نعي أليم - فيصل سعد في ذمة الله !!! عكــود

آخر 5 مواضيع
إضغط علي شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

العودة   سودانيات .. تواصل ومحبة > منتـديات سودانيات > نــــــوافــــــــــــــذ > الســــــرد والحكــايـــــة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-04-2012, 10:35 PM   #[1]
عادل عسوم
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية عادل عسوم
 
افتراضي جدّي علي ود عسوم...

لم يزل مرسوما في مخيلتي ...
وقد اعتاد الوقوف -ممشوقا- أمام -لقدابته- ذات المدخل الآرش العريض ...
الذي يسمح للناس والشمس بالولوج اليه على مدار اليوم! ...
بياض أهابه ينم عنه وجه مستطيل ...
وجيد نضير يفترُّ عنه عنق (عراقيه) الدبلان الناصع البياض...
أما انفه ...
فيشمخ في علوّ ...
أغرى يوما (زرزورا) ليحطّ عليه (كما قالت جدتنا)...
...
عندما ارتحلتُّ الى مكة المكرمة (في الثمانينات)...
مقبولا في فرع جامعة الملك عبدالعزيز (أم القرى حاليا)...
كم رأيت له من أشباه من أهل تلك الديار ...يفوقون الأربعين!.
...
..
.
كنت أحرص(وأنا الصبي) عند كل أجازة نمضيها في البركل أن لا يفوتني مجلس قهوته عند كل صباح...
أشار يوما –بعصاه- الى (ككر) خشبي دكن لونه مع توالي السنوات وقال لي:
-هذا الكرسي ل(جدّي وجدّك) الأكبر ...
لقد كان آخر ملك للشايقية في مملكة الطريف بمنطقة عسوم...
سالته:
-وما الذي جعلكم تتركون عسوم لتسكنوا البركل؟
قال جدي بعيد اكماله لفنجان القهوة:
-جدي -علي الكبير- كان يعمل في منطقة عسوم (طهارا) و (جبارا للكسور)...
وقد آتاه الله من المال الكثير...
لكن قدر له الله بأن لا يرزق سوي ابن أوحد أسماه محمد...
عندما بلغ محمد الحُلُم... شرع أبوه يبحث له عن زوجة اشترط بأن تكون سليلة لأرفع الأسر –في منطقة الشايقية –حسبا...
فما كان منه الاّ أن جاء الى منطقة (شبا) حيث الشيح ود الكرسني (تور الجبل)...
زوّجه من أبنة ود الكرسني (الشيخة زينب) ...
فكان ثمرة ذاك الزواج أبن أوحد هو جدك الماثل أمامك (على ود محمد ود عسوم)...
...
وينتقل جدّي الى رحاب رحمان الدنيا والآخرة ورحيمهما
وتمر سنوات...
التقي خلالها بجدّي سعد عبدالحميد الكرسني -شيخ منطقة العرقوب- التي غمرتها مياه سد مروي لاحقا
ليكمل لي -جدي سعد-بقية السيرة
...
منذ قرن من الزمان ...
شبّ (علي) وحيد أمه من بعد أن أنتقل والده (محمد) الى رحمة المولى...
أمه (زينب) وحيدة أبيها (الشيخ أحمد ود عبدالحميد الكرسني) ...
لقد حفظت القرآن كاملا منذ نعومة أظفارها ...
وأضحت تنوب عن والدها في تدريسه للنساء والرجال سواء بسواء...
...
مرت السنون ...
وآن لزينب أن تبحث عن زوج لابنها (علي) ...
هي لم تكن تشكو فاقة (تأخر) زواج ابنها...
وما كان عليها أن تذهب بعيدا ان رامت له زوجة ...
فالكل يتمنى أن يزوج ابنته ل(علي)!...
ولكن!...
ما يشغل (زينب) كان أمرٌ آخر...
هي رؤيا منامية اعتادت رؤيتها على مدى سنوات!
فلا تملك الاّ أن ترجئ أمر الزواج...
كانت ترى (في كل رؤيا) من رؤاها تلك...رجلا أسمرا مربوع القوام...
هو برغم الاسمال التي يرتديها ... بادي الوضاءة...
حديثه ما بين خفوت وتبسم...
يناديها من من بعيد ويقول:
-(زينب بت شيخنا...
ولدك علي ...تربو (أي نسله) من بنيتنا (زهرة) الفي دار جعل سكونا)!!
...
فتدع أمر تزويجه فتاة من أهلها!...
وتستبد بها الحيرة...
فديار جعل هذه مكانها من (البركل وشبا) حيث تعيش ...لأرض تضرب لها أكباد الأبل!...
...
تعود زينب الى حراك حياتها من جديد...
وينقطع حبل الرؤى لعام أو يزيد...
فتتناسى أمر (زهرة) أبنة الجعليين ...
وتتخير أبنة أخيها زوجة لابنها (علي)...
ويشرع الناس في التجهيز ليوم الزواج...
قالت زينب...
-كنت أجلس مع قريبات لي نجهز (ريحة العرسان) ...
فاذا بابن أخي (الصبي) يأتينا مهرولا وهو يقول...
-عمّتي عمّتي ...في راجل (دريويش) في الباب قال عِلِّي يقابلك!
فتجيبه:
-قالّك دايرني أنا دي؟!
-أيّي والله ...قال لي داير اقابل زينب بت شيخنا!
تضع زينب (الطرحة) على رأسها وتنطلق في معية الصبي الى باب الدار...
...
ياللمفاجأة!!
انه ذات الرجل الذي أعتادت رؤيته في منامها!!
برغم الاسمال التي يرتديها ...الاّ أن وجهه بادي الوضاءة...
...
يسلم عليها من بعيد ويطلب طعاما تصنعه له بيديها...
يأكل ويحمد الله ثم يشرع متحدثا اليها...
بذات الابتسامة...
وبذات الصوت الخفيت يقول:...
انتي دا شنو القاع تسوّو فيهو دا يابت شيخنا
فترد عليه قائلة:
-قاعدين ندق في الريحي لي علي ولدي مي داير يعرّس
-داير يعرّس مني؟
-دايري أعرّس لو بت أخوي ود امي وابوي
فيرد عليها بذات الصوت الخفيت:
-(زينب بت شيخنا...
دحين ما قنّالك وليدك (علي) دا تربو من بنيتنا (زهرة) الفي دار جعل سكونا)!!
فترد عليه:
-أيا المبروك ...
لكن دار جعل دي مِي بعيدي وكبيري؟!
فيجيبها بذات الصوت الخفيت:
-(الدرب في ايد الله يابت شيخنا
والبنيّي بتلاقيكم بي كبيقا معا أخيّّاتا يردِن في البير)!!
ثم ينصرف الرجل...
...
تجلس زينب من هول حديث الرجل وراسها بين يديها
فتضرب جبينها بيدها لتتأكد بأنها في صحو ...
فتيمم صوب قريباتها واخيها فتحكي لهم عن الأمر.
...
توقف زينب مراسم الزواج...
وينتشر الخبر بأن (علي) سيتزوج من ديار جعل...
وتستشير زينب الرجال من أهلها ...
فيشيرون عليها بأن الأمر أضحى واجب الايفاء...
...
فانطلقت الجمال من (شبا والبركل) في أتجاه دار جعل...
وسار الموكب ثلاث ايام وليلة...
ليدركهم الليل في منطقة (أبوطليح)...
فقضوا ليلتهم هناك ...
وأصبح عليهم صباح اليوم التالي...
قالت زينب:
خرجتُ مع قريبتي لنبحث عن مصدر ماء قريب...
فسرنا مسافة لنجد أنفسنا بجوار بئر ماء ودونها فتيات ثلاث...
ملأت أحداهن جرّتها وساعدتها رفيقتاها لتضعها على رأسها...
وواصلت زينب تحكي لمن حولها:
-والله من عيني وقعت على البنيّي دي عرفت أنها ياها مرة ولدي!
وسألتها:
-يابت أنتي أسمك زهرة؟!
-أيوة أنا زهرة بت الشريف ابو سم...
-سمح بيت أبوكي وينو؟!
-ماهو بعيد ياخالة...أتفضلوا أنا مشة قدامكم
...
فتعود زينب وقريبتها -مسرعتان-الى الركب لتنبئهم بأنها قد وجدت زهرة!
ويتحرك الجمع الى دار الشيخ (الشريف أبو سم) وهو في طرف قرية (المتمة) من جهة (أبوطليح)...
تقول زينب:
أقسم لنا (أبو زهرة) بأنه اعتاد رؤية ذات الدريويش -في العديد من الرؤى المنامية -كلما أتاه عريس لأبنته ...
...
يأتيه فيقول له بأن زوج أبنته (زهرة) سيكون من ديار الشايقية ...وأسمه (علي)!!
...
وتم الزواج ...
وانتقلت زهرة الى ديار الشايقية في منطقة (شبا والبركل)...
وأنجبت والدي (حسن علي عسوم) وأخوة له وأخوات...
...
اللهم أرحم جدتي (زينب بت أحمد الكرسني)...
اللهم أرحم جدتي (زهراء) بنت الشريف أبو سم...
اللهم أرحم جدي (علي) عسوم...



عادل عسوم غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

تعليقات الفيسبوك


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

التصميم

Mohammed Abuagla

الساعة الآن 04:48 AM.


زوار سودانيات من تاريخ 2011/7/11
free counters

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 2
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.