اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسين عبدالجليل
( بالاضافة لسورتي الاسراء و النجم هنالك عدة أحاديث نبوية صحيحة في كتب أحاديث السنة و في كتب أحاديث الشيعة توثق لحادثة المعراج)
|
قبل تمشي للنقطة التانية من الكتاب يا حسين، أسمح لي أعلق علي الجزئية الأخيرة دي من كلامك.
أنا شايف إنو القرآن لم يوثق لحادثة تسمّي بالمعراج، كل الموجود حالياً في الكتب والمراجع الفقهية، هو روايات ظنيّة الثبوت ليس إلّا.
احاديث المعراج برواياتها المختلفة ضعيفة وغير منطقية بالنسبة لي، أضف لذلك الصيغة الكلامية والحوارية أثناء عملية العروج ذاتها، لمّا تقراها في رواية المعراج بتجرُّد، بتلقي فيها مفارقات تضعف من إمكانية حدوثها وتصديقها.
مثلاً:
جبريل عليه السلام مع الرسول (ص) يطرق باب السماء فيسأل الملك في الجانب الآخر: من الطارق.
يرد: جبريل!
مع ذلك رفض أن يفتح له (مع أنه بمثابة الـ Big boss
يسأل: ومن معك؟
يجيب جبريل: معي محمد رسول الله؟
يسأل الملك في الجانب الآخر: أوَ قد بُعث؟!!
والحوار دا يتكرِّر لغاية يصل لآخر سماء!
طيّب:
عدم المنطقية بالنسبة لي في إنو الملائكة ما عارفين هل الرسول بُعث أم لا، وهم الذين يصلون عليه بشكل دائم حسب ما ذكر القرآن (إنّ الله وملائكته يصلون علي النبي)
الملك سأل من الطارق، وحين عرف أنه جبريل، سأله ومن معك!!
يعني الملك لم يعرف من هو الطارق، لكنه عرف أن هناك شخص آخر مع الطارق!!!!
القصة الضعيفة دي يا حسين، بتخليني أتساءل:
هل العروج تمّ بدون سابق تخطيط، يعني كان مفاجئ للملائكة حرّاس السماء، ليس العروج وحده، بل حتي كون الرسول قد بُعث لم يكن لهم به علم.؟
هل يحتاج جبريل (الروح الأمين) لكل تلك الاسئلة ليسمح له بالدخول؟
نحن نتحدث عن قدرة مطلقة، قدرة إلهية وتُروي لنا أساليب بدائية في الصعود من سماء لأخري، ثم نتحدث عن جبريل (الروح الأمين) وتروي لنا أحاديث عن عدم مقدرته علي دخول السماء إلا بتعريف نفسه ومن معه، نتحدث عن ملائكة وتُروي لنا أنهم لا يعرفون أنّ النبي قد بُعث!! مع أنهم يصلون عليه!!!
عموماً:
روايات المعراج تفنن فيها الرواة، فأتت مختلفة ومتضاربة، حديث يقول لك أن النبي فلان في السماء الرابعة، وآخر يقول بأنه في السادسة، النيل والفرات في السماء السابعة، ورواة يقولوا ليك لأ في السماء الدنيا..إلخ من تضاربات عنيفة. (بالنسبة لي، النيل ينبع من تانا وفكتوريا، ما الذي يذهب به للسماء؟!).
العروج إلي السماء ليس بالحدث الهين الذي يمكن أن يتجاوزه القرآن (حال حدوثه)، واذا افترضنا أن المتقدمين انبهروا بالاسراء وكان قضية بالنسبة لهم (كما ذهبت أنت في تبريرك)، أقول إن الله يعلم أن قوماً متأخرين (زيّنا كدا) الاسراء بالنسبة ليهم بكون حاجة عادية ومقبولة بالعقل والتجربة.
أضف لذلك أن حدثاً بهذه الضخامة، لا يسلم إذا تُرك دون إطار من الاختلاقات والاضافات التي يمكن أن تسئ للملائكة والله أيضاً، لذلك أنا أرجِّح عدم حدوث المعراج علي الأقل بشكله المرْوي الراهن.