نعي أليم - فيصل سعد في ذمة الله !!! عكــود

آخر 5 مواضيع
إضغط علي شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

العودة   سودانيات .. تواصل ومحبة > منتـديات سودانيات > نــــــوافــــــــــــــذ > الســــــرد والحكــايـــــة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-04-2013, 02:07 PM   #[1]
عادل عسوم
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية عادل عسوم
 
افتراضي الشاطئُ الآخر!...

الشاطئُ الآخر
تمددت -في نفسه-دون هذا الشاطئ ظلالٌ من الريبة والتوجس...
توجسٌ تحول الى كُرهٍ نأى به -عنه- عقودا من عمره الذي ناهز الخمسين الاّ قليلا!
هذه الظلال...
أذكتها في نفسه (قناعاتُ) لوالده الذي تربّى في كنف اليسار طوال عمره المديد الى أن ارتحل الى ربه...
وبرغم نشأة أخيه الأكبر متيامنا ...الاّ أن اعجابه بأبيه جعله يُمعن في يساريته الى أن تزوج وأنجب البنين والبنات...
فبقي متنازعا مابين (اعجابه) بأبيه...و(حبه) لأخيه ذاك...
ولعلّ التنازع ذاك قد أذكى في نفسه شئ (ما) يشده الى ذاك الشاطئ!...
كتب -عن ذلك-يوما وقال:
انه أحساس يشبه (الأكولة) التي تنتاب المرء في ثنايا جُرح قديم يوشك أن يبرأ!
(يتبع)



التوقيع: المرء أن كان مخبوءا في لسانه فإنه - في عوالم هذه الأسافير - لمخبوء في (كيبورده)
عادل عسوم غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 08-04-2013, 02:08 PM   #[2]
عادل عسوم
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية عادل عسوم
 
افتراضي

أعطى اليسار (كل) عنفوانه...عمرا وفكرا...
وظل محاطا بالرفاق دوما...
ولكن...
اجتهد في أن ينتقي له اصاقاء من أهل اليمين...
يأوي اليهم كلما جنح به مركب الرفاق أو كبا حصانهم خلال ليلة من لياليهم الملونة...
قال يوما ل(صديق) منهم...
-تعرف...
برغم اني أكره الذي بين يديك من (فكر)...الاّ اني أحب أن تكون صديقي!
فال له صديقه ذاك...وقد آتاه الله ...(بصيرة):
-اني ارى نور الهداية في منتهى نفق خواتيمك...
فيحسُّ براحة تتمشى في مفاصله النُعّسِ...
(يتبع)



التوقيع: المرء أن كان مخبوءا في لسانه فإنه - في عوالم هذه الأسافير - لمخبوء في (كيبورده)
عادل عسوم غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 08-04-2013, 02:08 PM   #[3]
عادل عسوم
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية عادل عسوم
 
افتراضي

سأله صديقه ذاك:
-ماالذي ينأى بك عنّا ياصديقي (الوليد)؟
قال:
-(أيقن) بأن فكركم هذا يقتل الابداع في كل ضروب حراك الناس!
الغناء حرام...
التصوير حرام...
والحرية منقوصة...
حتى اشكالكم...لحى كثّة وجلاليب قصيرة و...ومسواك.
قال ذلك واشاح بوجهه.
فابتسم الصديق ونهض الى مكتبته ثم عاد وفي يده كتاب...
كان اسم الكتاب:
دستور الأخلاق في القرآن ...للدكتور محمد عبدالله درّاز
قال الصديق وهو يمدُّ يده اليه بالكتاب:
-هذا هديتي اليك...
أسألك بالله أن تقرأه ...ان رأيت ذلك.
قال لي الوليد من بعد ذلك:
برغم اني لم أقرأ هذا الكتاب ...الاّ انه بقي داخل حقيبة ملابسي لسنوات ...
حتى قُدّر لي بأن ابارح السودان مغتربا الى أوربا...
(يتبع)



التوقيع: المرء أن كان مخبوءا في لسانه فإنه - في عوالم هذه الأسافير - لمخبوء في (كيبورده)
عادل عسوم غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 08-04-2013, 02:10 PM   #[4]
عادل عسوم
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية عادل عسوم
 
افتراضي

وبقي (الوليد) طوال سني المرحلة الثانوية وثيق صلة بصديقه ذاك...
صداقة مافتئ (رفاقه) يلومونه عليها...
استُجوب مرة عن (حضوره) لبعض حلقات التلاوة!
فكان رده:
-أما رأيتم مسيحيّي لبنان يحفظون القرآن حتى يزداد اللسان منهم فصاحة؟!
وأضاف:
أني أحضرها -لماما-لأني أجدهم أفصح لغة وأجمل بيانا فأتعلم منهم!...
ثم قال:
أما رأيتم العديد من (رفاقنا) ممن تستاء الأذن منهم وتتأذى العين من أقوالهم وكتاباتهم؟!
لقد كان -دوما-شجاعا عند ابداء رأيه و(صادما) لكل من يتقصّده بازجاء...
...
ظلّ ذاك حاله الى أن سافر الى مصر لأكمال تعليمه الجامعي...
اذ جامعاتنا -اذ ذاك- كانت دون اصابع اليدين عددا...
ولا مجال الاّ لقلّة من الطلاب للولوج الى كلياتها...
وفي مصر ...
بقي في معية ال(رفاق)...
كادرا نشطا ينجز كل مايوكل اليه دون كلل أو ملل...
ولكنه...
ظلّ أسيرا لحبّه للفصحى -في كتاباته- دون العامية...
وبقي يحبُّ الشٍّعر الجميل...
بدءا بأشعار شوقي والتجاني يوسف بشير والمجذوب...
وانتهاء بأشعار روضة الحاج التي أدمن قراءتها قصيدة قصيدة...
قال لي -يوما-عن روضة الحاج:
-تعرف ياابن عمّي:
روضة الحاج دي بقرا ليها دايما لمّن أحس بأني محتاج أشمّ لي هوا نضيف!
(يتبع)



التوقيع: المرء أن كان مخبوءا في لسانه فإنه - في عوالم هذه الأسافير - لمخبوء في (كيبورده)
عادل عسوم غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 08-04-2013, 02:10 PM   #[5]
عادل عسوم
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية عادل عسوم
 
افتراضي

عاد (الوليد) بعيد اكماله لتعليمه الجامعي...
حيث وجد له الرفاق وظيفة في احدى الشركات المملوكة لأحد الأقباط السودانيين...
وبقي بذات النشاط بين رفاقه القدامى...
وحينها...
كان لليسار حراكه البائن على خارطة السياسة السودانية...
وذلك من بعد سيطرة الاسلاميين على السلطة...
وشرعوا يضيقون الخناق على اهل اليسار...
فدخل الوليد -مع من دخل-الى ما يسميها الناس بيوت الأشباح...
فأوغر صدره (أكثر) تجاه الاسلاميين نتاج مامارسوه عليه ورفاقه من تعذيب واذلال...
عبّر عن ذلك لصديقه ذاك بعيد اطلاق سراحه...
وكتب عن ذلك كثيرا على صفحات العديد من الوسائط...
ولكن...
بقيت نظرته ل(الشاطئ الآخر) نظرة تنازعها مشاعره تجاه ابيه واخيه الأكبر!
وبقي احساسه به:
أحساس يشبه (الأكولة) التي تنتاب المرء في ثنايا جُرح قديم يوشك أن يبرأ!
ومافتئ يرتاد-أحيانا-حلقات التلاوة مع صديقه ذاك...
وخلال احدى الحلقات:
تحدث شيخ وقور عن هجرة النبي صلوات الله وسلامه عليه من مكة...
توقف (الوليد) كثيرا عند استنكار الحبيب -قبيل هجرته الشريفة-سعي أهله في مكة الى أخراجه منها قسرا فقال مستغربا:
أو مُخرجيّ هم؟!!!
(يتبع)



التوقيع: المرء أن كان مخبوءا في لسانه فإنه - في عوالم هذه الأسافير - لمخبوء في (كيبورده)
عادل عسوم غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 08-04-2013, 02:11 PM   #[6]
عادل عسوم
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية عادل عسوم
 
افتراضي

لم يطب له المقام في السودان بعيد أطلاق سراحه كثيرا...
فاستصحب (مواسم) الطيب صالح وهاجر الى الشمال...
يمني النفس بالاستقرار في بلد ناطق بالانجليزية...
يومها...
استلقى على مقعد الطائرة بعد يومين من الحراك في سبيل أكمال اجراءات السفر ...
ولم يكن قد ذاق طعم النوم خلال نهاريهما وماتوسطهما من ليل!
أستعرض وجوه العديد من الرفاق ممن أتوا لوداعه...
ومن بينهم (ينبرى) له وجه صديقه مبتسما...
فطاف بخياله استنكار رسول الله صلوات الله وسلامه ذاك بأن:
أو مخرجيّ هم؟!
...
وبدا-وكأن- الصوت يتردد في الفضاء...
أو مُخرجيّ هم...
أو مُخرجيّ هم...
أو مُخرجيّ هم...
...
فاذا بأهل مكة يأتمرون لاخراجه!
تساءل...من أنا؟!
فهتف به هاتف ...انك رسول الله ياالوليد!!
وعجب لذلك!
فهو (موقن) بأنه الوليد ...وليس برسول الله
لكن من يقنع هؤلاء كل الناس ليس برسول الله...
فلم يلبث الاّ أن سمع مناديا بأن يارسول الله أقدم...
واذا ببساط للريح يسجيه له مَلَكان لهما أجنحة مثنى وثلاث ورباع...
فجلس عليه ...وطار به في السماء!
نظر الى الأسفل...فاذا هو يعلو مجرى ماء عرييييض صوب الضفة الأخرى...
وهبط البساط بهدووووء على أرض الضفة الأخرى...
ياااااااه
ياااالهذا الضياء العميم...
وياااالهذا العطر والأريج الذي يعم السوح والأرجاء...
جال ببصره فاذا بالورود تكتنف الشاطئ على امتداده...
فقال يعاتب نفسه:
لِمَ حرمتُ نفسي من أن أعبر الى هذا الشاطئ منذ أمد؟!
وشرع يمد رجليه ليتمشى على طول هذا الشاطئ...
لكنه أحس ب(خدر) يسرى في أوصاله كلها ويحول بينه وبين ذلك!
فلكأنه خارج لتوه من عملية جراحية كبيرة!!
فأغمض عينيه ونام.
...
انتهى به المقام في ربوع دولة لايتحدث أهلها الانجليزية...
اذ أمدّه الرفاق ب(ذرائع) الحصول على اللجوء السياسي فيها دون غيرها...
ومضت به السنون وهو يعطي اليسار (كل) وقته و(جل) حراكه...
وفي غمرة كل ذلك لم ينس الوليد(صديقه) ذاك في السودان...
لكنه كان كلما هاتفه لا يلبث الاّ أن يرى-في منامه-ذات الرؤيا تلك- وأنه هو رسول الله!
فينهض صباحا مفعما بالراحة والحبور والرضى...
(يتبع)



التوقيع: المرء أن كان مخبوءا في لسانه فإنه - في عوالم هذه الأسافير - لمخبوء في (كيبورده)
عادل عسوم غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 08-04-2013, 02:12 PM   #[7]
عادل عسوم
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية عادل عسوم
 
افتراضي

سألتُ صديقه ذاك يوما...
ما الذي تراه (مختلفا) في صديقك الوليد دون غيره من معارفك من اهل اليسار؟
قال لي:
-الرجل كان -بخلاف-رفاقه لا يُنفّرُهُ احسان مخارج الأحرف لدى المتحدثين...
اذ عهدي ب(جل) أهل اليسار ممن أعرف يحكمون بالتيامن على كل من يُحسن مخارج الأحرف العربية فينأون عن سماعه!
(يتبع)



التوقيع: المرء أن كان مخبوءا في لسانه فإنه - في عوالم هذه الأسافير - لمخبوء في (كيبورده)
عادل عسوم غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 08-04-2013, 02:13 PM   #[8]
عادل عسوم
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية عادل عسوم
 
افتراضي

وأضاف الرجل...
في (الوليد) صفة أخرى تزيّنه...
انه لا يرضى في الحق لومة لائم!
وذاك لعمري هو ما احسبه سيعجّل بعبوره (يوما) الى الضفة الأخرى.
وبالفعل...
ظل الوليد ينافح بلسانه ويراعه مؤججا حربا شعواء ضد العديد من رموز الفساد في منظمات تتبع لليسار...
وناله خلال ذلك الكثير من الأذى...
ومثل مرات عديدة امام القضاء...
لكن الله كان نصيره...
يومها قال لي (والحديث لصديقه ذاك):
-عندما عدت من آخر جلسة أنصفتُ فيها...
تذكرت كتاب (دستور الأخلاق في القرآن) فجلست أقرأ فيه...
فغشيتني نسمات عليلة...
ولكأنها آتية من (شاطئ آخر) غير الذي أعيش عليه
فاذا بي ببساط الريح يحملني الى هناااااك
أشجار من نخيل باسقات سامقات...
وأزاهر تحف بالروض تعبق السوح والفضاءات باريجها...
فأرحت راسي على مقعدي وقد سقط من بين يدي الكتاب...
وانتابني ذات الأحساس ذاك:
أحساس يشبه (الأكولة) التي تنتاب المرء في ثنايا جُرح قديم يوشك أن يبرأ!
(يتبع)



التوقيع: المرء أن كان مخبوءا في لسانه فإنه - في عوالم هذه الأسافير - لمخبوء في (كيبورده)
عادل عسوم غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 08-04-2013, 02:14 PM   #[9]
عادل عسوم
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية عادل عسوم
 
افتراضي

واصل الوليد قراءته للكتاب بعد أن صادف في نفسه هوى...
فأمر الأخلاق (يهبش) في نفسه -دوما-العديد من مواطن الاعتبار والتمييز لمواطن الاقدام!
وقد شدّه اليه تلخيص ورد فيه:
اقتباس:
وهكذا تقوم القيم الخلقية على قاعدة من خصائص الفطرة البشرية، والباعث النفسي الداخلي؛ فالخالق سبحانه ألهم النفس فجورها وتقواها، حتى تتمكن من التمييز بين الخير والشر، والجميل والقبيح، والنافع والضار. والخالق سبحانه مكّن الإنسان من حرية اختيار السلوك على أساس تلك المعرفة التمييزية. وتنبعث في نفس الإنسان مشاعر متفاوتة نتيجة ذلك السلوك، ألا ترى أن النفس ترتاح وتأنس لسلوك الخير، وتضطرب وتأسى وتتكدر لسلوك الشر!
لكننا نعرف جيداً أن سلوك الإنسان لا يخضع في جميع الأحوال لقانون الأخلاق الفطري؛ إذ تتلوث الفطرة وتضعف النوازع الداخلية، نتيجة المؤثرات في البيئة الاجتماعية والتربوية، فتؤدي الأهواء إلى سوء تقدير المصالح، وتندفع إلى سلوك يتناقض مع متطلبات الفطرة السليمة الخيرة، وما تتطلبه من التزام بالقيم الخلقية السليمة.
والكتاب أيضا يزيد في تقييمه أنه يُعدُّ تلخيصا لأطروحة لنيل درجة الأستاذية من جامعة السوربون...
جاءها (درّاز) من بعد نيله لدرجة الاستاذية من جامعة الأزهر!
...
مافتئ الوليد بقرأ كل يوم مبحثا فيجد نفسه اسيرا لقدرة الكاتب على (أجلاء) العديد من المفاهيم المتعلقة بالتاصيل الأخلاقي كم كانت تشوبها الشوائب في فكره وقناعاته...
وعندما وصل الى منتصف الكتاب...
اتصل بصديقه (ذاك) وقال:
كم اشكرك على هذا الكتاب
وواصل القراءة الى أن أتم الكتاب...
فأحسّ بكم التغيير الذي أضفاه الكتاب علي نفسه!
رقد يومها وقد أيقن بأن (الشاطئ) الذي يكتنف حراك حياته ليس بالشاطئ الذي يجدر به أن يعيش فيه...
ولكن...
كيف له أن يدع (رفقة) عاش كل عمره بينه؟!
كيف له أن يغير (نمط) حياة ملؤها الذكريات والمشاهد؟!
فرقد يومه ذاك واذا به يتذكرها!
صبية فيها الكثير من (سمت) الشاطئ الآخر...
ما أن اصبح الصباح الاّ واخبر زوجه بأنه قد نوى الزواج بأخرى عليها...
(يتبع)



التوقيع: المرء أن كان مخبوءا في لسانه فإنه - في عوالم هذه الأسافير - لمخبوء في (كيبورده)
عادل عسوم غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 08-04-2013, 02:15 PM   #[10]
عادل عسوم
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية عادل عسوم
 
افتراضي

لم تكن لزوجه الأولى صلة بعوالم اليسار...
كانت ربة منزل وأما صالحة لم ير منها الاّ كل ايجاب لزوج تحسن رعاية زوجها وأبناءها...
لكن ظل البون بينهما كبيرا كلما تعلق الأمر بالثقافة والاهتمامات...
أما (نعمات)...
فقد كان فيها الكثير الذي يفتقده...
المستوى الأكاديمي...
الثقافة العامة والالمام...
ومن قبل ذلك جمال السمت والطبع...
قال لنفسه جاهدا كبت أحساس انتابه بظلم زوجه الأولى:
-لقد عرفتها قبل زواجي وكنت أود زواجها الاّ أنه قد صدني عنها عدم حبها لليسار...
وبالفعل كانت في نعمات الكثير الذي (يعزز) مشاعره الجديدة!
وتم الزواج...
شرع الوليد يبتعد-بمشاعره-يوما بعد يوم عن عوالم اليسار...
وبدأ (يشتط) أكثر في حربه لبؤر الفساد المستشري في العديد من المنظمات التي يديرها الرفاق ...
فما كان منهم الاّ أن حاربوه حربا شعواء من خلال العديد من الوسائط...
ورفعوا عليه الدعاوى القضائية...
لكنه بتوفيق الله كسبها فساءهم ذلك كثيرا
الى أن وصل بهم الأمر الى أخراجه من شاطئه
وياله من يوم!
(يتبع)



التوقيع: المرء أن كان مخبوءا في لسانه فإنه - في عوالم هذه الأسافير - لمخبوء في (كيبورده)
عادل عسوم غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 08-04-2013, 02:17 PM   #[11]
عادل عسوم
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية عادل عسوم
 
افتراضي

وجاء اليوم...
تكأكا عليه الرفاق فاخرجوه!
فوقف ينظر الى سنوات خلت أعطى اليسار خلالها كل عنفونه...
يااااااه
ياللؤم القوم!
وتساءل في قرارة نفسه:
من يُخرجُ من؟!!!
هؤلاء الذين سعى الى فضحهم في الاسافير وبيان قذارة اياديهم خلال ادارتهم لشئون الرفاق وأموالهم كيف لهم بأن يخرجوه؟!
فكفر باليسار...
وأحس بأنه غريب على شاطئهم ذاك...
غريب وجه ويد ولسان و...مرادات!
فبدا يكتب عن عوار (كثيف) باليسار...
قال لي صديقه:
أقسم لي الوليد بأن أمر أخراجه قد نزل على قلبه بردا وسلاما!
اذ هو قد (انتوى) ال(هجرة) منذ أشهر وايام...
...
لم يرض الرفاق بفعل الوليد...
ظلوا يرسلون اليه الوفود تلو الوفود كي (يسكت) عنهم و...ويعود
لكنه بقي شامخا يرنو الى الشاطئ الآخر من بعد وضوء!
فاجتمع القوم بليل...
لم يجدوا بدا من ذلك ...وهم الوالغة اياديهم في الدماء!
وعندما بدات الشمس توذن بالمغيب...
حط (هدهد) على نخلة بالجوار..
وألقى من فيهِ رسالة فضضتها فاذا فيها:
انها من وراء البحار
وانها بسم الله الرحمن الرحيم
ان (الوليد) قد مات مسموما

...
فلما راى في عينيّ ذهولا...
صفق بجناحيه وطار مودعا
فما لبثت أن هطلت ادمعي غذارا...
...
(يتبع)



التوقيع: المرء أن كان مخبوءا في لسانه فإنه - في عوالم هذه الأسافير - لمخبوء في (كيبورده)
عادل عسوم غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 08-04-2013, 02:18 PM   #[12]
عادل عسوم
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية عادل عسوم
 
افتراضي

لم أنم ليلتها...
بقيتُ لساعات طوال أجترُّ حزني النبيل...
ولم يزرني النوم الاّ بين يدي ثلث الليل الأخير
...
فاذا بأعلام الفيافي منكسة على السواري...
واذا بال(زين) ينطلق من كرمكول وهو يهتف في اذن الزمن:
ياناس هووووي...
(الوليد) مات مسموم
(الوليد) مات مسموم
فرددت جنبات الجبال صدى صوته المبحوح
جبال كورتي
وجبل ابن عوف
وجبل كلم كاكول
وعند جبل البركل...
لم يتمالك نفسه من الارهاق والتعب...
فماكان منه الاّ أن (توسد) يده ونام
(يتبع)



التوقيع: المرء أن كان مخبوءا في لسانه فإنه - في عوالم هذه الأسافير - لمخبوء في (كيبورده)
عادل عسوم غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 08-04-2013, 02:20 PM   #[13]
عادل عسوم
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية عادل عسوم
 
افتراضي

أصبح (الزين) والخيطُ الأبيض قد بدأ يبين دون الأسود من الفجر...
فهذه ظلال الثلث الأخير من الليل تلملم أطراف ثوبها المتشح بالسواد منحسرة عن المكان...
وهناااااك عند عند خط اقتران السماء بالصحراء اذا بضوء الفجر يتلمس طريقه في ثبات وتؤدة...
ورويدا رويدا بدت هامة جبل البركل تبين...
بدت وكأنها تغتسل في ضوء الفجر نافضة عنها غبار أزمنة وأمكنة عديدة...
بدا الجبل حزينا يرنو بناظريه بعيييييدا الى ماوراء التاريخ...
وفجأة...
بدا من خلف الأفق غبارٌ كثييييف...
دونه موكب مهيب يشق عنان السماء...
ليحط في جلال على هامة الجبل...
ويترجل فارسان بلباس الملوك...
من بين يديهما الخدم والحشم...
فينصب لهما عرشان من خشب الأبنوس وكتل العاج وسبائك الذهب...
ويشرع الجنود في قرع الطبول ...
فتردد جنبات الجبل صدى الموسيقى الملكية ال(حزينة)...
ويخرج أهل البركل وكريمة وأنظارهم معلقة بهامة الجبل...
وكان ذاك اليوم هو الثالث منذ رحيل الوليد...
ويتدافع الناس الى ساحة الجبل...
فيتقدم اليهم بعانخي ملوحا بيد وممسكا بيد ترهاقا باليد الأخرى ويبدأ في الحديث بصوت ملوكي وقور:
(ياأيها الناس ليبارككم الرب الواحد ...
لقد جئنا للعزاء في روح الفقيد الوليد...
فيهتف الناس بصوت واحد ...لا أله الا الله ...ولا حول ولا قوة الاّ بالله...
ويتواصل الهتاف...لاأله الا الله محمد رسول الله...
فيسجد الملكان ثم يتوجهان الى الحشود ويهتفان مع الناس...لاأله الا الله محمد رسول الله...ولا حول ولاقوة الاّ بالله...وانا لله وانا اليه راحعون.
ثم تختلط الحشود...
ويشتد الهتاف وقرع الطبول...
ثم يلتفت الملكان الى جهة الشمال
ويشير بعانخي الى النيل ...
الذي...
يشق صدر أرضنا السمراء في عزيمة
وينحني تأدبا في البركل الذي يلي كريمة
***
وقد حوى في جوفه التاريخ والأسماك
تاريخ قوم ذاخر ب(اللؤم) كل حراك
***
الماء فيه ريان بلون البُنّ أشهُرا
والموج يصطخب لسيفه قد اشهرا
***
ينبيك عن مخاض
ب(الحزن) حين فاض
***
فيرفد الجروف نبتا يانعا دونما أشواك
***
ثم يصفو أشهُرا
فيستحيل أزرقا
***
تمده السماء من اهابها بلونها نهارا
وفي المساء...
يستحيل سطحه مرآة (حُزن) لأنجمٍ سهارا
***
ونخيل بالشط تهفو بجريد مائسات
يرقصن في (أسى) بين أيدي النسمات
***
أودعها الأله كل لون
سيقانها تشربت بذات لون البنّ
***
سبيطها يزينه الصفار
وثمرها يخضرُّ في البدار
***
وبعد أشهر...
ينداح صفرة
وحمرة...
ليكتسي بذات لون البنّ دونما هلاك
***
وفي الجوار...
ينتصب التاريخ جبلا أسمرا
له اسمان اسم (جدّي) والبركلا
تحرسه أسودٌ هي ليست حجرا
***
اللون فيه ذات لون البنّ
ومعبدٌ قد زانه التوحيد ذات يوم
بناه آمون الذي ملك الدنا والقوم
...
..
.
(يتبع)



التوقيع: المرء أن كان مخبوءا في لسانه فإنه - في عوالم هذه الأسافير - لمخبوء في (كيبورده)
عادل عسوم غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 08-04-2013, 02:21 PM   #[14]
عادل عسوم
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية عادل عسوم
 
افتراضي

وقف (الزين) يستند على نخلة والبصر منه حائر ينظر مرة الى الجبل الصامد على مرّ التاريخ ومرة الى النيل المنطلق بعنفوان منذ قرون...
هذا تأريخ جامد وذا تأريخ يسيل!
هما كمشاعره التي مافتئت لا يستقر بها حال...
وقف ينظر الى الشاطئ الآخر وهو يقول:
ليتني كنت أملك من أمري شيئا ياالوليد...
لكنت وهبتك ماتبقى من عمري...
اذ أني (أعلم) يقينا ماكنت تنويه خلال قابل سنيك ياعزيزي!
فبين يديّ كل بذور الورود وجل ّفسائل الأشجار التي كنت تنوي غرسها هناك على سوح الشاطئ الآخر وقد شرعت في العبور...
لكنهم...
لكنهم -من بعد أن ايقنوا-بما انتويت ...
أبت انفسهم الاّ أن يئدوا أحلامك ورؤاك...
...
..
.
وواصل الزين يخاطب نفسه:
لكن حسبك قول الحبيب صلوات الله وسلامه عليه أنما الأعمال بالنيات...
وانما لكل امرء مانوى...
...
قال (الزين) ذلك وقد غال الدمعُ عينيه فلم يعد يبصر شيئا...
فانكفأ يبكي على ساق النخلة...
(يتبع)



التوقيع: المرء أن كان مخبوءا في لسانه فإنه - في عوالم هذه الأسافير - لمخبوء في (كيبورده)
عادل عسوم غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 08-04-2013, 02:23 PM   #[15]
عادل عسوم
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية عادل عسوم
 
افتراضي

هذا الزين كما قال عنه طيبنا الصالح رحمه الله:...
اقتباس:
برغم صورته الجسدية قد توحي بالضعف، فهو نحيل هزيل، كأنه عود يابس، وكانت ساقاه نحيلتين لا تكادان تطيقان حمله، ولكنه مع ذلك يملك قوة بدنية استطاعت أن تكسر حدة ثور هائج، وأن تقلع شجرة سنط، بل كاد يقتل (سيف الدين) رغم أن الكثيرين أمسكوا به بكل قواهم
لذلك فان (بكاء) الزين كان بكاء يتناسب مع قوته ...
لا صورته!.............
(يتبع)



التوقيع: المرء أن كان مخبوءا في لسانه فإنه - في عوالم هذه الأسافير - لمخبوء في (كيبورده)
عادل عسوم غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

تعليقات الفيسبوك


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

التصميم

Mohammed Abuagla

الساعة الآن 01:09 PM.


زوار سودانيات من تاريخ 2011/7/11
free counters

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 2
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.