حكايات
استراحة مع حكواتي:
استدعى أحد الملوك ، الشعراء إلى قصره؛ فصادفهم شاعرٌ فقير بيده جرّه فارغة كان متوجهاً بها إلى البحر ليمﻸها ماء؛ فرافقهم اﻷخير إلى قصر الملك،
إلى أن وصلوا القصر؛ وقد بالغ الملك في إكرامهم واﻹنعام عليهم ...
ولما رأى الملك الرجل وعلى كتفه الجره وثيابه الرثه، سأله : من أنت؟ وما حاجتك؟
فأنشد الفقير :
لما رأيتُ القــوم شدوا رحالهم ...
إلى بحرك الطَّامي أتيتُ بجرتي ...
فقال الملك : امﻸوا جرته ذهباً وفضةً
فحسده بعض الحاضرين، وقالوا للملك :
إنه فقيرٌ مجنون ﻻ يعرف قيمة هذا المال، وربما أتلفه أو ضيعه .
فرد الملك : هو ماله يفعل به ما يشاء .
فمُلئت جرته ذهباً؛ وخرج إلى الباب ففرّق المال على جميع الفقراء !!!
وقد بلغ ذلك الملك، فاستدعاه وسأله عن ذلك،
فقال الفقير :
يجودُ علينا الخيّرون بمالهم ،،
ونحــن بمالِ الخيّرين نجودُ ،،
فأُعجب الملك بجواب الفقير، وأمر أن تُمﻸ جرته عشر مرات؛ وقال : الحسنةُ بعشر أمثالها .
فأنشد الفقير هذه اﻷبيات الشعرية التي يتم تداولها عبر آﻻف السنين :
الناسُ للناسِ ما دام َ الوفاءُ بِهِمُ ...
والعُسرِ واليُسرِ أوقاتٌ وساعاتُ ...
وأكرمُ الناسِ ما بينَ الورى رجلٌ ...
تُقضى علــى يدهِ للناسِ حاجاتُ ...
ﻻ تقطعنَّ يــدَ المعروفِ عن أحدٍ ...
ما دُمــت تقــدِرُ ، واﻷيام تاراتُ ...
واذكر فضيلةِ صُنع الله إذ جعلت ...
إليكَ .. ﻻ لكَ عِنــدَ الناسِ حاجاتُ ...
فماتَ قومٌ ، وما ماتت فضائِلهــم .
وعاشَ قومٌ وهم في الناسِ أمواتُ .
_____________________________________
|