من بوست تحية للمنتدى ومبدعيه
الحبان معتصم الطاهر ورأفت ميلاد
غريب فى المدينة انا . . أتوه وأضيع فى دهاليز المنتدى . . ذكرنى توهانى وضياعى هذا بأيام الشباب . .
إستمتع بالتوهان فى مدينة غريبة . .
إكتشف فيها أماكن جديدة وأناس جميلون . .
لا امل من المشى . .
وشم رائحة المكان . .
والناس . .
سافرت لايطاليا بالقطار . . ونحن ندخل على تريستا شممت رائحتها . . رائحة عطرة تتسرب لكل مسام جسدك . ..ذكرتنى رائحة أثينا . . كنت أسال من معى . . هل شممتها فيجيب بلا . .
كنت افتح صدرى ونفسى على مصراعيهما لهواء المدينة وعبقها . . ذكرتنى رائحة السودنة فى عطبرة . .
الفل والياسمين ورائحة النظافة . . كيف تحولت بعد ان سكنها مدراء الانقاذ لرائحة روث الابقار والبرسيم الذى حل محل الفل والياسمين . . هذا واقع وهذه تورية . .
عندما كنا نقرأ ونتأثر بكل شئ . . قرأنا وقتها لكولن ويلسون . . كان يتكلم عن الرؤيا . . قال أنه كان على جسر وينظر المياه التى تجرى تحته . . أحس أنه أندمج مع المياه . .
وأحس وقتها انه فهم كل شئ . . لكن الإحساس لم يلبث إلا لحظة قصيرة وضاع بعدها . .
قال أن كريشنا كان يسير فى حقل كبير . . كان الحقل مخضرا ومنبسطا امامه . . ومع نهاياته تبدأ السماء بالصعود . . قال ان كريشنا خر مغشبا عليه . . الرؤيا هذه أليست هى الامتلاء البهبج نفسه . ..عندما يشتد أوار الحفلة . . اللعبة . . وتقوم تلك الجميلة وترقص . . ينضح المكان بهجة وسرور وتعود ومعك الصحاب وانت ممتلئ ومصطخب بذلك الشعور الجميل الغريب . . عندما تشاهد كمال عبد الوهاب . . تستمع لوردى ود اللمين . مصطفى سيد أحمد . . تشاهد كارمن . . تقرأ رواية . .قصة . . قصيدة . .. هل أقول لكم ما فعله بى حميد ذات ليلة صيفية فى عطبرة . .
دعانى الحبيب عكود للمنتدى فكنت حين تضيق بنا الحياة فى سوداننا إلتجئ اليكم وأرحل لعوالم من الجمال والمتعة والادهاش .
معتصم الجميل . . ما ذكرته عن الاصابات واللاعبين والكرة حديث يطول ولو لقينا كرويين يكون تمام . ولرأفت ميلاد الحب والود والتقدير .
كنت فى زيارة للامارات فى العام 2007 . . كنت وقتها طبيبا لنادى المريخ السودانى . . صديقى محمد سيد أحمد المتخصص فى النقد المسرحى . . دعانى لحضور تدشين كتاب لكاتبة سودانية . .تم سرد مختصر للرواية وبعدها دار نقاش لم أشارك فيه . . وكيف أشارك وفيه دكاترة فى الادب والمسرح وفيه أسماء تقف انتباه بمجرد ذكرها . . لكن أحدهم تحدث عن أخلاق البطل العالية وشهامته وأثنى على الرواية لأنها حاربت الجنس ولم تتح له مجالا ليطل بوجهه (القبيح) . .أذكر أننى طلبت الأذن للحديث وابتدرت بأنكم تستغربون وجود كرة القدم فى محفل ثقافى . . الحديث عن الجنس فى الاعمال الادبية والفنية . . حديث قديم . . وأختلف فيه الناس وسبختلفون لكننا لو حكمنا بنفيه لحكمنا على أعظم الأعمال الأدبية من رواية وقصة وشعر وعلى أعظم الأعمال الفنية فى السينما والمسرح بالاعدام . .
ما قاله معاوية محمد نور منذ ذلك الزمان البعيد وصاغه علم الجمال ونظريات النقد الأدبى والفنى الحديثة بأن أساس اى عمل فنى ادبى هو الموهبة و الصدق الفنى .
منذ تشريفى بالانضمام للمنتدى وانا استمتع بالكتابات الجميلة لأعضائه وتعجبنى أكثر المداخلات والتعليقات فرغم عفويتها الا انها صادرة من مبدعيين . . امتلكوا ناصية الكلمة وطوعوها فخرجت للناس كما ارادوا لها ان تخرج .
قالت لى ابنتى الصغيرة انها كانت تستمع امس للموهبة المصرية ياسمين . . قالت لى انها وفى احدى تجليات ياسمين احست بخدر خفيف فى جسمها وانها للحظة احست بانها يمكن ان تطير . . هذه من متع الحياة . . ذلك الاحساس والشعور بالامتلاء البهيج .
عكود ايها الجميل . . شكرا
منتديات سودانيات تواصل ومحبة
8/3/2015
|