الاخ خالد تحياتي, دعني استعير عباراتك في وصف الموضوع بانه موضوع شحمان , الاعلام لا نتحدث عن اهميته لان الحديث عن ذلك تحصيل حاصل ولايختلف علي مدي اهميته اثنان وكثير من انطباعاتنا عن بلاد وشخصيات عامة ماخؤذة من ما يبثه الاعلام , الاعلام صار عصب كل المؤسسات فما من مؤسسة ليس لديها ناطق اعلامي يوضح رؤاها ودورها وماتصبو اليه وما حققته والاعلام وسيلة اقناع فاعلة كما انه وسيلة تعليم وتوجيه. في تاريخ السودان الملئ بالانقلابات نجد ان العسكر يكتمل نجاح الانقلاب عند السيطرة علي الاذاعة والتلفزيون فهما وسيلة اخطار الشعب واستقطاب تاييد العالم للنظام الجديد والامثلة كثيرة. كان يطلق علي الصحافة في وقت سابق في بلادنا العربية بانها السلطة الرابعة الان يطلق علي مجمل الاعلام بل ان للاعلام سطوة وسلاح لذلك تجد ان عليه من الرقابة ماعليه خوفا من اهتزاز العروش بخبر من جملتين تنطق في تلفزيون او سطرين في صحيفة. للاسف الشديد ان اجهزة اعلامنا العربية لاتعي هذا الدور الكبير والخطير ونجد انها برغم تقدم التقنية في بعض تلك البلدان الا انها لم تخرج من طور المحاكاة سوي علي صعيد البرامج او الدراما في كثير من الافلام العربية ماخوذة من افلام اجنبية دون مراعاة لاختلاف الثقافة والعادات والتقاليد وينطبق القول علي برامج تلفزيون الواقع, ينسي اعلامنا مدي تاثير مايبث علي المتلقي عن قصد او دون قصد ونلحظ ذلك التاثير في الشباب بصورة اشد لذلك تجد ان موجة مناهضة ومعادية لدرجة التطرف للاعلام وما يبث فيه وكثير من الفتاوي اصدرت في هذا الشان الاجدي ان توازي تلك القنوات بقنوات اخري تحمل عاداتنا وتقاليدنا وتعاليم ديننا ومن الممكن ان تنجح تلك القنوات لو كرست لها الدراسات والبحوث في كيفية خلق اعلام هادف من دون ان يمله القاري, المستمع او المشاهد. ما اريد قوله وعذرا للاطالة ان ثقافة المشاهدة تعتمد علي المتلقي(وهذا يعتمد علي تعليمه وثقافته وافقه ) والوسيلة الاعلامية ومحتوي المادة الاعلامية كل ذلك يؤدي الي ثقافة المشاهدة ويخلق الاثر سوي سلبيا او ايجابيا.
|