد العلماء لاكتشاف عقارات للقضاء علي الاوبئة . ولم يكن المال هو مفصدهم الاول . او يخاطرون بحياتهم لمحاربة الامراض وقد يجربون الامصال علي اجسامهم . ولكن اليوم تستقطب الشركات العملاقة العلماء لكي تزيد قيمة اسهمها في البورصة واسواق الاوراق المالية . وعقارات التجميبل او ازالة التجاعيد تعود علي الشركات بالملياردات .
هذه ليست دراسة علمية ، ولكن بعض افكار قديمة وبعض القراءة .
كركاسة
نحن لا نزال نتوقع من اهل امدرمان اطلاق اسم المناضلة الدكتورة خالدة زاهر الساداتي علي حي او شارع في امدرمان .
|
